المجموع : 6
أقول لإحدى المعضلات العظائم
أقول لإحدى المعضلات العظائم / وبالود أني قاعد غير قائمِ
أُعزيك لا فعل اختيار ولا رضى / ولكن على رغمي ورغم المكارم
ألا بَكَّر الناعي بأن أجحف الردى / بأخضر مما أنبت المجدُ ناعم
ووافق يوم المهرجان نَعِيُّه / لنا فزجرنا فيه طير الأشائم
فلا جَرَم اعتضنا من الخز حزنه / وسرنا حفاة حُسّراً في المآتم
على هيّن من نفس من سار صاغرٍ / ومجتدع من أنف من ساد راغم
فإن ترعني سمع القبول فإنني / أُعزى فلا أهدا لصيحة خادم
وإن كنت فيما ناب من حادث الردى / أقلَّ مصاباً منك يا نقص ماتم
تأمل من الدنيا القليل متاعها / وما نحن فيه غير أحلام حالم
وفكِّر رويداً هل يعدون سالماً / إلى آدم أم هل يرون ابن سالم
فإن كنت مخصوصاً فحق لك الأسى / وإلا فلا ترفض جميل العزائم
فنحن لما أفضى إليه بموعد / وريش الذُّنابي تابع للقوادم
ومضطغن على الألباب قاس
ومضطغن على الألباب قاس / يرى ويقول بالرأي القديم
يحدِّث عن أب فأب مجوس / إلى هابيل كالليل البهيم
أبوه أخوه وهو أخو بنيه / ولا السّيْرانِ قدَّا من أديم
له في النور والظلمات عقد / بطيء الحل ممنوع الأديم
تخير من أديم الحزن أرضاً / عذاة الترب طيبة الأروم
وعَرَّش فوقنا فالطرف فيها / يسير على صراط مستقيم
وحصَّنها بعيدان طوال / وزينها بقضبان الكروم
وحاز لها من الأنهار فحلاً / فأهداها إلى كفؤ كريم
فأولدها بنين ولم تخنه / وَرُبَّتَ لائم فيها مليم
وأقبل ربها يسعى إليها / ضحى في سمت لقمان الحكيم
فأبصر غِلمة كالصبح بيضاً / لهن وغلمة مثل الصريم
فصعر خده غضباً عليها / وزناها ببهتان عظيم
قضى بسواد ذا وبياض هذا / كما ولد الصبيح من الدميم
فقال جزى العواهر ما جزاها / وسمن كل جانية ظلوم
ألم ترضين أن تزنين حتى / تَماريتُن في علم النجوم
وجرَّد مدية كالماء أبقت / على أوداجها أثر الكلوم
فما أرعى على أم ثكول / ولا أبقى على ولد يتيم
وجاء بهن أمثال السبايا / على لونين من حبش وروم
فداس بطونهن بِرَكْل علج / أشق كظل شيطان رجيم
فسالت بالدم الأنهار حتى / تركن القاع أحمر كالديم
ولما أن قضى الأوطار منها / وميزت الدماء من اللحوم
أشار بحسها لتزيد غماً / على ما حملته من الغموم
فأودعها من المغشى سموماً / تطابق تحت أعراق النجوم
فوافاها من النجدين شيخ / ترى ما لا ترى عين النديم
فقص عليه قصة ما أجابت / وقال ولم تدعها كالهشيم
حلفت لنشربن دم الزواني / وننتصرنّ للدين القديم
وفض الختم عن صافي الْحُمَيّا / ورد الطين في داني النسيم
ولما ذاقها والطعم مر / وقوس الظهر ظاهرة الوضوم
أعادت سِنه جَذَعاً وردت / ضراءة ذلك العظم الرميم
وجازته عن السوءَى بحسنى / فيا للّه للطبع الكريم
وفتيان كمجتمع الثريا / على طرف من العيش الرخيم
يساقيهم من الفتيان أحوى غضي / ض الطرف ذو كشح هضيم
تنادوا للمدام وعنفوني / وقالوا هاك حظك من نعيم
فقلت أخاف عقباها ولكن / أشيعكم إلى باب الجحيم
يا لمة ضرب الزما
يا لمة ضرب الزما / ن على معرسها خيامَهُ
للّه درك من خُزا / مى روضة عادت ثَغامه
فَوَرَبّه قامت به / للدين أشراط القيامه
لمضرج بدم النبو / ة ضارب بِيد الإمامه
متقسم يطأ السيو / ف مجرعاً منها حِمامه
منع الورود وماؤه / منه على طرف الثمامه
نصب ابن هند راسه / فوق الورى نصب العلامه
ومقبَّل كان النبي / بلثمه يشفي غرامه
قرع ابن هند بالقضي / ب غراره فرط استضامه
وشدا بنغمته علي / ه وصب بالفضلات جامه
والعدل أبلج ساطع / والدين ذو خال وشامه
يا ويح من ولَّى الكتا / ب قفاه والدنيا أمامه
ليُضرِّسَنَّ يد الندا / مة حين لا تغني الندامه
وليدركن على الكرا / مة سوء عاقبة الغرامه
وحمى أباح بنو يزي / دٍ عن طوائلهم حرامه
حتى اشتفوا من يوم بد / ر واستبدوا بالزعامه
لعنوا أمير المؤمني / ن بمثل إعلان الإقامه
لِم لَمْ تَخرِّي يا سما / ء ولم تصبّي يا غمامه
يا لعنة صارت على / أعناقهم طوق الحمامه
إن الإمامة لم تكن / للئيم ما تحت العمامه
يا سبط هند وابنها / دون البتول ولا كرامه
يا عين جودي للبقي / ع وما به تشفى رغامه
جودي لمشهد كربلا / ء فوفري عني ذمامه
جودي بمكنون الدمو / ع وأرسلي بدداً تهامه
إمامي لا يعادله إمامُ
إمامي لا يعادله إمامُ / تواضع تحت رايته الأنامُ
يزيد الخير والسامي أبوه / أقاما الخلق طراً فاستقاموا
فمن يك لائمي في حب رهطي / فإني في ولائي لا أُلامُ
ومن يفخر بآل أبي تراب / فآلي من أُميةَ والسلام
أإن كنت ذا عاهة ساقطاً
أإن كنت ذا عاهة ساقطاً / لئيماً تمنيتني في اللئامْ
ومن طافت النار في زرعه / تمنى احتراق زروع الأنامْ
يا آل عصم أنتمُ أولو العِصَمْ
يا آل عصم أنتمُ أولو العِصَمْ / لم توسموا إلا بنيران الكرم
لا يَنزع اللّهُ سرابيل النعم / عنكم فلا تخطوا بها دون الأمم
طابت مبانيكم وطبتم لا جَرم / يا سادة السيف وأرباب القلم
تهمي سجاياكم بعقبانِ ودم / أنتم فصاح ما خلا في لا ولم
الجار والعرض لديكم في حرم / والمال للآمال نهب مقتسم
أنتم أسود المجدِ لا أسد الأجم / يا سيداً نيط له بيت القدم
بالعمد الأطول والفرع الأشم / هل لك أن تعقد في بحر الشيم
عارفة تضرم ناراً في علَم / ويقصر الشكر عليها قل نعم
أما وإنعامك إنه قسَم / وثغر مجد في معاليك ابتسم
إنك في الناس كبُرء في سقم / يا فرق ما بين الوجود والعدم
وبُعْدَ ما بين الموالي والخدم / ما أحد كهاشم وإن هشم
ولا امرؤ كحاتم وإن حتم / ليس الحدوث في المعالي كالقدم
ولا شباب النبت فيها كالهرم / شتان ما بين الذُّنابى والقمم