المجموع : 126
وجيش كأعناق السيولِ غُثاؤهُ
وجيش كأعناق السيولِ غُثاؤهُ / إذا مدّ ملفوظ الظبي والجماجم
بعيدُ المدى لا صدرُ غور بمضمرٍ / سُطاةُ ولا قلبُ الظَّلامِ بكاتمِ
إذا نصلت من صبغها لِمَّةُ الدُّجى / أعادَ عليها صيغَ أَغْبر قاتمِ
به كل هفافِ القميصِ مُقارعٍ / على كل محبوكٍ السِّراةِ ضبُارمِ
أطلَّ على سِيفِ الفرات غدُيَّةً / وجِرْيتُها تحكي بطونَ الأراقمِ
فغادرها حمراءَ يقذفُ ماؤها / غطارفَ شُوشاً في مكانِ العلاجمِ
أرادَ ابتداري بالرَّدى فأجارني / أغرُّ طويلُ الباع من آلِ هاشمِ
عُلَّقَتْهُ والصِّبا غض الأديمْ
عُلَّقَتْهُ والصِّبا غض الأديمْ / مهمل الوفرة من آل تميمْ
يحسنُ التاجُ على مفرقهِ / ناشراً في يوم بؤسٍ ونعيم
يُنهل الصعدةَ من أقرانه / ويلبي طارق الليل البهيم
رتبٌ غادرنه ذا شغلٍ / بهواها عن هوى ظبيٍ وريم
فالعُلى والقلب من همته / بين إِعمال رويٍّ ورسيم
وعلى الأحياء دينٌ فادحٌ / أوسع الدهر به مطلُ الغريم
كلما طولعَ حالت دونهُ / سورة المقدار لا بأس الخصوم
يا لقومي من نزار غارةً / تخلطُ القوم بريئاً بسقيم
تعجل الفارس عن تحصينه / وجريح القوم عن شد الكلوم
فبعيدٌ دركُ المجدِ ولم / أحمل النفس على الهول العظيم
وأثير النَّقع من أنديةٍ / يعبقُ المندلُ فيها بالنسيم
بمامين صباح كشموسٍ / وخناذيذَ جيادٍ كنجوم
عاديات ترجفُ الأرض لها / برجال مثل حنَّان الصَّريمْ
يوم لا حسن الغواني شافعٌ / عند ذي الطعن ولا ودُّ الحميم
واشتجار الضرب من حرَّته / مذهل الأمِّ عن الطفل الرؤوم
وسليم الفلِّ ملقٍ نفسه / فترى كل سليمٍ ككليم
اضعف الروعَ قواهم فاغْتدى / عَسلانُ الرمح في ساق الهزيم
أنا بالروع كفيل والعُلى / كافلاتٌ لي بالملك العقيم
وبنو الزوراء من هزلهم / شُغلوا عن حمل أعباءِ الهموم
حسبوا أني منهم مثلما / صحَّف القوم رجيماً برحيم
لستُ بالكلِّ على حيكمُ / مُنْصلُي ماضٍ وبيتي في الصميم
أن ذا الأعواد مني لأبٌ / باذل الرفد ومناعُ الحريم
ضارب القبَّة للاجي وقد / أخذ الضيمُ بأطواق المضيم
حين لا أمر نبيِّ طاعةٌ / توجب الحُكم ولا فتوى العليم
من لخيلي أن تُرى مبثوثةً / أُمَمً الحي تمطَّى بالشكيمْ
توسع الأعداء طرداً مثلما / طرد الفقر فتى عبد الكريم
أقم يا حسامي في صوانك واهجم
أقم يا حسامي في صوانك واهجم / شربت دماً لم أُروِّك بالدَّمِ
ألا أنَّ وجدي بالمعالي مبرحٌ / وأبرح من وجدي بها وجد مخذمي
طويتُ لها خمساً وعشرين حجَّة / وواحدةً طيَّ الرداء المسهَّم
أذود الصبا عن مطمحٍ غير ماجدٍ / وأنهى الهوى عن موقف غير مكرم
يقولون جانبت النسيب وإنما / نسيبي ذكِرْى غارةٍ وتقحُّم
وفي غزل العليْاء لو تعلمونه / شفاءُ غرامٍ وادكارُ متيَّم
وكم مغرمٍ بالمجد عزَّ سُلوُّهُ / فأعرض إلى قول لُوَّم
إذا قيل هذا مفخر ظل مائساً / كما اضطرب المجهود من أم ملدم
سأبعثها شعواءً أمَّا لمغنمٍ / يحقق آمالي وأمَّا لمغرم
تميميَّةً لا صبرها عن تقاعُسٍ / مُذلٍّ لا أقدامُها عن تهجم
تُجد رسومَ المالكيَن ودارمٍ / وسُفيانَ والصَّيْفيِّ منها وأكثم
بحورُ نوالٍ لم تغضْ دون وارد / وأطواد ملكٍ لم تُنل بالتَّسنم
سهرت وما حب الحسان بمسهري / وهل منجدٌ فيما يروم كمتهم
لبرق كلمع الهندوانيِّ دونه / سحيقةُ حيٍّ أنجموا بالتهضُّمِ
ترامت بهم أيدي النَّوى وتزاوروا / إلى عازبٍ عن أرضهم متوخم
وعهدي بهم والدهر ملقٍ قياده / إلى كل مشبوح الذراع غَشمْشم
لبوسُهُم من سابريٍّ مُعسجدٍ / وأرضهم من لاحقيٍّ مسوَّم
غنيِّين من أرماحهم ووجوههم / نهاراً وليلاً عن شموسٍ وأنجُمِ
فبت كما بات السليم بقفرةٍ / سرت في أعاليه مُجاجة أرقم
تزاحم أشجاني إذا ما ذكرتهم / زحام المقاوي عند باب ابن مسلم
فتىً ليس بالنوام عن طارق الدجى / ولا عن قراع الدارعين بمحجم
يسيل دماءَ الكُوم وهي منيفةٌ / ويضرب في رأس الكميِّ المكمَّم
نفى واضح التشريق عن شمس أرضه / دخانُ قدورٍ أو عجاجةُ مِصْدم
حِمامٌ لأعداءٍ وأمْنٌ لخائف / ورأيٌ لمعتاصٍ وعفوٌ لمجرم
وأبلج من عُليا عُقْيل يَسرُه / حميد المساعي والنَّدى والتكرُّم
عفيف إزار الليل لا يستفزُّه / ظلامٌ ولا تغتاله ذات معصم
وما نشوة من قرقف صرْ خديَّةٍ / تدفَّقُ من ضنْك الجِران مُفدَّم
إذا سكبت في الكأس خلت شعاعها / على غسق الظلماء جذوة مُضرِم
لها حَبَبٌ يرفض عنها كأنَّه / عيونُ جرادٍ أو زواهرُ أنجم
أُتيحت لمشعوف الفؤاد مُدلَّهٍ / رمته الغواني عن قسيِّ التَّصرُّم
فعادت بأشجان وهاجت صبابةً / له وتمشَّت في مُشاشٍ وأعظُم
بأحسن من هز القوافي لعطفه / إذا رُجِّعت بالأفواه المُترنمِ
يطيف به من قيس جوثَة فتيةٌ / جريئون في يوميْ ندىً وتقدم
يحيون بسَّاماً كأن رداءهُ / يلاثُ برُكْنيْ يذبلٍ ويلملم
ومجْر كمُنهال الشَّقيق وعالجٍ / مُضرٍّ بأكْناف البلاد عرمرم
خلا فَرَقاً من بأسه كل مربضٍ / وأقفر من إِرهابه كل مجثم
يخال إذا ما الخرق ضاق بخيْله / بنا قرْمدٍ أو جنب رعْنٍ ململم
كأن بأعلى بيضه من عجاجه / رداء خُداريٍّ من الليل مُظلم
فلا أفْقَ إلا من مُثارِ عجاجة / ولا أرض إِلا من سَراة مطَّهمِ
تلته سباع الطير والوحش فاغتدى / بطِرفٍ ومغوار وسِيدٍ وقشعم
غلا حرُّه حتى كأن استجاره / سنا لهبٍ أو عرفجٍ متضرم
وأجلب حتى لو رمى الأرض صاعق / لمَا نمَّ من ألفاظه والتغمغم
طعان كقرع النِّيب غيرُ مباعدٍ / وضرب كَولْغ الذِّيب غير ملعثم
شللتهم شل الطرائد في الضحى / وسقتهم سوق المطي المُخزَّم
إذا رمت غزو الجيش ذلت رقابه / إلى اسمك من قبل ارتحالٍ ومقدم
فلو يستقل الرمحُ منك بسطوةٍ / إلى القوم عن سُرىً وتجشم
لك الحسب الوضاح يهدي ضياؤه / رقاب المطايا في دجى كل معتم
تألق من شُم العرانين أحرزوا / رهان المجاري في مدى كل معظم
غطاريف صيدٌ ما استكانوا لحادث / ولا أذعنوا للجائر المتعشرم
بها ليل أمَّا بأسُهم فلفاتكٍ / كميٍّ وأما جودهم فلمعدم
نوازلُ بالثغر المَخوفِ أعزةٌ / على الناس طعَّانون في كل ملحم
تقابل في ناديهم كل ماجدٍ / مشارٍ إليه بالسلام معظَّم
سريع صواب القول لا عن تفكُّرٍ / رزين حصاةِ الحلم لا عن تحلُّم
إذا خمدت نار القِرى فوقودهم / على الهضب عيدان الوشيج المحطم
ومُستنبحٍ يسترفد البرق ضوءه / لفرع يَفاعِ أو تجشم مخْرم
تُرنحهُ ريحُ الجنوب كأنه / خليَّةُ فُلكٍ عند لُجَّةِ خِضْرِم
أضفتم فلا جُوُّ الظَّلام ببادرٍ / لديه ولا بأسُ الشتاء بمؤلم
حشايا رحال من دمقس وثيرةٌ / وغرُّ جفانٍ من نضيدٍ مهشَّم
أبوك كسوب المجد من كل معرك / ومبتاع ذكر الحمد في كل موسم
ومستنزلُ العز المنيع بسيفه / وقد كلَّ عنه ناظرُ المتوسم
مُعفرُ تيجانِ الملوك ببأسه / وآخذُ مُعتاص العُلى بالتَّعشرُم
وقائدها قُبَّ البطون جَوارياً / إلى الطعن لا يعرفن غير التقدم
عليها رجال من سَراة مُسيَّب / يهزون أطراف الوشيج المقوَّم
إذا نضبت غُدْرُ الفلاة لواردٍ / أمِدَّ بسيلٍ من دَم الهام مفْعم
فتىً كان أغنى من سحاب مُنولٍ / وأنضر من وشي الربيع المُنمنم
مضى وكأن المجد بعد ذهابه / قنان الذري لولاكَ لم تُتسنم
ألا إنما قرواش موتٌ وعيشةٌ / ترفَّع عن تشبيه غيثٍ وضيغم
يغولُ العِدى أن ساوروا سطواته / بِبُوسي ويُحيي المُعْتفين بأنعُم
أظنُّ غِنىً يا تاج دولة هاشمٍ / وأنت أمامي للسُّرى ومُيممي
فخذها حصاناً لم تُزَنَّ بريبة أنْ / تحلٍ ولم تخطب لنكسٍ مذمِّم
يشجع من قلب الجبان نشيدها / ويفصح من لفظ العيي المُجمجم
كُبَّتْ جفانُ الحي من دارمِ
كُبَّتْ جفانُ الحي من دارمِ / إن لم يلوذوا بشبا صارمي
بمرهفٍ جرَّدهُ مرهفٌ / بجريد لا مُبْقٍ ولا راحِمِ
بغارةٍ تلبس رأد الضحى / رداءَ ليل الرَّهج العاتمِ
شعواء لا الحامي بذي نجدةٍ / فيها ولا الهاربُ بالسَّالم
جائرةٍ في الطعن ظلامةٍ / تخلطُ بَرَّ القومِ بالآثم
تمعجُ خيل الله في نقعها / بكل طافٍ في الوغى عائم
على جيادٍ كذئاب الغضى / من رامحٍ فيها ومن عاذم
حتى إذا جُبْنَ بنا قسطلاً / من طائرٍ عنا ومن جاثم
وعادت المُلْسُ بنا شَثْنَةً / كافلةً بالموطن الناعِم
وذلَّل الصيد ضرابُ الطُّلى / واستسلم المهزومُ للهازم
أُبْنا إلى عفوِ كريمٍ به / يُسترجعُ الغُنْمُ من العانم
أقتلُ حلماً وتقولُ العُلى / واعجباً للقائل الباسمِ
علوتُ عن تأثير قول الخَنا / فلستُ أخشى سَفَه الشاتم
لو رُجمَ النَّجمُ بأيدي الورى / لم تُدْمِه قطٌّ يدُ الرَّجمِ
إذا سطا الجهلُ بضوضائه / لاقيتُهُ بالمُغْمَدِ الكالمِ
أصدفُ سمعاً عنه لم يكترثْ / بغير قول الملكِ العالم
كما نبا عند ابتذالِ الندى / سَمعُ يمين الدِّينِ عن لائمِ
القاتلُ المَحْلَ بمعروفه / والحاملُ الغُرمَ عن الغارم
والماطرُ الَّلأواءَ من كفه / بكل منهلِّ الحيا ساجم
والواهبُ الوَفْرَ لسؤَّاله / ليسَ بمنَّانٍ ولا نادمِ
والضاربُ الهام بآرائه / إذا نبا السَّيفُ على الشاتم
صيدٌ ومن رائق أخلاقهم / يشتبه المخدومُ بالخادم
أظلماً ورمحي ناصري وحُسامي
أظلماً ورمحي ناصري وحُسامي / وذلاًّ وعزمي قائدي وزمامي
ولي بأس مشبوح الذراعين مغضب / يصاول عن أشباله ويُحامي
كذبت لقد استسهل الوعر في العلى / وأكرمُ نفسي أن يهونَ مَقامي
هجرت الثغور اللامعات وشاقني / بريقُ المواضي تحت كل قتامِ
وساروني كأسُ النديم فم يُهج / سوى لوعةٍ بالعز ذاتِ ضِرام
سجيَّةُ طلاع الثنايا مشمِّرٍ / على الهول خوَّاضِ لكل ظلام
ولما التقينا بالكثيب وأُسبلتْ / غزارُ دموعٍ للفراقِ هُوامِ
ولاذتْ بخداع الصبا عامريَّةٌ / ترومُ اغتراراً من شباب غُلامِ
تفاوضني نظم الهوى ودموعُها / على الخد منها غيرُ ذاتِ نظامِ
وأعدى الدجى نوم الوشاة وقد مضى / هزيعٌ فألقى كَلْكلاً باكِام
وفاح النقا من ردعها فكأنما / أصابَ من الدَّاريِّ فضَّ خِتامِ
بكيت فقالت خامر الحب قلبه / فقلتُ بغير الغانيات غَرامي
منعت القرى أن لم أُقدها عوابساً / تشبُّ على الأعداء نارَ حِمامِ
طوارح أيدٍ في الرؤوس كأنما / يبارينَ هبَّات الظُّبى بلطامِ
تجانف عن رعي الجميم وتختلي / شكيرَ رؤوس طُوحت ولمِامِ
إذا ظمئت أغنى الدلاصُ بلمعه / فكل كميٍّ مُنْقعٌ لأُوامِ
عليهن فتيانٌ نماهُمْ مجاشعٌ / وكانَ إلى العلياء أكرمَ نامِ
تُهزُّ بأيديهم رماحٌ كأنما / سقوها من الأيمان صرفَ مُدامِ
إذا شرعوها للطعان حسبتها / كواكَب تهديها بدور تمام
بريق سيوف في سحاب عجاجة / وقطرُ دماءٍ في رعودِ كلامِ
فأدرك مجداً أو تَجلَّى عجاجتي / من الطَّرد عن ثاوٍ بغير رجامِ
وكم صَوْن جسم بعد موت أذلَّه / كما ذلَّ بالتَّصْبير جسمُ هِشام
فإن تنكري حلمي وبأسي مصاحبي / وضرب الخفاف البيض دون خصامي
فسيفي وحلمي سائسان كلاهما / إذا اسُتنْجدا في موقفٍ ومقامٍ
فللخامل الغاوي تجاوز آنفٍ / وللملك الطَّاغي صِيالُ حسامِ
ألا غنياني بالصهيل فإنه / سَماعي ورقْراق الدماء مُدامي
وحطَّا على الرمضاء رحلي فإنها / مَقيلي وخفَّاقُ البنود خيامي
ولا تذكرا لي خفض عيش فإنما / بلوغُ المعالي صحَّتي وقِوامي
وفي العز يلفى عيش كل مُغامرٍ / على المجد لا في مَشْربٍ وطعام
عداني أن أرضى المذلَّة صارمٌ / جَريٌّ على الأعناق غيرُ كَهام
وطِرف نُضاريٌّ إذا ما امتطيتُه / فأقربُ شيءٍ منه بُعْدُ مَرامِ
حبيكُ القَرا رحْبُ اللِّبان مُؤ / مَّنُ العِثارِ إذا يجري صليبُ حَوامِ
مجيبُ إشارات الضَّمير سلاسُهُ / فيغنيك عن سوطٍ لها ولجامِ
ودينٌ وإسلامٌ شددتُ عُراها / بصدرٍ رحيبٍ صدره وقَوامٍ
هو المرءُ لا عرضٌ له بمحلِّلٍ / مباحٍ ولا معروفُهُ بحرامِ
قطارٌ ونارٌ لا حين تَبْلو خِلالَهُ / يسرك في يومَيْ ندىً وخصامِ
مكارمُهُ في المُعتفي غيرُ فذَّةٍ / وضربتهُ في القِرْن غيرُ تُؤامِ
ركوبٌ لأثباج الحتوفِ كأنما / يجولُ بها في غاربٍ وسَنامِ
إذا ما احْتبى يومَ السَّلام كأنما / يحدثنا عن يذْبلٍ وشَمامِ
كأن رباطَ الخيل خولَ قِبابهِ / عَذارى خُدروٍ في مُلاءِ شآم
يُغيرُ بها مُلس المتون جسيمةُ / ويُرجعها بالكرِّ غيرَ جِسام
إذا طرقَ اليوم العصيب ولثَّم ال / غبارُ مُحيَّا شمسِه بلثام
وخام الزميع الشهم من سورة الردى / وقلَّ نصيرٌ ذو يدٍ ومُحام
فرأي الوزير الصدر يُغني عن القنا / بشلِّ طَريدٍ أو بفلّ لُهام
بحيث دُسوت المجد زيدت سكينةً
بحيث دُسوت المجد زيدت سكينةً / تعفرُ فتَّاكاً وتردِفُ مُعدِما
أغرُّ إذا أذكرته العهد هزَّهُ / كما هزت الصَّهباء زَوْلاً مُتيمَّا
يقوم مقام الغيث صوبُ يمينِه / ويُغنيه طبعُ الحلم أنْ يتحلَّما
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ / مهيبَ اللَّحظِ يبدأُ بالسَّلامِ
إذا شهد النَّديَّ لفصلِ حُكمٍ / تحفَّظَ عنده هَذِرُ الكلامِ
إذا مدحتُ مُعزَّ الدين آونةً
إذا مدحتُ مُعزَّ الدين آونةً / فما زهيرٌ بمذكورٍ ولا هرمُ
إن قلتُ فالدر يخفي حسن رونقه / أوْ جاد فالبحر يستحيي ويحتشمُ
هو الجواد وسُحُبُ الجو حابسةٌ / وضاربُ الهام والجأواءُ تضطرمُ
مظفَّرٌ في مساعيهِ ومَطْلبهِ / في سعده ينجح الأفْدامُ والبَهَمُ
لا خاضعٌ ُطْمعُ الأعداءُ لينَته / ولا صخوبٌ على أتباعه بَرِمُ
مستبشرٌ ووجوه الخيلِ عابسةٌ / وعابسٌ وقؤولُ الهُجر مُبتسمُ
ثَبْتٌ جريءٌ لدى نادٍ ومُعتركٍ / تظلُّ تحسدهُ الأطوادُ والخُذُمُ
فأنْفسٌ بجميلِ الحلْم مُعْتَقةٌ / آناً وأُخرى بمر البأس تُخترمُ
وجعٌ وكفٌّ مضيءٌ عند مُندفقٍ / كما تقابل قرنُ الشمس والديمُ
فالواهب الرخْص يغني فقر سائله / والواضحُ الطَّلق تجلى عنده الظلم
كل الملوك وإنْ جلَّتْ مراتبُهمْ / لِسنجرٍ ومعالي سِنْجرٍ خَدَمُ
ذلَّت رقابهمُ من فرطِ هيبتهِ / فما لمعتصم ناوأهُ مُعْتصَمُ
تُزجى أوامرُه والدارُ نازحةٌ / كأنها لِتوقي بأسهِ أمَمُ
سرٌّ من الله محمودٌ خصصتَ به / ذلَّتْ له العربُ العرباءُ والعَجمُ
كأنَّ خيلك في الغارات موجفةً / سيدانُ قفرٍ وفرسان العدى غَنمُ
إذا شكتْ من عناء الطردِ مَسغَبةً / فلا مطاعمَ إلا النَّقْعُ واللُّجُمُ
وكم وردت دياراً تُرْبها فُرشٌ / ثم أنثنيت وأعلى تُربها رِمَمُ
وغادرٍ عِفْت أن تغري الخميس به / فغالُ الخوفُ لما فاتهُ البُهَمُ
مشى إليك ذليلاً بعد عِزَّته / يخشى الحمام فتحمي نفسهُ الذممُ
كأنَّ سهمكَ إذ تنحو الرميَّ به / صواب رأيك لما أعْيتِ الحكمُ
كأنَّ عزمكَ إذ تمضي هواجسُهُ / غِرارُ سيفك لا نابٍ ولا قَصِمُ
كأن طِرْفك إذ يجري بأربعةٍ / بنانُ كفكَ إذ يجري به الكَرَمُ
موْلى المُلوك ومولى الأرض قاطبةً / ومن له دانتِ الأملاكُ والأمَمُ
يهنيك صونُ دُبيس وهي مَنْقبةٌ / تبقى محامدها ما أورقَ السَّلَمُ
حفظت منه مشيداً من بُنى عربٍ / وكاد لولا حِفاظٌ منك ينهدمُ
وضعتَ بيض الأيادي عند ذي خطرٍ / يزكو لديه جميلُ العُرْف والحرمُ
من معشرٍ ينهلون البيض من علق / ويُطعمون إذا ما اشتدتَِ الإزَمُ
فامددهُ منكَ بإعزازٍ وتَقْويةٍ / كيما تعودَ له الأوطانُ والنعمُ
ولَّيْت أمر الرعايا حازِماً يقظاً / خِرقاً عليماً فمات الجهل والعدمُ
لا طامعاً تُفسدُ الآراءَ بُغيَتُه / ولا دنيَّ الأماني فهو مُغْتنمُ
لا يعتريه خمولٌ أن يُقال ترى / مَنِ الوزيرُ ولكن اسمهُ عَلَمُ
أنضيتُ شُكركما لفْظاً ومُعتقداً / فكل جارحةٍ مني بذاكَ فَمُ
ولو تأمَّلَ سلطانُ الورى هِمَمِي / أضاءَ ليلٌ وعاشت أعظمٌ رِمَمُ
كأن رياض الحزن هبَّت لها الصبا
كأن رياض الحزن هبَّت لها الصبا / سُحيراً وقد جيدت بوطْف الغمائم
حديث نصير الدين في كل محفلٍ / إذا عُددت حُسنى الرجال الأكارم
مهيبٌ أطاعتهُ الليالي وإنما / أطاعت جَريَّ البأس غَمْرَ المكارم
أشدُّ أناةً من ثبيرٍ ويذبُلِ / وأجْرأ وأمضى من قَناً وصوارمِ
فللحلم ما ضم النَّديُّ وحبةٌ / وللفتكِ ما ضمَّتْ رحابُ الملاحمِ
سرى عدله حتى استمر هزيمةً / عن الشام من خوفٍ جيوش المظالم
وأرهب حتى ما تمر ظُلامةٌ / وإنْ لم تكن فِعلاً بخاطرِ ظالِمِ
وكاد الندى أن يصحب النار عنده / مُصاحبةَ البَرِّ الرؤوفِ المُسالمِ
همامٌ يغيرُ العزم سُبَّق خيلهِ / وأسيافُهُ في المأزقِ المُتلاحمِ
فلا سبق إلا من قصيٍّ ونازحٍ / ولا ضربَ إلا في طُلىً وجماجمِ
يمدُّ به المجد العريق علاؤهُ / إلى حسبٍ في جِذْم يعقوب سالم
نماهُ فجاء المستماحَ وفارس ال / صَّباحِ وحمَّالاً ثِقالَ المغارمِ
أطعت العُلى لما غدوت لِتاجَها / ظهيراً على طرد الخطوب الغواشمِ
وأرضيت في المجد حتى تبلَّجتْ / أسِرَّتُه عن واضح الثَّغر باسِمِ
وحسبك مجداً أن تجير من الأذى / بني الصيد من عُليا قريشٍ وهاشم
وما زال بذَّال الجزيلِ ومانع ال / نَّزيلِ وخَواضاً غِمارَ المآزمِ
فزده من الإكرامِ فالأرض حرَّة / على الخير ساقي تُربها غيرُ نادمِ
فطبعك مُغنٍ أن تُحثَّ لمفخرٍ / وبالطبع يُروي الماءُ نفس الحوائم
وما زلت غنَّاماً لكل جزيلةٍ / من الحمد باقٍ ذكرها في المواسمِ
وقد جاءك الحمد المقيم حديثهُ / وحازَ لكَ الإقبالُ أمَّ الغَنائمِ
شكراً لدهري بالضمير وبالفم
شكراً لدهري بالضمير وبالفم / لما أعاضَ بمُنعمٍ عن مُنعمِ
لا سلوةً بل صبوةً بمجانسٍ / بَرَدَ الوصالُ بها فؤادَ المُغْرمِ
خيرُ الوداد ودادُ أفْوهَ ناطقٍ / لعبت به الجُلَّ ولم يتصرَّمِ
حيِّ المنيعَ الجارِ يُقرنُ بأسُه / في النائباتِ إلى جزيلِ الأنْعُمِ
غرس الصنيع فلا اللسان بصامتٍ / دون الثناءِ ولا الوفاءُ بمنجمِ
لي نفس مشغوفٍ بسالف عهده / لم ترض نسيانَ الرفيق الأقدم
مضروبة بشبا الخطوب تنوشُها / بالجور عاديةُ الغَدور الأزْلمِ
حسناء آنسةٌ إذا هي أكْرِمَتْ / ونوارُ باديةٍ إذا لم تُكرمِ
يلوي مواعدها الزمان وتقتضي / إنجازهُ فإلى متى وإلى كم
سعد الجهول ولاح علمي ذائدي / عما أروم فليتني لم أعْلَمِ
وغدوت ذا حزنٍ بفضلٍ مطربٍ / غيري فكنتُ كمنعمٍ لم ينعمِ
واستهون القومُ المقالَ سفاهةً / فالفضلُ للسكيت لا المُتكلمِ
وندمت للعمرِ المُقضَّ عندهُ / فَلكادَ يقضي بالحِمامِ تَندُّمي
هَمٌّ ثوى بين الضلوعِ مُبرِّحٌ / لولا الوزيرُ وفضلهُ لم يُنْجمِ
بمصمِّمٍ للخير غير مُنكِّبٍ / ومُنكِّبٍ في الشرِّ غير مُصمِّمِ
شرفٌ لدين الله ليس بمُعورٍ / في الحادثان ولا بنكْسِ مُحْجمِ
فتبلَّج المجدُ الأثيلُ طلاقةً / عن ثغْر مُبْتهجٍ به متبسِّمِ
بمجردِ الأيامِ في حالاته / علاَّمةٍ بالدهْرِ غيرِ مُعَلَّمِ
مستهترٍ بالمأثرات شعارهُ / وضعُ الرحالِ بها وحمْلُ المغرم
عُلْويُّ برقٍ لاح في أفق العُلى / فأضاء من حظِّ الفقيرِ المُظْلمِ
طابتْ مخايلُه لشايمِ لمْعِه / عِلْماً ببادرةِ السَّحوحِ المُثجمِ
خِرْقٌ تبرعُه رفيقُ نوالهِ / ومتى تُسلْ جدواهُ لم يتَلوَّمِ
تتجنب الغبراء عَقْوةَ أرضهِ / رهَباً لمنهل النَّوالِ المُرْزمِ
ثبتٌ توقِّره الخطوب بحيث لا / صبرُ الحليم لها ولا المُتَحلم
يزدادُ من أجْلابهنَّ رزانةً / كالريح تُظهرُ من أناةِ الأيْهم
غمْرُ الخلائق تُتَّقى سطواتهُ / مُتواضعٌ لم يُلْفَ غير مُعظَّمِ
تتلو سجاجتهُ عوادي بأسِه / إنّ الغِرار وراء صفْحِ المِخْذمِ
وافٍ إذا نقضَ الزمانُ عُهودهُ / لقيَ المُعاهد في الجديل المُبْرمِ
لو واثَقَ الرمضاء في حبِّ الصدى / لغدا يَعُدُّ الضبَّ حوتَ الخضْرم
غيرانُ يحمي ما يشاء ببأسهِ / لا جارهُ بِلَقىً ولا مُستسلمِ
لو لاذت الغبراء منه بعصمةٍ / لحمى ثراها أنْ يُداسَ بمنْسمِ
ومُشردٍ ينزو به فرقُ الرَّدى / نَزْوَ المُدامةِ بالنزيف المُفعم
جمِّ الظنون يكاد يدرأ خوفهُ / محض اليقين إذا بدا بتوهُّم
رسبت به السُّدَف الضخام كأنه / صلْدٌ توغَّل لُجَّ يَمٍّ مِدْأمِ
يأوي لتعريسٍ فيبعثُ رجلهُ / مَرُّ النَّسيم على المكانِ المُرْتمِ
نِسْعُ المطيَّة والرسيم لحذرهِ / بحجارةِ المِعْزاءِ كالمُتبغِّمِ
يهفو به ضخمٌ تخاذل عندهُ / نصرُ المُطاع فباسهُ لم يعْصمِ
آويته فحميته من ذُعْرِه / دُون الرجال وكان عينَ المُسلَمِ
وطريد مجدبةٍ غدتْ بثرائهِ / شهباءُ مُرْديةٍ كحدِّ اللَّهْذَمِ
سفعتُه من غبرائها عرَّاقَةٌ / تَذَرُ الخميلةَ تُرْبةَ المُتيممِ
ما زال إخلاف النجوم ينوشهُ / حتى أثابَ به فُوَيْق المُصْرمِ
حتى إذا ما الذودُ صرَّم نحضَه / لَسُّ الرغام بكل فجٍّ أقْتَمِ
وأقام بالصرم العزيب فلم يُطِقْ / دركَ المعاطِن باللقاحِ المُعظمِ
واشتدَّ محْلٌ فاغتدت أشلاؤُهُ / للمُترف العيَّافِ أكْرم مطعمِ
أمَّ الطريدُ نوال مُولي نِعْمَةٍ / فأناخَ عنكَ بالمُجيرِ المُطعم
إنَّ ابن خالدٍ الكريم أرومةً / غيثُ الفقير ومنْعةُ المُستعصمِ
غمرُ المواهب مستريحٌ رِفدُه / فذُّ السؤال أخو نوالٍ تَوأمِ
تدني له الأقصى مطيُّ عزائِمٍ / يسخرن من ولد الجديل وشدقمِ
وخَّادةٌ لا تشتكي لغَب السُّرى / صُبرُ الخفاف على الفلا والمَخْرم
ويذودُ عنه مُسدَّدٌ في قصده / يهدي الصوار له بغير تلوُّمِ
جمُّ الغوارب ماؤه من نقْعةِ / فضلتْ سوابحُه مرورَ العُوَّمِ
جزلٌ كموج البحر تمخض لُجه / رأدَ الضُّحى هوجاءُ لم تتنسَّمِ
ضاقت به الدهناءُ واتَّسعت به / في الرزق تاليةُ النسور الحُوَّمِ
عمَّت إغارتهُ فشمس نهاره / مسلوبةُ التشريق عند الملْحمِ
ودجا فكادت أن تضِلَّ رماحُه / في الطَّعْنِ لولا ربطُها بالأنجمِ
واستمطرت مُعْطُ الفُلاة جيادهُ / فولَغْنَ منه في المسيح وفي الدَّمِ
من كل مُحتدم الحفيظة لودنا / للحشر حاذَرهُ حريقُ جهنَّمِ
نغَضتْ شمائله الحقودُ فهمَّ أن / يزري بإيجافِ الجوادِ الشَّيظم
وسما به الأمل المجيدُ فخلتَهُ / يجري الجواد على قذالِ المِرْزمِ
وكأنَّ مُنكدر النجوم بغيْهبٍ / شدُّ الكمي إلى الكمي المُعلمِ
للهِ دَرُّ مناقبٍ شَرَفيَّةٍ / أدنتك من شرف الإمام الأعظمِ
كتم التواضعُ فضلها فأذاعهُ / فقر الزمان إلى الشديد الأحْزم
نشق الخليقةُ طيبها واسْتافَهُ / فرأى عُقوق المجد إن لم يَرْثمِ
فاستلَّ منك مهنَّداً لا حَدُّهُ / نابٍ ولا في الضَّرب بالمستثلمِ
وأحلَّ منك دنيَّةُ ذا منْطقٍ / فصلٍ إذا ما قال غير مجمجمِ
يتأملُ المُصغي إلى ألفاظِهِ / قسَّ الفصاحة في النِّجار الأكرمِ
يتكلمُ الإيجازَ في لحظاته / فدوام نظرته حروفُ المُعجم
إن كان أخَّرني الزمانُ بجوره / فأظنُّ هذا الحين حينَ تقدمي
فاسْقِ الذي غرستْ يداك فإنني / لك أعْتزي وإلى فخاركَ أنْتمي
أودُّ ولي من شيمة المجد عاصمُ
أودُّ ولي من شيمة المجد عاصمُ / وأصْبو ولفظي من نسيبي سالمُ
ويبلُغُ مني الوجد والشعر باسلٌ / ويأخذ مني الحب والحزمُ كاتمُ
عُلاَ جبلت نفس الأبي صرامةً / فلا غَزلٌ إلى وغىً وملاَحمُ
أبت غير زأرٍ أسد خفَّان مرعبٍ / وللنَّوحِ بالدوْح النضير الحمائمُ
حساني اللواتي بات فيها تغزُّلي / تبثُّ سَرياها الملوكُ القماقمُ
وما اكتنفت يوم السلام من العُلى / أسِرَّتها والخاشفاتُ المخاذمُ
ومُعتلج المجد الأثيل بموقفٍ / به القَيْلُ مرهوب الخشاشة نائمُ
وازجاؤها كالمرهفاتِ أوامراً / لها الصعب سهلٌ والمغيَّبُ قادمُ
وتعفيرها تحت العجاجة بالضُّحى / وقد وطئتْ تعجَ المُطاع الصَّلادم
فلا تَسحِلوا إبرام مُستحصَد القوى / فيا طالما لم تُغْنِ فيه المَلاومُ
فإما ترَينْي عن بلوغ مطالبي / أُذادُ كما ذِيدَ الظِّماءُ الحَوائمُ
وقد أضمرت مجدي البلاد وفاتني / من العزِّ ما شادتْ تميمٌ ودارِمُ
إذا شمتُ عزماً يرعوي الملك عندهُ / أُتيحَ له من حادثِ الدهرِ ثالمُ
أداري وعندي نجدةٌ دون بأسها / حِدادُ الظبى والُمرْهفاتُ اللهاذمُ
وأبسم للمبكي نُهىً وحزامةً / وقد يستهلُّ القلب والثغرُ باسِمُ
فكم موقفٍ لي من مهيبٍ مُسودٍ / وقد حجبت عنه السِّراةَ الصوارمُ
لدي حيث يسجو كل طرف محدِّقٍ / وتُرعَد من غير الرَّسِيس القوائمُ
نطقتُ صؤوتاً والكلامُ إشارةٌ / وأسفرتُ والطَّلقُ الأسرَّة واجم
سرى ذكر فضلي حيث لا الريف آهلٌ / ولا الطرس معروف ولا الشيخُ عالمُ
وما زال يقتاد الرجال حديثه / وإنْ عزَّ فَسْرٌ عندهُ وتراجِمُ
إلى أنْ غدا فَدْمُ العشائِر أصمعاً / له وجبانُ الحي وهو مُلاحمُ
رؤوف بأعراض اللئام ينوشُه ال / أذى وهو محبوسُ المقالةِ كاظمُ
إذا وكفةٌ من بغيةٍ نضحَتْ له / غدا حمده في إثرها وهو ساجمُ
ترفَّع عن فضل الزمانِ فكونُه / حديثٌ ولكن مجدهُ متُقادم
وجاشَر عن فيض النَّوال كأنه / بنانُ جمال الدين والغيثُ حارمُ
أغَرُّ كرأد الصبح طلْقٌ جبينهُ / يدلُّ عليه بِشْرهُ والمكارمُ
إذا استن في الجدوى وشد على العدى / تمنَّى مقاميهِ الظُّبى والغمائم
لبيقٌ تودُّ الغيد معسول عطفهِ / وإنْ وهبته في الحفاظِ الضَّراغِمِ
تطيش الحُبى من حوله وهو ثابت / وتنبوا المواضي وهو في الهول صام
فتى الخير أما عهده فهو مبرمٌ / وكيدٌ وأما ودُّهُ فهو دائمُ
إذا ما ابتنيت الودَّ عند وفائِه / فلا الخطب نقَّاضٌ ولا الذنب هادمُ
يجود بأوفى صفحة وهو قادرٌ / ويبذل أقصى جودِهِ وهو عادمُ
قؤُولٌ تهاب اللُّدُّ بأس صوابه / إذا حبستْ نُطق الفصيح الخصائم
فلو فاه في يوم النزال بحجَّةٍ / لعادَ شباها وهو للجيش هازمُ
كريمُ مقام النصر عند عدوِّه / وإنْ عظُمت حرب وجلَّت سخائمُ
إذا هو أزجى للأعادي مقَتلاً / أهاب بها الإمكانُ وهي مراحِمُ
وما مجلبٌ داجي العجاجة بادنٌ / له وجباتٌ بالفَلا وغماغمُ
صخوبٌ ولكن نطقه من حفيظةٍ / صَوارمُ من قبل الوغى ولهاذِمُ
ويحجبُ عنه جوْنة الصبح نقعهُ / فظهرُ الفلا ليلٌ على القاعِ عاتمُ
ويُنفد غُدرانَ الرياض ورودهُ / وأعقابهُ دونَ الشُّروع حَوائمُ
حوى الوحش حتى استسلمت لعمومه / من الذُّعر جِنَّانُ الصَّريم الغواسم
به السابقات الجرد قُبْلٌ كأنها / سراحينُ مُعْطٌ تقتضيها المطاعمُ
توافرُ عن رعي الجَميم أوانسٌ / برعي شكيرٍ أنبتتهُ الجماجمُ
درين بنصرٍ تحت كل عجاجةٍ / فهنَّ لنقعٍ يثستثارُ شَوائمُ
عليها السَّراةُ الدارعون كأنهم / قَساورُ خفَّانِ الشدادُ الضَّياغمُ
نزتْ بهم الأوتارُ حتى رزينهُم / خفيفٌ وأقصاهمْ عن الفحش شاتم
وطال دراكُ الطعن حتى تهالكتْ / جيادٌ وكلَّتْ أنملٌ ومَعاصمُ
وسحُّوا على البيداء ماءً بروقهُ ال / ظُّبى وغَواديه الطُّلى والجماجمُ
بأغلب من بأس الوزير أبي الرضا / إذِ الذِّمْرُ نِكس والمقحِّم خائم
يسرُّك منه في النوازل ماجدٌ / رزين الحصاةِ حازمُ الرأي عازم
خففٌ عليه فادحُ الغرم في العُلى / إذا أثقلت ظهر المُطاع المَغارمُ
وشيك القِرى مستبشرٌ بضيوفهِ / يودُّ نداهُ الغمْر معْنٌ وحاتِمُ
نماه إلى عليائه كل ماجدٍ / فخورٍ إذا ما استنبطتهُ المواسمُ
تبيح النَّدى للمُعْتفين أكفُّهمْ / وهُنَّ حَوامٍ للنَّزِيلِ عواصمُ
فجاؤا بمضواعِ الثناء حديثهُ / إذا فضَّ عند الأندياتِ لَطائمُ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ
أبا الفوارسِ والأيامُ شاهدةٌ / أنت الجواد إذا ما عزَّتِ الديمُ
ما كنتُ مادحَ خِلٍّ غير ذي شرف / أبى لي المجدُ والعلياءُ والهِممُ
الخوف والمحْلُ مهزومان منك إذا / جرى بكفك بأس النَّصر والكرمُ
فحيثما كنت من أرضٍ فلا فرقٌ / يروعُ جاراً دنا منها ولا عَدمُ
من كفك الدهر في جدب ومُعترك / لا يُمسكان نوالٌ هاطلٌ ودَمُ
إذا شهدت الوغى رَوْعاءَ هائلةً / تخاذلت لك هام القوم والقِممُ
فهامةُ القرنْ قبل الضرب طائحةٌ / ومهجة الذِّمر قبل الطعن تُخترمُ
طبعت سيفك من عزم خُصصت به / وعامل الرُّمح من رأيٍ لهُ حكمُ
فقاطعٌ وسيوف الهند نابيةٌ / ونافذٌ ونحور الحُمْسِ تنقصِمُ
ومن كمثل حسام الدين في رهَجٍ / واللأمُ يُخْرقٌ والخطِّيُّ ينحطمُ
طلق المُحيا ووجه الشمس منكسف / تبكي السيوفُ دماءً وهو مُبتسمُ
سهل الخلائق ما من وده مللٌ / يُقصي الصحاب ولا في طبعه سأم
نارٌ من السخط للأعداء محرقةٌ / وموردٌ من نوالٍ ماؤهُ شَبِمُ
تُثْني عليه تميمٌ وهي من علمتْ / عُلياً كنانةَ أنَّ المجد عندهُمُ
لا ثُلَّ عرشكم بني أسَدٍ
لا ثُلَّ عرشكم بني أسَدٍ / وبقيتمُ ما أورقَ السَّلَمُ
فالمجْدُ منْشؤهُ مواطنُكم / ومواطنُ العَلْياءِ عندكُمُ
المُطْعِمينَ الطَّاعنين إذا / مطر الوشيجُ وأكْدتِ الدِّيمُ
فإذا يُضيعُ المالَ جودُكمُ / فالحفظُ حيث الجارِ والذممُ
يتغطرفونَ على الحِمامِ إذا / خامَ الكماةُ وذلَّتِ البُهمُ
أعْلامُ مجْدٍ غيرُ خافيةٍ / ولهنَّ سيف الدولةِ العَلَمُ
غَيْرانُ يحْمي المجد من يدهِ / الناصِرانُ البأسُ والكرمُ
هو للعِدى نارٌ مُؤجَّجَةٌ / ولمُعْتفيه موردٌ شَبِمُ
يُحْيي الحوادثَ عند عزْمته / ويموتُ منْ معروفهِ العدمُ
يا صَدْقُ لا طَرقْتْكَ نائِبَةٌ / ولك الإلهُ البَرُّ مُعْتصَمُ
وسما بكَ المجد الذي شهِدتْ / بفَخاره الأيامُ والأمَمُ
إذا ما عُقْيلٌ باهلت يوم فخرها
إذا ما عُقْيلٌ باهلت يوم فخرها / تأرَّج ناديها وطابَ نسيمُها
هُمُ يردون الخيل مُلْساً إلى الوغى / ويثنونها بالطَّعن تدْمى كلُومها
ليوثٌ إذا الجأواءُ خامَتْ كماتُها / غيوثٌ إذا الشهباء أكدت غُيومُها
تخُفُّ إلى داعي الوغى عزماتُها / وترزنُ إذ تهفو الحُلومُ حلومها
وموضعُ علْياءِ الشنينةِ منهُمُ / ذوائبها من مجدها وصميمُها
أنافوا على العلياء بابن مُهارشٍ / فردَّ حديثاً من عُلاهُ قديمها
سريعاً إلى صوت الصَّريخ ومانعاً / إذا السُّرْبةِ الحمساء ذلَّ حريمها
مُسوَّدُها يوم الوغى وأميرُها / ومرجوُّها يوم النَّدى وكريمُها
تودُّ رماحُ الخطِّ أيْسَرَ فتْكه / ويحسده من الرجال حَليمُها
وتمشي بمعبوط السَّديف إماؤُهُ / إذا الليلة الطَّخْياء ضلَّتْ نجومها
ومسودَّةٍ ضاقت لها الأرض كثرةً / ورُعْبِلَ من طول الطراد أديمها
غماميَّةٌ فيها ائْتلاقٌ قِطارهُ / دمُ الهامِ إمَّا رامها من يشكيمُها
غدتْ بأداحي النَّعامِ وهدَّمتْ / كِناسَ المَلا حتى تعفَّر ريمُها
بها السابحات الجرد خُزرٌ كأنها / ذئابُ الغضا ينحو عزيباً صؤومُها
تخوض نجيع القِرن من قبل مورد / ويدمى قناها قبل يَدْمي شيمُها
يُناقلن غُلْباً في الدِّلاص كأنها / مواردُ جِنَّانٍ تجشُ صريمها
بخعن الدجى بالقوم حتى تبلَّج ال / صَّباح وبانتْ من وجوهٍ وسومها
وغادرْن بالدَّهْناءِ ضرباً كأنه / شُدوق هِجانٍ مدَّ صوتاً بَغومُها
رماها سُليمانٌ برايع بأسِه / فأثبُتها تحت العجاجِ هزيمها
كأنَّ على أعْطافهِ بابليَّةَ / تغلَّظَ ساقيها ورقَّ نديمُها
رأيت غياث الدين في البأس والندى
رأيت غياث الدين في البأس والندى / سَحاباً ربيعياً وبيضاً صَوارما
يفوق الجبال الراسيابِ رزانةً / ويفْضُلُ مَرَّ العاصفاتِ عَزائما
يُعيدُ الضُّحى ليلاً بنقْع مغاره / ويكشف ليل الخطب جذلان باسما
إذا ما رأى الأموال قومٌ غنيمةً / رأى الحمد والذكر الجميل الغنائما
يكونُ لفقر المُعْتفي والجحفل ال / عَدو إذا ما جاد أو شدَّ هازما
يُظَنُّ هزبرا في الحفيظةِ ضارياً / ويحسب من لطف السَّجايا مُنادما
ومن سرِّه أن يُهزم الجيش باسمه / وما مدَّ خطِّياً ولا سَلَّ صارما
إذا أمْكنتهُ قدرةٌ كفَّ فَتْكَهُ / كريمٌ حليمٌ يَسْتحبُّ المَراحما
يُطيعُ العُلى من كل سهلٍ وصعبةٍ / ويعْصي إلى إحْرازهنَّ اللَّوايما
فلا زال منصورَ السَّرايا مُظَفراً / مدى الدهر محفوظ الحشاشة سالما
خَلِّ التغزُّلَ للمشوقِ المُغرمِ
خَلِّ التغزُّلَ للمشوقِ المُغرمِ / فالمجدُ بين مُثقَّفٍ ومُطهَّمِ
رغبت بك العلياءُ عن خدع الهوى / فارغَبْ بنفسكَ عن مقام مُتَيَّمِ
وارفُ العشيرة ما استطعت فإنها / أمُّ القبائل والفَخارِ الأعْظمِ
من مثل قومك حين تُعتبر العُلى / في يوم مكْرمةٍ ويم تقدُّمِ
المُطْعمين بكل ليلٍ حالكٍ / والطاعنينَ بكل يومٍ أقْتَمِ
قومٌ إذا عدم الصَّريخُ مُجيبهُ / كانوا إليه كالبنانِ إلى الفَمِ
وإذا عَفاهُمْ مُسنتٌ عَدِم الحَيا / أغْنوهُ عن عذب السَّحاب المُثجمِ
جمعتْ تميمٌ مجدها في دارمٍ / فأُقِرَّ فاخِرُ مجدها في أكْثَم
وهُمُ نمَوْني بالعراق مُفَوَّهاً / ذَرِباً إذا ما قلتُ غيرَ مُجَمجمِ
يخشى بليغُ الحي شِرَّةَ مِقولي / ويهابُني بأسُ الكمي المُعْلمِ
وأُطيع حزْمي قبل طاعةِ عزْمتي / والعزْمُ منقصةٌ إذا لم تحْزَمِ
وأعافُ إدْراكَ الغِنى بمذلَّةٍ / وغنى الذليل عديلُ فقْرِ المُعدمِ
أقوى من العاديِّ عند كَرامتي / والزَّعْزعِ الهوجاء إنْ لم أُكرمِ
ولقد حلبتُ الدهر أشْطرهُ فما / غادرتُ عِلْماً فيه لم أتَعَلَّمِ
وعلمتُ عُقْباهُ فلم أحْفلْ بما / يأتيهِ من بُؤسٍ ولا منْ أنْعُمِ
وعجبت من مُثرٍ إذا سئلَ النّدى / لم يُعْطه لقادرٍ لم يحْلُمِ
ووردتُ أنديةَ المُلوكِ فلم أكنْ / بمعظِّمٍ إلا رَئِيَّ مُعظَّمِ
وعلوت فوق أولي الجحافل منهمُ / وأقمتُ أقوالي مقامَ عرمْرمِ
وطفقْتُ أُعلي بالبيان إلى مدىً / جاري الفصيحُ إليه مثلُ الأعْجمِ
وولجْتُ منفوس السِّرارِ لديهم / طَوْعاً بغيرِ تَطفُّلٍ وتَهجُّمِ
ما زال يكشفُني حميدُ تجاربي / حتى غدا المكتومُ غيرَ مُكتَّمِ
ولقد غَرِضْتُ من الزمانِ كأنما / صَدَأٌ أقامَ على فِرِنْدِ المِخْذمِ
فجلاهُ مِن عُلْيا زُهيرِ فارسٌ / جمُّ الرمادِ بكل عامٍ مُصْرمِ
فانجاب بالبطل الهُمامِ ولم يكنْ / ينْجابُ إلا بالهُمام المُنْعِمِ
بمُهنَّدٍ طَبعَ الإلهُ حديدُه / فإذا أطالَ الضَّرب لم يتثلَّمِ
بفتى الندى والبأس حيث دعوتهُ / لهما تَبعَّقَ بالنوالِ وبالدَّمِ
بسرعرعٍ في العزْم رأسٍ حِلمهُ / ناطَ النِّجادَ بزعْزعٍ ويلمْلمِ
لا يستعدُّ العِزَّ إلا نَجْدَةً / والمالَ إلا ثَرْوةً للمُصْرمِ
كرمٌ وحِلمٌ حالفاهُ على العُلى / طبعاً بغير تكرُّمٍ وتحلُّمِ
تلقاهُ إذ تبلوهُ أو تَجْدو النَّدى / فرْدَ العَلاءِ أخا نَوالٍ توْأمِ
لبق الشمائل بالنعيم كأنما / أعْطافهُ محفوفةٌ بالأنجمِ
نَدُسٌ لطيفُ نِدامهِ وإباؤهُ / من سلْسلٍ في حالتيه وعلْقمِ
فإذا تُساكنهُ فعذْبٌ سائغٌ / وإذا تُفاتنهُ فريقةُ أرْقمِ
غنيَتْ بمعرفةِ السبيل إلى القرى / ضِيفانُه عن موقدٍ أو مَضرمِ
ومُسهَّدينَ على الرَّحالِ تخالهم / ناموا لخَفْقتهم وليس بنُوَّمِ
مِيلُ الرقاب على الركاب كأنما / صُرعوا بمعركِ خمْرةٍ أو ملحمِ
في حينِ غَبْراءِ المطالعِ أزْمَةٍ / تَذَرُ الخميلةَ تُرْبةَ المُتيمِ
حتى إذا حبس القطارُ وأجحفتْ / غُبرُ السنين وحالَ نوءُ المرْزَمِ
وطوى الطَّوى أجْسامهم فجليلهمْ / يُزُجي الأزِمَّةِ كالزمام المُبْرمِ
أمُّوا نوال أبي المُهنَّدِ فانثنى / يهمي كمُنْهلِّ السَّحاب المُرزِمِ
من كفِّ مأمول الرغائبِ شأنهُ / غَفْرُ العظيمة واحتمالُ المَغْرَمِ
وإذا ذُكاء اليوم أضْمَر ضوءها / نقْعٌ كأثْباجِ الظَّلامِ المُعْتِمِ
وتكدَّست قُبْلٌ كأنَّ رعيلَها / مُعْطٌ قَرَمْنَ إلى العبيط المُودمِ
هجرت رياض الحزْن وهي أنيقةٌ / فرعينَ عند مُقَصَّدٍ ومُحطَّمِ
وطوتْ نميراً كاللُجين بياضُهُ / طَلَباً لقاني موردٍ كالعَنْدمِ
وهززن غُلْباً في السُّروج كأنما / أغمادهمْ شُعَلُ الحريقِ المُضْرمِ
سنوا الدُّروع على الصخور وركبوا / عزماتهم في راس كل مُقوَّمِ
من كل محبوكِ القرى مُتَمطَّرٍ / يجري بمشبوحِ الذراعِ غشمشمِ
وجرى المسيح مع النّجيعِ فخلته / بالقاعِ أعناقَ الأَتيِّ المُفْعم
عاينْتَ هندياً أشدَّ من الوغى / صبراً وأقْدمَ من مُروقِ الأسهمِ
فجلا العجاج عنِ العراءِ بحملةٍ / لولا صَدوقُ طِعانها لم يُنْجِمِ
كانت شقيقةَ جودهِ فتكفَّلَتْ / منه بأرزاق النسورِ الحُوَّمِ
يقظٌ يُخافُ بديهةً ورويَّةً / فطعانُه بالرأي قبلَ اللَّهْذَمِ
لولا هواهُ للنزالِ وللوغى / هَزمَ العِدى وسروجهُ لم تُحزمِ
عمُرتْ بفخر الدين أدْراس العلى / وتشيَّدتْ من بعد طولِ تهدُّمِ
وأعادَ ما ضَمَّ الدفاترُ فعْلُه / صدْقاً يقيناً بغير توهُّمِ
فأبو المُهنَّدِ حُجَّةٌ فيما روتْ / عنه الرواةُ مُعدَّلٌ لم يكلمِ
فكأنَّ يحيى البرمكيَّ وجعفراً / بعَثاهُ خصْم الجاحِد المُتهجِّمِ
أُشْكُرْ إلهكَ إذ حللتَ محلَّةً / منْ مِدْحتي شمَّاءَ لم تُتَسنَّمِ
حَرَّمْتُها إلا عليك فكلُّهمْ / لك حاسدون على المقام المُكْرمِ
مدحي خُصصت به لكونك واحداً / في العصر لا فرحاً بكسب الدرهمِ
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ / فانَّ بهاء الدين زينُ المواسِمِ
وشيكُ القِرى لا يخمد القرُّ ناره / ولا يحبسُ المعروف خُلْف الغمائم
تلاقيه من جْدواه في زيِّ ديمةٍ / دلوحٍ وعند البأس في زيِّ صارمِ
فيفني ويغني حدُّه وانسكابهُ / اذا شدَّ في ضرب الطُّلى والمكارمِ
فلا ضربِ اِلا الهبرُ في قِمَم العدى / ولا جودَ الا ساجمٌ اِثرَ ساجمِ
تُشدُّ حُباهُ في رجيبِ نديِّه / إِلى ليِّنِ الأعطاف صُلْب المعاجمِ
يُصرفِّه ندْمانهُ يوم سلْمهِ / وترهبُهُ الأبطالُ يوم المَلاحمِ
فعاش أبو الفضل الهُمامُ مظفَّراً / تقادُ المباغي نحوهُ بالخزائمِ
اذا ما نضا عيداً تقمَّص مثلهُ / مُطاعاً فأقْصى غائبٍ مثلُ قادمِ
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال / مُباحِ مداهُ والتِقاءِ المُحرَّمِ
بقاؤكَ مَضَّاءَ العزائم نافذَ الأوا / مِرِ ذِمْراً في النَّدى والتقدُّمِ
تفوقُ نوالَ المُعْصراتِ عطيَّةً / وتفضلُ حدَّ المشرفيِّ المُصمِّمِ
ويرجى بنانٌ منك في السلم والوغى / فيهمي وشيكاً بالنَّوالِ وبالدَّمِ
تُقى عضد الدين الهُمام كجودهِ / مدى الدهر لا يختصُّ منه بموسم
فما رجبٌ في النُّسك منه بزائدٍ / ولا المحلُ يهديه طريق التكرُّمِ
ولكنَّهُ للّهِ في كل حالَةٍ / مطيعٌ ومُعطٍ كل مُثْرٍ ومُعدم
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي / شُهورُ الدَّهر والشهرُ الحرامُ
فأنت بمل مجلبة عِصامٌ / وأنتَ لكلِّ مُجْدبةٍ غَمامُ
تودُّ نوالكَ السُّحُبُ الغَوادي / ويُحسدُ بأسكَ العضب الحُسامُ
سليمُ القلب من صُورِ الدَّنايا / وكِيدٌ حُسنُ عهدكَ والذِّمامُ
يُفيدُ لِقاءُ يومٍ منكَ ودّاً / ويوجِبُ عندكَ الحقَّ السَّلامُ
رَضيٌّ للاِمامِ ومُرتْضاهُ / وكلُّ الخيرِ ما رَضيَ الاِمامُ
فَدُمْ مجدَ الملوكِ حليفَ عزٍّ / مدى الأيامِ شَأوُكَ لا يُرامُ
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي / وصدق وَلايَ من قطع الرُّسومِ
وما أبْقَتْ لي الأيامُ عَوْناً / سِواكُم يا بني الحَسَبِ الكريمِ
فانْ أعرضْتُم فبمن ألاقي / كماةَ فوارس الدهْرِ الغَشومِ