المجموع : 13
يا برقَ نجدٍ هل شعرت بِمُتْهِمِ
يا برقَ نجدٍ هل شعرت بِمُتْهِمِ / وهبَ الكرى لوميضكَ المتبسمِ
ما طالَعَتْهُ في الدجى لك لمحةٌ / إلا وقال لدمعِ مقلته اسْجم
ناشدتكَ الله اسقينَّ رُبى الحمى / سُحُباً تطرِّزها بنوءِ المِرْزَم
وانفح بذي سَلَمٍ نسيم ظلاله / وإذا مررتَ على العقيق فسلم
فيها جررتُ ذيول أبرادِ الصبى / طوعاً له وعصيت لوم اللوَّم
ولقد طرقتُ الحيَّ في غَبَش الدجى / والليلُ في زِيِّ الجوادِ الأدهم
متنكباً زوراء مثل هلاله / نصَّلتُ أسهمها بمثل الأنجم
ولربَّما اتشحتْ هناك عواتقي / بنجادِ مطرورِ الغِرارِ مصمم
أسطو به والشوقُ أعظم سطوةً / مني فينقادُ العظيمُ لأعظم
ها إنني أيقنتُ أن جفونَهُمْ / تُربي على بأس الكمي المعلم
فغفرتُ ذنبَ مهنَّدي لمَّا نبا / في راحتي وقبلتُ عذرَ الأسهم
فسقى ديارهمُ وإن جارتْ بها / نُوَبُ الفراقِ على المحب المغرم
أهوى الحمى من أجلهم ولربَّما / أصبو لِعُلْوِيِّ الصَّبا المتنسِّم
وأقولُ والورقاءُ تهتفُ بالغنا / ومدامعي في مثل لونِ العندم
منكِ الغناءُ ومن دموعي قَرقفٌ / وقد اغتبقت كؤوسها فترنمي
في ليلةٍ ليلاءَ تلبسُ من دجى / ظلمائها ثوبَ الثكولِ بمأتم
هبَّ النسيمُ بها سريجياً فهل / شَفَقُ العشيَّةِ ما أراق من الدم
يا بنتَ جرَّارِ الذوابلِ في الوغى / مَنْ لي بظبيٍ في كفالةِ ضيغم
أَمسيتِ عاطلةً فأمستْ أدمعي / تهمي لبثِّ الجوهرِ المتنظّم
ولربما طربتْ فرائدُ سلكه / لما انتقلنَ من المقلَّد للفم
وضع الحسانُ الدرَّ فوق ترائبٍ / وسوالفٍ ووضعتِهِ في المبسم
يا هل تبلِّغني الجيادُ منازلاً / ممطورةً بدموع كلِّ متيَّم
من كل أشقرَ للبوارقِ يعتزي / أو كل أشهب للكواكب ينتمي
ترعى الكواكبُ منه كوكبَ غُرَّةٍ / ينشقُّ عنه دجى الغبار الأقتم
ويُجِنُّ منه الليل ليلاً مثله / مهما جرى جنح الظلام الأسحم
ينساب بي بين الصوارم مثلما / أبصرت في الماء انسياب الأرقم
لا شيءَ أسرع منه في ميدانه / إلا عياضاً
نجلُ الصناديد الألى ورثوا العلا / متقدِّماً في الفضلِ عن متقدم
من كلِّ أبلجَ بالفخارِ متوَّجٍ / أو كلِّ أروعَ بالسماحِ مختَّم
بيضٌ إذا اسودَّ الزمانُ وريبه / كشفوا حنادسه ببيض الأنعم
شادوا المعالي والمساعي أبرجاً / ترقى إليها النيِّراتُ بسلَّم
وَنَمَوْا أبا الفضل الذي بيمينه / فضلٌ على صَوْبِ الغمامِ المُرْهِم
سِيَرٌ تذكِّرُنا أساطيرَ الألى / كانوا الدعائمَ للزمانِ الأقدم
تحكي نجومَ القذف أنجمُها فإن / مَرَدَتْ شياطينُ الحوادثِ تُرْجَم
يا جوهرَ الألباب دونكَ جوهراً / لولا نظامُ عُلاك لم يتنظَّم
قَصَّرْنَ لما حزتَ من كرم ومنْ / نعمٍ ومن شيمٍ كزهر الأنجم
ومحاسنٍ شتَّى جمعتُ فنونها / فرفلت في وشي بهن منمنم
وإذا بعثتُ لك المديحَ فإنما / أُهدي به وَشَلاً لبحرٍ مفعم
نادمتُهُ فقرعتُ السنَّ منْ ندمِ
نادمتُهُ فقرعتُ السنَّ منْ ندمِ / في جنح ليل كحالي حالكِ الظُّلَمِ
غنَّى يرددُ يا شوقي لظعنهمُ / فردَّد السمعُ يا شوقي إلى الصمم
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ / مُدَرَّبةٍ على خَوْضِ الظلامِ
وقد خفقَ النعاسُ بهمْ فمالوا / به مَيْلَ النزيفِ من المُدام
وكلّ نجيبةٍ هوجاءَ تهفو / سوابقُها بإرخاء الزمام
سريتُ بهم وللظلماءِ سَجْفٌ / يمزِّقُهُ ببارقةٍ حسامي
أجرُّ ذوابلي من أرضِ نجدٍ / خلالَ مَجَرِّ أذيال الغمام
على ميثاءَ رفَّ بها الخزامى / وأضحى الزهرُ مفضوضَ الختام
تلفُّ غصونها ريحٌ بليلٌ / فيعتنقُ الأراك مع البشام
ألا يا صاحبيَّ استروحاها
ألا يا صاحبيَّ استروحاها / شآميةً فمن أهوى شآمي
عسى نَفَسُ النعامى بعد وَهْنٍ / يُبَشِّرُ من سُلَيْمى بالسلام
خذها ولا تلفظ بغير بيوتها
خذها ولا تلفظ بغير بيوتها / متمثلاً فالشهدُ غير العلقم
معسولةً كالأري إلا أنها / لكيودها حُمَةُ الشُّجاعِ الأرقم
لا عيب فيها غير ذكر زعانف / جهلوا فهمُّوا بانتقاد الأنجم
والشّهب لو مزجت لكم بجنادل / لم تَفْرِقوا بين الصَّفا والمرزم
يفوقهمُ لأنَّ الجهلَ فيهم
يفوقهمُ لأنَّ الجهلَ فيهم / وجهلُ المرء يكفيه الملاما
فربَّ لئامِ قومٍ قد تسامَوْا / بلؤمٍ عند ألأمهم كراما
ومن يكُ للسوابقِ في رهانٍ / وراءَ يكنْ لِسِكِّيتٍ أَماما
لا تصيخَنَّ لتشويق النديمِ
لا تصيخَنَّ لتشويق النديمِ / واجتنبْ وصلَ بنيَّاتِ الكرومِ
يا كؤوسَ الراحِ لا راحةَ لي / فيكِ ما شُبَّتْ مصابيحُ النجوم
قد نهيتُ النفسَ عن خلع النهى / في الأباريق وأَمضيت عزيمي
أَيسرُ الأشياء في شربك أن / تذهبي أو تسلبي حلم الحليم
ما انجلى عنيَ همٌّ واحدٌ / بكِ إلا كان مفتاحَ الهموم
ربَّ أُنسٍ كنت من أعوانه / وهو من أعظم أَعوانِ الغمومِ
حفظ الله فتىً لم يغتبطْ / من حميَّاكِ بطعمٍ أو شميم
كم تغرِّينَ أُناساً شُغلوا / بك عن مُفتَرَضِ الدينِ القويمِ
وشعاعُ الخمرِ كم نحسبه / فيك نوراً وهو من نار الجحيم
كم حميَّاً أورثت شاربَها / بركوبِ الذنبِ أخلاقَ الذميم
وكريمٍ سَلَبَتْهُ عَقْلَهُ / فانبرى يرفلُ في ثوبِ لئيم
ها أنا أُقلع عن أكوابها / قبلَ ما تُقْلِعُ أنواءُ الغيوم
وإذا حدثني عنها امرؤٌ / ظَلْتُ أُقصيه ولو كان حميمي
أشنأ الغصن إذا ضاهى به / مِعْطَفَ النشوانِ خفَّاقُ النسيم
وأعافُ الورقَ مهما سجعتْ / فحكتْ بالسجع تغريدَ النديم
لا يرى الناس يداً تَسْنُدُ لي / مِقْوداً في يد شيطان رجيم
أَحْسَنُ التوبةِ في عصر الصِّبا / والشبابُ الغضُّ مصقولُ الأديم
لا ألمَّت بفؤادي لذَّةٌ / تجلبُ المرءَ إلى زجرِ لئيم
لا ولا خاللتُ إلاَّ نَدُساً / نيِّرَ الغُرَّةِ في الخطبِ البهيم
أُلْهِبَتْ خدَّاه من نار الحيا / وهما قد أُشربا ماءَ النعيم
باسطُ النصحِ لمن جالسه / فائضُ الكفِّ على الهدي القويم
مُصْحبٌ إنْ قاده إخوانُهُ / ولمن عانده صعبُ الشكيم
مِثلهُ فابغِ من الدهرِ ولا / تعتمدْ إلاَّ على حرٍّ كريم
واقتنِ المجدَ مقيماً وادعاً / بالوَفا أو بالسُّرى غيرَ مقيم
وإذا رابتك أرضٌ أو نبتْ / بك جاوِزْها بوخدٍ أو رسيم
وإذا ما عُدِمَ الوفرُ فَكُنْ / من علاً أو من نهىً غيرَ عديم
ما الغنى الأكبرُ إلاَّ أن تُرى / قانعاً بالشطءِ من دون الجميم
وإذا كنت صحيحَ الذاتِ لا / تَقرعِ السنَّ على مالٍ سقيم
كنْ جسيمَ المجد والعليا وإن / كان ما تملكه غير جسيم
لا يغرنَّك مِنْ ذي ثروة / نَشَبٌ يَرْفَعُ من قدرِ اللئيم
كل شيء فاسْلُ عنه هالكٌ / غيرَ وجهِ اللهِ ذو العرش العظيم
مَنْ كانَ يبغي أن تضاهيَ كفُّهُ
مَنْ كانَ يبغي أن تضاهيَ كفُّهُ / أُفقَ السماءِ بما حوتْ من أنجم
لا تخلُ مني راحتاهُ لدى الوغى / أَرْمِ العدا بشهابِ قَدْحٍ مضرم
فأنا التي تحكي الهلالَ معاطفي / وأنا التي تحكي الكواكبَ أسهمي
لله شهرٌ ما انتظرتُ هلالَهُ
لله شهرٌ ما انتظرتُ هلالَهُ / إلا كنونٍ أو كعطفة لام
حتى بدا منه أَغن مهفهف / لضيائه ينجابُ كلُّ ظلام
فطفقتُ أَهتفُ في الأنامِ ضللتمُ / وغلطتمُ في عِدَّةِ الأيام
ما جاءَنا شهرٌ لأوَّل ليلة / مذ كانتِ الدنيا ببدرِ تمام
وليلٍ قطعتُ دياجيرَهُ
وليلٍ قطعتُ دياجيرَهُ / بعذراءَ حمراءَ كالأنجم
أديرت كواكبُ أقداحها / عليَّ فأغربتُها في فمي
تجلَّى الظلامُ سريعاً بها / كسرعةِ عَبْلِ الشَّوى أَدهم
يقولُ وقد مال عرنينُهُ / ولونُ الدجى واضحُ المبسم
رأَيْتكَ تشربُ زُهرَ النجومِ / فولَّيْتُ خوفاً على أنجمي
بيني وبينَ الحادثاتِ خصامُ
بيني وبينَ الحادثاتِ خصامُ / فيما جَنَتْهُ على العلا الأيَّام
كسفت هلالَ سمائِها من بعد ما / وافاهُ من كَرَمِ الجلالِ تمام
ورمتْ قضيبَ رياضها بتقصفٍ / غضَّاً سقاه من الشباب غمام
فاليومَ بستانُ المكارمِ ماحِلٌ / واليومَ نورُ المعلُواتِ ظلام
رامت صروفُ الحادثاتِ فأدركت / مَنْ كان لم يبعدْ عليه مرام
أودت بمهجته الليالي بعد ما / فخرت به الأسياف والأقلام
وغدا وراح المجد ذا ثقة به / أن يردعَ الأحداثَ وهي جسام
وبدتْ عليه من حلاهُ شمائلٌ / لا تهتدي لنعوتها الأوهام
كالروضِ لما دبّجتُهُ غمامة / والمسكِ لما فُضَّ عنه ختام
ناحتْ عليه الشهبُ وهي عرائسٌ / وبكى عليه الغيمُ وهوَ جهام
وانجابَ ظلُّ الأنسِ فهو مقلَّصٌ / وامتدَّ ليلُ الخطب فهو تمام
واربدَّ ضوءُ الشمسِ في رأد الضحى / حتى استوى الإشراقُ والإظلام
ما للمدامعِ لا يُطَلُّ بها الثرى / والسادةُ الكبراء فيه نيام
أَكذا يُبادُ حلاحلٌ ومهذَّبٌ / أَكذا يُنالُ مُسَوَّدٌ وهمام
تَعِسَ الزمان فإنَّما أيامه / ومقامنا في ظلِّها أحلام
لنرى الديارَ وهنَّ بعد أنيسها / دُرُسُ المعالمِ والجسومِ رِمام
والنسرُ مقتَنصٌ بأشراكِ الرَّدى / وبناتُ نعشٍ في الدجى أيتام
بأبي قتيلٌ قاتلٌ حُسْنَ العزا / مذ أَقصدته من المنونِ سهام
غدرتْ به أُمُّ اللهيمِ وطالما / فلَّ الخميسَ المجرَ وهو لُهام
وأبى له إلاَّ الشهادةَ ربُّهُ / ومضاؤُهُ والبأسُ والإقدام
فتك الردى بأبي شجاعٍ فتكةً / زلَّت لها رضوى وخرَّ شمام
فُقِدَتْ لها الألبابُ والأحسابُ وال / آداب والإسراج والإلجام
ندبته أبكارُ الحروبِ وعونها / وبكاهُ حزبُ الله والإسلام
أيُّ السيوفِ قضى عليه وبينه / قِدْماً وبين ظبا السيوفِ ذِمام
وبأيِّ لحدٍ أودعوه وإنَّه / ما قَطُّ في الضريحِ حسام
ما كان إلاَّ التبرَ أُخلِصَ سبكُهُ / فاسْتَرْجَعَتْهُ تربةٌ ورغام
يا حامليه قِفوا عليه وقفةً / يَشْفَى بها قبل الوداع هُيام
رُدُّوا وليَّ الله حتى يُشْتَفى / من أروعٍ شُفِيَتْ به الآلام
ردُّوا الشهيد نُسَقِّهِ من أَدمع / إنْ أَخلفتْ مُزْنٌ بهنَّ رهام
لا تسلموه إلى الثرى فلسيفِهِ / مذ كان من أعدائه استسلام
ولتدفنوه في الجوانحِ والحشا / إن كان يُرضيه هناك مَقام
واستنشقوا لثنائِهِ عَرْفَاً به / ينحطُّ عن نفسِ الصباح لثام
ما ضمَّهُ بطنُ الثرى إلا وقد / ضمَّتْه في دارِ النعيمِ خيام
صلى عليه الله ما ثنت الصبا / غصناً وما غنَّتْ عليه حمام
يا عينُ شأنك والمدامعَ فاسمحي / ولتعلمي أن الهجوعَ حرام
إن الذي كان الرجاءُ مشيّداً / بوفائِهِ غدرتْ به الأيام
أَعززْ عليَّ بضيغمٍ ذي سطوةٍ / أَجماته بعد الرماحِ رِجام
اعززْ عليَّ بزهرةٍ مطلولةٍ / أمست ولا غيرَ الضريحِ كِمام
اعززْ عليَّ بمنْ يعزُّ على العلا / إن غيل قَسْوَرُ غيلها الضرغام
إن كان أفنتْهُ الحروبُ فشدَّ ما / فنيت بِمُنْصُلِهِ الطلى والهام
أو راح مهجورَ الفِناءِ فطالما / هَجَرَتْ به أرواحَها الأجسام
أمضرَّجٌ بدمائه هي ميتة / وَقْفٌ عليها السيد القمقام
البأسُ والإقدام أوردكَ الردى / إن كان أنجى غيرَك الإحجام
قد كنتَ في ذاك المقام مخيَّراً / لكن ثبتَّ وزلَّتِ الأقدام
لم يُلْفَ فيه سوى الفرارِ أو الردى / فاخترتَ صَرْفَ الموتِ وهو زؤام
وأبتْ لك الذمَّ المكارمُ والعلا / والسمهريُّ اللدنُ والصمصام
الليلُ بعدك سرمدٌ لا ينقضي / فكأنما ساعاتُهُ أعوام
والأنْسُ غمٌّ والسرورُ كآبةٌ / والنومُ سُهْدٌ والحياةُ حمام
لمن اطَّرحَت المجد وهو كأنه / طَلَلٌ تعفّيه صباً وغمام
ولمن تركتَ الصافناتِ كأنَّها / موسومةٌ باللؤمِ وهي كرام
زَفَرَتْ لموتِ أبي شجاعٍ زفرةً / لم يبقَ ساعَتَها لهنَّ حزام
عمَّتْ رزيَّتُهُ القلوبَ فكلُّها / كاسٌ وأنواعُ المدامِ حمام
كَثُرَ العويلُ عليه بعد نعيِّه / حتى كأنَّ العالمين حمام
وحكتْ دموعَ الغانياتِ عقودُها / لو لم يكن لعقودهنَّ نظام
يا حاملينَ النعشَ أين جيادُهُ / يا ملبسيه التربَ أين اللام
أينَ السماحةُ والفصاحةُ والنهى / منه وأين الجودُ والإكرام
أضحى لعمرُ الله دونَ جلاله / سترٌ من الأجداث ليس يرام
أأبا شجاعٍ إنْ حُجِبْتَ بربوةٍ / فالزهرُ منبتهُ رُبىً وأَكام
قم تبصرِ الخفراتِ حولك حُسَّراً / لو كان يمكنُهُ الغداةَ قيام
واسمعْ عويلَ بكائها فلقد بكتْ / لبكائها الأصواء والأعلام
ضجَّتْ لمصرعكَ النوادبُ ضجَّةً / سدَّت مسامعَها لها الأيام
ولقد عهدتُك كوكباً أَبراجه / جُرْدُ المذاكي والسماءُ قتام
وعهدتُ سيفك جدولاً في وِردِهِ / يومَ الكريهة للنفوسِ هيام
فابشرْ فدارُ الخلد منكَ بموعدٍ / واهنأ ففيها غبطةٌ ودوام
مرَّ الغمامُ على ثراك محيِّياً / فعلى الغمامِ تحيَّةٌ وسلام
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً / فهنَّ منيراتُ الصباح بواسم
لئن كنَّ زُهراً فالجوانحُ أبرجٌ / وإن كنَّ زَهراً فالقلوبُ كمائم
لله ليلتنا التي استجدى بها
لله ليلتنا التي استجدى بها / فَلَقُ الصباحِ لسدفةِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ / من فتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
إن حُوربوا فَزِعوا إلى بيضِ الظُّبا / أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
فترى البلاغةَ إنْ نظرتَ إليهمُ / والبأسَ بين يراعةٍ وحُسام