المجموع : 44
أَيُّها الحاكم بِالظَّن
أَيُّها الحاكم بِالظَّن / نِ وما بالظَّنِّ حُكْمُ
لا تَسُمْ خِلَّكَ خَسْفاً / فَهْوَ عن ما تَسْمُ يسمو
أَوَ لَيْسَ اللَّهُ حَقًّا / قال بَعْضُ الظَّنِّ إِثْمُ
عَقَدوا شُعورَهُمُ عمائِمْ
عَقَدوا شُعورَهُمُ عمائِمْ / ونَضَوْا جُفونَهُمُ صوارِمْ
بِيضٌ ذوائِبُهُم ذوا / بِلُهُمْ وأَعْيُنُهُمْ لهاذِمْ
حَرَسوا رياضَ جمالهم / منها بأَمثالِ الأَراقِمْ
وتوشَّحوا فوقَ التَّرا / ئِب بالذي تحت المَبَاسِمْ
وكأَنما خافوا العيو / نَ فَعَلَّقوا منها تمائم
أَيكٌ إِذا ما رَجَّعَتْ / أَصواتُها رَجَعَتْ حَمائم
وزواهرٌ يُطْوَى الظَّلا / مُ بها وتنتشر المَظالِمْ
وكأَنَّهُمْ زَهَرٌ علي / هِ من غلائِلِهِمْ كمائِمْ
يستودِعونَ الرِّيحَ سِرَّ / هُمُ فتمشى بالنمائم
ويحمِّلون البرقَ قل / بَ مُتَيَّمٍ في الحُبِّ هائم
ويكاثِرونَ بدمْعِ من / يُغْري بهم دَمْعَ الغمائِم
طرفانِ بَيْنَ مُتَيِّمٍ / ومُتَيَّمٍ ساجٍ وساجِم
ولَرُبَّ شَفْرَةِ صارمٍ / أَنْحَى عليها شُفْرُ صارم
في حيثُ أَنْعَمَتِ النَّوا / عِبِ لِلنَّواعِجِ بالنَّواعم
وبَقِيتُ من بعدِ الملا / ثِمِ بَيْنَ لائمةٍ ولائم
أَنفقتُ دّمْعَ شَجٍ به / نَفَّقْتُ أَسواقَ المآتم
وعلمتُ أَنَّ الحبّ مع / ركَةٌ يذلُّ بها الضَّراغِم
وخُدِعْتُ في قلبي فقدْ / أَسْلَمْتُهُ ورَجَعْتُ سالِم
فأَنا المحارِبُ إِنْ أَردْ / تَ حَقيقتي وَأَنا المُسَالِمْ
ولو أنَّني شئتُ الغَنَا / ئِمَ لامتدحْتُ أَبا الغنائم
حيثُ المُنى تسطُو على / أَموالِهِ بيَدِ المكارِم
وتخالُ حاتِمَ طَيَّئٍ / من كفِّهِ في فّصِّ خَاتَمْ
سَحَّاحُ أمْواهِ النَّدَى / قَدَّاحُ نِيرانِ العَزَائِم
عُدَّ الغمائِمَ في ذيو / لِ سماحِهِ في العَمَائِم
بَشِّرْ على أّعطافِهِ / بُشْرَى النجاحِ لكُلِّ سالم
والْهَجْ بما سَرَّت يدا / ه من النَّدَى إِنْ كُنْتَ ناظِم
وسياسةٍ كادَتْ بأَن / تَدَعَ الزَّعازِعَ كالنسائِم
شَهِد الحُسامُ بأَنَّ عض / بَ يراعِهِ للدَّاءِ حاسِم
فلذا كتائِبُ كُتْبِهِ / لم تَدْرِ يوماً ما الهزائم
داعِي أَمير المؤمني / نَ يَهُزُّ منه غِرارَ صارم
يُغْنِي ويُفْنِي فَهْوَ بالسَّ / رَّاءِ والضَّراءِ حاكِمْ
يا بْنَ الأَكارِمِ قد أَتَتْ / كَ نصيحَتِي يا بْنَ الأَكارِم
من قالَ إِنَّكَ حُزْتَ أَو / صافَ الكمالِ فَغَيْرُ آثِم
ما كانَ أَحْوَجَ مَنْ لَهُ / هذا التَّمامُ إِلى التَّمائِم
وأَريجُهُ النَّفحاتًُ يَلْ / طُمُ نَشْرُهَا وَجْهَ اللَّطَائِم
مَقْسُومَةَ التَّصنِيعِ ما / بَيْنَ المعالِي والمعالم
وشَّحْتُها بفصاحَةِ ال / أعرابِ في ظَرفِ الأَعاجِم
وكَسَوْتُها حلل اسْمِك ال / ميمونِ ما بين المواسم
واللهُ يعلمُ لا دنا / نيراً قَصَدْتُ ولا دراهم
لكنْ أُنَبِّهُ منك طرْ / فَ عزيمةٍ ما كان نائِم
لما سَمِعْتُ بمُدَّرٍ / قَطَعَ الفلاةَ إِليك قادِم
هو واصِمٌ لا واسِمٌ / فاجعل إباءَكَ منه عاصم
لا تَغْلَطَنَّ بقُرْبِه / فتبيتَ تَقْرَعُ سِنَّ نادم
نَبَذَتْهُ مِصْر إِليكُمُ / نَبْذَ المُزَيِّفِ في الدَّراهم
فأّرادَ بُنْيَانَ الرِّئا / سَةِ عِنْدَكُمْ بُنْيَانَ هادم
والمجدُ كيفَ علمِتَ لا / يَرْقَى إِليه في السَّلالم
أَترى الذُّبابَ على قذا / رَتها تطيرُ مع القَشَاعِم
غَرِّقْهُ في دِيَمٍ يسي / لُ عليه منها الصَّفْعُ دائِم
والأَحْمَقُ الكَعْكِيُّ ظم / آنٌ لذاكَ الرَِّيِّ حائم
هذا وأَصْلُ عِجانِهِ / رَيَّانُ من ماءِ العَجَارِمْ
ما زالَ مُنْبَطِحاً لكُلِّ / مُوَتَّرِ الأَودَاجِ قائِم
علماً بأَنَّ الواهِيَ ال / أَركانِ تُمْسِكُهُ الدَّعائم
وله ولستُ بمُنْكِرٍ / شِعْرٌ يجوزُ على البهائم
ولكم أَغَارَ عَلَيَّ في / شعرِي فَصَيَّرُهُ مغانِم
فإِذا أَتَى بملاحَةٍ / فاذكُرْ لها تلك الملاحِم
واعلَمْ بأَنَّك عالَمٌ / متركِّبٌ في شَخْص عالِم
يُقِرُّ لِغُلْيَلْمِ المليكِ بن غُلْيَلْمِ
يُقِرُّ لِغُلْيَلْمِ المليكِ بن غُلْيَلْمِ / سليمانُ في مُلْكٍ وداودُ في حُكْمِ
وتخدُمُهُ الأَفلاكُ بالسَّعْدِ في العِدَى / فيسطو بسيف البرق أَو حَرْبَةِ النَّجْمِ
فَأَيُّ هلالٍ ليس كالقوس راشِقاً / بِأَيِّ شهابٍ يَنْفُذُ كالسَّهْمِ
وما النصرُ إلاَّ جُنْدُهُ حيثُ ما مضى / على جَبَهَاتِ البَرِّ أَو صَفْحَةِ اليَمِّ
له مُقْرَباتٌ يقصُرُ الظَّنُّ دُونَها / إِلى مُنْشآتٍ تستطيلُ على الوَهْمِ
كِلاَ عَسْكَرِيْهِ كالسحائِبِ لم تَزَلْ / حواصِبُ في حَرْبٍ صَوَائِبَ في سَلْمِ
يقود إِلى أَعدائِهِ كُلَّ سابِحٍ / فمن عُرُبٍ دُهْمٍ ومن سُفُنٍ دُهْمِ
يسيرُ بأَمثالِ اللُّيوثِ ولم يكُنْ / بها قَرَمٌ إِلاَّ إِلى مَلِكٍ قَرْمِ
تَزَلْزَلُ أَقطارُ الديارِ لِصَوْتِها / فتسلُبُها حُسْنَ العمارةِ في الهَدْمِ
وتَهْتَمُّ في أَخْذِ الثغورِ فَيَغْتَدِي / مُمَنَّعُها مِثْلَ الثغورِ على الْهَتْمِ
وتَعْنُو له الأَملاكُ حتى كأَنَّها / صغارُ الدَّرارِي قابَلَتْ قَمَرَ التِّمِ
وما المُلْكُ إِلاَّ للَّذي قالَتِ الْعِدَى / هُوَ الغَيْثُ إِذْ يَهْمِي هو الليثُ إِذ يحمي
فكم من مريضِ القلبِ صحَّحَ عَزْمَهُ / ونفسِ مَرُوعٍ قد أَعادَ إِلى الجسمِ
ففازَ بنورِ الرَّبِّ يدعو إِلى الهُدَى / ويُحْيي لنا المَوْتَى ويُبْرِي من السُّقْمِ
وزادَ على الفِعْلِ المسيحيِّ بالذي / يُعَلِّمُهُ حَدُّ الحُسامِ من الْحَسْمِ
وقد كانَ دَهراً لا يخُصُّ مصاحِباً / أَتاهُ بما قد خَصَّهُ الربُّ من عِلْمِ
فيّا ملِكَ الدنيا وسائِسَ أَهْلِها / سياسَةَ مَنْ لَمْ يملِكِ المُلْكَ بِالرَّغْمِ
وهذا يفيدُ السيفَ في الحَرْبِ عَزْمَةً / ويحرِصُ في تبليغِهِ رُتْبَةَ الفَهْمِ
ولكنْ بآباءٍ يقر لِمُلْكِهِمْ / وتشهَدُ ساداتُ الملوكِ على عِلمِ
ويعني لهم في الشرقِ والغربِ هَيْبَةً / وقد أَمِنُوا جَوْرَ الظَّلامِ أَوِ الظُّلْمِ
وبدَّلْتَهُمْ أَمْناً من الخوفِ شاملاً / وعدلاً من العَدْوَا وغُنْماً مِنَ الغُرْمِ
وجمَّلْتَ تاجَ المُلْكِ منك بِعِزَّةٍ / يخِرُّ لها تاجُ الزمانِ على الرَّغْمِ
وأَرقصْتَ أَعطافَ السَّرِيرِ مَسَرَّةً / غداةَ هَفَا تحتَ السِّياسَةِ والحِلمِ
وقلّدتَ أَجيادَ القصورِ جواهراً / من الفضلِ والإِفضالِ مُحْكَمَةَ النَّظْمِ
فَمَنْ للدَّراري أَن تعودَ مباسِماً / تُشَرِّفُها من رَبِّ بَسْطِكَ باللَّثْمِ
ويسجدُ إِذ يبدو مُحَيَّاكَ يَقْظَةً / كما سَجَدَتْ قِدْماً ليوسُفَ في الحُلْمِ
فتُطْلِعُ منها كوكبَ السَّعْدِ في النَّدَى / وتُرْسِلُ منها في الوَغَى كَوْكَبَ الرَّجْمِ
وتستخدِمُ الأَقدارَ فيما ترومُه / فتجري إِلى ما قد رسَمْتَ على الرَّسْمِ
أَظُنُّ خُطوبَ الدَّهْرِ وَلَّتْكَ حُكْمَهَا / وآلَتْ يميناً لا خُروجَ عنِ الحكمِ
مُصَرِّفُها بالعَدْلِ تصريفِ ماهرٍ / بَصيرٍ بأَعقابِ الأُمورِ أَخِي فَهْمِ
إِذا أَشْرَقَتْ آراؤُهُ في مُلِمَّةٍ / تَبَسَّمَ بَعْدَ البِشْرِ في وَجْهِهَا الجَهْمِ
وتَكْشِفُها خَيْلٌ عِتاقٌ كَأَنَّها / وقد عَصَمَتْهَا الذَّابلاَتُ مِنَ العُصْمِ
عَدَتْ وَهْيَ أَدْرَى بالقتالِ مِنَ العِدَى / فَلَمْ تَتَّشِحْ بالحُزْمِ إِلاَّ على الحَزْمِ
وَدُهْمِ أَسَاطيلٍ تُحَاكِي مُتُونُها / أَراقِمَ مِمَّا قد نَفَثْنَ مِنَ السُّمِّ
إِذا صَبَّحَتْ ثَغْرًا غدا النَّصْرُ مُقْسِماً / بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ نَيْلِهِ أَوْفَرَ القِسْمِ
كذا فَلْيَكُنْ عَزْمُ المُلوكِ وَقَلَّمَا / تَرَى مَلِكاً يَأْتِي بِمَا لَكَ مِنْ عَزْمِ
مَدَحْتُكَ إيقانًا بأَنَّكَ مُلْبِسِي / مِنَ الفَخْرِ ما أَنْجُو بِهِ مِنْ يَدِ الذَّمِّ
فأَصْبَحَ صَرْفُ الدَّهْرِ في طَوْعِ خادِمِي / وقَدْ كانَ يُبْدِي لي مُخَالَفَةَ الخَصْمِ
طارَ عَنْ بَرْقَةِ بَرْقٍ فَشِمِ
طارَ عَنْ بَرْقَةِ بَرْقٍ فَشِمِ / ضَمَّ سِقْطَيْهِ بِسِقْطَيْ إِضَمِ
عارَضَ العارِضَ فافترَّتْ به / شفتاهُ اللُّعْسُ عَنْ مُبْتَسَمِ
وَسَرَى يَسْأَلُ عن وادِي الغَضَا / وهو يَسْتَنُّ هِضابَ الْمَوْسمِ
كلما ضَلَّ جَرَتْ أدْمُعُهُ / في حواشِي وَجَنَاتِ الأَكَمِ
أَيُّ عِقْدٍ للحيا مُنْتَشثرٍ / قَلَّدَ الدَّوْحَ حِلَى مُنْتَظِمِ
جَرَّعَ الأَجْرَعَ من مُزْنَتِهِ / ضَرَبًا مُنْبَعِثاً عن ضَرَمِ
وعلى السَّفْحِ عيونٌ جرحت / فَهْيَ لا تَسْفَحُ إِلا بالدَّمِ
وفؤادٍ لم تَزَلْ نارُ الجوى / فيه تُذْكَى برياحِ اللُّوَّمِ
وقف الشوقُ به في مَعْرَكٍ / نازحِ الأَجْرِ بعيدِ المَغْنَمِ
إنما جَسَّر أَلْحَاظَ المَهَا / أَنها تُتْلِفُ ما لَمْ تَغْرَمِ
قَعْقَعَتْ أَبطالُه شِنْشِنَةً / وَجْدُهُ يَعْرِفُها من أَخْزَمِ
فسلِ العَنْدَمَ في أَنْمُلِها / إِنْ تَوَصَّلْتَ إِليهِ عَنْ دَمِي
وَسَلامٍ حَمَلَتْ رِيحُ الصًّبا / منه ما هَزَّ فروعَ السَّلَمِ
جاذَبَ الأَحْدَاجَ أَطرافَ البُرَى / فاستجارَتْ بالرَّسِيمِ المِيسَمِ
زارَني والبَدْرُ في جِنْحِ الدُّجَى / مَلَكٌ من فَوْقِ طِرْفٍ أَدْهَمِ
وضعَ النَّثْرَةَ عنه نَثْرَةً / واكْتَفَى رَزْمَ سِنانِ المِرْزَمِ
فاستجابَتْ هِمَمِي مُوقِظَةً / طَرْفَ عزمٍ بَعْدَها لم يَنَمِ
وأَذقتُ النفسَ من شُهْدِ المُنَى / ثم عرَّضْتُ لها بالعَلْقَمِ
فانْثَنَتْ تُنْثَرُ من أَنْجُمِهِ / دُرَرٌ لولا العُلَى لم تُنْظَمِ
بمعانٍ ماتَأَتَّى حَوْكُها / لِزُهَيْرٍ في مَعَالِي هَرمِ
عَظُمَتْ قِيمَتُهَا مُذْ عَلِقَتْ / بأَميرِ المؤمنينَ الأَعظمِ
كَعْبَةِ المَنِّ التي مَنْ زارَها / باتَ في أَمْنِ حَمَامِ الحَرَمِ
قِبْلَةِ الدينِ التي يأْتَمُّها / عندما ينزِلُ عِيسى مَرْيَمِ
جَوْهَرِ النورِ الذي آنسَهُ / لَحْظُ موسَى في سوادِ الظُّلَمِ
حُجَّةِ اللِه التي حَجَّ بها / خَلْقُهُ من كافرٍ أَو مُسْلِمِ
دَوْحَةِ الفضلِ التي أَغصانُها / مثمراتٌ ببديعِ الحِكَمِ
قائِدِ الجَيْشِ الذي مَنْ راعَهُ / باسْمِهِ قَبْلَ التَّلاقِي يُهْزَمِ
عسكرٌ جالَ ولا نٌَْعَ له / أَيُّ نَقْعٍ والثَّرَى بَحْرُ دَمِ
بَنَتِ السُّمْرُ سماءً فوقَهُ / شُهْبُها ما حَمَلَتْ مِنْ لَهْذَمِ
وشَدَتْ أَلْسُنُ أَغمادِ الظُّبَا / بِفَصِيحٍ في ثُغورِ العِمَمِ
طرِبَتْ من تحتِها الشمسُ فكَمْ / نَثَرَتْ من نُورِها من دِرْهمِ
وَتَبَدَّى عَلَمُ النَّصْرِ بهِ / خافِتًا كالنَّارِ فَوْقَ العَلَمِ
حَلَّقَتْ من خَلْقِهِ راياتُهُ / فَهْيَ أَمثالُ الحَمَامِ الحُوَّمِ
عّذَبٌ يَلْعَبُ فيها ذَهّبٌ / لَعِبَ البَرْقِ بذَيْلِ الدِّيَمِ
وينودٌ جَعَلَ الجَوُّ بها / مَسْكَنَ الفَتْخاءِ مَأْوى الضِّيْغَمِ
من نُعُوشٍ رُوحُها الريحُ فما / تَأْتَلِي تَفْغَرُ أَرْجَاءَ فم
كلُّ لُبٍّ صاعدٍ في صَعْدَةٍ / قابضٍ منها بِلِيْتَيْ أَرْقَمِ
وعُقابٍ كُلَّما حَوَّمَهَا / عارِضٌ رَوَّعَ سَيْرَ الأَنْجُمِ
في يَدَيْ كلِّ كميٍّ باسمِهِ / يخدُمُ الموتُ شِفارَ المِخْذَمِ
يَعْتَلِي من طَرْفِهِ في مَهْمَهٍ / دونَ أَنْ يُكْلَمَ مَعْنَى الكَلِمِ
فإِذا اسْتَطْرَدَ في معرَكَةٍ / عَلَّمَ الفارِسَ ما لك يَعْلَمِ
وإِذا ريحُ نشاطٍ نَفَحَتْ / نَفَخَتْ منهُ بأَذْكَى ضَرَم
ذاك جيشٌ لو رَمَى أَبطَالَه / بالصّروفِ الدَّهْرُ لم تَنْهَزِمِ
هُوَ منه حيثُ ما دارَ بهِ / حيثُ حَلَّتْ غُرَّةٌ من أَدْهَم
قام للطيرِ وللوحشِ بما / عهدَتْهُ عنده من مَطْعَمِ
فترى الذئبَ على لُوثَتِه / مُسْتَهَاماً بإِخاءِ القَشْعَمِ
فَرَحٌ سِيئَتْ له أَعداؤُهُ / رُبَّ عُرْسٍ كائنٍ عن مَأْتَمِ
يا إِماماً خضع الدهرُ له / وأَطاعَتْهُ رِقابُ الأُمَمِ
دَعْوَةً رَجَّعَهَا مُسْتَمْسِكٌ / بِعُرَى القَصْدِ التي لم تُفْصَمِ
كُلَّمَا رامَ نهوضاً حَصَّهُ / قَوْلُ زُغْبٍ عندَهُ لا تَرمِ
قد سَطَا الخَطْبُ عليه فاشْتَكَى / من أَيادِيكَ لأَوفي حَكَمِ
لَمْ يَشْفِ طيفُكَ لما زارني أَلَمَا
لَمْ يَشْفِ طيفُكَ لما زارني أَلَمَا / وإِنما زادَني إِلْمَامُهُ لمَمَا
سَرَى إِلَيَّ وطَرْفُ الليلِ مَرْكَبُهُ / والبَدْرُ إِنْ رَكِبَ الظلماءَ ما ظَلَما
ولم يزل يَدَّعي زُوراً زيارَتَه / حتى تَمَلَّكَ مِنِّي الحِلْمَ والحُلُما
نادَمْتُه فَسَقَاني كأْسَ مُرْتشَفٍ / يُفنِي النديمُ عليها كَفَّهُ نَدَما
حتى إِذا شابَ فَوْدُ الليلِ وانْعَطَفتْ / قناتُه وتدانَى خَطْوُهُ هَرَما
وقمتُ أَعثُرُ والأَشواقُ تَنْهَضُ بِي / فما تقدَّمْتُ من سُكْرِي به قُدُما
قال السلامُ على مَنْ لو مَرَرْتُ به / أَهْدَي السَّلاَم له يَقْظَانَ ما سَلِمَا
واهْتَزَّ كالغُصُنِ المنآدِ فانْتَثَرَتْ / مدامِعِي حَوْلَهُ العُنَّابَ والعَنَمَا
ورُحْتُ أَعبدُ منه دُمْيَةً فَرَضَتْ / تقريبَ قَلْبِي في دِينِ الغرامَ دَمَا
وَجْدُ طَلَبْتُ له كَتْماً فأَردَفَنِي / شَيْباً ثَنَانِيَ أَيضاً أَطلُبُ الكَتمَا
ولِمَّةٌ مُذْ هَفَتْ منها مُلِمَّتُهُ / عادَتْ رماداً وكانِتْ قَبْلَهُ فَحَما
وقد تَلَفَّتُ أَثناءَ الشبابِ فَمَا / رأَيتُ إِلا هموماً حُوِّلَتْ هِمَمَا
فَالسَّيْرَ حتى تَقُولَ العِيسُ من خمر / صِرْنَا رُسُوماً وكُنَّا أَيْنُقاً رُسُما
من كُلِّ منهومَةِ ما غَرثَتْ / إِلاَّ الْتَقَمْتَ عليها المَهْيَعَ اللَّقَما
في عُصْبَةٍ كلَّما شامَتْ صوارمَهُمُ / يَدُ الحفيظةِ في جِنْحِ الدُّجَى انْصَرَما
عاطَيْتُهُمْ غَيْرَ بنتِ الكَرْمِ من سَمَرٍ / على تعاطيهِ رحنا نذكر الكَرَما
فكلما قِيلَ نجمُ الدينِ قَد وَضَحَتْ / أَنوارُه فَمَحَوْنَ الظُّلْمَ والظُّلَما
قلنا وعاد إِلى شَرْخ الشبابِ به / جودٌ مضى هَرِمٌ عنه وقد هَرِما
مَلْكٌ تَحرَّمت الدنيا بسطوتِهِ / فردَّها وهي حِلٌّ والنَّدَى حَرَما
هو الغَمامُ الذي ما حَلَّ في بَلَدٍ / إِلاَّ أَفاضَ دماءً منه أو دِيَمَا
وَهْوَ الحسامُ الذي قالت مضارِبُه / خيرُ الحسامَيْنِ في الأدواءِ مَنْ حَسَما
يطيع سامٌ وحامٌ ما يشير له / ولم يطع قَطُّ إِلاَّ من سَمَا وحَمَى
ذو الحَزْمِ شَدَّ على عِطءفَيْهِ لأْمَتَهُ / في سَلْمِهِ وعلى أفراسِهِ الحُزُما
وذو الرّياحِ التي إِن أَعْصَفَتْ قَصَفَتْ / عيدانَ نَجْدٍ وجدَّت بعدها الرَّتَما
كأَنما الدَّهْرُ أَفْشَيْنٌ نَخِرُّ لَهُ / وقد أَقامَ عليه سَيْفَهُ صَنَمَا
إِنْ قال آل مَصَالٍ منه من يَمَنٍ / قال الأَغالِبُ من مُرٍّ ولا سِيَما
أَمْلَى على العُرْبِ من تدبيرِهِ سِيَراً / في مِضْرَ هزَّتْ على فُسْطَاطِها الْعَجَمَا
فالآنَ أَضْبَحَتِ الآباءُ واحِدَةً / والشَّمْلُ مجتمعاً والشَّعْبُ مُلْتَئِما
رَأْيٌ له بَذَلَ الإِقْليمُ طاعَتَه / فلو يشاءُ كفاه السَّيْفَ والقلما
حَسْبُ البُحَيْرَةِ أَنَّ اللَّه صَيَّرها / بحراً به زاخِرَ الأَمواجِ ملتطما
كم خاضَ ضَحْضَاحَها من غارقٍ فَنَجَا / حتى أَفاضَ عليها سَيْبَهُ العَرما
بالخيلِ يحملُ من فرسانِها أَسداً / والأُسْدِ يحملُ من أَرماحِها أَجَمَا
لِلسَّيْفُ في كفِّهِ نارٌ على عَلَمٍ / إِن كنتَ يوماً سَمِعْتَ النارَ والعلما
يَجْلُو البهيمَ ويحمي البَهْمَ سارِحةً / ويستجيش لكَشْفِ المُبْهَمِ البُهَما
والأَرْضُ ما مَرَّ مجتازُ النسيمِ بها / إِلاَّ تغالَتْ فكادَتْ تُنْبِتُ النَّسَما
فالحمدُ للِّه سدَّ السيفُ ثُلْمَتَها / وعاوَدَ الغِمْدَ محموداً وما انْثَلمَا
فَلْيَبْتَسمْ بكَ ثغرٌ قد جعلْتَ له / ثغراً عن الحسن والإِحسان مبتسما
يجري النَّهارُ على أَنيابِه شنَباً / ويصبِغُ الليلُ منه في الشِّفاهِ لَمَى
حتى نقولَ وكُنَّا قبلَ معرفةٍ / سُبْحانَ عَدْلِكَ أَضحى يَنْقُلُ الشِّيَما
طَرَحْنَا فوقَ غارِبِها الزِّمانا
طَرَحْنَا فوقَ غارِبِها الزِّمانا / فأَسْلَمَها العَرَارُ إِلى الخُزَامَى
رَعَتْ بالجِزْعِ أَسْنِمَةَ الرَّوابي / فجاءَتْ وَهْيَ تحمِلُها سَنَاما
وما بَرِحَتْ تراوحُ أَو تُغادِي / جَمِيماً في أَو جِمَاما
تَحُطُّ به النّعائِمُ مُتْأَقَاتٍ / تَرَجْرَجُ فوقَ أَعناقِ النُّعامى
إِلى أَن عارضَتْنَا فاسْتَرَبْنَا / أَكُوماً نحنُ ننظرُ أَمْ إِكاما
وقالَتْ والخيامُ صَبَاحُ عَشْرٍ / لِلَيْلَتِها أَلاَ حَيِّ الخياما
فعُجْنَا بالأَراكِ على أَرَاكٍ / صَدَحْنَا في ذوائبِهِ حَماما
ومِلْنا للعقيقِ فقام جِسْمِي / به يَقْرَا على قَلْبِي السَّلاما
طرحنا العَجْزَ عن أَعجازِ عَيْشٍ / نُوَشِّحُها على الحَزْمِ الحِزاما
ونُوسِعُها بأَيدِي الوَخْدِ مَخْضاً / تُطيرُ الريح زُبْدَتَهُ لُغَاما
وندفَعُ بالسُّرَي منها قِسِيّاً / فتقذفُ بالنَّوى مِنَّا سِهاما
ونُعْمِلُ كالأَهِلَّةِ ضامراتٍ / لنبلُغَ فوقها القَمَرَ التَّماما
ببابِ الفاضلِ المِفْضالِ حَطَّتْ / فأَطلَقَها وَأَقْعَدَنَا وقاما
تُجَنِّبُها الخوافِيَ والذَُّنَابَي / وَتُورِدُها القوداِمَ والقُدَامَى
كَأَنَّا إِذْ قطعناهم إِليهِ / تَعَسَّفْنَا إِلى الصُّبْحِ الظَّلاما
يَحُطُّ لِثامَ نائِلِهِ فيبدُو / وقد عَقَدَ الحياءُ له لِثاما
ومِنْ أَحكامِهِ أَنْ ليسَ يُبْقَي / على الأَحرارِ للدهرِ احْتِكاما
شَفَتْ وكَفَتْ فصائِلُهُ فلولا / جفونُ الحُورِ أُعْدِمَتِ السَّقَاما
وأَسْكَرَنَا بَيَاناً دامَ حَتَّى / عَجِبْنَا كيفَ خَدَّرْنا المُدَاما
معانٍ تجلسُ الفُصَحاءُ عنها / وتسمَعُها خواطِرُهُمْ قِياما
يتيماتٌ تُصَدِّقُ في عُلاهُ / مَقَالَةَ مَنْ دعاهُ أَبا اليتامى
ونُعْمَى مَنْ رَأَى الأَجسامَ عُطْلاً / فَقَلَّدَها أَيادِيَهُ الجِساما
أَقولُ له وقد أَحْيَتْ يَدَاهُ / عِظاماً من أَوائله عِظاما
أَبَتْ لِيَ أَنْ أُضامَ صفاتُ مَجْدٍ / أَبيَ لولا سَمَاحُكَ أَنْ يُضَاما
وما أَبقي احتفالُكَ فيَّ هَمّاً / ولا فيما يخصُّنِيَ اهتماما
ولكنْ قد بَدَأْتَ به رَحِيقاً / أُنَافِسُ أَنْ تُضِيفَ له الخِتاما
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما / غابَ عن ناظري فأهْدَى النَّسيما
عاودَتْنا البَليلُ عنه بِلَيْلٍ / فأَعادَتْ لنا الحديثَ القديما
طَرَقَتْنَا زيارةُ الطَّيفِ حُلْماً / فاسْتَخَفَّتْ منا اللبيبَ الحليما
وأَحالَتْ على الفؤادِ غراماً / طالَ تردادُهُ فصارَ غريما
ذَكَّرتنا عهدَ المُقيم على العه / دِ وإِن لم يكُنْ عليه مُقيما
والرسومَ التي أَقامَ التَّصابي / في رُباها كما أَردْنا الرُّسوما
لبسَتْ مَعْلَمَ الرّبيعِ وكم أَلْ / بَسَهَا فيه المَعْلَمَ المَعْلُوما
مِنْ مُدامٍ لا عُذْرَ للخالِعِ العُذْ / رَ عليها أَنْ لا يكونَ مُديما
بعثَتْ نَفْحَةَ الجِنانِ من الكأْ / سِ وشَبَّتْ في جانِبَيْهَا الجحيما
أَتُراها إِذ أَدركَتْ عصرَ إِبرا / هيمَ جاءَتْ بنارِ إِبراهيما
فأَعِدْنِي لشُرْبِها أَو فَعِدْني / أَو فَعُدْنِي كما تعودُ السَّقيما
وإِذا هَوَّمَتْ صروفُ الليالي / فاطْرِحْ باعتناقِها التَّهويما
لا تَدَعْ ليلَكَ البهيمَ وقد فُزْ / تَ بها غُرَّةٌ يَمُرُّ بَهيمها
وَأَدِرْها إِنْ شئتَ بالجامِ شمساً / في دُجَاهُ أَو بالكؤوسِ نُجوما
أَنا مالِي وللملاحَةِ فيها / إِن أَطَعْتُ الملامَ كنت مُليِما
لو نَهَاني الإِمامُ مثْلُكَ عنها / لَعَصَيْتُ الإِمامَ والمأَمونا
فادْعُنِي ثانيَ ابْنَ هانِي انْهِتاكاً / وانْهِماكاً لا مَنْظَراً وشَمِيما
وارتكابُ التحريمِ يسهُلُ فيها / حينَ نرجو له الغَفورَ الرحيما
هاتِ بنت الكرومِ صِرْفاً ودَعْنِي / في يَديْ ياسرٍ أَعيشُ كريما
زرتُ منه من لا يَمَلُّ مِنَ النَّع / ماءِ بَذْلاً فهل أَمَلُّ النَّعيما
ولكم حامَ حُسْنُ ظَنِّي عليهِ / واقتناصُ البازِيِّ في أَن يحوما
خَفَقَتْ بي إِليه قادِمَةُ الشَّو / قِ وبُشْرَايَ إِذ رُزِقْتُ القُدوما
ملِكٌ شاعِرُ السّماحَةِ يأْبَى / أَنْ يَمَلَّ التَّسْهِيم والتَّقْسِيما
وخطيبُ الحُسام أَفْصَحُ ما كا / نَ كلاماً إِذا أَثارَ الكُلوما
أَخذَ الدَّهْرُ ذِمَّةً من يَدَيْهِ / مَنَعَتْهُ من أَنْ يكونَ ذميما
واستجارَتْ به الليالي فأَلْقَتْ / لِعُلاَهُ الإِقرارَ والتَّسْلِيما
شَرَّدَ الظُّلْمَ والظَّلامَ فقالتْ / خَيْلُهُ في مَغَارِها والظَّليما
هِمَّةٌ تنشئُ الحَسُودَ وتُنْشِى / أَبداً بَيْنَ جانبَيْهِ الهُموما
أَريحيٌّ بنى له الجودُ بيتاً / قد أَطافَ الورى به تعظيما
ووسيمُ الجبينِ يظهر فيه / من بلالٍ أَبيهِ أَوْضَحَ سِيما
شرفٌ زاحَمَ النجومَ بفودَيْ / هِ ومجدٌ رَسَا فَشَقَّ النُّجوما
وندًى دولةُ الأَميرَيْن منه / حَرَمٌ لا تَرَى به محروما
جَرَّدا منه صارماً شفْرَتَاهُ / تركَتْ عُمْرَ قِرْنِهِ مَصْرُوما
وأَقاماهُ للوزارةِ كهفاً / مانعاً كلَّ ناهضٍ أَن يقوما
فامتطى عابراً لها صهوةَ الإِقْ / دامِ حتى أَنالَها التَّقْدِيما
وشديدٌ على بناِت مِخاضٍ / أَنْ تُجارِي إِلى مَدَاها القُروما
أَيّها القاطعُ الفلاةَ إِكاماً / يمتطيها دون الرِّفاق وَكُوما
لا تَظُنَّ الظلامَ يخلع عنه / رُدُنَيْهِ ولا الزَّمانَ الظَّلوما
قم فطالعِ من نَيِّرَيْ آل عِمْرا / نَ بدوراً قد تُمِّمَتْ تتميما
تَلْقَ هارونَ والكلامُ شُجونٌ / حين تلقاهما وموسى الكَلِيما
واعتمِدْ ياسراً خصوصاً تجِدْهُ / فوق ما أًنت ترتجيه عُموما
وخُذِ الدُّرَّ من أَياديه منثور / راً يَعُدْ بعضُهُ له منظوما
ولو أَنَّ القريضَ وفَّاهُ حقّاً / لم يَدَعْ ذا الرَّوِيَّ والبَحْرَ مِيما
فهنيئاً بالعام أَلْبَسَكَ اللّ / هُ به النائلَ الجزيلَ العميما
نِعَمُ اللِّه فيكَ لا نسأَلُ اللّ / هَ إِليها نُعْمَى سِوَى أَن تدوما
ولو أَنِّي فعلتُ كنتُ كمن يس / أَلُهُ وَهْوَ قائمٌ أَن يقوما
ضَرَبُوا الخيامَ على النَّدَى والخِيمِ
ضَرَبُوا الخيامَ على النَّدَى والخِيمِ / ورَغِبْتُ عن مَرْعًى بِهِنَّ وَخيمِ
ما كنتُ أَوَّلَ زاهدٍ في رَوْضَةٍ / تُجْنَى أَراقِمُ وَشْيِها المَرْقُوم
كم من سقيمِ الجسمِ يِتُّ لأَجلِهِ / وأَنا الصَّحيحُ بداءِ كلِّ سقيمِ
فارجِعْ عنِ الوادي فإِنَّ مياهَهُ / مما يُشَبُّ بها غليلُ الهيمِ
مدّ الحُمَاةَ من الأَسِنَّةِ فوقَه / ظِلاًّ وذاكَ الظِّلَّ من يَحْمُومِ
وبشِعْبِ رامَةَ مَعْرَكٌ يغدُو بِهِ / قَلْبُ الهِزَبْرِ أَسيرِ لَحْظِ الرِّيمِ
حيثُ التَفَتَّ إِلى مطالِعِ شَمْسِهِ / أَلفَيْتَها محجوبَةً بِغُيُوم
مَغْنًى يُدِيرُ به النسيمُ رَحِيقَهُ / ممزوجَةَ الرَّشَفَاتِ من تَسْنِيمِ
وكأَنَّ مُبْتًسَمَ السحابِ متيَّمٌ / يبكي عليه بدمعِهِ المسجومِ
لِمَنِ المنازلُ كالمَنازِلِ رِفْعَةً / وضياءَ آفاقٍ وبُعْدَ نُجُومِ
ما رَدَّدَ المشتاقُ فيها نظرةً / إِلا انْثَنَتْ عن نَضْرَةٍ ونعيمِ
أَتُرَى الذي في وَجْهِهِ لِيَ جَنَّةٌ / يَدْري بأَنِّي أَصطلي بجحيمِ
أُبْدِي التَّجَلُّدَ في الكلامِ وأَنطوِي / دونَ العذولِ على حَشًى مكلومِ
مالِي إِذا اسْتَظْلَلْتُ وارِفَ هَمِّه / سَقَطَتْ عَلَيَّ فروعُها بِهُمومِ
أَنا بالبراقِعِ والبَلاقِعِ هائِمٌ / لا أَكْحَلُ الجَفْنيْنِ بالتَّهْوِيمِ
كم مَهْمَهٍ خَفَضَتْ رُءُوسَ إِكامِهِ / نَغَمَ الحُداةِ برَفْعِ أَيدِي الكُومِ
نادَى لسانُ الدهرِ باسْمِي ناقصاً / فَحَمَلْتُه مِنْهُ على التَّرْخِيمِ
ودُعِيتُ بالمرزوقِ ثمّ اسْتَرْجَعَتْ / أَيَّامُهُ فَدُعِيتُ بالمَحْروم
لولا الجدودُ لما ارْتَمَتْ بمُسَافِرٍ / كَفُّ الغِنَى وتعلَّقَتْ بمُقِيمِ
والحظُّ حتَّى في الحروفِ مُؤَثِّرٌ / تختصُّ بالتدقيقِ والتفخيمِ
ويقبِّلُ الضَّحَّاكُ ما سَفَرَتْ لهم / تحتَ العَجَاجَةِ عن أَغَرَّ شَتِيمِ
وتَحَمَّلُوا لِلْفُرْسِ في صَنْعَائِها / أُمَّ التي جاءَتْ على أَحْمِيمِ
وانظِمْ بسِلْكِ القَوْلِ دُرَّ فِعالِهِمْ / في لَبَّةِ المنثورِ والمنظومِ
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي / نابَتْ يدي لَكَ عن حَدِيثِ فَمي
وكنت تُبْصِرُ كُلَّ مُنْسكِبٍ / يسرى إِليكَ وكلَّ مُضْطَرِمِ
لكن وجدتُ بَرَاعَتِي اعْتَذَرتْ / لبَرَاعَتِي بتقاصُرِ الشِّيَمِ
فقعدتُ عن تكليفِها سِيراً / قامَ الزمانُ بها على قَدَمِ
أَوَلَيْسَ أَشواقي وإِن كُتِمَتْ / كالشَّيْبِ يَضْحَكُ في فَمِ الكَتَمِ
وصبابَتي هيَ ما عَلِمْتَ بها / نارٌ مُضَرَّمَةٌ على عَلَمِ
ولقد عدِمْتَ سِوى لطيفِ هوًى / ما زال يُخْرِجُنِي من العَدَمِ
وشرقتُ بالمِلْحِ الأُجاجِ فَما / أُنْسِيتُ سكر الباردِِ الشَّبِمِ
وسُئِلْتُ حينَ غَرقْتُ في كُرَبٍ / عنها فقلتُ غَرقْتُ في كَرَمِ
ويُقالُ لي هلاَّ ذَمَمْتَ ولي / شغلٌ بحمدي راعِيَ الذِّمَمِ
دَعْ من حديثِ حوادثٍ كثُرتْ / إِن الهمومَ نتائجُ الهِممِ
وكفاكَ من ذكر المُلِمَّةِ ما / وَسَمَ الوجوه بحِلْيَةِ اللِّمَمِ
ولأَجْلِ صرفِ الدهرِ صرتُ متى / أَبصرتُ لم أَبصِرْ سوى ظُلَمِ
ونَعَمْ جهِلْتُ فقمتُ عن نِعمِ / كانت لَديْكَ وقُمْتُ في نِعَم
واضَيْعتَاهُ خرجتُ عن عَرَبٍ / واضَيْعتَاهُ دخَلْتُ في عَجَمِ
وبضاعَتِي نُطْقِي وأَكسَدُ ما / بِيع الكلامُ على ذَوي الصَّمَم
لَهفِي على الإِفحامِ أَيْن به / لأَجانِسَ الإِفحامَ بالفَحم
بل لَيْتَها من غُمَّةٍ كَشَفَتْ / وَجْهَ التَّنَقُّل عن ذوِي الغُمم
وأَنا المَلوُم فإِنْ رَجَعْتُ إِلى / عَوْدٍ إِليها بعْدها فَلُمِ
أَحسِنْ أَبا حَسَنَ الأَجَلَّ وقُمْ / في كَشْفِها واضْرِبْ على القِمَمِ
والْقَ الكتائبَ يا بْنَ والِدِها / بالكُتْبِ وارْمِ السّيفَ بالقَلَمِ
واخدُمْ بتقبيلي البِساطَ لِمَنْ / باتَ الزمانُ له من الخَدَمِ
واعرِضْ عليه حالَ خادِمِهِ / سِرًّا ونَبِّهْهُ لَهَا وَنَمِ
وكِلا أَسيراً منك مالكاً أَبدا / فبحق مُلْكِكَ لا عُدِمْتَ دُمِ
يا ياسِرَ بْنَ بلالٍ انْتَقَمتْ / مِنِّي صروفُ الدَّهْرِ فانْتَقِم
هذا أَبوكَ البحْرُ جارَ على / مالِي وأَجْرَى في الدُّموعِ دمِي
وعَدَا على حُرَمي وقد جُعِلَتْ / منذُ انتميتُ إِليكَ في حَرَمِ
في كلِّ يومٍ منه قارِعةٌ / أَلَمِي بها أَنْ لَسْتُ ذا أَلَمِ
فأَكونَ فيه بنانَ ذِي لَهَفٍ / طَوْراً وطوراً سِنَّ ذي نَدَمِ
أَعطيتَني ما قام يأْخُذُهُ / مني وظنُّكَ فيه لَمْ يَقُمِ
روا لَسْتُ أَقولُ صِنْوُكَ / في اللُّؤْمِ أَحْظَى منكَ في الكَرمِ
كم صارخِ مِنَّا ومُلْتَطِمٍ / في زاخِرٍ منه ومُلْتَطِمِ
ومُكابدٍ تَعَباً إِلى أَكَمٍ / وافَى عليها كُلُّ مُرْتَكِمِ
مالي رُمِيتُ بكلِّ عاصِفَةٍ / أَنا لَسْتُ من عادٍ ولا إِرَمٍ
وعلى ابْتِدائي ذا الحديثُ جَرَى / يا لَيْتَ شعرِي كَيْف مُخْتَتَمِي
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا / وقد حَفَّتْ بِهِ الخَدَمُ
فلا يَغْرُرْكَ قَعْقَعَةٌ / كَسَتْهُ مَجَالَها الخُذُمُ
وجِدْ قِرْطاسَهُ لِتَرَى / مَقابِحَ خَطَّها القَلَمُ
تَجِدْها ثَمَّ شاهدةً / بأَنَّ وجودَه عَدَمُ
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ
أَندَى وجهٍ وَسِيمِ / وشذا عرف نسيمِ
واصطباحات مُدامٍ / بين راحاتِ نديمِ
وسماعٌ من رخيمِ الدَّ / لِّ ذي صوتٍ رخيمِ
ونعيمٌ دارُنا اللدَّ / ةُ من دارِ النعيمِ
وصباحٌ من سرورٍ / شقَّ ليلاً من همومِ
أَم بُنَيَّاتُ كريمٍ / لا بُنَيَّاتُ كروم
أَطْلَعَتْ منها ليالِي النِّ / قْسِ أَمثالَ النجومِ
وتجلَّى الطِّرْسُ منها / بحِلى الدُّرِّ النظمِ
صاغها فِكْرُ عَلِيٍّ / صاغَها فِكْرُ عَلِيمِ
ببلاغَاتٍ بها جُرَّ / خِطامُ ابْنِ الخَطيمِ
وتَمامٌ لم يَنَلْهُ / حاجِبٌ بين تميمِ
ومَعاني حِكَمٍ أَزْ / رَتْ بلُقْمانَ الحيكمِ
وكلامٌ صِرْتُ مذخُو / طِبْتُهُ مِثْلَ الكليمِ
من خليلٍ وجليلٍ / وحَمِيٍّ وحميمِ
ي المُحَيَّا الزاهرِ الغُرَّ / ة في الدهرِ البهيمِ
والأَيادي المُسْتَخِفَّا / تِ بأَعباءِ الغيومِ
دُونَهَ إِنْ حُقِّقَتْ أَو / صافُ أَربابِ العلومِ
كلُّ عينٍ كلُّ لامٍ / كل ياءٍ كلُّ مِيمِ
سَلَّمَ اللُّه علاهُ / من حلا لَيلِ السَّلِيمِ
ما أَمالَ الريحُ عِطْفَيْ / غُصُن الريحِ القويمِ
أحمَدُ الآبيّ فيه أبنةٌ
أحمَدُ الآبيّ فيه أبنةٌ / ولكم عوقِبَ فيها ولَكَمْ
فثقوا بي مُخبراً عن رجُلٍ / هو في الآداب شيخي والحكَمْ
خبرٌ لو لم أحدّثْكُم به / كان أولى بي من النُطْقِ البَكَمْ
أنا ممّن في بيتِه / وكذا في بيتِه يُؤتى الحَكَمْ
بين اللوى فالجِزْعِ فالمتثلّمِ
بين اللوى فالجِزْعِ فالمتثلّمِ / دِمَنٌ خلَتْ من بعدِ أمّ الهيثَمِ
آثارُ ركب مُدلِجينَ ترحّلوا / من مُنجدٍ قَصْداً لها أو مُتهِمِ
ولقد وقفتُ بها وقوف متيّمٍ / زمناً أُسائلُها فلم تتكلّمِ
وسقيتُها الدمعَ المصونَ تأسفاً / صِرْفاً وطوراً مثل لون العِظْلِمِ
يا ركبَ مكةَ ها تحيةَ عاشقٍ / مُضنًى نحيفِ الجسمِ صبٍّ مغرمِ
لغزالةٍ مثلِ الغزالةِ منظراً / حوراءَ تسكنُ في هضابِ يَلمْلمِ
هيفاءَ ساحرةِ الجفونِ غريرةٍ / غرّاءَ مرشَفُها لذيذُ المَطْعَم
في ثغرها دُرٌّ وفي وجَناتِها / وردٌ نضيرٌ أحمرٌ كالعندمِ
إن لم يبلّغْكَ التحيةَ ذلك الر / كْبُ المُجِدُّ السيرَ مني فاعلمي
لا عرّسوا بمنًى ولا بلغوا المُنى / فيها الزمانَ ولا سُقوا من زمزَمِ
يا عاذليّ كفى فؤادي ما رأى / منها فكُفّا لوم كلِّ متيّمِ
فلأتركنّ اللهو عنّي جانباً / ولأرحلنّ على جوادٍ أدهمِ
هزجِ الصّهيلِ كأنّ في حُلقومِه / جرَساً وأسودَ كالغرابِ الأسحمِ
صافي السوادِ كأن غرّةَ وجهه / بدرٌ بدا في جنحِ ليلٍ مظلمِ
أو أشقرٍ نهدٍ أقبّ لهيبُه / كالنجمِ في وسطِ الغبارِ الأقتَمِ
يهوي كما تهوي العُقاب لصيدها / ومقدّم الأذنَيْنِ ليس بأصْلمِ
أو أحمرٍ مثلِ الخدودِ تخالُه / من حسن صِبغتِه تسرْبَل بالدمِ
وافي الضلوع مهذبٍ في جنسه / جَذلانَ كالنّشوانِ حرّ أرثَم
أو أبلجٍ يبدو بكل نموذج / للناظرين إذا تراءَى شيظَمِ
حتى أقبّل راحة الحَبرِ الذي / فاقَ الورى وعلا علوّ الأنجُمِ
الحافظِ النّدْبِ السّريّ المرتضى ال / علَمِ الزكيّ اللوذعي الأكرمِ
العالمِ المولي الأبيّ المصطفى ال / يقِظِ العلي علا السُها المتقدمِ
أعطى وأسرفَ في العطاءِ فكفُّه / والبحرُ يقتسمانِ نسبة توأمِ
حُلوِ المذاقِ لمنْ يوالي ليّنٍ / ولمَن يعاديه كطعمِ العَلقمِ
بكَرَ العِدا نحو العُلا فتأخّروا / عنها وأدلجَ فهو خيرُ مقدَّمِ
سارَتْ إليه اليَعمَلاتُ قواصِداً / تَتْرى فحلّتْ عندَ أفضلِ مَغنَمِ
علَمٌ يُهينُ المال طولَ زمانِه / كرماً وبرّاً عند زَورِ مكرَّمِ
ولقد غدوتُ بما أتَتْهُ مُديةٌ / من فعلِ جاني أنعُمٍ لا مجرمِ
قامتْ تقبّلُ راحةً مزنيّةً / للحافظِ الحَبْرِ الإمامِ الأكرمِ
لتنالَ من نعمائِها ما أمّلَت / وتفوزَ من هبةٍ بأوفَرِ مغنَم
فحمى ازدحامُ اللاثِميها فوزَها / معهمْ وقد ظفروا بأكرمِ مَلثَمِ
فهوَتْ الى قدم له ما دأبُها / إلا استباقُ للعُلى بتقدمِ
عاذَتْ بها من خيبةٍ لمرامها / إذ قبّلَتْها فِعلةَ المتذمّمِ
والرِّجْلُ لما لم تؤهَّلْ للندى / مثل اليَدينِ ولا لبَذْلِ الأنعُمِ
لم ترضَ خيبتَها كشيمةِ ربّها / فحمَتْ بما ملكَتْهُ من عِطرِ الدّمِ
سَقياً لها شرُفَتْ بنَيْلِ ممنّعٍ / عن غيرها بظُبى الصّوارمِ مُحتمي
ودّتْ خدودُ الغيدِ لو ظفِرَتْ بما / نالته من ذاك الصِّباغِ العَندَمي
كيما يتمّ جمالُها بِلباسِه / فيُضيءُ منها كلُّ ليلٍ مظلِم
قد فاخَرْت يُمناك ما شرَفْتَ من / عُددِ الوغى من لهذَمٍ أو مِخذَمِ
وغدت محرّمةً على النيران إذ / سُقِيَتْ دماً أضحتْ به في محرَمِ
فافخَرْ إمامَ العصرِ بالشرفِ الذي / أوتيتَه فردَ الفضائلِ واسْلَمِ
ألمّ به طيفُ الخيال مسلِّما
ألمّ به طيفُ الخيال مسلِّما / فأذكَرَهُ من لوعةٍ ما تقدّما
ألمّ به والصبحُ قد لاحَ جيشُه / وهمّتْ جيوشُ الليلأن تتصرّما
فأرّقه بعدَ المنامِ مزارُه / وطيرٌ بأعلى غُصنِ بانٍ ترنّما
رعى الله ركب المستقلّين سحرة / بعيسِهمُ قصداً الى أبرَقِ الحِمى
فما باتَ للأحباب ضامنُ لوعةٍ / لفقدهمُ إلا امرؤٌ بات مُغرَما
وفي الكِلّةِ الحمراءِ ظبيُ صريعةٍ / سقاني غداةَ البينِ بالبينِ علقَما
ضمنت فلم أذكر هواه وأنطق ال / جوى دمع عيني بالهوى فتكلما
وداويّةٍ داومتها بعرامِسٍ / إذا سِرْنَ يُنسِينَ الجديلَ وشَدْقَما
تذرّعْتُ في الليلِ الظلامَ وفي الضُحى / غباراً أثارَتْهُ المناسِمُ أقْتَما
وقلتُ لغيثٍ طبّقَ الأرضُ ماؤهُ / فأزّر بالنورِ الرّوابي وعمّما
يد الصّالحِ المنظورِ أعظمُ نائلاً / وأجزلُ إعطاءً وأوفرُ مَغنَما
مليكٌ أضاءَ الليلَ من نورِ وجهِه / وأفعالِه الحسنى وقد كان مُظلِما
سجيّتُه بذلُ النّوالِ فلن ترى / بأرضٍ ثوى فيها من الناس مُعْدِما
يُريك إذا سالَمْتَه البدرَ طالعاً / تماماً وإن حاربْتَه الليثَ مُقْدِما
أجِدّكَ ما تنفكّ تعطى لسائر ال / مُعادين بُوسى والموالين أنعُما
فكم معركٍ فيه تبدّيت سافراً / فغادرتَ بالسّيفِ العدوّ ملثّما
ردَدْتَ الضُحى ليلاً من النُقْعِ مظلماً / وأطلعْتَ فيه بالأسنّة أنجُما
وظلْتَ لنظم الهام فيه منثِّراً / وبتَّ لنثرِ الطّعنِ فيه منظّما
سلبْتَ العِدى أثوابَها ونُفوسَها / وألبسْتَها ثوباً صفيقاً من الدِّما
علوْتَ محلاً أصبح النجمُ دونَه / وأدنيتَ ما تحوي يداك تكرّما
كذلك نورُ الشمسِ من كل موضعٍ / من الأرض يدنو وهْي في كبدِ السّما
بعزمِك طار العدل شرقاً ومغرباً / وأنجدَ في أعلى البلاد وأتهَما
فتحتَ اللّها لما تبرعت باللُهى / فأعربَ بالشكرِ الذي كان أعجما
وشيّدْتَ بالإسكندرية بِنيةً / بها أصبحَ الثغرُ المباركُ مُعلَما
حبوْتَ بها فخرَ الأئمّة فاغتدى / بجمعِهما شملُ المعالي مُلأما
بتدريسه فيها الدروسَ أساسُ ما / يقيمونه الكفارُ أضحى مهدّما
به وبها لم يترُكِ الله كافراً / الى أن غدا فضلاً من الله مُسلِما
ألا أيُّهذا الحافظُ العلَمُ الذي / سما سابقاً نحو العلى فتقدّما
هل البدرُ إلا أنت ليلةَ تِمّه / هلِ البحرُ إلا أنت ساعةَ أن طَما
بك استبشرَ الشهرُ الأصمّ تشوقاً / للُقياكَ حتى كاد أن يتكلّما
سأحمِلُ من فكري إليك قصائداً / تُريكَ من الألفاظِ درّاً منظّما
تزيدُ على مرِّ الجديدَن جدّةً / وتنشرُ وشْياً للعيون مُنَمْنَما
فلا زِلتَ في عزِّ عليٍّ ورفعةٍ / فما العيشُ إلا أن تعيشَ وتسلَما
وكم رامَ مجدَك من حاسدٍ
وكم رامَ مجدَك من حاسدٍ / فجُرِّدَ من حُلّةِ السّالِمِ
كذئبِ النُميرَةِ لما أتى / يحاول قتل أبي عارمِ
بأبي سقيم الجَفنِ صح
بأبي سقيم الجَفنِ صح / حَ له ضَنى جسمي السقيمِ
ورأى غرامي في هوا / هُ مُلازِمي مثل الغريمِ
فحَنا وحنّ وربما / نظرَ السّليمُ الى السليمِ
حتى إذا صانوه عن / قُربي ولا صَوْنَ الحريمِ
أومى إليّ بلحظِه / إيماءَ منعطف رَحيمِ
وأنا البخيلُ بمهجتي / إلا على خُلُقٍ كريمِ
يا بدْرَ تِمٍّ قد غدَتْ / رُقَباؤه عددَ النجومِ
ما بالُ وجهك جنّةٌ / حُرِسَتْ بملتهبِ الجحيمِ
كم ذا الشّقاءُ وأنت مُشْ / تمِلٌ على طيبِ النّعيمِ
همَمي كبار في هوا / كَ ومثلَها أضحَتْ همومي
بأبي وغير أبي الفِدا
بأبي وغير أبي الفِدا / ءُ لسُقْم ناظركَ السّقيمِ
صُوِّرْتَ روضاً ناضِراً / وأنا أرقُّ من النّسيمِ
أُمّلْتُ منك بنعمةٍ / فوقَعْتُ في الألم الأليمِ
أصبحْتَ يا رِضوانُ رض / وانَ الشّقاوةِ لا النعيمِ
هذاكَ يدعو للجِنا / نِ وأنتَ تدعو للجحيمِ
وأهدى نسيمُ الروض مسكاً وعنبراً
وأهدى نسيمُ الروض مسكاً وعنبراً / وواصلَ للأنفاسِ ما كان كتّما
ورجّعَتِ الأطيارُ ألحانَ شجوِها / وجاوبَها الدولابُ لما ترنّما
فلا تُهمِلا هذا الزمانَ فإنّه / يجدِّدُ للمشتاقِ عُمراً مُنعّما
وحُثّا به كأسَ المُدامِ فإنها / تزيدُ الفتى ظرفاً وخُلقاً مكرَّما
ولا سيما من كفّ أحورَ ساحرٍ / بألحاظِه ردّ الخميسَ العرمرما
ألم بنا في مجلسِ اللهوِ وانثَنى / وقد أودَع الأحزانَ قلباً متيّما
فوالله ما أدري إذا ما لقيتُه / أشمسَ الضُحى ألقى أمِ البدرَ في السّما
أسرّ زماني لو تأتي يسيره / بتحليلِ ما قد كان في العيشِ حرّما
وأطفأ نارَ الهجرِ من ماءِ وصلِه / وإسفارِه من بعدِ ما قد تلثّما
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ / وكريماً قد فاقَ كل الكرامِ
إنّ لي في مدارسِ العلمِ شأناً / ردّ شأني مُساجِلاً للغمامِ
قد قرأتُ القرآنَ حفظاً فلم أحْ / ظَ بما فوق سورة الأنعامِ
وطلبتُ العلومَ فيها على مث / لِك مُحيي شريعةِ الإسلامِ
وأتَتْني مسائلٌ أشكَلَتْ فه / يَ لَعَمري تدقّ عن أوهامي
أحرمَتْ راحتي من الوَرْق والوق / تُ فوَقْتُ الإحلالِ والإحرامِ
وبلائي بالفقرِ غيرُ حلالٍ / وتلافي أمري فغيرُ حرامِ
وأرى دارَك المشيّدةَ الأرْ / كان أضحتْ كمثلِ دارِ السّلامِ
فاستمِعْني فلسْتُ أُلْحِفُ فيما / قُلتُه غيرَ كاذبٍ في كلامي
فانتظامُ الخطوب فيه انتشاري / وانتثارُ النوالِ فيه انتظامي
غرَضي أن تقدِّم الآن جاريَّ / كما أشتهي على الإتْمامِ
للذي قد خلا من الأربَعِ الأش / هُرِ وُقّيتَ سطوةَ الأيامِ
فثيابي تمزّقَتْ مثل أعرا / ضِ أعاديكَ لا رُعُوا من طَعامِ
هذَيانٌ نظمتُه لك في الشع / رِ وإني لَصادِقٌ في نظامي
ولَعَمْري إن الفصيحَ ليُضْحي / ألكنفا عند فقدِه للطعامِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ / ووضوح منهجك القويمِ
وضياءِ رأيك واضحاً / يجلو دجى الخطْبِ البَهيمِ
وشمائِلٍ تُثْني علي / كَ ثَنا الربيعِ على الغُيومِ
ومناقبٍ تُغني سما / ءَ المَكرُماتِ عنِ النجومِ
لقد انفردْتَ ببارضِ ال / مجدِ المؤثّلِ والجَميمِ
ورفَعْتَ فيها مثلَ أبنيةِ ال / عُلا كرَماً وكانت كالرّسومِ
وفعلْتَ فيها مثل فِعْ / لِ البُرْءِ في جسدِ السّقيمِ
وذبَبْتَ عن أرجائِها / ذبّ الغَيورِ عن الحريمِ
وكسوتَ أربابَ البلا / غةِ حلّةَ الشرفِ الجسيمِ
عُقِدَتْ عليك برغم مَنْ / عاداكَ ألويةُ العلومِ
فاجعلْ يدَ الإحسانِ أع / ظمَ منّةً لك في حميمي
واعلَمْ بأني خادمٌ / لك في الحديثِ وفي القديمِ
بالأمسِ كنتُ مخصَّصاً / واليوم صِرْتُ مع العُمومِ
حتى كأنّي قد عدَلْ / تُ عن الصّراطِ المستقيمِ