المجموع : 14
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ / هامَ قلبي وقلبُه غيرُ هائمْ
لم يزلْ واجداً عليَّ لأَنَّني / بتُّ للوجدِ واجداً وهو عادمْ
أَغتدي للهوى سليباً سليماً / وهو سالٍ من الصّبابةِ سالمْ
ناصحي غيرُ عالمٍ بالذي بي / ومن الغَبْنِ ناصحٌ غيرُ عالمْ
خَلِّ يا خلُّ في الهوى عذلَ صّبٍ / واجدٍ من لواذعِ العذلِ واجمْ
لا ترعْ بالملامِ مَنْ ليس يخشى / في سبيلِ الغرامِ لومةَ لائمْ
لا تظنّ الهوى مفارقَ قلبي / فهو وصفٌ كما علمتَ ملائمْ
لفؤادي ضمانةٌ وغرامٌ / أَتلَفاهُ بلا ضمينٍ وغارمْ
نارُ وجدي دخانُها في شحوبي / وفؤادي صالٍ ووجهيَ ساهمْ
قد كتمتُ الهوى وباحَ به الدَّم / عُ فسرِّي ما بينَ مُفشٍ وكاتم
من لصَبٍّ رَمَتْهُ مُقلةُ رئمٍ / حبُّهُ من ضميرهِ غيرُ رائمْ
لجفونِ البيضِ الصّوارمِ بيضٌ / لم تزلْ في الجفونِ وهي صوارمْ
وبوادي العُذيبِ أُدْمُ ظباءٍ / فاتكات لحاظها بالضراغمْ
وبنفسي ظامي الوشاحِ على عذ / بِ لماهُ قلبي المعذَّبُ حائمْ
فحمَى العشقِ آهلُ الرَّبعِ منه / وحمى الصّبرِ عنه عافي المعالمْ
ساحرٌ طرفُهُ وساجِ وإنِّي / لتمنيِّهِ ساهرُ الطّرفِ ساجمْ
قرَّبَ الطيفُ وصلَهُ وهو ناءٍ / وأَتاني مستيقظاً وهو نائمْ
أَنصفاني رأَيتُما قطُّ مظلو / ماً قضى نحبَهُ على حبِّ ظالمْ
حبّذا والحبيبُ في الوهلِ منّي / راغبٌ والحسودُ بالكرهِ راغمْ
وسقى اللهُ عيشنا المتقضِّي / ورعى اللهُ عهدَنا المتقادمْ
حين عصرُ الصِّبا كحاليَ حالٍ / وهو في مَرِّهِ كأَحلامِ حالمْ
فليالي العراقِ بيضٌ من البي / ضِ غوانٍ من الغَواني اغونم
وزماني مساعدٌ ورفيقي / في الهوى مُسعدٌ ودهري مسالم
ومنادي المُنى مُجاوبُهُ الاس / عافُ والسؤولُ للنّجاحِ منادمْ
ومن الأكرمين كلُّ نديمٍ / لستُ من قربهِ مدى الدَّهر نادمْ
ما فقدنا السرورَ إلاَّ هدانا / كلُّ هادٍ لما بنى الهمُّ هادمْ
وبذاكَ الجناب أَوطانُ أَوطا / ري كما أَنّها مغاني المغانمْ
ومَرادُ المُرادِ بالعرفِ زاهٍ / وَمرَاحُ المِراحِ بالعَرفِ فاغمْ
ومبيتي ما بينَ كأَسٍ وثغرٍ / راشفاً منهما متى شئتُ لائمْ
وردُ خدٍ ندٍ وغُصنُ قوامٍ / ذا جنيٌّ غضٌّ وذلكَ ناعمْ
فأَنا اليومَ بالشّآمِ وحيدٌ / لِسنَا البارقِ العراقيِّ شائمْ
لا ودودٌ على وفائي مقيمٌ / لا وفي بشرطِ وُدِّيَ قائمْ
أَبداً بين هِمَّتي وزماني / في اقتراحي وفي اطِّراحي ملاحمْ
عظُمتْ همّتي وها أَنا استص / غرُ في المطلبِ العظيمِ العظائمْ
ما نجا من مطاعِن العجزِ راضٍ / بملاهٍ من عيشهِ ومطاعمْ
مبتَغى قلبي المشوق ببغدا / دَ وجسمي نائي المحلِّ بجاسمْ
ليتَ شعري متى يُبشِّرُ عنّي / أَصدقائي فيها بأَنيَ قادمْ
ما لشَملي بها سِوى أَمرِ مولا / ي عماد الدِّينِ المملّكِ ناظمْ
واحدُ العصرِ ثالثُ الشَّمسِ والبد / رِ وثاني الحيا بغيرِ مُزاحمْ
إنْ يكن مانح المراحمِ بالجو / دِ فبالبأس مانِعٌ للمحارمْ
شَيَّدَ المجدَ وهو في المهِ شدَّتْ / بتمامِ العُلى عليه التَّمائمْ
وهو بالحزمِ مُدرِكٌ كلَّ سُؤلٍ / ولَعَمْري كم حازماً رامَ حازِمْ
نُطقُ قُسٍ ورأي قيسٍ وإقدا / مُ عليٍ وجودُ كعبٍ وحاتمْ
وندىً فرَّقَ الخزائنَ مقتا / داً إلى المُعدِمِ الغِنَى بالخزائمْ
بَشَّرَ البِشرُ منه كلَّ مُرّجٍ / دِيمةَ الخيرِ بالنَّجاح الدائمْ
طلعةٌ طلقةٌ وباعٌ طويلٌ / ويدٌ بَسْطَةٌ وثغرٌ باسمْ
وعطايا غُزْرٌ وغُرُّ أَيادٍ / وسجايا زُهْرٌ وبيضُ عزائمْ
كفلتْ كفُّهُ بنُجْحِ الأَماني / ونُشور الآمالِ وهي دمائمْ
فلهُ في التُّقى مآثرُ نزَّهْ / نَ سجاياهُ عن جميع المآثمْ
ما رياضٌ فاحتْ لطائفِ أَنفا / سِ صَباها لطائفٌ ولطائمْ
أَظهرَتْ سِرَّ نشرِها فكأَنْ قد / مشت الرِّيحُ بينها بالنَّمائمْ
وشي أَنوارها المفوَّفُ أَسدى / وأَنارتْ فيه أَكفُّ الغمائمْ
كقدودٍ تعلَّقتْها قلوبٌ / ذاتُ شجوٍ غصونُها والحمائمْ
فبِشَدْوِ الغِناءِ للوُرقِ أَعرا / سٌ وبالنَّوحِ للحَمامِ مآتمْ
من سجايا بني المُظفَّر أَبهى / ومساعيهمُ الحِسان الكرائمْ
ما استقامتْ إلاّ بهم سنَّةُ الشَّر / عِ ودينُ الهدى ودولةُ هاشمْ
واستوتْ في خَضارِم الرأي فلكُ ال / ملك منهم على مَراسي المراسمْ
أَحسنوا العفو والتجاوزَ حتَّى / مَهّدوا حرمةً لأَهلِ الجرائمْ
كم بكتْ أَعينُ اللَّيالي فعادتْ / وهيَ اليومَ ضاحكاتُ المباسمْ
وبشمسِ الورى عليَّ أَبي نَصْ / رٍ تجلّى عنّا ظلامُ المظالمْ
ذو نوالٍ لكلِّ عافٍ معافٍ / ولسقمِ الرَّجا مداوٍ مداومْ
ففداكم بني المظفر عاصٍ / لم يطعْ أَمره من الأَمرِ عاصمْ
من محا سنَّةَ المحاسن بالشَّ / رِ وما زالَ للمساوي مُساومْ
كم رديءٍ رَدٍ وساعٍ كمينٍ / في سعيرٍ وجاحدٍ فيَّ جاحمْ
يا ابنَ مَنْ حكمهُ على الخَلْق طرّاً / وعلى مالهِ مُرجِّيهِ حاكمْ
أَنا راقٍ في هُضب علياكَ مدحاً / ولطرزِ الثَّناءِ بالنظمِ راقمْ
غير قاصٍ عن قاصدٍ لكَ عُرفاً / لفقارِ افتقارهِ هو قاصمْ
لم يزلْ فائزاً بصدقِ الأَماني / كلُّ راجٍ لظنّه فيكَ راجمْ
بالمُوالين قوَّةٌ للموالي / والخوافي بها نهوضُ القَوادمْ
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى
بكرَ العارضُ تحدُوه النُّعامى / فُسِقيت الغيثَ يا دارَ أُماما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما
خطرتْ تحملُ من سَلْمى سلاما / فانثنى يشكرُ إنعامَ النُّعامى
مُغرمٌ هاجتْ جواهُ نَسْمةٌ / يا لها من نسمة هاجتْ غراما
نفحةٌ أذكَتْ بقلبي لَفْحةً / كلّما هبّتْ له زادتْ ضِراما
عاتبتْ سلمى سُميراً أَم ترى / غازلتْ بالرَّوضِ أَنفاس الخُزامى
يا لأَوطارِي فقد أَنشرها / نشرها من بعدِ ما كانتْ رِماما
ذكّرتْ ريحُ الصّبا رَوْحَ الصِّبا / وزماناً كنتُ بل كانَ غلاما
ونديماً ليَ لم أَندمْ بهِ / يا رعاهُ اللّهُ من بينِ النُّدامى
ألهمَ الدَّوح التّثنِّي بثّهُ / شَجْوَهُ بل علّمَ النّوْحَ الحَماما
قالَ ما أَطيبَ أَيامَ الصِّبا / قلتُ ما أَطيبَهُ لو كان داما
كان وعداً بالأَماني مُزنُهُ / كلّما استسقيتُهُ عادَ جَهاما
وهضيمُ الكَشْحِ في حبّي له / لم يَزدْني كاشحي إلاَّ اهتضاما
كَرُمَ العاشقُ منه مثلما / لؤُمَ العاذِلُ فيه حينَ لاما
بقَوامٍ علّمَ الهزَّ القنا / ولحاظٍ تُودِعُ السُّكرَ المُداما
أَتراهُ إذْ تثنّى ورنا / سمهريّاً أَمْ سلّ حُساما
خدَّهُ يجرحُهُ لحظُ الورى / فلذا عارِضُهُ يلبسُ لاما
ويُريكَ الخطّ منه دائراً / هالةَ البدرِ إذا حطَّ اللِّثاما
وكثيبُ الرَّملِ قد أَخجلَهُ / وقضيبُ البانِ رِدفاً وقَواما
أَنا منه ومن العُذّال في / نَصَيبٍ أَشكو مَلالاً وملاما
لم تكن تلكَ وق لاحَظْنَني / لحظاتٍ إنّما كانتْ سهاما
تركتْ في غَمَراتٍ مُهْجَتي / غمرات ملكت منها الزِّماما
مهجةٌ أَرخصَها سَوْمُ الهوى / وتسامى عزَّةً من أَنْ تساما
ومقامي بعد توديعهمُ / بالحِمى ما خِلتُهُ إلاَّ حِماما
عَدِمَ الإصباح ليلي بعدَكُمْ / أَسفِروا لي مرّةً تجلُو الظلاما
بتُّ عن طيفكُمُ مُتسخبِراً / من غرامي بكُمُ من كان ناما
وغرامي رُمْتُ أَنْ أَكتمه / فأَبى الدَّمعُ لأَسراري اكتتاما
ولماذا ظمئِتْ نحوَكُمُ / مقلةٌ إنسانُها في الدَّمعِ عاما
يا رفيقيَّ ارفقا بي فالهوى / عُنْفُهُ يكفي المحِبَّ المُستهاما
أَنجِداني فبنجدٍ أَرَبي / حين غيري شامَ بالغَوْرِ الشَّآما
وانشُرا عنديَ أَخبار الحمى / فبأَخبارِ الحمى قلبيَ هاما
ناظري من دمعتي في شُغُلٍ / فانظُروا عنّيَ هاتيكَ الخِياما
سارَ قلبي يومَ ساروا وانْثَنَوا / نحوَ نجدٍ وأَقاموا فأَقاما
عَلِّلاني بأَحاديثِهمُ / فأَحاديثُهُم تَشفي الأُواما
هذه أَطلالُهمْ تشكو الظَّما / فدعا الأَدمُعَ تنهلُّ انسجاما
رِفقاً نستَسقِ جَدْوَى ظَفَرٍ / فهو من بَخَّلَ بالجودِ الغَماما
فهو الغيثُ إذا بَثَّ اللُّها / وهو اللّيثُ إذا فَلَّ اللَّهاما
لم يزِدْ أَعداءَه يومَ الوغى / والقنا إلاَّ انحطاطاً وانحِطاما
إجتلَى من مَشرِق المجدِ السّنا / وامتطى من بازلِ المُلك السَّناما
وأَضاءَتْ بسَنا سُنّتهِ / ظُلَمُ الظُّلمِ لأَيامِ الأَيامى
أولدَتْ أَنعمُهُ عُقْمَ المُنى / وشفى من يأسِنا الدّاءَ العُقاما
كرمٌ يُحيي وبأْسٌ مهلِكٌ / وهما ما صَحِبا إلاَّ هُماما
أَنتَ عذْرُ الدَّهر يا واحدَهُ / ولقد أَعظمَ لولاه اجتراما
ببنيهِ ملكاً أَو سُوقةً / ملأَ الأرضَ طغاةً وطَغاما
ليس بدْعاً سَقَمي من صحتي / فالقنا حُطِّمَ من حيثُ استقاما
وإذا المرءُ تشكّى خطّةً / كانت الصِحّة للنفسِ سَقاما
صُغتُها منظومةً في مدحِكُمْ / فتلاها الدُّرُّ فذّاً وتُؤاما
جمعتْ لفظاً ومعنىً شائقاً / بَعُدا في الحُسن مرمىً ومراما
هيَ راحٌ كيف حلّتْ عَجَباً / وهي سِحرٌ كيف ما كانت حراما
فاغتنمها إنَّما أَوفى الورى / مَنْ يَرى من مثليَ الحمد اغتناما
تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما
تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما / يفتحُ ذو بدعةٍ بمصر فما
وعصرُ فرعونها انقضى وغَدا / يوسُفُها في الأَمورِ محتكما
وانطفأَتْ جمرةُ الغواةِ وقد / باحَ من الشِّركِ كلّ ما اضطرما
وصارَ شملُ الصّلاحِ مُلتئماً / بها وعِقدُ السَّدادِ مُنتظما
لما غدا مُعلناً شعارُ بني ال / عبّاسِ حقّاً والباطل اكتتما
وباتَ داعي التّوحيد منتصراً / ومِنْ دُعاةِ الإشراكِ مُنتقما
وظلَّ أَهلُ الضَّلالِ في ظللٍ / داجيةٍ من غيابةٍ وعَمَى
وارتبكَ الجاهلونَ في ظُلَمٍ / لما أَضاءَتْ منابرُ العُلما
وعادَ بالمستضيءِ مجتهداً / بناءُ حقٍ قد كانَ مُنهدما
واعتلتِ الدولةُ التي اضطهدتْ / وانتصرَ الدِّينُ بعد ما اهُتضما
واهتزَّ عِطفُ الإسلامِ من جَذَلٍ / وافترَّ ثغرُ الإيمان وابتسما
واستبشرتْ أَوجهُ الهُدى فَرَحاً / فليقرعِ الكفرُ سنَّهُ نَدَما
عادَ حريمُ الأَعداءِ مُنتهكَ ال / حمى وفيءُ الطُّغاةِ مُقتَسَما
قصورُ أَهلِ القصورِ أَخربها / عامرُ بيتٍ من الكمالِ سَما
أَزعجَ بعدَ السُّكونِ ساكنَها / وماتَ ذُلاً وأَنفُهُ رُغِمَا
بفتوحِ عصرِكَ يَفْخرُ الإسلامُ
بفتوحِ عصرِكَ يَفْخرُ الإسلامُ / وبنُورِ نصركَ تُشرقُ الأَيامُ
وبفتحِ قعةِ بعلبك تهذَّبتْ / هذي الممالكُ واستقامَ الشّامُ
وبكى الحسودُ دماًن وثغرُ الثّغرِ من / فرحٍ بنصركَ للهدى بَسّامُ
فتحٌ تسنَّى في الصِّيامِ كأَنّنا / شكراً لما منحَ الإلهُ صيامُ
من ذا رأَى في الصّومِ عيدَ سعادةٍ / حلّتْ لنا والفطرُ فيه حرامُ
باليُمنِ هذا الشّهرُ مشهورٌ كما / قد عمَّ بالبركاتِ هذا العامُ
أَسدَى صلاحُ الدِّين والددُّنيا يداً / بنوالِها سوقُ الرَّجاءِ تُقامُ
فتملَّ فتحكَ واقصد الفتحَ الذي / بحصولهِ لفتوحكَ الإتمامُ
دُمْ للعُلى حتى يدوم نظامُها / واسلمْ يعزُّ بنصرِكَ الإسلامُ
أَيا ساكني مصرٍ عفا اللّهُ عنكمُ
أَيا ساكني مصرٍ عفا اللّهُ عنكمُ / وعافاكمُ مما أُلاقيهِ منكمُ
أَبيتُ على هجرانكمْ مُتندِّماً / ومَنْ ينأَ عنكمْ كيف لا يَتَنَدَّمُ
فإنْ كنتمُ لم تعلموا ما لقيتُهُ / مِن الوجدِ والأَشواقِ فاللّهُ يعلمُ
بقيتمْ وعشتمْ سالمين من الأذى / ومنيةُ قلبي أَنْ تعيشوا وتَسلموا
أَأَحبابنا من بعِنا كيف أَنتمُ
أَأَحبابنا من بعِنا كيف أَنتمُ / فقد بانَ صبري والكرى منذُ بنتمُ
وما زلتمُ أَهلَ المودَّةِ والوِفا / ولكنّما خانَ الزَّمانُ فخنتم
وإنّي بحالٍ لستُ أَذكرُ بعضَها / على كلِّ حالٍ أَنتمُ كيفَ أَنتمُ
محبّكمُ من لوعةِ الوجدِ مشتكٍ / وقد كنتمُ تشكونَهُ لو علمتمُ
أَسيركمُ العاني أَما تطلقونَه / فديتكمُ ما ضرَّكُمْ لو مَنَنْتُمُ
بملكِ مصرٍ أُهنِّي مالكَ الأُمَمِ
بملكِ مصرٍ أُهنِّي مالكَ الأُمَمِ / فاسعدْ وأَبشرْ بنصرِ اللّهِ عن أَمَمِ
أَضحى بعدلكِ شملُ الملكِ مُلتئماً / وهل بعدلكِ شيءٌ غير ملتئمِ
يا فاعلَ الخيرِ عن طبعٍ بلا كلفٍ / ومُولي العرفِ عن خلقٍ بلا سأَمِ
ووامقاً ثلمَ ثغرِ الكفرِ تعجبُهُ / لا لثمَ ثغرٍ شنيبٍ واضحٍ شَبِمِ
للّهِ درُّكَ نورَ الدِّينِ من ملكٍ / بالعزمِ مفتتحٍ بالنَّصرِ مُختتمِ
آثارُ عزمِكَ في الإسلامِ واضحةٌ / وسرُّهُ لكَ بادٍ غيرُ مكتتمِ
بما من العدلِ والإحسانِ تنشرُهُ / تخافُ ربَّكَ خوفَ المذنبِ الأَثم
أَوردتَ مصرَ خيولَ النّصرِ عادمةً / ثنيَ الأَعنّةِ إِقداماً على اللُّجمِ
فأَقبلتْ في سحابٍ من ذوابلها / وقضبها بدماء الهام منسجمِ
تمكّنَ الرُّعبُ في قلبِ العدوِّ بها / تمكُّنَ النّارِ بالإحراقِ في الفحمِ
سَرتْ لتقطعَ ما للكفر من سببٍ / واهٍن وتوصلَ ما للدِّينِ من رحمِ
مستسهلات وعورَ الطُّرقِ في طلبِ ال / علياءِ مقتحمات أَصعبَ القحمِ
وجاعلات من الإفرنجِ غلَّهم / والقيدَ في موضعِ الأَطواقِ والحزمِ
لقد شفتْ غلّةَ الإسلامِ وانتقمتْ / من العدوِّ بحدِّ الصّارمِ الحَذِمِ
أَعانها اللّهُ في إطفاءِ جمرِ أَذىً / من شرِّ شاورَ في الإسلامِ مضطرمِ
وأَصبحت بكَ مصر بعد خيفتها / للأَمنِ والعزِّ والإقبالِ كالحرمِ
والسُّنةُ اتسقتْ والبدعةُ انمحقتْ / وعاودتْ دولةُ الإحسانِ والكرمِ
ملوكها لكَ صاروا أَعبداًن وغدا / بها عبيكَ أَملاكاً ذوي حُرمِ
أَنبتَ عنكَ بها قرماً ينوبُ بها / في البأسِ عن عنترٍ في الجودِ عن هرمِ
للّهِ نورَ الدِّينِ من ملكٍ / عدلٍ لحفظِ أُمرِ الدِّينِ ملتزمِ
كانتْ ولايةُ مصر قبلَ عزَّتِها / بكشفِ دولتها لحماً على وضمِ
فالنيلُ ملتطمٌ جارٍ على خَجَلٍ / جاراً لبحرِ نوالٍ منكَ مُلتطمِ
أُغْزُ الفرنجَ فهذا وقتُ غزوهِمُ / واحطِمْ جموعهمُ بالذَّابلِ الحطِمِ
وطهّرِ القدسَ من رِجْسِ الفرنجِ وثبْ / على البغاثِ وثوبَ الأجدلِ القَطمِ
فملكُ مصر وملكُ الشامِ قد نظما / في عِقْدِ عزٍ من الإسلامِ منتظمِ
محمودٌ الملك الغازي يسوسُهما / بالفضلِ والعدلِ والإفضالِ والنعمِ
بالشُّكرِ كلُّ لسانٍ ناطقٍ أبداً / محمودُّ الملْكُ محمودٌ بكلِّ فمِ
فأشك مصر وأظهر عزّ سنتها / كم تقتضي وغلى كم تشتكي وكمِ
ولم أَنسَ بالزَّرقاءِ يومَ وداعنا
ولم أَنسَ بالزَّرقاءِ يومَ وداعنا / أَناملَ تدْمى حَيْرةً للتندُّم
أَعدتُكِ يا زرقاءُ حمراءَ إنّني / بكيتُكِ حتى شيْبَ ماؤكِ بالدَّمِ
تأَخّرَ قلبي عندهمْ مُتخلِّفاً / وخالفْتُهمْ في عَزْمتي والتّقدُّمِ
فيا ليتَ شعري هل أًعودُ إليهمُ / وهل ليتَ شِعْري نافعٌ للمتيّمِ
ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي
ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي / منْ سُقمِ عينيهِ عينُ سقمي
وطرفُهُ في فُتورِ صَبْري / وخضرُهُ في نحولِ جسمي
ما جدَّ في ثَلْمِ ثَغْرِ صَبْري / لو جادَ لي ثغرُهُ بلثمِ
في عارضيهِ طِرازُ حُسْنٍ / بهيُّ نَسْجٍ شَهْيُّ رَقْمِ
ووجهُهُ بالعِذارِ بَدْرٌ / أُحيطَ منْ هَالةٍ بتمِّ
وردُ حياءٍ ومسْكُ خَطٍ / ينمُّ هذا وذاك يُنْمي
قد نُقِّطَتْ شمسُ وجنتيهِ / للحُسْنِ مِنْ خالهِ بنجمِ
واهي مناطِ الوشاحِ حُلَّتْ / فيه بوَجْدي عُقودُ عَزْمي
نطَاقُه في القياسِ نُطْقٌ / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
وخُلْقُه جَامحٌ لحربي / وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي
إلامَ ظلماً يصدُّ أَلمْي / صادي قلبيَ عن ريمِ ظَلمِ
لو أطلق الرَّسمَ من وصالي / لم أَبلُ في صدِّه كرسمِ
أفكرتُ في عزِّهِ وذُلّي / فهامَ في الحالتينِ فَهْمي
مِنْ وَهَجِ الوجهِ دمعُ عيني / بذوبِ قلبٍ يهيمُ يَهْمي
إذا غدا الدَّمعُ من وشاتي / فبوحُ سرِّ الهوى بكتمي
إن رُمت يا عاذلي صلاحي / فخلِّني والهوى وزعمي
شاهدْ بعيني الحبيبَ تشهدْ / أًنَّ هواهُ من المهمِّ
لومُكَ يُذكي الغرامَ قلْ لي / أَنت نَصيحي أَم أَنتَ خَصْمي
ولا ساءني واللومُ لومٌ / كلامُ سوءٍ وأَسوُ كلمِ
يا بدرُ بادِرْ بشمس راحٍ / يقشعُ منها غمامُ غمِّ
وانقعْ وُقِيْتَ الأذى أُواماً / لابنِ كريمٍ ببنتِ كَرْمِ
وهُزَّ منّي للأنسِ عِطْفاً / وخصَّ جيش الأسى بهزم
واجعلْ رضاعي جنَى رضابٍ / بفيكَ منه يعزُّ فَطْمي
فريقكَ الحلو عَذْبُ وردٍ / يروي صدى القلب وهو يُظمي
واشفِ غليلي بشًَهْدِ ثَغْرٍ / جناهُ ترياقُ كلِّ سُمِّ
بقدِّك السّاحرِ التّثني / جُدْ ليَ مِنْ غُصْنهِ بضمِّ
بخدِّك الباهرِ التجلِّي / جُدْ ليَ مِنْ وَرهِ بشمِّ
يا حارمي في الوصال حَظِّي / مُوَفِّراً بالفراق قَسْمي
وقاتلي بالصُّدودِ ظُلماً / لا تتقلَّد دمي وإثمي
يا رامياً قوسَهُ بحتفي / موتَرُهُ ما يزال يُصمي
بالعينِ والحاجبينِ تُغني / عن كلِّ قوسٍ وكلِّ سَهمِ
يا حبّذا بالعراق نُعمى / شكرتها في وصالِ نُعمِ
أَرمي بطرفي هوىً إليها / وهي لقلبي باللحظ ترمي
غداةَ مَغْنى حِمَاي حاوي / حُوّ من الغانيات حُمِّ
أيام فوق السَّماء أَمري / وَفْقَ مُرادي وتحت حُكمي
أَيام حلّ دمي المصون ال / حرام في بذلهِ لأُدمِ
أُدمي بلثمي خُدودَ بيضٍ / عيونُهُا للقلوب تُدمي
واجتلي الكأسَ في ندامى / غرٍ من الأكرمين شُمِّ
غدا بنسج الغرام فينا / ينسجُ عَقْلاً لكلِّ فَدْمِ
نسمو / من نفحات الصَّبا لنسمِ
لثم ُرٍ / بين عقيقٍ وفضّ ختمِ
عقود العقول تُلقى / من التصابي بكفِّ فصمِ
ليالي الوصال زهراً / تبدَّلت في النَّوى بُسحمِ
سواد فودي / مذ عقبت بيضها بدُهمِ
يشيبُ في الرأسِ مثلَ نارٍ / توقَّدتْ من خلالِ فحمِ
يزيدُ منّي الهمومَ ذكري / أَيامَ عمرٍ مضينَ قُدمِ
رضتُ طويلاً جُموحَ حظِّي / فلم يلنْ عودُهُ لِعَجمي
ليس يُعادي الزَّمان غيري / كأنَّ فضلي إليهِ جُرمي
أَكظمُ غيظي وليس جدِّي / لغائظاتِ الأمورِ كظمي
أَيا زماني الغشوم أَقصِرْ / إنّكَ لا تستطيعُ غَشْمي
عبدُ الرَّحيمِ الرَّحيم أَضحى / عوني على خَطبِكَ الملمِّ
أَلوذُ منه بذي جَنابٍ / يُلجىء طُرّاقَهُ وينمي
بالسَّيدِ الأروعِ المرجَّى / لكشفِ إزلٍ وكَفِّ أَزمِ
بالفاضلِ الأفضلِ الأجلِّ / المفضَّلِ الأشرفِ الأشمِّ
بحاتمي النَّوالِ سَمْح / ليس يرى الجودَ غيرَ حتم
غيثُ غياثٍ وجودُ جودٍ / وبحرُ علمٍ وطَوْطُ حِلْمِ
ذو أَنَفٍ أَنْفُ كلِّ خطبٍ / يقتادُ من بأسهِ بِخطمِ
زكاءُ نجرٍ ورحبُ صدرٍ / وطولُ باعٍ وطيبُ جِذْمِ
ومُزْنُ مَنٍ ووجهُ مَنْحٍ / غيرُ جَهامٍ وغيرُ جهمِ
محاسَنا الرأي منه عَدْلاً / كلَّ ظلاَّمٍ وكلَّ ظُلم
المنعمُ المستحقُّ منِّي / جميع شكري ببعضِ شكمِ
وما بنى المجدَ مثلُ مولىً / خصَّ النَّدَى مالَهُ بهزمِ
ذو محتدٍ في النِّجار زاكٍ / وسؤددٍ في الفخار ضخمِ
نُعماهُ تُرجى لكفِّ بؤسٍ / وفكِّ أَسرٍ وجَبرِ يُتمِ
يراعُهُ في اليمينِ منه / تستخرجُ الدُّرَّ من خضمِّ
فهو حسامٌ لم يبقِ داءً / إلاَّ وقد خصَّهُ بحسمِ
وحدُّهُ حصَّ كلَّ حَصدٍ / من كلِّ ما نائبٍ بثلمِ
يُروّضُ الطِّرسُ منه مُزجى / سُحبٍ من المكرماتِ سُحمِ
سطورُهُ للعُلَى نجومٌ / تخفضُ في أَوجها وتسمي
إنْ جاءَ عافٍ فنجمُ سَعدٍ / أَو جاءَ عَاتٍ فنجمُ رجمِ
أَقلامُهُ خاطبتْ خُطوباً / من ظفرها ظفرتْ بقلمِ
كم عقدتْ راية لرأْيٍ / مؤيد عزمه بحزمِ
والسَّمعُ والصلبُ للأَعادي / ما بينَ وقرٍ بها ووقم
له يدٌ للوليِّ منها / ولي وليٌّ ووَسْمُ وسمي
ما وابلٌ منجمُ الغوادي / بكلِّ سهلٍ وكلِّ حَزْمِ
هام ربابٌ بالوشي منه / هامَ الرُّبى في بديعِ وَشْمِ
يحوكُ نسج الرَّبيعِ فيه / نَمارقَ الزّهرِ فوقَ أكم
أَغزرَ من جودهِ وفصحٍ / في العجزِ عن وَصْفهِ لبكمِ
مولايَ حالي كما تراهُ / في نَقْصِ حَظٍّ وَفضْلِ هَمِّ
لم يقضِ ديني وكلَّ يومٍ / غريمُ دهري يزيدُ عزمي
أَهلي مقيمونَ من دمشقٍ / في بلدةٍ نارها بلجمِ
قد طالَ ذيلٌ بهم فطوِّل / طُولاً بجاهي العريضِ كمِّي
أَصبحتُ في مصرَ ذا رجاءٍ / إلى النّدَى الجمِّ منكَ جمِّ
أَصابَ قصدي وتمَّ أَمري / وبانَ نُجحي وفازَ أَمي
وإنّني قد وجدتُ وَجْدي / منكَ كما قد عدمتُ عُدمي
نَعَشْتَني من عثْارِ دَهْري / فَحُزْتَ حَمْدي وَحَازَ ذمِّي
عندي مواعيدُ للمعالي / يَمْطُلُ دهري بها بزُغْمي
نتيجةُ النُّجحِ منكَ يقضي / أَنَّ المواعيدَ غير عُقمِ
وِلي مُنى كلّها أَراهُ / منكَ على خبرةٍ وعلمِ
قضاءُ دَيْني ونَيْلُ سُولي / وَحفْظُ جاهي وجريُ رسمي
وَصنيعةٌ لا يضيعُ فيها / عَزْمي كما لا يفوتُ غُنْمي
وحرمةٌ تستنيرُ منها / سعودُ قَدْري في أُفقِ عُظْمِ
يَممتُ أَمّاً ولستُ أَرضى / تيّمماً في جَنابِ يَمِّ
لِمْ أَمَلي لم يزَنْ بنُجحٍ / لِمْ شَعَثي لم يُعَنْ بلَمِّ
رُمْ رَمَّ أَمري وحلِّ حالي / ما كَرَمٌ في الورى كَرَمَّي
رُثَّ ثرائي بكلِّ طَرْزٍ / وغُثَّ جاهي بغيرِ شحْمِ
مُضارعُ الفعلِ حظُّ فضلي / وعائقُ الصَّرفِ حرفُ جَزْمِ
نَاهيكَ من مُخوِلٍ مُعمِ / يَحنو على المُخولِ المُعمِ
كلُّ عدوٍّ شَناكَ يَلْقى / في الناسِ طَمْسَ اسمه كطسمِ
شَمْلُ العدا والعروضُ منهم / ما بينَ شتٍّ وبينَ شَتمِ
ونلْتَ عزّاً بغيرِ صَرْفٍ / وَوَصْلَ مُلْكٍ بغيرِ صُدْم
تَمَلَّها فهي بكْرُ فكري / شَهيةٌ من نِتَاجِ شَهْمِ
حَدَوْتُ عيْسي بها فجاءتْ / شَقْشَقةً من هَديرِ قَرْمِ
بحركَ طامي والعباب فاغسل / طمي في نظمها ورمي
لي خاطرٌ مُجبلٌ لهمِّي / فَنَحتُهُ من صَفاً أَصمِّ
أَقدَمَ رَغباً فحامَ رُعباً / لقدرِ فخرٍ لديكَ فَخمِ
إليكَ يا كعبة المعالي / حَجَّ حجاهُ بلُطفِ حَجم
أَجْرِ على الوهم عُظْم شاني / واجبرْ على الوَهنِ عظمَ نظمي
بصفحةِ الصَّفحِ منكَ يبدو / جِرْمُ قصوري بغيرِ جُرْمِ
باسمكَ للشكر باسماتٌ / مِنّي مُنىً سُقتُهنَّ باسمي
أَقبلْ وأَفضلْ عليَّ وافضل / عُرْبَ معانٍ لديَ عُجمِ
ما دمتَ عوني فليس يَغدُو / جميلُ رَسْمي قبيحَ وَصمِ
أذْلَلتُ ذوي الشِّرْكِ بعزِّ العَزْمِ
أذْلَلتُ ذوي الشِّرْكِ بعزِّ العَزْمِ / والكفرَ بهزِّ صارمي في عَزْمِ
شيَّدتُ بُنَى المُلكِ بأَمرِي الجَزْمِ / والنّصرَ رايتُهُ قرينَ الحَزم
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً
كيف لا يفتدي ليَ الدَّهر عَبْداً / وأَنا عَبْدُ عَبْدِ عبدِ الرَّحيمِ
بدوامِ الأَجلِّ سَيِّدنا الفا / ضلِ يا دولةَ الأَفاضلِ دُومي
إذْ أَراهُ ينوبُ عنِّي لدى الملْ / كِ مَنَابَ الأَرواحِ عندَ الجسومِ
مالكُ الحلِّ في الممالكِ والعَقْ / دِ وَحُكْمِ التّحليلِ والتّحريمِ
مُعْمِلٌ للنَفاذِ في كلِّ قطرٍ / قَلَماً حاكماً على إقليمِ
تتلقّى الملوكُ في كلِّ أرضٍ / كُتْبَهُ القادماتِ بالتّعظيمِ
ناحلُ الجسمِ ذو خطابٍ به يَصْ / غُرُ للدَّهرِ كلُّ خَطْبٍ جسيمِ
رَسْمٌ عليَّ لذلك الرَّسم
رَسْمٌ عليَّ لذلك الرَّسم / أَنِّي أُقاسمُهُ ضَنَى الجسمِ
دارٌ على حَرْبِ الزَّمانِ لنا / جَنَحَتْ بها سَلْمَى إلى سَلمي
ما للهوى أَباً يُلازِمُني / فيها فهل كُتِبَ الهوى باسمي
يا صاحِ تعذِلُني على شَعَفٍ / ما زالَ يَعْذرُني له خَصْمي
إنّي رَضَعْتُ لبانَ حُبِّهمُ / ويعزُّ عنه وإنْ جَفَوا فَطْمي
كَلْمٌ فِراقُهُم ولومُكَ لي / في حُبِّهم كَلْمٌ على كَلْمِ
بَخِلوا عليَّ بوَصْلِ طيفهمُ / ما كان بُخْلُ الطَّيفِ في زَعْمي
أَنّى يَطيبُ ويستطيبُ كرىً / قَلْبٌ يَهيمُ وناظرٌ يَهْمي
أَو ما سِوَى هَجْري عِقَابهُمُ / أَم ليس غَيْرَ هواهمُ جُرْمي
أَمّا الغرامُ فأَدمعي أَبداً / يُعرِبْنَ عنه بأَلسنٍ عُجْمِ
والقلبُ مَسْكنُهمْ فكيف رَضُوا / أَنْ يجعلوه مسكنَ الهَمِّ
والسُّقمُ في جسمِ المحبِّ فلمْ / وُصفَتْ عيونُ البيضِ بالسَّقَمِ
أُدْمٌ سَفَكْنَ دمي بأَعينها / يا لَلْرِجالِ من الدُّمى الأُدْمِ
بيْضُ الظُّبَى تَنْبو وترشقنا / بيْضُ الظِّباءِ بأَعينٍ تُدْمي
ما كنتُ أَعلمُ قبلَ رؤيتها / أَنَّ النّواظر أَسْهمٌ تُصْمي
أَقمارُ خَمْرٍ إنْ سَفرنَ لنا / وإن انتقبنَ أَهلّةُ اللّثْمِ
يَضْعُفنَ عن حملِ الإزارِ فلم / يحملنَ أَوزاراً منَ الإثم
لظباءِ كاظمةٍ مقابلتي / غيظي من الرُّقباءِ بالكظم
وأَغنَّ بالكَشْحِ الهضيمِ له / يا كاشحي أًغناكَ عن هَضْمي
أَحمي بجُهْدي في الهَوَى جلدِي / واللّحظُ منه يُبِيحُ ما أَحْمي
مَنْ مُنْصفي مِنْ جَورِ حاجبهِ / ولحاظُهُ عن قوسهِ تَرْمي
وَحَلا ومرَّ وتجنِّياً وجنىً / يا شهدَهُ لِمْ شِيْبَ بالسُّمِّ
الخمرُ رِيْقتُهُ وقد عَذُبَتْ / ما كلُّ خمرٍ مُزَّةُ الطَّعْمِ
وإذا شَفَتْ شَفَةٌ غليلَ صَدٍ / فالظُّلمُ صدُّكهُ عن الظَّلْمِ
أَقَنعْتَ من بَرْقِ الحِمَى سَحَراً / ونسيمهِ بالشّيمِ والشمِّ
ورضيتَ من نُعمٍ وإنْ مَطَلَتْ / بنَعَمْ ونُعمى تلكَ من نعمِ
وَبَلغْتَ من عظمِ الشُّكاة مَدىً / فيه المُى بَلَغَتْ إلى العَظْمِ
فإلامَ تشكو الظُّلْمَ من زَمَنٍ / يتهضّمُ الأَحرارَ بالظُّلمِ
تأْتي نوائبُهُ مُنبِّهةً / وتمرُّ كالمرئيِّ في الحلمِ
لا تَخْفضِ اسمَكَ وارتفعْ حذراً / فعْلاً تصرِّفُهُ يَدُ الحزمِ
سُمْ نَفْسَكَ العلياءَ واسمُ بها / في بغيةِ الدُّنيا عن الوسمِ
حَتى مَتى تَظْما إلى ثمدٍ / أَيقنْتَ أَنَّ ورودَهُ يُظْمي
فَدَعِ التيمُّمَ بالصّعيدِ ففي / كَنَفِ الإمامِ شريعةُ اليمِّ
مَلِكٌ ليالي النائباتِ بهِ / تُجلَى وتخضب أَزمنُ الأَزمِ
وَرأى الوَرَى الوجدانَ من عدمٍ / في عصرهِ والوَجْدَ منْ عُدْمِ
أوصافُهُ بالوحي نعرفُها / فصفاتُهُ جلّتْ عن الوَهْمِ
تَسْمو بلثمِ تُرابِ موكبهِ / فلقد سَمَتْ يَدُهُ عن اللّثمِ
ما كنتَ تبصرُ نَفْعَ موكبهِ / لولا تواضُعُه من العظم
النّجمُ منزلُهُ ومنزلُه / للوحي منزلُ سورة النَّجمِ
مِنْ مَعْشَرٍ آساسُ ملكهمُ / صينْنَتْ قواعدُهُا عن الهَدْمِ
مِن كلِّ سامي الأصلِ سامِقِهِ / زاكي الخليقةِ طاهرِ الجذمِ
شمُ المعاطسِ عزُّهُمْ أَبداً / قمنٌ بذلِّ معاطسِ الشّمِّ
المنهبونَ الوفدَ وفرهمُ / والمشترونَ الشُّكرَ بالشُّكمِ
قَومٌ يرونَ إذا هُمُ اجتمعوا / تفريقَ ما غَنِمُوا من الغنمِ
خَفُّوا إلى فعلِ الجميلِ فما / يستثقلونَ تَحمُّلَ الغُرمِ
حُمْرُ النِّصالِ جَلوا ببيضهمُ / ظلماتِ ظُلْمِ الأَزمُنِ الدُّهمِ
وخطابُهمْ في كل داهيةٍ / يَقْتادُ أَنفَ الخطبِ بالخُطمِ
إرثُ النُّبوَّةِ بل خلافتُها / في يوسفَ المستنجدِ القَرْمِ
كالبدرِ نوراً والهزَبْرِ سطاً / يومَ الهِياجِن وليلةَ التمِّ
لا بالجَهَام ولا الكَهَام إذا / نُوَبُ الزَّمانِ عَرَتْ ولا الجهم
لو للسيوفِ مَضاءُ عَزْمتهِ / ويراعِهِ أَمنتْ مِنَ الثَّلمِ
وإذا المُنى عَقُمْتَ فنائِلُهُ / شافي العقامِ وناتجُ العُقمِ
الدِّينُ مرتبطٌ بدولتهِ / والدَّهرُ تابعُ أَمرهِ الحزمِ
لوليهِ من فَيْضِ نائله / فَيْضُ الوليِّ ونائلُ الوسمي
قسماً نصيبُ من الوفاء به / أَوفى النصيبِ وأَوفرَ القسمِ
للحقِّ ما يرضيكَ مِنْ عَمَلٍ / والحكم ما تُمضيهِ من حُكْمِ
أَمّا الطُّغاةُ فقد وسَمتَهمُ / ووصَمتهمْ بالذُّلِّ والرُّغمِ
بينَ الزِّجاجِ تصدَّعوا شُعَبا / صَدْعَ الزُّجاجِ لوقعةِ الصَّمِ
للوقدِ أَنفُسُهمْ وسمعُهمُ / للوَقْرِ والأَعناقُ للوَقمِ
إغمدْ حُسامَكَ في رقابهمُ / فالَّاءُ مفتقرٌ إلى الحَسْمِ
آزرْتَ ملككَ بالوزيرِ فَمنْ / شَروا كما في العَزْمِ والحزمِ
يحيى الذي أَضحى بسيرتهِ / حيَّ المحامدِ ميِّتَ الذَّمِّ
كبرتْ وجلَّتْ فيكَ همتُهُ / فله بنصحكَ أَكبرُ الهمِّ
هو حاتميُّ الجودِ ليس يرى / إسْداءَ نائلهِ سوى حَتْمِ
فليهننا أَنّا لملككَ في / زمنٍ يردُّ شبيبةَ الهمِّ
وهناكَ أَنَّلتَ بينَ أَظهرِنا / خَلَفُ النَّبيِّ ووارثُ العلمِ
وكما وزَنتَ عِيارَ فضلكَ بال / إِفضالِ زِنْتَ العلمَ بالحِلْمِ
بمكارمٍ لكَ عَرْفُها أَبداً / فينا يَنُمُّ وعُرفها يُنْمي
ما روضةٌ غَنّاءُ حَاليةٌ / وَشْياً تُحلِّيه يَدُ الرَّقمِ
فعرائسُ الأغصانِ قد جُلِيَتْ / في زهرِها بالوشي والوسمِ
وتمايلتْ أَزهارُها سَحَراً / بنسيمهِ المتمارِضِ النَّسمِ
فلكلِّ نَوْرٍ نُورُ ثاقبةٍ / ولكلِّ ناجمةٍ سَنَا نَجْمِ
دُرّانِ من طَلٍّ على زَهَرٍ / يا حُسنَهُ نَثْراً عملى نَظْمِ
إذ كل هاتفةٍ وهاتنةٍ / مَشْغولةٌ بالسَّجعِ والسَّجْمِ
فالوُرقُ في نوح وفي طربٍ / والوَجْدُ في بَوْحٍ وفي كَتْمِ
بأتمَّ حُسْناً من صدائحَ لي / فيكم مُنزَّهة عن الوصمِ
دُريّةُ الإشراقِ مشرفةُ ال / دُرّيّ بل مسكِيّةُ الخَتْمِ
تجري وتفتحُ من سلاستِها / صُمَّ الصّفا ومسامعَ الصُّمِّ
يغني الطروبُ عن الغناءِ بها / وابنُ الكريمِ عن ابنةِ الكَرْمِ
لطُفَتْ وطالتْ فهي جامعةٌ / عظمَ الحِجا ولطافَةَ الحَجمِ
ولكم سحبْتُ الذَّيلَ مبتهجاً / حيثُ الرَّجاءُ مطرَّزُ الكُمِّ
مستنزرٌ جمُّ الثّنهاءِ إذا / قابلتَهُ بعطائِكَ الجمِّ
لم يُخطِ منذ أَصببتُ خِدْمتكم / أَغراضَ أَغراضي بكم سَهْمي
ولرُبَّ مجدٍ قد أَضفتُ إلى / ما نِلْتُ منْ خالٍ ومن عمِّ
فالدَّهرُ يصرفُ صَرْفَهُ بكم / ويكُفُّ كفَّ البسطِ عن غَشْمِ
وَلئِنْ نطقتُ بكم فوصفكُمُ / مُحيي الجمادِ ومُنطِقُ البُكمِ
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا
اسمُ محبوبي سُدَاسيُّ إذا / سَقَطَ الثُّلثُ فعكسُ الكلِمَهْ
وإذا قُدِّمَ ثاني شَطْرِهِ / فهو سلطانٌ لنا ذو عَظَمَهْ
ومتى ينقِصُ ثانيه فلا / نقصَ يبدو في بناهُ المحكمهْ
عَرَبيُّ عَجَميُّ نِصْفُه / كلُّهُ معنىً لِمَنْ قد فَهمَهْ
وإذا ساهمَ في تصحيفه / لكَ باقيه فرمْ أَن تفهمهْ
وهو إن شاءهمُ لكنّهُ / فيه إيضاحٌ لهذي المبهمهْ