القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 39
فللهِ ذاك الخِشفُ خلَّى كناسَهُ
فللهِ ذاك الخِشفُ خلَّى كناسَهُ / وحلَّ بوسْطِ الغاب يطرُقُ ضيغما
تخطَّى كعوبَ السمهريّ مقوَّماً / وخاضَ صفوفَ الأعوجيّ مسوَّما
سرى عاطلاً حتى اعتنقنا فلم تزلْ / دموعيَ تكسوهُ الجُمانَ المنظَّما
فبِتنا على رَغْمِ الحسودِ بغبطةٍ / خليطين ما ننمازُ إلّا توهُّما
وقد كان رجمُ الظنِ بالغيبِ لم يدَعْ / لنا غيرَ مسرى الطيف سِرَّاً مكتَّما
فقد أشعرُ الواشينَ بالسِرِّ أنني / محوتُ بلثمي عن مُقَبَّلِهِ اللُّمَى
وما أنسَ لا أنسى الوداعَ وقد جلا / لإيماضَة التسليم كفَّاً ومعصما
وخلسةُ طرفٍ بين واشٍ وحاسدٍ / ألذُّ من الماء الزُلالِ على الظما
وموقفُنا في حومةِ البينِ حُسَّراً / من الصبرِ نرضَى بالمنيّةِ مغنما
نلوِّحُ وجداً في الضميرِ مجمجماً / ونمسحُ خدَّاً بالدموع منمنما
عشيّةَ ملءَ الواديين لبينِهمْ / بواعثُ شوقٍ من فصيحٍ وأعجما
يرى نضوَ حُبٍّ يكتمُ الشوقَ مغرماً / على نِضو سير يُعْلنُ الشجوَ مُرْزِما
وأسحمَ غربيبَ المُلاءةِ ناعباً / وأورقَ غرّيدَ الضحى مترنِّما
وغيدٍ كخيطانِ الأراك ترنَّحُوا / على العيس أيقاظاً عليها ونوَّما
لوى دَينهم أيدي النوائب فاقتضوا / بأيدي المهارَى تنفخُ النجحَ والدَّمَا
حنايا إِذا قرطسن أغراضَ مهمهٍ / مرقنَ به من جلدة الليل أسهُما
تخالسن وطءَ البِيدِ حتى كأنَّما / تضمّنَ منها البيد ظنَّاً مرجَّما
ترى كلَّ مَوَّارِ الزمامِ كأنَّهُ / يطاولُ غصناً أو يطاردُ أرقما
يفضّضُ منه باللغامِ مخطَّماً / ويُذهبُ منه بالنجيعِ مخدَّما
سرَوا يطردون الليلَ عن متبلِّجٍ / من الصبحِ يهدي الناظرَ المتوسّما
تجهَّمَهُمْ وجهُ الزمانِ فألمعُوا / له بشهابِ الدين حتى تبسَّمَا
بذي صولةٍ نكراءَ لم تُبْقِ مجرماً / وذي راحةٍ وطفاء لم تُبقِ مُعْدِما
طَموحٌ إِلى العلياء يقدمُ همُّهُ / على المجدِ حتى لا يَرى متقدِّما
تساهم فيه الجودُ والبأس فاقتدَى / به الدهرُ بؤسى في الرجالِ وأنْعُمَا
أخو فتَكاتٍ يشغلُ القِرنَ خطفُها / عن الحسِّ حتى لا يرى الضربَ مؤلِما
من القومِ حنَّ المُلكُ مذ عهدِ آدمٍ / إليهمْ فوافاهم مُقيماً مخيِّما
وما فاتهمْ في أولِ الدهرِ عن قِلىً / ولكن رأى الشيءَ المبيَّتَ أدوَما
إِذا لمحوا بالمُلكِ ثلماً تبادروا / إليه يزجّونَ الصفيحَ المثلَّما
لهم دارتِ الأفلاكُ طوعاً وأظهرتْ / لخدمتهمْ في صفحةِ البدرِ ميسمَا
هُمُ أضرعُوا خَدَّ الزمانِ لعزِّهم / وحاموا على العَلياءِ أن تتهَضَّمَا
فأقْسمُ لولا البِشرُ في صَفَحاتِه / لأضحَى أديمُ اليومِ أربدَ أقتما
ولولا حنانٌ فيه عند انتقامِه / لصار جَنَى النحلِ الذعافَ المسمَّما
ولولا ندَى كفَّيهِ أشعلَ بأسُهُ / إِذا طاردَ القِرنَ الوشيجَ المقوَّما
رمى نظرةً نحوَ العِدَى فتخاذلتْ / مفاصِلُهمْ منها لحوماً وأعظُمَا
وكرَّ بها نحوَ التِلادِ فأصبحتْ / بمدرجةِ العافينَ نهباً مقسَّمَا
شمائلُ مدلولٍ على طُرُقِ العُلَى / طلعْنَ على أفقِ المكارمِ أنجُمَا
إِذا نُسختْ من سُورةِ المجدِ آيةٌ / أتينَ بها وحْيَاً إليهنَّ مُحْكَما
يوالينَ جدّاً في السعودِ مخيَّرا / ويصحبنَ رأياً في الغُيوبِ مُحَكَّما
رأتْ جودَهُ شُهْبُ النجوم فحلَّقَتْ / مخافةَ أن تُعطَى فُرادَى وتوأمَا
فأولَى لها لو فازَ بالبدرِ كفُّهُ / إِذا لاستقلَّتْهُ لعافيهِ دِرهَما
ولا غرو إلّا بذله من كلامه / لأعناقنا الدُّرَّ الثمينَ المكرَّما
إِذا ما استقلتْ باليراع بنانُه / تأملتَ بحراً يُمطرُ الدُرَّ خِضْرَما
إليك شهابَ الدين وابنَ قِوامه / صليتُ مراحَ الأعوجيّ مطهَّما
أجلِّي بأغفالِ المجاهيل مُعْلَماً / وأهتم من رُدق الشيات مُحَزَّما
أطاوع فيك الشوقَ والنِّعَمَ التي / تراغِمُ حسَّاداً وتُسكتُ لُوَّما
فدونكَها غَّراءَ تُعجبُ مُعْرِقَاً / وتفتُنُ نجديَّاً وتونقُ مشئِمَا
خلعتُ عليها نورَ وجهِك فارتدتْ / رداءً من الإحسانِ بالكبر مُعْلَما
وإني لأرجو أن أقيمَ مملَّكا / لديكَ وأن تبقَى معافَىً مسلَّما
تذكّرتُ أيامي بها وأحبَّتِي
تذكّرتُ أيامي بها وأحبَّتِي / إِذِ العيشُ غَضٌّ والزمانُ غُلامُ
وإِلمامتي بالحيِّ حيثُ تواجهتْ / قصورٌ بأكنافِ الحِمَى وخيامُ
ألامُ على هِجرانهمْ وهمُ المُنَى / وكيف يُقيمُ الحرُّ وهو يُضَامُ
هُمُ شَرعوا أنَّ الجَفاءَ محلَّلٌ / وهمْ حكموا أن الوفاءَ حَرامُ
بقلبي رَوْحٌ منهمُ وضمانةٌ / وعنديَ بُرءٌ منهمُ وسَقامُ
وأبلجُ أمّا وجهه حين يجتلى / فشمسٌ وأمّا كفُّه فغَمامُ
جرى طائري منه سنيحاً وعلَّنِي / بدَرِّ أيادٍ ما لهنَّ فِطامُ
وأنزلني منه بألطفِ منزلٍ / كما مُزِجتْ بابنِ الغمامِ مُدامُ
شردتُ عليه غيرَ جاحِد نعمةٍ / أكَلَّفُ خسفاً بعدَهُ وأُسَامُ
وقد يُسلبُ الرأيَ الفتَى وهو حازمٌ / وينبُو غِرارُ السيف وهو حُسامُ
فقد وجدَ الواشونَ سُوقاً ونفَّقُوا / بضائعَ زُورٍ مالهنَّ دَوامُ
وبعضُ كلامِ القائلينَ تزَيُّدٌ / وبعضُ قَبولِ السامعين أثامُ
فأصبحَ شملُ الأُنسِ وهو مُبَدَّدٌ / لديهِ وحبلُ القُربِ وهو رِمامُ
يُقَرَّبُ دوني من شَهِدتُ وغُيِّبُوا / ويوصَلُ قبلي من سَهِرتُ ونامُوا
تَزاورَ حتى ما يُرجَّى التفاتُهُ / وأَعرضَ حتى ما يُرَدُّ سَلامُ
فلا عطفَ إِلّا سخطةٌ وتنكّرٌ / ولا ردَّ إِلّا ضَجرةٌ وسَآمُ
فإنِ يَكُ رأيٌ زَلَّ أو قَدَرٌ جَرى / بنازلةٍ فيها عليَّ مَلامُ
فواللّهِ ما قارفتُ فيك خيانةً / أُعابُ بها في مَحْفِلٍ وأُذامُ
ولا قرَّ لي بعدَ التفرُّق مضجعٌ / ولا طابَ لي بعد الرحيل مقامُ
ولا ليَ إِلّا في ولائِكَ مَسرْحٌ / ولا ليَ إِلّا في هواك مَسَامُ
وإِن أكُ قد فارقتُ بابكَ طائعاً / فللدهرِ في الشملِ الجميع عَرَامُ
فقبلِيَ ما خلَّى عليّاً شقيقُهُ / وقرَّ بهِ بعدَ العراقِ شآمُ
حياءً فإِنّ الصفْحَ خيرُ مغبَّةٍ / ومعذرةً إِنّ الكرامَ كرامُ
ألمنا وأعذرتُمْ فإِن تبلُغوا المَدى / من العتبِ نُعْذَرْ دونكمْ وتُلامُوا
وأحسنتمُ بَدءاً فهلّا أعدْتُمُ / ففي العَودِ للفعلِ الجميل تَمامُ
أُجلُّكَ أنْ ألقاك بالعُذرِ صادقاً / وبعضُ اعتذارِ المذنبينَ خِصامُ
أتبعدُ حتى ليس في العَتْبِ مطمعٌ / وتُعرِضُ حتى ما تكادُ تُرامُ
وتنسَى حقوقي عندَ أولِ زَلَّةٍ / وأنتَ لأهلِ المكرماتِ إِمامُ
ألمْ ألقَ فيك الأسرَ وهو مبرّحٌ / وألتذُّ طعمَ الموتِ وهو زُؤامُ
وأخطُ سوادَ الليل وهو جَحافلٌ / وأرعَ نجومَ الأفقِ وهي سِهامُ
هو الذنبُ بين العفو والسيفِ فاحتكمْ / بما شئتَ لا يَعْلَقْ بفعلِك ذَامُ
ولا تُبْلِني بالبعدِ عنك فإِنَّما / حياتيَ إِلّا في ذُراكَ حِمامُ
إِذا ما جزيتَ السوءَ بالسوءِ لم يكنْ / لفضلكَ بين الأكرمينَ مَقامُ
أعِدْ نظراً في حالتي تلقَ باطناً / سليماً وسرِّي ما عليه قَتَامُ
فمثُلكَ لم تغلِبْ عوائدُ سخطهِ / رضاهُ ولم يبعُدْ لديه مَرامُ
ولا تنكرنْ فيما تسخّطتَ ساعةً / فقد مرَّ عامٌ في رِضاكَ وعامُ
وإِنْ عزَّ ما أرجوهُ منك فإِنَّنِي / لَتُقنعني تسليمةٌ ولِمَامُ
فلا تُشعرنّي عزةَ اليأسِ إِنَّما / أمامي وراءٌ والوراءُ أمامُ
أترضَى لفضلي أن يضيعَ ذمِامُه / ومثلُكَ لم يُخْفَرْ لديهِ ذِمامُ
وتحجبُني حتى تهدَّ مناكبي / بابك ما بينَ الوفودِ زِحامُ
فإنْ نِمتَ عنّي واطَّرحْتَ وسائلي / فللهِ عينٌ ما تكادُ تنامُ
تذكرتُ أيامي وشملَ أحبِتَّيِ
تذكرتُ أيامي وشملَ أحبِتَّيِ / إِذِ العيشُ غضٌّ والزمانُ غُلامُ
وإِلمامتي بالحيِّ حيث تواجهتْ / قصورٌ بأكنافِ الحِمَى وخيامُ
ألامُ ولي شُغْلٌ عن اللوم شاغِلٌ / وأهونُ ما يلقَى المحبُّ كلامُ
وأبلجُ أمّا وجهُه حين يُجْتَلى / فشمسٌ وأمّا كفُّه فغَمامُ
طويتُ إِليه الناسَ حين قصدتُهُ / وللقصدِ عند الأكرمين ذِمَامُ
أعرِّضُ فيه حُرَّ وجهيَ للفَلا / وليس له إلّا الهجيرَ لِثَامُ
وأدأبُ فيما همّهُ وهو وادعٌ / وأسهرُ فيه والعيونُ نيامُ
أومِّلُ منه دولةً تكبتُ العِدى / ونصراً يَرُدُّ الجيشَ وهو كَهامُ
ويُقنعُني منه على العِزّ أنّهُ / يروقُ لِقاءٌ أو يرِقُّ كلامُ
فلمّا غدا والدهرُ طوعُ مرادهِ / وفي يدِه للحادثاتِ زِمامُ
ثَنى عِطْفَهُ واحتجَّ بالشُّغْلِ مُعرِضاً / ألا إِنما بعضُ الصدودِ سَآم
وأصبح شملُ الأُنسِ وهو مُبَدَّدٌ / لديه وحبلُ القُرْب وهو رِمامٌ
يُقرَّبُ دوني من شَهِدتُ وغُيِّبوا / ويوصَل قبلي من سَهِرتُ ونامُوا
وأهجَرُ إِلّا أن تنوبَ مُلِمَّةٌ / وأُحجَبُ إلّا أن يكونَ زِحامُ
وما طردَ الأحرارَ مثلُ مهانةٍ / تُذالُ بها أعراضُهم وتُضَامُ
وعرَّضْتُ حيناً بالعتاب فلم يُفِدْ / وبعضُ معاريضِ الكلامِ خصَامُ
فداويتُ سقمَ الحالِ بيني وبينَهُ / بصَدٍّ وبرءُ النفسِ منه سَقامُ
فقد وجدَ الواشون سوقاً ونفَّقُوا / بضائعَ زورٍ ما لهنَّ دوامُ
رأوا عندَهُ حُسْنَ القَبولِ فأقدَموا / ولو لم يرَوْا حسنَ القبولِ لخاموا
وقد علِموا أن السعايةَ حَلْبَةٌ / بها القولُ تالٍ والقبولُ أمامُ
وبعضُ كلامِ القائلين تزيُّدٌ / وبعض قبول السامعين أَثام
وما هو إِلّا هفوة إِثر نبوة / ألومُ عليها تارةً وأُلامُ
وزلَّةُ رأيٍ لم تؤيّدْهُ حُنكةٌ / ونقصانُ حزمٍ لم يُعِنْهُ تَمامُ
وباللّهِ ما حدَّثْتُ نفسي بغدرةٍ / أعابُ بها في محفِلٍ وأُذامُ
ولا قرَّ لي بعدَ التفرُّقِ مضجعٌ / ولا طابَ لي بعدَ الرحيلِ مقامُ
ولا طِبْتُ نفساً بالفراق وإِنَّما / أضيفَ إِلى ذاك الغَرامِ غَرامُ
وميضُ جفاءٍ لو أمتُّ شرارَهُ / لما شبَّ لي بين الضُّلوعِ ضِرامُ
وجرعةُ ضيم من حبيب لفظتها / وفي فيَّ ممن لا أحبُّ سِمامُ
فمن مبلغٌ عني مقاليَ جِيرةً / على الرَّغمِ سِرنا عنهمُ وأقاموا
أخِلّاءَ صدقٍ مازجَ القلبَ وُدُّهمْ / كما مُزِجتْ بابن الغَمامِ مُدامُ
ألفتهمُ إِلفَ النواظرِ نورَها / وغيرُهمُ في الناظرينَ قتامُ
وذكرُ سواهمْ في الجوانحِ جمرةٌ / وذكرُهمُ بَردٌ لها وسلامُ
همُ نبذوني منبذَ السلكِ قُطِّعتْ / قُواهُ وخان العِقدَ منه نظامُ
أكلّكمُ إِن زلَّتِ النعلُ زلّةً / له مسرحٌ في عرضنا ومسامُ
أما من رفيقٍ يُشتفَى بكلامِه / ألا ربَّما سلَّ الحقودَ كلامُ
أفي كلِّ قلبٍ جفوةٌ وقساوةٌ / وفي كلِّ طبعٍ نبوةٌ وعُرامُ
لعلَّ وليَّ الأمر يُكرم عفوَهُ / إِذا ما رجالٌ ألأموا وألامُوا
فيبدأُ عفواً لم تُعِنْهُ شفاعةٌ / ويُبدي رضا لم يعترِضْهُ ملامُ
وإِنَّ شفيعي توبتي وندامتي / ومعرفتي أنّ الكرامَ كرامُ
ولا عذرَ إِلّا أنّ بدءَ إِساءةٍ / له من زياداتِ الوُشاةِ تمامُ
وأشكو إِليه سُقْمَ حالي وإِنما
وأشكو إِليه سُقْمَ حالي وإِنما / بعُلياهُ أرجو أن يبلَّ سقيمُها
وما أبطأَ الإِنجاحَ حتى أهُزَّهُ / بنكتةِ شعرٍ قد أصاب مقيمُها
قضَى كلُّ ذِي دَينٍ فوفَّى غريمَهُ / وعزَّةُ ممطولٌ مُعَنّىً غريمُها
ولكنّه قرب الرحيلِ وحيرتي / أعجّلُها في سفرةٍ وأُقِيمُها
وأولى امرئٍ بالنُّجْحِ صاحبُ حاجةٍ / تشفَّعْتُ فيها والليالي خصيمُها
فعمَّ الورى بالفضلِ طُرَّاً وخَصَّنِي / فأفضلُ آلاءِ الرجالِ عميمُها
يشكون أنَّك قد نسختَ فِعَالَهمْ
يشكون أنَّك قد نسختَ فِعَالَهمْ / حتَّى تُنوسِيَ ما تقدَّمَ منهمُ
وشرعتَ في دينِ المكارم ما عَموا / عن بعضِه وفهِمتَ ما لم يفهمُوا
فتكَ الرشيدُ بهم فخلَّد ذكرَهُمْ / ومحوتَهُ محواً فَهُمْ لك ألوَمُ
فارفِقْ بهم واستَبْقِ بعضَ ثنائِهمْ / كرماً فقد دانُوا بأنك أكرمُ
الوجهُ أزهرُ لم يعرِضْ له كَلَفٌ
الوجهُ أزهرُ لم يعرِضْ له كَلَفٌ / والعِرضُ أملسُ لم يحلمْ له أدَمُ
والمالُ أُتلِفُهُ حيناً وأُخْلِفُهُ / فما على فوتِه حُزْنٌ ولا نَدَمُ
أبرَّ عِلمي على علمِ الأُلى سلفوا / لولا فضيلةُ سبقٍ حازَها القِدمُ
والجهلُ للنفسِ رقٌّ وهي إنْ ظَفِرَتْ / بالعِتق فالناسُ والدنيا لها خَدَمُ
عرفتُ ظاهرَ أيامي وباطنَها / فلا أُبالي بما شادُوا وما هَدَمُوا
لم يبقَ لي أرَبٌ في العيشِ أطلُبُهُ / قدِ استَوى عندِيَ الوجدانُ والعَدَمُ
ما ساءَني نقصُ جُهَّالٍ تَنَقَّصُني / سيَّانِ عنديَ أنْ يأسوا وأن كَلِمُوا
لا بَوْنَ بين الرِضَا والسخطِ عندَهُمُ / فلا تُبَالِ بما شادُوا وما هَدَمُوا
هل نكبتي رفعَتْهُمْ فوقَ قدرِهِمُ / فيستوي في مساعينا بنا قدُمُ
لا تُشْمِتَنَّ الأعادي صدمةٌ وقعتْ / لي بغتةً ولصرفِ الدهر مصطَدَمُ
فإنما سطوةُ السلطانِ ليس لها / عارٌ وإن نِيْلَ عِرضٌ أو أُرِيقَ دَمُ
أأُضامُ في دارٍ وأقعدُ راضِياً
أأُضامُ في دارٍ وأقعدُ راضِياً / إني لنفسي إنْ فعلتُ لأظلمُ
إِلّا أكنْ شاكي السلاحِ فإنَّني / بالعزم والرأي الحصيف مُسَوَّمُ
نفسي مُشَيَّعةٌ وقلبي باسلٌ / ويدي مُؤَيّدةٌ وعقدي مُحكَمُ
قُلْ للأُلَى نجحُوا وراموا خُطَّةً / عسراءَ أعيا أنْ تُصَادَ الأنجمُ
إِلّا تكفّوا عن عِنادي أجْنِهَا / شعواءَ ينعَرُ من جوانِبها الدَمُ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ
فأطمعُ في كلِّ صعبِ القِيادِ / وأطلبُ كلَّ منيعِ المَرامِ
إِذا ما تقاعدنِي ثروتي / تناهض بي همَّتي واعتزامي
وإني وإنْ لم أكنْ مُثْرِياً / لَيصغُرُ عندي ثَراءُ الِلئَامِ
وأبلغُ بالعُدمِ ما لا ينالُ / بفضلِ الثَّراءِ وحدِّ الحُسامِ
ولكن جرتْ عادةُ الجَدِّ أنْ / يكايدني بالجُفاةِ الطَّغامِ
فأينَ مفرّي وما حيلتي / وجَدِّيَ في كلِّ صوبٍ أمامي
فقلتُ كُفِّي فليس العُدْمُ منقصةً
فقلتُ كُفِّي فليس العُدْمُ منقصةً / وإنما المرءُ بالأخلاقِ والشِيَمِ
إن ضاقَ خُطَّةُ حالي لم يضِقْ خُلُقي / أو قصَّرَ المالُ لم تقصُرْ له هممي
أما علمتِ وخيرُ العلم أنفعُه / أن الغِنى غيرُ محسوبٍ من الكرمِ
أأحسبُ العسرَ جاراً لا يُفارقُني / وضامنُ اليُسْرِ عندي غيرُ متَّهَمِ
فقالتْ ألا تُبقِي لنفسكَ هَجْمةً
فقالتْ ألا تُبقِي لنفسكَ هَجْمةً / فقد دَقَّ عظمٌ واستشنَّ أديمُ
فقلتُ لها عنِّي إليكِ فهجمتي / تحيَّفَها ذو حاجةٍ وغَريمُ
فإنَّ امرَءاً لم يرزأ الحقُّ مالَهُ / ولم يفتقِرْ عن ثروةٍ للئيمُ
لفقدِ أخٍ كفقدِ البدرِ لمَّا
لفقدِ أخٍ كفقدِ البدرِ لمَّا / تكاملَ واستوى بين النُّجومِ
تصاحَبْنَا على حُبٍّ عفيفٍ / فصار بنا إِلى وُدٍّ كريمِ
ولم يكُ شكلُه شكلي ولكنْ / جناياتُ القلوبِ على الجُسومِ
رَضِيتُ به من الدنيا نصِيباً / فصار الدهرُ فيهِ من خصومي
وكلَّما قلتُ عفَا كَلْمُه
وكلَّما قلتُ عفَا كَلْمُه / عاودني منه عِداد السليمْ
يزيدُه طولُ البِلى جِدَّةً / وأَقتلُ الأدواءِ داءٌ قديمْ
بَنَيْتُ بها فما استكملتُ عُرْسِي
بَنَيْتُ بها فما استكملتُ عُرْسِي / إِلى أن قيلَ مأتمُها أُقِيما
يعزُّ عليَّ أنْ آنستِ قبراً / حللتِ به وأوحشتِ الحريما
فيا لَكَ منزلاً قد عادَ قَفْراً / ويا لكِ جنّةً صارت جحيما
وكنتُ إِذا اعتراني الهمُّ آوي / إِلى بيتي فيُنْسيني الهُموما
فصِرتُ إِذا أوَيتُ على نشاطٍ / إليهِ هاجَ لي وجداً قديما
فلو أنَّ الدموعَ كلمنَ خَدَّاً / تركن بصفحتَيْ خدِّي كُلوما
ولو أنَّ الهمومَ جلبنَ حَتْفَاً / بعيداً كنتُ مُذْ زمنٍ رَمِيما
وجُدتُ بها لا عن ملالٍ وإنَّما
وجُدتُ بها لا عن ملالٍ وإنَّما / غُلبتُ عليها مُكْرَهاً متهضَّما
ألا ليتَ أَنَّا ما اصطحبنا ولم نَبِتْ / قرينَينِ في خَفْضٍ من العيشِ توأَمَا
ولم نُرزَقِ الوصلَ الذي عادَ فُرْقةً / ولم نعهدِ العُرسَ الذي صار مأتما
مضتْ حين لم أصغُرْ فأجهَلَ قَدْرَها / ولم أَعْمُرِ الدهرَ الطويلَ فأحلُما
وعِشتُ صحيحاً سالماً بعد يومِها / وحسبيَ داءً أن أصِحَّ وأسلَمَا
ولو خيَّروني بين كفِّي وبينَها / لآثرتُ أن تبقَى وأُصبِحَ أجذمَا
ولا زال خدُّ الوردِ فيهنَّ ناضراً
ولا زال خدُّ الوردِ فيهنَّ ناضراً / وثغرُ أقاحيهنَّ طلقَ المباسمِ
ربوعٌ تُمرُّ الريح فيها فتكتسي / بها أَرَجاً هوجُ الرياحِ الهواجمِ
تفتّقَ فيها المِسكُ حتى يدُلَّنِي / على صوبها مَرُّ الرياحِ النواسمِ
إِذا مرِضَتْ فيها الأصائِلُ عادَها / على شُعَبِ الأغصانِ نوحُ الحمائمِ
وقفنا جُنوحاً فوقَ أكوارِ عِيسنا / نسائلُ عنه بالدموعِ السَّواجمِ
تذكِّرُنا دهراً تقضَّى نعيمُه / وعيشاً تولَّى مثلَ أضغاثِ حالمِ
أفِي كلِّ يومٍ في عِداد صَبابةٍ / يُعاودني منها عدادَ الأراقمِ
وقلبٍ علوقٍ للصبابة غُنْمُهُ / وماليَ منهُ غيرُ حملِ المغارمِ
إِذا شاء أجرَى في التَّصابي إِلى المدَى / ولكنَّه لا ينثني بالشكائمِ
أقولُ لركبٍ ألحفتهم جناحها / دُجى ليلةٍ ظلماءَ وُحْف القوادمِ
تجودُ بهم كورُ المطايا وتهتدي / نشاوى بكأسِ الهمِّ ميلُ العمائمِ
وقد درعتْ ثوبَ الظلامِ نياقُهمْ / بكل فتىً يقظانَ عينِ العزائمِ
إِذا ادَّرَع الليلَ البهيمَ تفرَّجتْ / غياهبُهُ عن أبيضِ الوجهِ باسمِ
ويُسفرُ عن غِبِّ السُّرى وكأنَّهُ / بقيَّةُ نصلٍ من عِتاقِ الصوارمِ
ألا أيِّها الركبُ المُخِبّونَ عرِّجُوا / على مُثْقَلٍ بالوجدِ أغبرَ ساهمِ
مفارقِ ريحانِ الحياةِ ونازحٍ / عن الكأسِ والخِلِّ الوفيِّ الملائمِ
مطلِّق خفضِ العيش كُرهاً مراجعٌ / من العيشِ رنق الوِرد مرّ المطاعمِ
يبيتُ شريدَ النومِ مفترشَ الثَّرى / لمفترشٍ وشيَ العراقين نائمِ
إِذا خاضَ في تهويمةِ الفجرِ عينُه / نفَى نومَه وخزُ الندوبِ القدائمِ
ودمعٍ متى ما ردَّهُ الصبرُ ينعطف / جوىً داخلاً بين الحشَا والحيازمِ
وإِن لم تواسُوا بالمقام فساعدوا / بتعريجةٍ بين اللوى والأناعمِ
وقولا لإِخواني أرى عهدَ ودِّكُمْ / كعهدِ الغواني أو كظلِّ الغمائمِ
أفي الحقِّ أنْ أثنِي العظائمَ عنكمُ / وتثنون نحوي طارقاتِ العظائمِ
وأني أرامي الدهرَ عنكمْ مدافعاً / وترمونني بالباتراتِ الكَوالمِ
وبي عنكمُ ظُفْرُ الخطوبِ مقلَّمٌ / وأظفارُكم قد أُنشبتْ في محارمي
وأُشجي عِداكم بالحِفاظ عليكمُ / وأنتمْ شجىً بين اللّها والحلاقمِ
وأحميكمُ صونَ الذُّرى وأراكُمُ / تُريدونَ أن أُرمَى بذلِّ المناسمِ
وأرجو كما تُرجى الغمائمُ وَدَّكْمُ / وتأبَوْنَ إِلّا خُلفكم للشوائمِ
وأولي مداراةَ الشَموسِ جماحَكُمْ / وتولونني صَدَّ الجِيادِ العوادمِ
وإِنّي على ما كانَ منكم لواجدٌ / بحبِّكُمُ تاللّه وجدَ الروائمِ
وما كلما خانتْ يدي في مُلمّةٍ / تبرّحُ بي برَّأتُها عن معاصمي
سأمنحُكمْ لِيناً إِذا ما قصدتُمُ / جنابيَ بالأيدي الطِوال الغواشمِ
ولولاكُمُ ما طاوعَ الذّلَ مقودي / ولا لانَ نبعي للنيوبِ العواجمِ
ومن لم يُردْ عيشَ الوحيدِ فإنَّه / يلاقي مُعاديهِ لقاءَ المسالمِ
ومن رام أنْ يستبقيَ الودَّ من أخٍ / تعوَّدَ أن ينقادَ طوعَ الحزائمِ
ومن عافَ إِلّا الصفوَ من كلِّ مشربٍ / أراه يقاسي برحَ ظمآنَ حائمِ
أأطمعُ منكم بالوفاءِ وقبلكم / علمتُ بأنّ الغدرَ ضربةُ لازمِ
وأسألكمْ خِيماً سوى شِيَمِ الورى / كأني بأخلاقِ الوَرى غيرُ عالمِ
وأطلبُ منكم وافياً بذمامهِ / فأطلبُ شمساً في النجومِ العواتم
وأرجو صفاءَ الودِّ منكم وعندَكمْ / فأرجو مذاقَ الشهدِ عندَ العلاقمِ
سأغضي وفي الأحشاءِ جُرحٌ وأتَّقِي / بوصلِ حبالِ الودِّ قبلَ اللوائمِ
وأُسحبُكمْ ذيلَ التجاوزِ عنكمُ / لعلَّكمُ أن تَقْرعُوا سنَّ نادمِ
وإِنَّ هُماماً من أميّةَ ضامني
وإِنَّ هُماماً من أميّةَ ضامني / ليعفُو عن الجاني المسيء ويحلمُ
فما ليَ مأخوذاً بجرمِ محجَّبٍ / على بابهِ الإِملالُ لولا التجرُّمُ
أعِدْ نظرةً فيما أقولُ ولا تكنْ / كذي العُرِّ يُكَوى غيرهُ وهو يسلمُ
أعيذُكَ بالحِلمِ الذي أنتَ أهلُهُ / وإِنكَ أولى بالجميلِ وألزمُ
فثِقْ باعتقادي في ولائِكَ وارعَ بي / زِمامَ العُلَى إِني بحبلِكَ مُعْصِمُ
وجادَ لنا الزمانُ بجمعِ شملٍ
وجادَ لنا الزمانُ بجمعِ شملٍ / تألَّفَ بعدَ ما انقطعَ النِظامُ
مُدامٌ تُشبهُ التفاحَ ذوباً / وتُفاحٌ كما جَمدَ المُدُامُ
ومن نسجِ الربيعِ محبَّراتٌ / تأنَّقَ في حواشيها الغَمامُ
وأصوات المثالثِ والمثاني / كما سجَعتْ على الأيكِ الحمامُ
وريّانُ الصِبّا للحُسْنِ فيهِ / بدائعُ لا يُحيطُ بها الكلامُ
له من فتلِ صدغيهِ نجادٌ / ومن ألحاظِ عينيهِ حُسَامُ
ومجلسُنا على ما فيه يُرمَى / بنُقصانٍ وأنتَ له تَمامُ
ولا تعتلَّ بالأشغالِ واحضرْ / على عَجَلٍ وإِلّا فالسلامُ
متى ما تَلْقَ دهْرَكَ وهو حربٌ
متى ما تَلْقَ دهْرَكَ وهو حربٌ / فإِن أخاك درعُكَ والحُسَامُ
يُضامُ المرءُ منفرداً وحيداً / وينصُرهُ أخوهُ ولا يُضَامُ
كذاك القِدْحُ يُكْسَرُ وهو فَرْدٌ / ويُشفَعُ بالقِداحِ فلا يُرامُ
فقد جاء في أمثالهم أنَّ ثعلباً
فقد جاء في أمثالهم أنَّ ثعلباً / وذئباً أصابا عندَ ليثٍ تقدُّمَا
أضرَّ به جُوعٌ طويلٌ فشَفَّهُ / وأبقى له جِلداً رقيقاً وأعظُما
ففازَ لديهِ الذئبُ يوماً بخلوةٍ / فقال كفاكَ الثعلبُ اليومَ مطعما
فكُلْهُ وأطعِمْهُ فما هو شكلُنَا / ولستُ أرى في أكلهِ لك مأثما
فلما أحسَّ الثُعْلُبانُ بكيدِه / تطبَّبَ عندَ اللَّيثِ واحتال مُقدِما
وقال أرى بالمَلْكِ داءً مماطِلاً / تهدَّمَ منه جسمُه وتحطَّمَا
وفي كَبِدِ الذئب الشِفاءُ لدائِه / فإِنْ نالَ منها يَنْجُ منه مُسَلَّما
فصادفَ ذا منه قَبولاً فعندَها / أحال على الذئب الخبيث فصمَّما
فأفلتَ ممسوخَ الإِهابِ مرمَّلاً / فلما رآه الثُعْلُبانُ تبسَّمَا
وصاحَ بهِ يا لابسَ الثوبِ قانياً / متى تخلُ بالسُلطانِ فاسكت لتسلما
جاريتُ ركبانَ الصِّبا
جاريتُ ركبانَ الصِّبا / حيناً وقطَّعْتُ الزِّمامَا
واليومَ أُبدعَ بي فلا / خَلْفاً أمرُّ ولا أماما
وهجرتُ إِخوانَ البطَا / لةِ والندامَى والمُدَامَا
أُذري على الخدِّينِ دم / عاً من فراقِهمُ سِجاما
ويسوؤُني أن لا أُلا / مَ وكنتُ أكرهُ أن أُلامَا
وتركتُ وصلَ الغانيا / تِ فلا لِمامَ ولا كلاما
وسئمتهنَّ وكنتُ أخ / شَى قبلُ منهنَّ السآما
وصحِبتُ بعد المُرْدِ وال / فتيانِ مشيخةً كِراما
فاليوم أقصرَ باطلي / وجلوتُ عن عينِي الظلاما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025