المجموع : 4
أَتَعرِفُ رَسماً بَينَ رَهمانَ فَالرَقَم
أَتَعرِفُ رَسماً بَينَ رَهمانَ فَالرَقَم / إِلى ذي مَراهيطٍ كَما خُطَّ بِالقَلَمِ
عَفَتهُ رِياحُ الصَيفِ بَعدي بِمورِها / وَأَندِيَةُ الجَوزاءِ بِالوَبلِ وَالدِيَم
دِيارُ الَّتي بَتَّت قُوانا وَصَرَّمَت / وَكُنتُ إِذا ما الحَبلُ مِن خُلَّةٍ صَرَم
فَزِعتُ إِلى وَجناءَ حَرفٍ كَأَنَّها / بِأَقَرابِها قارٌ إِذا جِلدُها اِستَحَم
أَلا أَبلِغا هذا المُعَرِّضِ أَنَّهُ / أَيَقظانَ قالَ القَولَ إِذ قالَ أَم حَلَم
فَإِن تَسأَلِ الأَقوامَ عَنّي فَإِنَّني / أَنا اِبنُ أَبي سُلمى عَلى رَغمِ مَن زَعَم
أَنا اِبنُ الَّذي قَد عاشَ تِسعينَ حِجَّةً / فَلَم يَخزَ يَوماً في مَعَدٍّ وَلَم يُلَم
وَأَكرَمَهُ الأَكفاءُ في كُلِّ مَعشَرٍ / كِرامٍ فَإِن كَذَّبتَني فَاِسأَلِ الأُمَم
أَتى العُجمَ وَالآفاقَ مِنهُ قَصائِدٌ / بَقينَ بَقاءَ الوَحيِ في الحَجَرِ الأَصَم
أَنا اِبنُ الَّذي لَم يُخزِني في حَياتِهِ / وَلَم أُخزِهُ حَتّى تَغَيَّبَ في الرَجَم
فَأُعطِيَ حَتّى ماتَ مالاً وَهِمَّةً / وَوَرَّثَني إِذ وَدَّعَ المَجدَ وَالكَرَم
وَكانَ يُحامي حينَ تَنزِلُ لَزبَةٌ / مِنَ الدَهرِ في ذُبيانَ إِن حَوضُها اِنهَدَم
أَقولُ شَبيهاتٍ بِما قالَ عالِماً / بِهِنَّ وَمَن يُشبِه أَباهُ فَما ظَلَم
وَأَشبَهتُهُ مِن بَينِ مَن وَطِئَ الحَصى / وَلَم يَنتَزِعني شِبهُ خالٍ وَلا اِبنِ عَمّ
إِذا شِئتُ أَعلَكتُ الجَموحَ إِذا بَدَت / نَواجِذُ لَحيَيهِ بِأَغلَظِ ما عَجَم
أَعَيَّرتَني عِزّاً عَزيزاً ومَعشَراً / كِراماً بَنوا لِيَ المَجدَ في باذِخٍ أَشَم
هُمُ الأَصلُ مِنّي حَيثُ كُنتُ وَإِنَّني / مِنَ المُزنِيّينَ المُصَفّينَ بِالكَرَم
هُمُ ضَربوكُم حينَ جُرتُم عَنِ الهُدى / بِأَسيافِهمِ حَتّى اِستَقَمتُم عَلى القِيَم
وَساقَتكَ مِنهُم عُصبَةٌ خِندَفِيَّةٌ / فَما لَكَ فيهِم قَيدُ كَفٍّ وَلا قَدَم
هُمُ مَنَعوا حَزنَ الحِجازِ وَسَهلَهُ / قَديماً وَهُم أَجلَوا أَباكَ عَنِ الحَرَم
هُمُ الأُسدُ عِندَ البَأسِ وَالحَشدُ في القِرى / وَهُم عِندَ عَقدِ الجارِ يَوفون بِالذِمَم
فَكَم فيهِمُ مِن سَيِّدٍ مُتَوَسِّعٍ / وَمِن فاعِلٍ لِلخَيرِ إِن هَمَّ أَو عَزَم
مَتى أَدَعُ في أَوسٍ وَعُثمانَ يَأتِني / مَساعيرُ حَربٍ كُلُّهُم سادَةٌ دِعَم
يَقولُ حَيّايَ مِن عَوفٍ وَمِن جُشَمٍ
يَقولُ حَيّايَ مِن عَوفٍ وَمِن جُشَمٍ / يا كَعبُ وَيحَكَ هَلّا تَشتَري غَنَما
ما لِيَ مِنهَا إذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت / وَمِن أُوَيسٍ إِذا ما أَنفُهُ رَذَما
أَخشى عَلَيها كَسوباً غَيرَ مُدَّخِرٍ / عاري الأَشاجِعِ لا يُشوي إِذا ضَغَما
إِذا تَلَوّى بِلَحمِ الشاةِ تَبَّرَها / أَشلاءَ بُردٍ وَلَم يَجعَل لَها وَضَما
إِن يَغدُ في شيعَةٍ لَم يَثنِهِ نَهَرٌ / وَإِن غَدا واحِداً لا يَتَّقي الظَلِما
وَإِن أَطافَ وَلَم يَظفَر بِضّائِنَةٍ / في لَيلَةٍ ساوَرَ الأَقوامَ وَالنَعَما
وَإِن أَغارَ وَلَم يَحلَ بِطائِلَةٍ / في ظُلمَةٍ اِبنِ جَميرٍ ساوَرَ الفُطُما
إِذ لا تَزالُ فَريسٌ أَو مُغَبَّبَةٌ / صَيداءُ تَنشِجُ مِن دونِ الدِماغِ دَما
وَهاجِرَةٍ لا تَستَريدُ ظِباؤُها
وَهاجِرَةٍ لا تَستَريدُ ظِباؤُها / لِأَعلامِها مِنَ السَرابِ عَمائمُ
تَرى الكاسِعاتِ العُفرَ فيها كَأَنَّما / شَواها فَصَلّاها مِنَ النارِ جاحِمُ
نَصَبتُ لَها وَجهي عَلى ظَهرِ لاحِبٍ / طَحينِ الحَصى قَد سَهَّلَتهُ المَناسِمُ
تَراهُ إِذا يَعلو الأَحِزَّةَ واضِحاً / لِمَن كانَ يَسري وَهُوَ بِاللَيلِ طاسِمُ
زَجَرتُ عَلَيهِ حُرَّةَ اللَيطِ رَفَّعَت / عَلى رَبِذٍ كَأَنَّهُنَّ دَعائِمُ
تَخالُ بِضاحي جِلدِها وَدُفوفِها / عَصيمَ هَناءٍ أَعقَدَتهُ الحَناتِمُ
يَظَلُّ حَصى المَعزاءِ بَينَ فُروجِها / إِذا ما اِرتَمَت شَرواتِهِنَّ القوائِمُ
فُضاضاً كَما تَنزو دَراهِمُ تاجِرٍ / يُقَمِّصُها فَوقَ البَنان الأَباهِمُ
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ جَونا رَباعِياً / تَضَمَّنَهُ وَادي الجَبا وَالصَرائِمُ
أَتى دونَ ماءِ الرَسِّ بادٍ وَحاضِرٌ / وَفيها الجِمامُ الطامِياتُ الخَضارِمُ
فَصَدَّ فَأَضحى بِالسَليلِ كَأَنَّهُ / سَليبُ رِجالٍ فَوق عَلياءَ قائِمُ
يُقَلِّبُ لِلأَصواتِ وَالريحِ هادِياً / تَميمَ النَضِيِّ بَرَّصَتهُ المَكادِمُ
وَغائِرَةً في الحِنوِ دارَ حِجامُها / لَها بَصرٌ تَرمى بِهِ الغَيبَ ساهِمُ
وَرَأساً كَدَنِّ التَجرِ جَأباً كَأَنَّما / رَمى حاجِبَيهِ بِالجَلاميدِ راجِمُ
وَفوهُ كَشَرخِ الكورِ خانَ بِأَسرِهِ / مَساميرُهُ فَحِنوُهُ مُتَفاقِمُ
كِلا مِنخَرَيهِ سائِفاً وَمُعَشِّراً / بِما اِنصَبَّ مِن ماءِ الخَياشيمِ راذِمُ
فَهُنَّ قِيامُ يَنتَظِرنَ قَضاءَهُ / وَهُنَّ هَوادٍ لِلرَكِيِّ نَواظِمُ
وَفي جانِبِ الماءِ الَّذي كانَ يَبتَغي / بِهِ الرِيَّ دَبّابٌ إِلى الصَيدِ عَالِمُ
وَمِن خَلفِهِ ذو قُتَرَةٍ مُتَسَمِّعٌ / طَويلُ الطَوى خِفٌّ بِها مُتعالِمُ
رَفيقٌ بِتَنضيدِ الصَفا ما تَفوتُهُ / بِمُرتَصَدٍ وَحشِيَّةٌ وَهُوَ نائِمُ
فَلَمّا اِرتَدى جُلّاً مِنَ اللَيلِ هاجَها / إِلى الحائِرِ المَسجونِ فيهِ العَلاجِمُ
فَلَمّا دَنا لِلماءِ سافَ حِياضَهُ / وَخافَ الجَبانُ حَتفَهُ وَهُوَ قائِمُ
فَوافَينَهُ حَتّى إِذا ما تَصَوَّبَت / أَكَارِعُهُ أَهوى لَهُ وَهُوَ سادِمُ
طَليحٌ مِنَ التَعساءِ حَتّى كَأَنَّهُ / حَديثٌ بِحُمّى أَسأَرَتها سُلالِمُ
لَطيفٌ كَصُدّادِ الصَفا لا تَغُرُّهُ / بِمُرتَقَبٍ وَحشِيَّةٌ وَهُوَ حازِمُ
أَخو قُتُراتٍ لايَزالُ كَأَنَّهُ / إِذا لَم يُصِب صَيداً مِنَ الوَحشِ غارِمُ
يُقَلِّبُ حَشَراتٍ وَيَختارُ نابِلٌ / مِنَ الريشِ ما اِلتَفَّت عَلَيهِ القَوادِمُ
صَدَرنَ رِواءً عَن أَسِنَّةَ صُلَّبٍ / يَقِئنَ وَيَقطُرنَ السِمامَ سَلاجِمُ
وَصَفراءَ شَكَّتها الأَسِرَّةُ عودُها / عَلى الطَلِّ وَالأَنداءِ أَحمَرُ كاتِمُ
إِذا أُطِرَ المَربوعُ مِنها تَرَنَّمَت / كَما أَرزَمَت بَكرٌ عَلى البَوِّ رائِمُ
فَأَورَدَها في عُكوَةِ اللَيلِ جَوشَناً / لِأَكفالِها حَتّى أَتى الماءَ لازِمُ
فَلَمّا أَرادَ الصَوتَ يَوماً وَأَشرَعَت / زَوى سَهمَهُ عاوٍ مِنَ الجِنِّ حارِمُ
فَمَرَّ عَلى مُلسِ النَواشِر قَلَّما / تُثَبِّطُهُنَّ بِالخَبارِ الجِراثِمُ
وَمَرَّ بِأَكنافِ اليَدَينِ نَضِيَّهُ / وَلِلحَتفِ أَحياناً عَنِ النَفسِ عاجِمُ
يَعُضُّ بِإِبهامِ اليَدَينِ تَنَدُّماً / وَلَهَّفَ سِرّاً أُمَّهُ وَهُوَ نادِمُ
وَقالَ أَلا في خَيبَةٍ أَنتِ مِن يَدٍ / وَجَدَّ بِذي إِثرٍ بَنانَكِ جاذِمُ
وَأَصبَحَ يَبغي نَصلَهُ وَنَضِيَّهُ / فَريقَينِ شَتّى وَهُوَ أَسفانُ واجِمُ
وَصاحَ بِها جَأبٌ كَأَنَّ نُسورَهُ / نَوىً عَضَّهُ مِن تَمرِ قُرّانَ عاجِمُ
وَقَفّى فَأَضحى بِالسِتارِ كَأَنَّهُ / خَليعُ رِجالٍ فَوقَ عَلياءَ صائِمُ
قَليلُ التَأَنّي مُستَتِبٌّ كَأَنَّهُ / لَها واسِقٌ يَنجو بِها اللَيلَ غانِمُ
فَوَرَّكَ قِدراً بِالشَمالِ وَضَلفَعاً / وَحاذَتهُ أَعلاَمٌ لَها ومَخارِمُ
وَأَمَّ بِها ماءَ الرَسيسِ فَصَوَّبَت / لِلَينَةَ وَاِنقَضَّ النُجومُ القَوائِمُ
فَلَم أَرَ مَوسوقاً أَقَلَّ وَتيرَةً / وَلا واسِقاً ما لَم تَخُنهُ القَوائِمُ
تَقولُ اِبنَتي أَلهى أَبي حُبُّ أَرضِهِ
تَقولُ اِبنَتي أَلهى أَبي حُبُّ أَرضِهِ / وَأَعجَبَهُ إِلفٌ لَها وَلُزومُها
بَل أَلهى أَباها أَنَّهُ في عِصابَةٍ / بِرَهمانَ أَمسى لا يُعادُ سَقيمُها
تَساقَوا بِماءٍ مِن بِلادٍ كَأَنَّهُ / دِماءُ الأَفاعي لا يُبِلُّ سَليمُها
مُجاجاتِ حَيّاتٍ إِذا شَرِبوا بِها / سَما فيهُمُ سُوارُها وَهَميمُها