القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 18
بَكَيْتُكَ لِلْبَيْنِ قَبْلَ الْحِمامِ
بَكَيْتُكَ لِلْبَيْنِ قَبْلَ الْحِمامِ / وَأَيْنَ مِنَ الثُّكْلِ حَرُّ الْغَرامِ
وَما كانَ ذاكَ الْفِراقُ الْمُشِ / تُّ إِلاّ دُخاناً لِهذا الضِّرامِ
فَعُوِّضْتُ بَعْدَ الْحَنِينِ الأَنِينَ / وَبُدِّلْتُ بَعْدَ الْجَوى بِالسَّقامِ
إِذا قَتَلَ الْبُعْدُ أَهْلَ الْهَوى / فأَقْتَلُ لِي مِنْهُ مَوْتُ الْكِرامِ
فَيا قَمَراً يَمَنِيَّ الْمَغِيبِ / وَإِنْ كانَ مَطْلِعُهُ بِالشآمِ
أَكادُ لِذِكْرِكَ ألْقى الْحِمامَ / إِذا هتَفَتْ ساجِعاتُ الْحَمامِ
فَأَنْشُدُ مَثْواكَ عِنْدَ الْهُبُوبِ / وَأَرْقُبُ طَيْفَكَ عِنْدَ الْمَنامِ
وَأَهْفُوا إِلى كُلِّ بَرْقٍ يَمانٍ / وَأَصْبُو إلى كُلِّ رَكْبٍ تَهامِ
وَأَسْأَلُ عَنْكَ نَسيمَ الرِّياحِ / وَمَنْ لِلنَّسِيمِ بِمَنْ فِي الرِّجامِ
وَإِنِّي لَظامٍ إِلى نَفْحةٍ / بِرَيّاكَ ما وَرَدَ الْماءَ ظامِي
وَكَمْ عَبْرَةٍ لِي وَما بَيْنَنا / سِوى أَنْ تَكِلَّ بَناتُ الْمَوامِي
فَكَيْفَ وَقَدْ أَنْزَلَتْكَ الْمَنُونُ / بأَسْحَقِ دارٍ وَأَنْأَى مَقامِ
غَرِيباً يُبَكِّي لَهُ الأَبْعَدُونَ / صَرِيعاً يُوَسَّدُ صُمَّ السِّلامِ
سَلِيباً يُجِلْبَبُ ثَوْبَ الْبِلى / ضَعِيفاً يُحَمَّلُ ثِقْلَ الرَّغامِ
وَيا غائِباً كَمَدِي حاضِرٌ / بِهِ ما شَجَتْ فاقِدٌ بِالْبُغامِ
تَشَكَّتْ رِكابُكَ عَضَّ الْقُتُودِ / لَيالِي سُراكَ وَجَبَّ السَّنامِ
وَما كان غارِبُها فِي الرَّحِيلِ / بأَوْجَعَ مِنْ كَبِدِي فِي الْمُقامِ
زِمامٌ مَعَ الْوَجْدِ لِي طَيِّعٌ / طِواعَ الْمُذَلَّلِ جَذْبَ الزِّمامِ
وَدَمْعٌ يُبارِي وَجِيفَ الْمَطِيِّ / فَأَخْفافُها وَجُفُونِي دَوامِي
رُزِئْتُكَ حَيّاً وَخَطْبُ الْفِرا / قِ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِخَطْب الْحِمامِ
وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ لِي مُقْلةٌ / تَبِيتُ لِفَقْدِكَ ذاتَ انْسِجامِ
فَداوَيْتُ شَوْقِي بِذِكْرِ اللِّقاءِ / وَعَلَّلْتُ شَمْلِي بِعَوْدِ النِّظامِ
أُؤَمِّلُ قُرْبَكَ فِي كُلِّ يُوْمٍ / وَأَرْجُو لِقاءَكَ فِي كُلِّ عامِ
وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ مَرامِي الْقَضا / ءِ قَدْ حُلْنَ بَيْنِي وبَيْنَ الْمَرامِ
فَسُدَّتْ مَطالِعُ ذاكَ الْجَوادِ / وَفُلَّتْ مَضارِبُ ذاكَ الْحُسامِ
وَغُودِرَ مُحْيِي النَّدى لِلْفناءِ / وَعُوجِلَ بانِي الْعُلى بِانْهِدامِ
فَواحَسْرتا مَنْ أَذَلَّ الْعَزِيزَ / وَوَاأَسَفا مَنْ أَذَلَّ الْمُحامِي
عَجِبْتُ لِضَيْمِكَ تِلْكَ الْغَداةَ / وَما كانَ جارُكَ بِالْمُستَضامِ
وَأَيُّ فَتىً حاولَتْهُ الْمَنُونُ / فَلَمْ تَرْمِ عِزَّتَهُ بِاهْتِضامِ
وَكَمْ بُزَّ مِنْ مانعٍ لِلْجِوارِ / وَضُيِّعَ مِنْ حافِظٍ لِلذِّمامِ
سَقَتْكَ بِأَلْطَفِ أَنْدائِها / وَأَعْزَزِها سارِياتُ الْغَمامِ
وَإِنْ قَلَّ ماءٌ مِنَ الْقَطْرِ جارٍ / فَجادَكَ قَطْرٌ مِنَ الدّمْعِ هامِ
وَبَكَّتْكَ كُلُّ عَرُوضيَّةٍ / تُرِنُّ بِها كُلُّ مِيمٍ وَلامِ
إِذا ضُنَّ عَنْكَ بِنَوْرِ الرِّياضِ / حَبَتْكَ غَرائِبَ نَوْرِ الْكَلامِ
لَعَمْرِي لَئِنْ ساءَنا الدَّهْرُ فِيكَ / لَقَدْ سَرِّنا في أَخِيكَ الْهُمامِ
هُوَ الْمَرْءُ يَشْجُعُ فِي كُلِّ خَطْبٍ / مَهُولٍ وَيَجْبُنُ عَنْ كُلِّ ذامِ
ذَهَبْتَ وَكَلَّفْتَهُ فِتْيَةً / ذَوِي غُرَرٍ وَوُجُوهٍ وِسامِ
كَما أَوْدَعَ الأُفْقَ زُهْرَ النُّجُومِ / وَوَلّى إِلى الْغَرْبِ بَدْرُ التَّمامِ
عَلَى أَنَّ أَدْمُعَنا بِالْجُفُو / نِ أَغْرى مِنَ الْوجْدِ بِالمُسْتَهامِ
وَلِمْ لا وَذكْرُكَ يَرْمِي الْقُلُوبَ / بِأَنْفَذَ مِنْ صائِباتِ السِّهامِ
هُمُومٌ تُبَلِّدُ فَهْمَ الْبَلِيغِ / وَتُعْيِي نَوافِثَ سِحْرِ الْكَلامِ
صَدَعْنَ الْقُلُوبَ فَلْولا أَبُو / عَلِيٍّ لَما ظَفِرَتْ بِالْتِئامِ
أَغَرُّ تُمَزَّقُ عَنْهُ الْخُطُوبُ / كَما مَزَّقَ الْبَدْرُ ثَوْبَ الظَّلامِ
رَعَتْ مَجْدَ آلِ الزَّرافِيِّ مِنْهُ / مَكارِمُ تَعْضُدُهُ بِالْدَّوامِ
فإِنْ حُطِمَ اللَّدْنُ فَالْعَضْبُ باقٍ / وَإِنْ أَقْلَعَ الْغَيْثُ فَالْبَحْرُ طامِ
وَفِي واحِدٍ مِنْ بَنِي أَحْمَدٍ / لَنا خَلَفٌ مِنْ جَمِيعِ الأَنامِ
عَزاءَكَ يَا بْنَ الْعُلى إِنَّما / تَهُونُ الْعَظائِمُ عِنْد الْعِظَامِ
كَذا أَخَذَ النّاسُ في دَهْرِهِمْ / بِقِسْمَيْنِ مِنْ عِيشَةٍ واخْتِرامِ
فَكُلُّ اجْتمِاعٍ بِهِ لِلشَّتاتِ / وَكُلُّ رِضَاعٍ بِهِ لِلْفِطامِ
بَقِيتَ وَأَبْناؤُكَ الأَكْرَمُونَ / بَقاءِ الْهِضابِ بِرُكْنَيْ شَمامِ
فَمِثْلُكَ لَيْسَ عَلَى حادِثٍ / أَلَمَّ فَنَكَّبَهُ مِنْ مَلامِ
يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ
يا قَبْرُ ما لِلْمَجْدِ عِنْدَكَ فَاحْتَفِظْ / بِمُهَنَّدٍ ما كُنْتَ مِنْ أَغْمادِهِ
تَشْتاقُ مِنْهُ الْعَيْنُ مِثْلَ سَوادِها / وَيَضُمُّ مِنْهُ الصَّدْرُ مِثْلَ فُؤادِهِ
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ / مِنَ الْبَأْسِ وَالْمَعْرُوفِ غَيْرَ رُسُومِ
وَأَصْبَحْتُ أَسْتَجْدِي الْبخِيلَ نَوالَهُ / وَأَحْمَدُ فِي اللَّزْباتِ كُلِّ ذَمِيمِ
سِوى أَنَّ مِنْ آلِ الزَّرافِيِّ مَعْشَراً / وَفَوْا لِيَ لَمّا خانَ كُلُّ حَمِيمِ
هُمُ جَبَرُوا عَظْمِي الْكَسِيرَ وَلاءَمُوا / عَلَى طُولِ صَدْعِ النّائِباتِ أَدِيمِي
مَتى خِفْتُ حالاً حالَ بَيْنِي وَبَيْنَها / تَخاطُرُهُمْ مِنْ بُزَّلٍ وَقُرُومِ
وَإِنَّكَ مِنْهُمْ يا عَلِيُّ لَناصِري / عَلَى كُلِّ خَطْبٍ لِلزَّمانِ عَظِيمِ
إِذا ما ارْتاحَ لِلرّاحِ النَّدامى
إِذا ما ارْتاحَ لِلرّاحِ النَّدامى / وَهَيَّجَتِ ابْنَةُ الكَرْمِ الْكِراما
وَقامَ يُدِيرُها صَهْباءَ صِرْفاً / تُميتُ الْهَمَّ أَوْ تُحْيِي الْغَراما
تُرِيكَ فَمَ النَّدِيمِ إِذا حَساها / كَأَنَّ عَلَيْهِ مِنْ ذَهَبٍ لِثاما
وَطافَ بِها أَغَنُّ يَبِيتُ صَبًّا / مُحاوِلُهُ وَيُصْبِحُ مُسْتَهاما
تَرى في قُرْبِهِ مِنْكَ ازْوِراراً / وَفِي إِعْراضِهِ عَنْكَ ابْتِساما
فَلا تَكُ كَالَّذِي إِنْ جِئْتُ أَشْكُو / إِلَيْهِ الْوَجْدَ أَوْسَعَنِي مَلاما
يَمُرُّ مَعَ الْغَوايَةِ كَيْفَ شاءَتْ / وَيَعْذُلُ في تَطَرُّفِها الأَناما
أَنا وَالنَّدى سَيْفانِ في
أَنا وَالنَّدى سَيْفانِ في / يَدِ ماجِدٍ نَصَرَ الْمَكارِمْ
هذا يَفُلُّ بِهِ الْخُطُو / بُ وَذا يَقُدُّ بِهِ الْجَماجِمْ
وَإِنِّي لِلزَّمانِ لَذُو نِضالٍ
وَإِنِّي لِلزَّمانِ لَذُو نِضالٍ / فَبِي مِنْ حَدِّ أَسْهُمِهِ كُلُومُ
وَسَلاَنِي عَنِ الأَحْبابِ دَهْرٌ / يَضِيمُ الْحُرَّ حادِثُهُ الْغَشُومُ
فَقَدْ أَصْبَحْتُ لا تُجْرِي دُمُوعِي الطُّ / لُولُ وَلا تُهَيِّجُنِي الرُّسُومُ
لَيْتَ الَّذِي قَلْبِي بِهِ مُغْرَمُ
لَيْتَ الَّذِي قَلْبِي بِهِ مُغْرَمُ / يَعْلَمُ مِنْ وَجْدِي كَما أَعْلَمُ
لَعَلَّهُ إِنْ لَمْ يَصِلْ رَغْبَةً / يَرِقُّ لِلْكْرُوبِ أَوْ يَرْحَمُ
أَذَلَّنِي حُبُّكُمُ فِي الْهُوى / فَما حَمَتْنِي ذِلَّتِي مِنْكُمْ
وَمَذْهَبٌ ما زالَ مُسْتَقْبحاً / فِي الْحَرْبِ أَنْ يُقْتَلَ مُسْتَسْلِمُ
أَيا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلاّ عَلَى ظُلْمِي
أَيا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلاّ عَلَى ظُلْمِي / وَيا حُبُّ ما أَبْقَيْتَ مِنِّي سِوى الْوَهْمِ
فِراقٌ أَتى فِي إثْرِ هَجْرٍ وَما أَذىً / بِأَوْجَعَ مِنْ كَلْمٍ أَصابَ عَلَى كَلْمِ
لَقَدْ كانَ لي فِي الْوَجْدِ ما يُقْنِعُ الضَّنى / وَفِي الْهَجْرِ ما يَغْنِي بِهِ الْبَيْنُ عَنْ غَشْمِي
وَلَكِنَّ دَهْراً أَثَخَنَتْنِي جِراحُهُ / إذا حَزَّ فِي جِلْدِي أَلَحَّ عَلَى عَظْمِي
وَإنْ كُنْتُ مِمَّنْ لا يَذُمُّ سِوى النَّوى / فإِنَّ القِلى وَالصَّدَّ أَجْدَرُ بِالذَّمِّ
وَما مَنْ رَمى مِنْ غَيْرِ عَمْدٍ فَأَقْصَدَتْ / نَوافِذُهُ كَمَنْ تَعَمَّدَ أَنْ يَرْمِي
فَيا قَلْبُ كَمْ تَشْفى بِدانٍ وَنازِحٍ / فَشاكٍ إِلى خَصْمٍ وَباكٍ عَلَى رَسْمِ
وَحَتّامَ أَسْتَشْفِي مِنَ النّاسِ مَنْ بِهِ / سَقامِي وَأسْتَرْوِي مِنَ الدَّمْعِ ما يُظْمِي
غَرِيمِي بِدَيْنِ الْحُبِّ هَلْ أَنْتَ مُقْتضىً / وَهَلْ لِفُؤادٍ أَتْلَفَ الْحُبُّ مِنْ غُرْمِ
أَحِنُّ إلى سُقْمِي لَعَلَّكَ عائِدي / وَمِنْ كَلَفٍ أَنِّي أَحِنُّ إلى السُّقْمِ
وَبِي مِنْكَ ما يُرْدِي الْجَلِيدَ وَإِنَّما / لِحُبِّكَ أَهْوى أَنْ يَزِيدَ وَأَنْ يَنْمِي
وَيا لائمِي أَنْ باتَ يُزْرِي بِيَ الْهَوى / عَلَىَّ سَفاهِي لا عَلَيْكَ وَلِي حِلْمِي
أَقَلْبُكَ أَمْ قَلْبِي يُصَدَّعُ بِالنَّوى / وَجِسْمُكَ يَضْنى بِالْقَطيعَةِ أَمْ جِسْمِي
وَلا غَرْوَ أَنْ أَصْبَحْتَ غُفْلاً مِنَ الْهَوى / فَأَنْكَرْتَ ما بِي لِلصَّبابَةِ مِنْ رَسْمِ
نُدُوبٌ بِخَدِّي لِلدُّمُوعِ كَأَنَّها / فُلُولٌ بِقَلْبِي مِنْ مُقارَعَةِ الْهَمِّ
وَعائِبَتِي أَنَّ الْخُطُوبَ بَرَيْنَنِي / وَرُبَّ نَحِيفِ الْجِسْمِ ذُو سُؤْدَدٍ ضَخْمِ
رَأَتْ أَثَراً لِلنّائِباتِ كَما بَدا / مِنَ الْعَضْبِ ما أَبْقى بِهِ الضَّرْبُ مِنْ ثَلْمِ
فَلا تُنْكِري ما أَحْدَثَ الدَّهْرٌ إِنَّما / نَوائِبُهُ أَقْرانُ كُلِّ فَتىً قَرْمِ
وَلا بُدَّ مِنْ وَصْلٍ تُسَهِّلُ وَعْرَهُ / وَعىً تَنْتَمِي فِيها السُّيُوفُ إلى عَزْمِي
فَرُبَّ مَرامٍ قَدْ تَعاطَيْتُ وِرْدَهُ / فَما ساغَ لِي حَتّى أَمَرَّ لَهُ طَعْمِي
وَخَيْلٍ تَمَطَّتْ بِي وَلَيْلٍ كَأَنَّهُ / تَرادُفُ وَفْدِ الْهَمِّ أَوْ زاخِرُ الْيمِّ
شَقَقْتُ دُجاهُ وَالنُّجُومُ كَأَنَّها / قَلائدُ نَظْمِي أَوْ مساعِي أَبِي النَّجْمِ
إِليْكَ يَمِينَ الْمُلْكِ واصَلْتُ شَدَّها / مُقَلْقَلةَ الأَغْلاقِ جائِلَةَ الْحُزْمِ
غُوارِبُ أَحْياناً طَوالِعُ كُلَّما / هَبَطْنَ فَضا سَهْلٍ عَلَوْنَ مَطا حَزْمِ
تَمِيلُ بِها الآمالُ عَنْ كُلِّ مَطْمَعٍ / دَنِيءٍ وَتَسْمُو لِلطِّلابِ الَّذِي يُسْمِي
تَزُورُ امْرَأً لا يُجْتنَى ثَمَرُ الْغِنى / بِمْثِلِ نَداهُ الْغَمْرِ وَالنَّائِلِ الْجَمِّ
مَتى جِئْتَهُ وَالْمُعْتَفُونَ بِبابِهِ / شَهِدَتْ بِنُعْمى كَفِّهِ مَصْرَعَ الْعُدْمِ
إلى مُسْتَبِدٍّ بِالْفضائِل قاسِمٍ / لِهِمَّتِهِ مِنْ نَفْسِهِ أَوْفَرَ الْقِسْمِ
تُعَدُّ عُلاهُ مِنْ مَناقِبِ دَهْرِه / كَعَدِّكَ فَضْلَ اللَّيْلِ بِالقَمَرِ التِّمِّ
وَكَرَّمَهُ عَنْ أَنْ يُسَبَّ بِمِثْلِهِ الزَّ / مانُ كَمالٌ زَيَّنَ الجَدَّ بِالْفَهْمِ
وَجُودٌ عَلَى الْعافِي وَذَبٌّ عَنِ الْعُلى / وَصَدٌّ عَنِ الْواشِي وَصَفْحٌ عَنِ الْجُرْمِ
وَرُتْبَةُ مَنْ لَمْ يجْعَلِ الْحَظَّ وَحْدَهُ / طَرِيقاً إِلى الْعالِي مِنَ الرُّتَبِ الشُّمِّ
تَناوَلَها اسْتِحْقاقُهُ قَبْلَ حَظِّهِ / وَحامى عَلَيْها وَالْمقادِرُ لَمْ تَحْمِ
وَغَيْرُ بَدِيعِ مِنْ بَدِيعِ مُشَيِّدٌ / لِما شادَهُ وَالْفَرْعُ يُنْمى إِلى الجِذْمِ
سَقى اللهُ عَصْراً حافَظَ ابْنَ مُحَمَّدٍ / بِما فِي ثُغُورِ الْغانِياتِ مِنَ الظَّلْمِ
أَغَرُّ إِذا ما الْخَطْبُ أَعْشى ظَلامُهُ / تَبَلَّجَ طَلْقَ الرَّأْي فِي الحادِثِ الْجَهْمِ
تَرِقُّ حَواشِي الدَّهْرِ فِي ظِلِّ مَجْدِهِ / وَتَظْرُفُ مِنْهُ شِيمَةُ الزَّمَن الْفَدْمِ
وَيَكْبُرُ قَدْراً أَنْ يُرى مُتكبرَّاً / وَيَعْظُمُ مَجْداً أَنْ يَتيِهَ مَعَ العُظْمِ
وَيَكْرُمُ عَدْلاً أَنْ يَميلَ بهِ الهَوى / وَبَشْرُفُ نَفْساً أَنْ يَلَذَّ مَعَ الإِثمِ
وَيُورِدُ عَنْ فَضْلٍ وَيُصْدِرُ عَنْ نُهىً / وَيَصْمُتُ عَنْ حِلْمٍ وَيَنْطِقُ عَنْ عِلْمِ
بَدِيهَهُ رَأْيٍ فِي رَوِيَّةِ سُؤْدَدِ / وَإِقْدامُ عَزْمٍ فِي تَأَيُّدِ ذِي حَزْمِ
خَلائِقُ إِنْ تَحْوِ الثَّناءَ بِأَسْرِهِ / فَما الفَخْرُ إِلاَّ نُهْبَةُ الشَّرَفِ الْفَخْم
أَبَرُّ عَلَى الأَقْوامِ مِنْ شَيْبَةِ الْحَيا / وَأَشْهَرُ فِي الأَيّامِ مِنْ شَيْبَةِ الدُّهْمِ
أَضاءَتْ بِكَ الأَوْقاتُ وَالشَّمْسُ لَمْ تُنِرْ / وَرُوِّضَتِ السّاحاتُ وَالْغَيْثُ لَمْ يَهْمِ
وَشُدَّتْ أَواخِي الْمُلْكِ مِنْكَ بِأَوْحَدٍ / بَعِيدِ عُرى الْعَقْدِ الْوَكِيدِ مِنَ الفَصْمِ
فَتىً لا تُصافِي طَرْفَهُ لَذَّةُ الْكَرى / وَلا تَطَّبِي أَجْفانَهُ خُدَعُ الحُلْمِ
يُسَهِّدُهُ تَشْيِيدُهُ الْمَجْدَ وَالْعُلى / وَتَفْرِيجُ غَمّاءِ الْحَوادِثِ وَالْغَمِّ
وَغَيْرُ النُّجُومِ الزُّهْرِ يَأْلَفُها الْكَرى / وَيَعْدَمُها الإِشْراقُ فِي الظُّلَمِ الْعُسّمِ
لقَدْ شَرَّفَ الأَقْلامَ مَسُّ أَنامِلٍ / بِكَفِّكَ لا تَخْلُو مِنَ الْجُودِ وَاللَّثْمِ
فَكُلُّ نُحُولِ فِي الظُّبِى حَسَدٌ لَها / وَكُلُّ ذُبُولٍ غَيْرَهُ بِالْقَنا الصُّمِّ
وَكُنْتَ إِذا طالَبْتَ أَمْراً مُمَنَّعاً / أَفَدْتَ بِها ما يُعْجِزُ الْحَرْبَ فِي السِّلْمِ
كَفَيْتَ الْحُسامَ الْعَضْبَ فَلَّ غِرارِهِ / وَآمَنْتَ صَدْرَ السَّمْهرِيِّ مِنَ الْحَطْمِ
وَجاراكَ مَنْ لا فَضْلَ يُنْجِدُ سَعْيَهُ / وَأَيُّ امْرِيءٍ يَبْغِي النِّضالَ بِلا سَهْمِ
لَكَ الذِّرْوَةُ الْعَلْياءِ مِنْ كُلِّ مَفْخرٍ / سَنِيٍّ وَما لِلْحاسِدِينَ سِوى الرُّغْمِ
وَكَيْفَ يُرَجِّي نَيْلَ مَجْدِكَ طالِبٌ / وَبَيْنَهُما ما بَيْنَ عِرْضِكَ وَالْوَصْمِ
لَئِنْ أَوْحَدَتْنِي النّائِباتُ فَإِنَّنِي / لَمِنْ سَيْبِكَ الْفَيّاضِ فِي عَسْكَرٍ دَهْمِ
وَإِنْ لَمْ أُفِدْ غُنْماً فَقُرْبُكَ كافِلٌ / بِأَضْعِافِهِ حَسْبي لِقاؤُكَ مِنْ غُنْمِ
هَجَرْتُ إِلَيْكَ الْعالَمِينَ مَحَبَّةً / وَمِثْلُكَ مَنْ يُبْتاعُ بِالْعُرْبِ وَالْعُجْمِ
وَما قَلَّ مَنْ تَرْتاحُ مَدْحِي صِفاتُهُ / وَلكِنْ رَأَيْتُ الدُّرَّ أَلْيَقَ بِالنِّظْمِ
أَرى نَيْلَ أَقْوامٍ وَآبي امْتِنانَهُمْ / وَلَيْسَ تَفِي لِي لَذَّةُ الشُّهْدِ بِالسُّمِّ
فَهلْ لَكَ أَنْ تَنْتاشَنِي بِصَنِيعَةٍ / يَلِينُ بِها عُودُ الزَّمانِ عَلَى عُجْمِي
تَحُلُّ مَحَلّ الْماءِ عِنْدِي مِنَ الثَّرى / وَأَشْكُرُها شُكْرَ الرِّياضِ يَدَ الْوسْمِي
أَقَّرَّ ذَوُو الآدابِ طُرّاً لِمَنْطِقِي / وَغَيْرُهُمُ فِيما حَكى كاذِبُ الزَّعْمِ
فَلَسْتُ بِمُحتاج عَلَى ما ادَّعَيْتُهُ / إِلى شاهِدٍ بَعْدَ اعْتِرافٍ مِنَ الْخَصْمِ
تُطِيعُ الْقَوافِي الآبِياتُ قَرائِحي / وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ الْكَلامُ عَلَى حُكْمِي
وَسيّارَةِ بِكْرٍ قَصَرْتُ عِنانَها / فَطالَتْ بِهِ والْخَيْلُ تُمْرَحُ فِي اللُّجْمِ
نَمى ذكْرُها قَبْلَ اللِّقاءِ وَإِنَّما / يَسُرُّكَ بَوْحِي بِالْمَحامِدِ لا كَتْمِي
كَمَخْتُومَةِ الدّارِيِّ نَمَّ بِفَضْلهِا / إِلَيْكَ شَذاها قَبْلَ فَضِّكَ لِلْخَتْمِ
حَدِيثَهُ عَصْرٍ كَلَّما امْتَدَّ دَهْرُها / سَما فَخْرُها حَتّى تَطُولَ عَلَى الْقُدْمِ
وَما فَضْلُ بِنْتِ الْكَرْمِ يَوْماً ببَيِّنٍ / إِذا لَمْ يَطُلْ عَهْدُ ابْنَةِ الْكَرْمِ بِالْكَرْمِ
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً / يُرَوِّحُنِي بِالْغُوطَتَيْنِ نَسِيمُ
وَهَلْ يَجْمَعَنَّ الْكَأْسُ شَمْلِي بِفِتْيَةٍ / عَلَى الْعَيْشِ مِنْهُمُ نَضْرَةٌ وَنَعِيمُ
لَقَدْ أَصْبَحَتْ نُعْماكَ عِنْدِي مُشِيدَةً
لَقَدْ أَصْبَحَتْ نُعْماكَ عِنْدِي مُشِيدَةً / بِذِكْرِكَ في سُوقٍ مِنَ الْحَمْدِ قائِمِ
وَقَدْ يُعْجِبُ الرَّوْضَ الأَنِيقُ وَإِنّما / يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ الْحَيا الْمُتَراكِمِ
غَمَرْتَ نَوالاً واصْطِفاءً وَإِنَّما / يُحَلَّى وَيُقْنى كُلَّ أَبْيَضَ صارِمِ
وَلَسْتُ عَلَى عَلْياكَ أَوَّلَ وافِدٍ / ولا أَنا مِنْ جَدْواكَ أَوَّلُ غانِمِ
وَما شِئْتُ إِلاّ أَنْ أُشَرِّفَ مَنْطِقِي / بِمَدْحِكَ أَوْ أَقْضِي ذِمامَ الْمَكارِمِ
مَتى ارْتَجَعْتَ مَواهِبَها الْكِرامُ
مَتى ارْتَجَعْتَ مَواهِبَها الْكِرامُ / وَهَلْ يَسْتَرْجِعُ الْغَيْثَ الْغَمامُ
أَيَصْعَدُ عائِداً فِي السُّحْبِ قَطْرٌ / تَنَزَّلَ فِي الوَهادِ بهِ الرِّهامُ
أَرى الْعَلْياءَ مِنْ تَقْصِيرِ أَمْرِي / بِها خَجَلٌ وَبِالْمَجْدِ احْتِشامُ
جَمالَ الْمُلْكِ غَيْرِي مِنْكَ يُدْهى / وَغَيْرُكَ مَنْ تُغَيِّرُهُ اللِّئامُ
أُعِيذُكَ مِنْ رِضَىً يَتْلُوهُ سُخْطٌ / وَمِنْ نُعْمى يُكَدِّرُها انْتِقامُ
أَيَرْجِعُ جَفْوَةً ذاكَ التَّصافِي / وَيُخْفَرُ ذِمَّةً ذاكَ الذِمامُ
أَتَبْرِينِي يَدٌ راشَتْ جَناحِي / وَيَحْسِمُنِي نَدَىً هُوَ لِي حُسامُ
وَيُغْرِي بِي الْحِمامَ أَخُو سَماحٍ / بِهِ عَنْ مُهْجَتِي دُفِعَ الْحِمامُ
أَعِرْنِي طَرْفَ عَدْلِكَ تَلْقَ عِرْضاً / نَقِيّاً لا يُلِمُّ بِهِ الْمَلامُ
وَحَقِّقْ بِالتَّأَمُّلِ كَشْفَ حالِي / فَغَيْرِي عاشِقٌ وَبِيَ السَّقامُ
إِذا ما افْتَرِّ بَرْقُكَ فِي سَمائِي / تَجَلّى الظُّلْمُ عَنِّي وَالظَّلامُ
أَتُغْرِقُنِي وَلَيْسَ الْماءُ مِنِّي / وَتَحْرُقُنِي وَمِنْ غَيْرِي الضِّرامُ
وَأُوخَذُ فِي حِماكَ بِذَنْبِ غَيْرِي / فَأيْنَ الْعَدْلُ عَنِّي وَالْكِرامُ
وَأَيْنَ خَلائِقٌ سَتَحُولُ عَنْها / إِذا حالَتْ عَنِ السُّكْرِ الْمُدامُ
فَلا تَعْدِلْ إِلى الْواشِينَ سَمْعاً / فَإِنَّ كَلامَ أَكْثَرِهِمْ كِلامُ
وَإِنَّ الْوَدَّ عِنْدَهُمُ نِفاقٌ / إِذا طاوَعْتَهُمْ وَالْحَمْدَ ذامُ
وَللأَقْوالِ إِنْ سُمِعَتْ سِهامٌ / تُقَصِّرُ عَنْ مَواقِعِها السِّهامُ
فَما نُصْحاً لِمَجْدِكَ بَلْ مُراداً / لِما قَدْ ساءَنِي قَعَدُوا وقامُوا
وَلَوْ إِذْ أَقْدَمُوا لاقَوْكَ دُونِي / كَعَهْدِكَ أَحْجَمُوا عَنِّي وَخامَوا
فَلَيْتَكَ تَسْمَعُ الْقَوْلَيْنِ حَتّى / يُبَيِّنَ فِي مَنِ الْحَقُّ الْخِصامُ
أَبَعْدَ تَمَسُّكِي بِنَداكَ دَهْراً / وَحَبْلُ نَداكَ لَيْسَ لَهُ انْصِرامُ
وَكَوْنِي مِنْ دِفاعِكَ فِي حُصُونٍ / مَنِيعاتِ الذَّوائِبِ لا تُرامُ
وَأَخْذِي مِنْكَ ميثاقاً كَرِيماً / وَعَهْداً ما لِعُرْوَتِهِ انْفِصامُ
يَنالُ مُرادَهُ مِنِّي حَسُودٌ / وَيُمْكِنُ عادِياً فِيَّ اهْتِضامُ
أَتَرْضى لِلْمَحامِدِ أَنْ تَراها / بِأَرْضِكَ تُسْتَباحُ وَتُسْتَضامُ
وَتَصْبِرُ عَنْ غَرائِبِها وَصَبْرُ الْ / فَتى فِي دِينِها أَبَداً حَرامُ
وَهَلْ يَسْلُو عَنِ الأَحْبابِ يُوْماً / مُحِبٌّ لَيْسَ يَسْلُوهُ الْغَرامُ
فَلا تَدَعِ الْعِراقَ وَأَرْضَ مَصْرٍ / تَفُوزُ بِها وَيُحْرَمُها الشَّآمُ
فَمِنْ حَقِّ الْقَوافِي مِنْكَ دَفْعٌ / يَجِيشُ بِمِثْلِهِ الْجَيْشُ اللُّهامُ
لَقَدْ مَلَّ الرُّقادُ جُفُونَ عَيْنِي / وَما مَلَّ الدُّمُوعَ لَها انْسِجامُ
فَما يَسْرِي إِلى قَلْبي سُرُورٌ / وَلكِنْ لِلْهُمُومِ بِيَ اهْتمِامُ
سَيَرْضى الْحاسِدُونَ إِذا تَمَطَّتْ / بِيَ الْوَجْناءُ وَاضْطَّرَبَ الزِّمامُ
إِذا جاوَزْتُ غُرَّبَ أَوْ غُراباً / وَحالَ الْقاعُ دُونِي وَالإِكامُ
فَمَنْ يَجْلُو عَلَيْكَ بَناتِ فِكْرِي / وَأَنْتَ بِهِنَّ صَبٌّ مُسْتَهامُ
يُقَيِّدُنِي بِنَجْدِ الشّامِ وَجْدٌ / وَيَدْعُونِي إِلى الْغَوْرِ اعْتِزامُ
فَمَنْ أمْرِ النَّوائِبِ لِي رَحَيلٌ / وَفِي حُكْمِ الصَّبابَةِ لِي مُقامُ
وَمَنْ يَرْضى مِنَ الدُّنْيا بِعَيْش / عَلَيْهِ لجِائِرٍ فِيهِ احْتِكامُ
تَأَمَّلْ ما أَبُثُّ تَجِدُ حَقِيقاً / بشَمْلٍ فِي ذَراكَ لَهُ الْتِئامُ
أَيَعْظُمُ أَنْ تَذُودَ الْخَطْبَ عَنِّي / وَعِنْدَكَ تَصْغُرُ النُّوَبُ الْعِظامُ
إِذا لَمْ أَعْتَصِمْ بِكَ مِنْ عَدُوٍّ / فَهَلْ فِي الْعالَمِينَ لِيَ اعْتِصامُ
لَعَلَّ دُجى الْحَوادِثِ أَنْ تُجَلّى / بِبَدْرٍ لا يُفارِقُهُ التَّمامُ
أَتِيهُ عَلَى الزَّمانِ بِهِ ابْتِهاجاً / وَتَحْسُدُنِي الْكَواكِبُ لا الأَنامُ
وَحَسْبِي اللهُ فِيما أَرْتَجِيه / وَعَضْبُ الدَّوْلَةِ الْمَلِكُ الْهُمامُ
لَقَدْ شَغَلَ الْمَحامِدَ عَنْ سِواهُ / أَغَرُّ بِمَدْحِهِ شَرُفَ الْكَلامُ
جَمَعْتُ صِفاتِهِ جَمْعَ الَّلآلِي / فَلِي مِنْها الْفَرائِدُ وَالتُّؤامُ
تَدُلُّ عَلَيْهِ فِي الْجُلّى عُلاهُ / وَهَلْ لِلْبَدْرِ فِي الظُّلَمِ اكْتِتامُ
أَنافَ عَلَى الْقِيامِ فَطالَ عَنْهُمْ / كَأَنَّ قُعُودَهُ فِيهِمْ قِيامُ
تَصَوَّبَ جُودُهُ فِي كُلِّ وادٍ / كَما يَتَصَوِّبُ السَّيْلُ الرُّكامُ
دَقِيقُ مَحاسِنِ الأَخْلاقِ يَبْدُو / أَمامَ نَداهُ بِشْرٌ وَابْتِسامُ
وَمُقْتَرِحٌ عَلَيَّ الْحَمْدَ أَرْضى / سَلامَتَهُ اقْتِراحِي وَالسَّلامُ
هُوَ الرَّسْمُ لَوْ أَغْنى الْوُقُوفُ عَلَى الرَّسْمِ
هُوَ الرَّسْمُ لَوْ أَغْنى الْوُقُوفُ عَلَى الرَّسْمِ / هُوَ الْحَزْمُ لَوْلا بُعْدُ عَهْدِكَ بِالْحَزْمِ
تَجاهَلْتُ عِرْفانِي بِهِ غَيْرَ جاهِلٍ / وَلِلشَّوْقِ آياتٌ تَدُلُّ عَلى عِلْمِي
وَوَاللهِ ما أَدْرِي أَبَوْحِيَ نافِعِي / عَشِيَّةَ هاجَتْنِي الْمَنازِلُ أَمْ كَتْمِي
عَشِيَّةَ جُنَّ الْقَلْبُ فِيها جُنُونُهُ / وَنازَعَنِي شَوْقِي مُنازَعَةَ الْخَصْمِ
وَقَفْتُ أُدارِي الْوَجْدَ خَوْفَ مَدامِعٍ / تُبِيحُ مِنَ السِّرِّ الْمُمَنَّعِ ما أَحْمِي
أُغالِبُ بِالشَّكِّ الْيَقِينَ صَبابَةً / وَأَدْفَعُ فِي صَدْرِ الْحَقِيقَةِ بِالْوَهْمِ
فَلَمّا أَبى إِلاّ البُكاءَ لِيَ الأَسى / بَكَيْتُ فَما أَبْقَيْتُ لِلرَّسْمِ مِنْ رَسْمِ
وَما مُسْتَفِيضٌ مِنْ غُرُوبٍ تَنازَعَتْ / عُراها السَّوانِي فَهْيَ سُجْمٌ عَلَى سُجْمِ
بِأَغْزَرَ مِنْ عَيْنَيَّ يَوْمَ تَمَثّلَتْ / عَلَى الظَّنِّ أَعْلامَ الْحِمى وَعَلى الرَّجْمِ
كَأَنِّي بِأَجْزاعِ النَّقِيبَةِ مُسْلَمٌ / إِلى ثائِرٍ لا يَعْرِفُ الصَّفْحَ عَنْ جُرْمي
لَقَدْ وَجَدَتْ وَجْدِي الدِّيارُ بِأَهْلِها / وَلَو لَمْ تَجِدْ وَجْدِي لَما سَقِمتْ سُقْمِي
عَلَيْهِنَّ وَسْمٌ لِلْفِراقِ وَإِنَّما / عَلَيَّ لَهُ ما لَيْسَ لِلنّارِ مِنْ وَسْمِ
وَكَمْ قَسَمَ الْبَنِيْنُ الضَّنى بَيْنَ مَنْزِلٍ / وَجِسْمٍ وَلكِنَّ الْهَوى جائِرُ الْقَسْمِ
مَنازِلُ أَدْراسٌ شَجانِي نُحُولُها / فَهَلاّ شَجاها ناحِلُ الْقَلْبِ وَالْجِسْمِ
سَقاها الْحَيا قَبْلِي فَلَمّا سَقَيْتُها / بِدَمْعِي رَأَتْ فَضْلَ الْوَلِيِّ عَلَى الْوَسْمِي
وَلَوْ أَنَّنِي أَنْصَفْتُها ما عَدَلْتُها / عَنِ الكَرَمِ الْفَيَّاضِ والنّائِلِ الْجَمِّ
إِذا ما نَدى تاجِ الْمُلُوكِ انْبَرى لَها / فَما عارِضٌ يَنْهَلُّ أَوْ دِيمَةٌ تَهْمِي
هُوَ الْمَلْكُ أَمّا حاتِمُ الْجُودِ عِنْدَهُ / فَيُلْغى وَيُنْسى عِنْدَهُ أَحْنَفُ الْحِلْمِ
يَجِلُّ عَنِ التَّمْثِيلِ بِالْماطِرِ الرِّوى / وَيَعْلُو عَنِ التَّشْبِيهِ بِالْقَمَرِ النِّمِّ
ويكرم أن نرجوه للأمر هيناً / ويشرف أن ندعوه بالماجد القرم
إِذا نَحْنُ قُلْنا الْبَدْرُ وَالْبَحْرُ وَالْحَيا / فَقَدْ ظُلِمَتْ أَوْصافُهُ غايَةَ الظُّلْمِ
وَأَيْسَرُ حَقٍّ لِلْمكارِمِ عِنْدَهُ / إِذا هُوَ عَدَّ الْغُرْمَ فِيها مِنَ الْغُنْمِ
يَرُوحُ سَلُوباً لِلنُّفُوسِ مَعَ الْوَغى / وَيَغْدُو سَلِيباً لِلثَّناءِ مَعَ السِّلْمِ
وَلا يَعْرِفُ الإِحْجامَ إِلا عَنِ الْخَنا / وَلا يُنْكِرُ الإِقْدامَ إِلاّ عَلَى الذَّمَّ
خَفِيفٌ إِلى الْعَلْياءِ وَالْحَمْدِ وَالنَّدى / ثَقِيلٌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَالبَغْيِ وَالإثْمِ
سَرِيعٌ إِلى الدّاعِي بَطِيءٌ عَنِ الأَذى / قَرِيبٌ مِنَ الْعافِي بَعِيدٌ مِنَ الوَصْمِ
هُمامٌ إِذا ما ضافَهُ الْهَمُّ لَمْ يَجِدْ / سِوى الْمَجْدَ شَيْئاً باتَ مِنْهُ عَلَى هَمِّ
إِذا ذُكِرَ الأَحْبابُ كانَ ادِّكارُهُ / شِفارَ الْمَواضِي أَوْ صُدُورَ الْقَنا الصُّمِّ
يَرى الْمالَ بَسلاماً ما عَداها وَلَمْ يَكُنْ / لِيَطْعَمَ لَيْثٌ دُونَ فَرْسٍ وَلا ضَغْمِ
وَكَمْ فِي ظُباها مِنْ ظِباءٍ غَرِيرَةٍ / وَفِي قَصَبِ الْمُرّانِ مِنْ قَصَبٍ فَعْمِ
إِذا قارَعَ الأَعْداءَ وَالْخَصْمَ لَمْ يَقِفْ / عَلَى غايَةٍ بَيْنَ الشَّجاعَةِ وَالْحَزْمِ
يُعَوِّلُ مِنْهُ الْعَسْكَرُ الدَّهْمُ فِي الْوَغى / عَلَى واحِدٍ كَمْ فيهِ مِنْ عَسْكَرٍ دَهْمِ
إِذا حَلَّ فَالأَمْوالُ لِلْبَذْلِ وَالنَّدى / وَإِنْ سارَ فَالأَعْداءُ لِلذُّلِّ وَالْوَقَمِ
حُسامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ابْنُ سَيْفِهِ / فَيا لَكَ مِنْ فَرْعٍ وَيا لَكَ مِنْ جِذْمِ
مُكابِدُ أَيّامِ الْجِهادِ وَمَوْئِلُ الْ / عِبادِ وَحامِيهِمْ وَقْدْ قَلَّ مَنْ يَحْمِي
وَمُقْتَحِمُ الأَجْبالِ يَوْمَ تَمَنَّعَتْ / ذِئابُ الأَعادِي فِي ذَوائِبِها الشُّمِّ
غَداةَ يَغُورُ السَّهْمُ فِي السُّهْمِ وَالقَنا / بِحَيْثُ الْقَنا وَالْكَلْمُ فِي مَوْضِعِ الْكَلْمِ
وَلا فَرْقَ فِيها بَيْنَ عَزْمٍ وَصارِمٍ / كَأَنَّ الظُّبى فِيها طُبِعْنَ مِنَ الْعَزْمِ
وَما يَوْمُهُ فِي الْمُشْرِكِينَ بِواحِدٍ / فَنَجْهَلَهُ وَالْعالَمُونَ ذَوُو عِلْمِ
وَقَدْ عَجَمَ الأَعْداءُ مِنْ قَبْلُ عُودَهُ / فَأَدْرَدْهُم وَالنَّبْعُ مُمْتَنِعُ الْعَجْمِ
سَمَوْتُ إِلى الْفَخْرِ الشَّرِيفِ مَقامُهُ / وَمِثْلِيَ مَنْ يَسْمُو إِلَيْهِ وَمَنْ يُسْمِي
وَكُنْتُ عَلَى حُكْمِ النَّوائِبِ نازِلاً / فَأَنْزَلَها تاجُ الْمُلُوك عَلَى حُكْمِي
وَما الْعُذْرُ عِنْدِي بَعْدَ أَخْذِي بِحَبْلِهِ / إِذا قَدَمي لَمْ أُوْطِها هامَةَ النَّجْمِ
إِذا ما نَظَمْتُ الْحَمْدَ عِقْداً لِمَجْدِهِ / تَمَنَّتْ نُجُومُ اللَّيْلِ لَوْ كُنَّ مِنْ نَظْمِي
وَكَمْ لِلْمَعالِي مِنْ مَعالٍ بِمَدْحِهِ / وَلِلشَّرَفِ الْمَذْكُورِ مِنْ شَرَفٍ فَخْمِ
أَلا لَيْتَ لِي ما حاكَهُ كُلُّ قائِلٍ / وَما سارَ فِي عُرْبٍ مِنَ الْمَدْحِ أَوْ عُجْمِ
فَأُثْنِي عَلى الْعِيسِ الْعِتاقِ لِقَصْدِهِ / بِما جَلَّ مِنْ فِكْرِي وَما دَقَّ مِنْ فَهْمِي
فَلَمْ أَقْضِ إِبْلاً أَوْصَلَتْنِيهِ حَقَّها / وَلوْ عُفِّيَتْ مِنْها الْمَناسِمُ بِاللَّثْمِ
إِلَيْكَ ابْنَ النّاسِ ظَلَّتْ رِكابُنا / كَأَنَّ عَلَيْها السَّيْرَ حَتْمٌ مِنَ الْحَتْمِ
إِلى مَلِكٍ ما حَلَّ مِثْلُ وَقارِهِ / عَلَى مَلِكٍ صَتْمٍ وَلا سَيِّدٍ ضَخْمِ
جَوادٌ وَما جادَتْ سَماءٌ بِقَطْرِها / كَرِيمٌ وَما دارَتْ عَلَيْهِ ابْنَةَ الْكَرْمِ
تَخَوَّنَتِ الأَيّامُ حالِي وَأَقْسَمَتْ / عَلَيَّ اللَّيالِي أَنْ أَعِيشَ بِلا قِسْمِ
وَلَمْ يُبْقِ مِنِّي الدَّهْرُ إِلاّ حُشاشَةً / وَإِلاّ كَما أَبْقى نَداكَ مِنَ الْعُدْمِ
رَمى غَرَضَ الدُّنْيا هَوايَ فَلَمْ يُصِبْ / وَكَمْ غَرَضْ مِنْها أُصِيبَ وَلَمْ أَرْمِ
وَما بَعْدَ إِفْضائِي إِلَيْكَ وَمَوْقِفِي / بِرَبْعِك مِنْ شَكْوىً لِدَهْرٍ وَلا ذَمِّ
وَها أَنا ذا قَدْ قُدْتُ وُدِّي وَمُهْجَتِي / إِلى ذا النَّدى قَوْدَ الذَلُول بِلا خَزْمِ
لِتَبْسُطَ بالْمَعْرُوفِ ما كَفَّ مِنْ يَدِي / وَتَجْبُرَ بِالإِحْسانِ ما هاضَ مِنْ عَظْمِي
أَمّا الْعُفاةُ فَأَنْتَ خَيْرُ رَجائِها / وَالْمَكْرُماتُ فَأَنْتَ بَدْرُ سَمائِها
ما أَحْسَنَتْ بِكَ ظَنَّها فِي رَغْبَةٍ / أَوْ رَهْبَةٍ فَعَداكَ حُسْنُ ثَنائِها
لَوْلاكَ يا تاجَ الْمُلُوكِ لَعَزَّها / مَلِكٌ يُجِيبُ نَداهُ قَبْلَ نِدائِها
أَحْيَيْتَها قَبْلَ السُّؤالِ بِأَنْعُمٍ / رَدَّتْ وُجُهَ السّائِلِينَ بِمائِها
حَمْداً لأَيامٍ سَما بِكَ فَخْرُها / أَنى تُذَمُّ وَأَنْتَ مِنْ أَبْنائِها
مَنْ ذا يقُومُ بِشُكْرِها وَعُلاكَ مِنْ / حَسَناتِها وَنَداكَ مِنْ آلائِها
مَعَ أَنَّنِي أَبْغي دُيُوناً عِنْدَها / مَمْطُولَةً هذا أَوانُ قَضائِها
وَكَفى بِزَفِّي كُلَّ بِكرٍ حُرَّةٍ / لَوْلاكمَ ما زُفَّتْ إِلى أَكْفائِها
ما عَلَى العُذّالِ مِنْ سَقَمِي
ما عَلَى العُذّالِ مِنْ سَقَمِي / أَبِجِسْمِي ذاكَ أَمْ بهِمِ
لائِمِي فِي الْحُبِّ وَيْحَكَ لَوْ / ذُقْتَ طَعْمَ الْحُبِّ لَمْ تَلُمِ
هَلْ تُرِيحُ الْجَفْنَ مِنْ سَهَرٍ / أَمْ تُداوِي الْقَلْبَ مِنْ أَلَمِ
أَبا حَسَنٍ أَنْتَ أَهْلُ الْجَمِيلِ
أَبا حَسَنٍ أَنْتَ أَهْلُ الْجَمِيلِ / فَهَلْ لَكَ هَلْ لَكَ فِي مَكْرُمَهْ
يُفِيدُ بِها الْحَمْدَ مَنْ نَفْسُهُ / مُتَيَّمَةٌ بِالْعُلى مُغْرَمَهُ
وَما زِلْتَ تَرْفَلُ فِي بُرْدِهِ / وَتَلْبَسُ أَثْوابَهُ الْمُعْلَمَهْ
ثَناءٌ يَعُزُّ الْوَرى جَحْدُهُ / كَما عَزَّكَ الْمِسْكُ أَنْ تَكْتُمَهْ
وَمَنْ كانَ يَبْغِي لَدَيْكَ النَّوالَ / فَلَسْتُ بِباغٍ سِوى مَقْلَمَهْ
تُرى وَهْيَ مُسْمَنَةٌ ظاهِراً / وَلكِنَّها باطِناً مُسْقَمَهْ
كَأَنَّ حَشاها فُؤادُ الْخَلِ / يِّ لَمْ يَصْلَ نارَ الْهَوى الْمُضْرَمَهْ
إِذا أُهْدِيَتْ وَهْيَ صِفْرٌ رَأَيْ / تَ صُورَةَ مُتْأَقَةٍ مُفْعَمَهْ
وَإِن جُدْتَ فِيها بِأَقْلامِه / جَمَعْتَ الذَّوابِلَ فِي مَلْحَمَهْ
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ زاعِبِيٍّ تَخالُ / مَكانَ المِدادِ بِهِ لَهْذَمَهْ
إِذا ما طَعَنْتَ بِهِ مَطْلَباً / سَفَكْتَ بِغَيْرِ جُناحٍ دَمَهْ
كَمِثْلِ الْكِنانَةِ يَوْمَ النَّضا / لِ أَوْدَعَها نابِلٌ أَسْهُمَهْ
مُضَمَّنَةٌ آلَةً لِلسُّمُ / وِّ تُثْرِي بِها الْهِمَّةُ الْمُعْدِمَهْ
إِذا فُتِحَتْ أَبْرَزَتْ أَنْصُلاً / كَما فَغَر اللَّيْثُ يَوْماً فَمَهْ
لَكَ الفَضْلُ فِي صُنْعِها إِنَّها / بِلُطْفِكَ مَلْمُومَةٌ مُحْكَمَهْ
يَنُمُّ بِهِ ماكَسَتْها يَدا / كَ مِنْ مَعْجِزِ الْوَشْيِ وَالنَّمْنَمَهْ
كَأَنَّ عَلَيْها لأَخْلاقِكَ الْ / حِسانِ مِنَ الظَّرْفِ أَبْهى سِمَهْ
سَرى بِكَ عِلْمُكَ مَسْرى الْبُدُورِ / فَقَصَّرَ مَنْ قالَ ما أَعْلَمَهْ
وَأَكَّدَ عَقْدَك أَنَّ الْجَمِي / لَ لَيْسَ لِبانِيهِ أَنْ يَهْدِمَهْ
وَوَفْدِ ثَناءٍ بَعَثْنا إِلَيْ / كَ يَشْتاقُ أَهْلُ النُّهى مَقْدَمَهْ
جَمَعْتُ صِفاتِكَ فِي سِلْكِهِ / لِمَنْ وَجَدَ الدُّرَّ أَنْ يَنْظِمَهْ
مُلِّيتَ بَدْراً تُهَنّاهُ وَضِرْغاما
مُلِّيتَ بَدْراً تُهَنّاهُ وَضِرْغاما / تَحْوِي بِهِ لِلْعِدى كَبْتاً وَإِرْغاما
سَمّاهُ مَجْدُكَ بَهْراماً لأَنَّ لَهُ / سَعْداً يُطاوِلُ كَيْواناً وَبهْراما
قَدْ عادَ مِنْ نُورِهِ الإِظْلامُ وَهْوَ ضُحىً / مِنْ بِعْدِ ما غادَرَ الإِصْباحَ إِظْلاما
بُشْراكَ أَنَّكَ ما تَنْفَكُّ تُلْبِسُهُ النُّ / عْمى وَتَلْبَسُ إِجْلالاً وَإِعْظاما
يا أَكْرَمَ النّاسِ آباءً وَأَشْرَفَهُمْ / عِنْدَ التَّفاخُرِ أَخْوالاً وَأَعْماما
أَطْلَعْتَ بِالشّامِ مِنْ بَهْرامَ بَدْرَ دُجىً / أَضْحى العِراقُ عَلَيْهِ يَحْسُدُ الشّاما
فَاسْعَدْ بِهِ دائِمَ النَّعْماءِ مُعْتَلِياً / عَلَى الزَّمانِ وَخَيْرُ الْعَيْشِ ما داما
كُنْتُ أَدْعُوكَ فِي مُداواةِ حالِي
كُنْتُ أَدْعُوكَ فِي مُداواةِ حالِي / بِنَداكَ الْفَيّاضِ مِنْ كُلِّ سُقْمِ
وَقَدِ اعْتَلَّ بَعْدُ جِسْمِي فَما عِنْ / دَ أَيادِيكَ مِنْ مُداواةِ جسْمِي
وَإِذا كُنْتَ لِي عَلَى الدَّهْرِ عَوناً / فَمُحالٌ أَنْ يُمْكِنُ الدَّهْرَ ظُلْمِي
يَابْنَ عَلِيٍّ ما أُضِيعَتْ عُلىً
يَابْنَ عَلِيٍّ ما أُضِيعَتْ عُلىً / أَمْسَتْ بِتَأْيِيدِكَ مَضْبُوطَهْ
مَنْ كانَ مَغْبُوطاً بِإِدْراكِها / فَهْيَ بِإِدْراكِكَ مَغْبُوطَهْ
كَمْ مِنْ يَدٍ لَيْسَتْ بِمَجْحوُدَةٍ / وَنْعْمَةٍ لَيسَتْ بِمَغْمُوطَهْ
حُزْتَ بِها شُكْرِي وَدَلَّتْ عَلَى / مَحَبَّةٍ بِالنَّفْسِ مَخْلُوطَهْ
وَالْماجِدُ الْمِفْضالُ لا يَأْمَنُ الْ / مالُ غَداةَ الْجُودِ تَفْرِيطَهْ
قَدْ وَصَلَ الثُّوْبُ وَلا عُذْرَ لِي / أَنْ أَلْبَسَ الثَّوْبَ بِلا فُوطَهْ
لا سِيَّما وَهْيَ بِحُكْمِ النَّدى / فِي عَقْدِ مِيعادِكَ مَشْرُوطَهْ
كَيْفَ وَأَخْلاٌقكُ مَرضِيَّةٌ / أَصْحَبُها وَالْحالُ مَسْخُوطَهْ
لا قَبَضَ الدَّهْرُ يَدِي عَنْ غِنىً / وَهْيَ إِلى جُودِكَ مَبْسُوطَهْ
قَدْ عُدْتَنِي فَشَفيْتَ مِنْ سَقَمي
قَدْ عُدْتَنِي فَشَفيْتَ مِنْ سَقَمي / وَحَمَيْتَ إِذْ أَلْمَمْتَ مِنْ أَلَمِي
وَوَسَمْتَ مَغْنايَ الْجَدِيبَ فَقَدْ / أَثْرى بِمَوْطئِ ذلَكَ الْقَدَمِ
وَمواطِئُ الأَقْدامِ حَيْثُ خَطا الْ / كُرَماءُ مِثْلُ مَواقِعِ الدِّيَمِ
وَعِيادَتِي فِي الْحالِ تُوجِبُها / أَبَداً عَلَيْكَ سَجِيَّةُ الْكَرَمِ
إِنْ لَمْ يَعُدْ حالِي نَداكَ إِذاً / فَبِمَ الشِّفاءُ لَها مِنَ الْعَدَمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025