القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 30
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ / أَبدى البَراعة في استهلاله بِدَمِ
وَكَم بَكيت عَقيقاً وَالبُكاء عَلى / بَدر وَتوريتي كانَت لبدرهم
وَذَيل الدَم دَمع العين حينَ جَرى / كَما سَرى لاحق الأَنواء في الظلم
تَسيل عَيني لتلميح البُروق لَها / بِما جَرى مِن حَديث السَيل وَالعَرم
وَرَبَّ ريم كَريم القَوم طَرّفني / بِسَهم لَحظ وَغَير القَلب لَم يَرُم
فَعطفه فاتن للسمر نسبته / وَطَرفه فاتك لِلباترات نَمي
مِن مَعشَر إِن نَضوا أَسيافَهُم وَرَنوا / راعوا نَظير المَواضي مِن جفونَهُم
أَقمار تَمّ تَعالوا في مَنازلهم / فَالصَبُّ مَدمعه صَبٌّ لَبعدهم
لا غاضَ إِذ غاظ يَوم البين شانئهم / دَمعي وَلا زَان لَفظي غَير ذكرهم
أَنا ابن أَوس بِمَدحي المَعنوي لَهُم / فَلَيت لي ابن عَطاءٍ مِن خَيالَهُم
أَريد بِالمَدح فيهُم نيل مَكرُمة / لِكَي تَجانس مَعنى حسن وَصفهم
وَيل اللوائم كَم لَجّوا فلمتهم / فَاِستَدرَكوا لومَهُم لَكن بِلُؤمَهُم
أَدمَجَت في مَعرَض المَدح الهجاء لَهُم / وَقُلت أَنتُم وَلا فَخر ذوو شَمم
إِني أَنزه قَولي عَن مَذَمَتِهم / وَالجَهر بِالسوءِ فاعلم لَيسَ مِن شِيَمي
قالوا تفننت في قَول بموجبه / فلوك قلت عَلى نيران حُبِّهم
دَعوا اِنتِقاد كَلامي إِنّ حبهم / لَو لَم يَكُن مَذهَبي بِالمَدح لَم أهم
قالوا اسلهم قُلت أَشواقي تَراجعني / قالوا اِرتَقب قُلت إِسعافاً بِقُربهم
إِن رمت تَلفيق أَعذاري وَهانَ دَمي / فَلَن يَلاموا عَلى قَتلي وَها نَدَمي
أَغاير الناس في بغض الحَياة إِذا / بانوا وَأَهوى حَمامي بَعدَ بعدهم
تَركي بِهِ قَول قاليهم يَهو عَلى / سَمعي لتركيبه مِن مُطلَق الكلم
لَم يَسلب الحُب إِيجاب الصُدود بَلى / قَد يَسلب النَوم مِن عَيني فَلَم أَنَم
تَخَيَروا لي الضَنى وَالسُقم إِذ هَجَروا / فَصُرت مِن حَرّ ما بي زائد الضَرم
أَن أَحرَقت نار وَجدي في الهَوى جلدي / عَلى استعارة ثَوب الصَبر لَم أَلَم
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / إِذا تَوارد دَمعي بَعدَهُم وَدَمي
يَستَطرد الدَمع شَوقي حينَ أَذكرهم / طَرد السَوابح في مَضمار سَبقهم
قَد طابَقوا صَحتي بِالسَقم حينَ نَأوا / وَلَو دَنوا لَشفوا ما بي مِن الأَلم
كَم اِكتَفَيت بِتَصدير الدُموع وَلَم / أبح بسر غَرام في الفُؤاد كَم
لَو لَم يَكُن ذكرَهُم يَشفي العَليل بِما / يَسليه ما طابَ تَعليلي بذكرهم
وَعارف كَنه حالي قَد تجاهله / وَقالَ لي بِكَ عشق أَم ضَنى سَقم
وَرَبّ لاحٍ عَلَيهُم لا التفات لَهُ / لا درّ درّك دَعني مِن أَذى الكلم
أَبهَمت قَولك للمضنى لترشده / قَد كدت لَكنه في حَيّز العَدَم
دَع التَهَكُم وَاِنصَح ما اِستَطَعت وَقُل / إِني سَأَصغي لِنُصح مِنكَ مُتّهم
وَاربت في اللَوم عَن عُذر وَإِنَك ذو / حَزم هَديت لحبّ فيكَ مُلتَزم
هازلتي بِكَلام قَد أَرَدت بِهِ / جداً وَقُلت قَتيل العشق لَم يلم
سَدَدت قَولك أَم سَمعي إَلَيك فَدَع / تَسهيم لَومك إِني عَنكَ في صَمم
أَوجز أَطل أَرض أَغضَب عادِ والِ أَعَن / أُكتم أَذع وَشِّ فوف إِسع نم لَم
فَسَوفَ تَفحم مثلي في مَناقضة / إِن شَبَت أَو شَبَ ماءَ البَحر بِالضَرم
عدل المؤنب عَذل حينَ صَحفه / نَسَخَت تَحريفه في الحُكم بالحكم
يا حادي العيس ذرها في ترادفها / وَاِقصُد بِها مَهبَط التَنزيل مِن إِضَم
هلم إِن إِماماً ما نَأمله / وَعَكَسنا مُستَحيل بَعد أمهم
وَكَيفَ يَعكس مَن أَهدى لسادته / نَظم البَديع بَديع النَظم في الكَلم
عَج بي عَلى دارهم عليّ أَنال يَدا / فَلِلعَطاء اِتِساع في ديارهم
فَإِنَّهُم وَشَعوا فينا مَكارمهم / بِذاخر الوافرين الفَضل وَالكَرَم
إِذا تَمَكن منكَ الخَوف فادع بِهُم / لِكَي تَحل مِن التَأمين في حرم
وَلا يَكون رُجوع حينَ تَقدصدهم / بَلى يَكون عَن الأَوزار وَالجرم
يا نَفس حَتّى مَتى طالَ العِتاب أَما / قَد آن وَيحَك إِقلاع عَن اللَمم
لَقَد تَفَننت في اللَذات منطلقاً / لَكِنَّني الآن في قَيد النَدَم
إِن أَوثَقتَني ذُنوبي لَيسَ يَضمَن لي / حُسن التَخَلص إِلّا سَيد الأُمم
محمد ابن عَبد اللَه ابن أَبي الب / طحاء غَوث البَرايا في اطرادهم
إِذا جنيت فَزاوجت الرَجاء عَفى / عَني فَزاوَجت فيهِ المَدح للعظم
أَرجو تَعطفه يَوم المعاد كَما / تَرجوه كُل البَرايا يَوم حَشرِهم
مُؤمّل منعم يُرجى فَآمله / مَتى يصله يصله مِنهُ بِالنعم
عم العِباد بِمَعروف يوزعه / عَلَيهُم بِالعَطاء الواسع العمم
برّ رَؤف رَحيم للإِله دَعى / تَشريعه مُستَقيم واضح اللقم
لَم يَنف عَفواً بِايجاب العِقاب وَلَم / يُعاقب الفَضل وَالإِحسان بِالنَدم
أَلمُصطَفى صَفوة الرَحمن مِن لسنا / أَنواره اِنشَقَ بَدر التم في الظُلم
مُهَذَب رَبه في المَهد أَدّبه / مُذ كانَ طفلاً وَقَد آواه في اليتم
فَالشَمس طَلعته وَالنُور غرته / تَرشيحه في الضُحى وَاللَيل كالعلم
في كَفِهِ لَجج في وَجهِهِ بلج / في ثَغرِهِ فَلج تَسميط مُنتَظَم
شبهت شَيئين في الهادي بمثلهما / يَمينه وَالنَدى كَالبَحر وَالديم
مُؤلف معنييه في سَطا وَعَطا / فَهُوَ المَنى وَالمُنى في الحَرب وَالسلم
ذلّت لعزته الأَعداء حينَ رَأوا / مَحوَ الصَحيفة عُنواناً لِمحوهم
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعظون بِهِ / في النور لاقتَبَسوا نور اِهتِدائهم
أَلظالمو النَفس عُدواناً وَما ظَلَموا / وَالظُلم لِلنَفس تَعريض إِلى النَقم
أَوهامَهم خيّمت فيهُم وَقَد زَعَموا / ان لا يَحل الرَدى يَوماً بِحَيهم
فَجاءَهُم بِأَسوَد في سُيوفِهم / تَصريع ما نَظموه مِن صُفوفِهم
وَكُل طَرف إِلى الغايات حافرَهُ / يُسابق الطَرف مِنهُ في اِتبِاعَهُم
وَأَوجَز القَتل فيهُم بَعدَ ما ظَلَموا / بِحَد مُنتَهب الآجال مُخترم
كَالقَوس مِنهُ سِهام المَوت مُرسَلة / لَهُ اِختِراع بَدا في هام كُل كَمي
يَشكو الصَدى فيهِ ماء لا يَسيل وَقَد / عَماه طول البُكا مِن جفنه بَدَم
أَدارَ فيهم كُؤوس المَوت مُترعة / فَما اِهتدوا لِنَجاةٍ في مَجازهم
وَكَم لَهُم صَفقة في الشُرك خاسِرَة / في الشُرك بِاللَه لا في البَيع وَالسلم
كَم أَوغَلوا في السَرى مِن بَأسِهِ فرقاً / وَحدّهم كانَ حَدّ الصارم الخذم
لَو أَنَّهُم بَلَغوا نسر السَماء سَما / إَلَيهُم بِعِقاب صاحب العلم
وَكُلَما حَمَلت بِالخَيل طائِفَة / مِنهُم تَولد مِنها حَمل سَببهم
وَالضَرب يَمشق نوناً فَوقَ أَعيُنَهُم / وَنكتة الطَعن تَتَلون وَالقَلَم
وَالسَيف كَالسَيل في تَفريق ما جَمعوا / وَالخَيل كَالسَيل أَودى جريها بِهُم
فَكادَ يَغرَق مِن أَبقَت صَوارمه / لَولا السَوابح بَحرٌ مِن دمائَهُم
يقسم الجَمع مِن أَعداه يَوم وَغا / فَالهام لِلسَيف وَالأَجسام للرجم
كَم أَمهّم بِصَناديد صَوارمهم / كَالبَرق في عارض في الأُفق مُنسَجم
كَأَنَّهُم وَهُم لا شَيء يَشبَههم / كَواكب حَولَ بَدر في مَسيرَهُم
وَالكُل مُنتَسق الأَقوال مُتَسق ال / أَفعال مُستَبق الأَفضال ذو همم
يَطوي وَيَنشُر بِالتَجريد مُقتَضِباً / لِلبيد وَالخَيل وَالأَسياف وَالقمم
يَعلو بذي شَطب للهام مُقتَضب / تَشطير مُقتَسم بِالعَدل مُتّسم
بيض صَوارمهم حُمر مَدبجة / زُرق الأَسنة سود النَقع وَاللمم
ما قابلوا مُقبلاً في عز مُقتَحم / إِلّا اِنثَنى مُدبرا في ذُلّ مُنهَزم
كَم مثلوا بِالعدى في كُل مُعتَرك / وَالأَسد تَفتَرس الأَوعال في الأَجَم
وَقَسموا القَتل في الأَعداء حينَ بَغوا / رَمياً وَطَعناً وَضَرباً في رِقابهم
وَفَرَقوهم بِأَطراف الأَسنة إِذ / ضَلوا السَبيل وَداموا في اِشتِباههم
وَاِستَعرَضوا بِالقَنا وَالنَصر قائدهم / جَيش الَّذين تَصَدوا لِاعتراضهم
وَاِستَتَبعوا بِالمواضي مَن طَغى فَمَحوا / لَيل العَجاجة مَحو الظلم وَالظلم
يَجزون بِالبَغي مَن يَبغي مشاكلة / مِن غَير جور عَلَيهِ لاحتراسهم
عَرض بَذَم الأَعادي في المَديح لِمَن / لا عَيبَ فيهُم سِوى الإِيثار في العَدَم
وَاِجمَع لِمُؤتَلف فيهُم وَمُختَلف / مِن البَديع وَزد في مَدح شَيخَهُم
لَم يَحصر المَدح ما تَحوي شَمائلهم / بَل في المَديح إِشارات لِفَضلِهُم
كُل صَفي لعز الدين مُستَبق / أَحسَن بِتَوجيه مَدحي في تَقيهم
ما السُحب جادَت بِتَفريع النَدى سحراً / عَلى الرِياض بِأَندى مِن أَكفهم
عَلوا مَحلا كَما سادوا عَلا وَسموا / هام السماك وَحَلّوا عاطل الهمم
وَاللَه أَكمَل إِذ أَوفوا العُقود لَهُم / ديناً وَأَحسَن بِالتَتَميم للنعم
وَالنَظم وَالنَثر وَالآيات بينة / ملءُ المَسامع في تَرتيب مَدحهم
لِلّه مِنهُم سُيوف حينَ جَرّدها / لِنَصرة الدين أَفنَت كُل مُجتَرم
يَرون صَعب العلا سَهلاً لِأَنَّهُم / أَنصار خَير نَبيّ ثابت القَدَم
باكي السِنان ضَحوك السن آمله / تَغنيه كَنيته عَن إسمه العلم
أَردى البُغاة وَأَرضى المُبتَغين بِما / أَبدى وَأَبدَع مِن حُكم وَمَن حِكم
وَاِستَخدَم الشُهب في الأَعداء مُسَرَجة / تَرمي الشَياطين رَدّاً لاستراقهم
فَالسابِقات وَبيض الباترات وَسم / ر الخَط جَمعاً لَهُ مِن جُملة الخَدَم
قالوا هُوَ الدَهر قُلت الفَرق مُتَضح / في الدَهر غَدر وَهَذا حافظ الذمم
ساوى النَبيين تَشريعاً وَسادَهُم / بِمحكم ناسخ أَحكام شَرعهم
ذو البَينات الَّتي تَفسير معجزها / نور البَصائر وَالكشاف للغَمم
لا تَطلُبوا مَثَلاً في المُرسلين لَهُ / هَيهات ما الشَمس في الإِشراق كَالنَجم
فَهوَ العَزيز عَلى اللَه العَزيز وَفي ال / ذكر العَزيز لَهُ التَرديد بِالعَظم
كَم أَودَع اللَه مِن أَسرار ملته / في غَير أُمته مِن سالف الأُمم
وَهُوَ الَّذي لَم يَفه في حَل مُشكلة / إِلّا وَأَوضح مِنها كُل منبهم
قَد وافق الإِسم مِنهُ وَصف أُمته / فَكُلَهُم شاهد لِلّه ذي القدم
لا مَكَنتَني المَعاني مِن شَواردها / إِن لَم أَبَرّ بِمَدح المُصطَفى قَسمي
مَن لَم يَكُن مَدح خَير الخَلق همته / فَجمعه القَول لَم يَنسب إِلى الهمم
جَمَعت في مَدح طَه كُل نادرة / يَبدي لَها كُل سَمع ثَغر مُبتَسم
أَضرَبت عَن كُل مَمدوح بِمَدحي خَي / ر الرُسل بَل خَير خَلق اللَه كُلَهم
أَرجو بِحُسن بَياني في مَدائحه / تَخَلُصاً مِن عَذاب دائم الأَلَم
عَدَدت وَصف نَبيّ لا شَبيه لَهُ / في العَزم وَالحَزم وَالإِقدام وَالقَدَم
كَرَرت مَدحاً لَهُ تَحلو مَذاقته / تَحلو مَذاقته في مَسمَعي وَفَمي
جاريت بِالمَدح فيهِ كُلُ مُلتَزم / مُستَعصم بِبَديع النَظم مُعتَزم
وَشَحتُ نَظمي بدُرّ المَدح في قَمَر / بِالحُسن مُشتَمل بِالنور مُلتَثم
مُرَصع لِبَديع النَطق مُحتَشم / مشفع في جَميع الخَلق محتكم
أَهديت من كلم كَالدُرّ مُنتَظم / تَسجيع مُلتَزم لِلمَدح مُغتنم
أَوزان قَولي وَمَعناه قَد اِئتَلفا / كَما تَأَلَفت الأَرواح في القدم
وَاللَفظ مُؤتلف بِاللَفظ مُنتَظم / مِن جَوهر النطق في سلك مِن الحكم
وَالوَزن يَألف أَلفاظاً قَد اِنسَجَمَت / في مَدح سَيّد أَهل الحلّ وَالحَرَم
قولي وَتَطريزه وَالمَدح مُنتَظم / في حسن مُنتَظَم في حسن مُنتَظم
أَنشَأت مِن كلمي ما شئت مِن حكمي / جَزّأت منتظمي أنبأت عَن لَزمي
جَزءيّ مَدحي بالكلي ملتحقض / في واحد هُوَ كُل الخَلق في العَظم
لَفظي وَمَعناه في مَدحي لَهُ اِئتَلَفا / مِن لُؤلؤ لِوَصف في سَمط من الشِيَم
وَما تَغاليت في مَدح يَكاد إِذا / تَلوته أَن يَقيني صَولة العَدَم
أَحكَمت نظم القَوافي وَاِنتَخَبت لَها / فَرائِداً تَزدَري في النَظم باليتم
عَمَت فَواضله جَلت فَضائله / مَن ذا يُماثله في العُرب وَالعَجَم
يا شامل الجَمع مِن جود وَمِن كَرَم / تَفصيل مجمله بالوصف لَم يرم
ذيّلت ما طالَ في مَدحي إَلَيكَ بِما / أَرجوه مِنكَ وَمَن يَرجوك لَم يَضم
لَم أَئنِ عَنك عنان القَصد مُلتَجِئاً / إلا إَلَيكَ لِكَي أَنجو مِن الضَرم
وَإِن مِثلك تِغنية بَراعته / يا مُنتَهى طَلَبي عَن ذكره بِفَم
وَفي مَديحك أَدمَجت المَرام عَسى / أَرى بِجاهك دَهري مُلقى السلم
فَاِبسط إِلى أَمل الفَضل العَميم يَدا / تَفيض بِالجود فيض الوابل الرَزم
فَما اِستَهَل بِإِخلاص براعته / إِلا وَأَمّل فيها حسن مُختتم
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم / فَلا غَرو إِن أَضحى قَوي الدَعائم
وَأَسَست أَركان العلى وَرُبوعَها / وَشَيَدتُها تَشييد ماضي العَزائم
بِأَبيض مَصقول الحَديدة مُرهف / كَأَنَّ عَلَيهِ المَوت ضَربَة لازم
وَأَسمَر لَو يَنساب في حَومة الوَغى / سَعى يَطلُب الأَعداء سَعي الأَراقم
وَمَن كانَ يَبني بِاللهاذم مَجده / فَما لِعُلاه مِن سَبيل لهادم
لِأَن المَعالي بِالعَوالي تَأَسست / وَأَسوارُها شَيَدَت بِبيض الصَوارم
رَأَيتُكَ أَمضيت الأُمور وَإِنَّما / بِهنّ جَرى المَقدور مِن قَبل آدم
وَأَوسَعت بِالجود الوجود وَلَم تَزَل / إِلى أَن ذَمَمنا بخل مَعن وَحاتم
فَلا أَحَد إِلّا وَأَمَّك راغِباً / لِتورده كَفاك عشر سَواجم
وَأَنتَ الكَريم البرّ في السلم تَرتَجي / وَتَحذَر في بَحر الوَغى المُتَلاطم
فَلَولاكَ قالَ الرُمح لَست بِعامل / وَلَولاك قالَ السَيف لَستَ بِصارم
فَمَن مُبلغ الأَيّام عَني بِأَنَّني / ضَرَبت خيامي في عرين الضَراغم
وَأَورَدت آمالي نَداهم وَفَضلَهُم / فَما صَدَرَت عَنهُم بِصَفقة نادم
ضَرَبتُ عَن الأَملاك صَفحاً وَغَيرَهُم / وَجئتك يا بَحر الغَنا وَالغَنائم
فَلا تَستَمع قَول الوشاة فَإِنَّني / نَظمتهم عِندي بسلك البَهائم
فَما أَبغَضوا مثلي سُدى غَير أَنَّهُم / يَعدّون مَدحي فيكُم كَالمآثم
أَلَم تَرَ حساناً وَلي أَسوة بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن عِدا آل هاشم
إِذا زَعَموا أَني مَع الفَضل جاهل / فَقُل لَهُم هاتوا فَصاحة عالم
وَمَن ذا يُجاري ما أَقول بِزَعمه / وَشاطيء بَحري مغرق كُل عائم
أَنا المُحسن الأَقوال في آل محسن / لإِحسانهم دَوماً بفعل المَكارم
إِذا ما نَظَمت الدُر في حُسن وَصفِهم / رَأوني لِذاك الدُر أَحسَن ناظم
فَدَعني مِن قَول النُحاة فَإِنَّهُم / تَعَدّوا لِصَرف النُطق في غَير لازِمِ
إِذا أَنا أَحكَمت المَعاني خَفَضتَهُم / وَأَرفعها قَهراً بِقوة جازم
وَما أَنا إِلّا شاعر ذو طَبيعة / وَلَستُ بِسَراق كَبَعض الأَعاجم
أَريش سِهام القَول مني لِنَحر مَن / قَلاني وَأَرميه بِريش القَشاعم
وَلَولا اِحتِقاري لِلئام سَلقتهم / بِحَدّ لِسان لا يُبالي بِلائم
فَيا كامد الحُسّاد يا قاهر العِدا / وَغَصّة قاليه وَرَغم المَراغم
إَلَيك بَعَثت الدُرّ مِن بَحر فكرة / يَفيض بِأَمواج الهُموم العَظائم
فَلا زلت ذا صَفح لَهُ عَفو قادر / أَماناً لِمَظلوم مَنوناً لِظالم
وَلا زالَ شعري راحة فَاِصفَعوا بِها / قَفا كُلَ نَحوي وَجَبهَةَ ناظم
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي / وَيا بَرق حيّي حيّهم وَتَبَسم
وَيا نَسمَة الأَسحار مني تَحَمّلي / سَلاماً عَلى البَيت العَتيق المُحرم
يَطوف بِهِ سَبعاً وَيَهدي تَحيّة / وَيَسعى إِلى المَسعى بِأَشواق مُغرم
إِلى الحَجَر فَالأَركان فَالحَجَر الَّذي / يَقبّل شَوقاً لِلحَطيم فَزَمزَم
وَما قُلت شعري عَن عَناء بِطيبة / وَلَكن غَرامي بِالمَشاعر مرغمي
تجلدت لَكن لا يَفيد تَجلّدي / وَهَل يَشتَفي الداء الدَفين بِمُرِهُم
يعللني صَبري فَتَزداد شَقوتي / وَما حالَ مَن يَشقى كَحال منعم
فَما شئت فَاِفعل يا زَمان بِمُهجتي / إِذا اِنسَلَخ المَذبوح لَم يَتَأَلم
وَإِن هِيَ إِلّا النَفس إِن شئت أَخذَها / فَخُذها فَإِني لَست أَسأَل عَن دَمي
فَإِن لَم أَجد عَوناً عَلَيك فَإِنَّني / بِظل ابن عَون أَستقيل وَأَحتمي
مَليك سَما فَوق السَماكين قَدره / فَأَضحَت لَهُ الشَمس المُنيرة تَنتَمي
رَفَعتُ لَهُ شَكوى اِنكِساري وَإِنَّهُ / عَلى فَتح أَبواب الرَجا خَير مجزم
معزّ إِلى الداعي مُذل إِلى العِدى / أَمان إِلى الراجي مَنون لِمُجرم
لَهُ عزمة تَقوى عَلى الأَسَد في الوَغى / وَحَسبك بِالتَقوى عِناية مُسلم
وَسَيف حَكاه البَرق يَوم تَراكَم / بِكَف حَكاها الوَدق يَوم تكرم
يَثني بِهِ عِندَ اللقا كُل مُفرَد / إِذا ما العَوالي أَفرَدَت كُل تَوأَم
يَهزّ عَلى الأَعداء سُمراً عَواملاً / بِأَطرافها تَقويم من لَم يَقوم
أَسنة تلك السُمر زُرق تَصَوَبَت / لِصَدر الأَعادي فَاِكتَسَت لون عِندم
تَسابَق قَومٌ لِلعلا فَتَقَدَمَت / علاه فَقُلت الفَضل لِلمُتقدم
تَراه كَحصن فَوقَ ظَهر حِصانه / وَتَحسَبَهُ لَيثاً عَلى مَتن أَدهم
يُجاذب يُسراه اللِجام كَأَنَّما / يَدوس عَلى هامات قَوم ابن ملجم
تودّ الدَراري لَو غَدَت في مَديحهِ / وَأَوصافه الحُسنى كَدرّ منظم
مَجيد لِذكر الجود يَصبو وَلَم يَكُن / لِعصمتهِ يَصبو لجيد وَمعصم
إِذا ما تَغَنى السَيف يَهتَز عَطفه / لَهُ طَرَباً مَثل الشَجيّ المُتَيم
هُوَ الغَيث إِلّا أَنَّني في مَديحه / كَبلبل رَوض بِالثَنا مُتَرَنم
لَهُ شَرف قَد طابَ أَصلاً وَعُنصُراً / إِلى أَحمَد المُختار يَسمو وَينتَمي
أَصول ذَكَت طيباً وَطابَت فُروعَها / فَما أَثمَرَت إِلّا بشبل وَضيغَم
لَهُ صارم أَن أبصر العمر متنه / يصرمهُ مِن حَيث لَم يَتَصَرم
يَخاف وَيَرجى عابِساً مُتَبَسِماً / فُؤادي فِداء العابس المُتَبَسم
سَلَوت بِهِ الأَوطان لَما رَأيتَهُ / يَبلغني الأَوتار قَبل التَوَسُم
تَرَكتُ بَني الدُنيا وَيَممت نَحوَه / وَيُحسن عِندَ اليُم تَرك التَيَمم
فَيا ماجِداً لَم أَستَطع حَصر وَصفه / وَإِن كانَ فكري نَيِراً غَير مُظلم
إَلَيكَ مَع التَقصير أَهديت غادة / مِن القاصِرات الطَرف عَن كُلِ أَفخَم
شَمائلها مِثل الشَمائل أَقبَلَت / تَروم قُبولاً مِنكَ يا خَير مُنعم
بِمَنطقة الجَوزاء زَهواً تَمَنطَقَت / فَقُلت بِنور الفرقدين تَختمي
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم / لِلوافِدين بَناه مفرد علم
بيت بِهِ أَضحَت الآمال طائفة / تَسعى إِلى رُكنِهِ طَوعاً وَتَستلم
عالي الدَعائم قَد شادَت قَواعده / عَزائم الملك المَيمون وَالهمم
أَلعبدَليّ الَّذي بَينَ النُجوم بِنا / بِالمُكرَمات بيوتاً دونَها إِرم
شادَ المَعالي الَّتي مِن قَبل أَسَسَها / عَلى العَوالي وَسادَ الناسَ كُلَهُم
ملك لَهُ مِن مُتون العاديات بِهِ / ملك كَبير وَمِن سُمر القَنا خَدَم
كَم مِن سَماء غبار قَد بَنى فَبَدَت / فيها السُمر العَوالي وَالظبا نَجم
تيدي المَواضي بُروقاً في جَوانبها / فَتَستَهلّ غَواد قطرهنَّ دَم
يولي العِدى نعماً حَتّى إِذا كَفَروا / بِها اِستحالَت وَحالَت دونَها نقم
وَقَد رَأتها الأَعادي حينَ أَخلَصَهُم / محض النَصيحة لَكن مُذ عَصوه عَموا
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يُوعَظون بِهِ / لَكانَ خَيراً لَهُم لَو أَنَّهُم عَلِموا
أَو أَنَّهُم دَخَلوا في السلم ما خَرَجَت / عَن حدّها فيهُم المَصقولة الخَدم
ظَنوا الأَناة عَلَيهُم وَالمَكارم عَن / عَجز فيا وَيح قَوم ساءَ ظَنَهُم
لَقَد أَفاضَ عَلَيهُم مِن مَكارمه / سَحائِباً بِنَدى كَفيه تَنسَجم
إِن كانَ غَرّهُم مِنهُ تَبسمه / إِن الصَوارم تَسطو وَهِيَ تَبتَسم
ما زالَ بِالعادل الخَطي يَطعنهم / حَتّى اِنجَلى بِسَناه الظُلم وَالظلم
فسلموا حينَ صلّت في مَفارقهم / بيض السُيوف وَأَضحَت تَسجد القمم
يَرضى فينعم إِحساناً وَيوسعهم / جوداً وَيَغضَب أَحياناً فَينتَقم
كَالبَحر يَرغب في تَحصيل جَوهره / عِندَ السُكون وَيَخشى حينَ يَلتَطم
ساس الأَقاليم مِن شَرق إِلى يَمن / بِعَدله الصارم الهندي لا القَلم
إِن الشَريف بِن عَون لَم يَزَل أَبَداً / في كُلِ أَمر بِحَبل اللَه يَعتَصم
يا ابن الَّذينَ بِهُم تَسمو أَرومتهم / إِلى النَبيّ وَهُم في سَلكِهِ اِنتَظموا
مَن ذا الَّذي في مُلوك الأَرض قاطبة / يَحكيهم وَمُلوك الأَبطحين هُم
الحائزو قَصَبات السَبق مَقتَحِمو / بَحر الهياج وَنار الحَرب تَضطَرم
وَبالغو الغاية القُصوى الَّتي عَجَزَت / عَن الوصول إِلَيها العَرَب وَالعَجَم
ما زلت تَرغَب في بَذل النَوال لَنا / حَتّى أَناخَت عَلى أَعتابك الأُمم
وَجَدَت بِالمال حَتّى لَم تَدَع أَمَلاً / لِلسائِلين وَلا منٌّ وَلا سَأم
شيدَت بَعد العُلا بَيتاً عَلا وَسَما / عَلى السَماكين مُمتَداً لَهُ شمم
حَجَت إَلَيهِ ذوو الحاجات واثقة / مِنهُ بِأَن حَماه لِلنَدا حَرَم
لَما دَعوكَ وَلَباهُم نِداك سَعَت / بِهُم إِلى الطائف الوخادة الرَسم
طابَ المَقام بِناديه لَهُم وَصفت / أَيامَهُم بِكَ فَهِيَ الأَشهُر الحُرم
فَلا بَرَحَت بِهِ جَذلان تَرفل في / عز وَلا زالَ دَوماً آهلاً بِكُم
أَهنا المَنازل ما كانَت طَوالعه / سَعيدة وَعَلَيهِ الوَفد يَزدَحم
بِتاج برك راجيه يُؤرخه / بَنيت بِالحَزم بَيتاً بابه الكَرَم
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا / قَد طَرَزت وَشيهُ أَيدي النَدى الهامي
يَشف مِن نور أُمّ المُؤمنين بِما / يَعلو عَلى مَنكَب الجَوزاء وَالهام
قَد أَلهَم اللَهُ مَن كانَت لَهُ سَبباً / بِكُل خَير فَبُشرى أَمَّ إَلهامي
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم / لِأَن دَعوى الهَوى تَدعو إِلى التُهَم
وَكُل قَولك جَزل ما بِهِ غَزَل / وَلا اِرتياح لِمثل الوَرد وَالعنم
وَلا نَسيب وَلا شَكوى لِغانية / وَلا لِرَسم المَغاني بَعدَ بَعدَهُم
كَلا وَلَكِنَّني حال الشَبيبة لَم / أَبرَح عَن العَذل وَالتَأنيب في صَمم
حَتّى مُنيتُ بِها شَمطاء فانية / وَخلقها قَبل خَلق الشَيب وَالهَرم
باتَت تَحدثني لَما خَلَوت بِها / عَما بَرا اللَه بَعدَ اللَوح وَالقَلَم
كَآدم وَاِبنِهِ شيثٍ وَبَعدَهُما / مِمَن هَداه لَهُ أَو ضَل بِالصَنَم
وَرُبَما أَخبَرتَني وَهِيَ صادِقة / عَن قَوم نوح وَعَن سام وَعِن إِرم
وَعَن جَميع مُلوك العالمين وَعَن / وَقائع العَرَب العَرباء وَالعَجَم
فَقُلتُ هَذا حَديث الأَقدَمين فَمَن / خَير الجَميع فَقالَت آخر الأُمم
فَقُلتُ مَن هُوَ مَولاهُم وَسَيدَهُم / بَعدَ النَبي فَقالَت صاحب العلم
نَجل الأَكارم وَهاب المَكارم مر / هوب الصَوارم عَبد اللَه ذو الكَرَم
قُلت اِبن عَون فَقالَت عَون قاصِدَه / أَلباسط الأَمن في حلّ وَفي حَرَم
فَبت أَنظُر فيما قَد سَمَعت بِهِ / مِن الحَديث وَما أَبدَت مِن الكلم
حَتّى اِهتَديت إِلى النور المُبين وَقَد / لاحَ الصَباح وَأَبدى ثَغر مُبتَسم
إِذ أَظهَر اللَهُ مِن مَكنون حكمَتِهِ / ما شاءَ مِن حكم عَدل وَمِن حِكم
خَير المُلوك وَأَتقاهُم وَأَشرَفَهُم / أَصلاً وَفرعاً وَأَزكى الكُل في الشِيَم
سَل عَنهُ نَجداً وَأَقَطار الحِجاز وَسَل / قَحطان عَن سَيل خَيل اللَه لا العرم
وَعَين زَمزَم وَالبَيت المُحَرَم مَن / يَرعى الأَنعام بِعَين مِنهُ لَم تَنَم
هَل غَير خَير بَني السَبط الكَريم تَرى / بَينَ الوَرى وَهُوَ مثل الشَمس في النجم
مِن آل بَيت تعالى مَجدَهُم فَسَما / وَأَذهب الرَجس عَنهُم باريء النسم
أَلواهب المنن الغَراء يَصحَبَها / عُذر الكِرام بِلا مَنّ وَلا سَأم
يَكاد يُعطي المَعالي في مَواهبه / لَو كانَ يُدركها العاني بِلا هَمم
تَرى السَحائب تَروي عَن مكارمه / دَوماً فَتَسحَب أَذيالاً مِن الديم
لَهُ أَيادي إِياد في بَني مُضَر / تَهمي فَتَنشُر طَيّاً بَعدَ طَيهم
إِن جَرَّد البيض في الهَيجاء باسِمَةً / أَبكى الجُفون عَلى أَعدائِهِ بِدَم
وَلَو تَثلم مِنها حَد مَضرِبِها / سَطا القَضاء بِسَيف غَير مُنثَلم
يَرمي الرِجال بِأَمثال الجِبال لَدى / بَحر مُحيط بِنار الحَرب مُضطَرم
وَيُرسل الخَيل لِلأَعداء سابِقَةً / جُند المَنية قَد حَلَّت بِحَيهم
يا اِبنَ الَّذي كانَ صُبحاً وَاِنتماك لَهُ / نورٌ جَلا كُل ما لاقى مِن الظلم
نَظمت حالي وَلَولا سلك فَضلكم / ما كانَ قَولي وَلا فعلي بِمُنتَظم
علمتني الحَمد وَالشُكر الجَزيل عَلى / فَعل الجَميل بِما توليه مِن نعم
ما كُنتُ لَولاكُم أَبغي الفَوائد مِن / نَظم الفَرائد في إِسم وَلا علم
رَفَعتُ ذكري بِآلاءٍ بِدَأَت بِها / عَبداً يُؤمل دَوماً حُسن مختتم
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم / وَعَون ذَوي عَون السُراة الأَكارم
حَديث عَن الأَنداء يَروى عَن الحَيا / عَن البَحر عَن آلاء أَبناء هاشم
أَطار بِذكراهم شَوارد مَدحَهُم / بِغَير خَوافٍ جودَهُم وَقَوادم
كِرام إِذا ما قُلتُ فيهُم فَإِنَّني / مَثاب عَلى مَدحي لَهُم غَير آثم
يَرون السَخا حَتماً عَلى الحر واجِباً / فَلَم يَترُكوا مَعنى لِمعن وَحاتم
لَهم بالها وَجد كَأَنَّ عَلَيهُم / قَد اِفتَرَضَ الوَهاب حَمل المَغارم
يَقولون لي أَطنَبت فيهُم وَلَم أَكُن / تَغاليت في إِغراق غَير الكَرائم
فَأَيمانَهُم وَهِيَ المَيامين قَد هَمَت / بِفَيض النَدى مِن بَين تِلكَ الأَباهم
تَود الدَراري الزُهر لَو أَن لَيلة / تَناولها في مَدحهم فَكر ناظم
أَحلوا عَلى الهامات تيجان مَجدهم / وَغَيرَهُم اِستَغنى بِلَف المَحارم
تَرَفَعَت العَلياء عَمَن سِواهم / فَمركزها بَين اللها وَالهازم
وَما رغبت عَنها الأَعادي وَإِنَّما / حَمى حَمومة الغَيل اِغتيال الضراغم
رَوَت عَنهُم زُرق الأَسنة ما رَوَت / وَكلمت الأَبطال بيض الصَوارم
كَماة إِذا ما أَطلَقوا الخَيل في الوَغى / تَلوك العِدى بِالعَدو لَوك الشَكائم
وَلَم أَرَ أَجبالاً تَصادم مثلها / سِواها وَتَدعى بِالجياد الصَلادم
وَتَسري كَما تَسري الكَواكب في الدُجا / بِقَوم يَرون النسر تَحتَ القَوائم
إِذا زَعموا أَمضوا الَّذي أَمَروا بِهِ / كَما شاءَ عَبد اللَه ماضي العَزائم
مَليك عَلَيهِ التاج يُشرق فَالوَرى / تَرى مِنهُ في الإِكليل بَدر العَوالم
تَكوّن مِن نور سَما كُل شارق / أَضاءَ بِهِ بَدر وَكَل المَعالم
تَرقى إِلى أَوج الكَمال وَلم يَكُن / بِبَدع تَرقي الصَيدِ مِن آل فاطم
لَهُ الحَجَر وَالأَرَكان تَشهَد وَالصَفا / بِمَجد أَثيل مُشمَخر الدَعائم
تَأَلَق مِن بَيت النُبوة لَمَعه / فَطارَت بِبُشراه بُروق الغَمائم
وَأَطلَعه مِن مَهبَط الوَحي مِن هُدى / بِخَير بَني حَواء مفخر آدم
تَرعرع مِن شَم العَرانين ناشِئاً / فَجَدد تَعظيم الجُدود الأَعاظم
أَولئك أَقوام تَساموا فَمَدحَهُم / تَعود بِالأَعواد لا بِالمَواسم
تَمَنى أُناس أَن يَنالوا مَحَلَهُم / فَكانَت أَمانيهم كَأَحلام نائم
تعالَت بِهُم أَوهامَهُم لِوَساوس / عَلى غَير أُس ثابت وَدَعائم
يَجول البَعيد المُستَحيل بِفكره / مَجال الظُنون الكاذِبات بِواهم
تَنَزَهَت العَلياء عَن غَير أَهلِها / وَهَل تَطَأ الأَنعام نَجم النَعائم
لئن قَلت يَوماً في سِواهُم فَطالَما / قَرَعَت عَلى ما قُلتَهُ سن نادم
أَرى لِلمَعالي فيكُم عَين ناقد / يَدور عَلى إِنسانها جفن عالم
وَكُلٌّ بَتَرديد المَدائح صادح / يَرجَع في تَمجيدَكُم غَير باغم
وَيَنظم في الوَصف الشَريف قَلائِداً / وَأَبلغ مِنها قَول أَحكَم حاكم
وَمَن فيهُم جاءَ الكِتاب مُفَصَلاً / أَحاطَت عَلاهم بِالمُلوك الخَضارم
عَلَيكُم مِن اللَهِ السَلام صَلاتِهِ / بَني أَول الرُسل الكَرام وَخاتم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم / وَما بَرَحَت تَصبو إِلَيها الأَكارم
مخدّرة مَقصورة لا تَنالَها / عُيون عَلَيها مِن عَفاف تَمائم
وَكَم لَفظ البَحر الخَضم فَرائِداً / وَفي لجه ما لَم يَفصله ناظم
وَقَد ذهبت بَعض الكَرائم حَسرة / إِلى حَيث أَلقَقت رحلها وَالمَكارم
وَلَكِنَّني لَو شئت جَمع شُرودها / مَشَت بي إَلَيها هِمَتي وَالعَزائم
وَمِن عَجب إِن جئت مَن أَنا مادح / يُلاحظني شَذراً كَأَني شاتم
وَلَو قالَ يَوماً قَد أَجدت شكرته / وَعاديت جوداً تدَعيهِ الغَمائم
عَلى أَنَّني ان قُلت صدقاً قذَفتَهُ / وَإِن جئت بِالبُهتان فَالكُل لائم
فَأَيقَنتُ إِن القَول ضاعَ فَشَطره / مَهان وَشَطر في التَمحل عادم
وَأَعرَضت عَن زَيد وَعَمرو وَخالد / وَلَذَت بِمَن أَبقَت قُصي وَهاشم
وَسَيَرت شِعري في البَسيطة مادِحاً / لِمَن أَصله السَبط الكَريم وَفاطم
لِمن طابَ بَينَ المَأزمين غِراسَهُ / فَافصح فيهِ بِالمَدائح باغم
لِمَن عَرَفتَهُ المَشرفية وَالقَنا / وَشَعث النَواصي وَالوَغي وَالضَراغم
تَجمع فيهِ العَزم وَالحَزم وَالتُقى / فَكُل مَعانيهِ بِحار خَضارم
تَناول أَشتات المَفاخر وَحدَهُ / فَجَمَعَ الوَرى كَالفَرد وَهُوَ العَوالم
يَهزّ العَوالي بِالعَوالي فَتَتَقي / عَوامله أَعرابها وَالأَعاجم
إِذا كَشر الحَرب العوان عَن الظبا / فَثَغر اِبن عَون كَالمُهَند باسم
كَريم أَياديه الكَريمة سَيَرَت / أَياديه في الدُنيا وَمنها المَغانم
تَسامى بِهِ النور المُبين إِلى العُلا / فَأَيامَهُ لِلمُؤمنين مَواسم
لَهُ الكَعبة الغَراء وَالمنبر الَّذي / تَعالى عَلَيهِ لِلنَبيين خاتم
فَمَن شَكَ فَليَسأل بِهِ الرُكن وَالصَفا / وَزَمزم وَالمِيقات وَاللَه حاكم
هُوَ ابن الَّذي أَسرى بِهِ اللَهُ فَاِعتَلى / إِلى العَرش وَالروح الأَمين مُلازم
حمى حَومة الإِسلام مِنهُ مظفر / وَعَن لَعة تَروي القَنا وَالصوارم
تَنام عُيون الخَلق أَمناً وَغبطة / وَفي يَد عَبد اللَه للسيف قائم
مَليك لَهُ عَصر مُنيف وَعضبه / شَريف نمتهُ المُكرَمات الجسائم
فَلا تَحسَبوا أَني تَغاليت في الَّذي / أَقول فَفي القُرآن فَصل وَحاكم
بَعَثتُ إِلَيهِ بِالجُمان مُفَصلاً / وَكَيفَ يُهادي البَحرَ بِالقطر ساجم
وَمِن بَين فَكيهِ لِسان فَإِنَّهُ / يَقول فَيَروي عَنهُ لِلدَهر قادم
وَحَسب الَّذي يَروي الجَديدان شعره / مِن الفَخر مَدح في بَني السَبط دائم
فَخلدت ذكر العَبدليّ بِحَمده / وَفاء بِود عَهده مُتَقادم
وَمِن حُسن اِخلاصي مَتى رَمَت وَصفه / تَجول بِفكري الشارِدات الكَرائم
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما / سَقاه الحَيا ماء الحَياة وَأَنعَما
تَمايل مِن مُر الهَبوب هَنيهة / وَرنحهُ فَاِهتَزَ ثُم تَقَوَما
وَفَتَحت الأَزهار طرا عُيونَها / إَلَيهِ وَطَير العَندَليب تَرَنَما
وَصَفَقَت الأَنهار في هامة الرُبى / فَأَرقَصَت الأَغصان وَالغَيث قَد هَما
وَحَرَكَت الأَكمام مِن طَرَب بِها / وَرود كَخَد بِالعذار تَنَمنَما
تَرى غرر الأَقمار بَينَ غَياضها / وَتَسمع قَمَرَيها شَجواً كُلَما قَد تَكَلَما
وَتَفَهم مِن تَرجيعِهِ في هَديله / حَديثاً بِهِ عَقد الهَناء تَنَظَما
سُروراً بِأَن عادَ السريّ لِصحة / وَأَذهَب عَنهُ السُقم مَن كانَ أَسقَما
وَأَشرَقَت الدُنيا فَنجم رِياضها / بِنَضرَتِهِ زَهواً إِلى النجم قَد سَما
تَعالى نَسيم الرَوض بَعد اِعتِلالِهِ / كَذَلِكَ إِن صَحَ القُبول تَنَسَما
وَقَد هَزَت السُمر العَوامل لِلوَغى / قُدوداً وَثَغر المشرفي تَبَسما
وَقَد رَفَعت لِلحَمد أَلوية الصَفا / وَعَمَ الهَناء المأزمين وَزَمزَما
وَقَد رحم اللَه العَوالي وَأَهلَها / وَأَسرَج خَيل الخَير فيهُم وَأَلجَما
فَأَبدَت نَواصي الصافِنات أَهلة / أَضاءَت وَأَطراف الأَسنة أَنجُما
وَكَم قَدَحت مِنها الحَوافر بِالحَصى / لَهيباً بِهِ قَلب العَدو تَضَرَما
وَقَد سَحَبت فيها الدُروع ذُيولَها / مِن التيه وَالإِدلال وَالقَوس هَمهما
شِفاءٌ بِهِ أَمسى العَدو عَلى شَفا / وَجَرَت لَهُ البُشرى خَميساَ عَرمرما
إِذا ثارَ مِن أَرض الحَطيم عُدتَ بِهِ / جِياد بِها جَيش العَدو تَحَطَما
فَما زادَ مِن ناواه إِلّا تَأَخَراً / وَما اِزدادَ مِن والاه إِلّا تَقَدَما
وَمَن كانَت الآمال تَخشاهُ وَالمَلا / عَلى البُعد تَرجوه البَرية منعما
مَليك إِلَه العالمين أَحَله / مَع الشَرف المَوروث بَيتاً محرما
فَزانَ بِهِ تلكَ الرِحاب كَرامة / وَزادَ بِهِ قَطر السَحاب تَكَرما
أَسالَ بِهِ وادي المحصب مَن مَنى / فَنالَ المُنى مَن حَلَ فيهِ وَأَحرَما
زَها حجَر إِسماعيل وَالحَجَر اِزدَهى / سُروراً وَلَولا الطَبع كانَ تَكَلَما
وَمَن قبل عَبد اللَه كَم مِن مملك / تَقادَم لَكن مَن ذَكَرت تَقَدَما
أَقَرَت بِهِ أُم القُرى عَين مَن سَعى / وَطافَ وَلَبى بِالحَجيج وَسَلَما
فَحَمداً لِمَن أَحيا الجَميع بسيد / بِهِ بَسط الأَرزاق فيهُم وَقَسما
أَلا لَيتَني مِمَن ثَوى في رِحابِهِ / وَجازَ إِلى أَرض الحِجاز المقطما
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم / لِتَرقى بِها فَهِيَ الرقى وَالعَزائم
بَلَغت بِذي التاج الخديوي مَنصِباً / لَهُ البَدر في الإِكليل أَمسى بِزاحم
هُوَ الشَمس إِلّا أَنَّهُ الأَسَد الَّذي / تَقَلَد بِالمَريخ وَالإِسم صارم
عَلى مُلكه السامي بِهِ وَيَمينه / مِن النور جُلباب وَتاج وَخاتم
إِذا القَطر عَمّ القَطر رِيّاً فَعَن سَخا / يَدَيهِ يَرويِهِ النَدى لا الغَمائم
وَفيهِ لِسانُ الدَهر أَورَد مَنطِقاً / تَحَيَر في مَعناه مَعنَ وَحاتم
وَقالَ أَراهُ البَرّ وَالبَحر وَالنَدى / بَل العالم العلوي وَهِيَ المَعالم
عَلَوت بِهِ قَدراً وَعزّاً وَرفعةً / وَحَزماً بِهِ حازَ الكَمال الأَكارم
أَرى اليمّ مِن جَدوى يَمينك سائِلاً / عَلى السَبق أَضحى مَوجه يَتلاطم
تَعَهدت مِن يَثني عَلَيك وَإِن نَأى / فَمنُّك أَثمار وَمِنا الحَمائم
وَحَسبُك بِالإِجماع مِنا فَصادح / بِحَمدك غَريد وَآخر باغم
بمثلك مِما يَحدث الدَهر نَتَقي / وَكُلُ عَظيم تَتَقيهِ العَظائم
تَدارَكتُ لَما اِستَفحَلَ الخَطب خطة / قَد اِستَعرَبَت لَولاكَ فيها الأَعاجم
تَود النُجوم الزُهر لَو أَن في الدُجى / تَناولها مني لمدحك ناظم
وَكَم رمت أَسباب العُلا لالتقاطها / فَتقعد بي عَما أَروم القَوائم
كَأَني طَير أَبصَر الرَوض مُثمراً / فَما حَمَلتَهُ حينَ رَفَ القَوادم
وَلَو أَنَعَم المَولى سَمَوت بِهمة / إَلَيها وَكانَت دونَ هَمي النَعائم
وَلَكنما الأَيّام حالَت وَلَم أَحل / فَلا أَنا مَعلوم وَلا الحال كاتم
رَماني زَماني وَاِتَقى بِعصابة / رُؤوساً قَد اِلتَفَت عَلَيها المَحارم
وَقَد غَرَني دَهر تَبَسَم ضاحِكاً / وَفي فيهِ ما لاكت بفيها الأَراقم
فَدَتكَ المَواضي وَالمَواضي فَقَد عَلا / بِكَ الدين وَالدُنيا وَسَعدَك قادم
قَد اِفتّر عَنكَ العيد وَالمَجد مُشرِقاً / سُروراً فَثَغر الكَنن بِالبَشَر باسم
لِأَنَك عيد العيد وَالدَهر وَالوَرى / وَحَسبُك ما تَرويهِ عَنكَ المَكارم
نَحَرتُ بِهِ ما اللَه يَجعَلَهُ الفِدا / وَقائم يمن في يَمينك قائم
سَمَوت وَصادَقت العَزيز فَأَرخوا / بِصَديق إِسماعيل خَصَ المَواسم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم / وَجودك قَد أَحيا هَبات الأَكارم
فَإِن قُلت أَنتَ الدَهر كانَت صُروفه / عَبيداً وَكانَ الدَهر في زي خادم
وَإِن زالَت الظَلماء بِالشَمس إِذ عَلَت / فَإِنَّك أَعلى في زَوال المَظالم
وَإِن ظَمَئت أَرض تَروت غياضها / بَغَيث نَوال مِن أَياديك ساجم
فَما أَنتَ إِلّا القَطر إِن أَمسَك الحَيا / وَأَنتَ حَياة القَطر وارث حاتم
وَما الخَير إِلّا في همام حَياته / لِإِعدام أَحياء وَإِحياء عادم
أَقم أَود الباغي بِقائم مُرهَف / فَلولا الأَذى ما حَلَ قَتل الأَراقم
إِذا هُوَ راش السَهم طاش وَلَم يَصب / وَخابَ وَلم يَخطئهُ ريش القشاعم
وَفي كَمد الأَعداء أَعدَل شاهد / عَلى أَن مِن عادوه أَعدل قائم
إِذا ما أَرادوا الكَيد كادوا نُفوسَهُم / وَعادوا مَتى عادوا بِصَفقة نادم
إِذا غَصّ بِالريق الحَسود عذرته / كَذلك مَن يَسقي نَقيع العَلاقم
وَهَيهات أَن يَحووا علاك وَمَن رَأى / نَعاماً تَصَدى لالتقاط النَعائم
فَقُل لِلّذي يَرجو المَنيع وَقَد سَما / أَتَطلب صَيداً في عَرين الضَراغم
وَمِن دونِهِ أَطراف سُمر تَصوَبَت / أَسِنتها زُرق وَبيض صَوارم
وَنار بِها تَرمي البَنادق في الوَغى / كَشُهب وَأَصوات كَرَعد الغَمائم
وَهَل دافع رَجم المَدافع معقل / تَخصص مِن ذاكَ الشَواظ بِراجم
فَكَم رَفَعت لِلّه دَعوة طالب / دَوام مَعاليه وَدَعوةَ عالم
إِذا اِبتَهَل الإِسلام أَمن شيخه / عَلَيهِ بِما قَد عَمَ أَبناء آدم
فَتَرفع أَوراق الرِياض أَكفُها / وَتَلهج بِالتَأمين وَرق الحَمائم
أَلا أَيُّها العالي عَلى كُل مَن عَلا / وَسادَ عَلى كُل المُلوك الخَضارم
فَلا تَرهب الأَعداء فَاللَه حافظ / وَأَنتَ عَظيم في عُيون العَظائم
وَكَيفَ يَهاب الخَلق بِاللَه عارف / رَشيد وَمَن وَلّاه أَحكم حاكم
وَقَلده صَمصام نَصرته كَما / أَعَزّ سُلَيمان النَبي بِخاتم
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم / فَيَسمو إِلَيها لا الرُقي وَالعَزائم
وَما سادَ إِلّا جَهبذ شادَ سُؤدداً / سَما شامِخاً وَالمُكرَمات دعائم
تَرفع دست الملك عَن كُل باذخ / مِن الناس طَرا وَاعتلتهُ المَكارم
يَقولون إِن المَجد جاه وَمنعة / فَقُلت لِهَذا أَحرَزتَهُ الأَكارم
لَقَد زين الدُنيا العَزيز مُحَمَد / وَذَلِكَ تَوفيق مِن اللَه دائم
وَزَهر مَصابيح المَجَرة أَشرَقَت / وَنَجم الثُريا بِالمَنازل ناجم
وكَم مَن ثُغور بِالسُرور تَبَسمَت / وَأَجمَل شَيء في الثغور البَواسم
تَأَمل لِأَمثال الكَواكب قَد بَدَت / فَلا بَلدة إِلّا وَفيها النَعائم
كَأَن رُبي مَصر الأَنيقة رَوضة / عَلى قَطرها بِالقَطر يَنهَل ساجم
رَوَت بِالنَدى حَتّى تَغانَت عَن النَدى / وَقَد أَخصَبَت مِنها الرُبى وَالمَعالم
وَبِالرَوض أَصلٌ قَد ترف فرعهُ / لِنضرتِهِ حامَت عَلَيهِ الحَمائم
وَغَنَت عَلى الأَفنان مِنهُ فَصادح / يُردد تَغريداً وَآخر باغم
يَظَل بِها النيل المُبارك جارياً / وَيَركُض مِنهُ موجهُ المتُلاطم
وتلكَ الجَواري المُنشئات كَأَنَّها / عَلى وَجهِهِ الأَعلام وَهِيَ قَشاعم
حَكتها القوافي في اِنتِظام وَقَد بَدَت / كَدر لَهُ في لُبة المَجد ناظم
تَباهَت بِتَوفيق العَزيز وَباهرَت / جُمان الثَنايا أَحرَزَتهُ المَباسم
وَأَبلَج فَخم القَدر جَلت شُؤونه / وَكَم أَحجَمَت عَنها الكماة الخَضارم
تَرفع عَن مَدح يُحيط بِوَصفِهِ / وَلَو ساعَد الأَعراب فيهِ الأَعاجم
لَئن ضَرَبَ النَطق البَليغ سَرادِقاً / عَلى البَعض مِنهُ أَعوزتهُ التَمائم
وَمَن ذا الَّذي يَحصي النُجوم إِذا بَدَت / وَيَحصُر ما قَد أَرسَلَتهُ الغَمائم
كَمال وَإِجلال وَعزّ وَمنعة / وَأَمن وَإِيمان وَملك وَقائم
وَتاج عَلى هام الفَخامة قَد عَلا / وَدَولة إِقبال بِها المَجد هائم
مَعَ السَعد قَد وافَت فَزادَ فُؤادنا / سُروراً بِما يَرويهِ وَالعزّ قادم
وَلما غَدا كَالعيد يَوم جُلوسه / تَحَلَت بِأَيام العَزيز المَواسم
لَقد صَدَرت مِن ذي الجَلال إِرادة / بِها وَرَدَت حَتماً إِلَيهِ المَراسم
فَلا زالَ ذا ملك جَليل مُتوجاً / رَعاياه مَحكوم عَلَيهِ وَحاكم
وَلا اِنفَكَ بِالنَصر العَزيز مقلداً / وَفي يَدهِ اليَمنى حسام وَخاتم
رَحَلتُم وَلَكن في فُؤادي أَقمتُم
رَحَلتُم وَلَكن في فُؤادي أَقمتُم / وَبِالسَفح لَكن مِن عُيوني نَزَحتُم
فَلَم أَذق الإِغماض مِن بَعد بَعدكم / فَهَلّا بِطَيف مِن خَيال دَنَوتُم
أَبعدكم يَرجو البَقاء مُتيم / مشوق تَمنيه اللقاء تَوَهَم
يُراعي بدور انتم شَوقاً إَلَيكُم / عَلى أَنَّها في حالةَ القُرب أَنجُم
تَكَتّمَت مِن خَوف العَواذل ذكرَكُم / وَهَيهات أَن يَخفى الذَّي أَتَكتم
وَما السحب إِلّا بَعض فَيض مَدامِعي / وَما البَرق إِلّا زفرتي حينَ تضرم
تَلهب وَجد لا تَقُلُّ أَقله / جِبال وَإِن كانَت تَجل وَتَعظم
رَأَت حَرّ أَنفاسي النَسيم فَراعَها / وَما علمت طولَ اِشتِياقي إَلَيكُم
فَإِن لَم تَبلغ حَيكم كُلَما سَرَت / تَحية مَقصور الغَرام عَلَيكُم
إِذا طَلَعَت شَمس النَهار فَإِنَّها / عَلامةَ تَسليمي عَلَيكُم فَسلموا
جَعلتُم لِأَوقات السَلام عَلامة
جَعلتُم لِأَوقات السَلام عَلامة / عَلى أَنّني في كُلِ وَقت أَسلّم
وَتَعيينكُم شَمس النَهار إِذا بَدَت / دَليل عَلى أَني سَهرت وَنمتم
سَلوا الفَجر عَن عَيني وَاللَيل وَالضُحى / وَمُرسل أَشواقي إَلَيكُم لِتلعموا
فَما جَرَت الأَنفاس وَالنَجم وَالهَوى / وَلا الشَمس إِلا بِالسَلام عَلَيكُم
قَواعد مَجد باذِخات الدَعائم
قَواعد مَجد باذِخات الدَعائم / وَمَظهَر عزّ فَوقَ مَتن النَعائم
وَملك عَلى هام السَماكين شامخ / تَقَلد مِن عَزم السَعيد بِقائم
بَنَتهُ الدَوامي فَوقَ أُس مِن الهُدى / وَأَسنى مَعال لا تَسامى دَوائم
أَنافَ بِسَعد الدَاوريّ عَلى العُلى / فَزَهر الدَراري حَولَهُ كَالتَمائم
مَليك إِذا مَسَت أَعاديه حاجة / رقاها بسُمر الخَط زُرق اللَهاذم
مَواض لَها إِقبال نَصر عَلى العِدى / فَمَن لَم يَسالمها مَضى غَير سالم
مَواكبه زَهر الكَواكب دونَها / تَحف بِبَدر في سَماء مَكارم
تَجَلى فَلَم يَحجب لَهُ نور غرة / عَلى أَن في كَفيهِ عشر غَمائم
تَساير أَفلاك السُعود ركابه / بِما يَقتَضيهِ عَزم تِلكَ العَزائم
فَيا أَيُّها المَلك المُهاب جَنابه / وَمُستَبق الخَيرات وَاِبن الأَكارم
وَيا كَعبةَ الآمال يا حَرمَ الرجا / وَأَكرَم مَن يَسعى لِكَسب المَغانم
لَقَد غَمَرتَني مِن لَدُنكَ مَواهب / تَضيق بِها ذرعاً وجوه المَعالم
فَإِن هِيَ لَم تَبرح وَأَرجو دَوامَها / تَفيض كَفَيض الوابل المُتَراكم
فَإني مُحتاج لَبيت يَصونها / كَما صانَت الأَغماد بيض الصَوارم
طلَبَت عَلى مِقدار نَفسي وَجاهَكُم / لَأَعظَم ما يُرجى لِدَفع العَظائم
وَفي النَظَر العالي إِلى العَبد نَظرَة / يؤملها مِن فَيض تِلكَ المَرام
لِيَبرَح مِنها تَحتَ ظل رِكابه / مُقيماً عَلى شُكر لِمَولاه دائم
فَلا زالَت الخَيرات تَجري رُسومها / بِأَمرك يا بَحر الغِنى وَالغَنائم
وَدُمت وَدامَ الملك باسمك مُشرِقاً / عَلى النَجم في عز بسعدك قادم
وَلَقد عَهَدت بِأَن فيكَ تَعَطفاً
وَلَقد عَهَدت بِأَن فيكَ تَعَطفاً / وَتَحب فعل الخَير بِالأَيتام
فَاِصبر عَلى فعل الجَميل وَأَنتُم / أَولى بِبَعض يا أَولى الأَرحام
إِني فَهمت وَقَد علمت مَقاصِدي / وَرَميت لَو أَني أَصَبت مَرامي
وَأَرى يَراعك في الأُمور إِذا مَضى / يِقضي بِكُل النَقض وَالإِبرام
لَم يَعصَ باريه بِأَمر شاءه / في رَسمه الأَحكام بالإِحكام
فَاِصدع بِما أَمر الإِله وَحَسِبنا / في القَول لَهجَةَ السن الأَقلام
وَاِختَر لِنَفسك ما نقول إِذا أَتَت / ذكراكُم عِندَ اِمتِداح كرام
تَأَملت مَعنى لَفظ مَعن وَحاتم
تَأَملت مَعنى لَفظ مَعن وَحاتم / إِذا هُوَ صِدّيق النَدا وَالمَكارم
فَأَنزلت آمالي بِساحة منعم / لأَسمو عَلى مَتن العُلا وَالنَعائم
لَئن قيل لي قَد طالَ عَهد وَفائِهِ / بِوَعد أَقول الوَعد شَأن الأَكارم
كَما وَعَد المَولى الكَريم عِباده / بِخَير جَزاءٍ وَهُوَ أَرحَم راحم
فَوافيت أَستَسقي مِن الفَضل ديمة / لَأَرتَع في رَوض مِن الخَصب دائم
وَأَصنع مِن فَرط السُرور وَلائِماً / عَلى رغَم كُلٍّ مِن حَسود وَلائم
وَما أَكرم الحُر الَّذي صارَ باذِلاً / كَرائم أَموال لِصَون الكَرائم
أَتى نَبأ صَدق إِليَّ فَسرَني
أَتى نَبأ صَدق إِليَّ فَسرَني / وَإِن كُنتُ ذا ذَنب عَلَيهِ أَلام
فَأَبَت إِلى حُسن الثَناء تَشَكُراً / وَأَنتَ لِكُل الأَكرَمين إِمام
وَأَطلُب مِنكَ العَفو عَما جَنيتُهُ / قَديماً فَقد يَغشى الضِياء ظَلام
فَإِن قابل التَجري حُسن تَخَلُصي / مِن الذَنب فَاِبدأ وَالسَلام خِتام
قَضى العَبد بَعض الوَاجِبات بَقَصده
قَضى العَبد بَعض الوَاجِبات بَقَصده / إَلَيكُم وَقَد جوزي بِما هُوَ أَعظَم
وَنالَ الَّذي قَد كانَ يَرجوه وَاِنقَضَت / أَمانيهِ مِنكُم وَالسَلام عَلَيكُم
يا مَن بِغُرة وَجهِهِ قَد أَشرَقَت
يا مَن بِغُرة وَجهِهِ قَد أَشرَقَت / أَيام آمله عَلى الأَيام
وَزَها بِهِ أَوج المَفاخر وَالعُلى / وَسَما بِمنصبه السماك السامي
أَنتَ الَّذي لذنا بِساحة فَضلهِ / فَمَنحتنا بِالبر وَالاكرام
وَغَمرتنا بِمكارم ضمنت لَنا / رَد الحَياة عَلى ذَوي الاعدام
بكَ توّج الدين الحَنيف وَقَلَدت / بِجَميل إِسمك دَولة الإِسلام
وَسَموت بِالملك العَزيز مَراتِباً / بِالعز قَد شرفت عَلى بَهرام
وَلَقد وَفَدت عَلَيك أَشكو حالَتي / لِلّه ثُم إَلَيكَ باسترحام
كَم ذا أؤمل في الأَمير مُحَمَد / وَيَسومَني صَبراً عَلى الآلام
بِالوَعد لي في كُل يَوم رُتبة / أَسمو بِها في دَولة الأَحلام
بَدَني لي الأَمد البَعيد بِقَوله / في كُلِ يَوم طول أَلفي عام
ما زلت أَرقى في مَناصب وَعده / رتب العلى بِتَصور الأَوهام
وَأَبيت مِن فَرد التَخيّل نائَها / حَتّى تَساوَت يَقظَتي وَمَنامي
فَأَتيت نَحوكَ أَستَميحك همة / تَمحو بِها ما كانَ مِن إِيهامي
واسلم وَدم في نعمة أَبديّة / ما لاحَ في الآفاق بَدر تَمام

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025