القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 175
سَيَسأَلُ ناسٌ ما قُرَيشٌ وَمَكَّةٌ
سَيَسأَلُ ناسٌ ما قُرَيشٌ وَمَكَّةٌ / كَما قالَ ناسٌ ما جَديسٌ وَما طَسمُ
أَرى الوَقتَ يُفني أَنفُساً بِفَنائِهِ / وَيَمحو فَما يَبقى الحَديثُ وَلا الرَسمُ
لَقَد جَدَّ أَهلُ المَلعَبَينِ فَأَثَّلوا / بِناءً وَلَم يَثبُت لِرافِعِهِ وَسمُ
وَفي العالَمِ الغاوي بَخيلٌ مُمَوَّلٌ / وَسَمحٌ فَقيرٌ شُدَّ ما اِختَلَفَ القَسمُ
وَكَونُ الفَتى في رَهطِهِ نَيلُ عِزَّةٍ / عَلى أَنَّ داءَ الدَهرِ لَيسَ لَهُ حَسمُ
وَيُرزَءُ جِسمُ المَرءِ حَتّى إِذا أَوى / إِلى العُنصُرِ التُربِيِّ لَم يُرزَإِ الجِسمُ
إِذا ما تَقَضّى الأَربَعونَ فَلا تُرِد
إِذا ما تَقَضّى الأَربَعونَ فَلا تُرِد / سِوى اِمرَأَةٍ في الأَربَعينَ لَها قِسمُ
فَإِنَّ الَّذي وَفّى الثَلاثينَ وَاِرتَقى / عَلَيهُنَّ عَشراً لِلفَناءِ بِهِ وَسمُ
زَمانُ الغَواني عَصرَ جِسمَكَ زائِدٌ / وَهُنَّ عَناءٌ بَعدَ أَن يَقِفَ الجِسمُ
سَأَلتَ بَني الأَيّامِ عَن ذاهِبِ الصِبا / كَأَنَّكَ قُلتَ الآنَ ما فَعَلَت طَسمُ
تُريدُ مِنَ الدُنيا خِلافاً لِما مَضى / وَأَعياكَ تَدبيرٌ بِهِ سَبَقَ الرَسمُ
هُوَ الداءُ لا يَنفَكُّ يُشكى وَيُشتَكى / وَلَو شاءَ رَبُّ الناسِ أَدرَكَهُ الحَسمُ
مَضى الشَخصُ ثُمَّ الذِكرُ فَاِنقَرَضا مَعاً / وَما ماتَ كُلَّ المَوت مَن عاشَ مِنهُ اِسمُ
مَكانٌ وَدَهرٌ أَحرَزا كُلَّ مُدرِكٍ
مَكانٌ وَدَهرٌ أَحرَزا كُلَّ مُدرِكٍ / وَما لَهُما لَونٌ يُحَسُّ وَلا حَجمُ
وَلَيسَ لَنا عِلمٌ بِسِرِّ إِلَهِنا / فَهَل عَلِمَتهُ الشَمسُ أَو شَعَرَ النَجمُ
وَنَحنُ غُواةٌ يَرجُمُ الظَنَّ بَعضُنا / لِيَعرِفَ ما نورُ الكَواكِبِ وَالرُجمُ
وَتَطرُدُنا ساعاتُنا وَكَأَنَّنا / وَسائِقُ خَيلٍ ما تُكَفكِفُها اللُجمُ
قَضى اللَهُ في وَقتٍ مَضى أَنَّ عامَكُم / يَقِلُّ حَياهُ أَو يَزيدُ بِهِ السَجمُ
فَقَولُكُمُ رَبِّ اِسقِنا غَيرُ مُمطِرٍ / وَلَكِن بِهَذا دانَتِ العُربُ وَالعُجُمُ
عَلى كُلِّ شَيءٍ تَهجِمونَ بِجَهلِكُم / وَأَعياكُمُ يَوماً عَلى رَشَدٍ هَجمُ
كِبارُ أُناسٍ مِثلُ جِلَّةِ سائِمٍ
كِبارُ أُناسٍ مِثلُ جِلَّةِ سائِمٍ / يُرَبّونَ أَطفالاً كَما اِرتَضَعَ البُهمُ
تَوَهَّمَ بَعضُ الناسِ أَمراً فَأَصَّلوا / يَقينَ أُمورٍ باتَ يَتبَعُها الوَهمُ
جَهِلنا وَلَكِن لِلخلائِقِ صانِعٌ / أَقَرَّ بِهِ فَسلٌ مِنَ القَومِ أَو شَهمُ
وَيَعلَمُ كُلٌّ أَنَّ لِلخَيرِ مَوضِعاً / وَفَضلاً عَلى إِثباتِهِ أَجمَعَ الدُهَم
وَأَينَ أُناسٌ كَالسَحائِبِ إِن يُرَوا / يَروقوا وَإِن يُستَمطَروا لِلغِنى يَهموا
فَإِن شِئتَ أَن تُحظى بِمالِكَ فَاِحبُهُ / ذَوي الحاجِ أَو أَنفِقهُ تَبسُم لَكَ الجُهمُ
فَما هُوَ إِلّا السَهمُ لا كَفَّ عادِياً / وَلا نالَ صَيداً في كِنانَتِهِ السَهمُ
إِذا حَرَقَ الهِندِيُّ بِالنارِ نَفسَهُ
إِذا حَرَقَ الهِندِيُّ بِالنارِ نَفسَهُ / فَلَم يَبقَ نَحضٌ لِلتُرابِ وَلا عَظمُ
فَهَل هُوَ خاشٍ مِن نَكيرٍ وَمُنكَرٍ / وَضَغطَةِ قَبرٍ لا يَقومُ لَها نَظمُ
خِلافُكَ بَعضَ الناسِ يُرجى بِهِ المُنى
خِلافُكَ بَعضَ الناسِ يُرجى بِهِ المُنى / وَفي الدَهرِ أَقوامٌ خِلافُهُمُ حَزمُ
فَأَفطِر إِذا صاموا وَصُم عِندَ فِطرِهِم / عَلى خِبرَةٍ إِنَّ الدَواءَ هُوَ الأَزمُ
وَلَو لَم يَسِر وَقتُ الفَتى وَهوَ موشِكٌ / لَما صَحَّ في هَجرِ الحَياةِ لَهُ عَزمُ
أَلا ذَلِّلوا هَذي النُفوسَ فَإِنَّها / رَكائِبُ سوءٍ لَيسَ يَضبِطُها الحَزمُ
وَلَم يَأتِ في الدُنيا القَديمَةِ مُنصِفٌ / وَلا هُوَ آتٍ بل تَظالُمِنا جَزمُ
نَصَحتُكَ لا تَنكِح فَإِن خِفتَ مَأثَماً
نَصَحتُكَ لا تَنكِح فَإِن خِفتَ مَأثَماً / فَأَعرِس وَلا تُنسِل فَذَلِكَ أَحزَمُ
أَظُنُّكَ مِن ضُعفٍ بِلُبِّكَ غادِياً / يَحُلُّكَ مِن عِقدِ الزَواجِ المُعَزِّمُ
إِلى اللَهِ نَصِّت رَغبَةً أَوَّلِيَّةً / نَصارى تُنادي أَو مَجوسٌ تُزَمزِمُ
هُوَ الحَظُّ عَيرُ البيدِ سافَ بِأَنفِهِ / خُزامى وَأَنفُ العَودِ بِالذِلِّ يُخزَمُ
وَما بَيضُ أُنثى يَهزِمُ القَيضَ فَرخَهُ / كَبَيضِ ذُكورٍ بِالحَديدِ يُهَزَّمُ
تَبارَكتَ أَنهارُ البِلادِ سَوائِحٌ / بِعَذبٍ وَخُصَّت بِالمُلوحَةِ زَمزَمُ
تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن كُلِّ ريبَةٍ / كَأَنّا بِإِتيانِ المَآتِمِ نُلزَمُ
وَتُرفَعُ أَجسادٌ وَتُنصَبُ مَرَّةً / وَتُخفَضُ في هَذا التُرابِ وَتُجزَمُ
غَرائِزُ أَعطاها رَبيعَةَ جَدُّهُ / وَشِنشِنَةٌ أَغرى بِها النَجلَ أَخزَمُ
وَحادِثَةٌ أَمّا الثُرَيّا بِعِبئِها / وَأَينُقِها وَالمِرزَمانِ فُرَزَّمُ
حَياةٌ لَو اِنّي بِاِختِياري وَرَدتُها / لَما فَتِئَت مِنّي الأَنامِلُ تُؤزَمُ
أَراكَ حَسِبتَ النِجمَ لَيسَ بِواعِظٍ
أَراكَ حَسِبتَ النِجمَ لَيسَ بِواعِظٍ / لَبيباً وَخِلتَ البَدرَ لا يَتَكَلَّمُ
بَلى قَد أَتانا أَنَّ ماكانَ زائِلٌ / وَلَكِنَّنا في عالَمٍ لَيسَ يَعلَمُ
وَإِنَّ أَخا دُنياكَ أَعمى يَرى السُهى / عَليلٌ مُعافىً ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
فَهَل تَألَمُ الشَمسُ الحَوادِثَ مِثلَنا / أَمِ اِتَّسَقَت كَالهَضبِ لايَتَأَلَّمُ
وَهَل فيكُم مِن باخِلٍ يُظهِرُ النَدى / رِياءً بِهِ أَو جاهِلٍ يَتَحَلَّمُ
وَما سالَمَ الحَيَّ القَضاءُ وَإِنَّما / إِلى الحَتفِ يَرقى وَالسَلامَةُ سُلَّمُ
فَيا مُطلَقاً لِلنَفعِ يَفصِدُ كَفَّهُ / أَبِالكَلمِ يَستَشفي الأَسيرُ المُكَلَّمُ
لَعَمري لَقَد أَعيا المَقايِيسَ أَمرُنا / فَحِندِسُنا عِندَ الظَهيرَةِ مُظلِمُ
فَمِن مُحرِمٍ لا يَحرِمُ العَلَقَ الظُبى / وَمِن مُحرِمٍ أَظفارُهُ لا تُقَلَّمُ
ضَعفُنا عَنِ الأَشياءِ إِلّا عَنِ الأَذى / وَقَد يَسِمُ الوَجهَ الكهامُ المُثَلَّمُ
وَإِنَّ ظَليمَ القَفرِ يُرضيهِ زِفُّهُ / وَيَفهَمُ عَن أَخدانِهِ وَهوَ أَصلَمُ
تَوَهَّمتُ خَيراً في الزَمانِ وَأَهلِهِ
تَوَهَّمتُ خَيراً في الزَمانِ وَأَهلِهِ / وَكانَ خَيالاً لا يَصِحُّ التَوَهُّمُ
فَما النورُ نَوّارٌ وَلا الفَجرُ جَدوَلٌ / وَلا الشَمسُ دينارٌ وَلا البَدرُ دِرهِمُ
رَأَيتُكَ لَم تَحمَد مِنَ التُركِ مَعشَراً / لَهُم عارِضٌ بِالتَركِ يَهمي وَيُرهِمُ
وَلا الكاسِكِ المُرجَينَ في كُلِّ مُظلِمٍ / رَجا كاسَكَ الحَمراءَ وَالخَيلُ تُدهَمُ
وَقَد يَأمُرُ اللَهُ الكَهامَ إِذا نَبا / فَيَفري وَقَد يَنهى الحُسامَ فَيَكهُمُ
وَإِنَّكَ لا باكٍ عَلَيكَ مُهَنَّدٌ / وَلا مُظهِرٌ حُزناً جَوادٌ مُطَهَّمُ
يُساوي مَليكَ الحَيِّ صُعلوكُ قَومِهِ / وَتُسحى لَهُ الأَرضُ الزَرودُ فَتَلهَمُ
وَما يَشعُرُ المَدفونُ يَسري حَديثُهُ / فَيُنجِدُ في أَقصى البِلادِ وَيُتهَمُ
جَرَت عِندَ شَقراءِ الكُمَيتِ بِكَفِّهِ / إِلى فيهِ حَتّى صارَ في الرِجلِ أَدهَمُ
أَتَذكُرُ يا طِرفُ الوَغى وَرُكومَها / وَقَد صِرتَ مِن نَبلٍ كَأَنَّكَ شَيهَمُ
إِذا أُشرِعَت فيكَ الأَسِنَّةُ رَدَّها / لِصَونِكَ تَجفافٌ عَنِ الطَعنِ مُبهَمُ
لِشَهباءَ يُخفي القِرنُ فيها كَلامَهُ / وَيُفهِمُ إِلّا أَنَّهُ لَيسَ يَفهَمُ
إِذا ما تَدانوا فَالضِرابُ صِفاحُهُم / وَإِن يَتَناءَوا فَالرَسائِلُ أَسهُمُ
لَهُم حِيَلٌ في حَربِهِم ما اِهتَدَت لَها / جَديسٌ وَلا ساسَت بِها المُلكَ جُرهُمُ
مُريدي بَقائي طالَما لَقِيَ الفَتى
مُريدي بَقائي طالَما لَقِيَ الفَتى / عَناءً بِطولِ العَيشِ وَاللَهُ يَعلَمُ
إِذا كانَ بَسطُ العُمرِ لَيسَ بِكاسِبٍ / سِوى شِقوَةٍ فَالمَوتُ خَيرٌ وَأَسلَمُ
أَفادَ غَوِيٌّ غَيَّهُ عَن شُيوخِهِ / فَهُم دَرَجاتٌ لِلضَلالِ وَسُلَّمُ
وَأَهلَكَهُ جَهلانِ بادٍ مُرَكَّبٌ / قَديماً وَتالٍ بَعدَهُ يُتَعَلَّمُ
تَفَكَّرتُ وَاِستَثبَتُّ أَنَّ سُكوتَهُ / هُدىً وَتُقىً فَليَغدُ لا يَتكَلَّمُ
أَرى النَبتَ أَولى أَن يُحِسَّ بِحَطمِهِ / إِذا زَعَموا أَنَّ الصُخورَ تَأَلَّمُ
وَأَشهَدُ أَنَّ الدَهرَ كَالحُلمِ زائِلٌ / وَأَنَّ أَديمَ البَدرِ يَبلى وَيَحلَمُ
وَجَدتُ يَدَ الوَهّابِ تُطوى وَعَينَهُ / تُكَفُ وَأَظفارَ اللُيوثِ تُقَلَّمُ
سَأَرحَلُ عَن وَشكٍ وَلَستُ بِعالِمٍ
سَأَرحَلُ عَن وَشكٍ وَلَستُ بِعالِمٍ / عَلى أَيِّ أَمرٍ لا أَبا لَكَ أَقدُمُ
وَهَوَّنَ إِعدامي عَلَيَّ تَحَقُّقي / بأَنّي وَإِن طالَ التَمَكُّثُ أُعدَمُ
فَإِن لَم تَكُن إِلّا الحَياةُ وَبَينُها / فَلَستُ عَلى أَيّامِها أَتَنَدَّمُ
وَدُنياكَ يَهواها عَلى الهَرَمِ الفَتى / وَيَخدُمُها فيما يَنوبُ المُخَدَّمُ
أَرى الشَخصَ يَطوي المَمالِكَ تَحتَوي / وَمَن صَحَّ يَذوي وَالمُجادِلُ تُهدَمُ
مَنَعتَ الهَوى مِنّي وَسُمتَنِيَ الهَوى / وَقَد يَبلُغُ الحاجَ الفَنيقُ المُسَدَّمُ
إِذا رُؤَساءُ الناسِ أَمّوا تَنازَعوا / كُؤوسَ الأَذى هَل في الزُجاجَةِ عِندَمُ
وَلَم يُرضِهِم شُربُ المُدامَةِ أَذهَبَت / حِجى النَفسِ إِلّا أَن يُمازِجَها الدَمُ
فَنَحنُ كَأَيمِ الضالِ أَولى مِراسَهُ / بِما كانَ يَغوي الآخَرَ المُتَقَدِّمُ
وَحَوّاءُ أَعطَت بِنتَها البُؤسَ وَاِبنَها / لِآدَمَ يُغذى بِالشَقاءِ وَيُؤدَمُ
أَيا ديكُ عُدَّت مِن أَياديكَ صَيحَةٌ
أَيا ديكُ عُدَّت مِن أَياديكَ صَيحَةٌ / بَعَثتَ بِها مَيتَ الكَرى وَهُوَ نائِمُ
هَتَفتَ فَقالَ الناسُ أَوسُ بنُ مُعيرٍ / أَو اِبنُ رَباحٍ بِالمَحَلَّةِ قائِمُ
لَعَلَّ بِلالاً هَبَّ مِن طولِ رَقدَةٍ / وَقَد بَلِيَت في الأَرضِ تِلكَ الرَمائِمُ
وَنِعمَ أُذينُ المَعشَرِ اِبنُ حَمامَةٍ / إِذا سَجَعَت لِلذاكِرينَ الحَمائِمُ
وَفيكَ إِذا ما ضَيَّعَ النِكسُ غَيرَةٌ / تُصانُ بِها المُستَصحَباتُ الكَرائِمُ
وَجودٌ بِمَوجودِ النَوالِ عَلى الَّتي / حَمَيتَ وَإِن لَم تَستَهِلَّ الغَمائِمُ
يُزانُ لَدَيكَ الطَعنُ في حَومَةِ الوَغى / إِذا زُيِّنَت لِلعاجِزينَ الهَزائِمُ
فَلَو كُنتَ بِالدُرِّ الثَمينِ مُعَوَّضاً / مِنَ البُرِّ ما لامَت عَلَيهِ اللَوائِمُ
وَتُلقى لَدَيكَ المُنقِضاتُ نَواصِعاً / يُقالُ غَريباتُ البِحارِ التَوائِمُ
رَآها كِباراً مَن بَراها كَأَنَّها / تَريكُ نَعامٍ أَودَعَتهُ الصَرائِمُ
وَتُؤثِرُ بِالقوتِ الحَليلَةَ شيمَةً / كَريمِيَّةً ما اِستَعمَلَتها الأَلائِمُ
كَأَنَّكَ فَحلُ الشَولِ حَولَكَ أَينَقٌ / عَلَيها بُرىً مِن طاعَةٍ وَخَزائِمُ
فَتُلمَحُ تاراتٍ وَتُغضي كَأَنَّها / ضَرائِرُ سَفَّتها لَدَيكَ الخَصائِمُ
فَحُمرٌ وَسودٌ حالِكاتٌ كَأَنَّها / سَوامُ بَني السَيّدِ اِزدَهَتهُ القَوائِمُ
عَلَيكَ ثِيابٌ خاطَها اللَهُ قادِراً / بِها رَئِمَتكَ العاطِفاتُ الرَوائِمُ
وَتاجُكَ مَعقودٌ كَأَنَّكَ هُرمُزٌ / يُباهي بِهِ أَملاكَهُ وَيُوائِمُ
وَعَينُكَ سِقطٌ ما خَبا عِندَ قِرَّةٍ / كَلَمعَةِ بَرقٍ ما لَها الدَهرَ شائِمُ
وَما إِفَتَقَرت يَوماً إِلى موقِدٍ لَها / إِذا قُرِّبَت لِلموقِدينَ الهَشائِمُ
وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ / أَوانَ تَرَقَّت في السَماءِ النَعائِمُ
وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً / إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ
وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ / وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ
وَلَم يُغلَ ماءٌ كَي تُمَزَّقَ حُلَّةٌ / حَبَتكَ بِأَسناها العُصورُ القَدائِمُ
وَلا عُمتَ في الخَمرِ الَّتي حالَ طَعمُها / كَأَنَّكَ في غَمرٍ مِنَ السَيلِ عائِمُ
وَلاقَيتَ عِندي الخَيرَ تَحسَبُ عَيِّلاً / يُنافيكَ قَولٌ سَيِّئٌ وَشَتائِمُ
فَإِن كَتَبَ اللَهُ الجَرائِمَ ساخِطاً / عَلى الخَلقِ لَم تُكتَب عَلَيكَ الجَرائِمُ
فَهَل تُرِدنَ حَوضَ الحَياةِ مُبادِراً / إِذا حُلِّئَت عَنهُ النُفوسُ الحَوائِمُ
وَتَرتَعُ ما بَينَ النَبيئَينِ ناعِماً / بِعَيشَةِ خُلدٍ لَم تَنَلها السَمائِمُ
وَأَقوالُ سُكّانِ البِلادِ ثَلاثَةٌ / تَوالى عَلَيها عانِدٌ وَمُلائِمُ
فَقَولٌ جَزاءٌ ما وَقَولٌ تَهاوُنٌ / وَآخَرُ يُجزى إِنسُهُ لا البَهائِمُ
يُضارِعُنا مَن بَعدَنا في أُمورِنا / وَنَمضي عَلى العِلّاتِ وَالفِعلُ دائِمُ
وَكُلٌّ يُوَصّي النَفسَ عِندَ خُلُوِّهِ / بِزُهدٍ وَلَكِن لا تَصِحُّ العَزائِمُ
وَأَينَ فِراري مِن زَماني وَأَهلِهِ / وَقَد غَصَّ شَرّاً نَجِدهُ وَالتَهائِمُ
وَفي كُلِّ شَهرٍ تَصرَعُ الدَهرَ جِنَّةٌ / فَنُعقَدُ فيهِ بِالهِلالِ التَمائِمُ
لَهُ عُوَذٌ في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ / رَعاها اليَمانِيَ الدارِ وَالمُتَشائِمُ
أَبى القَلبُ إِلّا أُمَّ دَفرٍ كَما أَبى / سِوى أُمَّ عَمرٍو موجَعُ القَلبِ هائِمُ
هِيَ المُنتَهى وَالمُشتَهى وَمَعَ السُهى / أَمانِيُّ مِنها دونَهُنَّ العَظائِمُ
وَلَم تَلقَنا إِلّا وَفينا تَحاسُدٌ / عَلَيها وَإِلّا في الصُدورِ سَخائِمُ
نَزَت في الحَشا ثُمَّ اِستَقَلَّت فَغادَرَت / جَماجِمَ تَنزو فَوقَهُنَّ الغَمائِمُ
وَأَيّا مُنا عيسٌ وَلَيسَ أَزِمَّةٌ / عَلَيها وَخَيلٌ أَغفَلَتها الشَكائِمُ
وَقَد نَسِيَت حُسنَ العُهودِ وَما لَها / بَنانُ يَدٍ فيهِ تُشَدُّ الرَتائِمُ
فَإِن سَكِرَت فَالراحُ فيها كَثيرَةٌ / ذَوارِعُها وَالمُخرَزاتُ الحَتائِمُ
قَسيماتُ أَلوانٍ سَميحاتُ شيمَةٍ / لَها ضائِعٌ ما طَيَّبَتهُ القَسائِمُ
وَما خِلَقُ البيضِ الحِسانِ حَميدَةً / إِذا اِشتَهَرَت أَخلاقُهُنَّ الدَمائِمُ
وَتَمضي بِنا الساعاتُ مُضمِرَةً لَنا / قَبيحاً عَلى أَنَّ الوُجوهَ وَسائِمُ
نَمَمنَ بِما يَخفيهِ حَيٌّ وَمَيِّتٌ / وَمِن شَرِّ أَفعالِ الرِجالِ النَمائِمُ
يَعيشُ الفَتى في عُدمِهِ عَيشَ راغِبٍ / وَيُثري مُسِنٌّ لِلمَعيشَةِ سائِمُ
وَأَنوارُ أَعوامٍ مَضَينَ شَواهِدٌ / بِما ضَمِنَتهُ بَعدَهُنَّ الكَمائِمُ
إِذا ماتَبَيَّنّا الأُمورَ تَكَشَّفَت
إِذا ماتَبَيَّنّا الأُمورَ تَكَشَّفَت / لَنا وَأَميرُ القَومِ لِلقَومِ خادِمُ
أَقَلُّ بَني الدُنِيا هُموماً وَحَسرَةً / فَقيدُ غِنىً لِلمالِ وَالرُشدِ عادِمُ
وَما هِيَ إِلّا مَنزِلٌ غَيرُ طائِلٍ / فَمُرتَحِلٌ عَنهُ وَآخَرُ قادِمُ
تُبَكّي عَلى المَيتِ الجَديدِ لِأَنَّهُ / حَديثٌ وَيُنسى مَيتُكَ المُتَقادِمُ
وَلَو أَنَّني وافَيتُها بِتَخَيُّرٍ / لَأَدمى البَنانَ العَشرَ بِالأَزمِ نادِمُ
سَيُسليكَ أَنَّ القابِضَ باسِطٌ / وَأَنَّ الَّذي شادَ البَنِيَّةَ هادِمُ
إِذا قيلَ غالَ الدَهرُ شَيئاً فَإِنَّما
إِذا قيلَ غالَ الدَهرُ شَيئاً فَإِنَّما / يُرادُ إِلَهُ الدَهرِ وَالدَهرُ خادِمُ
وَمَولِدُ هَذي الشَمسِ أَعياكَ حَدُّهُ / وَخَبَّرَ لُبٌّ أَنَّهُ مُتَقادِمُ
وَأَيسَرُ كَونٍ تَحتَهُ كُلُّ عالمٍَ / وَلا تُدرِكُ الأَكوانَ جُردٌ صَلادِمُ
إِذا هِيَ مَرَّت لَم تَعُد وَوَراءَها / نَظائِرُ وَالأَوقاتُ ماضٍ وَقادِمُ
فَما آبَ مِنها بَعدَما غابَ غائِبٌ / وَلا يَعدَمُ الحينَ المُجَدَّدَ عادِمُ
كَأَنَّكَ أَودَعتَ التَماثيلَ أَنفُساً / وَأَنتَ عَلى التَفريطِ في ذاكَ نادِمُ
وَما آدَمٌ في مَذهَبِ العَقلِ واحِداً / وَلَكِنَّهُ عِندَ القِياسِ أَوادِمُ
تَخالَفَتِ الأَغراضُ ناسٍ وَذاكِرٌ / وَسالٍ وَمُشتاقٌ وَبانٍ وَهادِمُ
تَكَلَّمَ بِالقَولِ الَّذي لَيسَ فَوقَهُ
تَكَلَّمَ بِالقَولِ الَّذي لَيسَ فَوقَهُ / سِوى كَسبِ ذَنبٍ وَهُوَ بِالرُغمِ صائِمُ
لَو أَنَّكَ في أَهلِ التَنَسُّكِ وَاِلتُقى / لَما كَثُرَت فيما لَدَيكَ الخَصائِمُ
إِذا شِئتَ يَوماً وَصلَةً بِقَرينَةٍ
إِذا شِئتَ يَوماً وَصلَةً بِقَرينَةٍ / فَخَيرُ نِساءِ العالَمينَ عَقيمُها
لَنا طُرُقٌ في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ / إِلى المَوتِ أَعيا راكِباً مُستَقيمُها
هِيَ الدارُ يَأتيها مِنَ الناسِ قادِمٌ / يَحُثُّ عَلى أَن يَستَقِلَّ مُقيمُها
نَسومُ عَلى وَجهِ البَسيطَةِ مُرَّةً
نَسومُ عَلى وَجهِ البَسيطَةِ مُرَّةً / فَأَيُّ مُرادٍ في الحَياةِ نَسومُ
يُفَرِّقُ بَينَ الشَخصِ وَالرَوحِ حادِثٌ / أَلا إِنَّ أَيّامَ الفِراقِ حُسومُ
إِلى العالَمِ العُلوِيِّ تُزمِعُ رِحلَةً / نُفوسٌ وَتَبقى في التُرابِ جُسومُ
وَما ظَعَنَت إِلّا وَلِلدَهرِ صَولَةٌ / تَبينُ عَلى أَوطانِها وَوُسومُ
سَتوحِشُ أَطلالٌ دِيارٌ وَمَعشَرٌ / تُدرَسُ مِن هَذي وَتِلكَ رُسومُ
مَضى الناسُ أَفواجاً وَنَحنُ وَراءَهُم
مَضى الناسُ أَفواجاً وَنَحنُ وَراءَهُم / وَكانوا وَكُنّا في الضَلالِ نَعومُ
فَيا أُذني هَل في الَّذي تَسمَعينَهُ / مِنَ القَولِ إِلّا فِريَةٌ وَزُعومُ
وَكَم يَتَجَنّى المَينَ أَحمَرُ ناطِقٌ / تُمازُ بِهِ عِندَ المَذاقِ طُعومُ
وَراحِلَتي نَفسٌ خَؤونٌ كَأَنَّها / مِنَ الضَعفِ شاةٌ في السَوامِ رَغومُ
لَجونٌ إِذا بانَ الهُدى لاتَؤُمُّهُ / وَإِن لاحَ نَهجُ الغَيُّ فَهيَ سَعومُ
كَأَنَّ نُفوسَ الناسِ وَاللَهُ شاهِدٌ
كَأَنَّ نُفوسَ الناسِ وَاللَهُ شاهِدٌ / نُفوسُ فَراشٍ مالَهُنَّ حُلومُ
وَقالوا فَقيهٌ وَالفَقيهُ مُمَوِّهٌ / وَحِلفُ جِدالٍ وَالكَلامُ كُلومُ
أَتَوكَ بِأَصنافِ المَحالِ وَإِنَّما / لَهُم غَرَضٌ في أَن يُقالَ عَلومُ
وَجَدتُ الفَتى يَرمي سِواهُ بِدائِهِ / وَيَشكو إِلَيكَ الظُلمَ وَهوَ ظَلومُ
فَإِن كانَ شَيطانٌ لَهُ يَستَفِزُّهُ / فَأَيُّهُما عِندَ القِياسِ تَلومُ
تَجَرَّأَ وَلا تَجعَل لِحَتفِكَ عِلَّةً / بِإِكثارِ طُعمٍ إِنَّ ذَلِكَ لُؤمُ
رَأَيتُكَ في لُجٍّ مِنَ البَحرِ سابِحاً
رَأَيتُكَ في لُجٍّ مِنَ البَحرِ سابِحاً / تَلومُ بَني الدُنيا وَأَنتَ مَليمُ
يَقُلُ الحِجى هَل لي إِذ مُتُّ راحَةٌ / فَإِنَّ عَذابي في الحَياةِ أَليمُ
وَأَجسامُنا مِثلُ الدِيارِ لِأَنفُسٍ / جَوائِرَ مِنها جاهِلٌ وَحَليمُ
فَإِمّا اِنهِدامٌ قَبلَ رِحلَةِ ظاعِنٍ / وَإِمّا رَحيلٌ وَالمَحَلُّ سَليمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025