القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 35
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ / وألو المعارفِ يجهدونَ لينعموا
والعلمُ زينةُ اهلهِ بين الورى / سيانَ فيه أخو الغنى والمعدمُ
فالشمسُ تطلعُ في نهارٍ مشرقٍ / والبدرُ لا يخفيهِ ليل مظلمُ
لا فخرَ في نَسبٍ لمن لم يفتخرْ / بالعلمِ لولا النابُ ذلَّ الضيغمُ
وأخو العلا يَسعى فيدركُ ما ابتغى / وسواهُ من أيامهِ يتظلمُ
والخاملونَ إذا غدوتَ تلومهم / حسبوكَ في أسماعهم تترنمُ
في الناسِ أحياءٌ كأمواتِ الوغى / وخز الأسنةِ فيهم لا يؤلمُ
فاصدمْ جهالتهم بعلكَ إنما / صدمُ الجهالةِ بالمعارفِ أحزمُ
واخدم بلاداً أنتَ من أبنائها / إن البلادَ بأهلها تتفدمُ
واملأ فؤادكَ رحمةً لذوي الأسى / لا يرحم الرحمنُ من لا يرحمُ
بلادي هواها في لساني وفي دمي
بلادي هواها في لساني وفي دمي / يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ / ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها / يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ / فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها / فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ / تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها / تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره / أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها / فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها / وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ / على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ / إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي / وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً / حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً / همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً / لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف / يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والأَبصا / رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه / وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ / وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي / وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي / وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما / أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً / في بلادي من الرجال العظام
فأَشيدُ المدارس الشمَّ فيها / لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو / مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي / ما بِجسم البلادِ من أسقام
إنها روحها وما بسوى الرو / حِ تكون الحياة بالأجسام
إذا ما دعاكَ الحقُّ للظلمِ مرّةً
إذا ما دعاكَ الحقُّ للظلمِ مرّةً / وقد كنتَ ذا حلمٍ فلا تَكُ ذا حلمِ
فإن من الإشفاقِ إن زَاغَتِ النّهى / عن الحقِّ ميلُ المشفقينَ من الظلمِ
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ / تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ
وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً / ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ
وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ / إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ
رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي / وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ
فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ / كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ
ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً / ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ
فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ / لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ
ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ / كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ
فلو تدرِ العوالمُ ما درينا / لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ
بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ / إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ
يلُمكمْ على خيرِ السجايا / ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ
فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ / كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ
وقوموا في لياليهِ الغوالي / فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ
وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي / وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ
وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم / فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ
يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا / وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ
وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ / إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ
ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي / فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى
يا غلامُ ارقبِ الفجرَ حتى / يتجلى فنادي للمدامِ
بينَ شمسٍ تدورُ في كفِّ بدرٍ / وعيونٍ من الزهورِ نيامِ
تترامى بها الصَّبا عن يميني / ويساري وتنثني من أمامي
وإذا ما شربتَ خديهِ فاملأ / واسقنيها كخدِهِ يا غلامي
وأدرها تروني فلو أني / غيرُ مضنىً سكبتها في عظامي
واطرح الهمّ للعواذلِ حتى / يَقضيَ اللهُ بيننا بسلامِ
تضربُ كالقلبِ شفَّهُ السقمُ
تضربُ كالقلبِ شفَّهُ السقمُ / كأن فيها الهمومَ تصطدِمُ
ذاتُ محيا أظلُ أقرأ من / خطوطهِ ما يخطهُ القلمُ
تذكرني ما يمرُ من عمري / فكلُّ يومٍ يجدُّ لي ندمُ
وليسَ إما سعتْ عقاربها / يدبُّ في غير مهجتي الألمُ
ولا إذا عجلت فجائعها / في غيرِ ضيقِ القلوبِ تزدحمُ
ما إن تراعي لأهلها ذمما / إن رعيت عند أهلها الذممُ
وما أراها سوى الزمان أما / يدورُ فيها النعيمُ والنقمُ
يا أختَ ذاتِ البروجِ هل حجبتْ / طوالعُ السعدِ هذهِ الظلمُ
وهل تعودُ الجدودُ ثانيةً / من بعدِ هذا العبوسِ تبتسمُ
وما أثبتَ الهمّ في الصدورِ إذا / أمستْ ليالي الحياةِ تنهزمُ
ألا لا تلمهُ اليومَ أن يتألما
ألا لا تلمهُ اليومَ أن يتألما / فإن عيونَ الحي قد ذرفتْ دما
رأى من صروفِ الدهرِ في الناسِ ما أرى / وعلمه الدهر الأسى فتعلما
ولم يكُ ممن يملكُ الهمُ قلبَهُ / ولكنْ أتاهُ الهم من جانبِ الحمى
هنالكَ حيٌّ كلما عنَّ ذكرهُمْ / تقسمَ من أحشائهِ ما تقسما
يمثلهم في قلبهِ كلُّ لاعجٍ / وترمي بهِ ذكراهم كل مرتمى
فمن مرسلٍ عينيهِ يبكي وقد جرتْ / مدامعهُ بينَ الغضا لتضرما
ومن واجدٍ طاوٍ على حسراتهِ / ولو انها في شامخٍ لتهدما
ومن ذي غنىً يشكو إلى الله أمرهُ / وقد باتَ محتاجاً إلى الناسِ معدما
ومن ذاتِ خدرٍ لم تجدْ غيرَ كفِها / نقاباً ولم تترك لها النارُ محتمى
جرتْ في مآقيها الدموعُ غفيفةً / وقد كشفتْ للناسِ كفاً ومعصما
وباتتْ وباتَ القومُ عنها بمعزلٍ / مناجيةً رباً أبرَّ وأرحما
وعذراء زفتها المنونُ فلم تجدْ / سوى القبر من صهرٍ أعفَ وأكرما
فحطَّتْ أكفَّ الموتِ عنها لثامها / وهيهاتَ بعدَ الموتِ أن تتلثما
ومن والدٍ برٍّ وأمٍّ رحيمةٍ / تنوحُ على من غالهُ الموتُ منهما
فجيعانِ حتى لا عزاءَ سوى الرِّضا / وكانَ قضاءُ اللهِ من قبلُ مبرما
فإن رأيا طفلاً تجشمتِ البكا / على طفلها بعدَ الرضا وتجشما
وإن هجعا أرضاهما الوهمُ في الكرى / وساءَهما بعد الكرى ما توهما
ووالدةٌ ثكلى وزوجٌ تأيمتْ / ومرضعةٌ حسرى وطفلٌ تيتما
وقومٌ وراءَ الليلِ لا يطرقُ الكرى / عيونهمُ إن باتتِ الناسُ نوّما
فمن مطرقٍ يروي الثرى بدموعهِ / كأنَّ الثرى يشكو إليهِ من الظما
ومن طامحٍ للأفقِ حتى كأنهُ / على العدمِ يستجدي من الأفقِ أنجما
حنانيكَ يا رباهُ كم باتَ سيدٌ / يمدُّ يديهِ يسألُ الناسَ مطعما
وكم من أشمِّ الأنفِ أرغمَ أنفهُ / وما كانَ يوماً يطرقُ الرأسَ مرغما
إذا همَّ بالتسآلِ أمسكَ بعدها / حياءً فلم يفتح بمسألةٍ فما
وكم من فتىً غلتْ يداهُ عن العلا / وقد كانَ مجدولَ الذراعينِ ضيغما
أتتهمم وراءَ النارِ كلُّ فجيعةٍ / تسوقُ لهم في ميت غمرٍ جهنما
إذا عصفتْ شدَّت إلى الناسِ شدّةً / فلم تبقَ بينَ البائسينَ منعما
وإن زفرتْ شابَ الوليدُ لهولها / وكانَ خليقاً أن يشيبَ ويهرما
يحومُ عليها الموتُ من كلِّ جانبٍ / وقد نطرَ الأرواح أقبلتَ حوّما
فلو كانَ يستسقى الغمامُ بمثلها / لأغرقنا من صيّبِ الغيثِ ما هما
سلامٌ على تلكَ الديارِ وقد غدتْ / طلولاً تناجيها الدموعُ وأرسُما
فكم طللٍ قد باتَ يرثي لصحبهِ / ولو أنهُ استطاع الكلامَ تكلما
وكم منزلٍ قد باتَ قبراً لأهلهِ / وباتوا بهِ جلداً رفاةً وأعظما
سلامٌ على الباكينَ مما دهاهم / على حينِ لا تجدي دموعُ ولا دما
سلامٌ عليهم إن في مصرَ عصبةٌ / سراعاً إلى دفعِ الردى أين خيّما
فكم فرجوا عن كلِّ نفسٍ حزينةٍ / فما غبسَ المحزونُ حتى تبسما
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى / وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ
قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ / قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ
إذا ما بكيتُ فنحْ يا حمامْ
إذا ما بكيتُ فنحْ يا حمامْ / وطارحْ أخاكَ شجونَ الغرامْ
ويا نفحاتُ الصباحِ احملي / بجيبِ الصبا نفحاتِ السلامْ
ومرِّي بتلكَ الديارِ التي / بكيتُ عليها بكاءَ الغمامْ
فكم زمنٍ هامَ فيها الفؤادُ / بينَ الفتاةِ وبينَ الغلامْ
بكيتَ لصحبي فابكيتهمْ / وكم مستهامٍ بكى مستهامْ
وذو الشوقِ يرثي لأخوانهِ / كذي السقمِ يرحمُ أهلَ السقامْ
الا فرعى اللهُ ذاكَ الأنيسَ / وإن كانَ روَّعنا بالخصامْ
هو البدرُ لكنهُ ظالمٌ / وذلكَ يكشفُ عنا الظلامْ
وقالَ صحابي خذ في المنى / فقلتُ أراهُ ولو في المنامْ
ومن لي بذاكَ الرضابِ الذي / أرى كلَّ خمرٍ سواهُ حرامْ
لقد هجرَ الحبُّ جلَّ القلوب / ولكنهُ في ضلوعي أقامْ
هجروكَ بعدَ صبابةٍ وغرامِ
هجروكَ بعدَ صبابةٍ وغرامِ / وأراكَ لا تنسى هوى الآرامِ
أتبعتهمْ نفساً عليكَ عزيزةً / وطويتَ جنبيها على الآلامِ
كم تحتَ جنحِ الليلِ مثلكَ مدنفاً / أنسى الليالي عروةَ بن حزامِ
يجري مع الأوهامِ حتى أنهُ / لتكادُ تحسبهُ من الأوهامِ
يا قلبُ كم لكَ في الهوى من صبوةٍ / ضربتْ بكَ الأمثالَ في الأقوامِ
عدوا عليَّ مآثماً لم أجنِها / والحبُّ يا قلبي من الآثامِ
فدعِ الهوى يجري كما شاءَ الهوى / إن الحسانَ كثيرةُ اللوامِ
كم بتُّ أحلمُ بالمنامِ وما أرى / تجدي عليَّ لذاذةُ الأحلامِ
فادرأ همومَ العيشِ بالكأسِ التي / تحكي عجائزها عن الأقوامِ
صهباءُ إن مستْ فؤادي مرةً / غسلتْ بجنبي كلَّ جرحٍ دامي
سموا أباها الكرمَ حينَ تبذلتْ / في فتيةٍ شمِّ الأنوفِ كرامُ
وتراوحوا كاساتها فكأنما / عادتْ بها الأرواحُ للأجسامِ
يا رحمةَ العشاقِ من أحبابهمْ / ناموا وباتوا الليلَ غيرَ نيامِ
حتى إذا انطفأتْ مصابيحُ الدجى / وأضاءَ فودُ الليلِ ظلامِ
خبأوا الهوى بينَ القلوبِ وأصبحوا / وتوارتِ الأزهارُ في الأكمامِ
اراكَ نسيتَ يا ظبي الصريم
اراكَ نسيتَ يا ظبي الصريم / ليالي ذلكَ الأنسِ القديمِ
ولجَّ بكَ الجفاءُ فما تبالي / بما ألقى من الوجدِ الأليمِ
وطالَ عليَّ همُّ الهجرِ حتى / لقدء سئمتْ ملازمتي همومي
وكنتُ أرى لهذا الدهرِ حلماً / ولكن ضاقَ بي صدرُ الحليمِ
وعهدي بالهوى ملكاً رحيماً / فأينَ تعطفُ الملكِ الرحيمِ
ليالي والصبا غصنٌ رطيبٌ / يكادُ يمجُّ من ماءِ النعيمِ
فكم من ليلةٍ بتنا نشاوى / كما شاءتْ لنا بنتُ الكرومِ
وقد أوحتْ إليَّ بكلِّ معنىً / أخفَّ عليكَ من مرِّ النسيمِ
فمن غزلٍ كأنَّ السحرَ فيهِ / ومن عتبٍ كعافيةِ السقيمِ
ولا غيٌّ سوى غيِّ التَّصابي / ولا عبثٌ سوى عبثِ النديمِ
وبتنا والكؤوسُ مصففاتٌ / تباهي الجيدَ بالعقدِ النظيمِ
إذا رُحنا لها تحنو علينا / حنوَّ المرضعاتِ على الفطيمِ
وتخدعنا مدامتُها فتُغضي / كما يُغضي الحميمُ عن الحميمِ
جلوناها وعينُ الفجرِ توحي / لواحظَها إلى الليلِ البهيمِ
وكانَ الروضُ مطلولَ الحواشي / وذاكَ النهرُ مصقولَ الأديمِ
تعرضَ للنجومِ على جفاها / فزارتهُ خيالاتُ النجومِ
ويومٍ قد قطعناهُ حديثاً / ألذُّ من الأماني للعديمِ
على إفكِ العواذلِ واللواحي / وظنة كلّ أفاكٍ أثيمِ
يلاحظني وألحظهُ كلانا / كما نَظَرَ اليتيمُ إلى اليتيمِ
وما أنسى مواعدهُ وقولي / عسى يومٌ أهنأُ بالعقيمِ
ولا أنسى بكائي يومَ غنى / إذا غضبتْ عليكَ بنو تميمِ
فيا ريحانَ كلِّ فتىً شجيِّ / حبيبٍ أو خليلٍ أو كليمِ
ويا ملكَ القلوبِ وقد أراهُ / علا منها على العرشِ العظيمِ
لقد عذبتني بالهجرِ ظلماً / فهل لي من يعينُ على الظلومِ
وما أبقيتَ يومَ صددتَ روحي / فما تبقى من الجسدِ الرميمِ
أحاطَ بكَ الوشاةُ وكنتَ تدري / غوايةَ كلِّ شيطانٍ رجيمِ
فما لكَ حلتَ عن عهدِ التصابي / وما عهدُ التصابي بالذميمِ
تباركَ من أعدَّ لكلِّ صبٍّ / عذولاً من لئيمٍ أو كريمِ
هلال الشكِ لا تعجبْ إذا ما
هلال الشكِ لا تعجبْ إذا ما / رأيتَ كما أرى هرجَ الأنامِ
فقد حسبوا نحولكَ من نحولي / فخيفَ عليكَ عاقبةُ الغرامِ
أرى المُعدمَ المسكينَ في الناسِ هالكا
أرى المُعدمَ المسكينَ في الناسِ هالكا / وما حيلةُ العرجاءِ بينَ المزاحمِ
كأن لم تكنْ حواءُ في الناسِ أمهُ / ولم يكن بينَ الناطقينَ ابنُ آدمِ
فقولوا لعبادِ الدنانيرَ ويحهمْ / ألا ذكروا يوماً عبيدَ الدراهمِ
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ
رأيتُ ذا الكونَ كلهُ تعبُ / سيانَ فيهِ الوجودُ والعدمُ
والناسُ كالنائمينَ ما لبثوا / فكلُّ ما يشهدونهُ حلمُ
أبدعَ ذاتُ العمادِ مبدعُها / فأينَ راحت بأهلها إرمُ
قد أتعبَ الهمُ قلبي
قد أتعبَ الهمُ قلبي / وشرّدَ الحزنُ نومي
وسامني عنتُ الده / رِ وبعضَ ما سامَ قومي
وقد أرى العيشَ لكن / إلى لقا اللهِ صومي
يخيفني الناسُ بالمو / تِ ما على الناسِ لومي
وكيفَ يخشى المنايا / من ماتَ في كلِّ يومِ
يداكِ أبرُّ بهذا السوار
يداكِ أبرُّ بهذا السوار / فإن صارَ في يدِ أخرى انفصمْ
وصدركِ أولى بمن هو منهُ / فؤاداً ونفساً ولحماً ودمْ
ومن فيكِ تُبعثُ فيهِ الحياة / ويسقمهُ غيرهُ كلُّ فمْ
وما الطفلُ لا زيادةُ بطن / لجدٍّ وأبٍّ وخال وعمْ
فإن تعطِ طفلكِ للخادمين / فما زدتِ إلا عديدَ الخدمْ
أُجثُ خضوعاً واحتراماً لمنْ
أُجثُ خضوعاً واحتراماً لمنْ / أمك في حواءَ من أمها
الا ترى الجنةَ فيما رووا / مطلوبةٌ من تحتِ أقدامها
نعسَ النجمُ ولم أنمْ
نعسَ النجمُ ولم أنمْ / فصفوا لي لذةَ الحلمِ
ليتَ شعري هل أنا ملكٌ / حاكمٌ في النورِ والظلمِ
ما تراني إن قعدتُ لها / وقفَ الليلُ على قدمِ
يا نديمي عد لتذكرنا / عودةَ الأرواحِ للرممِ
لمْ يدعِ فيَّ الغرامُ دماً / وأرى في الكاسِ مثل دمي
راحةٌ في دنّها انعدمتْ / وكذا الأشياءُ من عدمِ
وإذا رقرقتها سطعتْ / نفخةُ الوقَّادِ في الضرمِ
وكأنَّ المزجَ يفرعها / شيبةٌ في عارضي هَرِمِ
وهي والكاسُ على شفتي / قبلاتُ من فمٍ لفمِ
حاربتْ آلامَ عصبتها / ولكم يشكونَ من ألمِ
فلهم في كلِّ آونةٍ / ضجةٌ من خلفِ منهزمِ
يا رجالَ الشعرِ لستُ فتىً / إن أنا لم يطوكم علمي
كيفَ لا تعيي مناظرتي / وهي حبري والهوى قلمي
وأنا في وصفها غَرِدٌ / ترقصُ الدنيا على نغمي
ألا ترى الزهرَ في رباهُ
ألا ترى الزهرَ في رباهُ / كأنهُ قلبي السليمُ
كأنَّ أغصانهُ الحواني / هذا وليٌّ وذا يتيمُ
تعاشقتْ مثلما ترانا / هذا صحيحٌ وذا سقيم
وكلما تنثني غِضاباً / يُصلحُ ما بينهما النسيمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025