المجموع : 22
لا برَّ في الحُبِّ يا أهلَ الهوى قسَمي
لا برَّ في الحُبِّ يا أهلَ الهوى قسَمي / ولا وَفَتْ للعُلى إنْ خُنتُكُمْ ذِمَمي
وإنْ صبَوْتُ إلى الأغيارِ بَعدَكُمُ / فلا ترقّتْ إلى هاماتِها هِمَمي
وإنْ خَبَتْ نارُ وجدي بالسُّلوِّ فلا / ورّتْ زنادي ولا أجرى النُهى حِكَمي
ولا تَعصْفرَ لوني بالهوى كمَداً / إنْ لم يورِّدْهُ دَمعي بعدَكمْ بدَمي
ولا رَشَفْتُ الحُميّا منْ مراشِفِها / إنْ كان يَصفو فؤادي بعدَ بعدكمِ
ولا تلذّذْتُ في مُرِّ العَذابِ بكمْ / إنْ كان يعْذُبُ إلّا ذِكرُكُمْ بفَمي
خلَعْتُ في حبِّكمْ عُذري فألبَسَني / تجرُّدي في هَواكمْ خِلعةَ السّقَمِ
ما صِرْتُ في الحبّ بين الناس معرفةً / حتى تنكّر فيكمْ بالضّنى علَمي
لقد قضيْتُم بظُلْمِ المُستجير بِكُم / ويلاهُ منْ جَورِكُمْ يا جِيرةَ العلَمِ
أما وسُودِ لَيالٍ في غدائرِكُم / طالتْ عليّ فلمْ أُصبحْ ولمْ أنَمِ
لولا قُدودُ غَوانيكُمْ وأنمُلُها / ما هزّ عِطفي ذِكرُ البانِ والعلَمِ
كلّا ولولا الثّنايا مِنْ مَباسمِكُمْ / ما شاقَني بالثّنايا بارِقُ الظُّلَمِ
يا جيرةَ البانِ لا بِنتُمْ ولا برِحَتْ / تبكي عليكُمْ سُروراً أعيُنُ الدِّيَمِ
ولا اِنْجَلى عنكمُ ليلُ الشّبابِ ولا / أفَلتُمُ يا بُدورَ الحيِّ منْ إضَمِ
ما أحْرَمَ النّومَ أجفاني وحرّمَهُ / إلّا تغَيُّبُكُمْ يا حاضِري الحرَمِ
غِبْتُمْ فغيّبْتُمُ صُبحي فلسْتُ أرى / إلّا بقايا ألمّتْ فيهِ منْ لِمَمي
صبراً على كُلِّ مرٍّ في مَحبَّتِكُمْ / يا أملَحَ النّاسِ ما أحلى بكُم ألَمي
رِفْقاً بصبٍّ غدَتْ فيكمْ شَمائلُه / مَشمولةً منذُ أخذِ العَهْدِ بالقِدَمِ
حَليفِ وَجْدٍ إذا هاجَتْ بَلابِلُهُ / ناجى الحَمامَ فداوَى الغَمَّ بالنَّغَمِ
يَشكو الظّما فإذا ما مرّ ذِكرُكُمُ / أنْساهُ ذِكرَ وُرودِ البانِ والعلَمِ
حيُّ الهوى مَيّتُ السُلوانِ ذو كَبِدٍ / مَوجودةٍ أصبحتْ في حيّزِ العدَمِ
خافَ الرّدى منذُ جرّتْ سُودُ أعيُنِكمْ / بيضَ الظُبى فاِستَجارَتْ رُوحهُ بِكُمِ
اللّهَ فيها فقد حلّتْ جِوارَكُمُ / والبِرُّ بالجارِ منْ مُستحْسَنِ الشِيَمِ
لمّا إليكُمْ ضَلالُ الحبِّ أرشدَها / ظلّتْ لديكُم بظِلِّ الضّالِ والسَّلَمِ
يا حبّذا لكَ منْ عَيشِ الشبيبة والد / دَهرُ العَبوسُ يُرينا وجهَ مُبتَسمِ
فَيا رَعى اللّهُ سُكّانِ الحِمى وحَمى / حيَّ الحجونِ وحيّاهُ بمُنْسَجِمِ
وحبّذا بيضُ لَيلاتٍ بسَفحِ مِنىً / كانت قِصاراً فَطالَتْ منذُ بَينِهِمِ
أكرِمْ بهمْ منْ سَراةٍ في شَمائلِهمْ / قد صيّروا كلَّ حُرٍّ تحت رِقِّهمِ
رُماةُ غُنجٍ لأسبابِ الرّدى وُسِموا / باِسْمِ السِّهامِ وسمّوها بكُحْلِهِمِ
صُبحُ الوجوهِ مَصابيحٌ تظنُّهمُ / زَرّوا الجيوبَ على أقمارِ لَيلهِمِ
إذا اِكْتَسى الليلُ من لألائهم ذَهباً / أجرى السّرابَ لُجَيناً فوقَ أرضِهمِ
كأنّ أمَّ نُجومِ الأفقِ ما وَلدَتْ / أُنثى ولا ذَكراً إلّا بحيّهمِ
أو أنّ نَسرَ الدُجى بَيضاتُهُ سقطَتْ / للأرضِ فاِستحضَنَتها في خُدورِهمِ
لانتْ كَلينِ القَنا قاماتُهُمْ وحكَتْ / أجفانُ بيضهمِ أجفانَ بِيضهمِ
تقسّمَ البأسُ فيهِم والجَمالُ مَعاً / فشابَهَ القِرْنُ منهمْ قَرْنَ شَمسهمِ
تُناطُ حُمرُ المَنايا في حَمائلِهِمْ / وسُودُها كائناتٌ في جُفونهِمِ
مُفَلّجاتٌ ثَناياهُمْ حَواجِبهُمْ / مَقرونةٌ بالمَنايا في لِحاظِهمِ
كلُّ المَلاحةِ جُزءٌ من مَلاحتِهمْ / وأصلُ كلِّ ظَلامٍ منْ فُروعهمِ
وا طولَ ليلي ووَيْلي في ذَوائِبِهمْ / ورقّتي ونُحولي في خُصورِهمِ
إنّ النفوسَ الّتي تَقضي هَوىً وجوىً / فيهِمْ لأوْضَحُ عُذراً منْ وُجوهِهمِ
غُرٌّ عن الدُرِّ لم تفضُلْ مَباسِمَهُمْ / إلّا سَجايا رسولِ اللّهِ ذي الكرَمِ
مُحمّدٍ أحمد الهادي البشير ومَنْ / لولاه في الغَيّ ضلّتْ سائرُ الأمَمِ
مُباركُ الإسمِ مَيمونٌ مآثرهُ / عمّتْ فآثارُها بالغَوْرِ والأكَمِ
طَوْقُ الرسالةِ تاجُ الرُّسْل خاتِمُهُمْ / بل زينةٌ لِعبادِ اللَّهِ كُلِّهمِ
نورٌ بَدا فاِنجلى غمُّ القلوبِ بهِ / وزالَ ما في وُجوهِ الدّهْرِ من غُمَمِ
لو قابَلَتْ مُقلةَ الحِرباءِ طلعَتُهُ / ليلاً لرُدَّ إليها الطّرفُ وهوَ عَمي
تشفي منَ الدّاءِ والبَلواءِ نِعْمَتُهُ / وتنفُخُ الروحَ في البالي من الرِّمَمِ
كمْ أكْمَهٍ بَرِئَتْ عَيناهُ إذْ مُسِحَتْ / من كفّهِ ولَكَمْ بالسّيفِ قدَّ كَمي
وكم لهُ بسِنينِ الشُهْبِ عارفةٌ / قد أشرَقَتْ في جِباهِ الأليُلِ الدُهُمِ
لُطفٌ منَ اللّهِ لوْ خُصَّ النّسيمُ بِما / فيهِ منَ اللُطفِ أحْيا مَيّتَ النَّسَمِ
على السّمواتِ فيهِ الأرضُ قد فخَرَتْ / والعُرْبُ قد شَرُفَتْ فيهِ على العَجَمِ
سُرَّتْ بمَولدِهِ أمُّ القُرى فنَشا / في حِجْرِها وهْوَ طِفلٌ بالغ الحلُمِ
سيفٌ بهِ نُسَخُ التّوراةِ قد نُسِخَتْ / وآيةُ السّيفِ تَمحو آيةَ القلَمِ
يَغشى العِدا وهْوَ بسّامٌ إذا عَبَسوا / والمَوتُ في ضَحَكاتِ الصّارمِ الخَذِمِ
يفترُّ للضّرْبِ عنْ إيماضِ صاعِقةٍ / وللنّدى عن وَميضِ العارضِ الرَّذِمِ
إذا العَوالي علَيهِ بالقَنا اِشتَبَكَتْ / ظنَنْتَ في سَرْجِهِ ضِرْغامَةَ الأُجُمِ
قد جلَّ عنْ سائِرِ التّشبيهِ مَرتبةً / إذ فوقَهُ ليسَ إلّا اللّهُ في العِظَمِ
شرِّفْ بتُربتهِ العِرنينَ مُنتَشِعاً / فشَمُّ تُربَتهِ أوفى منَ الشَّمَمِ
هوَ الحبيبُ الّذي جُنِنْتُ فيه هوًى / يا لائِمي في هَواهُ كيفَ شِئتَ لُمِ
أرى مَماتي حَياتي في محبّتهِ / ومحنتي وشَقائي أهنَأَ النِّعَمِ
أسكَنْتُهُ بِجَناني وهوَ جنّتُهُ / فأثْلجَتْ فيهِ أحشائي على ضرَمِ
عيناً تُهوّمُ إلّا بعدَ زَورَتهِ / عَدِمْتُها وفُؤاداً فيهِ لم يَهِمِ
واهاً على جُرعةٍ منْ ماءِ طَيبةَ لي / يُبَلُّ في بَرْدِها قَلْبٌ إليه ظَمي
للّهِ رَوضةُ قُدسٍ عندَ مِنبَرِهِ / تعُدُّها الرُّسْلُ منْ جنّاتِ عدْنِهمِ
حديقةٌ آسُها التّسبيحُ نَرجِسُها / وسْنى عُيونِ السّهارى في قِيامهِمِ
تبدو حَمائِمُها ليلاً فيُؤنِسُها / رجْعُ المُصَلّينَ في أوْرادِ ذِكرِهمِ
قد ورّدَتْ أعيُنُ الباكينَ ساحتَها / ونوّرَتْ جوَّها نِيرانُ وَجْدِهمِ
كفى لأهلِ الهَوى شُبّاكُهُ شَبكاً / فكَمْ بهِ طائراتٌ منْ قُلوبهمِ
نَبيُّ صِدْقٍ بهِ غُرُّ المَلائِكِ لا / تنفكُّ طائِفةً من أمرِ رَبِّهمِ
والرُسْلُ لم تأتِهِ إلّا لتَكْسِبَ منْ / سَناهُ أقمارُهُمْ نُوراً لتِمِّهمِ
فيه بَنو هاشمٍ زادوا سَناً وعُلاً / فكانَ نوراً على نورٍ لشِبْهِهمِ
أُصولُ مَجدٍ لهُ في النّصرِ قد ضَمِنوا / وُصولَهمْ للأعادي في نُصولِهمِ
زهرٌ إلى ماءِ عَلياءٍ به اِنتَسَبوا / أمْسَوا إلى البَدْرِ وافى الشُهْبَ بالرُجُمِ
مَنْ مِثلُهم ورَسولُ اللَّه واسطةٌ / لِعقدهمْ وسِراجٌ في بُيوتهمِ
ما زال فيهمْ شِهابُ الطُّورِ متّقِداً / حتّى تولّد شَمساً منْ ظُهورهِمِ
قد كان سرّاً فؤادُ الغَيبِ يُضْمِرهُ / فضاقَ عنهُ فأضحى غيرَ مُكتَتِمِ
هَواهُ ديني وإيماني ومُعتقَدي / وحبُّ عِترتهِ عَوني ومُعتصمي
ذرّيّةٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ قد طَهُروا / وطُهِّروا فصفَتْ أوصافُ ذاتهمِ
أئمّةٌ أخذَ اللّهُ العُهودَ لهمْ / على جميعِ الوَرى من قَبلِ خَلْقِهمِ
قد حقّقَتْ سُورةُ الأحزابِ ما جحَدَتْ / أعداؤُهمْ وأبانَتْ وجهَ فَضلِهمِ
كَفاهُمُ ما بِعَمّى والضُحى شَرَفاً / والنورِ والنّجمِ من آيٍ أتتْ بهمِ
سلِ الحَواميمَ هلْ في غَيرهمْ نزلَتْ / وهل أتى هلْ أتى إلّا بمَدحِهمِ
أكارِمٌ كرُمَتْ أخلاقُهُمْ فبَدَتْ / مثلَ النُجومِ بماءٍ في صفائِهمِ
أطايبٌ يَجدُ المُشتاقُ تُربتَهُمْ / ريحاً تدلُّ على ذاتيّ طيبِهمِ
كأنّ منْ نفَسِ الرّحمنِ أنفُسهمْ / مخلوقةٌ فهْوَ مَطويٌّ بنَشْرِهمِ
يَدري الخَبيرُ إذا ما خاضَ عِلمَهمُ / أيُّ البُحورِ الجَواري في صُدورهمِ
تنسّكوا وهمُ أُسْدٌ مظفّرةٌ / فاِعجَب لنُسكٍ وفتْكٍ في طِباعِهمِ
على المَحاريبِ رُهبانٌ وإن شَهِدوا / حرباً أبادوا الأعادي في حِرابِهمِ
أينَ البُدورُ وإن تمّتْ سَنىً وسمَتْ / منْ أوجُهٍ وسَموها في سُجودِهمِ
وأينَ تَرتيلُ عقدِ الدُرِّ من سُوَرٍ / قد رتّلوها قِياماً في خُشوعِهمِ
إذا هَوى عين تَسنيمٍ يهُبُّ بهمْ / تدفّقَ الدّمعُ شَوقاً من عُيونهمِ
قاموا الدُجى فتجافَتْ عن مَضاجعِها / جُنوبُهُمْ وأطالوا هَجرَ نَومِهمِ
ذاقوا من الحبِّ راحاً بالنُهى مُزِجَتْ / فأدركوا الصّحوَ في حالاتِ سُكرِهمِ
تبصّروا فقضَوْا نَحباً وما قُبِضوا / لِذا يُعدّونَ أحياءً لمَوتهمِ
سُيوفُ حقٍّ لدين اللَّه قد نصَروا / لا يَطْهُرُ الرِّجْسُ إلّا في حُدودِهمِ
تَاللّهِ ما الزّهرُ غِبَّ القَطْرِ أحسَنَ منْ / زَهرِ الخلائِقِ منهمْ حينَ جُودِهمِ
همُ وإيّاهُ ساداتي ومُستَنَدي ال / أقوى وكعبةُ إسلامي ومُستَلَمي
شُكراً لآلاء ربّي حيثُ ألهمَني / ولاهُمُ وسَقاني كأسَ حُبّهمِ
لقد تشرّفْتُ فيهمْ محْتِداً وكَفى / فخراً بأنّيَ فرعٌ منْ أصولِهمِ
أصبَحْتُ أُعزى إليهمْ بالنّجارِ على / أنّ اِعتقادِيَ أنّي منْ عَبيدهمِ
يا سيّدي يا رسولَ اللَّهِ خُذْ بيَدي / فقدْ تحمّلْتُ عِبئاً فيه لمْ أقُمِ
أَستغفِرُ اللَّهَ ممّا قد جَنَيْتُ على / نفسي ويا خَجَلي منهُ ويا ندَمي
إنْ لم تكُنْ لي شَفيعاً في المَعادِ فمَنْ / يُجيرُني من عَذابِ اللَّه والنِقَمِ
مَولايَ دعوةَ محتاجٍ لنُصرَتِكُمْ / ممّا يَسوءُ وما يُفضي إلى التُهمِ
تَبلى عِظامي وَفيها من مودّتِكُم / هوىً مُقيمٌ وشوقٌ غيرُ منصرِمِ
ما مرّ ذِكرُكُم إلّا وأَلزَمني / نثرَ الدموعِ ونَظمَ المَدْحِ في كَلِمي
علَيكمُ صَلواتُ اللّهِ ما سَكِرَتْ / أرواحُ أهلِ التُقى في راحِ ذِكرِهمِ
نِصالٌ من جُفونِكِ أم سِهامُ
نِصالٌ من جُفونِكِ أم سِهامُ / ورُمحٌ في الغِلالةِ أم قَوامُ
وبلّورٌ بخدِّكِ أم عَقيقٌ / وشهدٌ في رُضابِكِ أم مُدامُ
وشمسٌ في قِناعِكِ أم هِلال / تزيّا فيكِ أو بدرٌ تَمامُ
وجيدٌ في القِلادةِ أم صَباحٌ / وفرْعٌ في الفَقيرةِ أم ظَلامُ
أمَا وَصَفاءِ ماءِ غديرِ ماءٍ / تلهَّبَ في جَوانبِه الضِّرامُ
وبيضِ صِفاحِ سودٍ ناعِساتٍ / لنا بجُفونِها كمنَ الحِمامُ
لقد كسَرَ الغرامُ لُهامَ صَبري / فهِمْتُ وحبّذا فيكِ الهيامُ
وأسقَمَني اِجْتِنابُكِ لي فجسْمي / كطَرْفِكِ لا يُفارقُه السّقامُ
بروحي البارقُ الواري إذا ما / تزحْزَحَ عن ثَناياكِ اللِّثامُ
وبالدُّرِّ الشّنيبِ عُقودُ لَفظٍ / ينظّمُها بمنطقِكِ الكَلامُ
سقى غيثُ السُرورِ حُزونَ نَجدٍ / وجادَ على مرابِعِها الغَمامُ
ديارٌ تكفُلُ الآرامَ فيها / عِتاقُ الخيلِ والأُسْدُ الكِرامُ
بُروجٌ تُشرِقُ الأقمارُ فيها / بأطواقٍ وتحجُبُها خِيامُ
إذا نشَرَتْ غَوانيها الغَوالي / تعطّرَ في مَغانيها الرَّغامُ
أَلا رَعياً لأيّامٍ تقضّتْ / بها والبَيْنُ مُنْصُلُهُ كَهامُ
وأحزابُ السُرورِ لَها قُدومٌ / إلينا والهُمومُ لَها اِنهِزامُ
ومَمشوقِ القَوامِ إذا تثنّى / يكادُ عليهِ أن يقعَ الحَمامُ
إذا ما قيسَ بالأغصانِ تاهَتْ / غُصونُ البانِ واِفتحرَ البشامُ
تبيتُ لديهِ أجفانُ المَواضي / مشرّعةَ النّواظِرِ لا تنامُ
هجَمْتُ عليه والآفاقُ لُعْسٌ / مراشِفُها وللشُّهْبِ اِبتِسامُ
وهِندُ الليلِ في قُرْطِ الثُريّا / تقرّطَ والهِلالُ له خِزامُ
فلمْ أرَ قبْلَهُ بَدراً بخِدْرٍ / ولا شَمساً يُستِّرُها لِثامُ
ولا من فوقِ أطرافِ العَوالي / سعى قَبلي محبٌّ مُستهامُ
فهل ذاكَ الوِصالُ له اِتّصالٌ / وهل هذا البِعادُ له اِنصِرامُ
عجِبْتُ من الزّمانِ وقد رَمانا / ببَيْنٍ ما لشِعبَيْهِ اِلتِئامُ
فكيف تُصيبُنا منهُ سِهامٌ / وجُنّتُنا ابنُ منصور الهُمامُ
وكيف يُشتُّ أُلْفَتَنا وإنّا / لنا في سِلكِ خِدمتِه اِنتظامُ
عزيزٌ لا يَذِلُّ له نَزيلٌ / ولا يُخشى لديهِ المُسْتَضامُ
وحيدٌ في الفَخارِ بلا شَريكٍ / وفي جَدواهُ تشترِكُ الأنامُ
هُمامٌ قد بَكى الأعناقُ منه / إذا بأكُفِّهِ ضحِكَ الحُسامُ
لئنْ في الخَلْقِ حاكَتْهُ جُسومٌ / فسُحْبُ الوَدْقِ تُشبِهُها الجَهامُ
سعى نحو العُلا فأشادَ بيتاً / سما فيهِ إلى العرشِ الدِّعامُ
جَوادٌ كلُّ عُضوٍ منه غَيثٌ / يَجودُ وكلُّ جارحةٍ لُهامُ
رعى الرحمنُ عَصراً حلّ فينا / بهِ برَكاتُ سيّدنا الهُمامُ
أخو المعروفِ نجلُ المجدِ حرٌّ / نمَتْهُ السادةُ الغُرُّ العِظامُ
تولّى دولةَ المَهدي فأحيا / مناقبَهُ وقد عفَتِ العِظامُ
يَتيهُ صريخُ مَطْلَبِه المُرجّي / بسيرَتِهِ ويفتخِرُ الزِّحامُ
يَفوقُ المُزنَ إن هي ساجَلَتْهُ / ويُفني اليمّ مَورِدُهُ الجمامُ
كريمٌ في أناملِ راحَتَيْه / حياةُ الخَلقِ والموتُ الزّؤامُ
ومُعتَرَكٌ به ودْقُ المَنايا / على الأقرانِ والسُحْبُ القَتامُ
تَسيلُ من النفوسِ له بحارٌ / ونيرانُ الوَطيسِ لها اِضطِرامُ
ثُغورُ البيضِ فيه باسِماتٌ / وقاماتُ الرِّماحِ بها قِيامُ
تجسّم ضَنْكُه فرداً فولّى / جموحُ الأُسْدِ واِنفرجَ الزِّحامُ
هو البطلُ الّذي لو رامَ يوماً / بُلوغَ الشمسِ ما بَعُدَ المَرامُ
ألا يا أيّها الأسَدُ المُحامي / عن الإسلامِ والمَولى الإمامُ
ويا اِبْنَ القادِمينَ على المَنايا / إذا ما الصّيدُ أحجَبَها الصِدامُ
ومَنْ زانتْ وجوهُ النثرِ فيه / وفي تَقريضِهِ حسُنَ النِّظامُ
لقد أمِنَتْ بمَولدِك اللّيالي / وخافَتْ بأْسَكَ النّوَبُ الجِسامُ
وتاهَ العيدُ فيك هوىً وباهى / بكَ الأقطارَ واِفتخرَ الصّيامُ
فما ذا العيدُ إلّا مُستَهامٌ / دعاهُ إلى زيارتِكَ الغَرامُ
فلا عدِمَ اِزديارَكَ كلَّ عامٍ / يمرُّ ولا عَداكَ له سَلامُ
يَلوحُ فتستَدْعي الفِراشَ وتَبْسُمُ
يَلوحُ فتستَدْعي الفِراشَ وتَبْسُمُ / فيفتَرُّ ثَغرُ الصُبْحِ والليلُ مُظلِمُ
وتُبدي ثَناياها لنا كَنْزَ جَوْهرٍ / فترصُدُها في فرعِها وهْوَ أرقَمُ
وتقضي فيَمشي السحرُ في غِمدِ فِتنةٍ / وترنو فيُضحي مُصْلَتاً وهْوَ مُحرِمُ
وتَسعى فتخشى الطّعْنَ من عِطفِ قدِّها / ورُبّ قَوامٍ وهْو رُمحٌ مُقوَّمُ
إمَا وحبابٍ وهو ثغرٌ مُفلَّجٌ / وجامِدِ خمرٍ وهْو خدٌّ معَنْدَمُ
لصِنوان مَسموم السِّهامِ ولحظُها / ومَبْسِمُها والجوهَرُ الفردُ توأمُ
وقامتُها والسّمهريُّ وإنّها / لأعدَلُ منه وهو في الفتكِ أظلَمُ
هي البدرُ في الإشراقِ لولا حِجالُها / وشمسُ الضُحى لولا السِجافُ المخيّمُ
وبيضُ الدُمى لولا البراقِعُ والحَيا / وظبيُ الحِمى لولا الثّوى والتكلّمُ
مَهاةٌ لديها السُمرُ في حرَمِ الهَوى / تُحلُّ دِماءَ الصَّيْد والبِيضُ تحرُمُ
تحفُّ الظِّباءُ العِينُ فيها إذا شدَتْ / وتزأرُ آسادُ الشّرا حينَ تَبغُمُ
فكمْ حوْلَها ليثٌ بحُلّة أرقَمٍ / يطوفُ وكم خِشفٍ بعينيهِ ضيغَمُ
تحامَى حِماها واِحْذَرِ الموتَ دونَها / فليس الحِمى إلّا الحِمامُ المرخّمُ
وما الحِبُّ إلّا أن يكون مزارُه / عَزيزاً إليه لا يَجوزُ التوهّمُ
بحيثُ الدمُ المحظورُ فيه محلَّلٌ / على السيف والماءُ المُباحُ محرَّمُ
وإنّا لَقومٌ قد نَشا في قُلوبِنا / بحبِّ الدِما والمَكرُماتِ التسَنُّمُ
ففي الدُرّ رُخْصٌ عندَنا وهْو جَوهَرٌ / ويغلو لدَينا قيمةً وهْو مَبسِمُ
نفِرُّ إذا يرنو غزالٌ مقنَّعٌ / ونسطو إذا يرنو هِزَبرٌ معمَّمُ
نُضاحِكُ ضوءَ البرقِ وهو مهنّدٌ / ونبكي نجيعاً وهْو ثغرٌ ملثّمُ
ونحذرُ من نَبلِ الرّدى وهْو أعيُنٌ / ونلْقاهُ في لَبّاتِنا وهْو أسهُمُ
ومحجوبةٍ لو ينظُرُ البدرُ وجهَها / لخرّ صريعاً واِنثَنى وهْوَ مُغرَمُ
إذا حدّثَتْ في بُقعةٍ أو تنفّسَتْ / ففي بابلٍ أو باِسْمِ دارِينَ تُوسَمُ
سَقى دارَها ماءَ الطُلى بارقُ الظُّبا / ففي التُربِ منها لا يَسوغُ التيمّمُ
ممنّعةٌ لا يُمكنُ الطّيفَ نحوَها / صُعودٌ ولو أن المجرّة سُلَّمُ
تأتّيْتُها والنّسرُ في الأفْقِ واقعٌ / وبيضُ حَمامِ الأنجُمِ الزُهْرِ تُرجَمُ
وبتْنا كِلانا في العَفافةِ والتُقى / أنا يوسُفٌ وهْي الكريمةُ مَريمُ
وما أنا ممّنْ يتّقي الحتْفَ إن بغى / مَراماً ولا يثنيهِ في الحُبِّ لوَّمُ
ورَكْبٍ تعاطَوا في الدُجى دلَجَ السُّرى / يميلونَ منْ سُكرِ الكَرى لم يهوّموا
سِهاماً على مثلِ القِسيّ اِرْتَمَتْ بهِم / يَؤمّون نَجداً والهَوى حيثُ يمّموا
تَراءَى لهُم قلبي أماماً فغرّهُم / وأوهمَهُم نارَ الغَضا فتوهّموا
أروحُ ولي رَوْحٌ إلى نحوِ رامةٍ / وآرامُها شوقاً تحِنُّ وترأمُ
وقلبٌ إلى نحوِ الحِجازِ وأهلِه / يغورُ به الوُدُّ الصّحيحُ ويُتْهِمُ
إذا مرّ ذكرُ الخَيفِ لو لم يكن به / ولاءُ عليٍّ كادَ بالنّارِ يُضرَمُ
جَوادٌ هَوى المعروفَ قبل رَضاعِه / ومال إلى حُبِّ العُلا قبلَ يُفطَمُ
هُمامٌ إذا قامتْ وغىً فهو ساقُها / وإنْ شمّرَتْ عن زَنْدِها فهْو مِعصَمُ
فتىً حُبُّه للمجدِ أفقدَهُ الغِنى / كما فقد السُّلوانَ صبٌّ متيّمُ
يلَذُّ دُعاءُ السامعين بسمعِه / كما لذّ في سمعِ الطَّروبِ الترنُّمُ
كَسا العِرضَ من حُسنِ الثّنا خيرَ حُلّةٍ / لها الفخرُ يُسدي والمَكارِمُ تُلحِمُ
له الطّعَناتُ النُّجْلُ تبكي كأنّها / عُيونٌ رأتْ يومَ النّوى فهْيَ تَسْجُمُ
ولا عجباً يَجري حَياً وهْو شُعلةٌ / ويَضرمُ ناراً في الوغى وهْو خِضْرِمُ
يَصولُ بفجرٍ كاذبٍ وهو صارمٌ / ويسطو بنجمٍ ثاقبٍ وهْو لهذَمُ
دنانيرُه صُفْرُ الوجوهِ لعِلمِها / بأنّ النّوى في شَملهِنّ محكَّمُ
إذا زارَه العافونَ يوماً تشتّتَتْ / كأدمُعِ صَبٍّ قد دعتْهُنّ أرسُمُ
فلو جلسَ الأقمارُ من حولِه دُجىً / دَرَوا أنّه المَولى وإنْ كان منهُمُ
ولو أنفقَتْها في الهِباتِ يَمينُه / لقلَّ لدَيها بَدرُها وهْوَ دِرْهَمُ
ولو كفِلَتْ أهلَ الهوى دِرعُ أمنِه / لردّتْ سِهامَ الأعيُنِ النُجْلِ عنهُمُ
حطَمْنَ عَواليهِ قَنا كُلِّ فتنةٍ / فكِدْنَ لِقاماتِ الدُمى البِيضِ تُحطَمُ
ورُدَّتْ سُيوفُ الجَورِ وهي كليلةٌ / فأوشَكْنَ حتّى أنصُلُ الغُنجِ تكْهَمُ
له بَيتُ مجدٍ شامخٌ في صعيدِه / تعفَّرُ آنافُ المُلوكِ وتُرغَمُ
تُطنِّبُه شمسُ الضُحى في حِبالِها / وتسمُكُه أيدي السِّماكِ وتدعَمُ
يودّ حَصاهُ الدهرُ لو أنّه غَدا / على جِيدِه عِقْداً يُناطُ ويُنظَمُ
وحسبُ الدُجى فخراً بحَصباءِ أرضِه / لو اِنتثرَتْ من فوقِه وهْي أنجُمُ
تُقبِّلُها الأفواهُ حتّى كأنّها / ثُغورُ الغَواني فهْي تُهوَى وتُلثَمُ
نجيبٌ نمَتْهُ الغُرُّ من آلِ حيدَرٍ / مُلوكٌ على كلِّ المُلوكِ تقدّموا
جِنانُ نَعيمٍ غير أنّ سُيوفَهُم / لتعذِيبِ أرواح الطُغاةِ جهنّمُ
مُزانونَ في حَلْي العُلا منذُ خلعِهم / تمائِمَهمْ بالمَكرُماتِ تختّموا
مَصاليتُ يومَ الكَرِّ من شِئتَ منهمُ / به يُصدَم الجيشُ اللُّهامُ ويُهزَمُ
مَضوا وأتى من بعدِهم فأعادَهُم / إلى أن رأى كلَّ الوَرى إنّهم هُمُ
تحدّر في الأصلابِ حتّى أتَتْ به / فكان هو السرُّ الخفيّ المُكتّمُ
أبوهُ ذُكاءٌ أعقبَتْ خيرَ أنجُمٍ / ولكنّه نجمٌ هو البدرُ فيهمُ
كريمٌ لديه زِدْتُ قدْراً ورِفعةً / وتكرمةً والحُرُّ للحُرِّ يُكرمُ
فلي كلَّ حينٍ منه لُطفٌ مجدَّدٌ / ولي كلَّ يومٍ من أيادِيه أنعُمُ
أمَولايَ يا مولايَ دعوةَ مُخلصٍ / حليفِ ولاً في وُدّه لا يُجَمْجِمُ
لقد أوجبَتْ نُعماكَ حجّاً وعُمرةً / على ذمّتي والحجُّ فرضٌ محتّمُ
فهل إذن لي أقضي حُقوقَ مناسكٍ / تُشاركُني فيها الثّوابَ ونَغنَمُ
ليَهنكَ صومُ الشهرِ وُفّيتَ أجرَهُ / وبالعزِّ عُقباهُ لك اللَّهُ يختمُ
وعودةُ عيدٍ قد تزيّن جيدُه / بطَوقِ هِلالٍ نُونُه ليس تُعجَمُ
هِلالٌ إذا قابلْتَه زال نقصُه / فيشرقُ ليلاً وهو بدرٌ متمَّمُ
يصوغ لوِردِ الليلِ مِخلبَ فضّةٍ / ولولاك أمسى وهْو ظُفرٌ مقلَّمُ
فلا زِلتَ تَكسو وجههُ مَنْ سَنا العُلا / ولا زال بالإقبالِ نحوكَ يخدُمُ
لعينيكَ يبدو وهْو قلبُ حَبيبِه / ويَلقى الأعادي وهْو سيفٌ مصمِّمُ
أمنَ البُروجِ تُعدُّ أكناف الحِمى
أمنَ البُروجِ تُعدُّ أكناف الحِمى / فلقد حَوتْ منه المَلاعبُ أنجُما
مغنىً توهّمَتِ الحِسانُ بأرضِهِ / أنّ الهُبوطَ به العُروجُ إلى السّما
أكرِم بها من أوجُهٍ في أوجِه / طلعَتْ على جيشِ الدُجى فتصرّما
فلكٌ تدلّى أطلَساً وإذا اِستوى / هبطَتْ به مصرٌ فصارَ منجّما
في كلِّ سِربٍ من فرائِدِ سربِه / وضعَ الجمالُ من الفراقِدِ توأَما
حسدَ الهِلالُ به السِّوارَ فودّ أنْ / لو حالَ من بدَلِ الذِراعِ المِعصَما
حتّى إذا سطَعَتْ مجامرُ ندِّهِ / لبِسَ النّهارُ عليهِ ليلاً مُظلِما
إن كان ما بينَ الدِيارِ قرابةٌ / فله إلى دارِينَ أطيبُ مُنتَمى
حرَمٌ به يُمسي المهنّدُ مُحرِماً / وترى به الماءَ المُباحَ محرَّما
أروَتْهُ ضاحكةُ السّيوفِ بدَمْعِها / حتّى نهَتْ عن تُربِه المتيمّما
سقياً له من منزلٍ نزلَ الهَوى / بربوعِه وبنى الخِيامَ وخيّما
وبمُهجَتي العرَبُ الألى لولاهُمُ / لم تُعرِبِ الأجفانُ سرّاً مُعجَما
عربٌ إذا ما البرقُ ضاحكَ بينَهم / خجَلاً بأذيالِ السّحابِ تلثّما
يا قلبُ أينَكَ من بُلوغ بُدورِهم / ولو اتّخَذْتَ حِبالَ شمسِكَ سُلَّما
غُرٌّ تغانَوا بالقُدودِ عنِ القَنا / وكفاهُمُ حورُ العيونِ الأسهُما
لبِسَتْ أسودُهمُ الحَديدَ مُسرّداً / وظباؤهُم وشْيَ الحريرِ مسهَّما
تبدو بحيّهِم الغزالةُ في الدُجى / والبدرُ يطلُعُ بالنّهارِ مغَمِّما
من كُلّ ضِرغامٍ بظهرِ نعامةٍ / للطّعن يُمسِك في الأناملِ أرقُما
مَحَتِ السّوادَ خُدودُهُم فتورّدت / وجِفانهُم ممّا سفكْنَ من الدِّما
تجري لَطافتُه بشدّةِ بأسِه / فيَلينُ خَطّيّاً ويَبْسِمُ مِخْذَما
عشِقوا الرّدى فتطلّبوا أسبابَه / فلِذاكَ هاموا في العُيونِ تتيُّما
وترشَّفوا شَهْدَ الشِفاهِ لأنّها / تحكي اِسْمِرارَ اللُدْنِ في لَونِ اللَّمى
ولحبّهم سفكَ الدماءِ وشُربها / شربوا لخَمرَتِها المُدامَ توهُّما
سجنوا العذارى في الخِيامِ فأشبهَتْ / خَفِراتُها بقبابِهم صُوَرَ الدُمى
سدّوا الكَرى من دونِهنّ على الصِّبا / كيْلا يمرَّ بها النّسيمُ مُسلِّما
بوجوهِ فِتيتِهم مَلاحةُ يوسُفٍ / ومآزِرِ الفَتَياتِ عِفّةُ مَريَما
ظهرَ الجمالُ وكان معنىً ناقِصاً / حتّى ألمّ بحيّهمْ فتتمّما
والدُرُّ في الدُنيا تفرّق شملُه / حتّى حوَتْهُ شِفاهُهُم فتنظّما
عذَلوا السُلوَّ عنِ القُلوبِ وحكّموا / فيهنّ سُلطانَ الهَوى فتحكّما
للّهِ كم في حيّهمْ من جُؤذرٍ / يَسطو بمُهجتِه فيصرَعُ ضَيْغما
ولكَمْ بهِم خدٌّ تورّد لونُه / جَدِلاً وخدٌّ بالدُموعِ تعَنْدَما
نظراتُهم تُردي القُلوبَ كما غدَتْ / يدُ مُحْسِنٍ تروي العِطاشَ الهُوَّما
غيثٌ لديهِ رياضُ طُلّابِ النّدى / تَزهو بنُوّارِ النُضار إذا هَمى
سمْحٌ أيادِيه لنا كم أوضحَتْ / من غُرّةٍ بجَبينِ خَطْبٍ أدْهَما
حسَنٌ أزيدَ به الزمانُ مَلاحةً / فحلَتْ مَلاحتُه وكانت عَلقَما
تلقاهُ في الأيّامِ إمّا ضارِباً / أو طاعِناً أو مُعطِياً أو مُطْعِما
طَوراً تَراهُ لجّةً مَورودةً / عذُبَتْ وأونَةً شِهاباً مُضْرَما
لبِسَ العُلا قبل القِماطِ وقبل ما / خلعَ التّمائِمَ بالسّلاحِ تختَّما
في وجهِه نورُ الهُدى وبغِمدِه / نارُ الرّدى وبكفِّه بَحرٌ طَمى
لو أنّ بعضاً من سَماحةِ كفِّه / بيَمينِ قارونٍ لأصبحَ مُعدِما
علَمٌ على ظهرِ الجَوادِ تظنّهُ / علَماً تعرّضَ للكتائِبِ مُعلَما
يهتزّ من طرَبٍ مهنّدُهُ فلَوْ / غنّى الجمادُ لكادَ أن يترنّما
ويكادُ ينطِقُ في البنانِ يراعُهُ / لو أنّ مقطوعَ اللّسانِ تكلّما
وافى وطَرْفُ المجدِ غُضَّ على القَذى / دهراً فأبصرَ فيه من بعدِ العَمى
وأتى الزّمانَ وقد تقطّب وجهُه / غضَباً على أبنائِه فتبسّما
قمرٌ تَلوحُ بوجهِه سِمةُ العُلا / فترسّما آثارها وتوسّما
وتأمّلاهُ فتمّ نورُ سعادةٍ / وسيادةٍ يأبى العُلا أن يُكتَما
تَهمي براحتِه السيوفُ على العِدا / نِقَماً تعودُ على الأحبّةِ أنعُما
نارُ الحديدِ لديهِ في حَرِّ الوغى / أشهى من الماءِ الزُلالِ على الظّما
ليسَ الحَيا طَبعاً خليقَتُهُ السّخا / بل علّمَتْهُ أكُفُّه فتعلّما
لولا فصاحتُه ونسبةُ حَيدَرٍ / لظنَنْتُه يومَ الكريهةِ رُستما
ولدٌ لأكرَمِ والدٍ من معشَرٍ / ورِثوا المكارمَ أكرَماً عن أكرَما
عن جدِّه يروي أبوهُ مآثِراً / لأبيه وهوَ اليومَ يروي عنهُما
وكذاكَ إخوتُهُ الكِرامُ جميعُهم / نقلوا رواياتِ المحامِدِ منهُما
من كلِّ أبلج طلعةٍ من حقِّها / شرَفاً على الأقمارِ أن تستخدِما
مَنْ شئتَ منهُم تلقَهُ في حربِه / والسِّلْم ليثَ وغىً وبحراً مُنعَما
غُرٌّ بأخلاقِ الكِرامِ تشابَهوا / حتّى رأينا الفرْقَ أمراً مُبهَما
فهُمُ البُدورُ السّاطعاتُ وإنّما / بالعدلِ بينَهم الكمالُ تقسّما
مولايَ أنتم سادَتي وسيادتي / منكم وقَدْري في مدائِحِكُم سَما
قرّبتُموني من رفيعِ جَنابِكُم / فغدَوْتُ مرفوعَ الجَنابِ معظَّما
لو لم تُكلّفْني السّجودَ لشُكرِها / نَعماؤُكُم عندي بلغْتُ المِرْزَما
للَّهِ دَرُّك من لَبيبٍ رأيُهُ / لم يُخطِ أغراضَ الزّمانِ إذا رَمى
هُنّيتَ بالوَلَدِ السّعيدِ وخَتْنِه / ورَعاهُ خالقُه الحفيظُ وسلّما
ولدٌ تصوّر يومَ مولدِه النّدى / والمجدُ عادَ إلى الشبيبةِ بعدَما
حملَتْهُ من قمرِ الدُجى شمسُ الضُحى / نالَتْ به نَجلاً تخيّلهُ هُما
طهّرْتُهُ بالخَتْن وهو مطهَّرٌ / قبل الخِتانِ تشرُّعاً وتكرّما
أنّى يطَهّرُ بالخِتان صبيّكُم / أو تنجُسونَ وأنتمُ ماءُ السّما
شهدَتْ لكم آيُ الكِتابِ بأنّكُم / منذُ الوِلادةِ طامِرونَ وقبلَ ما
أنتم بَنو المختارِ أشرفُ عِترةٍ / فعليكمُ صلّى الإلهُ وسلّما
هلمّ بنا يا برْقُ في أبرقِ الحِمى
هلمّ بنا يا برْقُ في أبرقِ الحِمى / نُساقطُ دُرَّ الدّمْعِ فرداً وتوأما
هلمّ بِنا نقضي من النّدْبِ واجِباً / لعصرٍ مضى فيه وعهدٍ تقدّما
فإن كُنتَ لي يا برقُ عَوناً فقُم بِنا / نروّي قُلوباً صادياتٍ وأرسُما
تشبّهتَ بي دعوى ولو كنتَ مُشبِهي / بوجدٍ إذاً أصبحتَ تَبكي معي دَما
فكم بين باكٍ مُستهامٍ وبين مَنْ / تباكى خليّاً وهو يُبدي التبسُّما
تقمّصْتُ ثوباً من دُخانٍ ومهجتي / عليها قميصٌ من لظاكَ تجسّما
فوا عجباً تسقي الرّبوعَ مدامِعي / وقلبي إلى سُكّانِها يشتكي الظّما
أروحُ ولي قلبٌ إذا ما نضَحْتُه / بماءِ عُيوني كي يَبوخَ تضرّما
وأُمسي ولي دمعٌ يَجودُ بمُقلَتي / وثوبٌ إذا ما أحجَمَ الصّبرُ أقدَما
فللّهِ ما أجراهُ في مَعرَكِ النّوى / إذا الوجدُ أجرى جيشَهُ كَرّ مُعلما
فمَنْ لي بعصرٍ كلّما مرّ ذِكرُه / بسمعي حَلا عندي ووصلٍ تضرّما
وليلاتِ أُنس نادمَتني بُدورُها / وفي الأرضِ زارتْني بها أنجمُ السّما
شِهابٌ تظنّ الشُهْبَ فيها لحُسنها / ثُغورَ الغواني البيضِ في حوّةِ اللّما
سقى اللّه مغنىً بالحِمى صوبَ مُزنِه / يَحوكُ له وشيَ الرّبيعِ المُسهّما
ولا برحَتْ فيه الأقاحي ضواحِكاً / ولا صرفَتْ منها يدُ الدّهرِ دِرْهَما
محلٌّ به حلّ الشبابُ تمائِمي / فلا نقصَ إذ أصبحْتُ فيه متمِّما
ومصرعُ أسرى موثَقينَ قُلوبُهم / بحَومَتِه أضحتْ مع الطّيرِ حُوَّما
حَمى حُرمةً مسّ الصّعيد صِعادَه / وأصبح فيه السّيفُ بالحِلِّ مُحرِما
وثغرٌ غدت منه الثّنايا منيعة / فأضحى بنقْعِ الصّافِناتِ ملثّما
قد اِشتبهَتْ آفاقُه في عِراصِه / فكلٌّ حَوى منها بُدوراً وأنجُما
فكم ثَمّ من شمس بلَيلٍ تقنّعتْ / وبدرِ ظلامٍ بالنّهارِ تعمّما
وليثِ عَرينٍ بالحديدِ مسرْبَلٍ / وخِشفِ كِناسٍ بالنُضارِ تخزّما
تميلُ بأثوابِ الحرير غُصونُه / وتنطِقُ بالسحرِ الحلالِ به الدُمى
وتفترُّ عن ميماتِ تِبرٍ حِسانُه / يكادُ بهنّ الحُسنُ أن يتختّما
مكانٌ به كنزٌ من الحُسنِ لم يزل / بآياتِ أرصادِ الحديدِ مطَلْسَما
حمَتْهُ سَراةٌ لا تزالُ رُماتُهم / مفوّقةً للحَتفِ هُدْباً وأسهُما
قد اِتّخذوا للفتكِ والطّعنِ آلةً / قُدودَ العذارى والوشيجَ المقوَّما
يرونَ هَوانَ الحُبّ عِزّاً وسُؤدداً / وأحسنَ آجالِ النّفوسِ التّيتّما
تكادُ الأقاحي خجْلةً من ثُغورِهم / تَعودُ ثناياها شقيقاً مُعَندَما
إذا نظرتْ أقمارُهم عينَ مُبغضٍ / يُطالبُهم في مَغرَمٍ عاد مُغرَما
بروحيَ منهم جيرةٌ جاوَروا الحمى / فجاروا على قلبٍ بهم قد تذمّما
همُ ألهَبوا صدري وفيه توطّنوا / فللّه جنّاتٌ ثوَتْ في جهنّما
حلا لي بهِم مُرُّ العَذابِ كما حَلا / لنفْسِ عليٍّ خوضُها الحتفَ مطْعَما
هُمامٌ لدى الهيجاءِ لو أنّ بأسَه / ببحرٍ طَما في مدّه لتحجّما
وذو عزَماتٍ لو تُصاغُ صوارِماً / لأوشكْنَ في صُمِّ الصّفا أن تُصمّما
سُلالةُ خيرِ المرسَلين مطهّرٌ / أتى طاهِراً من كلّ أبلجَ أكرَما
أجلُّ مُلوكِ الأرضِ قدراً وقُدرةً / وأشرفُهم نفْساً وأطيبُ مُنتَمى
جوادٌ أتى والجوّ جَونٌ فأصبحتْ / أياديه فيه كالشِّياهِ بأدْهَما
ووافى المَعالي بعدما خرّ سقفُها / فشيّد من أركانِها ما تهدّما
إذا الدهرُ أجرى جَحْفَلاً كان قبلَهُ / وإنْ هزّ سيفاً كان كفّاً ومِعصَما
كريمٌ عُيونُ الجودِ لولا وُجودُه / لَفاضَتْ جواريها وأغضَتْ على عَمى
ولُطفٌ بَراهُ اللّه للنّاس مُجمَلاً / فنوّعَهُ بالمَكرُماتِ وقسّما
هو العدلُ إلّا أنّه إذ يَرومُه / عدوٌّ بظُلمٍ كان أدهى وأظلَما
هِلالُ حِمامٍ فوقَه من دِلاصِه / هِلالُ حياةٍ يترُك الحتفَ أقصَما
وبدرُ كمالٍ بالسّروجِ بُروجُه / وليثُ نِزالٍ بالعوالي تأجّما
يرى عاملَ الخطّيّ قدّاً مُهفهفاً / ويحسَبُ إيماضَ اليمانيّ تبسّما
إذا ما تولّى للوثوبِ على العِدا / يكادُ عليه الدِّرْعُ أن يتفصّما
غنيٌّ لديه لا يزالُ من الثّنا / كنوزٌ وإن أضحى من المالِ مُعدما
له نِقَمٌ محذورةٌ عند سُخطِه / ولا غَرْوَ أن عادتْ من العفوِ أنعُما
ضَحوكٌ إذا اِستمطرتهُ فهو بارقٌ / يجودُ وإن جرّبتَهُ كان مِخذَما
وصعبٌ إذا اِستعطَفتَه لانَ جانباً / وعذْبٌ إذا عادَيْتَه صارَ عَلقَما
حوى البأسَ والمعروفَ والنُسكَ والنُهى / وحازَ المعالي والتُقى والتكرّما
أعارَ وميضَ الصّاعقاتِ حُسامَه / وصاغَ لسانَ الموتِ للرُمحِ لهذَما
وبرقَع في فجرِ الصّباحِ جِيادَه / وجلّلها ليلاً من النّقعِ معلَما
فتىً أصلحَ الأيّامَ بعد فسادِها / وكمّل أعوانَ الكِرامِ وتمّما
وبيّن ما بينَ الضّلالةِ والهُدى / فأوضحَ نهجاً طالما كان أقْتَما
وقوّم زَيغَ الدينِ بعد اِعوِجاجِه / فأصبحَ فيه بعدَما كان قيّما
وألزَمَ أهل النُصْبِ بالنّصّ فاِغتدى / فصيحُهمُ لا يُحسنِ النُّطْقَ أبْكَما
فلولاهُ لم يصْفُ الغديرُ من القَذى / وأصبحَ غوْراً ماؤهُ وتأجّما
أفاضَ عليهِ من أدلّةِ فَهمِه / سُيولاً فأضحى طيّبَ الوِردِ مُفعَما
ذكيٌّ إذا قُصّتْ دواوينُ مَدحِه / تنفّسَ صُبحُ الطّرسِ مِسكاً مختّما
له قلمٌ يجري الزّمان بما جرى / ويسعى القَضا في إثر مَسعاهُ حيثُما
يمجّ رُضابَ النّحلِ طوراً لسانُه / وينفثُ طوراً نابُه سُمَّ أرْقَما
يراعٌ يُريعُ البيضَ إمضاءُ حكمِه / فتحسَبُ أمضاهنّ ظُفْراً مقلّما
يترجم ما يوحي إليه جَنانُه / فينثُرُ دُرّاً في السّطورِ منظّما
فصيحٌ عن الأسماءِ جمجمَ لفظُه / وأسمعَ معناهُ القُلوبَ وأفهَما
بروحيَ منه راحةٌ نفحَتْ بها / أناملُه من دوحِه فتكلّما
تتبّع خُضْرَ الخطِّ حتّى اِستوى بها / فحلّ على عينِ الحياةِ وخيّما
وشارفَ منها روضةَ القُدسِ فاِدّعى / إخاءَ عَصا موسى وأقلام مريَما
تقدّسْتَ من طودٍ بأيمَنِ طُورِه / كريمٌ روى فصلَ الخِطابِ وترجَما
أمَولايَ إنّ الدهرَ يعلمُ فضلَكُم / ويعرِفُكُم أندى بَنيه وأكرَما
تملّكتُمُ رِقَّ الزّمانِ وأهلَه / فليس الليالي فيه إلّا لكُم إمَا
لقد كان وجهُ الأرضِ أطلسَ مغبَراً / فأمسى لكم كالأفقِ يزهو منجِّما
تواضُعُكم أدنى مواضعَكُم لنا / وقدرُكم فوقَ السّمواتِ قد سَما
لعمرُك ما جُودُ السّحابِ غريزةً / ولكنّه علّمتَهُ فتعلّما
جرَيْتَ مع الأقدارِ في كلّ غايةٍ / فلم نَدْرِ من كان المؤثّرُ منكُما
بِفَتوى أخيكَ السيفِ زُوِّجت العُلى / فعزّ حِماها حيثُ صِرْتَ لها حِمى
فَدُمْ سالماً ما نبّه الصُبحُ طائِراً / وما هيّجَ الأشواقَ شادٍ ترنّما
ولا زِلْتَ غيثاً برقُه يصعقُ العِدا / ويُنبِتُ نُوّارَ النُّضارِ إذا هَمى
ولا برِحَ الدّهرُ الحَروبُ إذا سَطا / يزورُك بالأفراحِ سِلماً مُسلِّما
ووافاكَ عيدُ الفِطر بالعزّ دائماً / ووفّاك صومُ الدهرِ أجراً معظَّما
يا بركة المجد يا غيث النوال الهام
يا بركة المجد يا غيث النوال الهام / والمروي الصارم الظامي بماءِ الهام
كم قد جبرت فقير وكم كسرت الهام / يا عين علم الإله وسرّه المرموز
بك نهنَ عشر العقول وحارت الأوهام /
الغيث إن خص أحياناً فجودك عام
الغيث إن خص أحياناً فجودك عام / دوام والبحر يغرق إن بكفك عام
واللّيث من خوف باسك سالم الأنغام / والدهر لما شكى الحاجة أتى النوروز
إليك في كل عامٍ يجتدي الإنعام /
كم معركٍ فيهِ يغرق بالدم المعتام
كم معركٍ فيهِ يغرق بالدم المعتام / بلحوم الأقران أقريت القنا المعتام
وتركت جرح التهادن فيهِ لا يلتام / وامطرت روض العوارض بالنجيع القان
وبهِ البروق العوارض والسحاب قتام /
يا من بأعداه شفرات المناصل دام
يا من بأعداه شفرات المناصل دام / وعقال فحل الخطوب الباذل الصلدام
لم نلق قبلك همام في الحروب مدام / يرشف كؤوس الروس بحومة الميدان
ما بين سمر الغوالي والنجيع مدام /
فقت الكهول بإدراكك وأنت غلام
فقت الكهول بإدراكك وأنت غلام / فحكمت وأضحى لطاعتك الزمان غلام
يا واحد عم جودهُ سبعة الأقلام / لك راحة كاد فيها من ندى الإحسان
تخضرّ سمر الرماح وتورق الأقلام /
جودة أكفك وكفك عن ذوي الإجرام
جودة أكفك وكفك عن ذوي الإجرام / فيها تقر النفوس وتشهد الأجرام
يا من يظن السوال على النوال حرام / لا زلت ركن الفخار وكعبة الركبان
ما عرَّس الركب بين الحل والإحرام /
يا باعث الجود بعد الموت والإعدام
يا باعث الجود بعد الموت والإعدام / وبصارم الجود قاتل مهجة الإعدام
وأبيك يا ليتها بالكر والإقدام / ما زارك الغيث إلّا يا فخر عدنان
ليكسب الفخر منك ويلثم الأقدام /
هذا هو العيد أقبل يا حمى الإسلام
هذا هو العيد أقبل يا حمى الإسلام / يقري محياك ألف تحية وسلام
والقاهُ بالبشر يا ابن السادة الأعلام / واِنحر نحور الهموم وضحِّ بالأحزان
واِضرب طبول المسرّه واِنشر الأعلام /
أمين للموت نصلك ما يرى كلمه
أمين للموت نصلك ما يرى كلمه / أبعدتنا عن رضى المحزوم في كلمه
أبعدت عنهُ المحب وحسنت ظلمه / من شمس ما فيك دره نور الظلمه
قصري إليكم صلاتي بالطريق تمام
قصري إليكم صلاتي بالطريق تمام / والتعب راحه وسيري نحوكم إلمام
ورغبة فيكم قادتني بغير زمام / أدري لها عند مثلك حرمةً وزمام
لما نهج النوى بالسير شدَّيتم
لما نهج النوى بالسير شدَّيتم / جفني عن النوم بالأهداب شدّيتم
وبحيرة اللَه عنّي يا يوم ولّيتم / إليَّ يا ليت بعد الصبر وديتم
أحباب لي مهجة بالسير تتراكم
أحباب لي مهجة بالسير تتراكم / ودمعة فوق صحن الخدّ تتراكم
يا جيرةً يهتدي التائه بآرائكم / أموت بالوجد يوم فيهِ ما اراكم
يا جيرةً بالطرب تحيي دياجيكم
يا جيرةً بالطرب تحيي دياجيكم / والقلب محزون وافكارهُ تناجيكم
كم يطردون الفؤَاد اليَّ ويجيكم / نار بجوجاي ما هي في حياجيكم
لما لماضي الحسن جدَّد عذاره رسم
لما لماضي الحسن جدَّد عذاره رسم / أراد خدّهِ بديوان الملاحة رسم
لحفاظ كنز الثغر حولهُ نقش طلسم / بهِ انكتب من حروف الاسم الاعظم اسم
كم ليلةٍ قمت فيها والخلق نوَّما
كم ليلةٍ قمت فيها والخلق نوَّما / لاجل الدعا لك فيها الطرف ما هوَّما
فالحمد لِلّه أعطاني مرادي وما / كذب ظنوني واسكت عنّي اللوَّما