القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 88
أَلَستَ تَرى ما في العُيونِ مِنَ السُقمِ
أَلَستَ تَرى ما في العُيونِ مِنَ السُقمِ / لَقَد نَحَلَ المَعنى المُدَفَّقُ مِن جِسمي
وَأَضعَفُ ما بِيَ بِالخُصورِ مِنَ الضَنا / عَلى أَنَّها مِن ظُلمِها غَصَبَت قِسمي
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ يَومَ وَداعِنا / لَقَد غَفَلَت عَينُ الرَقيبِ عَلى رُغمِ
ضَمَمتُ ضَنا جِسمي إِلى ضُعفِ خِصرِها / لِجِنسِيَّةٍ كانَت لَهُ عِلَّةَ الضَمِّ
رَبيبَةُخِدرٍ يَجرَحُ اللَحظُ خَدَّها / فَوَجنَتُها تَدمى وَأَلحاظُها تُدمي
يُكَلِّمُ لَفظي خَدَّها إِن ذَكَرتُهُ / وَيُؤلِمُهُ إِن مَرَّ مَرآهُ في وَهمي
إِذا اِبتَسَمَت وَالفاحِمُ الجَعدُ مُسبَلٌ / تُضِلُّ وَتَهدي مِن ظَلامٍ وَمِن ظَلمِ
تَغَزَّلتُ فيها بِالغَزالِ فَأَعرَضَت / وَقالَت لَعَمري هَذِهِ غايَةُ الذَمِّ
وَصَدَّت وَقَد شَبَّهتُ بِالبَدرِ وَجهَها / نِفاراً وَقالَت صِرتَ تَطمَعُ في شَتمي
وَكَم قَد بَذَلتُ النَفسَ أَخطُبُ وَصلَها / وَخاطَرتُ فيها بِالنَفيسِ عَلى عِلمِ
فَلَم تَلِدِ الدُنيا لَنا غَيرَ لَيلَةٍ / نَعِمتُ بِها ثُمَّ اِستَمَرَّت عَلى العُقمِ
فَيا مَن أَقامَتني خَطيباً لِوَصفِها / أُرَصِّعُ فيها اللَفظَ في النَثرِ وَالنَظمِ
خُذي الدُرَّ مِن لَفظي فَإِن شِئتِ نَظمَهُ / وَأَعوَزَ سِلكٌ لِلنِظامِ فَها جِسمي
فَفيكِ هَجَرتُ الأَهلَ وَالمالَ وَالغِنى / وَرُتبَةَ دَستِ المُلكِ وَالجاهِ وَالحُكمِ
وَقُلتِ لَقَد أَصبَحتَ في الحَيِّ مُفرِداً / صَدَقتِ فَهَلّا جازَ عَفوُكِ في ظُلمي
أَلَم تَشهَدي أَنّي أُمَثَّلُ لِلعِدى / فَتَسهَرَ خَوفاً أَن تَرانِيَ في الحُلمِ
فَكَم طَمِعوا في وِحدَتي فَرَمَيتُهُم / بِأَضيَقَ مِن سُمٍّ وَأَقتَلَ مِن سُمِّ
وَكَم أَجَّجوا نارَ الحُروبِ وَأَقبَلوا / بِجَيشٍ يَصُدُّ السيلَ عَن مَربَضِ العُصمِ
فَلَم يَسمَعوا إِلّا صَليلَ مُهَنَّدي / وَصَوتَ زَئيري بَينَ قَعقَعَةِ اللُجمِ
جَعَلتُهُمُ نَهباً لِسَيفِيَ وَمِقوَلي / فَهُم في وَبالٍ مِن كَلامي وَمِن كَلّمي
تَوَدُّ العِدى لَو يُحدِقُ اِسمُ أَبي بِها / وَأَلّا تُفاجا في مَجالِ الوَغى بِاِسمي
تُعَدَّدُ أَفعالي وَتِلكَ مَناقِبٌ / فَتَذكُرُني بِالمَدحِ في مَعرِضِ الذَمِّ
وَلَو جَحَدوا فِعلي مَخافَةَ شامِتٍ / لَنَمَّ عَلَيهِم في جِباهِهِمُ وَسمي
فَكَيفَ وَلَم يُنسَب زَعيمٌ لِسِنبِسٍ / إِلى المَجدِ إِلّا كانَ خالِيَ أَو عَمّي
وَإِن أَشبَهَتهُم في الفَخارِ خَلائِقي / وَفِعلي فَهَذا الراحُ مِن ذَلِكَ الكَرمِ
فَقُل لِلأَعادي ما اِنثَنَيتُ لِسَبِّكُم / وَلا طاشَ في ظَنّي لِغَدرِكُمُ سَهمي
نَظَرنا خَطاياكُم فَأَغرَيتُمُ بِنا / كَذا مَن أَعانَ الظالِمينَ عَلى الظُلمِ
أَسَأتُم فَإِن أَسخَط عَلَيكُم فَبِالرِضى / وَإِن أَرضَ عَنكُم مِن حَيائي فَبِالرَغمِ
لَجَأتُ إِلى رُكنٍ شَديدٍ لِحَربِكُم / أَشُدُّ بِهِ أَزري وَأُعلي بِهِ نَجمي
وَظَلتُ كَأَنّي أَملِكُ الدَهرَ عِزَّةً / فَلا تَنزِلُ الأَيّامُ إِلّا عَلى حُكمي
بِأَروَعَ مَبنِيٍّ عَلى الفَتحِ كَفُّهُ / إِذا بُنِيَت كَفُّ اللَئيمِ عَلى الضَمِّ
مَلاذي جَلالُ الدينِ نَجلُ مَحاسِنٍ / حَليفُ العَفافِ الطَلقِ وَالنائِلِ الجَمِّ
فَتىً خُلِقَت كَفّاهُ لِلجودِ وَالسَطا / كَما العَينُ لِلإِبصارِ وَالأَنفُ لِلشَمِّ
لَهُ قَلَمٌ فيهِ المَنِيَّةُ وَالمُنى / فَديمَتُهُ تَهمي وَسَطوَتُهُ تُصمي
يَراعٌ يَروعُ الخَطبَ في حالَةِ الرِضى / وَيُضرِمُ نارَ الحَربِ في حالَةِ السِلمِ
وَعَضبٌ كَأَنَّ المَوتَ عاهَدَ حَدَّهُ / وَصالَ فَأَفنى جِرمُهُ كُلَّ ذي جِرمِ
فَيا مَن رَعانا طَرفُهُ وَهُوَ راقِدٌ / وَقَد قَلتِ النُصّارُ بِالعَزمِ وَالحَزمِ
يَدُ الدَهرِ أَلقَتنا إِلَيكَ فَإِن نُطِق / لَها مَلمَساً أَدمى بِراجِمِها لَثمي
أَطَعتُكَ جُهدي فَاِحتَفِظ بي فَإِنَّني / لِنَصرِكَ لا يَنفَلُّ جَدّي وَلا عَزمي
فَإِن غِبتَ فَاِجعَل لي وَلِيّاً مِنَ الأَذى / وَهَيهاتَ لا يُغني الوَلِيُّ عَنِ الوَسمي
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي / أَصغَرَت قَدرَ مالِنا وَالسَوامِ
فَلَنا الأَصلُ وَالفُروعُ النَوامي / إِنَّ أَسيافَنا القِصارِ الدَوامي
صَيَّرَت مُلكَنا طَويلَ الدَوامِ /
كَم فِناءٍ بِعَدلِنا مَعمورِ / وَمَليكٍ بِجودِنا مَغمورِ
وَأَميرٍ بِأَمرِنا مَأمورِ / نَحنُ قَومٌ لَنا سَدادُ أُمورِ
وَاِصطِدامُ الأَعداءِ مِن وَسطِ لامِ /
كَم فَلَلنا شَبا خُطوبٍ جِسامِ / بِيَراعٍ أَو ذابِلٍ أَو حُسامِ
فَلَنا المَجدُ لَيسَ فيهِ مُسامِ / وَاِقتِسامُ الأَموالِ مِن وَقتِ سامِ
وَاِقتِحامُ الأَهوالِ مِن وَقتِ حامِ /
لَئِن لَم أَبَرقِع بِالحَيا وَجهَ عِفَّتي
لَئِن لَم أَبَرقِع بِالحَيا وَجهَ عِفَّتي / فَلا أَشبَهَتهُ راحَتي في التَكَرُّمِ
وَلا كُنتُ مِمَّن يَكسُرُ الجَفنَ في الوَغى / إِذا أَنا لَم أَغضُضهُ عَن رَأيِ مَحرَمِ
بَلِّغي الأَحبابَ يا ري
بَلِّغي الأَحبابَ يا ري / حَ الصَبا عَنّي السَلاما
وَإِذا خاطَبَكِ الجا / هِلُ بي قَولي سَلاما
أَنا مَن لَم يَذمُمِ النا / سُ لَهُ يَوماً ذِماما
يَحفَظُ العَهدَ وَلا يَس / مَعُ في الخِلِّ المَلاما
مِن أُناسٍ صَيَروا العِ / ضَ عَلى الذَمَّ حَراما
أَيتَموا الأَطفالَ في الحَر / بِ وَهُم كَهفُ اليَتاما
وَإِذا مَرّوا بِلَغوٍ / في الوَرى مَرّوا كِراما
فَلَكَم ذُقتُ عَذاباً / لِلهَوى كانَ غَراما
إِنَّ نارَ الشَوقِ سا / ءَت مُستَقَرّاً وَمَقاما
قُل لِلمَلِيّ الَّذي قَد نامَ عَن سَهَري
قُل لِلمَلِيّ الَّذي قَد نامَ عَن سَهَري / وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
تَنامُ عَنّي وَعَينُ النَجمِ ساهِرَةٌ / وَاَحَرُّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
فَالحُبُّ حَيثُ العِدى وَالأُسدُ رابِضَةٌ / فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
فَهَل تُعينُ عَلى غَيٍّ هَمَمتُ بِهِ / في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
حُبُّ السَلامَةِ يَثني عَزمَ صاحِبِهِ / إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
فَإِن جَنَحتَ إِلَيهِ فَاِتَّخِذ نَفَقاً / لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمَ
رِضى الذَليلِ بِخَفضِ العَيشِ يَخفِضُهُ / وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
إِنَّ العُلى حَدَّثَتني وَهيَ صادِقَةٌ / إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
أَهَبتُ بِالحَظِّ لَو نادَيتُ مُستَمِعاً / وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
لَعَلَّهُ إِن بَدا فَضلي وَنَقصُهُمُ / أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ
أُعَلِّلُ النَفسَ بِالآمالِ أَطلُبُها / لَو أَنَّ أَمرُكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
غالى بِنَفسي عِرفاني بِقيمَتِها / حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ
ما كُنتُ أُثِرُ أَن يَمتَدَّبي زَمَنٌ / شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
أَعدَى عَدُوَّكَ أَدنى مِن وَثِقتَ بِهِ / فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ يَبتَسِمُ
وَحُسنُ ظَنِّكَ بِالأَيّامِ مُعجِزَةٌ / أَن تَحسُبَ الشَحمَ فيمَن شَحمَهُ وَرَمُ
إِن كانَ يَنجَعُ شَيءٌ في ثَباتِهِمُ / فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
يا وارِداً سُؤرَ عَيشٍ صَفوُهُ كَدَرٌ / وَشَرُّ ما يَكسَبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
فَيما اِعتِراضُكَ لُجَّ البَحرِ تَركَبُهُ / وَاللَهُ يَكرَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
وَيا خَبيراً عَلى الأَسرارِ مُطَّلِعاً / فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
قَد رَشَّحوكَ لِأَمرٍ لَو فَطِنتَ لَهُ / تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللَمَمُ
فَاِفطَن لِتَضمينِ لَفظٍ فيكَ أَحسُبُهُ / قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ
خَطبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أَبكَمُ
خَطبٌ لِسانُ الحالِ فيهِ أَبكَمُ / وَهَوىً طَريقُ الحَقِّ فيهِ مُظلِمُ
وَقَضِيَّةٌ صَمَتَ القُضاةُ تَرَفُّعاً / عَن فَصلِها وَالخَصمُ فيها يَحكُمُ
أَمسى الخَبيرُ بِها يُسائِلُ مَن لَها / فَأَجَبتُهُ وَحُشاشَتي تَتَضَرَّمُ
إِن كُنتَ ما تَدري فَتِلكَ مُصيبَةٌ / أَو كُنتَ تَدري فَالمُصيبَةُ أَعظَمُ
أَشكو فَيَعرِضُ عَن مَقالي ضاحِكاً / وَالحُرُّ يوجِعُهُ الكَلامُ وَيُؤلِمُ
ما ذاكَ مِن فَرطِ العَياءِ وَإِنَّما / لِهَوى القُلوبِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
فَلَئِن عَلا رَأسي المَشيبُ فَلَم يَكُن / كِبَراً وَلَكِنَّ الحَوادِثَ تُهرِمُ
فَاللَهُ يَحرُسُ مارِدينَ فَإِنَّها / بَلَدٌ يَلَذُّ بِها الغَريبُ وَيَنعَمُ
أَرضٌ بِها يَسطو عَلى اللَيثِ الطَلا / وَيَعوثُ في غابِ الهِزَبرِ الأَرقَمُ
حالَت بِها الأَشياءُ عَن عاداتِها / فَالحَيلُ تَنهَقُ وَالحَميرُ تُحَمحِمُ
يَجني بِها الجاني فَإِن ظَفِروا بِهِ / يَوماً يُحَلَّفُ بِالطَلاقِ وَيُرحَمُ
شَرطُ الوُلاةِ بِها بِأَن يَمضي الَّذي / يَمضي وَيَسلَمُ عِندَهُم ما يَسلَمُ
لا كَالشَآمِ فَإِنَّ شَرطَ وُلاتِها / اللِصُّ يَجني وَالمُقَدَّمُ يَغرَمُ
وَمُعَنِّفٍ في الظَنِّ قُلتُ لَهُ اِتَّئِد / فَأَقصِر فَبَعضُ الغَيبِ غَيبٌ يُعلَمُ
مَن أَينَ يَدري اللِصُّ أَنَّ دَراهِمي / لَم يَبقَ مِنها في الخِزانَةِ دِرهَمُ
صَبَروا وَمالي في البُيوتِ مُقَسَّمٌ / حَتّى إِذا اِكتَمَلَ الجَميعُ تَسَلَّموا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي في عَصرِهِ / كُلُّ المُلوكِ لِعَدلِهِ تَتَعَلَّمُ
لا تُطمِعَنَّ ذَوي الفَسادِ بِتَركِهِم / فَالنَذلُ تَطغى نَفسُهُ إِذ تُكرَمُ
إِن كانَ مَن يَجني مِراراً لَم يَخَف / قَطعاً فَلا أَدري عَلى ما يَندَمُ
أَيَجوزُ أَن تَخفى عَلَيكَ قَضِيَّتي / وَالناسُ في مُضَرٍ بِها تَتَكَلَّمُ
فَإِذا شَكَوتُ يُقالُ لَم يَذهَب لَهُ / مالٌ وَلَكِن ظالِمٌ يَتَظَلَّمُ
أَيَجوزُ أَن يُمسي السَقيمُ مُبَرَّأً / مِنها وَصِبيانُ المَكاتِبِ تُتهَمُ
وَأُجيلُ عَيني في الحُبوسِ فَلا أَرى / إِلا اِبنَ جاري أَو غُلاماً يَخدُمُ
أَيُزارُ في بابِ البُوَيرَةِ راهِبٌ / لَيلاً فَيَدري في الصَباحِ وَيَعلَمُ
وَتَزُفُّ داري بِالشُموعِ جَماعَةٌ / غُلبٌ فَيُستَرُ عَن عُلاكَ وَيُكتَمُ
قَومٌ لَهُم ظَهرٌ شَديدٌ مانِعٌ / كُلٌّ بِهِ يَدري عَلى ما يُقدِمُ
لا يَحفِلونَ وَقَد أَحاطَ عَديدُهُم / بِالدارِ أَيقاظٌ بِها أَو نَوَّمُ
إِن يَظفَروا فَتَكوا وَإِن يُظفَر بِهِم / كُلٌّ عَلَيهِ يُنابُ أَو يُستَخدَمُ
فَأَقِم حُدودَ اللَهِ فيهِم إِنَّهُم / وَثَقوا بِأَنَّكَ راحِمٌ لا تَنقِمُ
إِن كُنتَ تَخشى أَن تُعَدَّ بِظالِمٍ / لَهُم فَإِنَّكَ لِلرَعِيَّةِ أَظلَمُ
فَالحِلمُ في بَعضِ المَواطِنِ ذِلَّةٌ / وَالبَغيُ جُرحٌ وَالسِياسَةُ مَرهَمُ
بِالبَطشِ تَمَّ المُلكُ لِاِبنِ مَراجِلٍ / وَتَأَخَّرَ اِبنُ زُبَيدَةَ المُتَقَدِّمُ
وَعَنَت لِمُعتَصِمِ الرِقابُ بِبَأسِهِ / وَدَهى العِبادَ بِلينِهِ المُستَعصِمُ
ما رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ وَقَصدُهُ / في الناسِ أَن يَرعى المُسيءَ وَيَرحَمُ
لَو شاءَ قال دَعوا القِصاصَ وَلَم يَقُل / بَل في القِصاصِ لَكُم حَياةٌ تَنعَمُ
إِن كانَ تَعطيلُ الحُدودِ لِرَحمَةٍ / فَاللَهُ أَرأَفُ بِالعِبادِ وَأَرحَمُ
فَاِجزِ المُسيءَ كَما جَزاهُ بِفِعلِهِ / وَاِحكُم بِما قَد كانَ رَبُّكَ يَحكُمُ
عَقَرَت ثَمودُ لَهُ قَديماً ناقَةً / وَهُوَ الغَنِيُّ عَنِ الوَرى وَالمُنعِمُ
فَأَذاقَهَم سَوطَ العَذابِ وَإِنَّهُم / بِالرَجزِ يَخسِفُ أَرضَهُم وَيُدَمدِمُ
وَكَذاكَ خَيرُ المُرسَلينَ مُحَمَّدٌ / وَهُوَ الَّذي في حُكمِهِ لا يَظلِمُ
لَمّا أَتَوهُ بِعُصبَةٍ سَرَقوا لَهُ / إِبِلاً مِنَ الصَدَقاتِ وَهوَ مُصَمِّمُ
لَم يَعفُ بَل قَطَعَ الأَكُفَّ وَأَرجُلاً / مِن بَعدِ ما سَمَلَ النَواظِرَ مِنهُمُ
وَرَماهُمُ مِن بَعدِ ذاكَ بِحَرَّةٍ / نارُ الهَواجِرِ فَوقَها تَتَضَرَّمُ
وَرَجا أُناسٌ أَن يَرِقَّ عَليهِمُ / فَأَبى وَقالَ كَذا يُجازى المُجرِمُ
وَكَذا فَتى الخَطّابِ قادَ بِلَطمَةٍ / مَلِكاً لِغَسّانٍ أَبوهُ الأَيهَمُ
فَشَكا وَقالَ لَهُ أَتَلطِمُ سوقَةٌ / مَلِكاً فَقالَ أَجَل وَأَنفُكَ مُرغَمُ
هَذي حُدودُ اللَهِ مَن يَخلُل بِها / فَجَزاؤُهُ يَومَ المَعادِ جَهَنَّمُ
وَاِنظُر لِقَولِ اِبنِ الحُسَينِ وَقَد رَأى / حالاً يَشُقُّ عَلى الأَبيِّ وَيَعظُمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى / حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
هَذا فَعالُ اللَهِ ثُمَّ نَبِيِّهِ / وَالصَحبُ وَالشُعَراءُ فَيما نَظَّموا
فَافتُك بِهِم فَتكَ المُلوكِ وَلا تَلِن / فَيَصِحَّ ما قالَ السَوادُ الأَعظَمُ
وَاِعذِر مُحِباً لَم يُسِئ بِقَريضِهِ / أَدَباً وَلَكِنَّ الضَرورَةَ تَحكُمُ
وَاللَهِ ما أَسَفي عَلى مالٍ مَضى / إِلّا عَلى اِستِلزامِ بُعدي عَنكُمُ
فَالمالُ مُكتَسَبٌ عَلى طولِ المَدى / وَالذِكرُ يُنجِدُ في البِلادِ وَيُتهِمُ
هَذي العِبارَةُ لِلمُحَقِّقِ عِبرَةٌ / وَاللَهُ أَعلَمُ بِالصَوابِ وَأَحكَمُ
يا عِترَةَ المُختارِ يا مَن بِهِم
يا عِترَةَ المُختارِ يا مَن بِهِم / يَفوزُ عَبدٌ يَتَوَلّاهُمُ
أُعرَفُ في الحَشرِ بِحُبّي لَكُم / إِذ يُعرَفُ الناسُ بِسيماهُمُ
ياعِترَةَ المُختارِ يا مَن بِهِم
ياعِترَةَ المُختارِ يا مَن بِهِم / أَرجو نَجاتي مِن عَذابٍ أَليم
حَديثُ حُبّي لَكُم سائِرٌ / وَسَرُّ وُدّي في هَواكُم مُقيم
قَد فُزتُ كُلَّ الفَوزِ إِذ لَم يَزَل / صِراطُ ديني بِكُم مُستَقيم
فَمَن أَتى اللَهَ بِعِرفانِكُم / فَقَد أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليم
وَلائي لِآلِ المُصطَفى عِقدُ مَذهَبي
وَلائي لِآلِ المُصطَفى عِقدُ مَذهَبي / وَقَلبِيَ مِن حُبِّ الصَحابَةِ مُفعَمُ
وَما أَنا مِمَّن يَستَجيزُ بِحُبِّهِم / مَسَبَّةَ أَقوامٍ عَليهِم تَقَدَّموا
وَلَكِنَّني أُعطي الفَريقَينِ حَقَّهُم / وَرَبّي بِحالِ الأَفضَلِيَّةِ أَعلَمُ
فَمَن شاءَ تَعويجي فَإِنّي مُعَوَّجٌ / وَمَن شاءَ تَقويمي فَإِنّي مُقَوَّمُ
أَطلَقتَ نُطقي بِالمَحامِدِ عِندَما
أَطلَقتَ نُطقي بِالمَحامِدِ عِندَما / قَيَّدتَني بِسَوابِقِ الإِنعامِ
فَليَشكُرَنكَ نِيابَةً عَن مَنطِقي / صَدرُ الطُروسِ وَأَلسَنُ الأَقلامِ
تَهَنَّ بِعيدِكَ يا اِبنَ الكِرامِ
تَهَنَّ بِعيدِكَ يا اِبنَ الكِرامِ / وَعِش لِتَهانيهِ في كُلِّ عامِ
فَإِن يَكُ غُرَّةَ وَجهِ الزَمانِ / فَإِنَّكَ غُرَّةُ وَجهِ الأَنامِ
وَرُبَّ يَومٍ أَدكَنِ القَتامِ
وَرُبَّ يَومٍ أَدكَنِ القَتامِ / مُمتَزِجِ الضِياءِ بِالظَلامِ
سِرنا بِهِ لِقَنَصِ الآرامِ / وَالصُبحُ قَد طَوَّحَ بِاللِثامِ
كَراقِدٍ هَبَّ مِنَ المَنامِ / بِضُمَّرٍ طامِيَةِ الحَوامي
مُعتادَةٍ بِالكَرِّ وَالإِقدامِ / تُحجِمُ في الحَربِ عَنِ الإِحجامِ
حَتّى إِذا آنَ ظُهورُ الجامِ / وَالبِرُّ بِالآلِ كَبَحرٍ طامِ
عَنَّ لَنا سِربٌ مِنَ النَعامِ / مُشرِقَةَ الأَعناقِ كَالأَعلامِ
فاغِرَةَ الأَفواهِ لِلهِيامِ / كَأَينُقٍ فَرَّت مِنَ الزِمامِ
وَحشٌ عَلى مُثنىً مِنَ الأَقدامِ / بِالطَيرِ تُدعى وَهيَ كَالأَنعامِ
تَطيرُ بِالأَرجُلِ في المَوامي / كَأَنَّما أَعناقُها السَوامي
أَراقِمٌ قَد قُمنَ لِلخِصامِ / فَحينَ هَمَّ السِربُ بِاِنهِزامِ
أُلجِمَتِ القِسِيُّ بِالسِهامِ / فَأُرسِلَ النَبلُ كَوَبلٍ هامِ
فَعَنَّ رَألٌ عارِضٌ أَمامي / كَأَنَّما دُرِّعَ بِالظَلامِ
نيطَت جَناحاهُ بِعُنقٍ سامِ / كَأَنَّها مِن حُسنِ الاِلتِئامِ
هاءُ شَقيقٍ وُصِلَت بِلامِ / عارَضتُهُ تَحتَ العَجاجِ السامي
بِسابِقٍ يَنقَضُّ كَالقَطامي / خِلوِ العِنانِ مُفعَمِ الحِزامِ
يَكادُ يَلوي حَلَقَ اللِجامِ / ذي كَفَلٍ رابٍ وَشِدقٍ دامِ
وَصَفحَةٍ رَيّا وَرِسغٍ ظامِ / فَحينَ وافى عارِضاً قُدامي
أَثبَتُّ في كَلكَلِهِ سِهامي / فَمَرَقَت في اللِحمِ وَالعِظامِ
فَخَرَّ مَصروعاً عَلى الرُغامِ / قَد ساقَهُ الخَوفُ إِلى الحِمامِ
فَأَعجَبَ الصَحبَ بِهِ اِهتِمامِ / حَتّى اِغتَدى كُلٌّ مِنَ الأَقوامِ
يَقولُ لا شَلَّت يَمينُ الرامي /
وَوادٍ تَسكَرُ الأَرواحُ فيهِ
وَوادٍ تَسكَرُ الأَرواحُ فيهِ / وَتَخفِقُ فيهِ أَرواحُ النَسيمِ
بِهِ الأَطيارُ قَد قالَت وَقالَت / كَلاماً شافِياً داءَ الكَليمِ
تَسَلسَلُ في خَمائِلِهِ مِياهٌ / يُقَدُّ أَديمُها قَدَّ الأَديمِ
مُروجٌ لِلقُلوبِ بِها اِمتِزاجٌ / كَأَنَّ عُيونَها أَيدي الكَريمِ
لَها أَرَجُ اللَطيمَةِ حينَ يَنشا / وَرِقَّةُ مَنظَرِ الحَدِّ اللَطيمِ
بِنَوّارٍ عَنِ الأَنوارِ يُغني / وَزَهرِ النَجمِ عَن زُهرِ النُجومِ
نَزَلنا فيهِ وَالأَكبادُ حَرّى / فَنَجّانا مِنَ الكَربِ العَظيمِ
فَرَوَّحَ ظِلُّهُ روحَ الأَماني / وَأَخمَدَ بَردُهُ نَفسَ السَمومِ
وَنَفَّسَ إِذ تَنَفَّسَ مِن كُروبي / وَفَرَّجَ حينَ أَرَّجَ مِن هُمومي
وَأَفرَشنا مِنَ الأَزهارِ بُسطاً / مُسَردَقَةً بِأَستارِ الغُيومِ
جَمَعنا لِلمَسامِعِ في ذَراهُ / هَديلَ حَمائِمٍ وَهَديرِ كومِ
وَقَضَينا بِهِ بِاللَهوِ يَوماً / بِهِ سَمَحَت حَشا الدَهرِ العَقيمِ
وَعودٍ بِهِ عادَ السُرورُ لِأَنَّهُ
وَعودٍ بِهِ عادَ السُرورُ لِأَنَّهُ / حَوى اللَهوِ قِدماً وَهوَ رَيّانُ ناعِمُ
يُغَرِّبُ في تَغريدِهِ فَكَأَنَّهُ / يُعيدُ لَنا ما لَقَّنَتهُ الحَمائِمُ
عودٌ حَوَت في الأَرضِ أَعوادُهُ
عودٌ حَوَت في الأَرضِ أَعوادُهُ / كُلَّ المَعاني وَهوَ رَطبٌ قَويم
فَحازَ شَدوَ الوُرقِ في سَجعِهِ / وَرِقَّةَ الماءِ وَلُطفَ النَسيم
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ / زَمَناً كَأَنَّ العَيشَ فيهِ مَنامُ
وادٍ حَريريُّ الرِياضِ فَكَم بِهِ / مِن حارِثٍ يَغدو بِهِ وَهُمامُ
مُمتَدُّ أَودِيَةِ الظِلالِ فَقَعرُهُ / باكي العُيونِ وَثَغرُهُ بَسّامُ
فَالشَمسُ فيهِ مَدى النَهارِ فَطيمَةٌ / وَالظِلُّ كَهلٌ وَالنَسيمُ غُلامُ
كَتَبتَ فَما عَلِمتُ أَنورُ نَجمِ
كَتَبتَ فَما عَلِمتُ أَنورُ نَجمِ / بَدا لِعُيونِنا أَم نَورُ نَجمِ
فَأَسرَحَ ناظِري في وَشيِ رَوضٍ / وَأَلقَحَ خاطِري مِن بَعدِ عُقمِ
وَقَسَّمتُ التَفَكُّرَ فيهِ لَمّا / أَخَذتُ بِهِ مِنَ اللَذّاتِ قِسمي
فَلَم أَعجَب لِذَلِكَ وَهوَ دُرَّ / إِذا ما جاءَ مِن بَحرٍ خِضَمِّ
أَشَمسَ الدينِ كَم مِن شَمسِ فَضلٍ / بِها جَلَّت يَداكَ ظَلامَ ظُلمِ
نَظَمتَ مِنَ المَعالي وَالمَعاني / بِدائِعَ حُزنَ عَن نَثرٍ وَنَظمِ
لَكَ القَلَمُ الَّذي قَصُرَت لَدَيهِ / طِوالُ السُمرِ في حَربٍ وَسِلمِ
يَراعٌ راعَ بِالخُطَبِ الزَواهي / جَسيمَ الخَطبِ وَهوَ نَحيفُ جِسمِ
فَفي يَومِ النَدى يَجري فَيُجدي / وَفي يَومِ الرَدى يَرمي فَيُصمي
وَيُرسِلُ في الوَرى وَسمِيَّ جودٍ / وَيَنفُثُ في العُداةِ زُعافَ سُمِّ
وَيُطلِعُ في سَماءِ الطُرسِ شُهباً / ثَواقِبُها لَأُفقِ المُلكِ تَحمي
إِذ رامَ اِستِراقَ السَمعِ يَوماً / رَجيمُ الكَيدِ عاجَلَهُ بِرَجمِ
فَيا مَن سادَ في فَضلٍ وَلَفظٍ / كَما قَد زادَ في عَمَلٍ وَعِلمِ
لَقَد بَسَمَت لَنا الأَيّامُ لَمّا / بَذَلتَ لَنا مُحَيّاً غَيرَ جَهمِ
وَشاهِدَ ناظِري أَضعافَ ما قَد / تَفَرَّسَ قَبلَ ذَلِكَ فيكَ فَهمي
فَكَيفَ أَرومُ أَن أَجزيكَ صُنعاً / وَأَيسَرُ صُنعُكَ التَنوَيهُ بِاِسمي
فَعَلَّكَ أَن تُمَهِّدَ بَسطَ عُذري / لِمَعرِفَتي بِتَقصيري وَجُرمي
فَمِثلُكَ مَن تَرَفَّقَ بِالمَوالي / وَغَضَّ عَنِ المُقَصِّرِ جَفنَ حِلمِ
وَدُم في سَبقِ غاياتِ المَعالي / تُصَوِّبُ لِلفَخارِ جَوادَ عَزمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ / بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ
لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ / وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ
وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ / لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ
قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل / قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ / جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ
بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ / رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ
فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني / هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ
سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً / هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً / بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ
وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ / ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ
ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا / مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ
فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ / تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ
رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ / وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما
رَعى اللَهُ مَن وَدَّعتُهُ فَكَأَنَّما / أُوَدَّعُ رَوحاً بَينَ لَحمي وَأَعظُمي
وَقُلتُ لِقَلبي حينَ فارَقتُ مَجدَهُ / فِراقٌ وَمَن فارَقتَ غَيرَ مُذَمَّمِ
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري
لَم تَخلُ مِنكَ خَواطِري وَنَواظِري / في حالِ تَسهادي وَحينَ أَنامُ
فَبِطيبِ ذِكرٍ مِنكَ تَبدَأُ يَقظَتي / وَبِشَخصِ طَيفِكَ تُختَمُ الأَحلامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025