المجموع : 32
شمسٌ تجلَّتْ تحت ثوبِ ظُلَمْ
شمسٌ تجلَّتْ تحت ثوبِ ظُلَمْ / سَقيمةُ الطَّرف بغيرِ سَقَمْ
ضاقَتْ عليَّ الأَرضُ مُذ صَرَمتْ / حَبلي فما فيها مكانُ قدمْ
شمسُ وأَقمارٌ يَطوفُ بها / طوْفَ النَّصارى حولَ بيتِ صنَمْ
النَّشرُ مسكٌ والوجوهُ دَنا / نيرٌ وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ
يا ومَيضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ
يا ومَيضَ البَرقِ بينَ الغَمامْ / لا عليها بل عليكَ السَّلامْ
إِنَّ في الأَحداج مَقصورةً / وجْهُها يَهتكُ سِترَ الظَّلامْ
تحسِبُ الهجرَ حَلالاً لها / وتَرى الوصلَ عليها حرامْ
ما تأسِّيكَ لدارٍ خلَتْ / ولشعْبٍ شَتَّ بعدَ التئامْ
إنما ذكرُك ما قَد مضَى / ضلَّةُ مثلُ حديثِ المنامْ
أنتَ بما في نفسهِ أعلمْ
أنتَ بما في نفسهِ أعلمْ / فاحكُمْ بما أحببتَ أن تحكُمْ
ألحاظُه في الحبِّ قد هَتكتْ / مكتومَهُ والحبُّ لا يُكتَمْ
يا مقلةً وحشيَّةً قتلتْ / نفساً بلا نفْسٍ ولم تَظلِمْ
قالتْ تَسلَّيتُ فقلتُ لها / ما بالُ قلبي هائمٌ مُغرمْ
يا أيُّها الزّاري على عُمرٍ / قد قلتَ فيهِ غير ما تَعلمْ
نفسي فداؤك والأَبطالُ واقفةٌ
نفسي فداؤك والأَبطالُ واقفةٌ / والموتُ يقسِمُ في أرواحِها النِّقَما
شاركتَ صرفَ المنايا في نُفوسهمُ / حتى تحكَّمتَ فيها مثلَ ما احتَكما
لو تستطيعُ العُلا جاءَتْك خاضعةً / حتى تُقبِّلَ منكَ الكفَّ والقَدَما
فأينَ الزِّيجُ والقانو
فأينَ الزِّيجُ والقانو / نُ والأَرْكنْدُ والكَمَّهْ
وأينَ السِّندُهندُ البا / طل الجدْوَلُ هل ثَمَّهْ
سِوَى الإفكِ على اللَّهِ / تَعالى مُنْشِرُ الرِّمَّهْ
إذا كان أخو النجْمِ / يرَى الغيبَ بما ضَمَّهْ
فلِمْ ذا يطلُبُ الرزقَ / طِلابَ العاجزِ الهِمَّه
وهذي الأرضُ قد وارتْ / كنوزاً عِدَّةً جَمَّهْ
فلا واللَّهِ ما لل / ه خلقٌ يحتوي علمَهْ
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ
يا رُبَّ صوتٍ يصوغُه عَصَبٌ / نِيطتْ بساقٍ مِن فَوقها قَدَمُ
جوفاءُ مَضمومةٌ أَصابعُها / في ساكناتٍ تحريكُها نَغمُ
أَربعة جُزِّئتْ لأَربعةٍ / أَجزاؤُها بالنُّفوس تَلْتحمُ
أصغرُها في القلوبِ أكبرُها / يُبْعثُ منهُ الشِّفاءُ والسَّقمُ
إذا أَرنَّتْ بغمزِ لافظِها / قلتَ حمامٌ يُجيبُهنَّ حَمُ
لها لسانٌ بكفِّ ضارِبها / يُعربُ عنها وما لهنَّ فَمُ
صَحِيفةٌ طابَعُها اللُّومُ
صَحِيفةٌ طابَعُها اللُّومُ / عُنوانُها بالجهلِ مَختومُ
أَهداكَها والخُلفُ في طَيِّها / والمَطلُ والتَّسويفُ واللومُ
من وجهِهِ نَحْسٌ ومَن قُربِهِ / رِجْسٌ ومن عِرفانِهِ شُومُ
لا تَهتضِمْ إن بتَّ ضَيفاً له / فخُبزُهُ في الجوفِ هاضُومُ
تَكْلمهُ الأَلحاظُ من رقَّةٍ / فهْوَ بلحْظِ العَينِ مَكْلومُ
لا تَأْتدِمْ شَيئاً على أَكلهِ / فإنَّهُ بالجوعِ مَأدومُ
يا وَيلتا مِنْ مَوْقفٍ ما بهِ
يا وَيلتا مِنْ مَوْقفٍ ما بهِ / أَخْوفُ مِنْ أَنْ يعدِلَ الحاكمُ
أبارزُ اللّهَ بعِصيانِهِ / وليسَ لي من دُونِهِ راحِمُ
يا ربِّ غُفرانَك عن مُذنبٍ / أسرفَ إلا أَنَّهُ نادِمُ
بنفسي مَن مَراشِفُهُ مُدامُ
بنفسي مَن مَراشِفُهُ مُدامُ / ومَن لحظاتُ مُقْلتهِ سهامُ
ومَن هوَ إنْ بدا والبدْرُ تِمٌّ / خَفِي مِنْ حُسنِهِ البدرُ التَّمامُ
أقولُ له وقد أبدى صُدوداً / فلا لفظٌ إليَّ ولا ابتسامُ
تكلَّمْ ليسَ يوجعُكَ الكلامُ / ولا يمحو محاسِنَكَ السَّلامُ
إذا أدارتْ بنانُه قلماً
إذا أدارتْ بنانُه قلماً / لم تدرِ للشِّبهِ أيُّها القلمُ
يسعى بها شادنٌ أناملُهُ
يسعى بها شادنٌ أناملُهُ / ضَرْبانِ منها العنّابُ والعنمَ
تَنسى به العينُ طرفَها عَجباً / ويدركُ الوهمَ عنده الوهِمُ
كأنَّما لاحظتْ به صَنَماً / يعبدُهُ مِن بهائه الصَّنمُ
أحاطت جنودُ الأرض بابن سَوادةً
أحاطت جنودُ الأرض بابن سَوادةً / وعاجلَهُ الحتْفُ المُتاحُ أشائِمُه
ووافاهُ خَطْبٌ لا ينادي وليدُه / وعاداهُ ليثٌ لا تُرَدُّ عزائمُه
ونُؤيٍ كدُمْلوجِ الكعابِ ودمنةٍ
ونُؤيٍ كدُمْلوجِ الكعابِ ودمنةٍ / تُذكِّرُ مِن وَشْمِ الخضابِ رسومُها
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُه
مِن مُحبٍّ شفَّهُ سَقَمُه / وتلاشَى لحمُهُ ودمُه
كاتبٌ حنّتْ صَحيفتُهُ / وبكى من رَحمةٍ قلمُه
يرفعُ الشّكوى إلى قمرٍ / تَنْجلي عن وجههِ ظُلَمهْ
مَن لِقرنِ الشّمسِ جبْهتهُ / ولِلمعِ البَرقِ مُبْتسَمُهْ
خَلّ عَقلي يا مُسَفِّههُ / إِنَّ عَقلي لستُ أتَّهمُهْ
لِلفتى عقلٌ يعيشُ بهِ / حَيثُ تَهدي ساقَهُ قدمُهْ
كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ
كأنَّ التي يومَ الوداعِ تَعرَّضَتْ / هِلالٌ بَدا مَحْقاً على أنَّهُ تِمُّ
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ
يا مَن يُجرِّدُ مِن بَصيرتهِ / تحتَ الحوادثِ صارمَ العَزْمِ
رُعتَ العدوَّ فَما مثُلتَ لهُ / إلا تفزَّعَ منكَ في الحُلمِ
أضْحى لكَ التَّدبيرُ مُطَّرداً / مثلَ اطَّرادِ الفعلِ للاسمِ
رفعَ الحسودُ إليكَ ناظِرهُ / فرآكَ مُطَّلعاً معَ النَّجْمِ
قالوا شَبابُكَ قد مضَتْ أَيامُهُ
قالوا شَبابُكَ قد مضَتْ أَيامُهُ / بالعيشِ قلتُ وقد مَضت أَيامي
للَّه أيَّةُ نعمةٍ كانَ الصِّبا / لو أَنَّها وُصلتْ بِطولِ دَوامِ
حسَرَ المشيبُ قِناعَهُ عن رأسِهِ / وصَحا العواذلُ بعدَ طُولِ مَلام
فكأنَّ ذاكَ العيشَ ظلُّ غَمامَةٍ / وكأنَّ ذاكَ اللهوَ طَيفُ مَنامِ
جعلَ اللَّهُ رزقَ كُلِّ عدوٍّ
جعلَ اللَّهُ رزقَ كُلِّ عدوٍّ / لي بكفٍّ لبعضِ مَن لا أُسمِّي
كفِّ مَن لا يهزُّ عِطفيهِ يوماً / لمديحٍ ولا يُبالي بذمِّ
يتلقَّى الرجاءَ منهُ بوجهٍ / راشحِ الخدِّ والجبينِ بسُمِّ
جئتُه زائراً فما زالَ يَشكُو / ليَ حتّى حسبتُه سيُدمِّي
أَلفَ اللُّؤمَ فيه من كلِّ طرفٍ / مُعرِقاً فيهِ بَينَ خالٍ وعَمِّ
قد نَهاني النَّصيحُ عنهُ مراراً / بأبي أَنتَ مِن نصيحٍ وأُمِّي
أَبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غَفلةٌ
أَبا صالحٍ جاءَتْ على الناسِ غَفلةٌ / على غفلةٍ بانَتْ بكلِّ كريمِ
فليتَ الأُلى باتُوا يُفادونَ بالأُلى / أقامُوا فيُفدَى ظاعِنٌ بمُقيمِ
ويا ليْتَها الكُبرى فُتطوى سَماؤُنَا / لها وتُمدُّ الأَرضُ مدَّ أَديمِ
فما الموتُ إلا عيشُ كل مُبخَّلٍ / وما العَيشُ إلا موتُ كلِّ ذَميمِ
أَعاذِلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلُومي
أَعاذِلَ قد آلمْتِ ويْكِ فَلُومي / وما بَلَغ الإِشراكَ ذَنْبُ عَديمِ
لقد أَسْقطَتْ حقِّي عليكِ صَبابتي / كما أَسْقطَ الإفلاسُ حقَّ غريمِ
وأَعذرُ ما أَدْمى الجُفونَ منَ البُكا / كريمٌ رأى الدُّنيا بكفِّ لئيمِ
أرى كلِّ فَدمٍ قَد تَبحبَحَ في الغِنى / وذُو الظَّرف لا تلْقاهُ غيرَ عَديمِ