المجموع : 76
تَذَكَّرتُ بَينَ المَأزِمَينِ إِلى مِنىً
تَذَكَّرتُ بَينَ المَأزِمَينِ إِلى مِنىً / غَزالاً رَمى قَلبي وَراحَ سَليما
لَئِن كُنتُ أَستَحلي مَواقِعَ نَبلِهِ / فَإِنّي أُلاقي غِبَّهُنَّ أَليما
أَصابَ حَراماً يَنشُدُ الأَجرَ غُدوَةً / فَماعادَ مَأجوراً وَعادَ أَثيما
فَلَو كانَ قَلبي بارِئاً ما أَلِمتُهُ / وَلَكِنَّ أَسقاماً أَصَبنَ سَقيما
إِذا بَلَّ مِن داءٍ أَعادَت لَهُ المَها / نُكاساً إِذا ما عادَ عادَ مُقيما
يَظُنّونَني اِستَطرَفتُ داءً مِنَ الهَوى / وَهَيهاتَ داءُ الحُبِّ كانَ قَديما
قَنَصتُ بِجَمعٍ شادِناً فَرَحَمتُهُ / وَأَخفَقَ قَنّاصٌ يَكونُ رَحيما
أَأَغدو مُهيناً بِالحَبائِلِ ساعَةً / غَزالاً عَلى قَلبي الغَداةَ كَريما
تَراءَت لَنا بِالخَيفِ نَفحُ لَطيمَةٍ / سَرَت عَنكَ إِلّا عَبقَةً وَنَسيما
وَلَم أَرَ مِثلَ الماطِلاتِ عَشِيَّةً / ذَواتِ يَسارٍ ما قَضَينَ غَريما
فَلا يُبعِدُ اللَهُ الَّذي كانَ بَينَنا / مِنَ العَهدِ إِلّا أَن يَكونَ ذَميما
حَبيبِيَ ما أَزرى بِحُبِّكَ في الحَشا
حَبيبِيَ ما أَزرى بِحُبِّكَ في الحَشا / وَلا غَضَّ عِندي مِنكَ أَنَّكَ أَعجَمُ
وَعابَكَ عِندي العائِباتُ ظَوالِماً / وَإِنّي إِذا طاوَعتُهُنَّ لَأَظلَمُ
بِنَفسِيَ مَن يَستَدرِجُ اللَفظَ عُجمَةً / كَما يَمضَغُ الظَبيُ الأَراكَ وَيَبغَمُ
يا لَيلَةَ السَفحِ أَلّا عُدتِ ثانِيَةً
يا لَيلَةَ السَفحِ أَلّا عُدتِ ثانِيَةً / سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ
ماضٍ مِنَ العَيشِ لَو يُفدى بَذَلتُ لَهُ / كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ
لَم أَقضِ مِنكِ لُباناتٍ ظَفِرتُ بِها / فَهَل لِيَ اليَومَ إِلّا زَفرَةُ النَدَمِ
فَلَيتَ عَهدَكِ إِذ لَم يَبقَ لي أَبَداً / لَم يُبقِ عِندي عَقابيلاً مِنَ السَقَمِ
تَعَجَّبوا مِن تَمَنّي القَلبِ مُؤلَمُهُ / وَما دَرَوا أَنَّهُ خِلوٌ مِنَ الأَلَمِ
رُدّوا عَلَيَّ لَيالِيَّ الَّتي سَلَفَت / لَم أَنسَهُنَّ وَلا بِالعَهدِ مِن قِدَمِ
أَقولُ لِلّائِمِ المُهدي مَلامَتَهُ / ذُقِ الهَوى وَإِنِ اِسطَعتَ المَلامَ لُمِ
وَظَبيَةٍ مِن ظِباءِ الإِنسِ عاطِلَةٍ / تَستَوقِفُ العَينَ بَينَ الخَمصِ وَالهَضَمِ
لَو أَنَّها بِفِناءِ البَيتِ سانِحَةً / لَصِدتُها وَاِبتَدَعتُ الصَيدَ في الحَرَمِ
قَدِرتُ مِنها بِلا رُقبى وَلا حَذَرٍ / عَلى الَّذي نامَ عَن لَيلي وَلَم أَنَمِ
بِتنا ضَجيعَينِ في ثَوبَي هَوىً وَتُقىً / يَلُفُّنا الشَوقُ مِن فَرعٍ إِلى قَدَمِ
وَأَمسَتِ الريحُ كَالغَيرى تُجاذِبُنا / عَلى الكَثيبِ فُضولَ الرَيطِ وَاللِمَمِ
يَشي بِنا الطيبُ أَحياناً وَآوِنَةً / مُضيئُنا البَأقُ مُجتازاً عَلى أَضَمِ
وَباتَ بارِقُ ذاكَ الثَغرِ يوضِحُ لي / مَواقِعَ اللَثمِ في داجٍ مِنَ الظُلَمِ
وَبَينَنا عِفَّةٌ بايَعتُها بِيَدي / عَلى الوَفاءِ بِها وَالرَعيِ لِلذِمَمِ
يُوَلِّعُ الطَلُّ بُردَينا وَقَد نَسَمَت / رُوَيحَةُ الفَجرِ بَينَ الضالِ وَالسَلَمِ
وَأَكتُمُ الصُبحَ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ / حَتّى تَكَلَّمَ عُصفورٌ عَلى عَلَمِ
فَقُمتُ أَنفُضُ بُرداً ما تَعَلَّقَهُ / غَيرَ العَفافِ وَراءَ الغَيبِ وَالكَرَمِ
وَأَلمَسَتني وَقَد جَدَّ الوَداعُ بِنا / كَفّاً تُشيرُ بِقُضبانٍ مِنَ العَنَمِ
وَأَلثَمَتنِيَ ثَغراً ما عَدَلتُ بِهِ / أَريَ الجَنى بِبَناتِ الوابِلِ الرُذُمِ
ثُمَّ اِنثَنَينا وَقَد رابَت ظَواهِرُنا / وَفي بَواطِنِنا بُعدٌ مِنَ التُهَمِ
يا حَبَّذا لَمَّةٌ بِالرَملِ ثانِيَةٌ / وَوَقفَةٌ بِبُيوتِ الحَيِّ مِن أَمَمِ
وَحَبَّذا نَهلَةٌ مِن فيكِ بارِدَةً / يُعدي عَلى حَرِّ قَلبي بَردُها بِفَمي
دَينٌ عَلَيكِ فَإِن تَقضيهِ أَحيَ بِهِ / وَإِن أَبَيتِ تَقاضَينا إِلى حَكَمِ
عَجِبتُ مِن باخِلٍ عَنّي بِريقَتِهِ / وَقَد بَذَلتُ لَهُ دونَ الأَنامِ دَمي
ما ساعَفَتني اللَيالي بَعدَ بَينِهِمُ / إِلّا بَكَيتُ لَيالينا بِذي سَلَمِ
وَلا اِستَجَدَّ فُؤادي في الزَمانِ هَوىً / إِلّا ذَكَرتُ هَوى أَيّامِنا القُدُمُ
لا تَطلُبَنَّ لِيَ الأَبدالَ بَعدَهُمُ / فَإِنَّ قَلبِيَ لا يَرضى بِغَيرِهِمِ
نُظِمنا نِظامَ العِقدِ وُدّاً وَأُلفَةً
نُظِمنا نِظامَ العِقدِ وُدّاً وَأُلفَةً / وَكانَ لَنا البَتِّيُّ سِلكَ نِظامِ
أَخي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ حَمدٍ فَإِنَّهُ / تَباريحُ قَلبي خاّلِياً وَغَرامي
وَسادِسُنا الأَزدِيُّ ما شِئتَ مِن أَبٍ / جَوادٍ وَمِن جَدٍّأَغَرَّ هُمامِ
أَحاديثُ تَستَدعي الوَقورَ إِلى الصِبا / وَتَكسو حَليمَ القَومِ ثَوبَ عُرامِ
فَنُضحي لَها طَربى بِغَيرِ تَرَنُّمٍ / وَنُمسي لَها سَكرى بِغَيرِ مُدامِ
تَعالَوا نُوَلِّ اللائِمينَ تَصامُماً / وَنَعصِ عَلى الأَيّامِ كُلَّ مُلامِ
وَنَغتَنِمِ الأَوقاتَ إِنَّ بَقاءَها / كَمَرِّ غَمامٍ أَو كَحِلمِ مَنامِ
مِنَ اللَهِ أَستَبقي صَفاءً يَضُمُّنا / وَطاعَةَ أَيّامٍ وَدارِ مُقامِ
وَأَستَصرِفُ الأَعداءَ عَنّا فَإِنَّنا / مُذُ اليَومِ أَغراضٌ لِكُلِّ مَرامِ
أَلمَعَ بَرقٍ أَم ضَرَم
أَلمَعَ بَرقٍ أَم ضَرَم / بَينَ الحِرارِ وَالعَلَم
تَضحَكُ عَن وَميضِهِ / لَمّاعَةٌ مِنَ الدِيَم
كَما اِستَشَبَّ نارَهُ / قَينٌ بِضالٍ وَسَلَم
قَد هَدَلَت شِفاهَها / عَلى القِنانِ وَالأَكَم
تَهدُرُ عَن رُعودِها / هَدرَ الفَنيقِ ذي القَطَم
لَها فَساطيطٌ عَلى / ذُرى الرَوابي وَخِيَم
أَشيمُهُ لِفِتيَةٍ / تَضَرَّعوا عَلى اللِمَم
قَد سَوَّروا أَكُفَّهُم / بِلَيِّ أَطرافِ الخُطُم
وَجَلَّلوا مَيسَ الرِحا / لِ بِالشُعورِ وَالجُمَم
أوقِظُهُم وَلِلكَرى / فيهِم خَبالٌ وَلَمَم
كَأَنَّما يَجذِبُهُم / مِنَ الرِقابِ وَالقِمَم
مِن كُلِّ مَعروقِ العِظا / مِ أَملَسٍ وَلّى الزُلَم
يَلوكُ فوهُ مَضغَةً / ضَعيفَةً عَنِ الكَلِم
إِذا أَرادَ قَولَ لا / مِن سُكرِهِ قالَ نَعَم
وَالرَكبُ في مَضَلَّةٍ / لا نَضَدٌ وَلا عَلَم
ما اِنتَعَلَت بِأَرضِها / خُفُّ بَعيرٍ أَو قَدَم
أَقولُ لَمّا أَن دَنا / مِنَ المَصابِ وَعَزَم
يا بَرقُ إِن صُبتَ الحِمى / فَلا تَصُب إِلّا بِدَم
عَلى دِيارِ مَعشَرٍ / خانوا العُهودَ وَالذِمَم
تَجَهَّموا ضَيفَ العُلى / وَاِمتَهَنوا زَورَ النِعَم
مِن كُلِّ راعي أُمَّةٍ / أَجهَلَ مِن راعي غَنَم
ما بَينَهُم في المَكرُما / تِ نَسَبٌ وَلا رَحِم
وَما بِهِم إِلى النَدى / لا ظَمَأٌ وَلا قَرَم
كَم أَذكَروني مَعشَراً / كانوا قَراراتِ الكَرَم
ما حَمَلَت أَمثالَهُم / يَوماً غَوارِبُ النَعَم
كَم فيهِمُ لِمُطرَدٍ / مِن وَزَرٍ وَمِعتَصِم
كانوا إِذا الخَطبُ دَجا / وَجَلجَلَت إِحدى الغُمَم
مَأمَنَةً مِنَ الرَدى / وَنَجوَةً مِنَ العَدَم
إِذا هُمُ تَيَقَّظوا / فيها فَقُل لِلجارِ نَم
هُم وَسَموا ما أَغفَلَ ال / ناسُ عَلى طولِ القِدَم
إِذا أَذَمّوا ضَمِنوا / عَلى الزَمانِ ما اِجتَرَم
وَأَمَّنوا حَتّى عَلى ال / قُلوبِ مِن طارِقٍ هَم
أَهلُ النُصولِ وَالقَنا / وَالمُعطِياتُ في اللُجَم
وَالسامِرِ الهَبهابِ في / الظَلماءِ وَالشِربِ العَمَم
جِنٌّ إِذا تَعانَقَ ال / أَبطالُ بِالبيضِ الخُذُم
في حَيثُ لا يَلَذُّنا / مُعتَنِقٌ وَمُلتَزِم
مِن كُلِّ مَطوِيٍّ عَلى / عَظيمَةٍ مِنَ الهِمَم
مِن عِشقِهِ يَومَ الوَغى / يَرى الطِعانَ في الحُلُم
مُحتَمِلُ الأَعباءِ لا / يَجُرُّها مِنَ السَأَم
عَفٌّ فَإِن لَم يَحمِهِ ال / ضَيمَ الظُلمِ ظَلَم
صاحَت بِهِم عَلى الرَدى / مُسمِعَةٌ عَلى الصَمَم
وَاِنتَزَعَت مِن عِزِّهِم / تِلكَ العِمادَ وَالدُعُم
باطِشَةً بِلا يَدٍ / واعِظَةً بِغَيرِ فَم
وَقَبلَ ما كُبَّت لَها / قِبابُ عادٍ وَإِرَم
فَاليَومَ مَرمى دارِهِم / لا كَثَبٌ وَلا أَمَم
قُل لِلعَدُوِّ هَرَباً / قَد زَخَرَ الوادي وَطَم
وَشافَهَت أَمواجُهُ / ذُرى القِلالِ وَالأُطُم
وَمَن يَكُن تَحتَ مَجَ / رِ السَيلِ يَوماً لا يَقُم
تَسومُني الضَيمَ لَقَد / نَفَختَ في غَيرِ ضَرَم
أَما عَلِمتَ أَنَّهُ / مَن كانَ حُرّاً لَم يُضَم
أَبِالمَخازي أَبَداً / مُدَرَّعٌ وَمُلتَثِم
ثِيابَ عارٍ أَبَداً / فَضفاضَةً عَلى القَدَم
تَجزيكَ في الصُبحِ وَتَس / تَغني بِها عَنِ الظُلَم
قُبِّحتِ مِن خَلائِقٍ / لَئيمَةٍ وَمِن شِيَم
يُريدِ جَهلاً أَن يُسي / ءَ عامِداً وَلا يُذَم
هَيهاتَ أَعيا ما يُري / دُ قَبلَهُ عَلى الأُمَم
سِيّانِ مَن قَبَّلَ عُض / واً مِنكُمُ وَمَن عَذَم
وَمَن سَما بِهامِكُم / إِلى العُلى وَمَن وَقَم
جَوامِحاً في العارِ لا / بُقيا وَلا رَعيَ ذِمَم
أَحرَجتَني فَهاكَها / بِنتَ عِناقٍ وَالرَقَم
وَاللَيثُ لا يَخرُجُ إِل / لا مُحرَجاً مِنَ الأَجَم
كَلَذعَةِ الميسَمِ في / شُواظِ نارٍ وَضَرَم
وَالحَيَّةُ الرَقطاءُ تُر / دي أَبَداً بِغَيرِ سُم
حَقّاً عَلى أَعراضِكُم / تَعُطُّها عَطَّ الأَدَم
فَاِستَنشِقوها نَفحَةً / تَجدَعُ مارِنَ الأَشَم
تَقرِضُ مِن جُنوبِكُم / طَمَّ اللِمامِ بِالجَلَم
كَأَنَّما تَضرِبُ في العِر / ضِ الأَعَزِّ بِالقُدُم
مَذكورَةٌ ما بَقِيَت / مِن غَيرِ عَقدٍ لِرَتَم
تَرى عَلى عاري العِظا / مِ وَسمَها وَهيَ رِمَم
فَلَو نَزَعتَ الجِلدَ كا / نَ رَقمُها كَما رُقِم
كَم جَرَّدَت شِفارَها / لَحمَ فَتىً بِلا وَضَم
خابِطَةً لا تَتَّقي / صَدمَ أَخٍ وَلا اِبنَ عَم
تَبيتُ مِن سَماعِها / تَئِنُّ مِن غَيرِ أَلَم
لَتَندَمَنَّ بَعدَها / هَيهاتَ حينَ لا نَدَم
كَم سَقَمٍ مِنكَ أَتى / عَلى عَقابيلِ سَقَم
سَلَكتَ في مَحَجَّةٍ / لا نَهَجاً وَلا لَقَم
صَلعاءُ لا يُعطى الهُدى / دَليلُها فَلا جَرَم
زارَ وَالرَكبُ حَرامُ
زارَ وَالرَكبُ حَرامُ / أَوَداعٌ أَم سَلامُ
طارِقاً وَالبَدرُ لا يَح / فِزُهُ إِلّا الظَلامُ
بَينَ جَمعٍ وَالمُصَلّى / ريمُ سِربٍ لا يُرامُ
وَحُلولٍ ما قَرى نا / زِلَهُم إِلّا الغَرامُ
بَدَّلوا الدورَ فَلَمّا / نَزَلوا القَلبَ أَقاموا
يا خَليلَيَّ اِسقِياني / زَمَنُ الوَجدِ سَقامُ
وَصِفا لي قُلعَةَ الرَك / بِ وَلِلَّيلِ مُقامُ
مِن أَلالٍ حَفَزوا العي / سَ كَما ريعَ النَعامُ
فَزَفيرٌ وَنَشيجٌ / وَعَجيجٌ وَبُغامُ
وَمِنىً أَينَ مِنىً مِن / ني لَقَد شَطَّ المَرامُ
هَل عَلى جَمعٍ نُزولٌ / وَعَلى الخَيفِ خِيامُ
يا غَزالَ الجِزعِ لَو كا / نَ عَلى الجِزعِ لُمامُ
أَحسُدُ الطَوقَ عَلى جي / دِكَ وَالطَوقُ لِزامُ
وَأَعَضُّ الكَفَّ إِن نا / لَ ثَناياكَ البَشامُ
وَأَغارُ اليَومَ إِن مَر / رَ عَلى فيكَ اللِثامُ
أَنا عَرَّضتُ فُؤادي / أَوَّلُ الحَربِ كَلامُ
أَن جَعَلتُ القَلبَ مَرمىً / كَثُرَت فيهِ السِهامُ
مَن يُداوي داءَ أَحشا / ئِكَ وَالداءُ عُقامُ
يا غِياثَ الخَلقِ أَيّا / مُكَ في الأَيّامِ شامُ
غُرَرٌ واضِحَةُ الأَع / لامِ وَالدَهرُ ظَلامُ
أَنتَ لِلدُنيا وَلِلدي / نِ مِساكٌ وَنِظامُ
وَبَهاءٌ وَضِياءٌ / وَغِياثٌ وَقِوامُ
إِنَّ أَعداءَكَ لَمّا / قادَهُم ذاكَ الزِمامُ
وَرَأَوا أَنَّ طَريقَ ال / مَجدِ وَعرٌ وَإِكامُ
وَاِستَطالوا الغايَ حَتّى / جَرجَرَ الثِلبُ العَبامُ
سَلَّموا الثِقلَ إِلى العو / دِ فَما ناءَ وَقاموا
مُقرَمٌ إِن قيدَ لِلوِر / دِ وَقَد حَرَّ اللِطامُ
حَبَسَ الأَورادَ بِالغُل / لَةِ وَالحَيُّ قِيامُ
لَيسَ بَدرٌ إِن بَغى أَو / وَلَ مَن عَزَّ الحِمامُ
جامِحٌ أَقصَعَهُ مِن / قائِمِ العَضبِ لِجامُ
كانَ مِمَّن أَسكَرَتهُ / أَمسِ هاتيكَ المُدامُ
وَنَجا مِن زَحمَةِ المَو / تِ وَلِلمَوتِ زِحامُ
طافِياً تَقذِفُهُ الغَم / رَةُ وَالماءُ جُمامُ
مُنزِعُ النَبلَةِ قَد طا / رَ بِها الريشُ اللُؤامُ
عَجمَةً طَوَّحَها المِر / ضاخُ وَالعَجمُ رِمامُ
وَإِلى اليَومِ قَذى نا / ظِرُهُ ذاكَ القَتامُ
قَدَّرَ العاجِزُ أَنَّ ال / غيلَ يُخليهِ الهُمامُ
كانَ في مَعطِسِهِ الرَغ / مُ وَفي فيهِ الرَغامُ
أَتُرى لَم يَكفِهِ ما / لَقِيَ الخَيلُ الطَغامُ
لا حَديثُ القَومِ مَنسِي / يٌ وَلا العَهدُ قُدامُ
جاشَ واديكَ فَسالَ ال / سَيلُ وَالقَومُ نِيامُ
راكِباً ظَهراً مِنَ الغِي / يِ مُسيمٌ وَمُسامُ
خُطِمَ الأَوَّلُ وَالآ / خِرُ يَبغيهِ الخِطامُ
شَمَّهُ رِئبالُ غابٍ / أَوَّلُ الفَرسِ شِمامُ
يا دَليلَ المَجدِ إِن ضَل / لَ عَنِ المَجدِ الكِرامُ
وَالَّذي يُرعي بِدارِ ال / عِزِّ وَالناسُ بِهامُ
لي مَواعيدُ وَوَعدُ ال / غَيبِ عَقدٌ وَزِمامُ
لَوِيَت عَنّي فَيا لِل / ناسِ هَل ضَنَّ الغَمامُ
حُبِسَ القَطرُ بِأَرضي / وَأَرى الجَوَّ يُغامُ
إِنَّما اللَومُ لِجَدّي / ما عَلى الغَيثِ مَلامُ
قَد تَيَقَّظتُم لِأَمري / لَكِنِ الجَدُّ يَنامُ
وَعِتابُ القَومِ إِلّا / بِالمَعاريضِ خِصامُ
عَجَباً كَيفَ نَبا اليَو / مَ بِكَفَّيَّ الحُسامُ
لا ذِراعي رِخوَةُ الحَب / لِ وَلا السيفُ كَهامُ
مَوضِعُ الذَمِّ زَماني / وَخَلاكَ اليَومَ ذامُ
أَيُّها الزارِعُ سَقياً / فَبِذا الزَرعِ أُوامُ
إِنَّما غَرسُكَ نَبعٌ / وَمِنَ الغَرسِ ثُمامُ
عُد بِما عَوَّدتَني مِن / كَ أَياديكَ الجِسامُ
ثُمَّ دُم ما حَسُنَ العَي / شُ وَما طابَ الدَوامُ
آمِراً تَخدُمُكَ الأَي / يامُ طَوعاً وَالأَنامُ
إِنَّما الأَقدارُ جُندٌ / لَكَ وَالدَهرُ غُلامُ
لَهانَ الغِمدُ ما بَقِيَ الحُسامُ
لَهانَ الغِمدُ ما بَقِيَ الحُسامُ / وَبَعضُ النَقصِ آوِنَةً تَمامُ
إِذا سَلَكَ العُلى سَلِمَت قُواهُ / فَلا جَزَعٌ إِذا اِنتَقَصَ النِظامُ
وَأَهوِن بِالمَناكِبِ يَومَ يَبقى / لَنا الرَأسُ المُقَدَّمُ وَالسَنامُ
وَما شَكوى المَناهِلِ حينَ تُمسي / مُغَيَّضَةً إِذا بَقِيَ الغَمامُ
وَهَل هُوَ غَيرُ فَذٍّ أَخلَفَتهُ / لَكَ العَلياءُ وَالنِعَمُ التُؤامُ
وَما شَرَرٌ تَطاوَحَ عَن زِنادٍ / بِمُفتَقَدٍ إِذا بَقِيَ الضِرامُ
أَفِق يا دَهرُ مَن أَمسَيتَ تَحدو / وَقَد مَنُعَ الخِزامَةُ وَالزِمامُ
قَدَعتَ مُبَرِّزَ الحَلَباتِ يَغدو / جَموحاً لا يُنَهنِهُهُ اللِجامُ
وَلوداً مِثلَ ما خالَستَ مِنهُ / وَأَنتَ بِمِثلِهِ أَبَداً عَقامُ
مِنَ القَومِ الَّذينَ أَقامَ فيهِم / عِدادُ المَجدِ وَالعَدَدُ اللُهامُ
إِذا سَلِموا فَقَد سَلِمَ البَرايا / وَإِن نُقِذوا فَقَد فُقِدَ الأَنامُ
لَهُم كَرَمٌ تُزَيِّدُهُ المَعالي / إِذا لَؤُمَ المَعاشِرُ أَو أُلاموا
وَأَيّامٌ مِنَ الإِحسانِ بيضٌ / لَهُم نَسَبٌ إِلى العَليا قُدامُ
مَراجِحَةٌ وَأَصبِيَةٍ مُلوكٌ / إِلَيهِم يَعقُدُ النادي الكِرامُ
وَكُلُّ مُعَمَّمٍ بِالمَجدِ قَضّى / بِهِ ذِمَمَ العَلاءِ أَبٌ هُمامُ
رَبا بَينَ الصَوارِمِ وَالعَوالي / فَجاءَ كَأَنَّ تَوأَمَهُ الحُسامُ
يَروعُ سَوامَهُ بِالسَيفِ حَتّى / تَمَنّى أَن أَسَرَّتها اللِئامُ
مَعاشِرُ لِلسَوائِمِ في ذُراهُم / أَمانُ الطَيرِ آمَنَها الحَرامُ
يُذَمُّ اللُؤمُ عِندَهُمُ عَلَيها / وَلَيسَ لِجارِهِم أَبَداً ذِمامُ
وَحادِثَةٍ لَها في العَظمِ وَقرٌ / كَغَصِّ السِنِّ لَيسَ لَهُ اِلتِئامُ
كَفى بِعِتاتِها وَالمَوتُ دانٍ / وَقَد قَعَدَ الرِجالُ بِها وَقاموا
فَقُل لِلحائِنِ المَغرورِ أَمسى / بِمارِنِكَ الرَغامَةُ وَالرَغامُ
أَتَعلَمُ مَن تُخاطِرُ أَو تُسامي / غُروراً ما أَراكَ بِهِ المَنامُ
فَخَلِّ عَنِ الطَريقِ لِسَيلِ طَودٍ / تَحَدَّرَ لا يُخاضُ وَلا يُعامُ
أَلَم يُقنِعكَ بِالأَهوازِ مِنهُ / قِطارٌ غَيمُ عارِضِهِ القَتامُ
بِأَربَقَ حَطَّ عارِضَهُ وَأَجلى / عَنِ الأَعداءِ وَالأَعداءُ هامُ
وَأَرسَلَها تَخُبُّ بِدارِ زَينٍ / عُبابَ اليَمِّ لَجَّ بِهِ اِلتِطامُ
يَمِلنَ مِنَ اللُغوبِ كَما تَهادى / نِساءُ الحَيِّ يُثقِلُها الخِدامُ
وَكُنَّ إِذا رَمَينَ إِلى عَدُوٍّ / طَلَبنَ أَمامَ حَتّى لا أُمامُ
وَلَستُ لِحاصِنٍ إِن لَم تَرَوها / مَواقِرَ حَملُها بيضٌ وَلامُ
تَوَقَّصَ تَحتَها القُلَلُ الرَوابي / وَتَجدَعُ مِن حَوافِزِها الإِكامُ
بِنَقعٍ يُظلِمُ الإِصباحُ مِنهُ / عَلى بيضٍ يُضيءُ بِها الظَلامُ
تُفارِطُ بِالقَنا مُتَمَطِّراتٌ / كَما فاجاكَ بِالدَوِّ النَعامُ
حَذارِ لَهُ فَبَعدَ اليَومِ يَومٌ / لَهُ شَرَرٌ وَبَعدَ العامِ عامُ
وَما تَرَكَ الرِماءَ قُصورَ باعٍ / وَلَكِن كَي تُراشَ لَهُ السِهامُ
فَمِنهُ البيضُ ماضِيَةٌ وَمِنكُم / يَدَ الدَهرِ المَفارِقُ وَاللِمامُ
لَنا تَحتَ الصَفائِحِ كُلَّ يَومٍ / مُقيمٌ لا يَريمُ وَلا يُرامُ
كَرائِمُ مِن قُلوبٍ أَو عُيونٍ / عَلَيهِنَّ الجَنادِلُ وَالرِجامُ
صُموتٌ لا يُجابُ لَهُنَّ داعٍ / أَرَنَّ وَلا يُرَدُّ لَهُ سَلامُ
فَدُم ما طابَ لِلباقي بَقاءٌ / وَما حَسُنَ التَلَوُّمُ وَالدَوامُ
فَلا كُشِفَ الضِياءُ عَلى اللَيالي / وَلا عُدِمَ الغِياثُ وَلا القَوامُ
يَكونُ لَكَ التَقَدُّمُ في المَعالي / وَفي الأَجَلِ التَأَخُّرُ وَالمُقامُ
وَكانَ لَنا أَمامَكَ كُلُّ نَقصٍ / يَكونُ مِنَ الرَدى وَلَكَ التَمامُ
وَسَمَتكَ حالِيَةُ الرَبيعِ المُرهِمُ
وَسَمَتكَ حالِيَةُ الرَبيعِ المُرهِمُ / وَسَقَتكَ ساقِيَةُ الغَمامِ المُرزِمِ
وَغَدَت عَلَيكَ مِنَ الحَيا بِمُوَدِّعٍ / لا عَن قِلىً وَمِنَ النَدى بِمُسَلِّمِ
قَد كُنتُ أَعذُلُ قَبلَ مَوتِكَ مَن بَكى / فَاليَومَ لي عَجَبٌ مِنَ المُتَبَسِّمِ
وَأَذودُ دَمعي أَن يَبُلَّ مَحاجِري / فَاليَومَ أَعلَمُهُ بِما لَم يَعلَمِ
لا قُلتُ بَعدَكَ لِلمَدامِعِ كَفكِفي / مِن عَبرَةٍ وَلَوَ اِنَّ دَمعي مِن دَمي
إِنَّ اِبنَ موسى وَالبَقاءُ إِلى مَدىً / أَعطى القِيادَ بِمارِنٍ لَم يُخطَمِ
وَمَضى رَحيضَ الثَوبِ غَيرَ مُدَنَّسٍ / وَقَضى نَقِيَّ العودِ غَيرَ مُوَصَّمِ
وَحَماهُ أَبيَضُ عِرضِهِ وَثَنائِهُ / ضَمُّ اليَدَينِ إِلى بَياضِ الدِرهَمِ
وَغَني عَنِ الدُنيا وَكانَ شَجىً لَها / إِنَّ الغَنِيَّ قَذىً لِطَرفِ المُعدِمِ
مَلَأَ الزَمانَ مَنائِحاً وَجَرائِحاً / خَبَطاً بِبُؤسى في الرِجالِ وَأَنعُمِ
وَاِستَخدَمَ الأَيّامَ في أَوطارِهِ / فَبَلَغنَ أَبعَدَ غايَةِ المُستَخدَمِ
اليَومَ أَغمَدتُ المُهَنَّدَ في الثَرى / وَدَفَنتُ هَضبَ مُتالِعٍ وَيَلَملَمِ
وَغَدَت عَرانينُ العُلى وَأَكُفُّها / مِن بَينِ أَجدَعَ بَعدَهُ أَو أَجذَمِ
مُتَبَلِّجٌ كَرَماً إِذا سُئِلَ الجَدا / مَطَرَ النَدى أَمَماً وَلَم يَتَغَيَّمِ
جَذلانُ تُطلِعُ مِنهُ أَندِيَةُ العُلى / وَجهاً كَريمَ الخَدِّ غَيرَ مُلَطَّمِ
يَرمي المَغارِمَ بِالتِلادِ وَيَنثَني / ثَلِجَ الضَميرِ كَأَنَّهُ لَم يُغرَمِ
الواهِبَ النَعَمَ الجَراجِرَ عادَةً / مِن ذي يَدَينِ إِذا سَخا لَم يَندَمِ
جاءَت بِها حُمرَ الرَبيعِ مَشيدَةً / حَمراءَ تَحسَبُها عُروقَ العَندَمِ
مُتَبَقِّلاتٌ بِاللَديدِ وَرامَةٍ / بَينَ القَنا المَنزوعِ وَالمُتَلَهذِمِ
بِيَدَي أَغَرَّ يَرُدُّ أَلوِيَةَ القَنا / غِبَّ الوَقائِعِ يُعتَصَرنَ مِنَ الدَمِ
وَيَقولُ لِلنَفسِ الكَريمَةِ سَلِّمي / يَومَ اللِقاءِ وَلا يَقولُ لَها اِسلَمي
هَتَفَ الحِمامُ بِهِ فَكانَ وَصاتَهُ / بَذلُ الرَغائِبِ وَاِحتِمالُ المَغرَمِ
هَل يورِثُ الرَجُلُ الكَريمُ إِذا مَضى / إِلّا بَواقِيَ مِن عُلىً وَتَكَرُّمِ
يَأبى النَدى تَركَ الثَراءِ عَلى الفَتى / وَيَقِلُّ ميراثُ الجَوادِ المُنعِمِ
مَلَأَت فَضائِلُكَ البِلادَ وَنَقَّبَت / في الأَرضِ يَقذِفُها الخَبيرُ إِلى العَمي
فَكَأَنَّ مَجدَكَ بارِقٌ في مُزنَةٍ / قِبَلَ العُيونِ وَغُرَّةٌ في أَدهَمِ
أَنعاكَ لِلخَيلِ المُغيرَةِ شُزَّباً / خَبَطَ المَغارَ بِهِنَّ مَن لَم يُجرِمِ
كَالسِربِ أَوجَسَ نَبأَةً مِن قانِصٍ / فَمَضى يَلُفُّ مُؤَخَّراً بِمُقَدَّمُ
وَاليَومُ مُقذٍ لِلعُيونِ بِنَقعِهِ / لا يَهتَدي فيهِ البَنانُ إِلى الفَمِ
لَم يَبقَ غَيرُ شَفافَةٍ مِن شَمسِهِ / كَمَضيقِ وَجهِ الفارِسِ المُتَلَثِّمِ
مِن خائِضٍ غَمرَ الدِماءِ يَبُلُّهُ / بَلَّ النَدى مَطَرَ القَنا المُتَحَطِّمِ
أَو ناقِشٍ مِن جِلدِهِ شَوكَ القَنا / عَن كُلِّ فاغِرَةٍ كَشَدقِ الأَعلَمِ
أَو مُفلِتٍ حُمَةَ السِنانِ نَجَت بِهِ / رَوعاءُ لا تَدَعُ العِذارَ لِمُلجِمِ
يَنزو بِهِ الفَرعُ الكَذوبُ وَيَتَّقي / مُرَّ الحَديثِ بِكُلِّ يَومٍ أَيوَمِ
وَيَروعُهُ وَصفُ الشُجاعِ لِطَعنَةٍ / مِن ذابِلٍ أَو ضَربَةٍ مِن مِخذَمِ
حَتّى يَظُنَّ الصُبحَ سَيفاً مُنتَضىً / أَهوى إِلَيهِ مَعَ الكَمِيِّ المُعلِمِ
وَمُقاوِمٍ عَرَضَ الكَلامُ بُرودَهُ / فيهِنَّ بَينَ مُعَضَّدٍ وَمُسَهَّمِ
أَغضى لَها المُتَشَدِّقونَ وَسَلَّموا / لِهَديرِ شِقشِقَةِ الفَنيقِ المُقرَمِ
بِالرَأيِ تَقبَلُهُ العُقولُ ضَرورَةً / عِندَ النَوائِبِ لا بِكَيفَ وَلالِمِ
حَمَلَ العَظائِمَ وَالمَغارِمَ ناهِضاً / وَمَضى عَلى وَضَحِ الطَريقِ الأَقوَمِ
حَتّى إِذا أَرمى الجِذابُ مِلاطُهُ / وَأَوى الزِمامُ لِأَنفِهِ وَالمَلطَمِ
طَرَحَ الوُسوقَ فَلَم يَدَع مِن بَعدِهِ / عِندَ العَظيمَةِ حامِلاً لِلمُعظَمِ
كَالنِقضِ قَد عَرَكَ الدُؤوبَ صِفاحُهُ / عَركَ الضِباعِ مِنَ العِنانِ المُؤدِمِ
رَقَدَ المُلوكُ بِحَزمِ أَبلَجَ رَأيُهُ / فَلَقٌ لِعاشِيَةِ العُقولِ النُوَّمِ
تَنفَضُّ عَنهُ النائِباتُ كَأَنَّها / وَبَرُ المُوَقَّعِ نَشَّ تَحتَ الميسَمِ
كانوا إِذا قَعَدَ البِكارُ بِثِقلِهِم / قالوا لِذا العودِ الجُلالِ تَقَدَّمِ
عَمري لَقَد قَذَفوا الكُروبَ بِفارِجٍ / مِنهُ وَقَد رَجَموا الخُطوبَ بِمِرجَمِ
فَكَأَنَّما قَرَعوا القَنا بِعُتَيبَةٍ / وَلَقوا العِدا بِرَبيعَةِ بنِ مُكَدَّمِ
رَقاءُ أَضغانٍ يَسُلُّ شَباتَها / حَتّى يُغَيِّرَ طَبعَ سُمِّ الأَرقَمِ
سَبعٌ وَتِسعونَ اِهتَبَلنَ لَكَ العِدا / حَتّى مَضَوا وَغَبَرتَ غَيرَ مُذَمَّمِ
لَم يَلحَقوا فيها بِشَأوِكَ بَعدَما / أَمَلوا فَعاقَهُمُ اِعتِراضُ الأَزلَمِ
إِلّا بَقايا مِن غُبارِكَ أَصبَحَت / غُصَصاً وَأَقذاءً لِعَينٍ أَو فَمِ
إِن يَتبَعوا عَقِبَيكَ في طَلَبِ العُلى / فَالذِئبُ يَعسُلُ في طَريقِ الضَيغَمِ
هَل مِن أَبٍ كَأَبي لِجُرحِ مُلِمَّةٍ / أَعيا وَشَعبِ عَظيمَةٍ لَم يُلأَمِ
إِنَّ الخُطوبَ الطارِقاتِ فَجَعنَنا / بِحِمى الأَبِيِّ وَجُنَّةِ المُستَلئِمِ
بِمُمَهَّلٍ في الغابِرينَ مُؤَخَّرٍ / وَمُحَفَّزٍ في السابِقينَ مُقَدَّمِ
الطاهِرِ اِبنِ الطاهِرينَ وَمَن يَكُن / لِأَبٍ إِلى جِذمِ النُبُوَّةِ يَعظُمِ
مِن مَعشَرٍ تَخِذوا المَكارِمَ طُعمَةً / وَرَوُوا مِنَ الشَرَفِ الأَعَزِّ الأَقدَمِ
مِن جائِدٍ أَو ذائِدٍ أَو عاقِرٍ / أَو ماطِرٍ أَو مُنعِمٍ أَو مُرغِمِ
وَفَروا عَلى المَجدِ المُشيدِ هُمومَهُم / وَتَهاوَنوا بِالنائِلِ المُتَهَدِّمِ
عيصٌ أَلَفَّ تَقابَلَت شُعُباتُهُ / في المَجدِ شَجرَ مُقَوَّمٍ لِمُقَوَّمِ
يَتَعاوَرونَ المَكرُماتِ وِلادَةً / مِن بَينِ جَدٍّ في المَكارِمِ وَاِبنِمِ
قَد قُلتُ لِلحُسّادِ حينَ تَقارَضوا / حُرَقَ القُلوبِ جَوىً وَحَرقَ الأُرَّمِ
لا تَحسُدوا المُتَرادِفينَ عَلى العُلى / وَالغالِبينَ عَلى السَنامِ الأَكوَمِ
وَالطاعِنينَ بِكُلِّ جَدٍّ مِدعَسٌ / وَالماطِرينَ بِكُلِّ نيلٍ مُرزِمِ
لَكُمُ الفُضولُ إِذا تَكونُ وَقيعَةٌ / أَو غارَةٌ وَلَهُم صَفِيُّ المَغنَمِ
عَطِرونَ ما لِأُنوفِكُم مِن طيبِهِم / بَينَ المَجامِعِ غَيرَ شَمِّ المَرغَمِ
يَتَسانَدونَ إِلى عُلى عادِيَّةٍ / وَمَكارِمٍ قُدمٍ وَمَجدٍ قَشعَمِ
مُتَزَيِّدينَ إِلى السُؤالِ وَعِندَكُم / أُمُّ العَظاءِ مُفِذَّةً لَم تُتئِمِ
فَتَعَلَّقوا عَجَبَ المَذَلَّةِ وَاِترُكوا / رَفعَ العُيونِ إِلى البِناءِ الأَعظَمِ
تِلكَ الأُسودُ فَمَن يَجُرُّ فَريسَها / أَم مَن يَمُرُّ بِغابِها المُتَأَجِّمِ
حُطَّت بِأَطرافِ البِلادِ قُبورُهُم / رُقُمُ النُجومِ سُقوفُ لَيلٍ مُظلِمِ
وَكَفاكَ مِن شَرَفِ القَبيلِ بِأَن تَرى / بَدَدَ القُبورُ لِمُنجِدٍ أَو مُتهِمِ
عُدّوا جِبالاً لِلعَلاءِ وَإِن غَدَوا / أَمشاجَ مَجدٍ في رَمائِمِ أَعظُمِ
وَضَعَت بِتِلكَ صَفايِحاً وَضَرايِحاً / أَثقالَ أَوطَفَ بِالرُعودِ مُزَمزِمِ
وَسَقَت ثَراهُنَّ الدُموعُ مُرِشَّةً / فَغَنينَ عَن قَطرِ الغَمائِمِ وَالسُمِي
جَدَثٌ بِبابِلَ أُشرِجَت رُجُماتُهُ / طَبَقاً عَلى مَطَرِ النَدى المُتَهَزِّمِ
ضِمنَ السَماحَةِ في مَلاثِ إِزارِهِ / وَالمَجدُ في نُوّارِهِ المُتَكَمِّمِ
لا تَحسَبَن جَدَثاً طَواهُ ضَريحُهُ / قَبراً فَذاكَ مَغارُ بَعضِ الأَنجُمِ
أَعرَيتَ ظَهري لِلعِدا وَلَوِ اِتَّقى / بِزُهاءِ مُزدَحِمِ العَديدِ عَرَمرَمِ
وَكَشَفتَ لِلأَيّامِ عَورَةَ مَقتَلي / حَتّى رَدَدنَ عَلَيَّ بَعدَكَ أَسهُمي
قَد كُنتَ ما بَيني وَبَينَ سِهامِها / فَاليَومَ لا يُخطينَ شاكِلَةَ الرَمِي
هَل تَسمَعَنَّ مِنَ الزَمانِ ظُلامَتي / فيما جَنى وَإِلى الزَمانِ تَظَلُّمي
قُل لِلنَوائِبِ لا أُقيلُكَ عَثرَةً / فَتَشَزَّني لِوَقائِعي وَاِستَسلِمي
لا تَصفَحَنَّ عَنِ المُلِمِّ إِذا جَنى / وَإِذا المَضارِبُ أَمكَنَتكَ فَصَمِّمِ
فَالغِمرُ مَن تَرَكَ الجَزاءَ عَلى الأَذى / وَأَقامَ يَنظُرُ عُذرَةً مِن مُجرِمِ
وَمَحوكَةٍ كَالدِرعِ أَحكَمَ سَردَها / صَنَعٌ فَأَفصَحَ في الزَمانِ الأَعجَمِ
عَضَّلتُها زَمَناً لِأَطلُبَ كُفؤَها / وَزَفَفتُها لَكَ نِعمَ بَعلُ الأَيِّمِ
إِنّي نَزَلتُ وَكُنتُ غَيرَ مُذَلَّلٍ / بَيتَ المُهانِ وَأَنتَ عَينُ المُكرَمِ
أَعَلى الغَورِ تَعَرَّفتَ الخِياما
أَعَلى الغَورِ تَعَرَّفتَ الخِياما / وَلِدارِ الحَيِّ مَلهىً وَمُقاما
مِنزِلٌ مِن آلِ لَيلى لَم يَدَع / وَلَعُ الدَهرِ بِهِ إِلّا رِماما
حَبَّذا الدارُ وَإِن لَم يَلقَنا / قاطِنُ الدارِ بِها إِلّا لِماما
مَن رَأى البارِقَ في مَجنوبَةٍ / هَبَّةَ البارِقِ قَد راعَ الظَلاما
كُلَّما أَومَضَ مِن نَحوِ الحِمى / أَقعَدَ القَلبَ مِنَ الشَوقِ وَقاما
ما عَلى ذي لَوعَةٍ نَبَّهَهُ / بارِقٌ مِن قِبَلِ الغَورِ فَشاما
يا خَليلَيَّ اِنظُرا عَنّي الحِمى / إِنَّ طَرفَ العَينِ بِالدَمعِ أَغاما
طالَ ما اِستَسقوا لِعَيني دَمعَها / أَينَما اِستَسقَيتُ لِلدارِ الغَماما
أَخلَقَ الرَبعُ وَأَثوابُ الهَوى / مُستَجِدّاتٌ وُلوعاً وَغَراما
آهِ مِن بَرقٍ عَلى ذي بَقَرٍ / نَبَّهَ الشَوقَ عَلى القَلبِ وَناما
كَم رَعَينا العَيشَ فيهِ ناضِراً / وَوَرَدنا أَوَّلَ الحُبِّ جِماما
وَغَريمَي صَبوَةٍ قَد قَضَيا / بَعضَ دَينِ الشَوقِ ضَمّاً وَلِزاما
يا قِوامَ الدينِ قُدها صَعبَةً / لَم تَكُن تَتبَعُ مِن قَبلُ الزِماما
أَنتَ فينا هَضبَةُ اللَهِ الَّتي / زادَها قَرعُ المَقاديرِ اِلتِئاما
وَيَدٌ لِلدَهرِ مَوهوبٌ لَها / إِن أَساءَ الدَهرُ يَوماً وَأَلاما
ما يَضُرُّ القَومَ أوقِظتَ لَهُم / أَن يَكونوا عَن حِمى العِزِّ نِياما
مَنبِتٌ تَحرُزُ عَن أَعراقِهِ / حَسَبٌ لا يَقبَلُ العارَ قُداما
إِرثُ آباءٍ عَلَوا فَاِقتَعَدوا / عَجُزَ المَجدِ وَأَعطَوكَ السَناما
أَمطَروا الجودَ مُضيئاً بِشرُهُم / فَرَأَيناهُم شُموساً وَغَماما
شَغَلوا قِدماً عَنِ الناسِ العُلى / وَرَمَوا عَن ثُغَرِ المَجدِ الأَناما
مَعشَرٌ تَمّوا فَلَم يَنثَمِلوا / ثَلَمَ الأَقمارِ يَنظُرنَ التَماما
كَحُمَيّا الطَودِ رَأياً وَحِجاً / وَرِماحُ الخَطِّ غَرباً وَقِياما
أَفرَجَ المَجدُ لَهُم عَن بابِهِ / وَلَقى الأَعداءُ ضُعفاً وَزِحاما
غائِبٌ مِثلُكَ مِن شُهّادِهِ / ما قَضى العُمرَ وَلا ذاقَ الحِماما
لَم يَعِش مَن عاشَ مَذموماً وَلا / ماتَ أَقوامٌ إِذا ماتوا كِراما
يَعظُمُ الناسُ فَإِن جِئنا بِكُم / كُنتُمُ الراعينَ وَالناسُ سَواما
أَوَلَم يَنهَ العِدا في أَربَقٍ / لَجِبٌ قادَ الجَماهيرَ العِظاما
لِجَجاً يَلغَطُ فيهِنَّ القَنا / لَغَطَ الأَورادِ دَفعاً وَلِطاما
يَومَ وَلّى قَومَهُ في هُوَّةٍ / مُستَغِرٍّ دَمَّرَ الجيلَ الطَغاما
مُستَعيراً هامَهُم يَحسَبُها / جَفَناتِ الحَيِّ يَنقُلنَ الطَعاما
شَهِدَ الرَوعَ فَلَم يُعطِ القَنا / نُهَزَ الطَعنِ وَلَم يُرضِ الحُساما
وَنَجا الغاوِيُّ يُفَدّي مُهرَهُ / خَزِيَ المَوقِفِ قَد ليمَ وَلاما
طَرَحَ الدِرعَ ذَميماً وَاِتَّقى / بِمَطاهُ الطَعنَ شَمّاً وَعُراما
يَستَزيدُ الطِرفَ حَتّى لَو رَأى / مُهلَةَ الواقِفِ قَد أَلقى اللِجاما
خِلفَةً وَطفاءَ يَمريها الرَدى / مَطَرَ الطَعنِ رَذاذاً وَرُهاما
دَأبُها في دارِ زَينٍ تُنتَحى / شَلَّةَ الطارِدِ بِالدَوِّ النَعاما
بِتنَ بِالشَدِّ يُخَرِّقنَ الثَرى / دَلَجَ اللَيلِ وَيَرقَعنَ القَتاما
خِلتَ أَيديهِنَّ في مَعزائِها / أَنمُلَ الوِلدانِ يَفلينَ اللِماما
جاذَبَت فُرسانَها أَعناقَها / كُلَّما نَهنَهنَ طالَبنَ أَماما
وَلَيالي السوسِ صَبَّحتُ بِها / صائِحاً يَسقي دَمَ الطَعنِ مُداما
تُضمَنُ الأَعناقُ لِلسَيفِ إِذا / أَخفَرَ السَيفُ عَلى الدِرعِ الذِماما
رِشتُمُ سَهمي وَضاعَفتُم لَهُ / عَقِبَ النَعماءِ وَالريشِ اللُواما
كُلَّ يَومٍ نِعَمٌ مَشفوعَةٌ / لاحِقاتٌ وَتَوالٍ وَقُدامى
أَصبَحَت عِندي وَلوداً ناتِجاً / يَومَ تَغدو نِعَمُ القَومِ عِقاما
مِثلَ رَشقِ النَبلِ إِلّا جَرحَها / تُبرِدُ الغُلَّ وَتَستَلُّ الأُواما
كُلَّما شَيَّخَ عِندي ضَيفُها / رَجَّعَتهُ جُدُدُ الطولِ غُلاما
يا جَزَت عَنّي الجَوازي مَعشَراً / مَلَكوا الوِردَ فَأَعطَوني الجُماما
جِئتُهُم في جَفوَةِ الدَهرِ فَلا / أَوصَدوا البابَ وَلا لَطّوا القِراما
ضَرَبَ العِزُّ عَلَيهِم بَيتَهُ / ثُمَّ أَلقى الرَحلَ فيهِم وَأَقاما
وَعَمَرتُم آمِني رَيبِ الرَدى / يَمطُلُ الخَطبُ بِكُم عاماً فَعاما
كُلَّما خَفَّ إِلَيكُم حادِثٌ / غَلَّطَ النَهجَ وَلَم يُعطِ المَراما
ما رَأَينا سِلكَها مِن غَيرِكُم / جَمَعَ النَشرَ وَلا ضَمَّ النِظاما
لا طَوَت عَنّا اللَيالي مَن غَدا / لِلوَرى غَيثاً وَلِلدينِ قِواما
كُلَّما رَحَّلَتِ اليَومَ فَتىً / نُوَبُ الأَيّامِ زادَتكَ مَقاما
يا مَن رَأى البَرقَ عَلى الأَنعَمِ
يا مَن رَأى البَرقَ عَلى الأَنعَمِ / يَطوي بِساطَ الغَسَقِ المُظلِمِ
مُحمَرَّةً مِنهُ كِفافُ الدُجى / نَضحَ جِراحِ الفَرَسِ الأَدهَمِ
قامَ نِساءُ الحَيِّ يَقبَسنَهُ / ناراً مِنَ الإيماضِ لَم تُضرَمِ
تَطاوَلَ المُنجِدُ ضَنّاً بِهِ / وَقَد عَطا لِلبَلَدِ المُتهِمِ
حَتّى رَمى الإِصباحَ في لَيلَةٍ / لَفَّت إِزارَ الرَجُلِ المُحرِمِ
لا جازَ مَغناهُم بِذاتِ النَقا / قَطرُ الغَوادي وَطِلالُ السُمِي
وَلّوا عَلى قَلبي عَنيفَ الجَوى / يُعاقِبُ القَلبَ وَلَم يُجرِمِ
اللَهَ في طَرفٍ بِكُم دامِعٌ / دامٍ وَقَلبٍ بِكُمُ مُغرَمِ
لا يَتعَبُ العاذِلُ في حُبِّهِم / قَد ذَهَبَ السَهمُ بِقَلبِ الرَمي
عَيني مَعَ اليَقظى غَراماً بِهِم / وَعَينُ مَن يَلحى مَعَ النُوَّمِ
لَولا قِوامُ الدينِ ما اِستَوسَقَت / أَعناقُها في السَنَنِ الأَقوَمِ
وَلا رَأَينا النَجمَ ذا خِفيَةٍ / مِن قارِعِ الحافِرِ وَالمَنسَمِ
يُغيرُ لِلمَجدِ إِذا غَيرُهُ / أَغارَ لِلسَلَّةِ وَالمَغنَمِ
لا يَصحَبُ الأَغمادَ مَن لَم تَزَل / سُيوفُهُ في حُلَلٍ مِن دَمِ
لِلَّهِ نَعلٌ حُذِيَت في العُلى / أَخمَصَ ذاكَ العارِضِ المُرزَمِ
يَوَدُّ لَو أَصبَحَ شِسعاً لَها / نِجادُ عُنقِ المَلِكِ الأَعظَمِ
أَغَرُّ مِن غُرٍّ رَبَوا في العُلى / وَأَفصَحوا بِالكَرَمِ الأَعجَمِ
بَنَوا عَلى مُضطَرِباتِ القَنا / بِناءَ عِزٍّ غَيرِ مُستَهدِمِ
تَشُبُّ بِالمَندَلِ نيرانُهُم / لِطارِقِ اللَيلِ وَلَم يُظلِمِ
لا يُدفَعُ الأَضيافُ مِنهُم إِلى / مَمنونِ زادٍ وَقِرىً مُعتِمِ
قَلَّت عُيونُ الناسِ عَن نَيلِهِم / فَعَوَّذوا مِن أَعيُنِ الأَنجُمِ
أَساوِدٌ تُنتِجُها في العُلى / أُسدٌ إِلى أَمثالِها تَنتَمي
فَيَخرُجُ الأَرقَمُ مِن ضَيغَمٍ / وَيَخرُجُ الضَيغَمُ مِن أَرقَمِ
سُمِّيَتِ الغَبراءُ في عَهدِهِم / حَمراءَ مِن طولِ قُطارِ الدَمِ
تَحمَرُّ مِنها كُلُّ مُخضَرَّةٍ / كَأَنَّ لا نَبتَ سِوى العَندَمِ
كُلُّ فَتىً يَفضَحُ أَطواقَهُ / وَجهٌ مُضيءُ الجيدِ وَالمَلطَمِ
لِلبِشرِ في ديباجِهِ لامِعٌ / طِرازُ عَصبِ اليَمَنِ المُعلَمِ
قَومٌ رِباطُ الخَيلِ في دورِهِم / كَالبُهمِ في غامِدَ أَو يَقدُمِ
مِن كُلِّ مَحبوكِ القَرا مِحصَفٌ / أُمِرَّ فَتلُ الرَسَنِ المُبرَمِ
كَأَنَّهُ يَنظُرُ مُستَوجِساً / رُبَيئَةً قامَ عَلى مَخرِمِ
مَتى أَراها كَذِئابِ الغَضا / تُحَرِّضُ الهائِبَ بِالمُقدَمِ
أَعِنَّةُ الفُرسانِ أَعرافُها / عَجلى عَنِ المُسرَجِ وَالمُلجَمِ
مِن فارِسٍ يَحمِلُ أُسدَ الشَرى / لِمُلتَقى يَومِ رَدىً أَيوَمِ
تَرمي جِبالُ الثَلجِ مِن قَدحِها / نارَ الوَغى بِالشَرَرِ المُضرَمِ
أَرعَنُ قَد كَدَّرَ ماءَ الحَيا / في مُزنِهِ بِالرَهَجِ الأَقتَمِ
يَومٌ يَوَدُّ القِرنُ لَو أَنَّهُ / يَزيدُ في الرُمحِ مِنَ المِعصَمِ
كَم قُلَّةٍ مُمتَنِعٍ طَودُها / إِلّا عَلى ذي الجُدَدِ الأَعصَمِ
قَد أَمسَتِ الخَيلُ ضُيوفاً بِها / لِلوَعِلِ العاقِلِ وَالقَشعَمِ
ثَلَمَّتَها كَيداً وَكَم شابَكَت / أَيدي المَقاديرِ وَلَم تُثلَمِ
يُخالُ باقي رَوقِ أَطوادِها / باقِيَ أَنيابِ فَمِ الأَهتَمِ
قَد يَنفُذُ الحِلمُ عَلى غَرزَةٍ / بِمُحفِظاتِ الغادِرِ المُجرِمِ
وَطولُ نَزفِ النَغبِ يَفنى بِهِ / غَمرُ جُمامِ الغَدِقِ المُفعَمِ
أَقدَمَ لِلحَينِ وَيا رُبَّما / أَجلى الوَغى وَالغُنمُ لِلمُحجِمِ
يَسلَمُ كَعبُ الرُمحِ مُستَأخِراً / وَيوقِعُ الإِقدامُ بِاللَهذَمِ
ما كانَ إِقداماً وَلَكِنَّهُ / تَسَرُّعُ العَيرِ عَلى الضَيغَمِ
وَلّى وَقَد أَردَفَ هَدّارَةً / يَقظى عَلى اللَيلِ لَغوطَ الفَمِ
لا يُؤمَنَن بَعدَ كَلالِ الشَبا / كَم صائِلٍ بِالساعِدِ الأَجذَمِ
قَد يَهلِكُ النَسرُ وَفي ريشِهِ / عَونُ الرَدى الجاري مَعَ الأَسهُمِ
يُثَمِّرُ المالَ وَيَأبى الغِنى / إِلّا مِنَ الذابِلِ وَالمِخذَمِ
لا يَدخَرُ الضَيغَمُ مِن قوتِهِ / ما يَدخَرُ النَملُ مِنَ المَطعَمِ
لا تَستَشِر غَيرَكَ في كَيِّها / قَد بَلَغَ الداءُ إِلى المَيسَمِ
وَاِخطُب عَلى سَيفِكَ بِكرَ العُلى / فَقَد تَمَلَّأتَ مِنَ الأَيِّمِ
حُسامُكَ النَصرُ فَصَمِّم بِهِ / وَدِرعُكَ الإِقبالُ فَاِستَلئِمِ
لا يُصلِحُ الناسَ لِأَربابِهِم / غَيرُ بَياضِ السَيفِ وَالدِرهَمِ
يا مُلبِسي النُعمى الَّتي أَورَقَت / عودي مِراراً وَكَسَت أَعظُمي
وَمُطلِعي في رَأسِ عادِيَّةٍ / تَخسَأُ طَرفَ الجَذَعِ الأَزلَمِ
نَزعُ العُلى عَنّي كَإِلباسِها / وَالغُنمُ بِالبَذلَةِ كَالمَغرَمِ
أَكرَمُ عَنها وَبِها مَرَّةً / كِلاهُما عِندي مِنَ الأَنعُمِ
وَكَيفَ نَومُ المَرءِ مِن تَحتِهِ / دونَ الكَرى مُضطَرَبُ الأَرقَمِ
بَينَ خِصافَي نَعلِهِ شَوكَةٌ / إِن شَدَّدَ الوَطءَ عَلَيها دَمي
فَاِملِك بِها رِقّي وَحَرِّر بِها / عُنقي وَرِقُّ الحُرِّ لِلمُنعِمِ
وَحُز بِها ما بَقِيَ العُمرُ لي / صَفاءَ قَلبي وَصَفايا فَمي
غَوثُكَ مِنها يا غِياثَ الوَرى / قَد ثَقُلَ العِبءُ عَلى المَهرَمِ
صونوا بِها عِرضي وَوَجهي مَعاً / صونَهُما في الزَمَنِ الأَقدَمِ
لا تَحسَبوا أَنّي عَلى جُرأَتي / أَحجَمتُ حَتّى ضاقَ لي مَقدَمي
ما لانَ عودي في يَدَي غَيرِها / يَوماً وَلا خارَ عَلى مَعجَمِ
عَطفاً عَلَينا أَن يَقولَ اِمرُؤٌ / إِنَّ عَلوقَ المَجدِ لَم تَرأَمِ
يُخدَعُ بِالشَهدِ مَذاقُ الفَتى / وَرُبَّما آلَ إِلى العَلقَمِ
عَظيمَةٌ نادَيتُ مِن ثِقلِها / بِالبازِلِ الناهِضِ بِالمُعظَمِ
عاداتُ إِحسانِكَ أَمثالُها / قَد لَؤُمَ الدَهرُ بِها فَاِكرِمِ
وَطُل وَصُل وَاِعفُ وَهَب وَاِنتَقِم / وَاِبقَ وَدُم وَاِعلُ وَثِب وَاِسلَمِ
أَحَقُّ مَن كانَتِ النَعماءُ سابِغَةً
أَحَقُّ مَن كانَتِ النَعماءُ سابِغَةً / عَلَيهِ مَن أَسبَغَ النُعمى عَلى الأُمَمِ
وَأَجدَرُ الناسِ أَن تَعنوا الرِقابُ لَهُ / مَنِ اِستَرَقَّ رِقابَ الناسِ بِالنِعَمِ
إِذا سَما فَإِلى العَلياءِ نَهضَتُهُ / وَإِن مَشى فَعَلى الأَعناقِ وَالقِمَمِ
لِلَّهِ أَمٌّ تَلَقَّتهُ بِراحَتِها / ماذا تَلَقَّت إِلى الدُنيا مِنَ الكَرَمِ
في صِبيَةٍ لِلمَعالي كانَ أَولَعَهُم / بِالمَكرُماتِ وَأَلقاهُم إِلى الدِيَمِ
كَم غِبتُ عَنهُ وَما غابَت مَكارِمُهُ / وَنِمتُ عَنهُ بِآمالي وَلَم يَنَمِ
لا يُتبِعُ المالَ أَنفاساً مُصاعَدَةً / وَلا يُعيرُ العَطايا زَفرَةَ النَدَمِ
يا مُمرِضاً بِالمَساعي قَلبَ حاسِدِهِ / عَلى العُلى وَمُداوي الفَقرِ وَالعَدَمِ
أَقبَلتَها بِسِياطِ العَزمِ تَحفِزُها / لِلطَعنِ لابِعِراكِ العُذرِ وَاللُجُمِ
مِن دَومَةٍ بِجِبالِ الغَورِ حامِلَةٍ / حَقائِبَ المَوتِ لِلأَعداءِ وَالنِقَمِ
عَلى قَطاهُنَّ صَدّارونَ عَن نَهَلٍ / مِنَ القَواضِبِ وَرّا دونَ لِلقُحَمِ
طَريدَةٌ لِلعُلى جَلّى فَأَدرَكَها / بَعدَ المِطالِ جَناحُ الأَجدَلِ الضَرِمِ
أَقامَ سوقَ المَساعي وَهيَ بائِرَةٌ / مَجالُ عَزمِكَ بَينَ السَيفِ وَالقَلَمِ
فَفي النِزالِ يَدٌ حَمراءُ مِن عَلَقٍ / وَفي النَوالِ يَدٌ بَيضاءُ مِن كَرَمِ
أَعيا الرِجالَ وَإِن عَزّوا وَإِن كَرُموا / مَكانُ كَفَّيكَ فيها مِن نَدىً وَدَمِ
لَكُم حَرَمُ اللَهِ المُعَظَّمُ لا لَنا
لَكُم حَرَمُ اللَهِ المُعَظَّمُ لا لَنا / وَبَطحاؤُهُ وَالأَخشَبانِ وَزَمزَمُ
وَما رَدَّ شِعبَ المَأزَمَينِ عَلى مِنىً / وَجَمعٍ وَما وارى السِتارُ المُحَرَّمُ
لَئِن لَم تُصَبِّحكُم بِها مُستَغيرَةٌ / كَصَكَّةِ أَنفِ المَرءِ يَتبَعُها الدَمُ
ثَوَّرتُها تَنتَعِلُ الظَلاما
ثَوَّرتُها تَنتَعِلُ الظَلاما / لا نَقوَ أَبقَينَ وَلا سُلامى
قوداً إِذا اللَيلُ بِها تَرامى / مَرَقنَ مِن ظَلمائِهِ سِهاما
تُرَجِّعُ الحَنينَ وَالبُغاما / شَكوى المَريضِ ماطِلِ السَقاما
أَعلَقتُها مِنَ النَدى زِماما / لا واهِنَ العَقدِ وَلا رِماما
أَيَّ غِياثَ الخَلقِ وَالقِواما / إِنَّ بِأَرجانَ لَنا غَماما
ها أَوشِكي أَن تَرِدي الحِماما / غَمراً يَزيدُ لُجُّهُ اِلتِطاما
إِن ناطَحَ الأَكرادَ وَالأَرواما / يُرَوِّحُ الإِحسانَ وَالإِنعاما
إِذا الرِجالُ رَوَّحوا الأَنعاما / قَوَّمَ دَرءَ الدينِ فَاِستَقاما
قَد وُلِدَ المَجدُ لَهُ تَماما / إِذا رَأَينا المَلِكَ الهُماما
نَرى سَريراً يَحمِلُ الأَناما / وَالسُؤدَدَ القُدامِسَ القُداما
إِنَّ عَلى أَعوادِهِ الضِرغاما / تُخدِجُ مِن هَيبَتِهِ السُلامى
تَعنو المُلوكُ حَولَهُ إِعظاما / نَستَكثِرُ اليَومَ لَهُ القِياما
أُسداً تَراها عِندَهُ بِهاما / شُلَّت يَدُ الجاذِبِ ماذا راما
مِن بازِلٍ قَد مَنَعَ الخِطاما / وَأَعجَزَ الوِراكَ وَالزِماما
لا يَعرِفُ الرَحلَ لَهُ سَناما / وَلّى الأَعادي مَنكِباً حَطّاما
يَومَ الضِغاطِ يَأمَنُ الزِحاما / مِن مَعشَرٍ تَفَرَّعوا الأَعلاما
مُطاوِلاً مَجدُهُمُ الأَيّاما / حَلّوا القُصورَ البيضَ وَالآطاما
يُخالِطونَ الشَربَ وَالمُداما / وَالعازِفاتِ الغُرَّ وَالنَدامى
كَرائِماً لاقَينَهُم كِراما / حَتّى إِذا يَومُ الرَدى أَغاما
مُحتَزِماً قَد لَبِسَ القَتاما / رَأَيتَهُم ضَراغِماً تَسامى
عَلى الجِيادِ تُعلَفُ الإِلجاما / في البيدِ لا ظِلٌّ وَلا خِياما
غَدوا يُبارونَ بِها النَعاما / مُرابِعينَ الحامِلَ الهَمهاما
مِن كُلِّ أَقنى يَنفُضُ اللِجاما / كَالنَصلِ إِلّا الفوقَ وَاللُؤاما
إِن قَعَدَ الخَطبُ إِلَيهِ قاما / حَتّى يُرَوّي الرُمحَ وَالحُساما
يَقظانُ مُذ ذُمَّ الكَرى ما ناما / قَد بَعَثوهُ شائِماً فَشاما
مِن مَقبِسِ المَجدِ لَهُم ضِراما / جاءَ بِهِ يَضطَرِمُ اِضطِراما
حُلّوا الحُبى بُلِّغتُمُ المَراما / سَعيٌ كَفى الآباءَ وَالأَعماما
كَم قَلَّدوني النِعَمَ الجِساما / سَوابِغاً تَرفَعُ لي الأَعلاما
أَمطَونِيَ الغارِبَ وَالسَناما / وَطالَ ما غاظوا بِيَ الأَقواما
وَجَدَّدوا الأَحقادَ وَالأَوغاما / هُم قَدَّموني في العُلى أَماما
وَأَخَّروا عَن غايَتي الإِقداما / فَذّاً مِنَ النَعماءِ أَو تُؤاما
كَالسِلكِ ضاعَفتَ بِهِ النِظاما / إِلامَ مَدَّ بَحرُكُم إِلاما
مُلِئتُمُ النَعماءَ وَالدَواما / عاماً عَلى رَغمِ العِدا فَعاما
تُماطِلونَ القَدرَ وَالحِماما / شَملُ الثُرَيّا ضَمِنَ المَقاما
طَوقُ الهِلالِ لا يُرى اِنفِصاما / لا رَوَّعَ الدَهرُ لَكُم سَواما
يَوماً وَلا فَضَّ لَكُم نِظاما / حَتّى يُلاقي يَذبُلٌ شَماما
يا دَهرُ ماذا الطُروقُ بِالأَلَمِ
يا دَهرُ ماذا الطُروقُ بِالأَلَمِ / حامٍ لَنا عَن بَقِيَّةِ الكَرَمِ
إِن كُنتَ لا بُدَّ آخِذاً عِوَضاً / فَخُذ حَياتي وَدَع حَيا الأُمَمِ
لا دَرَّ دَرُّ السَقامِ كَيفَ رَمى / طَبيبَ آمالِنا مِنَ السَقَمِ
وَلا مِثلُ لَيلي بِالشَقيقَةِ وَالهَوى
وَلا مِثلُ لَيلي بِالشَقيقَةِ وَالهَوى / يَضُمُّ إِلى نَحري غَزالاً مُنَعَّما
خَلَوتُ بِكَالغُصنِ المُرَنَّحِ فَتَّحَت / أَعاليهِ غِبَّ القَطرِ نَوراً مُكَمَّما
وَأَبيَضَ بَرّاقِ النِظامِ كَأَنَّهُ / حَصى بَرَدٍ لَو أَنَّهُ نَقَعَ الظَما
فَسُقياً لِأَلمى ذي غُروبٍ تَخالُهُ / غَزالاً رَعى بِالنِيِّ مَرداً وَعِظلِما
وَلا نَعِمَ الحُمرُ الشِفاهُ كَأَنَّما / تَبَطَّنَ داءً أَو وَلَغنَ بِها دَما
أُحِبُّكَ يا لَونَ الشَبابِ لِأَنَّني / رَأَيتُكُما في القَلبِ وَالعَينِ تَوأَما
سَوادٌ يَوَدُّ البَدرُ لَو كانَ رُقعَةً / بِجِلدَتِهِ أَو شُقَّ في وَجهِهِ فَما
لَبَغَّضَ عِندي الصُبحُ ما كانَ مُشرِقاً / وَحَبَّبَ عِندي اللَيلُ ما كانَ مُظلِما
سَكَنتَ سَوادَ القَلبِ إِذ كُنتَ شِبهَهُ / فَلَم أَدرِ مِن عِزٍّ مِنَ القَلبِ مِنكُما
وَما كانَ سَهمُ الطَرفِ لَولا سَوادُهُ / لَيَبلُغَ حَبّاتِ القُلوبِ إِذا رَمى
إِذا كُنتَ تَهوى الظَبيَ أَلمى فَلا تَعِب / جُنوني عَلى الظَبيِ الَّذي كُلُّهُ لَمى
يا قَلبِ ما أَطوَلَ هَذا الغَرام
يا قَلبِ ما أَطوَلَ هَذا الغَرام / يَومَ نَوى الحَيِّ وَيَومَ المُقام
في القُربِ لَيّانُ دُيونِ الهَوى / وَفي نَوى الدارِ رَجيعُ السَقام
مُقيمَةٌ عِندَكَ أَشجانُهُم / وَلا يُلاقونَكَ إِلّا لَمام
لَم يَنقَعوا الظَمآنَ مِن غُلَّةٍ / وَلَم يُبالوا طَرَبَ المُستَهام
مَتى تُفيقُ اليَومَ مِن لَوعَةٍ / وَأَنتَ نَشوانُ بِغَيرِ المُدام
صَبابَةٌ وَالحَيُّ قَد قَوَّضوا / عَن جانِبِ الغَورِ عِمادَ الخِيام
سَقى المَغاني بِجُنوبِ النَقا / ماءُ المَآقي ثُمَّ ماءُ الغَمام
وَزائِرٍ زارَ عَلى نَأيِهِ / بَعدَ الأَسى عادَ بَعيدَ الغَرام
أَمَنزِلٌ عِندَ عَقيقِ الحِمى / وَمَضجَعٌ عِندي بِأَعلى الشَآم
زِيارَةٌ زَوَّرَها خاطِري / ما أَقنَعَ النَفسَ بِزَورِ المَنام
خَدائِعٌ أُغضي عَلى عِلمِها / لَعَلَّها تَنقَعُ هَذا الأُوام
يا قاتَلَ اللَهُ الغَواني لَقَد / سَقَينَني الطَرقَ بُعَيدَ الجِمام
أَعرَضنَ عَنّي حينَ وَلّى الصِبا / وَاِختَلَجَ الهَمُّ بَقايا العُرام
وَشاعَتِ البَيضاءُ في مَفرِقي / شَعشَعَةَ الصُبحِ وَراءَ الظَلام
سِيّانِ عِندي أَبَدَت شَيبَةٌ / في الفَودِ أَو طَبَّقَ عَضبٌ حُسام
أَلقى بِذُلِّ الشَيبِ مِن بَعدِها / مَن كُنتُ أَلقاهُ بِدَلِّ الغُلام
تُرى جَميمُ الشَيبِ لَمّا ذَوى / يُراجِعُ العِظلِمَ بَعدَ الثَغام
كَم جُدنَ بِالأَجيادِ لي وَالطُلى / فَاليَومَ يَبخَلنَ بِرَدِّ السَلام
وَكُنتُ إِن أَقبَلتُ أَسمَعنَني / قَعاقِعَ الحَليِ وَراءَ القِرام
أَيّامَ أَغدو وَالصِبا مِقوَدي / أَسلُسُ لِلقائِدِ طَوعَ الزِمام
في فِتيَةٍ تَحسَبُهُم لُثِّموا / عَلى العَرانينِ بُدورَ التَمام
تَخالُ أَثوابَهُم في القَنا / مِن شَطَطِ الخَلقِ وَمَطِّ القَوام
إِذا دَعَوا وَالوِردُ مُستَوبَلٌ / دَفّوا إِلى الطَعنِ دَفيفَ النَعام
وَظاهَروا النَقعَ عَلى زَغفِهِم / وَرَجَّلوا بِالدَمِ سودَ الجِمام
وَصاحِبٍ في الحَيِّ جَثّامَةٍ / مُعانِقِ الخَفضِ بَطيءِ القِيام
لَبّاسَةٍ لِلعارِ لا يَأنَفُ ال / ذُلَّ وَلا يَألَمُ حَرَّ اللِطام
قَد عاقَدَ العَجزَ عَلى أَنَّهُ / يَهونُ في الضَيمِ بِطولِ المَلام
لا يَعقُدُ المِئزَرَ في حادِثٍ / وَلا يَرى النَصرَ وَلَو بِالكَلام
نابٍ إِذا جَرَّبتَهُ في العِدا / وَهوَ عَلى عُنقِيَ ماضٍ هَذام
إِذا رَأى وَطفاءَ عُلوِيَّةً / أَيقَظَني شائِمَ بَرقٍ وَنام
مِن مَعشَرٍ شَبّوا عَلى إِحنَتي / وَأوجِروا بُغضِيَ عِندَ الفِطام
أَقارِبٌ إِن وَجَدوا غَمزَةً / راشوا إِلى قَلبِيَ مِرطَ السِهام
وَيَعرُقوني بِالأَذى كُلَّما / لانَ لَهُم مَسِّيَ عَرقَ العِظام
جِوارُهُم مِثلُ نَسيمِ الصَبا / وَغَيبُهُم مِثلُ أَجيجِ الضِرام
سَماؤُهُم تَشمُسُ بي كُلَّما / أَظلَمَ جَوٌّ وَبِجودي تُغام
سَيَذكُروني إِن نَبا جانِبٌ / مِنَ العِدا وَاِنحَلَّ عَقدُ الزِمام
وَأَصحَرَت أَعراضُهُم لِلأَذى / تُصرِدُ فيهِنَّ نِبالُ المَرام
مَن لَهُمُ مِثلي إِذا اِستُزلِقَت / أَقدامُهُم يَومَ ذَليلِ المَقام
مَن لَهُمُ مِثلي إِذا أَصبَحوا / بِعارِضٍ يَهضِبُ بيضاً وَلام
وَشَلَّتِ الأَرماحُ مِن أَرضِهِم / طَردَ الغَواني بَعدَ طَردِ السَوام
وَالخَيلُ تُستَلدَغُ شَوكَ القَنا / في يَومِ لا ظِلٌّ بِغَيرِ القَتام
كَأَنَّها سَيلُ مَضيقٍ لَهُ / دونَ الثَنايا زَجَلٌ وَاِزدِحام
لَأُطعِمَنَّ اللَيلَ عيدِيَّةً / ضابِعَةً تَكسو البَرى بِاللُغام
مِثلَ نَعامِ الدُوِّ هاها بِهِ / مَعَ الدُجى بارِقُ حَيٍّ رُكام
آلَيتُ لا أَحفِلُ في نَصِّها / إِن مَرَجَ الغَرضُ وَرَثَّ الخِطام
فَوقَ ذُراها كَصُدورِ القَنا / مُخلَصَةٌ مِن كُلِّ عابٍ وَذام
عَلّي أُلاقي بَعدَ إِطرادِهِ / حَظِّيَ أَو أَبلُغَ بَعضَ المَرام
يا دَهرُ كَم تَحدو بِذي نُقبَةٍ / مُعتَرِقِ النَيِّ أَجَبِّ السَنام
بِصَفحَتَيهِ جُلَبٌ قُرِّفَت / مِنَ اللَيالي وَكُلومٌ دَوام
قَد أُغبِطَ المَيسُ عَلى عَقرِهِ / مَع نَقَبِ المَنسِمِ عاماً فَعام
في كُلِّ يَومٍ ناشِدٌ هِمَّةً / أَضَلَّها العاجِزُ في ذا الأَنام
يَعَضُّ كَفَّيهِ عَلى حَظِّهِ / وَيَسأَلُ الدَهرَ حُظوظَ اللِئام
يَجُرُّ طِمرَي عَدِمٍ فيهِما / مُعَذَّلٌ يَفعَلُ فِعلَ الكِرام
لا ضائِعٌ في الدَهرِ مِن ذِلَّةٍ / وَلا خَذولُ الرِجلِ يَومَ الزِحام
لَو أَنصَفَ الدَهرُ لَأَوفى بِهِ / عَلى رِقابٍ مِن رِجالٍ وَهام
وَما اِنتِفاعُ المَرءِ يُمسي لَهُ / جَدٌّ وَراءٌ وَطِلابٌ أَمام
وَكانَ راعي كُلَّ تَرعِيَّةٍ / في الناسِ أَو كانَ إِمامَ الإِمام
لَعَمرُ الطَيرِ يَومَ ثَوى اِبنُ لَيلى
لَعَمرُ الطَيرِ يَومَ ثَوى اِبنُ لَيلى / لَقَد عَكَفَت عَلى لَحِمٍ كَريمِ
وَإِنَّ قَنا العِدا لَيَرِدنَ مِنهُ / دَماً لَم يَجرِ في عِرقٍ لَئيمِ
كَأَنَّ الرُمحَ يَصدُرُ مِنهُ عَدواً / عَنِ الأَجَمِيِّ ذي اللِبَدِ الكَليمِ
وَأُقسِمُ أَنَّ ثَوبَكَ يا اِبنَ لَيلى / لَمَجموعٌ عَلى عِرضٍ سَليمِ
رُزِئتُكَ كَالوَذيلَةِ لَم تُمَتَّع / بِها بَعدَ الوُجودِ يَدُ العَديمِ
تَنامُ وَتَترُكُ الأَضغانَ يَقظى / خُماشاتُ الذَوابِلِ في تَميمِ
إِذا نَزَعوا المَلابِسَ أَذكَرَتهُم / دُخولُ يَدَيهِ آثارُ الكُلومِ
وَمَن مَطَلَ الدُيونَ أَعَدَّ صَبراً / عَلى عَنَتِ المُطالِبِ وَالغَريمِ
تَداعَت لي بِمَصرَعِهِ اللَيالي / وَأوعِبَتِ النَوائِبُ في أَديمي
وَنابَت رَأسِيَ الوَفَراتُ حَتّى / تَطَأطَأَ حَنوَةَ الرَجُلِ الأَميمِ
وَتَقتَرِنُ القَوارِعُ في جَنابي / قِرانَ النَبلِ في الغَرَضِ الرَجيمِ
أَأَجزَعُ إِن حَطَمنَ حِجازَ أَنفي / وَهُنَّ يَقِصنَ أَعناقَ القُرومِ
وَما لي لا أُراعُ وَقَد رَمَتني / يَدُ الجُلّى بِقارِعَةِ التَميمي
أَحِنُّ إِلَيهِ وَاللُقيا ضِمارٌ / حَنينَ العَودِ لِلوَطَنِ القَديمِ
وَأُنشِدُهُ وَأَعلَمُ أَينَ أَمسى / مِطالاً لِلبَلابِلِ وَالهُمومِ
كَأَدماءِ القِرا نَشَدَت طَلاها / وَما وِجدانُ جازِيَةٍ بَغومِ
تُطيعُ اليَأسَ ثُمَّ تَعودُ وَجداً / إِلَيهِ بِالمِقَصَّةِ وَالشَميمِ
يُعارِضُني بِذِكرِكَ كُلُّ شَيءٍ / عِدادَ الداءِ غَبَّ عَلى السَليمِ
أَجِدَّكَ أَن تَرى بَعدَ اِبنِ لَيلى / طِعاناً بَينَ رامَةَ وَالغَميمِ
وَلا نَقعاً يَثورُ عَلى مُغيرٍ / وَلا بَيتاً يَظَلُّ عَلى مُقيمِ
وَلا لَجَّ الصَهيلَ مُسَوَّماتٌ / مَجَجنَ دَماً عَلى عَلِكِ الشَكيمِ
جَعَلنَ ثِيابَ بَذلَتِها الدِياجي / وَقَسطَلَها غِماداً لِلنُجومِ
وَلا أَسَلاً إِسِنَّتُها ظِماءٌ / مُنِعنَ مَنابِتَ الكَلإِ العَميمِ
وَلا عوداً مِنَ الأَحسابِ يُمسي / نَقِيَّ اللَيطِ مِن عُقَدِ الوُصومِ
فَكانَ كَلِبدَةِ الضِرغامِ عِزّاً / إِذا ذَلَّ المُوَقِّعُ لِلخُصومِ
إِذا أَرعى بِأَرضٍ لَم تَجِدهُ / يُشارِكُ في الجِمامِ وَفي الجَميمِ
أَأَرجو لِلحَواضِنِ كَاِبنِ لَيلى / أَحَلتُ إِذاً عَلى بَطنٍ عَقيمِ
ضَرَبنَ إِلَينا خُدوداً وِساما
ضَرَبنَ إِلَينا خُدوداً وِساما / وَقُلنَ لَنا اليَومَ موتوا كِراما
وَلا تَبرُكوا بِمُناخِ الذَليلِ / يُرَحِّلُهُ الضَيمُ عاما فَعاما
إِلى كَم خُضوعٌ لِرَيبِ الزَمانِ / قُعوداً أَلا طالَ هَذا مَناما
وَلا أَنفَ تَحمي لِهَذا الهَوانِ / وَلا قَلبَ يَأنَفُ هَذا المَقاما
فَإِن رابَكُم ما يَقولُ النَصيحُ / فَسالوا القَنا وَاِستَشيروا الحُساما
وَأَدنوا العَليقَ إِلى المُقرَباتِ / تَقُل لَكُمُ لَيسَ إِلّا اللِجاما
تَيَقَّظتُمُ لِدِفاعِ الخُطوبِ / فَلَم تَترُكونَ الأَعادي نِياما
أَلَسنا بَني البيضِ مِن هاشِمٍ / أَعَزَّ جَناباً وَأَوفى ذِماما
وَما تَفتَلينا المَنايا غُلاماً / يُؤَمَّلُ إِلّا اِفتَلَينا غُلاما
لَنا كُلُّ مُغتَرَبٍ في العَلا / ءِ لا يَطرُقُ الحَيَّ إِلّا لِماما
وَقَد كانَ إِن شَمَّ ضَيماً أَبى / فَمِن أَينَ عُلِّمَ هَذا الشِماما
إِلى الطائِعِ العَدلِ أَعمَلتُهُن / نَ سَومَ القَطا يَدَّرِعنَ الظَلاما
كَأَنّي أَروعُ بِها جِنَّةً / إِذا اِلتَبَسَت بِالدُجى أَو نَعاما
يَقولُ الرِفاقُ إِذا رَجَّعَت / مِنَ الأَينِ جَرجَرَةً أَو بُغاما
لَكَ اللَهُ جَعجِع بِأَنضائِهِنَّ / تَعَفِّ السَنامِ وَتَنقِ السُلامى
إِلى أَينَ خَلفِيَ أَثني العِنانَ / إِذا ما وَجَدتُ أَمامي إِماما
إِذا ما أَنَخنا إِلى اِبنِ المُطيعِ / حَمِدنا السُرى وَأَطَلنا المُقاما
إِمامٌ تَرى سِلكَ آبائِهِ / بُعَيدَ الرَسولِ إِماماً إِماما
يَعُدُّ لِعَليائِهِ هاشِماً / إِذا ما الأَذِلّاءُ عَدّوا هِشاما
مِنَ الراكِزينَ الرِماحَ الطِوا / لَ وَالرافِعينَ العِمادَ العِظاما
إِذا ما بَنَوا بَيتَ أُكرومَةٍ / أَطالوا السُموكَ وَمَدّوا الدِعاما
مَعَ الشَمسِ قَد فَرَشوهُ نُجوماً / مِنَ العِزِّ أَو ظَلَّلوهُ غَماما
كَأَنَّكَ تَلقى بُدوراً تُضيءُ / إِذا طَلَعوا أَو قُروماً تَسامى
هُمُ اِستَيقَظوا وَحدَهُم لِلخُطوبِ / فَقاموا بِها وَأَناموا الأَناما
لَهُم نَسَبٌ كَاِشتِباكِ النُجومِ / تَرى لِلمَناقِبِ فيهِ اِزدِحاما
مُضيءٌ كَشَعشَعَةِ المَشرَفِيِّ / يَنفي الظَلامَ وَيَأبى الظِلاما
يَزُرُّ السَماحَ عَلَيهِ الشُفوفَ / وَيُلبِسُهُ العِزَّ بيضاً وَلاما
عَلَيهِ مِنَ المُصطَفى لامِعٌ / يُميطُ الأَذى وَيُجَلّي القَتاما
إِذا أَنشَأوا لِلعِدا عارِضاً / أَسالَ بِواديهِمُ أَو أَغاما
وَباتوا قَدِ اِكتَحَلوا بِالطِعانِ / وَقَد رَجَّلوا بِالنَجيعِ الجُماما
وَطارَت بِقَلبِهِمُ المُقرَبا / تُ تَركَبُ أَعقابَهُنَّ القُداما
وَقَد طَوَّحَ الأَلمَعِيُّ العِنانَ / مِنَ الرَوعِ وَالأَعوَجِيُّ الحِزاما
كَأَنَّ الرِماحَ بِأَعجازِها / يَمانِيَةٌ تَستَهِلُّ الغَماما
شَواحٍ مِنَ الطَعنِ أَفواهُها / كَما جَرَّتِ الناصِحونَ الجِلاما
رَمَوا في بُيوتِهِمُ جَمرَةً / أَطالوا القُعودَ لَها وَالقِياما
إِذا ذَكَروا الوِترَ حَزّوا الرِقابَ / وَإِن ذَكَروا العَفوَ جَزّوا اللِماما
عَلاؤُكَ أَعظَمُ مِن أَن يُرامَ / وَمَجدُكَ أَمنَعُ مِن أَن يُضاما
وَأَنتَ المُعَظَّمُ في هاشِمٍ / إِذا ما بَدا بادِؤوهُ قِياما
وَأَخلَوا لَهُ مُعشِباتِ العَلا / ءِ يَرعى الجَميمَ وَيُسقى الجِماما
مَشَيتَ البَراحَ وَراجَ الذَلي / لُ يوصِدُ باباً وَيُرخي قِراما
وَما كُنتُمُ الدَهرَ إِلّا الرُعاةَ / وَلا سائِرُ الخَلقِ إِلّا السَواما
حَلَفتُ بِها كَقِسِيِّ النِبا / عِ تَحسَبُ أَعناقَهُنَّ السِهاما
كَحافِلَةِ المُزنِ آنَستُها / مُسَمَّحَةً في قِيادِ النُعامى
وَكُلِّ فَنيقٍ إِلى ناقَةٍ / يُساقِطُها زَبَداً أَو لُغاما
وَكُلِّ اِبنِ لَيلٍ عَلى مُقرَمٍ / إِذا ما وَنى زاغَ مِنهُ الزِماما
وَلِلرَحلِ لَحيانِ في دَفِّهِ / إِذا اِجلَوَّذَ اللَيلُ لاكَ السَناما
يَبيتُ كَأَنَّ بِهِ أَولَقاً / مِنَ السَيرِ أَو خابِلاً أَو عُداما
يُؤَدّي أُشَيعَثَ جَمَّ الهُمومِ / حَراماً يُزاوِلُ أَرضاً حَراما
كَنَصلِ اليَمانِيِّ أَبلى القِرابَ / وَما أَضمَرَ الغِمدُ مِنهُ كَهاما
يُبَيِّنُ لِلمَجدِ في وَجهِهِ / سُفوراً وَلَم يَنضُ عَنهُ اللِثاما
وَكَبَّ الهَدِيَّ لِأَذقانِهِ / يَؤُمُّ بِهِ زَمزَماً وَالمَقاما
تَخالُ النَجيعَ لِهَذا صِداراً / إِذا ما جَرى وَلِهَذا زِماما
لَأَنتُم أَعَزُّ عَلى مُهجَتي / مِنَ الماءِ يَنقَعُ مِنهُ الأُواما
وَإِنّي وَإِن كُنتُمُ في البِلا / دِ أَنأى دِياراً وَأَبدى خِياما
أَلَيسَ أَبوكُم أَبي وَالعُروقُ / تُخَلِّطُ لَحمي بِكُم وَالعِظاما
نَبَتنا مَعاً فَاِلتَقَينا عُروقاً / بِأَرضِ العُلى وَاِختَلَطنا رُغاما
إِذا عَمَّمَ المَجدُ هاماتِكُم / كَفانِيَ لَوثاً بِهِ وَاِعتِماما
لَئِن كانَ شَخصِيَ في غَيرِكُم / فَإِنَّ لِقَلبِيَ فيكُم مَقاما
وَإِنَّ لِساني لَكُم وَالثَناءَ / وَإِنَّ وُلوعي بِكُم وَالغَراما
وَكُنتُ زَماناً أَذودُ المُلوكَ / عَنِ السِلكِ رَقرَقتَ فيهِ النِظاما
أُريدُ الكَرامَةَ لا المَكرُماتِ / وَنَيلَ العُلى لا العَطايا الجِساما
فَحوزوا العَقائِلَ عَن خاطِري / إِلى ما أُماطِلُ عَنها إِلى ما
لَقَد طالَ عَتبي عَلى ناظِرٍ / رَأى بارِقاً غَيرَ دانٍ فَشاما
إِلى كَم أُجَدِّدُ وَجدي بِكُم / وَأَعلَقُ مِنكُم حِبالاً رِماما
أَزيدُ مَعاقِدَها مِرَّةً / وَتَأبى العَلائِقُ إِلّا اِنجِذاما
وَإِنّي أَعوذُ بِكُم أَن يَعودَ / حُبابي قِلىً وَثَنائي مَلاما
فَهَل صافِقٌ فَأَبيعَ العِرا / قَ غَيرَ غَبينٍ وَأَشري الشَآما
إِذا لَم أَزُر مَطلَعَ المَكرُما / تِ قَد أَخَذَ البَدرُ فيهِ التَماما
فَأُلبِسُ عِطفَيَّ ذاكَ الجَلالَ / وَأورِدُ عَينَيَّ ذاكَ الهُماما
فَما أَحفِلُ الخَطبَ مِن بَعدِها / إِذا جَلَّ بَل لا أُبالي الحِماما
أَتُروى الغَرائِبُ مِن وِردِكُم / وَذَودي عَلى جانِبَيهِ يُظامى
فَلا تُنكِروا قُلعَةً مِن فَتىً / أَقامَ عَلى مَطلِكُم ما أَقاما
سَلامٌ إِذا لَم يَكُن لُقيَةٌ / وَإِنَّ يَداً أَن تَرُدّوا السَلاما
رُبَّ أَخٍ لي لَم تَلِدهُ أُمّي
رُبَّ أَخٍ لي لَم تَلِدهُ أُمّي / يَنفي الأَذى عَنّي وَيَجلو هَمّي
وَيَصطَلي دونِيَ بِالمُلِمِّ / إِذا دُعيتُ اِشتَدَّ ماضي العَزمِ
كَأَنَّ ما قالَ مُنادٍ بِاِسمي /
لا أَشتَكي ضُرّي مِن ال
لا أَشتَكي ضُرّي مِن ال / ناسِ وَهُم مَن أَعلَمُ
إِنَّ إِلَهاً مَسَّ بِال / ضُرِّ جَوادٌ مُنعِمُ
أَشكو الَّذي يَرحَمُني / إِلى الَّذي لا يَرحَمُ