يوم أراك به فلست أصومه
يوم أراك به فلست أصومه / فالعيد عندي ثابت تحريمه
ودجى أماط لنا ثياب ظلامه / بصباح وصل منك كيف أقومه
لكن أرى فضلا علي معينا / نظري إليك مع الزمان أديمه
حتى أروي من جمالك غلتي / وتزول أثقال الهوى وهمومه
فبنور وجهك ينجلي عني صدا / قلبي ويحيا باللقاء رميمه
من لي بوصلك إن وصلك جنتي / ودوام هجرك للفؤاد جحيمه
عالجت فيك من الغرام أمره / وصبرت حتى قيل ليسر يرومه
وكتمت حتى غال حبك مهجتي / واشتد شيئا في الهوى مكتومه
وسترت حتى نم دمعي بالهى / وأبر دمع العاشقين نمومه
فاعطف على قلب ملكت زمامه / أنت الشقاء له وأنت نعيمه
لولاك لم يطل العقيق / ولما شجاني بالغوير نسيمه
ولرب خل قال لي وبدا له / ما ليس يجهل في الهوى معلومه
ما لي أراك إلى الأبارق طامحا / أبدا سنا برق فأنت تشيمه
وأرى شمائلك اعتراها نشوة / أسباك من نفس العرار شميمه
فأجبته إني لصب شيق / بخفي وجد والغرام غريمه
وله قديم لا دواء لدائه / وأرى الهوى يعي الرجال قديمه
ومبكر يطوي جلابيب الفلا / عجلا غدا لا يستقر رسيمه
يهوي به في كل خرق مهمه / فكأنه في جانبيه ظليمه
يمسي ومعتل النسيم مدامه / والنجم في أفق السماء نديمه
ناديته إن رمت نورا مشرقا / تهديك إن حال الدليل نجومه
ومقيل أمن واسعا رحبا فلذ / بجناب من نفق الضلال علومه
ماحي الضلال الشاهد المتوكل ال / ضحاك أسنا من تغث كلومه
كنز الفضائل منزل التقوى الذي / هو في المعاد إمامه وزعيمه
جمعت له غرر النهى وتجددت / بهداه للدين الحنيف رسومه
وثوى بتربة أرضه لما ثوى / فيها الفخار خصوصه وعمومه
باب الهدى حصن النجاة محمد / طابت مناسبه وطاب أديمه
يا من لآدم بان سابق فضله / وسما به في الحشر إبراهيمه
يا من له الحوض الروي وشفاعة / ينجو بها دنس الإهاب أثيمه
ولتك من رب السماء صلاته / وأتاك منه على المدى تسلميه
من يستجير بفضل جاهك لائذا / فمن الذي في العالمين يضيمه
فأجير مروعا من خطوب كيدها / يعيا به في ذا الزمان حليمه