القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 18
لِمَنِ المنازِلُ مِثل ظَهرِ الأَرقَمِ
لِمَنِ المنازِلُ مِثل ظَهرِ الأَرقَمِ / قَدُمَت وَعَهدُ أَنيسِها لَم يَقدُمُ
فَتَكَت بِها سَنَتان يَعتَوِرانِها / بِالعاصِفاتِ وَكُلّ أَسحَمَ مِرزَمِ
دَمنٌ إِذا اِستَتبت عَينَكَ عَهدَها / رَجِعتُ إِلَيكَ بِناظِرِ المُتَوَهّمِ
وَلَقَد طَعنّا اللَيلَ في إِعجازِهِ / بِالكَأسِ بَينَ غَطارِفٍ كَالأَنجُمِ
يَتَمايَلونَ عَلى النَعيمِ كَأَنَّهُم / قُضُبٌ مِنَ الهِندِيِّ لَم تَتَثَلَّمِ
وَسَعى بِها الظَبيُ الغَريرُ يَزيدُها / طَبَباً وَيَغشَمُها إِذا لَم تغشمِ
وَاللَيلُ مُشتَمِلٌ بِفَضلِ رِدائِهِ / قَد كادَ يَحسُرُ عَن أَغرٍّ أَرثَمِ
فَإِذا أَدارَتها الأَكُفُّ رَأَيتَها / تُثني الفَصيحَ إِلى لِسانِ الأَعجَمِ
وَعَلى بَنانِ مُديرِها عقيانُها / مِن سَكبِها وَعَلى فُضولِ المِعصَمِ
تَغلي إِذا ما الشِعرُ بانَ تَلَظَّتا / صَيفاً وَتَسكُنُ في طُلوعِ المِرزَمِ
وَلَقَد فَضَضناها بِخاتمِ رَبِّها / بكراً وَلَيسَ البِكرُ مِثلَ الأَيّمِ
وَلَها سُكونٌ في الإِناءِ وَخَلفِها / شَغبٌ يُطَوِّحُ بِالكَميّ المُعلَمِ
تُعطي عَلى الظُلمِ الفَتى بِقِيادِها / قَسراً وَتظلِمُهُ إِذا لَم يُظلَمِ
لِبَني نهيكٍ طاعَةٌ لَو أَنَّها / رُجِمَت بِرَكزِ مَتالِع لَم تُكلَمِ
قَومٌ إِذا غَمَزوا قَناةَ عَدُوِّهِم / حَطَموا جَوانِبَها بِبَأسٍ مُحطَمٍ
في سَيفِ إِبراهيمَ خَوفٌ واقِعٌ / لِذَوي النِفاقِ وَفيهِ أَمنُ المُسلِمِ
وَيَبيتُ يَكلَأُ وَالعُيونُ هَواجِعٌ / مالَ المضيعِ وَمُهجَةَ المُستَسلِمِ
لَيلٌ يُواصِلُهُ بِضوءِ نَهارِهِ / يَقظان لَيسَ يَذوقُ نَومَ النُوَّمِ
شَدَّ الخِطامُ بِأَنفِ كُلِّ مُخالِفٍ / حَتّى اِستَقامَ لَهُ الَّذي لَم يخطمِ
لا يُصلِح السُلطان إِلّا شِدَّة / تَغشى البَريءَ بِفَضلِ ذَنبِ المُجرِمِ
وَمِنَ الوُلاةِ مُقحَمٌ لا يَتَّقي / وَالسَيفُ تَقطُرُ راحَتاهُ مِنَ الدَمِ
مَنَعَت مَهابَتُكَ النُفوسَ حَديثَها / بِالشَيءِ تَكرَهُهُ وَإِن لَم تَعلَمِ
وَنَهَجتَ في سُبُلِ السِياسَةِ مَنهَجاً / فَهمتَ مَذهَبَهُ الَّذي لَم يُفهَمِ
قَصرٌ عَلَيهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
قَصرٌ عَلَيهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ / نَثَرَت عَلَيهِ جَمالَها الأَيّامُ
فيهِ اِجتَلى الدُنيا الخَليفَةُ وَاِلتَقَت / لِلمُلكِ فيهِ سَلامَةٌ وَدَوامُ
قَصرٌ سُقوفُ المُزنِ دونَ سُقوفِهِ / فيهِ لِأعلامِ الهُدى أَعلامُ
نَشَرتَ عَلَيهِ الأَرضُ كِسوَتَها الَّتي / نَسَجَ الرَبيعُ وَزَخرَفَ الإِرهامُ
كانَت كُنوز مَآثِرٍ فَأَثارَها / مَلِكٌ عَلى آرائِهِ عَزّامُ
مَن لي بِالعَصرَينِ يَعتوِرانَني / وَالعامُ يَدفَعُ في قَفاهُ العامُ
أَدنَتكَ مِن ظِلِّ النَبِيِّ وَصِيَّةٌ / وَقُرابَةٌ وَشَجَت بِها الأَرحامُ
بَرَقَت سَماؤُكَ في العَدوِّ فَأَمطَرَت / هاماً لَها ظلُّ السُيوفِ غمامُ
رَأيُ الإِمامِ وَعَزمُهُ وَحُسامُهُ / جُندٌ وَراءَ المُسلِمينَ قِيامُ
وَإِذا سُيوفُكَ صافَحَت هامَ العِدا / طارَت لَهُنَّ عَنِ الرُؤوسِ الهامُ
أَثنى عَلى أَيّامِكَ الأَيّامُ / وَالشاهِدانِ الحِلُّ وَالإِحرامُ
وَصَلَت يَداكَ السَيفَ حينَ تَعَطَّلَت / أَيدي الرِجالِ وَزَلَّتِ الأَقدامُ
وَعَلى عَدُوِّكَ يا اِبنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ / رَصَدانِ ضوءُ الصُبحِ وَالإِظلامُ
فَإِذا تَنَبَّهَ رعتَهُ وَإِذا غَفا / سَلَّت عَلَيهِ سُيوفكَ الأَحلامُ
ثَنَت طَرفَ عَينَيها صُدورَ المُصارِمُ
ثَنَت طَرفَ عَينَيها صُدورَ المُصارِمُ / وَضَنَّت بِحاجاتِ الصَديقِ المَكارِمِ
لَعَمري لَقَد لامَت سُعادُ عَلى الهَوى / وَلَستُ الَّذي يُصغي لِلامَةِ لائِمِ
دَعيني وَلَذّاتي أُطِعها فَإِنَّني / أُبادِرُ بِاللَذّاتِ شيبَ المَقادِمِ
دَعيني أَكُن إِن غَيَّرَ الشَيبُ لِمّتي / عَلى ماضِياتٍ في الصِبا غَيرَ نادِمِ
فَلا تَسحَتي بِالعَقلِ جَهلي فَإِنَّما / شُجونُ التَصابي في بَياضِ اللَهازِمِ
سَيَكفيكَ لَومي إِن بَقيتَ تَلون / مِنَ الرَأسِ زحافٌ بِسَعي القَوائِمِ
يُذَكِّرُني نَجداً وَطيبَ عِراصِها / عَلى ظَمَإٍ بَرد الرِياحِ النَواسِمِ
وَمَفتولَةَ الأَعضادِ تدمي أُنوفَها / تَثنّي المَباني في رُؤوسِ المَخارِمِ
تُعارِضُ زَيتونَ البَليخِ بِأَذرُعٍ / سَوابِحُ في أَمواجِ تِلكَ المَحارِمِ
فَيَطوينَ بِالأَيدي مَناشِرَ أَرجُلٍ / وَيَبسُطنَ أَثواباً بِنَسجِ المَناسِمِ
وَكَم خَبَطَت مِن فَحمَةٍ لِدُجنَّةٍ / وَجَمرَةِ وَهّاجِ مِن الصَيفِ جاحِمِ
إِلى اِبنِ جَميلٍ أَفنَتِ السَيرَ بِالسُرى / سِراعاً وَأَفناها دَوامُ الدَيامِمِ
أَناخَت بِمَمنوعِ الحِمى واسِعِ الجَدى / صَبورٍ عَلى عَضِّ السُنونِ اللَوازِمِ
يَسوسُ إِذا ساسَ الأُمورَ بِمَحصَدٍ / مِنَ الرَأيِ حِلال عُقودَ العَزائِمِ
كَفى اِبنَ جَميلٍ أَنَّهُ غَيرُ راقِدٍ / عَنِ المُكرَماتِ وَالأُمورِ الجَسائِمِ
يَنامُ غِراراً راعِياً لِأُمورِهِ / وَأَكثَرُ ما يَطوي الدُجى غَير نائِمِ
إِذا ذَكَرَ المَنون يَومي مُحَمَّدٍ / رَأَيتَ اِبتِهاجاً في وُجوهِ البَراجِمِ
تَسامَت بِأَعناقٍ طِوالٍ وَأَعيُن / إِلى الفَضلِ أَيّام العُلا وَالمَكارِمِ
ما لي وَلِلرَّبعِ وَالرُسومِ
ما لي وَلِلرَّبعِ وَالرُسومِ / هُنَّ طَريقٌ إِلى الهُمومِ
لَلَحظُ طَرفٍ وَغَمرُ كَفٍّ / وَخَمرَةٌ مِن بنانِ ريمِ
وَصَوتُ مَثنىً يُجيبُ زيراً / عَلى حَشا طفلَة هَضيمِ
وَريحُ ريحانَةٍ بِمِسكٍ / تَدعو نَديماً إِلى نَديمِ
أَحسَنُ مِن خيمَةٍ وَربعٍ / تَجرَحهُ الريحُ بِالنَسيمِ
لَقَد رَآني وَتَحتَ رَحلي / أَشَدُّ وَجداً مِنَ الظليمِ
إِذا تَمَطَّت بِهِ الفَيافي / أَعقَبَتِ الوَخدَ بِالرَسيمِ
أَما تَرى البَرقَ مُستَطيراً / في مُستَدرٍ مِنَ الغُيومِ
كَأَنَّ أَمطارَهُ تَوالَت / مِن عابِرِ العَيرَةِ السُجومِ
مُحَمَّدٌ خَيرُ آلِ مرٍّ / في حادِثِ الدَهرِ وَالقَديمِ
لَو حَلَّ بَينَ النُجومِ حَيٌّ / مِن عِزِّهِ حَلَّ في النُجومِ
ما بَلَغَت وائِلٌ وَقَيسٌ / بِسيّدٍ مِنهُمُ عَظيمِ
ما بَلَغَت في ذُرى المَعالي / بِاِبنِ جَميلٍ بَنو تَميمِ
لا عَيشَ إِلّا في جُنونِ الصِبا
لا عَيشَ إِلّا في جُنونِ الصِبا / فَإِن تَوَلّى فَجُنونُ المدامِ
كَأسٌ إِذا ما الشَيخُ والى بِها / خَمساً تَرَدّى بِرِداءِ الغُلامِ
ظاهِرَةُ الحُسنِ إِذا جُرِّدَت / لَطيفَةُ المَسلَكِ بَينَ العِظامِ
لَم يُشبِ الدَهرُ لَها مَفرِقاً / أَخرَجَها مِن دَنِّها بِنتَ عامِ
كَأَنَّها المِسكُ إِذا صُفقَت / حَديثَةُ العَهدِ بِفَضِّ الخِتامِ
كَرخِيَّةٌ قَد ماتَ أَترابُها / كَريمَةٌ توهي بِعَقلِ الكِرامِ
تَذكُرُ كِسرى وَهوَ في مَهدِهِ / وَقَيصَراً مِن قَبلِ حينَ الفِطامِ
وَثّابَةٌ في الكَأسِ إِن صفقَت / تَرمي إِذا ما مُزِجَت بِالسِهامِ
هارونُ يَحمي مُلكَ آبائِهِ / وَرَبُّ هارونَ لِهارونَ حامي
خَليفَةٌ مُؤنسة سَيفهُ / مُشاوِرٌ لِلرَّأيِ لا لِلأَنامِ
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً / وَضَمَّنَ قَلبَهُ أَلَما
فَأَصبَحَ بِالجَزيرَةِ لا / يَرى قَصداً وَلا أمَما
فَإِن تَردُد لَهُ الأَيّا / مُ شَملاً كانَ مُلتَئِما
فَلَن يَنفَكَّ بِالبَدرِ ال / لَذي يَهواهُ مُعتَصِماً
بِنَفسي مَن مَحاسِنُهُ / تُجِدُّ لِقَلبيَ السَقما
وَأَبهى الناسَ سالِفَةً / وَمُبتَسماً وُمُلتَزما
وَأَحسَنُ مَن يُرى عَيناً / وَجيداً واضِحاً وَفَما
كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا / تَبسَّمُ إِن هُوَ اِبتَسَما
وَأُشَبِّههُ وَأَظلمهُ / إِذا شَبَّهتُهُ الصَنَما
رَحَلنا اليَعملاتِ وَلَم / نَهَب خَفضاً وَلا أَكما
إِلى مَلكٍ أَنامِلُهُ / تُميتُ الهَمَّ وَالعَدَما
لَهُ شيمٌ مُجاوِزَةٌ / يُشايِعُ فَضلُهُ الشِيَما
أَتى البَلدَ الشامي في / لِباسِ الحَربِ مُستَلِما
فَكانَ بِغَيرِ حُكمِ الأَش / عَريِّ هُناكَ ما حُكما
أَذاقَ المَوتَ أَقواماً / بِظُلمِهِم وَما ظُلِما
وَقَوماً أَلبَسَتهُم را / حَتاهُ العَفوَ وَالنعَما
بِسَيفٍ يَخفِضُ النَجوى / وَجودٍ يَرفَعُ الهِمَما
أَماتَ اللُؤمَ نائِلُهُ / وَأَحيا الجودَ وَالكَرَما
وَما حَفِظ الحُقوقَ كَجَع / فَرَ أَحَدٌ وَلا الذِمَما
وَلا أَخطَت سَحائِبُ جو / دِهِ عَرَباً وَلا عَجَما
يُقَدِّمُ جَعفَر أنساً / عَلى أَصحابِهِ قَحما
وَحَقّ لَهُ يُقدِّمُهُ / عَلى رَغمِ الَّذي رغما
فَلَستَ تَرى لَهُ عَن شُك / رِهِ خرساً وَلا صَمَما
وَلا يُبدي لَهُ نُصحاً / يُخالِفُ غَيرَ ما كَتَما
إِذا أَخَذَت أَنامِلُهُ / تَبينُ فَضله القَلَما
وَحَسبُكَ مِن عَليمٍ يَت / تَقي الأَلفاظَ وَالكَلِما
تَطَأطَأَ كُلُّ مُرتَفَعٍ / مِنَ الكِتابِ إِذا نَجما
وَأَصبَحَ كُلُّ ذي عِلمٍ / يَرى أَنسابَهُ عَلما
سَريعٌ في تَيَقُّنِهِ / يُضيءُ بِرَأيِهِ الظُلَما
وَوقاّف لِذي شبهٍ / يَقولُ بِقَدرِ ما عَلِما
قُل لِلإِمامِ اِبنِ الإِمامِ
قُل لِلإِمامِ اِبنِ الإِمامِ / أَهلُ التَحِيَّةِ وَالسَلامِ
إِنَّ الخِلافَةَ لَم تَزَل / بِيَدَيكَ موثَقَةَ الزِمامِ
اِستَأنَسَ الحِرمانُ مِن / كَ بِزورَةٍ في كُلِّ عامِ
وَالحَجَرُ وَالحَجَرُ الأَصَم / مُ بِطولِ مَسنٍ وَاِستِلامِ
قَضيتَ نُسكَكَ وَاِنصَرَف / تَ بِخَيرِ ظَعنٍ أَو مَقامِ
وَكَتَبتَ بَينَ خَليفَتَي / كَ كِتابَ قَطعٍ لِلخِصامِ
عَقدٌ سَدَدتَ قواهُ ما / سَجعَ الحَمامُ مَعَ الحمامِ
قَلَّدتَهُ عُنقَيهِما / بِشَهادَةِ البَيتِ الحَرامِ
وَالمُسلِمونَ شُهودُ ذا / لكَ بَينَ زَمزَمَ وَالمقامِ
وَشَهيدُكَ اللَهُ العَلِي / ي عَلَيهِما وَعَلى الأَنامِ
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ / نِظامٌ لَيسَ يَنقَطِعُ النِظامُ
بَكى ذاكَ الأَنامُ أَسىً وَوَجداً / وَسُرّ بِذا الَّذي قامَ الأَنامُ
مَضى الماضي وَكانَ لَنا قَواماً / وَهذا بَعدَ ذاكَ لَنا إِمامُ
إِمامانِ اِستَقَرَّ بِذا قَرارٌ / وَحَولَ ذاكَ فَاِختَرمَ الحمامُ
عَلى ذاكَ السَلامُ غَداةَ وَلّى / وَدامَ لِذا السَلامَةُ وَالسَلامُ
سِهامُ المَوتِ تَقصِدُ كُلَّ حَيٍّ / وَمَن ذا لَيسَ تَقصِدُهُ السِهامُ
أَميرُ المُؤمِنينَ ثَوى ضَريحاً / بِطوس فَلا يُحَسُّ وَلا يُرامُ
كَأَن لَم تَغنَ في الدُنيا وَتَغدو / إِلى أَبوابِهِ العَصبُ الكِرامُ
وَلَم يَنحَر بِمَكَّةَ يَومَ نَحرٍ / وَلَم يَبهَج بِهِ البَلَدُ الحَرامُ
وَلَم يَلقَ العَدُوُّ بِمُقرَباتِ / يَهيمُ أَمامَها جَيشٌ لهامُ
أَقولُ لِساكِنٍ قَبراً بِطوسٍ / سَقاكَ وَلا سَقى طوسَ الغَمامُ
لا ظُلمَ كُلِّ ذي نورٍ وَلكِن / بِوَجهِ مُحَمَّد كُشِفَ الظَلامُ
وَلَولا مُلكِه إِذ غِبتَ عَنّا / لَما ساغَ الشَرابُ وَلا الطَعامُ
فَقَد حَيَّ الحَلالُ بِهِ فَدَرَّت / لَنا التَقوى وَماتَ بِهِ الحَرامُ
كَيفَ أَمسَيتَ مِن شَكاتِكَ لا زِل
كَيفَ أَمسَيتَ مِن شَكاتِكَ لا زِل / تَ مُعافىً مُمتَّعاً بِالسَلامَه
يا اِبنَ خالِ النَبِيِّ أَصبَحتَ لِلمُن / عِمِ نُعمى وَلِلكَريمِ كَرامَه
وَيَزيدُ أَبوكَ كانَ عَلى الأَع / داءِ سَيفاً تَقومُ فيهِ القِيامَه
نالَ مَعروفَكَ العِراقَينِ وَالشا / مَ وَنَجداً وَيَثرِباً واليَمامه
وَوَرَدنا مِنهُ حِياضاً رِواء / وَرَأَينا آثارَهُ بِتُهامَه
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ / وَإِن بَعُدَ الملامُ فَلا ملامُ
عَلى قَبرٍ بِهِ أَشلاء بَدرٍ / أُصيبَ بِهِ مِنَ الشَرفِ السَنامُ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ وَخَبِّراني / بِحَيثُ القَبرُ وَالمُلكُ اللِهامُ
صَلاةُ اللَهِ رَبّكُما وَرَبّي / عَلى قَبرٍ بِهِ تِلكَ العِظامُ
بِمَصرَعِ أَحمَدٍ عزَّ الأَعادي / وَذلَّ الرُمحُ وَالسَيفُ الحُسامُ
فَلَم أَرَ مِثلَ أَحمَدَ يَومَ وَلّى / حَمامٌ نالَ مُهجَتَهُ الحمامُ
عَلَيكَ وَلا عَلى جَرجانَ مني / سَلامُ اللَهِ ما بَقيَ السَلامُ
أَقَمتَ بِغُربَةٍ في ظِلِّ دارٍ / يَطولُ بِها التَغَرُّب وَالمَقامُ
وَكُنّا ناظِريكَ بِكُلِّ فَجٍّ / كَما لِلغَيثِ يَنتَظِرُ الغَمامُ
أَبَعدَكَ تُتّقى نوبُ اللَيالي / لَقَد صَغُرَت بِكَ النَكب العِظامُ
عَزيزُ بَني سليم أَقصَدَتهُ / سِهامُ المَوتِ وَهيَ لَهُ سِهامُ
حَيِّ طَيفاً أَتاكَ بَعد المَنامِ
حَيِّ طَيفاً أَتاكَ بَعد المَنامِ / يَتَخَطّى إِلَيكَ هَولَ الظَلامِ
حَيِّهِ إِذ أَتاكَ بالرِقَّةِ البَي / ضاءِ يَسري مِنَ البِلادِ الحَرامِ
جازَ بَطنَ العَقيقِ نَحوَ سُكارى / مِن عَقارِ المَسيرِ صَرعى نِيامِ
هَجَعوا عِندَ اِتقِ ثُمَّ لفوا / ثِنيَ كَفٍّ بِفَضلِ ثِني زِمامِ
لَمَّت الشَعثَ مِن سُعادَ وَمِنّا / رُسلٌ بَينَنا مِنَ الأَحلامِ
بَخِلتَ بِالسَلامِ عَنّا وَجادَت / بِهَواها وَطَيفِها في المَنامِ
إِنَّ كَفّي مُحَمَّدٍ لَتَجودا / نِ عَلى مُجتَديهِ جودَ الغَمامِ
قَد أَجَرنا إِلَيهِ في اللَيلَةِ الدَع / جاءِ وَاليَوم ذي الهَجيرِ الهِيامِ
مَن يَضَع رِجلَهُ بِبابِ اِبنِ مَنصو / رٍ يَضَعهُ بِبابِ أَبيَضَ سامي
لا يَخافُ الزَمانَ مَن ظَفَرَت / كَفّاهُ مِنهُ بِعِصمَةٍ أَو زِمامِ
مَلِكٌ لا يَزالُ أَوَّل مَعدو / دٍ إِذا ما اِبتُدي بِعَدِّ الكِرامِ
جاعِلٌ مالَهُ بِرغمِ الأَعادي / جَنَّةً بَينَهُ وَبَينَ المَلامِ
يَسبِقُ الوَعدَ بِالنَوالِ كَما يَس / بِقُ بَرقُ الغُيوثِ صَوبَ الغَمامِ
إِنَّ يُمنَ الإِمامِ لَمّا أَتانا
إِنَّ يُمنَ الإِمامِ لَمّا أَتانا / حَلَبَ الغَيثَ مِن مُتونِ الغِمامِ
فَاِبتِسامُ النَباتِ في أَثَرِ الغَي / ثِ بِنَوارِهِ كَسَرجِ الظَلامِ
مَلكٌ مِن مَخافَةِ اللَهِ مغضٍ / وَهوَ مغضٍ لَهُ مِنَ الإِعظامِ
أَلِفَ الحَجَّ وَالجِهادَ فَما يَن / فَكُّ مِن سَفرَتَينِ في كُلِّ عامِ
سَفَرٌ لِلجِهادِ نَحوَ عَدوٍّ / وَالمَطايا لِسَفرَةِ الإِحرامِ
طَلَبَ اللَهَ فَهوَ يَسعى إِلَيهِ / بِالمَطايا وَبِالجِيادِ السَوامِ
فَيَدان يَدٌ بِمَكَّةَ تَدعو / هُ وَأُخرى في دَعوَةِ الإِسلامِ
فَلا تَحسَبَنّا حينَ نُغضي عَلى القَذى
فَلا تَحسَبَنّا حينَ نُغضي عَلى القَذى / بِنا صَمَمٌ عَن سوءِ رَأيِكَ أَو أَعمى
وَلكِن تَدَبَّرنا الأُمورَ فَلَم نَجِد / إِلى شَتمِ أَعراضِ العَشيرَةِ سُلّما
فَلا تَحسَبَنَّ الأَرضَ سَدَّت فُروجَها / عَلَيَّ وَأَنَّ الرِزقَ أَمسى مُحرَّما
فَأَبعَدُ ما أَمسى وَأَصبَح هِمَّةً / وَأَشرَفُها نَفساً إِذا كُنتَ مُعدَما
نَقصٌ مِنَ الدينِ وَمِن أَهلِهِ
نَقصٌ مِنَ الدينِ وَمِن أَهلِهِ / نَقصُ المَنايا مِن بَني هاشِمِ
قَدّمتُهُ فَاِصبِر عَلى فَقدِهِ / إِلى أَبيهِ وَأَبي القاسِمِ
وَما قَدَّمَ الفَضل بن يَحيى مَكانَه
وَما قَدَّمَ الفَضل بن يَحيى مَكانَه / عَلى غَيرِهِ بَل قَدَّمتهُ المَكارِمُ
لَقَد أَرعَبَ الأَعداءَ حَتّى كَأَنَّهُ / عَلى كُلِّ ثَغرٍ بِالمِنَّةِ قائِمُ
اِنتَجَعَ الفَضلُ أَو تَخَلَّ مِنَ الدُن
اِنتَجَعَ الفَضلُ أَو تَخَلَّ مِنَ الدُن / يا فَهاتانِ غايَتا الهِمَمِ
فَطَمَتكَ المَنونُ قَبلَ الفِطامِ
فَطَمَتكَ المَنونُ قَبلَ الفِطامِ / وَاِحتَواكَ النُقصانُ قَبلَ التَمامِ
مَلِكٌ بِنورِ جَبينِهِ
مَلِكٌ بِنورِ جَبينِهِ / نَسري وَبَحرُ اللَيلِ طامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025