المجموع : 12
ما كَلامُ الوُشاةِ إِلّا كِلامُ
ما كَلامُ الوُشاةِ إِلّا كِلامُ / وَحَمامُ الأَراكِ إِلّا حِمامُ
كُلَّ يَومٍ لِلصَبِّ شَهرٌ إِذا لَم / يَرَ فيهِ الحَبيبَ وَالشَهرَ عامُ
لَيتَ شِعري أَحبابَنا ذاكِرونا / لا لَعَمري ما لِلظِباءِ ذِمامُ
عَذَّبوني وَذاكَ في الحُبِّ عَذبٌ / اِسهَروا مُقلَتَيَّ عَلَيهِمُ وَناموا
حَبَّذا حَبَّذا زَمانٌ تَقَضّى / وَاللَيالي كَأَنَّها أَيّامُ
ذُبتُ شَوقاً فَما لِجِسمي خَيّالٌ / طَمَعاً في حَديثِ مَن لا يُرامُ
صاحِ قَد كَثَّرَ الحَواسِدُ في / الحُبِّ لَنا وَالوُشاةُ وَاللُوَّمُ
شَبَّهوا مَن هوبَتُ بِالبَدرِ جَهلاً / كَذَبوا ما تَساوَتِ الأَقدامُ
لَيسَ لِلبَدرِ طُرَّةٌ وَجَبينٌ / وَعَذارٌ وَمَبسِمٌ وَقَوامُ
قَمَرٌ سُحبُهُ الغَلائِلُ وَالشَعرُ / دُجاهُ وَضَوءُهُ الاِبتِسامُ
بابِلِيُّ اللِحاظِ في كُلِّ عُضوٍ / فِيَّ مِن قَوسِ حاجِبَيهِ سِهامُ
حَرَّموا ريقَهُ عَلَيَّ وَلَكِن / صَدَقَ الشَرعُ ما تَحِلُّ المُدامُ
ما حَرامٌ إِحياءُ صَبٍّ وَلَكِن / قَتلُ نَفسٍ بِغَيرِ جُرمٍ حَرامُ
وَمُهَفهَفٍ نادَيتُهُ لَمّا بَدا
وَمُهَفهَفٍ نادَيتُهُ لَمّا بَدا / مُتَهَلِّلاً بِجَمالِهِ مُتَبَسِّما
أَمُوَلَّدَ الأَتراكِ إِنَّ مُوَلَّدَ / الأَعرابِ أَضحى في هَواكَ مُتَيَّما
لا تَشرَبَن كَأسَ المُدامَةِ وَاِسقِني / شَفَتاكَ قَد سَقَتاكَ مِن ماءِ اللَمى
لَو كانَ قَلبُكَ مِثلَ عَطفِكَ لَيِّناً / ما كانَ حَظّي مِثلُ صُدغِكَ مُظلِما
وَيلاهُ كَم بِغَرارِ صارِمٍ لَحظِهِ / وَسِنانِ صَعدَةِ قَدِّهِ أَجرى دَما
وَكَأَنَّ نَمّاماً بِرَوضَةِ خَدَّهِ / لَمّا رَأَيتُ عَذارَهُ قَد نَمنَما
قَمَرٌ بِواضِحِ ثَغرِهِ وَجَبينِهِ / غَدَتِ السماءُ الأَرضَ وَالأَرضُ السَما
بُروقُ الغَوادي أَم بُروقُ المَباسِمِ
بُروقُ الغَوادي أَم بُروقُ المَباسِمِ / أَشاقَكَ وَهناً أَم هَديلَ الحَمائِمِ
كَأَنَّ بِكَ الوَجدَ الَّذي بي مِنَ الأَسى / وَقَد عيلَ صَبري بَينَ واشٍ وَلائِمِ
تُؤَرِّقُ وُرقُ الغوطَتَينِ لَواحِظي / وَيُنحِلُ جِسمي حُبُّ غُزلانَ جاسِمِ
أَأَحبابَنا إِن كُنتُم قَد عَزَمتُمُ / عَلى البُعدِ عَن أَطلالِكُم وَالمَعالِمِ
فَلا تَرسِلوا بَرقاً إِلى غَيرِ ساهِرٍ / وَلا تَبعَثوا طَيفاً إِلى غَيرِ نائِمِ
أَعاذِلُ فيمَن لَستُ أَسلو أَذابَني / فَلَو شِئتُ مِن سَقَمي تَمَنطَقتُ خاتَمي
ذَرِ العَذلَ في تَسكابِ طَرفي لِطَرفِهِ / وَلا تَدخُلَن ما بَينَ ساجٍ وَساجِمِ
سَلا هَل سَلا عَن رَبَّةِ الخالِ وَاللَمى
سَلا هَل سَلا عَن رَبَّةِ الخالِ وَاللَمى / مُحِبٌّ غَدا مِن ظُلمِها مُتَظَلِّما
وَهَل لاحَ بَرقٌ مِن تَبَسُّمِ ثَغرِها / فَاِمطِر إِلّا سُحُبَ أَجفانِهِ دَما
مُهَفهَفَةٌ كَالخَيزَرانَةِ لَينَةٌ / يَزيدُ اِعوِجاجي حينَ زادَت تَقَوُّما
إِذا حادَثَت قابَلتَ دُرّاً مُنَثَّراً / وَإِن ضَحِكَت قَبّلَتُ دُرّاً مُنَظَّما
وَلَمّا وَقَفنا لِلوَداعِ عَشِيَّةً / وَنارَالجَوى لَم تَبدُ إِلّا تَضَرُّما
خَشيتُ عَلى عَيني اليَمينِ مِنَ البُكا / فَأَصبَحَ بَشّاراً وَكُنتُ مُتَمِّما
أَما آنَ أَن تَدنو الدِيارَ بِنازِحٍ / وَهَل نافِعي قَولي بُعَيدَ النَوى أَما
كَأَنَّ قِسِيَّ البَينِ لَم تَرَ في الوَرى / لِأَغرِاضِها إِلّا المُحِبّينَ أَسهُما
قالوا حَبيبُكَ مَبذولٌ فَقُلتُ لَهُم
قالوا حَبيبُكَ مَبذولٌ فَقُلتُ لَهُم / وَقَد تَرَقرَقَ دَمعُ العَينِ وَاِنسَجَما
كَأَنَّهُ الماءُ مَبذولٌ لِشارِبِهِ / وَما يُصابُ لَهُ مِثلُ إِذا عَدَما
جَفاني صَديقي حينَ أَصبَحتُ مُعدِماً
جَفاني صَديقي حينَ أَصبَحتُ مُعدِماً / وَأَخَّرَني دَهري وَكُنتُ مُقَدَّما
وَسافَرتُ جَهلاً فَاِنعَوَرتُ وَإِن أَعُد / إِلى سَفرَةٍ أُخرى قَدِمتُ عَلى العَمى
وَكَم مِن طَبيبٍ قالَ تَبرا أَحبَبتُهُ / كَذَبتَ وَلَو كُنتَ المَسيحَ بنَ مَريَما
في كُلِّ يَومٍ رِحلَةٌ وَمَقامُ
في كُلِّ يَومٍ رِحلَةٌ وَمَقامُ / وَوَداعُ مَن أَحبَبتُهُ وَسَلامُ
قَذَفَت بِنا أَيدي النَوى جوزَ الفَلا / وَكَأَنَّها قَوسٌ وَنَحنُ سِهامُ
لا تَبعَثَنَّ مَعَ الحَمامِ رِسالَةً / في القَلبِ مِنها لَوعَةٌ وَغَرامُ
فَالكُتُبُ عِندَ العاشِقينَ كَأَنَّها / مِمّا يُهَيِّجُ وَالحَمامُ حِمامُ
مَن لي بِصَيدِ ظِباءِ مَكَّةَ مَوهِناً / وَالصَيدُ في البَلَدِ الحَرامِ حَرامُ
وَمُهَفهَفٍ ما اِهتَزَّ تيهاً أَو رَنا / إِلاّ بَدا لَكَ ذابِلٌ وَحُسامُ
في وَجنَتَيهِ جَنَّةٌ وَجَهَنَّمٌ / وَبِمُقلَتَيهِ صِحَّةٌ وَسَقامُ
ما رُمتُ ذاكَ الظَبيَ إِلّا صَدَّني / عَن ساحَتَيهِ الشَيبُ وَالإِسلامُ
قَد أَقبَلَ المَنثورُ يا سَيِّدي
قَد أَقبَلَ المَنثورُ يا سَيِّدي / كَالدُرِّ وَالياقوتِ في نَظمِهِ
ثَناكَ لازالَ كَأَنفاسِهِ / وَمُخُّ مَن يَشنوكَ مِثلُ اِسمِهِ
يَقولونَ لِمَ أَرخَصتَ شِعرَكَ في الوَرى
يَقولونَ لِمَ أَرخَصتَ شِعرَكَ في الوَرى / فَقُلتُ لَهُم إِذ ماتَ أَهلُ المَكارِمِ
أُجازى عَلى الشِعرِ الشَعيرَ وَإِنَّهُ / كَثيرٌ إِذا اِستَخلَصتُهُ مِن بَهائِمِ
ضِدُّ اِسمِهِ المُنقِذِيُّ عَن ثِقَةٍ
ضِدُّ اِسمِهِ المُنقِذِيُّ عَن ثِقَةٍ / فَلا تَلومَنَّهُ عَلى اللومِ
كَالجُدَرِيِّ الَّذي يُقالُ لَهُ / مُبارَكٌ وَهُوَ أَلفُ مَشئومِ
أَنا سَرجٌ لِمَليكٍ
أَنا سَرجٌ لِمَليكٍ / حِصنُهُ في الشامِ شامَة
تَحتي البَرقُ وَفَوقي / مِن أَياديهِ غُمامَة
كَتَبَ اللَهُ عَلَيهِ / كُلَّما سارَ السَلامَة
قَد أَصبَحَ الطائِيُّ في جِلَّقٍ
قَد أَصبَحَ الطائِيُّ في جِلَّقٍ / بِدُبرِهِ أَكرَمَ مِن حاتَم
يَقولُ بِالأَيرِ الَّذي لَم يَزَل / يَقومُ وَالناسُ مَعَ القائِم