المجموع : 6
عَدُوّاكَ المَكارِمُ وَالكِرامُ
عَدُوّاكَ المَكارِمُ وَالكِرامُ / وَخِلُّكَ دونَ خُلَّتِكَ اللِئامُ
وَنَفسُكَ نَفسُ كَلبٍ عِندَ زَورٍ / وَعُقبى زائِرِ الكَلبِ اِلتِدامُ
تَهِرُّ عَلى الجَليسِ بِلا اِحتِرامٍ / لِتَحشِمَهُ إِذا حَضَرَ الطَعامُ
إِذا ماكانَتِ الهِمَمُ المَعالي / فَهَمُّكَ ما يَكونُ بِهِ المَلامُ
قَبُحتَ وَلا سَقاكَ اللَهُ غَيثاً / وَجانَبَكَ التَحِيَّةُ وَالسَلامُ
رأيت المعلى ليسَ يشبهُ عمَّهُ
رأيت المعلى ليسَ يشبهُ عمَّهُ / ولا خالَهُ ولا أباهُ المقدّما
أولئكَ مازالوا عرانينَ خندفٍ / إذا كان يوماً كاسفَ الشمسِ مظلما
فهذا فما تلقاهُ إلا مصمّماً / على مالِ ذي القربى وإن كان معدما
فتىً كنزَ الأموال تحت عجانِهِ / إذا كنزَ الناسُ الندى والتكرّما
تراهُ كماءِ البحرِ يلفظُ ملحَهُ / لواردِهِ عنه وإن كان مفعما
وذو اللبِّ وقاف لدى كلِّ مشكلٍ
وذو اللبِّ وقاف لدى كلِّ مشكلٍ / ولا خيرَ في التقليدِ تفهّما
وَقالو لَو مَدَحتَ فَتىً كَريماً
وَقالو لَو مَدَحتَ فَتىً كَريماً / فَقُلتُ وَكَيفَ لي بِفَتىً كَريمِ
بَلَوتُ الناسَ مُذ خَمسينَ عاماً / وَحَسبُكَ بِالمُجَرِّبِ مِن عَليمِ
فَما أَحَدٌ يَعُدُّ لِيَومِ خَيرٍ / وَلا أَحَدٌ يَعودُ عَلى حَميمِ
وَيُعجِبُني الفَتى وَأَظُنُّ خَيراً / فَأَكشِفُ مِنهُ عَن رَجُلٍ لَئيمِ
تَقَيَّلَ بَعضُهُم بَعضاً فَأَضحَوا / بَني أَبَوَينِ قُدّاً مِن أَديمِ
فَطافَ الناسُ بِالحَسَنِ بنِ سَهلٍ / طَوافَهُمُ بِزَمزَمَ وَالحَطيمِ
وَقالوا سَيِّدٌ يُعطي جَزيلاً / وَيَكشِفُ كَربَةَ الرَجُلِ الكَظيمِ
فَقُلتُ مَضى بِذَمِّ القَومِ شِعري / وَقَد يُؤتى البَريءُ مِنَ السَقيمِ
وَما خَبَرٌ تُرَجِّمُهُ ظُنوني / بِأَشفى مِن مُعايَنَةِ الحَليمِ
فَجِئتُ وَلِلأُمورِ مُبَشِّراتٌ / وَلَن يَخفى الأَغَرُّ مِنَ البَهيمِ
فَإِن يَكُ ما تَنَشَّرَ عَنهُ حَقّاً / رَجِعتُ بِأُهبَةِ الرَجُلِ المُقيمِ
وَإِن يَكُ غَيرَ ذاكَ حَمَدتُ رَبّي / وَزالَ الشَكُّ عَن رَجُلٍ حَكيمِ
وَما الآمالُ تَعطِفُني عَلَيهِ / وَلَكِنَّ الكَريمَ أَخو الكَريمِ
إِذا نابَني خَطبٌ فَزِعتُ لِكَشفِهِ
إِذا نابَني خَطبٌ فَزِعتُ لِكَشفِهِ / إِلى خالِقي مِن دونِ كُلِّ حَميمِ
وَإِنَّ مَنِ اِستَغنى وَإِن كانَ مُعسِراً / عَلى ثِقَةٍ بِاللَهِ غَيرُ مَلومِ
أَلا رُبَّ عُسرٍ قَد أَتى اليُسرُ بَعدَهُ / وَغَمرَةِ كَربِ فُرِّجَت لِكَظيمِ
هُوَ الدَهرُ يَومان يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ / وَيَومُ سُرورٍ لِلفَتى وَنَعيمِ
مَن يُخبِركَ بِسَبٍّ عَن أَخٍ
مَن يُخبِركَ بِسَبٍّ عَن أَخٍ / فَهُوَ الشاتِمُ لا مَن شَتَمَك
ذاكَ أَمرٌ لَم يُواجِهكَ بِهِ / إِنَّما اللَومُ عَلى مَن أَعلَمَك
إِنَّ ذا اللُؤمِ إِذا أَكرَمتَهُ / حَسِبَ الإِكرامَ حَقّاً لَزِمَك
كيف لم ينصركَ إن كان أخاً / ذا حفاظٍ عندَ من قد ظلمك
فأهنه إنّهُ من لؤمِهِ / إن تردهُ بهوانٍ أكرمك