القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو خِراش الهُذَلي الكل
المجموع : 4
لَقَد عَلِمَت أُمُّ الأُدَيبِرِ أَنَّني
لَقَد عَلِمَت أُمُّ الأُدَيبِرِ أَنَّني / أَقولُ لَها هَدّي وَلا تَذخَري لَحمي
فَإِنَّ غَداً إِن لا نَجِد بَعضَ زادِنا / نُفِىء لَكِ زادا أَو نُعَدِّكِ بِالأَزمِ
إِذا هِيَ حَنَّت لِلهَوى حَنَّ جَوفُها / كَجَوفِ البَعيرِ قَلبُها غَيرُ ذي عَزمِ
فَلا وَأَبيكِ الخَيرَ لا تَجِدينَهُ / جَميلَ الغِنى وَلا صَبوراً عَلى العُدمِ
وَلا بَطَلاً إِذا الكُماةُ تَزَيَّنوا / لَدى غَمَراتِ المَوتِ بِالحالِكِ الفَدمِ
أَبَعدَ بَلائي ضَلَّتِ البَيتَ مِن عَمىً / تُحِبُّ فِراقي أَو يَحِلُّ لَها شَتمي
وَإِنّي لَأُثوى الجوعَ حَتّى يَمَلَّني / فَيَذهَبَ لَم يَدنَس ثِيابي وَلا جِرمى
وَأَغتَبِق الماءَ القَراحَ فَأَنتَهى / إِذا الزادَ أَمسى لِلمُزَلَّجِ ذا طَعمِ
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ قَد تَعلَمينَهُ / وَأوثِرُ غَيري مِن عِيالِكِ بِالطُعمِ
مَخافَةَ أَن أَحيا بِرَغمٍ وَذِلَّةٍ / وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى رَغمِ
رَأَت رَجُلاً قَد لَوَّحَتهُ مَخامِصٌ / وَطافَت بِرَنّانِ المَعَدَّينِ ذي شَحمِ
غَذِيِّ لِقاحٍ لا يَزالُ كَأَنَّهُ / حَميتٌ بِدَبغٍ عَظمُهُ غَيرُ ذي حَجمِ
تَقولُ فَلَولا أَنتَ أُنكِحتُ سَيِّدا / أُزَفُّ إِلَيهِ حُمِلتُ عَلى قَرمِ
لَعَمري لَقَد مُلِّكتِ أَمرَكِ حِقبَةً / زَمانا فَهَلّا مِستِ في العَقمِ وَالرَقمِ
فَجاءَت كَخاصي العَيرِ لَم تَحلَ جاجَةً / وَلا عاجَةً مِنها تَلوحُ عَلى وَشمِ
أَفاطِمَ إِنّي أَسبِقُ الحَتفَ مُقبِلاً / وَأَترُكُ قِرني في المَزاحِفِ يَستَدمي
وَلَيلَةِ دَجنٍ مِن جُمادى سَرَيتُها / إِذا ما اِستَهَلَّت وَهِيَ ساجِيَةٌ تَهمي
وَشَوطٍ فِضاحٍ قَد شَهِدتُ مُشايِحاً / لِأُدرِكَ ذَحلاً أَو أُشيفَ عَلى غُنمِ
إِذا اِبتَلَّت الأَقدامُ وَالتَفَّ تَحتَها / غُثاءٌ كَأَجوازِ المُقَرَّنَةِ الدُهمِ
وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى نَبَذتُها / خِلافَ نَدىً مِن آخِرِ اللَيلِ أَورِهمِ
إِذا لِم يُنازِع جاهِلُ القَومِ ذا النُهى / وَبَلَّدَت الأَعلامُ بِاللَيلِ كَالأُكمِ
تَراها صِغارا يَحسِرُ الطَرفُ دونَها / وَلَو كانَ طَوداً فَوقَهُ فِرَقُ العُصمِ
وَإِنّي لَأَهدي القَومَ في لَيلَةِ الدُجى / وَأَرمي إِذا ما قيلَ هَل مِن فَتىً يَرمي
وَعادِيَةٍ تُلقي الثِيابَ وَزَعتُها / كَرِجلِ الجَرادِ يَنتَحي شَرَفَ الحَزمِ
رَفَوني وَقالوا يا خُوَيلِدُ لا تُرَع
رَفَوني وَقالوا يا خُوَيلِدُ لا تُرَع / فَقُلتُ وَأَنكَرتُ الوُجوهَ هُمُ هُمُ
فَعَدَّيتُ شَيئاً وَالدَريسُ كَأَنَّما / يُزَعزِعُهُ وِردٌ مِنَ المومِ مُردِمُ
تَذَكُّرَ ما أَينَ المَفَرُّ وَإِنَّني / بِغَرزِ الَّذي يُنجي مِنَ المَوتِ مُعصِمُ
فَوَاللَهِ ما رَبداءَ أَو عِلجُ عانَةٍ / أَقَبُّ وَما إِن تَيسُ رَبلٍ مُصَمِّمُ
وَبُثَّت حِبالٌ في مَرادٍ يَرودُهُ / فَأَخطَأَهُ مِنها كِفافٌ مُخَزَّمُ
يَطيحُ إِذا الشَعراءَ صاتَت بِجَنبِهِ / كَما طاحَ قِدحُ المُستَفيضِ المُوَشَّمُ
كَأَنَّ المُلاءَ المَحضَ خَلفَ ذِراعِهِ / صُراحِيُّهُ وَالآخِنِيُّ المُتَحَّمُ
تَراهُ وَقَد فاتَ الرُماةَ كَأَنَّهُ / أَمامَ الكِلابِ مُصغِيَ الخَدِّ أَصلَمُ
بِأَجوَدَ مِنّي يَومَ كَفَّتُّ عادِياً / وَأَخطَأَني خَلفَ الثَنِيَّةِ أَسهُمُ
أُوائِلُ بِالشَدِّ الذَليقِ وَحَثَّني / لَدى المَتنِ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمُ
تَذَكَّرَ ذَحلاً عِندَنا وَهُوَ فاتِكٌ / مِنَ القَومِ يَعروهُ اِجتِراءٌ وَمَأثَمُ
فَكِدتُ وَقَد خَلَّفتُ أَصحابَ فائِدٍ / لَدى حَجَرِ الشَغرى مِنَ الشَدِّ أُكلَمُ
تَقولُ اِبنَتي لَمّا رَأَتني عَشِيَّةً / سَلِمتَ وَما إِن كِدتَ بِالأَمسِ تَسلَمُ
وَلَولا دِراكُ الشَدِّ قاظَت حَليلَتي / تَخَيَّرُ مِن خُطّابِها وَهِيَ أَيِّمُ
فَتَقعُدُ أَو تَرضى مَكاني خَليفَةً / وَكادَ خِراشٌ يَومَ ذلِكَ يَيتَمُ
أَرِقتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعدَ هَجعَةٍ
أَرِقتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعدَ هَجعَةٍ / عَلى خالِدٍ فَالعَينُ دائِمَةُ السَجمِ
إِذا ذَكَرَتهُ العَينُ أَغرَقَها البُكى / وَتَشَرَقَ مِن تَهمالِها العَينُ بِالدَمِّ
فَباتَت تُراعي النَجمَ عَينٌ مَريضَةٌ / لِما عالَها وَاِعتادَها الحُزنُ بِالسُقمِ
وَما بَعدَ أَن قَد هَدَّني الدَهرُ هَدَّةً / تَضالَ لَها جِسمي وَرَقَّ لَها عَظمي
وَما قَد أَصابَ العَظمَ مِنّي مُخامِرٌ / مِنَ الداءِ داءٌ مُستَكِنٌّ عَلى كَلمِ
وَأَن قَد بَدا مِنّي لِما قَد أَصابَني / مِنَ الحُزنِ أَنّي ساهِمُ الوَجهِ ذو هَمِّ
شَديدُ الأَسى بادي الشُحوبِ كَأَنَّني / أَخو جِنَّةٍ يَعتادَهُ الخَبلُ في الجِسمِ
بِفَقدِ اِمرىءٍ لا يَجتَوي الجارُ قُربَهُ / وَلَم يَكُ يُشكى بِالقَطيعَةِ وَالظُلمِ
يَعودُ عَلى ذي الجَهلِ بِالحِلمِ وَالنُهى / وَلَم يَكُ فَحّاشاً عَلى الجارِ ذا عَذمِ
وَلَم يَكُ فَظّاً قاطِعاً لِقَرابَةٍ / وَلكِن وُصولاً لِلقَرابَةِ ذا رُحمِ
وَكُنتَ إِذا ساجَرتَ مِنهُم مُساجِراً / صَفَحتَ بِفَضلٍ في المُروءِ وَالعِلمِ
وَكُنتَ إِذا ما قُلتَ شَيئاً فَعَلتَهُ / وَفُتَّ بِذاكَ الناسَ مُجتَمِعَ الحَزمِ
فَإِن تَكُ غالَتكَ المَنايا وَصَرفُها / فَقَد عِشتَ مَحمودَ الخَلائِقِ وَالحِلمِ
كَريمَ سَجِيّاتِ الأُمورِ مُحَبَّباً / كَثيرَ فُضولِ الكَفِّ لَيسَ بِذي وَصمِ
أَشَمَّ كَنَصلِ السَيفِ يَرتاحُ لِلنَّدى / بَعيداً مِنَ الآفاتِ وَالخُلُقِ الوَخمِ
جَمَعتَ أَموراً يُنفِذُ المَرَّ بَعضُها / مِنَ الحِلمِ وَالمَعروفِ وَالحَسَبِ الضَخمِ
أَتَتهُ المَنايا وَهوَ غَضٌّ شَبابُهُ / وَما لِلمَنايا عَن حِمى النَفسِ مِن عَزمِ
وَكُلُّ اِمرىءٍ يَوماً إِلى المَوتِ صائِرُ / قَضاءً إِذا ما حانَ يُؤخَذُ بِالكَظمِ
وَما أَحَدٌ حَيٌّ تَأَخَّرَ يَومُهُ / بِأَخلَدَ مِمَّن صارَ قَبلُ إِلى الرَجمِ
سَيَأتي عَلى الباقينَ يَومٌ كَما أَتى / عَلى مَن مَضى حَتمٌ عَلَيهِ مِنَ الحَتمِ
فَلَستُ بِناسيهِ وَإِن طالَ عَهدُهُ / وَما بَعدَهُ لِلعَيشِ عِندي مِن طَعمِ
إِنَّكِ لَو أَبصَرتِ مَصرَعَ خالِدٍ
إِنَّكِ لَو أَبصَرتِ مَصرَعَ خالِدٍ / بِجَنبِ السِتارِ بَينَ أَظلَمَ فَالحَزمِ
لَأَيقَنتِ أَن البَكرَ لَيسَ رَزِيَّةً / وَلا النابَ لا اِنضَمَّت يَداكِ عَلى غُنمِ
تَذَكَّرتُ شَجواً ضافَني بَعدَ هَجعَةٍ / عَلى خالِدٍ فَالعَينُ دائِمَةُ السَجمِ
لَعَمرُ أَبي الطَيرِ المُرِبَّةِ بِالضُحى / عَلى خالِدٍ لَقَد وَقَعنَ عَلى لَحمِ
كُليهِ وَرَبّي لا تَجيئينَ مِثلَهُ / غَداةَ أَصابَتهُ المَنِيَّةُ بِالرَدمِ
فَلا وَأَبي لا تَأكُلُ الطَيرُ مِثلَهُ / طَويلَ النِجادِ غَيرَ هارٍ وَلا هَشمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025