المجموع : 16
بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها اِنجَذَما
بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها اِنجَذَما / وَاِحتَلَّتِ الشَرعَ فَالأَجزاعَ مِن إِضَما
إِحدى بَلِيٍّ وَما هامَ الفُؤادُ بِها / إِلّا السَفاهَ وَإِلّا ذِكرَةً حُلُما
لَيسَت مِنَ السودِ أَعقاباً إِذا اِنصَرَفَت / وَلا تَبيعُ بِجَنبَي نَخلَةَ البُرَما
غَرّاءُ أَكمَلُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ / حُسناً وَأَملَحُ مَن حاوَرتَهُ الكَلِما
قالَت أَراكَ أَخا رَحلٍ وَراحِلَةٍ / تَغشى مَتالِفَ لَن يُنظِرنَكَ الهَرَما
حَيّاكِ رَبّي فَإِنّا لا يَحِلُّ لَنا / لَهوُ النِساءِ وَإِنَّ الدينَ قَد عَزَما
مُشَمِّرينَ عَلى خوصٍ مُزَمَّمَةٍ / نَرجو الإِلَهَ وَنَرجو البِرَّ وَالطُعَما
هَلّا سَأَلتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي / إِذا الدُخانُ تَغَشّى الأَشمَطَ البَرِما
وَهَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ ذي أُرُلٍ / تُزجي مَعَ اللَيلِ مِن صُرّادِها صِرَما
صُهبَ الظِلالِ أَتَينَ التينَ عَن عُرُضٍ / يُزجينَ غَيماً قَليلاً ماؤُهُ شَبِما
يُنبِئكِ ذو عِرضِهِم عَنّي وَعالَمُهُم / وَلَيسَ جاهِلُ شَيءٍ مِثلَ مَن عَلِما
إِنّي أُتَمِّمُ أَيساري وَأَمنَحُهُم / مَثنى الأَيادي وَأَكسو الجَفنَةَ الأُدُما
وَأَقطَعُ الخَرقَ بِالخَرقاءِ قَد جَعَلَت / بَعدَ الكَلالِ تَشَكّى الأَينَ وَالسَأما
كادَت تُساقِطُني رَحلي وَمِيثَرَتي / بِذي المَجازِ وَلَم تُحسِس بِهِ نَعَما
مِن قَولِ حِرمِيَّةٍ قالَت وَقَد ظَعَنوا / هَل في مُخِفّيكُمُ مَن يَشتَري أَدَما
قُلتُ لَها وَهيَ تَسعى تَحتَ لَبَّتِها / لا تَحطِمَنَّكِ إِنَّ البَيعَ قَد زَرِما
باتَت ثَلاثَ لَيالٍ ثُمَّ واحِدَةً / بِذي المَجازِ تُراعي مَنزِلاً زِيَما
فَاِنشَقَّ عَنها عَمودُ الصُبحِ جافِلَةً / عَدوَ النَحوصِ تَخافُ القانِصَ اللَحِما
تُحيدُ عَن أَستَنٍ سودٍ أُسافِلُهُ / مَشيَ الإِماءِ الغَوادي تَحمِلُ الحُزَما
أَو ذو وُشومٍ بِحَوضى باتَ مُنكَرِساً / في لَيلَةٍ مِن جُمادى أَخصَلَت دِيَما
باتَ بِحِقفٍ مِنَ البَقّارِ يَحفِزهُ / إِذا اِستَكَفَّ قَليلاً تُربُهُ اِنهَدَما
مُوَلِّيَ الريحِ رَوقَيهِ وَجَبهَتَهُ / كَالهِبرَقِيُّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَما
حَتّى غَدا مِثلَ نَصلِ السَيفِ مُنصَلِتاً / يَقرو الأَماعِزَ مِن لُبنانَ وَالأَكَما
قالَت بَنو عامِرٍ خالوا بَني أَسَدٍ
قالَت بَنو عامِرٍ خالوا بَني أَسَدٍ / يا بُؤسَ لِلجَهلِ ضَرّاراً لِأَقوامِ
يَأبى البَلاءُ فَلا نَبغي بِهِم بَدَلاً / وَلا نُريدُ خَلاءً بَعدَ إِحكامِ
فَصالِحونا جَميعاً إِن بَدا لَكُمُ / وَلا تَقولوا لَنا أَمثالَها عامِ
إِنّي لَأَخشى عَلَيكُم أَن يَكونَ لَكُم / مِن أَجلِ بَغضائِهِم يَومٌ كَأَيّامِ
تَبدو كَواكِبُهُ وَالشَمسُ طالِعَةٌ / لا النورُ نورٌ وَلا الإِظلامُ إِظلامُ
أَو تَزجُروا مُكفَهِرّاً لا كِفاءَ لَهُ / كَاللَيلِ يَخلِطُ أَصراماً بِأَصرامِ
مُستَحقِبي حَلَقِ الماذِيِّ يَقدُمُهُم / شُمُّ العَرانينِ ضَرّابونَ لِلهامِ
لَهُم لِواءٌ بِكَفَّي ماجِدٍ بَطَلٍ / لا يَقطَعُ الخَرقَ إِلّا طَرفُهُ سامِ
يَهدي كَتائِبَ خُضراً لَيسَ يَعصِمُها / إِلّا اِبتِدارٌ إِلى مَوتٍ بِإِلجامِ
كَم غادَرَت خَيلُنا مِنكُم بِمُعتَرَكٍ / لِلخامِعاتِ أَكُفّاً بَعدَ أَقدامِ
يا رُبَّ ذاتِ خَليلٍ قَد فُجِعنَ بِهِ / وَموتَمينَ وَكانوا غَيرَ أَيتامِ
وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنّا في تَجاوُلِها / عِندَ الطِعانِ أُلو بُؤسى وَإِنعامِ
وَلَّوا وَكَبشُهُمُ يَكبو لِجَبهَتِهِ / عِندَ الكُماةِ صَريعاً جَوفُهُ دامِ
لا يُبعِدَ اللَهُ جِيراناً تَرَكتُهُمُ
لا يُبعِدَ اللَهُ جِيراناً تَرَكتُهُمُ / مِثلَ المَصابيحِ تَجلو لَيلَةَ الظُلَمِ
لا يَبرَمونَ إِذا ما الأُفقُ جَلَّلَهُ / بَردُ الشِتاءِ مِنَ الإِمحالِ كَالأَدَمِ
هُمُ المُلوكُ وَأَبناءُ المُلوكِ لَهُم / فَضلٌ عَلى الناسِ في اللَأواءِ وَالنِعَمِ
أَحلامُ عادٍ وَأَجسادٌ مُطَهَّرَةٌ / مِنَ المَعَقَّةِ وَالآفاتِ وَالإِثَمِ
جَمِّع مِحاشَكَ يا يَزيدُ فَإِنَّني
جَمِّع مِحاشَكَ يا يَزيدُ فَإِنَّني / أَعدَدتُ يَربوعاً لَكُم وَتَميما
وَلَحِقتُ بِالنَسَبِ الَّذي عَيَّرتَني / وَتَرَكتَ أَصلَكَ يا يَزيدُ ذَميما
عَيَّرتَني نَسَبَ الكِرامِ وَإِنَّما / فَخرُ المَفاخِرِ أَن يُعَدَّ كَريما
حَدِبَت عَلَيَّ بُطونُ ضِنَّةَ كُلِّها / إِن ظالِماً فيهِم وَإِن مَظلوما
لَولا بَنو عَوفِ اِبنِ بُهشَةَ أَصبَحَت / بِالنَعفِ أُمُّ بَني أَبيكَ عَقيما
أَبلِغ بَني ذُبيانَ أَن لا أَخا لَهُم
أَبلِغ بَني ذُبيانَ أَن لا أَخا لَهُم / بِعَبسٍ إِذا حَلّوا الدِماخَ فَأَظلَما
بِجَمعٍ كَلَونِ الأَعبَلِ الجَونِ لَونَهُ / تَرى في نَواحيهِ زُهَيراً وَحِذيَما
هُمُ يَرِدونَ المَوتَ عِندَ لِقائِهِ / إِذا كانَ وِردُ المَوتِ لا بُدَّ أَكرَما
أَلَم أُقسِم عَلَيكَ لِتُخبِرَنّي
أَلَم أُقسِم عَلَيكَ لِتُخبِرَنّي / أَمَحمولٌ عَلى النَعشِ الهُمامُ
فَإِنّي لا أُلامُ عَلى دُخولٍ / وَلَكِن ما وَراءَكَ يا عِصامُ
فَإِن يَهلِك أَبو قابوسَ يَهلِك / رَبيعُ الناسِ وَالشَهرُ الحَرامُ
وَنُمسِكُ بَعدَهُ بِذِنابِ عَيشٍ / أَجَبِّ الظَهرِ لَيسَ لَهُ سَنامُ
أَتارِكَةٌ تَدَلَّلَها قَطامِ
أَتارِكَةٌ تَدَلَّلَها قَطامِ / وَضِنّاً بِالتَحِيَّةِ وَالكَلامِ
فَإِن كانَ الدَلالَ فَلا تَلَجّي / وَإِن كانَ الوَداعَ فَبِالسَلامِ
فَلَو كانَت غَداةَ البَينِ مَنَّت / وَقَد رَفَعوا الخُدورَ عَلى الخِيامِ
صَفَحتُ بِنَظرَةٍ فَرَأَيتُ مِنها / تُحَيتَ الخِدرِ واضِعَةَ القِرامِ
تَرائِبَ يَستَضيءُ الحَليُ فيها / كَجَمرِ النارِ بُذَّرَ بِالظَلامِ
كَأَنَّ الشَذرَ وَالياقوتَ مِنها / عَلى جَيداءَ فاتِرَةِ البُغامِ
خَلَت بِغَزالِها وَدَنا عَلَيها / أَراكُ الجِزعِ أَسفَلَ مِن سَنامِ
تَسَفُّ بَريرَهُ وَتَرودُ فيهِ / إِلى دُبُرِ النَهارِ مِنَ البَشامِ
كَأَنَّ مُشَعشَعاً مِن خَمرِ بُصرى / نَمَتهُ البُختُ مَشدودَ الخِتامِ
نَمَينَ قِلالَهُ مِن بَيتِ راسٍ / إِلى لُقمانَ في سوقٍ مُقامِ
إِذا فُضَّت خَواتِمُهُ عَلاهُ / يَبيسُ القُمَّحانِ مِنَ المُدامِ
عَلى أَنيابِها بِغَريضِ مُزنٍ / تَقَبَّلَهُ الجُباةُ مِنَ الغَمامِ
فَأَضحَت في مَداهِنَ بارِداتٍ / بِمُنطَلَقِ الجَنوبِ عَلى الجَهامِ
تَلَذُّ لِطَعمِهِ وَتَخالُ فيهِ / إِذا نَبَّهتَها بَعدَ المَنامِ
فَدَعها عَنكَ إِذ شَطَّت نَواها / وَلَجَّت مِن بُعادِكَ في غَرامِ
وَلَكِن ما أَتاكَ عَنِ اِبنِ هِندٍ / مِنَ الحَزمِ المُبَيَّنِ وَالتَمامِ
فِداءٌ ما تُقِلُّ النَعلُ مِنّي / إِلى أَعلى الذُؤابَةِ لِلهُمامِ
وَمَغزاهُ قَبائِلَ غائِظاتٍ / عَلى الذِهيَوطِ في لَجِبٍ لَهامِ
يُقَدنَ مَعَ اِمرِئٍ يَدَعُ الهُوَينا / وَيَعمِدُ لِلمُهِمّاتِ العِظامِ
أُعينَ عَلى العَدوِّ بِكُلِّ طِرفٍ / وَسَلهَبَةٍ تُجَلَّلُ في السِمامِ
وَأَسمَرَ مارِنٍ يَلتاحُ فيهِ / سِنانٌ مِثلُ نِبراسِ النِهامِ
وَأَنبَأَهُ المُنَبِّئُ أَنَّ حَيّاً / حُلولاً مِن حَرامٍ أَو جُذامِ
وَأَنَّ القَومَ نَصرُهُمُ جَميعٌ / فِئامٌ مُجلِبونَ إِلى فِئامِ
فَأَورَدَهُنَّ بَطنَ الأَتمِ شُعثاً / يَصُنَّ المَشيَ كَالحِدَءِ التُؤامِ
عَلى إِثرِ الأَدِلَّةِ وَالبَغايا / وَخَفقِ الناجِياتِ مِنَ الشَآمِ
فَباتوا ساكِنينَ وَباتَ يَسري / يُقَرِّبُهُم لَهُ لَيلُ التِمامِ
فَصَبَّحَهُم بِها صَهباءَ صِرفاً / كَأَنَّ رُؤوسَهُم بَيضُ النَعامِ
فَذاقَ المَوتُ مَن بَرَكَت عَلَيهِ / وَبِالناجينَ أَظفارٌ دَوامِ
وَهُنَّ كَأَنَّهُنَّ نِعاجُ رَملٍ / يُسَوّينَ الذُيولَ عَلى الخِدامِ
يُوَصّينَ الرُواةَ إِذا أَلَمّوا / بِشُعثٍ مُكرَهينَ عَلى الفِطامِ
وَأَضحى ساطِعاً بِجِبالِ حِمسى / دُقاقُ التُربِ مُختَزِمُ القَتامِ
فَهَمَّ الطالِبونَ لِيُدرِكوهُ / وَما راموا بِذَلِكَ مِن مَرامِ
إِلى صَعبِ المَقادَةِ ذي شَريسٍ / نَماهُ في فُروعِ المَجدِ نامِ
أَبوهُ قَبلَهُ وَأَبو أَبيهِ / بَنَوا مَجدَ الحَياةِ عَلى إِمامِ
فَدَوَّختَ العِراقَ فَكُلُّ قَصرٍ / يُجَلَّلُ خَندَقٌ مِنهُ وَحامِ
وَما تَنفَكُّ مَحلولاً عُراها / عَلى مُتَناذِرِ الأَكلاءِ طامِ
طَلَعوا عَلَيكَ بِرايَةٍ مَعروفَةٍ
طَلَعوا عَلَيكَ بِرايَةٍ مَعروفَةٍ / يَومَ الأَبَيَّسِ إِذ لَقَيتَ لَئيما
قَومٌ تَدارَكَ بِالعَقيرَةِ رَكضُهُم / أَولادَ زَردَةَ إِذ تُرِكتَ ذَميما
وَلَستُ بِذاخِرٍ لِغَدٍ طَعاماً
وَلَستُ بِذاخِرٍ لِغَدٍ طَعاماً / حِذارَ غَدٍ لِكُلِّ غَدٍ طَعامُ
تَمَخَّضَتِ المَنونُ لَهُ بِيَومٍ / أَتى وَلِكُلِّ حامِلَةٍ تَمامُ
هَذا غُلامٌ حَسَنٌ وَجهَهُ
هَذا غُلامٌ حَسَنٌ وَجهَهُ / مُستَقبِلُ الخَيرِ سَريعُ التَمام
لِلحارِثِ الأَكبَرِ وَالحارِثِ ال / أَصغَرِ وَالأَعرَجِ خَيرِ الأَنام
ثُمَّ لِهِندٍ وَلِهِندٍ وَقَد / أَسرَعَ في الخَيراتِ مِنهُ إِمام
خَمسَةُ آبائِهِمُ ما هُمُ / هُم خَيرُ مَن يَشرَبُ صَوبَ الغَمام
أَلا أَبلِغ لَدَيكَ أَبا حُرَيثٍ
أَلا أَبلِغ لَدَيكَ أَبا حُرَيثٍ / وَعاقِبَةُ المَلامَةِ لِلمُليمِ
فَكَيفَ تَرى مُعاقَبَتي وَسَعيِي / بِأَذوادِ القَصيمَةِ وَالقَصيمِ
فَنِمتُ اللَيلَ إِذ أَوقَعتُ فيكُم / قَبائِلِ عامِرٍ وَبَني تَميمِ
وَساغَ لي الشَرابُ وَكُنتُ قَبلاً / أَكادُ أَغُصُّ بِالماءِ الحَميمِ
نَفسُ عِصامٍ سَوَّدَت عِصاما
نَفسُ عِصامٍ سَوَّدَت عِصاما / وَعَلَّمَتهُ الكَرَّ وَالإِقداما
وَصَيَّرَتهُ مَلِكاً هُماما / حَتّى عَلا وَجاوَزَ الأَقواما
خَيلٌ صِيامٌ وَخَيلٌ غَيرُ صائِمَةٍ
خَيلٌ صِيامٌ وَخَيلٌ غَيرُ صائِمَةٍ / تَحتَ العَجاجِ وَأُخرى تَعلُكُ اللُجُما
أَلمِم بِرَسمِ الطَلَلِ الأَقدَمِ
أَلمِم بِرَسمِ الطَلَلِ الأَقدَمِ / بِجانِبِ السَكرانِ فَالأَيهَمِ
تَعدو الذِئابُ عَلى مَن لا كِلابَ لَهُ
تَعدو الذِئابُ عَلى مَن لا كِلابَ لَهُ / وَتَتَّقي مَربَضَ المُستَنفِرِ الحامي
فَلَن أَذكُرَ النُعمانَ إِلّا بِصالِحٍ
فَلَن أَذكُرَ النُعمانَ إِلّا بِصالِحٍ / فَإِنَّ لَهُ عِندي يُدِيّاً وَأَنعُما