المجموع : 8
أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما
أَتَعرِفُ أَطلالاً وَنُؤياً مُهَدَّما / كَخَطِّكَ في رَقٍّ كِتاباً مُنَمنَما
أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ بَعدَ أَنيسِها / شُهوراً وَأَيّاماً وَحَولاً مُجَرَّما
دَوارِجَ قَد غَيَّرنَ ظاهِرَ تُربِهِ / وَغَيَّرَتِ الأَيّامُ ما كانَ مُعلَما
وَغَيَّرَها طولُ التَقادُمِ وَالبِلى / فَما أَعرِفُ الأَطلالَ إِلّا تَوَهُّما
تَهادى عَلَيها حَليُها ذاتَ بَهجَةٍ / وَكَشحاً كَطَيِّ السابِرِيَّةِ أَهضَما
وَنَحراً كَفى نورَ الجَبينِ يَزينُهُ / تَوَقُّدُ ياقوتٍ وَشَذرٌ مُنَظَّما
كَجَمرِ الغَضا هَبَّت بِهِ بَعدَ هَجعَةٍ / مِنَ اللَيلِ أَرواحُ الصِبا فَتَنَسَّما
يُضيءُ لَنا البَيتُ الظَليلُ خَصاصَةً / إِذا هِيَ لَيلاً حاوَلَت أَن تَبَسَّما
إِذا اِنقَلَبَت فَوقَ الحَشِيَّةِ مَرَّةً / تَرَنَّمَ وَسواسُ الحُلِيُّ تَرَنُّما
وَعاذِلَتَينِ هَبَّتا بَعدَ هَجعَةٍ / تَلومانِ مِتلافاً مُفيداً مُلَوَّما
تَلومانِ لَمّا غَوَّرَ النَجمُ ضِلَّةً / فَتىً لا يَرى الإِتلافَ في الحَمدِ مَغرَما
فَقُلتُ وَقَد طالَ العِتابُ عَلَيهِما / وَلَو عَذَراني أَن تَبينا وَتُصرَما
أَلا لا تَلوماني عَلى ما تَقَدَّما / كَفى بِصُروفِ الدَهرِ لِلمَرءِ مُحكِما
فَإِنَّكُما لا ما مَضى تُدرِكانِهِ / وَلَستُ عَلى ما فاتَني مُتَنَدِّما
فَنَفسَكَ أَكرِمها فَإِنَّكَ إِن تَهُن / عَلَيكَ فَلَن تُلفي لَكَ الدَهرَ مُكرِما
أَهِن لِلَّذي تَهوى التِلادَ فَإِنَّهُ / إِذا مُتَّ كانَ المالُ نَهباً مُقَسَّما
وَلا تَشقَيَن فيهِ فَيَسعَدَ وارِثٌ / بِهِ حينَ تَخشى أَغبَرَ اللَونِ مُظلِما
يُقَسِّمُهُ غُنماً وَيَشري كَرامَةً / وَقَد صِرتَ في خَطٍّ مِنَ الأَرضِ أَعظُما
قَليلٌ بِهِ ما يَحمَدَنَّكَ وارِثٌ / إِذا ساقَ مِمّا كُنتَ تَجمَعُ مَغنَما
تَحَمَّل عَنِ الأَدنَينَ وَاِستَبقِ وُدَّهُم / وَلَن تَستَطيعَ الحِلمَ حَتّى تَحَلَّما
مَتى تَرقِ أَضغانَ العَشيرَةِ بِالأَنا / وَكَفَّ الأَذى يُحسَم لَكَ الداءُ مَحسَما
وَما اِبتَعَثَتني في هَوايَ لُجاجَةٌ / إِذا لَم أَجِد فيها إِمامي مُقَدَّما
إِذا شِئتَ ناوَيتَ اِمرَأَ السوءِ ما نَزا / إِلَيكَ وَلاطَمتَ اللَئيمَ المُلَطَّما
وَذو اللُبِّ وَالتَقوى حَقيقٌ إِذا رَأى / ذَوي طَبَعِ الأَخلاقِ أَن يَتَكَرَّما
فَجاوِر كَريماً وَاِقتَدِح مِن زِنادِهِ / وَأَسنِد إِلَيهِ إِن تَطاوَلَ سُلَّما
وَعَوراءَ قَد أَعرَضتُ عَنها فَلَم يَضِر / وَذي أَوَدٍ قَوَّمتُهُ فَتَقَوَّما
وَأَغفِرُ عَوراءَ الكَريمِ اِدِّخارَهُ / وَأَصفَحُ مِن شَتمِ اللَئيمِ تَكَرُّما
وَلا أَخذِلُ المَولى وَإِن كانَ خاذِلاً / وَلا أَشتُمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ مُفحَما
وَلا زادَني عَنهُ غِنائي تَباعُداً / وَإِن كانَ ذا نَقصٍ مِنَ المالِ مُصرِما
وَلَيلٍ بَهيمٍ قَد تَسَربَلتُ هَولَهُ / إِذا اللَيلُ بِالنَكسِ الضَعيفِ تَجَهَّما
وَلَن يَكسِبَ الصُعلوكُ حَمداً وَلا غِنىً / إِذا هُوَ لَم يَركَب مِنَ الأَمرِ مُعظَما
يَرى الخَمصَ تَعذيباً وَإِن يَلقَ شَبعَةً / يَبِت قَلبُهُ مِن قِلَّةِ الهَمِّ مُبهَما
لَحى اللَهُ صُعلوكاً مُناهُ وَهَمُّهُ / مِنَ العَيشِ أَن يَلقى لَبوساً وَمَطعَما
يَنامُ الضُحى حَتّى إِذا لَيلُهُ اِستَوى / تَنَبَّهَ مَثلوجَ الفُؤادِ مُوَرَّما
مُقيماً مَعَ المُثرينَ لَيسَ بِبارِحٍ / إِذا كانَ جَدوى مِن طَعامٍ وَمَجثِما
وَلِلَّهِ صُعلوكٌ يُساوِرُ هَمَّهُ / وَيَمضي عَلى الأَحداثِ وَالدَهرِ مُقدِما
فَتى طَلِباتٍ لا يَرى الخَمصَ تَرحَةً / وَلا شَبعَةً إِن نالَها عَدَّ مَغنَما
إِذا ما رَأى يَوماً مَكارِمَ أَعرَضَت / تَيَمَّمَ كُبراهُنَّ ثُمَّتَ صَمَّما
تَرى رُمحَهُ وَنَبلَهُ وَمِجَنَّهُ / وَذا شُطَبٍ عَضبَ الضَريبَةِ مِخذَما
وَأَحناءَ سَرجٍ فاتِرٍ وَلِجامَهُ / عَتادَ فَتىً هَيجاً وَطِرفاً مُسَوَّما
وَفِتيانِ صِدقٍ لا ضَغائِنَ بَينَهُم
وَفِتيانِ صِدقٍ لا ضَغائِنَ بَينَهُم / إِذا أَرمَلوا لَم يولَعوا بِالتَلاوُمِ
سَرَيتُ بِهِم حَتّى تَكِلَّ مَطِيُّهُم / وَحَتّى تَراهُم فَوقَ أَغبَرَ طاسِمِ
وَإِنّي أَذينٌ أَن يَقولوا مُزايِلٌ / بِأَيٍّ يَقولُ القَومُ أَصحابُ حاتِمِ
فَإِمّا تُصيبُ النَفسُ أَكبَرَ هَمِّها / وَإِمّا أُبَشِّركُم بِأَشعَثَ غانِمِ
كَذَلِكَ فَصدي إِن سَأَلتُ مَطِيَّتي
كَذَلِكَ فَصدي إِن سَأَلتُ مَطِيَّتي / دَمَ الجَوفِ إِذ كُلُّ الفِصادِ وَخيمُ
أَما وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ
أَما وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ / وَيُحيّ العِظامَ البيضَ وَهيَ رَميمُ
لَقَد كُنتُ أَطوي البَطنَ وَالزادُ يُشتَهى / مَخافَةَ يَوماً أَن يُقالَ لَئيمُ
وَما كانَ بي ما كانَ وَاللَيلُ مِلبَسٌ / رِواقٌ لَهُ فَوقَ الإِكامِ بَهيمُ
أَلُفُّ بِحِلسي الزادَ مِن دونِ صُحبَتي / وَقَد آبَ نَجمٌ وَاِستَقَلَّ نُجومُ
تَدارَكَني جَدّي بِسَفحِ مَتالِعٍ
تَدارَكَني جَدّي بِسَفحِ مَتالِعٍ / فَلا تَيأَسَن ذو قَومِهِ أَن يُغَنَّما
لا تَستُري قِدري إِذا ما طَبَختُها
لا تَستُري قِدري إِذا ما طَبَختُها / عَلَيَّ إِذا ما تَطبُخينَ حَرامُ
وَلَكِن بِهَذاكَ اليَفاعِ فَأَوقِدي / بِجَزلٍ إِذا أَوقَدتِ لا بِضِرامِ
وَدِدتُ وَبَيتِ اللَهِ لَو أَنَّ أَنفَهُ
وَدِدتُ وَبَيتِ اللَهِ لَو أَنَّ أَنفَهُ / هَواءٌ فَما مَتَّ المُخاطَ عَنِ العَظمِ
وَلَكِنَّما لاقاهُ سَيفُ اِبنِ عَمِّهِ / فَأَبَّ وَمَرَّ السَيفُ مِنهُ عَلى الخَطمِ
أَبا الخَيبَرِيِّ وَأَنتَ اِمرُؤٌ
أَبا الخَيبَرِيِّ وَأَنتَ اِمرُؤٌ / حَسودُ العَشيرَةِ شَتّامُها
فَماذا أَرَدتَ إِلى رِمَّةٍ / بَدَوِّيَّةٍ صَخِبٍ هامُها
تُبَغّي أَذاها وَإِعسارَها / وَحَولَكَ غَوثٌ وَأَنعامُها
وَإِنّا لَنُطعِمُ أَضيافَنا / مِنَ الكومِ بِالسَيفِ نَعتامُها