المجموع : 15
عبسنَ مِن شَعَرٍ في الرأس مُبتَسِمِ
عبسنَ مِن شَعَرٍ في الرأس مُبتَسِمِ / ما نَفرَّ البيضَ مثل البيضِ في اللِمَمِ
ظَنَّت شَبيبته تَبقى وَما علمت / أَنَّ الشَبيبة مرقاةٌ إِلى الهَرَمِ
ما شابَ عَزمي وَلا حَزَمي وَلا خُلقي / وَلا وَفائي وَلا ديني وَلا كَرَمي
وَإِنَّما اِعتاضَ رأسي غَيرَ صِبغَتِهِ / وَالشَيبُ في الرأسِ دونَ الشيب في الشيمِ
بِالنَفس قائِلَةٌ في يَوم رِحلَتنا / هَواكَ عِندي فَسِر إِن شئتَ أَو أَقِمِ
فَبُحتُ وَجداً فَلامتني فقلن لَها / لا تَعذُليهِ فَلَم يلؤم وَلَم يَلَمِ
لَمّا صَفا قلبه شَفَّت سَرائره / وَالشَيء في كل صافٍ غير مُكتتمِ
بعض التَفرق أَدنى للقاء وَكَم / لاءَمت شملاً بِشَملٍ غَير مُلتَئِمِ
كَيفَ المُقام بِأَرض لا يَخاف بِها / وَلا يُرَجّى شَبا رُمحي وَلا قَلَمي
فَقَبَّلَتنيَ تَوديعاً فَقُلتُ لَها / كُفّي فَلَيسَ اِرتِشاف الخَمرِ مِن شِيَمي
لَو لَم يَكُن ريقها خَمراً لَما نَطَقَت / بِلؤلؤٍ من حُباب الثَغر مُنتظِمِ
وَلَو تَيَقَّنتُ غير الراح في فَمِها / ما كُنتُ مِمَّن يَصُدُّ اللَثم بِاللَتمِ
وَزادَ رِيقتها بَرداً تحدُّرها / عَلى حَصى بَرَدٍ من ثَغرِها شَبِمِ
إِنّي لأَصرف طَرفي عَن مَحاسِنِها / تَكَرُّماً وَأَكُفُّ الكَفَّ عَن أَمَمِ
وَلا أَهُمُّ وَلي نَفسٌ تُنازِعُني / أَستَغفِر اللَهَ إِلّا ساعَةَ الحُلُمِ
لا أَكفُرُ الطَيف نُعمى اِنشرَت رَمَماً / مِنا كَما تَفعَل الأَرواح بِالرِمَمِ
حَيّا فَأَحيا وَأَغنَتنا زِيارَته / عن اِعتِساف الفلا بالأَنيق الرُسمِ
وَصلُ الخيال وَوصل الخود إن بخلت / سَيّا م أَشبه الوِجدانَ بِالعَدَمِ
فَالدَهر كَالطَيف يؤساهُ وَأنعمه / عَن غير قَصدٍ فَلا تَمدح وَلا تَلُمِ
لا تَحمَد الدَهر في بأساء يَكشفها / فَلو أَردت دوام البؤس لَم يَدُمِ
خالِف هَواك فَلَولا أَنَّ أَهوَنَهُ / شَجوٌ لَمّا اِقتُنِصَ العقبان بِالرَخمِ
تَرجو الشِفاءَ بِجفنيها وَسُقمِهِما / وَهَل رأَيت شفاء جاء من سَقَمِ
وَتَدَّعي بِصَبا نجد فَإِن خطرت / كانَت جوىً لك دونَ الناس كلِّهِمِ
وَكَيفَ تَطفي صَبا نَجدٍ صَبابته / وَالريحُ زائِدَة في كُلِّ مضطَرِمِ
أَصبو وَأَصحو وَلَم يُكلَمِ بِبائِقَةٍ / عِرضي كَما تُكَلَمُ الأَعراض بِالكَلَمِ
وَلا أحبُّ ثَناء لا يُصَدِّقه / فِعلي وَلا أَرتَضي في المَجدِ بِالتُهَمِ
لا تَحسَبَن حَسَبَ الآباءِ مَكرُمَة / لِمَن يقصِّر عَن غايات مجدهم
حُسنُ الرِجالِ بِحُسناهُم وَفخرهم / بِطولِهِم في المَعالي لا بِطولِهِم
ما اِغتابَني حاسِدٌ إِلّا شَرفتُ بِهِ / فَحاسِدي منعم في زيِّ مُنتَقِمِ
فاللَه يَكلأ حُسّادي فانعُمهم / عِندي وَإِن وقعت عن غير قَصدِهِم
يُنَبِّهونَ عَلى فَضلي إِذا كُتَبت / صَحيفَتي في المَعالي عنونت بِهِمِ
يا طالِبَ المَجدِ في الآفاقِ مُجتَهِداً / وَالمَجدُ أَقرَب من ساقٍ إِلى قَدَمِ
قل نصر دولة دين اللَهِ لي أَمَلٌ / قَولاً وَقَد نِلتَ أَقصى غاية الهِمَمِ
كَم حِدتُ عَنهُ فَنادتني فَضائِلُهُ / يا خاتِمَ الأَدَبِ امدَح خاتِم الكَرَمِ
وَقادَني نَحوه التَوفيقُ ثُمَّ دَعا / هَذا الطَريق إِلى العَلياء فاِستَقِمِ
وَقَصره عَرَفات العُرف فاِغنَ بِهِ / وكفُّه كعبة الأَفضالِ فاِستَلَمِ
تَرى المُلوك عَلى أَبوابه عُصُباً / وَفداً فَدَع غيرهم من سائِر الأُمَمِ
يَحُفُّه كل مَحفوفٍ مَواكِبُهُ / عِزّاً وَيخدمه ذو الجند وَالخَدَمِ
تَظَلُّ مزدحمات في مَواكِبُهُ / تيجان كل مَهيب الناس وَالنقم
تفيّأوا ظل مَلكٍ منه مُحتَشِم / وَرُبَّ مَلِكٍ مُذالٍ غير مُحتَشَمِ
وَالمَلكُ كالغاب منه خدر ذي لِبَدٍ / ومنه مرتَبعٌ لِلشّاء وَالنَعَمِ
هُم أَعظَمُ الناس أَقداراً ومقدرة / لكن أَتى فَضله من فوق فَضلِهِم
إِذا بَدا طبَّق التَقبيل ساحته / فَما عَلى الأَرضِ شِبرٌ غير مُلتَثِمِ
فَساحة الثَغرِ ثغر أَشنَبٍ رَتلٍ / مُفلَّجٌ فَهوَ مَرشوفُ بكل فَمِ
فَلَو تُؤَثِّر في الأَفواهِ أَنمله / وَأَرض موكبه لَم يَخلُ من رَثَمِ
كَأَنَّ أَرضك مَغناطيسُ كل فَمٍ / فَالطَبعُ يَجذِبها بِالطَوعِ وَالرَغمِ
لَمّا علوت غَمرت العالمينَ نَدىً / وَالمزن يَعلو فَيَروي الأَرض بِالديمِ
تَرقا وَما رَقأت نُعماكَ عَن أَحَدٍ / بُورِكتَ بُورِكتَ من عالٍ وَمُنسَجِمِ
مقسَّم في العُلى لِليُمنِ يُمنَته / وَاليُسرِ يسرته وَالكُلُّ لِلكَرَمِ
إِن قالَ لا فَهيَ لاءٌ مُضاعَفة / وَإِن يقل نعماً أَفضَت إِلى نَعَمِ
تَبدو صَرامته في ماء غُرَّتِهِ / وَالماء بعض صِفات الصارِمِ الخذمِ
هوَ الجَريء عَلى مالٍ يَجودُ بِهِ / وَالكُرُّ في الجودِ مثل الكرِّ في البُهَمِ
مُفرَّق الجودِ مَقسوم مواهِبه / في عليةِ الناس وَالأَوساط وَالحَشَمِ
وَالغيثُ إِن جادَ بِالمَعروفِ وَزَّعَه / بَينَ الشَناخيبِ وَالغيطانِ وَالأكمِ
بِهِ إِلى كُلِّ شُربٍ لِلعُلى ظَمأٌ / بَرَح وَمَهما ارتَوى من مائهنَّ ظِمي
وَيَعتَريهِ إِلى بذل اللهى نَهَمٌ / وَالظرف أَجمعه في ذَلِكَ النَهَمِ
إِلَيكَ نَظَّمت أَجوازَ الفَلاة عَلى / خَرقاء تَهوى انقضاض الجارِحِ القرمِ
كَأَنَّما البيد من دامي مَناسِمِها / مَصاحِف كُتِبَت أَعشارُها بِدَمِ
أَخفافُها شاكِلات كل مُشكِلَةٍ / بِحُمرَةٍ معلمات كل منعَجِمِ
وَأَدهَمٌ واضِحُ الأَوضاحِ مُشتَرِك / بَينَ النَهار وَبَينَ اللَيلِ مُنقَسِمِ
للضَوءِ أَرساغه إِلّا حَوافِره / فَأَنَّهُنَ مَع الجِلبابِ لِلظُّلَمِ
مَحلولك علق التَجميل أَكرعه / كَما تَعلَّق بدء النار في الفَحَمِ
جَرى فَجَلّى فَحَيّا الصبح غُرَّته / لَثماً ومسح بِالأَرساغِ وَالخَدَمِ
وَقَبَّل الفَجر كَي يُجزيه قُبلته / فاِرتد بِاللمظ المَشفوعِ بِالرَثمِ
أَضحى بِعَدلِكَ ثغر الثَغر مُبتَسِماً / وَكانَ قَبلُ عَبوساً غير مُبتَسِمِ
ما ينقم الثغر إِلّا أَن مَحَوتَ بِهِ / لَيلاً مِنَ الظُلمِ كانوا منه في ظُلَمِ
عففتَ عنهم فَزادوا عِفَّة وَتُقىً / فَهم من الأَمنِ والإِيمانِ في حرمِ
قَد عَظَّمَ اللَهَ إِملاكاً مَلَكَت بِهِ / بَني عقيل وَما يَحوون مِن نِعَمِ
لَو لَم تَحُزها أَبا نَصرٍ لما وَجدت / كُفؤاً يُشاكل في أَصل وَلا كَرَمِ
لَو تَطلِبَ الشَمسَ غير البَدرِ ما اِتَّصَلَت / بمثله في سَناءِ القَدرِ وَالعِظَمِ
زادَت إِلى عِزِّها غِزّاً به مضرٌ / وَرُبَّما صيدت العَلياء بِالحَرَمِ
خَمسونَ أَلفاً يُغطّي البرَّ جمعَهُم / بِمَوجِ بَحرٍ مِنَ الماذيِّ مُلتَطِمِ
مِن كُلِّ مَن يتلقّى وجه زائِره / بِكَوكَب بِهِلالِ الفِطرِ ملتَثِمِ
مُجرّبون عَلى مخُبورَةٍ غنيت / عَن الأَعِنَّة فاِستَغنوا عَن الحُزَمِ
فالوَحش زادهم وَالمزن ماؤهم / تَحمَّلتهم فَأَغنَتهم عَنِ الأَدمِ
تَصاهل الخيل من تَحتِ الرِماحِ بهم / كَما تَزاءَرُ علبَ الأسد في الأَجمِ
قَوم يَرون اختِصار العُمرِ مكرمة / فَلَيسَ يُفضي بِهِم شَيءٌ إِلى هَرَمِ
وَنَغمةٌ السَيف أَحلى نَغَمة خُلِقَت / إِذا تَرَنَّم بَعض البيض في اللِمَمِ
وَالعَيش في كَفِّ أَفراسِ مُكَلِّمَة / لِمِثلِهِنَّ وَفرسانٍ بِمِثلِهِمِ
إِذِ الأَسِنَّة في الهَيجاء أَلسِنَةٍ / يُعربنَ عَن كُلِّ مِقدامٍ وَمُنهَزِمِ
محمَّرة من دَمِ الأَبطالِ أَنصُلهم / كَأَنَّما نَصَّلوا الأَرماحَ بِالعَنمِ
قَد كُنتُ أَنكُرُ شِعري حينَ حاوله / مِنّي وَحاشاك أَملاك بِلا هِمَمِ
لا يأَلَمونَ لِنَقص اليُخلِ وَهوَ بِهِم / مُبرِّح كَيف لِلأَمواتِ بِالأَلَمِ
يحكيك في الخُلقِ لا في الخُلُقِ أَكثرهم / وَرُبَّما شُبِّهَ الإِنسانُ بِالصَنَمِ
وَلَستُ أَنكُرُ قَدرَ الشِعرِ إِنَّ بِهِ / نَقلُ المآثِر عَن عاد وَعَن إِرمِ
خَيرُ المَناقِبِ ما كانَ البَيانُ لَهُ / سِلكاً وَفًصِّلَ بِالأَمثالِ وَالحِكَمِ
رِث كُلَّ من بَخِلَت كَفّاهُ من مَلِكٍ / فأكثر الناس خَزّانٍ لِغَيرِهِمِ
ذو الجودِ يورث في مَحياهُ أَنعُمَهُ / وَالنِكس يورث بعد الموت وَالعَدَمِ
وَقيمة المرء ما جادَت بِهِ يده / وَقدرك الأَنفَسَ الغالي من القيَمِ
وَالفَضل أَشياءُ شَتّى أَنتَ جُملتها / وَصيغة أَنتَ مَعناها فَدُم تَدُمِ
طَيفٌ أَلَمَّ فَزادَ في آلامي
طَيفٌ أَلَمَّ فَزادَ في آلامي / أَلمٌ وَلَم أَعهَدُهُ ذا إِلمامِ
لَمّا تَجَنَّبَ رُؤيَتي مُستَيقِظاً / جاءَت بِهِ الأَضغاث في الأَحلامِ
وَأَتَت بِهِ في حَندَسٍ مُتَنَكِّراً / كَالبَدرِ مُستَتِراً بِثَوبِ جَهامِ
فَطَفِقت الحَظُ لؤلؤاً مِن ثَغرِهِ / وَأَضمُّ غُصناً تَحتَ بدر تَمامِ
في لَيلَةٍ ما أَن أَقوم بِشُكرِها / لَمّا خَلوتُ بِه مِنَ اللُوامِ
حَتّى إِذا برق الصَباحُ لِناظِرٍ / فارَقته كُرهاً عَلى إِرغامي
وَأَقامَ مُعتَكِفاً عَلى هِجرانِهِ / فَهَجَرتُ صَبري حينَ عَزَّ غَرامي
نادَيته وَمَدامِعي مُنهلَّة / كَالغَيثِ مُنهَمِراً بودَقِ رهامِ
يا مسقمي من طَرفِهِ بِسِقامِهِ / رِفقاً بِقَلبي قَد أَطَلتَ هُيامي
لا تَجمَعَن عتباً وَطول قَطيعَةٍ / يَوماً فَتَركَب مقطع الآثامِ
يا مَن يَرى حِلُّ الوِصال مُحَرَّماً / وَيَرى حَرام الوَصلِ غير حَرامِ
إِن دامَ هَجرك لي وَعَزَّ تَصَبُّري / رَغماً وَطال تَشَوُّقي وَسِقامي
وَغَدا لَك الدَهر الخَؤونُ مُساعِداً / في هَجرتي وهجرت طَيف مَنامي
فَإِلى أَبي نَصرٍ أَبُثُّ ظُلامتي / وَأَكونُ منه في حِمىً وَذِمامِ
مَن لا أَرى إِقبال دَهرٍ مُقبِلٍ / حَتّى أَراهُ وَلا كَريمَ كِرامِ
وَإِذا برَت يُمناهُ أَسمَرَ ناصِلاً / يَوماً زَرى بِفَصاحَةِ الأَقلامِ
قَلَمٌ إِذا ناجاهُ وَهوَ ضَميره / نطقت فَصاحَته بدمع هامي
بَقضي بآجال وَفَيضِ مَواهِبٍ / وَتُطيعُهُ الأَقدارُ في الأَحكامِ
لَم يَبقَ من يُرجى لِدَفعِ ملمةٍ / وَيجير من ظلم أَو اِستِهضامِ
إِلّا أَبو النَصر الَّذي أَنعامه / مُتواتِرٌ يَهمي كَصوب غَمامِ
حَتّى إِذا عَلِمَ الزَمانُ بِأَنَّني / من لائِذيه حادَ عَن إِقدامي
وَأَتى إِليَّ بِذُلِّه مُتَنَصِّلاً / مِن بعد عِزَّتِهِ وَعادَ غُلامي
نادَيته يا دهر قَدكَ فَقَد وَهى / صَبري وَفارَقَني بَنو الأَعمامِ
وَرَحَلتُ عَن بَلَدٍ يَعز علَيهِمُ / مِنّي مُفارَقَتي وَبُعد مَرامي
نَحوَ امرىءٍ ما زالَ مُرتَقى العُلى / حَتّى سما وَعَلا عَلى بُهرامِ
وَلَكَ الذِمام بِأَنَّني لك آخِذٌ / منهُ أَماناً فاِنصَرَفَ بِسَلامِ
أَلا تروعك نَبوَة من عَزمِهِ / حَتّى تَقَلَّدَ ظالِماً آثامي
ثُمَّ اِنبرأت إِلَيكَ أَدَّرعُ الفَلا / متنسّشماً لنَداكَ وَهوَ أَمامي
أَطوي الفَيافي وَهيَ غير مهولَةٍ / عِندي بِقَطع سَباسِبٍ وَأَكامِ
بأمونَةٍ حَرفٍ سَمَت بِمَناسِمٍ / فيها من الرَمضاء كالأَوشامِ
وَمكان سوطي في المسير إِرادَتي / في سيرها وَاللَيلُ بحر ظَلامِ
سيري على إِسمِ اللَهِ نَحوَ مُجَلببٍ / دونَ الوَرى بالعِزِّ والإِعظامِ
فتسفّ بي كالطَير حَنَّ لِوَكرِهِ / وَتَزيف في رقل لَها وبُغامِ
أَلقى الهَجير بِصَفحَتي مُستَقبِلاً / لا أَرعَوي عنهُ بِرَدِّ لِثامي
وَمُقارِني هجر الكرى وَمُساعدي / في سَفرَتي عَزمي وَحَدُّ حُسامي
حَتّى حَلَلتُ بِبابِ ربعكَ آمِناً / وَالسَعدُ من خَلفي وَمِن قُدّامي
لَمّا دَعوت المدح فيكَ أَجابَني / منه بِقَولٍ بَيِّنِ الإِفهامِ
لَم يَبقَ ذو كرم لِدفع مُلِمَّةٍ / إِلّا أَبو نصر الخِضَمِّ الطامي
ملك يَداه المكرماتُ بِأَسرِها / فَغَدا يُذَلِّلُها بِغَير لِجامِ
نادى المَكارِمَ وَالحِجا فَأَتَت لَهُ / مُنقادة طوعاً بِغَيرِ لِجامِ
ذو هِمَّةِ في المكرمات عَليِّها / ذو عزمةٍ أَمضى من الصِمصامِ
ضُربت لَهُ فَوق السِماكِ مَنابِراً / مَحفوفَةٍ بِمَضارِبِ وَخيامِ
وَإِذا بَدا ذكر له في سادَةٍ / قاموا لهيبَتِهِ عَلى الأَقدامِ
لو كانَ يَعبُدُ مُفضلٍ بِفَضيلَةٍ / جَلَّت لَكان بِذاكَ غير مُلامِ
لَمّا رأى مَولاهُ نَجدَةَ رأيه / في كُلِّ عَبدٍ ناصِحٍ وَكِتامي
رَدَّ الأُمورَ إِلَيهِ في إِبرامِها / فَكَفاهُ مَعنى الحَلِّ وَالإِبرامِ
يا سائِلي عنه لتخبرُ فَضلَهُ / اِصغِ لِتَسمَعَ مَنطِقي وَكَلامي
اللَه يَصنَع ما يَشاء بِقُدرَةٍ / جَلَّت دَقائِقها عَنِ الأَوهامِ
جَعَل البَريَّة كُلَّها في واحِدٍ / فَغَدا لَهُ فَضلٌ مبينٌ نامي
بِفَصاحة وَسَماحَة وَبَشاشَةٍ / وَشَجاعَةٍ تُزري عَلى الضِرغامِ
وَبَلاغَةٍ لَو قِستَ سَحباناً بِها / أَلفيته ذا مَنطِقٍ تِمتامِ
مِن حاتِمٍ جوداً إِذا ذكر النَدى / مِن سَيفِ ذي يَزَنٍ مِنَ الأَقوامِ
مِن قُسَّهم نظماً ومن فُصحائِهِم / نَثراً وَمِن لُقمانَ في الأَحكامِ
مِن يوسِفٍ في عِفَّةٍ وَصَباحَةٍ / مَن مِثلُهُ عَلماً لفَصل خِصامِ
هاتيك أَسماءٌ خلت وَفِعالها / مِنّا كَأَشباحٍ بِلا أَجسامِ
خُذ ما تَرى وَدَعِ السَماح فَرُبَّما / زادَ السَماع عَلى ذَوي الأَفهامِ
هوَ أَوَّلُ آخِرٌ في فَضلِهِ / هوَ باطِنٌ هوَ ظاهِرُ الإِنعامِ
هوَ مفرَدٌ في بَذلِهِ وَنواله / هوَ معتِقُ الأَسرى من الإِعدامِ
هَذا أَبو نصر الَّذي ورث العُلى / عَن سادَةٍ نُجُبٍ بِغَير كَلامِ
يُعطي التِلادَ لِسائِليه تَكَرُّماً / وَطَريفه يَحبو عَلى الإِتمامِ
وَإِذا انتَضى قلماً لِدَفعِ كَريهَةٍ / خَضَعت لَهُ الأَشبال في الآجامِ
تَغدو الصَوارِم وَهيَ طوع مُراده / تَقضي أَوامره بِغَيرِ سَلامِ
وَكَذا قَضى لِلمشرفية أَنَّها / أَبَداً تطيع أَوامِر الأَقلامِ
واِعلم بِأَنّي لَم أَعره شهادَةً / مُتَغالِياً وزراً وَلا مُتَحامي
لَكِن مناقبه تفرَّق جِمعُها / بَينَ الوَرى فجمعتُها بِنِظامِ
قَلَمٌ إِذا اِفتَتَحت يَداهُ لِنائِل / فاضَت عَلى الآفاقِ بِالأَقسامِ
إِنّي قَصَدتُك مِن بلاد قَد نأت / وَبعدت عَن أَهلي وَعَن آطامي
وَيَقودني حسنُ الرَجاء بِأَنَّني / قَد نلت ما أَهوى مِنَ الأَيّامِ
فاِصرِف إِليَّ تَصَرُّفاً أُحظى بِهِ / وَأَكون مَعدوداً مِنَ الخُدّامِ
فَإِذا رَأَيتَ كِفايَتي وَأَمانَتي / وَصيانَتي عرضي وَحُسن قِيامي
فيما نُدِبتُ لَهُ وَحسن سِياسَتي / كنتَ المُخَيَّرُ أَنتَ في اِستِخدامي
أَولا فجد لي بِاليَسير فَإِنَّني / أَرضى بِما تولي مِنَ الإِكرامِ
وَعلمتُ أَنَّ الأَرض يَصغر قدرها / وَجَميعُ ما تَحوي مِنَ الأَنعامِ
إِنَّ قستها كرماً وَضِعفاً ضِعفُها / ما قَلَّ ما تَحوي مِنَ الأَنعامِ
جُد لي بِما يبلى أَجد لَكَ بِالَّذي / يَبقى لجدَّته عَلى الأَعوامِ
واسلم وَعش ما لاح نجم في العُلى / وَدعا الحمام بأيكِهِ لِحَمامِ
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها / فَيَقضي بأهداءِ السَلامِ ذمامُها
وَقَفتُ بِها أَبكي وَتَرزُمُ ناقَتي / وَتصهل أَفراسي وَيَدعو حِمامُها
وَلَو بكتِ الوَرَقُ الحَمائِم شَجوها / بَعَيني مَحا أَطواقهُنَّ انسِجامُها
وَفي كَبدي استغفر اللَهَ غلة / إِلى بَردٍ يَثنى عليه لِثامُها
وَبَردٌ رُضاب سَلسَل غير أَنَّهُ / إِذا شربته النَفس زادَ هِيامُها
فَيا عَجَباً مِن غُلَةٍ كُلَّما اِرتَوَت / مِنَ السَلسَبيلِ العذب زادَ اِضطِرامُها
كَأَنَّ بُعَيدَ النَومِ في رَشَفاتِها / سُلافٌ رَحيق رقَّ مِنها مُدامُها
وَيَعبق رَيّاها وَأَنفاسها مَعاً / كَنافِحجَةٍ قَد فُضَّ عَنها خِتامُها
وَلَم أَنسَها يَومَ التَقى درُّ دَمعها / وَدُرُّ الثَنايا فَذُّها وَتؤامُها
وَقَد بَسِمت عَن ثَغرِها فَكأَنَّهُ / قَلائِدُ دُرِّ في العَقيقِ اِنتظامُها
وَقَد نَثَرَت دُرُّ الكَلامِ بَعتبِها / وَلَذَّ بِسَمعي عتبُها وَملامُها
فَلَم أَدرِ أَي الدُرِّ أَنفَسُ قيمَةً / أَأَدمُعُها أَم ثَغرُها أَم كَلامُها
وَقَد سَفَرَت عَن وَجهِها فَكأَنَّهُ / تَحسَّرَ عن شَمسِ النَهارِ جَهامُها
وَمِن حَيثُ ما دارَت بِطَلعَتِها تَرى / لإِشراقِها في الحُسنِ نور أَمامها
فَأَلقَت عَصاها في رياضٍ كَأَنَّها / تَشُقُّ عَن المِسكِ الفَتيق كمامُها
وَضاحَكها نور الأَقاحي فَراقَني / تَبسُّمه رَأدَ الضُحى واِبتِسامُها
نظرت وَلي عَينانِ عَينٌ ترقرقت / فَفاضَت وَأُخرى حار فيها جِمامُها
فَلَم أَرَ عَيناً غير سُقمِ جُفونِها / وَصِحَّة أَجفان الحِسانِ سِقامُها
خَليليَّ هَل يأَتي مَع الطَيفِ نَحوها / سَلامي كَما يأَتي إِليَّ سَلامُها
أَلَمَّت بِنا في لَيلَةٍ مُكفَهَّرَةٍ / فَما سفُرت حَتّى تَجلّى ظَلامُها
أَتَت موهناً وَاللَيل أَسوَد فاحِمِ / طَويلٍ حَكاه فَرعُها وَقَوامُها
فَأَبصر مِنّي الطَيف نَفساً أَبيَّةً / تَيقُّظُها من عِفَّةٍ وَمَنامُها
إِذا كانَ حَظّي أَينَ حَلَّ خَيالُها / فَسَيّانَ عِندي نَأيُها وَمُقامُها
وَهَل نافِعي أَن تَجمع الدارَ بَينَنا / بِكُلِّ مَكانٍ وَهيَ صَعبٌ مَرامُها
أَسيِّدَتي رِفقاً بِمُهجَة عاشِقٍ / يُعذِّبها بِالبُعدِ مِنكِ غَرامُها
لَكِ الخَيرُ جودي بِالجَمالِ فَإِنَّهُ / سَحابَة صَيفٍ لا يُرجّى دَوامُها
وَما الحُسنُ إِلّا دَولَة فاِصنَعي بِها / يَداً قَبلَ أَن تَمضي وَيغبر ذامُها
أَرى النَفسَ تَستَحلي الهَوى وَهوَ حَتفُها / بِعَيشِكِ هَل يَحلو لِنَفسِ حِمامُها
وَعيسٍ أَذابَت نِيَّتي جَلَّ نِيُّها / فَرحليَ من بعد السَنامِ سَنامُها
تَصارع في البَيداء خُوصاً كَأَنَّها / قِسيّ وَلَكِنَّ الرِجال سِهامُها
وَلوَ حُزِمَت من ضُمرها بِحُذامِها / لَجالَت عَلى أَوساطِهِنَّ حُذامُها
جَنَبنا إِلَيها كُلَّ عُوَجٍ كَأَنَّما / يُناطُ عَلى أَعلى الرِماحِ لِجامُها
كَأَنّي في البَيداء بيت قَصيدَةٍ / تُناشِدُني غيطانُها وَأَكامُها
إِلى أَن لثمنا كفَّ حَسّان إِنَّها / أَمانٌ من الفَقرِ المضِرِّ التِثامها
فَلَمّا اِستَلَمنا راحَةَ ابنِ مُفرِّجٍ / تدفَّق بِالجودِ الصَريحِ غِمامُها
هوَ المَلِكُ يُبلي بُسَطهُ قَبلَ وَقتِها / سُجودُ مُلوكٍ فَوقها وَقيامُها
فَإِن قَبَّلت مِنهُ رِكاباً وَراحَةً / فَقَد فازَ بِالحَظِّ الجَزيل سِهامُها
إِذا عايَنتَهُ مِن بَعيدٍ تَرَجَّ / فَإِن هيَ لَم تَفعَل تَرَجَّل هامُها
تَصادم تيجان المُلوك بِبابِهِ / وَيكثر في يَوم السَلام ازدِحامُها
نَمَتهُ إِلى أَعلى المَراتِبِ عُصبَة / يُسَوَّدُ مِن قبل البُلوغِ غُلامُها
هيَ الأُسدُ إِلّا أَنَّها تبذل القِرى / لِطارِقِها والأُسدُ يَحمى طَعامُها
إِذا ما استَهَلَّ الطِفل منهم تَهلَّلَت / وجوه المَعالي وَاِستَهَلَّ رُكامُها
هُمُ يَمزِجون الدَرَّ لِلطِّفلِ بِالعُلى / وَيَنشأ عَلَيها لَحمُها وَعِظامُها
وَإِن فَطموا أَطفالهم بعد بُرهةٍ / فَعَن دَرِّها لا عَن عُلاها فِطامُها
جِلادٌ عَلى حر الجِلادِ إِذا اِرتَمَت / كِلامُ الأَعادي بِالدِما وَكِلامُها
غَلائلها أَدراعها وَسَماعُها / صَليلُ المَواضي وَالدِماء مُدامُها
تَظَلُّ المَنايا حَيثُ ظَلَّت سُيوفُها / وَتُمسي العَطايا حيثُ أَمسَت خِيامُها
فَما السَعدُ كل السَعيدِ إِلّا عَطاؤُها / وَما النَحسُ كُلُّ النَحسِ إِلّا اِنتِقامُها
وَأَكثر ما فيها مِنَ العَيبِ أَنَّها / تُروِّع بِالضَيفِ المَنيخ سوامُها
أَلا إِنَّ طَيّاً لِلمَكارِمِ كَعبَةً / وَحسان مِنها رُكنُها وَمُقامُها
بِناصِر دينِ اللَهِ أُيِّدَ نَصرُها / وَجارٍ عَلى كُلِّ المُلوكِ اِحتِكامُها
بَعيدٌ مَداهُ لَيسَ تأَلَفُ كَفَّهُ / مِنَ المكرُماتِ الغُرّ إِلّا حُسامُها
وَلَو أَنَّ للأَنواء جود يَمينِهِ / لَجادَت بِآمال النُفوسِ رُهامُها
وَلَو أَنَّ لِلأَقمارِ ضوء جَبينِهِ / لما زالَ عَنها نورها وَتَمامُها
وَلَيسَ بِمَشغولِ البَنانِ عَن النَدى / إِذا شغلَ الكَفّ اليَمين حُسامُها
سَجيَّة نَفسٍ لِلمَكارِمِ جَمعُها / وَشيمَة نَفسٍ لِلمَعالي اِهتمامُها
إِذا اِسوَدَّت الحَربُ اِستَضاءَتِ بِسَيفِهِ / كَذَلِكَ أَو يَنجابُ عنه قُتامُها
لدى فازَةٍ لِلنَّقعِ أَو تاد مِثلها / عِتاقُ المَذاكي وَالرِماح دُعامُها
تَظلُّ كُعوب الرُمح فيها رَواكِعاً / إِلى كُلِّ قَلبٍ وَالسِنانُ إِمامُها
تَضُجُّ القنا فيها ضَجيجاً كَأَنَّها / خُصوم وَلَكِن في النُفوس اِختِصامُها
تُحكَّم في قُصرى الضُلوعِ قِصارُها / وَيَمرُق في صُمِّ العِظامِ عِظامُها
فَمِن زَردٍ فَوقَ العَوالي كَأَنَّها / خَواتِم أَودى في البَنانِ التِحامُها
وَمن زَرَدٍ قَد طار أَنصافه كَما / تَطاير عَن أَعلى البنان قُلامُها
إِذا طلعت راياته لعداتِهِ / فَلَيسَ عَجيباً فِلُّها واِنهزامُها
لَقَد علقت قَحطان منك أَبا النَدى / بِعُروَةِ مَجدٍ لا يَخاف اِنفِصامُها
وَكانَت سُيوفاً دُثَّراً فَشحذتُها / فَطيَّر ماضيها الطِلى وَكَهامُها
فَإِن كابدَت جَدباً فَأَنتَ رَبيعُها / وَإِن باشَرَت حَرباً فَأَنتَ حُسامُها
بِذِكرِ الَّذي أَوليت كانَ اِفتِخارها / وَفَضل الَّذي أَعطيت كانَ كِرامُها
قَليلٌ لَكَ الأَرضونَ مُلكاً وَأَهلها / عَبيداً فَهل مُستَكثِرٌ لَكَ شامُها
فَسِر واِفتَحِ الدُنيا فَإِنَّ ملوكها / بِها وَبِهِم نَقصٌ وَأَنتَ تَمامُها
الا أَن أَوصاف الأَمير جَواهِر / وَإِنَّ مَديحي سلكها وَنِظامُها
وَقَد بَلَغت نَفسي إِلَيكَ فَإِن يَكُن / لَها في الغِنى حَظٌّ فَذا العامُ عامُها
بَعثنَ غداةَ تَقويضِ الخِيامِ
بَعثنَ غداةَ تَقويضِ الخِيامِ / مَنيَّة كُلَّ صَبٍ مُستَهامِ
وَمِلنَ إِلى الوَداعِ وكل جَفنٍ / يُفيضُ الدَمع كالقدح الجِمامِ
جَرَت عبراتُهُنَّ عَلى عَبير / كَما اِصطَفقَ الحُباب عي المُدامِ
ظِباءٌ صادَها قَنّاصُ بَينٍ / فَأَبدَلَها الهَوادِج بِالخِيامِ
أَراميهنَّ بِاللحظات خَلساً / فَترجع نَحوَ مَقتَلَتي سِهامي
برودٌ رِيقُهنَّ وَكَيف يَحمى / وَمَجراهُ عَلى برَدٍ تُؤَامِ
هَجَرتُ رِضابهنَّ لأَنَّ فيهِ / بُعَيدَ النَومِ أَوصاف المُدامِ
وَأقسمُ ما مُقتَّقةٌ شَمولٌ / ثَوَت في الدَن عاماً بَعدَ عامِ
إِذا ما شاربُ القوم اِحتَساها / أَحَسَّ لَها دَبيباً في العِظامِ
بِأَطَيبِ من مُجاجتهنَّ طَعماً / إِذا استيقظنَ من سِنَةِ المَنامِ
وَلَم أَرشَف لَهُنَّ جَنىً وَلكن / شَهدنَ بِذاك أَعواد البشامِ
إِذا شفَّت بَراقِعُهنَّ قُلنا / ضياء البدر من تحت الجِهامِ
سِقام جفونهنَّ سِقام قَلبي / وَهَل يَبرى السِقامُ مِنَ السِقامِ
وَإِنّي عند مَقدِرَتي وَوَجدي / بهنَّ مَع الشَبيبَة وَالغَرامِ
أَعَفُّ عَن الخَنا عند اِنتِباهي / وَأَحلُمُ عنه في حال المَنامِ
هَوىً لا عيب فيهِ وَلا أَثامِ / إِذا ما الحُبُّ أُفسِدَ بِالأَثامِ
وأقسم صادِقاً لَو هَمَّ قَلبي / بِفعلِ دَنيَّةٍ خَذلت عِظامي
وَأَظلمهنَّ إِن ناديتُ يَوماً / بِإِحداهِنَّ يا بَدرُ التَمامِ
كَما ظَلَمَ النَدى مَن قاسَ يَوماً / نَدى كَفَّ المفرِّج بِالغَمامِ
فَتىً جُبلت يَداهُ عَلى العَطايا / كَما جُبِلَ اللِسانِ عَلى الكَلامِ
نَزَلت بِهِ فَقرَّبني كَريمٌ / تقسَّمه العلى خَيرَ اِقتِسامِ
فَيُسراهُ لنَيلٍ أَو عنانٍ / وَيُمناهُ لِرُمحٍ أَو حُسامِ
وَطَوَّقني صَنائِع لَيسَ تَخفى / وَكَيفَ خَفاء أَطواق الحِمامِ
لَقَد أَحيا المَكارِمَ بَعدَ مَوتٍ / وَشادَ بِناءها بَعدَ اِنهِدامِ
وَيقسمُ ماله في كِلِّ وَفدٍ / كَلَحمِ البُدنِ في البلَدِ الحَرامِ
بِصَفحَةِ خَدِّهِ لِلبشرِ ماء / كَمِثلِ الماء في صَفح الحُسامِ
وَلَم أَرَ قَبلَهُ أَسَداً يُلاقي / ضُيوفاً بِالتَحيَّةِ والسَلامِ
يَزرَّ الدِرعَ منه عَلى هِزَبرٍ / أَبي شِبلٍ مَخالبه دَوامي
فَتىً لقيَ الوَغى قَبلَ اِثِّغارٍ / وَقادَ جُيوشها قَبلَ اِحتِلامِ
فَلَيسَ يَراع لِلغمَراتِ حَتّى / يراع الحوت في اللُجَجِ العِظامِ
يُغادِرُ قِرنَهُ وَالرُمحُ فيهِ / صَليباً بَينَ رُهبان قِيامِ
تكفِّنهُ البَواتِرُ في دِماء / وتدفنه الحَوافِرُ في القَتامِ
تَفيض دَم العِدى مِن كُلِّ دِرع / كَفَيضِ الخَمرِ مِن خَلَلِ الفَدامِ
وَتُسمِعُهم كَلام المَوت جَهراً / بِآذانٍ مِنَ الطَعنِ التُؤامِ
وَلَم يَكُ طَعنه أَذناً وَلَكِن / يَكون السَمعُ من قَرع الكَلامِ
وَيَهرتُ في الطِلى أَشداقُ عنسٍ / تُحلَّب بِالدِماء بدل اللَغامِ
لَهُ مِن نَفسِهِ أَبَداً مُنادٍ / يُناديهِ إِلى الرُتَبِ الجِسامِ
فَيَومُ الجودِ حَيَّ عَلى العَطايا / وَيَومُ الحَربِ حيَّ عَلى الزِحامِ
لَو أَنَّ المَجدَ يُدرِك بِالهُوَينا / لما فَضُلَ الكِرام عَلى اللِئامِ
تُجمِّل كل مملكة يَداهُ / وَإِن كانَت جَمالاً للأَنامِ
كَذاكَ الدُرّ أَحسَن ما تَراهُ / عَلى عُنُقِ الخَريدَةِ في النِظامِ
ونعمةُ غيرِهِ عارٌ عَلَيهِ / كَمِثلِ الخُلي لِلسَّيفِ الكِهامِ
رآهُ اللَهَ لِلعَلياءِ أَهلاً / فَأَعلاهُ عَلى قِمَمِ الكِرامِ
فَقابَلَ فَضلَ خالِقِهِ بِشُكرِ / وَإِنَّ الشُكرَ داعِيَة الدَوامِ
بَنوه لِجَيشِهِ أَبَداً إِمام / بِمَنزِلَةِ النُصولِ مِنَ السِهامِ
فَبورِكَ ولدُهُ أَبَداً سِهاماً / وَبورِكَ سَهمُ دين اللَهِ رامي
سِواءٌ فيهُمُ قَول المُنادي / هَلِمّوا لِلطِّعان أَو الطَعامِ
نَزَلتُم طَيِّباً حرماً وَكُنتُم / مَكانَ الرُكنِ منها وَالمَقامِ
أَتَتكَ رَسائِل السُلطانِ تَرضى / وَتقنع من هِباتِكَ بِالرَمامِ
أَتاكَ رَسولُ مَولانا نِزارٍ / بِخاتِمه المُعَظَّم في الأَنامِ
أَماناً مِن جَميعِ الناس طُرّاً / فَأَنعَم بِالأَمانِ وَبِالدَوامِ
وَأَلقاباً مُكرَّمَة حِساناً / وَحيّاً بِالتَحيَّةِ وَالسَلامِ
إِذا خافَ الإِمام سَطاكَ يَوماً / فَكَيفَ يَكونَ مَن دونَ الإِمامِ
وَمَن كانَ الإِلَهُ لَهُ مُعيناً / فَكَيفَ يَخاف ما دونَ الأَنامِ
إِلَيكَ جَعَلتُ صَدر المُهرِ سِلكاً / أَسدُّ بِهِ المَوامي بِالمَوامي
إِذا وَرَدَ القَرارَة بَعدَ أَينٍ / حَشا فاهُ عَلى فاس اللِجامِ
فَكَم مَلِكٍ أُغادِرُ عَن يَميني / وَعَن يُسرايَ إِذ كُنتُم أَمامي
وَلَستُ بِذي عَمىً عَن رزق سُوءٍ / أُغادِرُهُ وَلَكِن عَن تَعامي
إِذا قَنِعَ الهِزَبرُ بقوت كَلبٍ / فَلَيسَ الفَرقُ إِلّا في الأَسامي
رَضَعتَ الجودَ قَبلَ الدَر طِفلاً / وَما لِرَضاع جودِكَ مِن فِطامِ
فَجودُ سواك رَمَيةُ غَير رامٍ / وَجودك رَمية من كَفِّ رامِ
فَعِش واسلَم قَريرَ العَينَ تَعلو / وَتبلغ زا تُؤمِّل مِن مَرامِ
سَعيد الجَدِّ ما زَهرت نُجوم / وَقَدَّ الصُبح جِلبابَ الظَلامِ
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ / فَلَمّا اِستَقَلوا حَلَّ عقد ذِمامِهِ
غَدوا بِلالٍ مِن هلال ابنِ عامِرٍ / مَرامُ هِلال الأُفُقِ دونَ مَرامِهِ
تَرَدَّدَ فيهِ الحُسن من عَن يَمينه / وَيُسرتِهِ وَخَلفِهِ وَأَمامِهِ
جلت لَكَ وَجهاً من بَراقعه كَما / جَلا الوَردَ أَنفاسُ الصَبا مِن كَمامِهِ
يَشُفُّ سَناهُ مِن وَراءِ سُتورِهِ / كَما شَفَّ ضَوء البَدرِ تَحتَ جَهامِهِ
وَما زَوَّدَت نيلاً بلى إِنَّ جفنها / أَعار فُؤادي شُعبة مِن سِقامِهِ
فَظَلَّت مَتى تَنزح من العين عَبرةً / تَجُمُّ بِملءِ العَينِ أَو بِجامِهِ
هيَ البَدرُ لَولا كلفةً في أَديمه / هيَ الظَبي لَولا دقَّة في عِظامِهِ
هيَ البَدرُ لكن تستسرُّ زَمانها / وَهَل يَستَسرُّ البَدرُ عِندَ تَمامِهِ
لَقَد صَدع البين المشتَّتُ شملَنا / كَصدع الصَفا لا مَطمَعٌ في التِئامِهِ
فَإِن يك شَخصي بِالثُغور فَمُهجَتي / بِنَجدٍ سَقاهُ المزنُ صوب غِمامِهِ
فَهَل تَرَينَ عَينايَ بيض دخورِهِ / مُجاورةً بِالدَوِّ بيض نَعامِهِ
فأَشتمُّ من حُوذانِهِ وَعَرارِهِ / وَحُنوَتِهِ وَشيحه وَبشامِهِ
وَإِنّي لَنِعمَ المَرءُ خامَره الهَوى / فَما خامَرَ الفَحشاء حوبَ لِثامِهِ
إِذا ما أَرادَ الطَيفُ في النَوم لثمه / غَطا فمه عَنه بِثنيِ لِثامِهِ
فَكَيفَ يُرَجّى منه حال اِنتباهِهِ / صِبوٌ وَهَذا فعله في مَنامِهِ
إِذا ما دَعا لِلهَجرِ خِلٌّ فَلبّه / إِلَيهِ وَلوَ كانَ الرَدى في ضِرامِهِ
وَلَم أَلتَمِس بِالعَتبِ إِصلاحَ قَلبه / وَهَل يُشتَرى قَلب امرىءٍ بِخِصامِهِ
يَضُرُّ مَقام الأَكرَمَينَ بِهِم كَما / يَضُرُّ بِماء المزن طول مُقامِهِ
فَلا تعتقن مِن محمل السَيف عاتِقاً / وَلا فرساً من سَرجِهِ وَلِجامِهِ
فَموت الفَتى في العِزِّ مثل حَياتِهِ / وَعيشته في الذُلِّ مِثلَ حِمامِهِ
وَمَن فاتَهُ نَيلُ العُلى بِعُلومِهِ / وَأَقلامِهِ فَلَيبغِها بِحُسامِهِ
صَريرُ شَبا الأَقلام عِندَ كَلامِها / فِداء صَليلِ السَيفِ عِندَ كَلامِهِ
وَرأيكَ في الرُمحِ المقوَّم إِنَّما / قَوم العُلى مستودع في قَوامِهِ
وَجُردٍ جَعَلنا أَمَداً أَمَداً لَها / بِبَيداء يَوم المَرء فيها كَعامِهِ
يَلوكُ بَهيم الخَيل فيها لِجامه / إِلى أَن تَراهُ أَرثماً بِلغامِهِ
يَذرن جِمام الماءِ مِن كُلِّ مَنهَلٍ / ليكرعن من شُربِ العُلى في جمامِهِ
وَما عَدِمَت في الدَهر خَيلي أَكارِماً / وَلَكِنَّها تَبغي كَريمَ كِرامِهِ
أَبا طاهِرٍ مُحيي النَدى بَعدَ مَوتِهِ / نداه وَباني المَجد بعد اِنهِدامِهِ
كَريم المحيّا يألَف الجودُ كَفّه / كَما يألَف الآجال صَدر حُسامِهِ
تَظَلُّ المَنايا تَقتَدي بِسِنانِهِ / كَما يَقتَدي كل امرىءٍ بإِمامِهِ
أَلائمه في الجودِ لا تَعذُلَنَّه / فَطَبعُ الفَتى أَولى بِهِ مِن مَلامِهِ
رُوَيداً فَإن الجود مِثلَ رَضاعِهِ / لَدَيهِ وَترك الجودِ مثل فِطامِهِ
هوَ البَحرُ لا تَطلب بِعذلِكَ رَدّه / ومن ذا يَرُدُّ البحر عند التِطامِهِ
هَنيُّ النَدى يَفتضُّ ختم نَواله / وَوجهك نضر ماؤُهُ بِخِتامِهِ
غَدا سَعيهُ وَاللَهُ يَشكره لَهُ / سَناماً لهَذا المَجد فَوقَ سَنامِهِ
فَلَو مَلَكَ الآفاق دَع عَنكَ آمداً / غُلامٌ لَهُ ما اِستُكثِرَت لِغُلامِهِ
وَلَم يَنَلِ العَلياء بِالجَدِّ وَحدَهُ / وَلَكِن بعالي جِدِّهِ وَاِعتِزامِهِ
وطعن كأَنَّ الجَيش في الرَوع جَوهر / وَرمح عبيد اللَهِ سلك نظامِهِ
وَضرب يَظل السَيف في الهامِ خاطِباً / بِهِ وَصَليلُ السَيفِ مِثلُ كَلامِهِ
تَمُجُّ دروع القَوم منهم دِماءَهم / كَما مَجَّ فيض الخمر نسج فَدامِهِ
يَطول بِكَفَّيهِ القَصير من القَنا / وَيفري بِيمناه غرار كُهامِهِ
كَما أَنَّ ظُفرَ اللَيث يَفري بِكَفِّهِ / وَيَنبو بِكَفّي غيره عَن مَرامِهِ
وَقور فَما أَن يقلق الخَطب حَزمه / وَلا جِسمُهُ في السَرج فَقَد حِزامِهِ
تخال عَلى الجَرداء بَعضُ عِظامِها / فروسيَّة أَو تلك بعض عِظامِهِ
كَريمٌ يَسوس الحاسِدينَ بِعَفوه / فَإِن كفروه ساسَهم باِنتِقامِهِ
فَلا يغرر الأَعداء منه اِبتِسامَة / فَإِن قطوب السَيف عند اِبتِسامِهِ
إِذا ما رَماهُ المَرءُ عَن قَوسِ بُغضِهِ / أَصَبنَ المَنايا قَلبَهُ بِسِهامِهِ
وَكَم غادِرٍ قَد شَبَّ نارَ عَداوَةٍ / لَهُ فدحاه كَيدَهُ في ضِرامِهِ
فَصفحاً فَما زالَ الزَمان كَما تَرى / أَكارِمه مَرميَّة بِلئامِهِ
واِصلح بِبعض القَومِ بَعضاً فَإِنَّهُ / يُداوي بلحم الصِل شر سِمامِهِ
لكل امرىءٍ منهم دواء فَدَاوِهِ / بِذاكَ وَقِد كل امرىءٍ بِزِمامِهِ
رَعاكَ الَّذي اِستَرعاك أَمر عِبادِهِ / وَحيّاك مَن أَحياكَ غَوث أَنامِهِ
وَدم يدم المَعروف في الناس إِنَّما / دَوامك هَذا عِلَّة لِدَوامِهِ
نَفسي الفِداء لِلَحظِها من رامِ
نَفسي الفِداء لِلَحظِها من رامِ / وَلطَرفِها من أَنصُلٍ وَسِهامِ
وَلِثَغرِها من ضَوءِ بَرقٍ لامِعٍ / لَو أَتبعته لَنا بِصَوب غَمامِ
قالوا تأسَّ بِجَفنِها في سُقمِهِ / شَتّان بَينَ سِقامه وَسِقامي
سقم الجُفونِ وَإِن تَزايَد صِحَّة / أَبَداً وَسُقمي كل يَوم نامي
جُرحَ العُيون النُجل جرح كاتِم / لِدمائهِ أَشوى الجِراح الدامي
لَو لَم يَكُن هَذا الهَوى سِحراً لما / صادَ الليوثَ الغُلبَ بِالآرامِ
تَبَّعتهم يَومَ الرَحيل بِمُهجَتي / تبع الفَلاء الخَيل بَعدَ فِطامِ
وَأَقَمت بَعدَ وَلِلزَّمان عَجائِب / منها ترحُّل مُهجَتي وَمُقامي
رَحَلوا بمثل البَدر إِلّا أَنَّهُ / عند المَحاقِ يَكون بدر تَمامِ
وَجَلونَ من خَلَلِ البَراقِعِ أَوجُهاً / كالوَردِ بَينَ أَكنَّة الأَكمامِ
كل الأُمور إِذا تَقادَم ناقِص / أَبَداً وَوِدّي كل يَوم نامي
وَأَرى خَيال العامِريَّة أَنَّهُ / وآفٍ إِذا غَدَرَت بِعَقد ذِمامِ
وَآفى إِليَّ الشَوق يَحدو غيره / حَتّى تَلاهُ وَأَهله بِالشامِ
فَلَثَمنَني فَجَعَلتُ ثَمَّ تَحرُّجاً / بَيني وَبَينَ اللَثمِ ثَنيَ لِثامي
وَهَجَرتُ رَشفَ رِضابهنَّ لأَنَّهُ / خَمرٌ وَلَستُ بِراشف لِمُدامِ
وَهَبُوهُ غَيرَ الخَمرِ لَستُ بِذائِقٍ / مَع تَركِهِ الشُبَهات شبه حَرامِ
عَفُّ الظَواهِرِ وَالضَمائِر لَم أَزَل / مُتَنَزِّهاً في يَقظتي وَمَنامي
نهوى الظِباء وَلا نَصيد تَقيَّة / نَدَع الظِباء لِقانِصٍ أَو رامِ
دَع عَنكَ ذكر العامِريَّة إِنَّهُ / وَأَبيك مَغناطيس كل غَرامِ
أَما فَضائلها عَلى أَترابِها / فَكَفضلِ حَيدَرَةٍ عَلى الحُكّامِ
خَيرُ القُضاةِ عَلى القَضاء اِختاره / بَعدَ اختيار منه خَير إِمامِ
فَقَضى بِحُكمِ الجور في أَموالِهِ / وَقَضى بِحُكم اللَهِ في الأَيتامِ
أَلفَ اِمتِثال العَدلَ في أَحكامِهِ / حَتّى بِتَقسيم الطُلى وَالهامِ
تَتَيَقَّنُ الأَموال حينَ تَحُلُّ في / كفَّيه أَن لَيسَت بِدارِ مُقامِ
وَإِذا أَتى مال خَزائنه بَدا / بوداعه الخَزّان قَبلَ سَلامِ
خرق يعد صِلاته كَصَلاته / فَرضاً يؤديه أَداء تَمامِ
طَلقَ الجَبين مَع اليَمين مُوقَّر / في الحالَتَينِ النَقض وَالإِبرامِ
وَمُهَذَّب الأَقوالِ وَالأَفعال / وَالأَخوالِ وَالآباء وَالأَعمامِ
وَمَعين ماء الجودِ يَشرَبُ وَفده / فيهِ وَيَصدُر وَهوَ بَحر طامي
وَتَرى بوجه أَبي الحُسَين بشاشة / مثل الفِرندِ بِصَفح كل حُسامِ
وَيَلوحُ منه عَلى أَسرَّة وَجهِهِ / نور الهُدى وَسَكينَة الإِسلامِ
بَحر الفَصاحَةِ وَالسَماحَةِ وَالنُهى / وَالبأس وَالآلاء وَالأَنعامِ
يَخفي النَوال إِذا أَتاهُ تَظَرُّفاً / حَتّى كَأَنَّ الجود فعل أَثامِ
تَدنو سِهام الوَصفِ دونَ عُلائِهِ / أَوَهل يصيب الشَمس سَهم الرامي
أَعدى نَدى كفَّيه صور وَأَهلها / وَالبَدرُ يَقلِبُ طبع كُلِّ ظَلامِ
وَلَو أَنَّ صوراً جنة ما اِستكثرَت / وَأَبيك مِن غِلمانِهِ لِغُلامِ
يَعفو فَيَفعل حلمه بِعَدوِّهِ / ما تَفعَل الأَسياف بِالأَجسامِ
وَالحلم في بَعض المَواطن نقمة / تَسطو بِها أَبَداً عَلى الأَقوامِ
وَاللَيثُ أَعبَس ما بَدا وَجهاً إِذا / أَبصَرته في صورَة البسّامِ
وَإِذا تنمَّر مُغضِباً فاِنظر إِلى / جَيش عَلى ظهر الحِصانِ لهامِ
جَيش لَهُ ظهر الحِصان مُعَسكر / ذو يَمَنَتينِ وساقه وَأَمامِ
وَكأَنَّما جَمَع الأَعادي جَوهَر / وَسِنانِهِ في الجَمعِ سِلك نِظامِ
لَبِق الأَنامِلِ بِالرِماحِ وَطالَما / أَغنى عَن الأَرماحِ بِالأَقلامِ
ما قَطَّ قَطُّ إِلى العدى قَلماً له / إِلّا وَنابَ بِهِ عَن الصِمصامِ
قَلم يُقلم ظُفرَ كُلِّ ملمَّةٍ / وَيكفُّ كَفَّ نَوائِب الأَيّامِ
وَتَرى بِحافَتِهِ المَنايا وَالمُنى / وَمقاتِل الأَعداءِ وَالإِعدامِ
من آل حيدرة الَّذينَ شعارهم / فيض النَدى الهامي وَضرب الهامِ
قَهَروا بِحار الأَرض أَجمَع بِالنَدى / وَجِبالِها بِرجاحَةِ الأَحلامِ
يَتَسنَّمون مِنَ المَعالي مُرتَقىً / عَنه تَزِل مَواطىءَ الأَقدامِ
يَتَتابَعونَ إِلى العُلاء تَتابُعاً / كَتَتابُعِ الأَقدامِ في الإِقدامِ
يَقعونَ من هَذا الزَمان وَأَهله / كَمواقِعِ الأَعيادِ في الأَيّامِ
أَلفَيتَ مِنهُم في طَرابُلُسٍ نَدىً / ترك الكِرام لَديَّ غَيرَ كِرامِ
القَومَ جِسم أَنتَ روحهم وَهُم / في الناس كالأَرواحِ بِالأَجسامِ
لا زِلتَ في نِعَمٍ يُخلَّد ملكها / كَرمُ الإِلَهِ القادِرِ العَلّامِ
ذُكِرَ الحِمى فَبَكى لسجع حَمامِهِ
ذُكِرَ الحِمى فَبَكى لسجع حَمامِهِ / وَغَدا غَريماً لِلنَّوى بِغَرامِهِ
يا مَنزِلاً ما كنت أَحسَبُ أَنَّني / أَحيا إِذا ما بِنتُ عَن آرامِهِ
مِنّي السَلام عَلى رباك تَحِيَّة / إِن كنت تَقنَع من جَوٍ بِسَلامِهِ
وَإِذا السَحابُ عَداكَ صوب غَمامِهِ / فَسَقاكَ دَمع العين صَوب سجامِهِ
مَغنىً غَنيتُ لضدى شُموسِ فِنائِهِ / وَنَعمتُ وَصلاً من بِدورِ خيامِهِ
مِن كُلِّ مَعلول اللِحاظ أَعَلَّني / وَجَداً وَعَلَّلَني بِكأسِ مُدامِهِ
لَم أَنسَهُ إِذ زارَني مُتَلِّثماً / كالغُصنِ في حَركاتِهِ وَقَوامِهِ
عانَقتُ غُصن البانِ تَحتَ وِشاحِهِ / وَلثمتُ بدر التَمِّ تَحتَ لِثامِهِ
وَجَعَلتُ أَرعي العَينَ روض جَمالِهِ / مُتَمَتِّعاً وَالسَمع دُرّ كَلامِهِ
هَذا وَدون إِزارِهِ لي عِفَّة / صَدَّت بِحَمدِ اللَهِ عَن آثامِهِ
نِعمٌ شكرت بِها الأَمير لأَنَّهُ / خلع العَفاف عَليَّ في إِنعامِهِ
لَبِسَ العَفافَةَ قَبلَ لُبسِ نِطاقِهِ / واِعتاد بَذلَ الجودِ قَبلَ فِطامِهِ
وَرأى بِعَيني رأيه ما خلفه / ذُهناً كَرأي العين من قُدّامِهِ
مَلأ القُلوبَ مَهابَة وَمَحَبَّة / منه فَباتَ النَجم دون مَرامِهِ
وَأَنالَ من بَذلِ النَدى في يَومِهِ / ما لَم يَنَلهُ حاتِم في عامِهِ
وَسَخا فَأَدرَكَ قاعِداً مِن مَجدِهِ / ما لَم يَنَله سِواهُ عند قِيامِهِ
ما باتَ يَنقُضه فَلَيسَ بِمُبرَمٍ / أَبَداً وَلا نقض عَلى إِبرامِهِ
طلق المُحَيّا للعفاة وَإِنَّما / يَلقى العبوس به عَلى لُوّامِهِ
تَتَقاصَرُ الأَفهام دونَ صِفاتِهِ / وَيُغضُّ عَنه الطَرفَ من إِعظامِهِ
يَقظان في كَسبِ العَلاء وَإِن يَنَم / فَكأَنَّهُ يَقظان عِندَ مَنامِهِ
وَإِذا بَدا بِالأَمرِ أَتعَبَ نَفسَهُ / وَرأى الهَوى يَهواهُ في إِتمامِهِ
يَلقى الوزارة وَهيَ دونَ مَحَلِّهِ / وَيَرى المخدّم وَهوَ من خُدّامِهِ
تَنبو الصَفائِح عَن صَحائِف كُتبِهِ / وَتقلّم الأَقلام من أَقلامِهِ
وَيَذُمُّ صَفوَ حَياتِهِ من لَم يَبِت / مِستَعصياً بِوَلائِهِ وَذِمامِهِ
كالغَيث في إِسجامه وَاللَيث في / إِقدامه وَالسَيف في إِخذامِهِ
عِزٌّ طَويل الباع لَم يضك خامِلاً / في جاهِليَّته وَلا إِسلامِهِ
إِن شاءَ عَدَّ العِزَّ من أَخوالِهِ / أَو شاء عدَّ العزَّ من أَعمامِهِ
قَوم إِذا ما المَجد أَصبَحَ قَسمَة / فَلَهُم أَعالي رأسه وَسَنامِهِ
مِن كُلِّ مَن يَسمو بأَرثِ سَريره / وَالتاج عَن كسراه أَو بُهرامِهِ
يَكبو زِناد الذَم عَن أَعراضِهِ / وَيُضيءُ طرز المَدح عَن أَكمامِهِ
نسب كمثل الصُبح عَمَّ ضِياؤُهُ / وَتَمَزَّقَت عَنه جُيوب ظَلامِهِ
خلط الشَجاعَة بِالنَدى فَالرِزق / وَالآجالُ بَينَ بَنانِهِ وَحُسامِهِ
فَضلٌ لَو أَنَّ الدَهرَ قَدَّمَ عَصرَهُ / لأَبانَ نَقصُ زياده وَهِشامِهِ
فاِسلم عَلى رَغم الحَسودِ وَلا تَزَل / لِلدَّهرِ رُكناً دائِماً بِدَوامِهِ
حَتّى يُسِرُّ بك الوَلي وَيَغتَدي / أَنف الحَسودِ به حَليف رُغامِهِ
قَسَماً بِوَصلِكَ إِنَّ بُعدَ مَرامِهِ
قَسَماً بِوَصلِكَ إِنَّ بُعدَ مَرامِهِ / أَغرى فُؤاد مُتَيَّمٍ بِغَرامِهِ
وَيَلومه فيكِ العَذول وَفي الهَوى / شُغل له عَن عذلِهِ وَمَلامِهِ
وَلربَّما هَجَرَ الصَبا واِقتاده / سِحرُ العُيونِ إِلى الصبا بِزمامِهِ
وَبِنَفسي الرَشأ الَّذي لحظاته / في القَلب أَسرَعَ من غرار حُسامِهِ
هَل يَشفين كَبِدي بِبَرد عِناقه / أَو يُظفِرنَ كَفّي بِحَلِّ لِثامِهِ
قَد كُنتُ آمل عَطفَهُ لَو لَم يَجِر / صَرف الفِراقِ عَليَّ في أَحكامِهِ
وَلَقَد مَلأتُ يَديَّ من عَفِّ الصِبا / وَعَفَفتُ عَن حُرُماتِِ وَآثامِهِ
نهنه فُؤادك عَن ملابَسَةِ الصِبا / وَأَرغَب بِنَفسك عَن تَحَمُّلِ ذامِهِ
أَو لَيسَ في قرب الوَزير جَميعُ ما / أَلهاكَ عَن يَوم الوِصالِ وَعامِهِ
قُل لِلوَزير ابن الفُراتِ وَلَم تَزَل / تَتَوَكَّفُ الآمال ضَوبَ غَمامِهِ
إِن صَدَّني عَنكَ الزَمان فَإِنَّهُ / صَدَّ امرىءٍ يَلقاكَ في أَحلامِهِ
إِن أَنأَ عنك فَرُبَّ ناءٍ حَسَّنت / عُقباه لِلمُشتاقِ قرب حِمامِهِ
أَو عذت بِالصَبرِ الجَميل فَإِنَّهُ / صَبر الجُفونِ عَن الكرى وَلِمامِهِ
فَبِأَيِّ وَجهٍ أَشنتكي الزَمَنَ الَّذي / أَيّام قربك كنَّ من أَيّامِهِ
وَجمال وجهك في النَديِّ فَإِنَّهُ / وَجهٌ حَكاه البَدرُ عند تَمامِهِ
وَوَحَقَّ وُدِّك فَهوَ أَبعَد غايَةٍ / يَجري إِلَيها البِرُّ في أَقسامِهِ
ما حالَ قَلبي عَن هَواك وَلا جَرى / حسن التَصَبُّرِ مِنك في أَوهامِهِ
إِنّي وَإِن عادَ الزَمان إِلى الَّذي / أَهواهُ بَعدَ جِماحِهِ وَعَرامِهِ
لا أَشكُر المَعروف إِلّا منك أَو / ما قَرَّبت كَفّاك بَعدَ مَرامِهِ
أَو حَيثُ ما يَجِبُ الثَناء بِغَير ما / أَولى الوَزير القرب مِن إِنعامِهِ
كَم قَد تَمَلَّكَني الزَمان فَعادَ لي / مُستَخدِماً إِذ صرت من خُدّامِهِ
وَإِلى الوَزير رَفعَتُ فيهِ ظُلامَة / عنوانها من عَبدِهِ وَغُلامِهِ
يا من إِذا بَدأ الجَميل جَرى إِلى / أَقصى مَدى الغاياتِ في اِستتمامِهِ
أَرغَب بِعَبدِك أَن يُدنس لفظهِ / بِشكاة صرف زَمانه وَخِصامِهِ
وَأَجره مِن أَيّامِهِ وَأَقلَهُ من / إِجرامه وَأَنِرهُ في إِظلامِهِ
يا من يُباري الغُرَّ من أَخواله / كرماً وَيَحكي الصيدَ مِن أَعمامِهِ
كَالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ وَالغَيث / في إِرهامِهِ وَاللَيث في إِقدامِهِ
ما المُرهفات البيض من أَسيافه / كالمُؤهفات السود مِن أَقلامِهِ
وَيَقول عند سَماع رائق لَفظِهِ / لا فَرق بَينَ لِسانِهِ وَحُسامِهِ
يا ابنَ الفُراتِ وَما الفُراتُ بِجَدوَلٍ / مِن بَحرك المورود فيض جَمامِهِ
اسمَع مَديحَ فَتىً لِبَرِّكَ شاكِرٍ / متبدِّهٍ في نَثرِهِ وَنِظامِهِ
واِسلمَ عَلى قُرب الحَوادِث ما دَعَت / وَتَجاوَبَت في الأَيكِ ورق حَمامِهِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ / بِنَوَعَينِ هَطّالٍ عَلَيها وَساجِمِ
أَبوا ضِنَّة بي أَن أَرى غَيرَ مُغرَمٍ / فَهَمّوا بِقَلبي أَن يُرى غَير هائِمِ
كَأَنَّهُم إِذا أَزمَعوا سَلَبوا الكرى / جُفوني فَما أَحظى بِلَذَّة نائِمِ
وَهَبتُ نَصيبي من سُلوّي لِعاذِلي / وَصارَمت حَبلي من حَبيب مَصارِمِ
وَصاحبت هَذا الحب طِفلاً وَيافِعاً / فَلَم أَرَ أَضنى مِن مُحبٍ مَكاتِمِ
وَما بُحتُ حَتّى اِستَنطَقَ الشَوق أَدمُعي / وَذَكَّرَني عَهدُ الحِمى المُتَقادِمِ
فَسرت أَشيم الجود في كُلِّ مَعدَنٍ / وَأَنتَقِدُ الناس اِنتِقادَ الدَراهِمِ
فَلَم أَرَ مِثلَ اليُمنِ رَب إِمارَةٍ / حُميد بن مَحمود حَليف المَكارِمِ
هوَ الجَبَل العالي الَّذي شُرُفاته / تَعَلّى عَلى أُسِّ النُجومِ النَواجِمِ
فَإِن قالَ قَوم إِنَّهُ مِثلَ حاتِم / فَفي كُلِّ عُضوٍ مِنهُ أَمثال حاتِمِ
فَيا طيئاً طَيَّ الأَمير وَمن غَدا / لَهُ شرف عالي الذُرى وَالدَعائِمِ
بَقيتَ لِيَومَيكَ اللَذينَ عُلاهُما / مصنَّفة في عُربها وَلأ اعاجِمِ
فَيَومُ وَغىً يَسطو بِقَسوَةٍ جابِرٍ / وَيَوم رضىً يَحنو بِعطفة راحِمِ
وَلَمّا رأى اللَهَ النَدى في عِبادِهِ / مَقاماً وَرُكن الجودِ لَيسَ بِقائِمِ
حَباكَ بِبَحرٍ من نَوالٍ إِذا طَما / ثَوى البَحرِ في تَيارِهِ المُتَلاطِمِ
لَئِن سَلَّمت طَييٌّ إِلَيك عنانها / فَأَصبَحت أَسنى ذَخرها لِلعَظائِمِ
وَعدَّل فيها عدَّة الدَولَة الَّذي / يُشارُ إِلَيهِ في كِتابِ المَلاحِمِ
فَما عدم التَوفيق عَن مُستَحَقِّهِ / وَلَيسَ الخَوافي في الوَرى كالقَوادِمِ
أَمِن خَيال هُداه الشَوق وَالحِلم
أَمِن خَيال هُداه الشَوق وَالحِلم / ظَلَّت دموعك فَوق الخَدِّ تَنسَجِمُ
وَظِلَت تَستَفهِم الأَطلال ما فعلت / وَكَيفَ يَفهَمُ شَخصٌ مالَهُ فَهِمُ
حاشاك حاشاك أَن تَبكي لِغانِيَةٍ / تَبكي عَلَيكَ قَليلاً ثُمَّ تَبتَسِمُ
ما يَجلِب الدَمع بَعدَ العُدمِ مَنفَعَة / عِندَ الفِراقِ وَلا ضُرٌّ وَلا سَقَمُ
ما كانَ يدنيه إِكثار يقَرِّبه / أَقصاه منك وَإِن أَدنيته عَدَمُ
قُل لِلَّذينَ مُرادي قَبلَ بينهم / فَسَلَّموني إِلى الأَوصابِ لا سَلِموا
وَلِلزَّمانِ الَّذي أَخنى عَلى جَلدي / كن كَيفَ شِئتَ فَلي جَدٌّ وَمُعتَصِمُ
أَعني أَبا حَسنٍ موسى الَّذي يَده / مأوى العفاة وَتبدي شكرها أُمَمُ
هَذا الوَزير الَّذي نُعماه قَد شهدت / لَهُ البَرايا ومنه البؤس وَالنِعَمُ
السَيد الكامِل الشَهم الأَديب وَمَن / يَزهو بِراحَتِهِ القُرطاسُ وَالقَلَمُ
يَدٌ تَقلِّم أَظفارَ الخُطوبِ لَهُ / رأي يكل لديه الصارِم الخَذِمُ
ذو عِزَّةٍ بِسَناها تَنجَلي الظُلم / وَراحَة بنداها يُطرَد العَدَمُ
ما حَلَّ مِن جُودِهِ عقد اللَهى كرماً / إِلّا وَأَضحى لَدَيهِ المَجدُ مُلتَطِمُ
وَلا بَكَت أَعيُن الأَموالِ مِن يَدِهِ / إِلّا وَثغر الأَماني منه مُبتَسِمُ
يا مَن إِذا ورد السُؤال ساحَته / رأت ما ملكت كَفّاه يُقتسَمُ
راجي يَديك أَتى مُستَفدياً وَبِهِ / مِمّا يُعانيه مِن أَيامِهِ أَلَمِ
فافكِكهُ مِن أَسر دَهرٍ هَدَّ جانبه / فَإِنَّهُ سَجايا نفسك الكَرَمُ
فاِستَغنِم الشُكر فيما قَد تَمَنُّ بِهِ / فَالشُكرُ أَفضَل ما تَحوي وَتَغتَنِمُ
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما / عَلى طَلَلٍ لَولا البلى لَتَكَلَّما
عهدت بِهِ رَوضاً أَريضاً تروده / عَذارى كغِزلان الصَريمة دُوَّما
فَأَصبَحَ قفراً لا أَنيسَ بِجَوِّهِ / كَذاكَ صُروف الدَهر بؤساً وَأَنعما
كَدأبك من أَسماء يَوم تَرَحَّلت / تريك خِلال السِجف كَفّاً وَمعصِما
بِوَجه نَقي اللون غير مُسَهَّم / تَلَفَّع بُرداً أَتحمياً مُسَهَّما
فَأَقسم لَو أَبصرت سنة وَجهها / صَبوت وَلَو كنت المَسيح بن مَريَما
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ / لِيَوم النَوى في القَلبِ منه كلومُ
فَإِن تَكُن الأَيّام فَرَّقن بَينَنا / فَمَن ذا الَّذي من ريبهنَّ سَليمُ
وَأَنشدت شِعراً قاله ذو صَبابَةٍ / كَئيبِ شَجَتهُ أَربُعٌ وَرُسومُ
سَقى بلداً كانَت سُلَيمى تَحُلُّهُ / من المُزنِ ما تَروي بِهِ وَتَشيمُ
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما / تَغَنّى بِأَفنانِ الأَراكِ حَمامُ
عَلَيكَ سَلام مِن أَخٍ لك ناصِحٍ / وَقلَّ لَهُ مِنّي عَلَيكَ سَلامُ
أَحب قرى نَجدٍ لأَنَكَ قاطِن / بهنَّ فَهَل حُبُّ الدِيار حَرامُ
يَسير إِلى أَرض السَتير عَلى النَوى / فُؤادي وَما نَحوَ المَسيرِ مُقامُ
سَلا أَحِبَّتَه من لَم يَذُق كَمَدا
سَلا أَحِبَّتَه من لَم يَذُق كَمَدا / يَومَ الفِراقِ وَلَو أَذرى الدُموعَ دَما
إِنّي أَسأتُ إِلى سَمعي بفرقتهم / أَنا ظَلمتُ ومن أَهواهُ ما ظَلما
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا / عَلى فَرَسٍ حَتّى اِستَراحَ كِلاهُما
قَريناهُما ثُمَّ اِنتَزَعنا قِراهُما / لِضَيفَينِ جاءا مِن بَعيدٍ سِواهُما