القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 10
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم / أَصابَ المَنَايا حادِثِي وقَدِيمي
هَوَى قَمَرا قَيْسِ بْن عَيْلانَ آنِفاً / وأَوْحَشَ مِن كَلْبٍ مَكَان زَعِيمِ
فَكَيْفَ لِقَائِي الحادِثَاتِ إِذا سَطَتْ / وقد فُلَّ سَيْفِي منهُمُ وعَزِيمِي
وكَيْفَ اهْتِدائي في الخُطُوبِ إِذا دَجَت / وقد فَقَدَتْ عَيْنَايَ ضَوْءَ نُجُومِي
مَضَى السَّلَفُ الوَضَّاحُ إِلا بَقِيّةً / كغُرّةِ مُسْوَدِّ القَمِيصِ بَهيمِ
رَمَيت بها الآفاقَ عَنِّى غَرِيبَةً / نَتِيجةَ خَفَّاقِ الضُّلُوعِ كَظِيمِ
لأُبْدِي إِلى أَهْلِ الحِجَا مِن بَواطِنِي / وأُدْلِي بعذْرٍ في ظَوَاهِرِ لُومِ
أَنا السيْف لم تَتْعَبْ به كَف ضارِبٍ / صَرومٌ إِذا صادَفْت كَفَّ صَرومِ
سَعَيْتُ بأَحْرَارِ الرِّجَالِ فخانَنِي / رِجَالٌ ولم أُنْجَدْ بجَدّ عَظِيمِ
وضيَّعَنِي الأَمْلاكُ بَدْءاً وعَوْدةً / فضِعْت بدارٍ منهُم وحَرِيمِ
فإِنْ رَكِبَتْ منِّي اللَّيَالِي هَضِيمةً / فقَبْلِيَ مَا كانَ اهْتِضَام تَمِيمِ
أَما وأَبِي الأَيَّام لَوْلا اعْتِدَاؤهَا / لَظَاهَرْت في ساداتِهَا بقُرومِ
وقَارَعْت مَن يَبْغِي قِرَاعِي منهم / بأَحْلامِ بَطْشٍ أَوْ بِطَيْش حلُومِ
أَحَلُّوا مَلامِي لا أَبَا لأَبِيهِم / وإِنِّي ورَبِّ المَجْدِ غَيْر مَلُومِ
فَلا تَعْذُلُونِي إِنْ وَلِهْت فإِنَّهَا / علاقةُ حَبْرٍ لا علاقةُ رِيمِ
أَبا عَبْدةٍ إِنَّا عَذَرْناك عِنْدَمَا / رَجَعْنَا وغَادَرْنَاك غَيْرَ ذَمِيمِ
أَنَخْذُل مَن كُنَّا نَرود بأَرْضِهِ / ونَكْرَع منه في إِناءِ علُومِ
ويَجْلُو العَمَى عنَّا بأَنْوارِ رأيهِ / إِذا أَظْلَمَت ظَلْمَاءُ ذات غُيومِ
كأَنَّكَ لم تُلْقِحْ برِيحٍ مِن الحِجَا / عَقَائِمَ أَوْكَارٍ بغَيْرِ عَقِيمِ
ولم نَعْتَمِدْ مَغْنَاكَ غَدْواً ولم نزَلْ / نَؤُمُّ لفَصْلِ الحُكْمِ دارَ حَكِيمِ
اقْرَ السَّلامَ على الأَصْحَابِ أَجْمَعهم
اقْرَ السَّلامَ على الأَصْحَابِ أَجْمَعهم / وخُصَّ عَمْراً بأَزْكَى نُورِ تَسْلِيمِ
وقُمْ له يا أَعزَّ النَّاسِ كُلِّهِمُ / شخْصاً عليّ وأَولاهُمْ بتَكْرِيمِ
اللَّهُ جارُكَ مِن ذِي مَنْعَةٍ ظَفِرَتْ / منه اللَّيالي بعِلْقٍ غَيْرِ مَذمومِ
ما كانَ حُبّكَ إِلا صَوْبَ غادِيَةٍ / طِيباً وحاشا لحُبِّي فيكَ مِن لُومِ
إِن شاءَ صَرْفُ الرَّدَى تَقْدِيم أَطْوعِنا / فقد رَضِيتُ حَمَاكَ اللَّهُ تَقْدِيمِي
وإِنْ أَحَبَّ الثَّرَى جِسْماً ليَأكُلَه / أَسْمَحْ بجِسْمِي له يَفْدِيكَ تَعْظِيمِي
عِشْنَا أَلِيفَيْنِ في بَرِّ الهَوى زَمَناً / حَتَّى رَقِي بِنَوانا طائِرُ الشُّومِ
فَشتَّتَتْ نُوَبُ الأَيّامِ أُلْفَتَنا / قَسْراً ولم يُغْنِهَا ظَنِّي وتَنْجِيمِي
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ / واللَّيْلُ أَدْهَمُ بالثُّرَيّا مُلْجَمُ
والشَّامُ خِطَّتُكُمْ ولَيْسَتْ نِسْبةً / إِلا كَمَا نُسِبَتْ إِلَيْهَا الأَنْجُمُ
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها / ضَمِيرٌ خَفِيُّ لا يُحَدِّدُهُ وهْمُ
مُلازِمةٍ للرَّوْضِ حتى كأَنَّما / لها كُلُّ ما تفْتَرُّ عنه الرُّبى طُعْمُ
تَمُجُّ بفِيها الشَّهْد صِرْفاً ويخْتَفِى / لمُشْتارِهِ ما بيْنَ أَحْشائِها سَهْمُ
مُنافِرةٍ للإِنْسِ تأنَسُ بالفَلا / مُفَرِّقةٍ للشَّهْدِ مِن بَعْضِها السُّمُّ
فإِدْناؤُها رُشْدٌ وَهَتْكُ حِجابها / إِذا احْتَجَبتْ في غَيْرِ أَيَّامِها ظُلْمُ
وقالتِ النَّفْسُ لمّا أَن خَلَوْتُ بها
وقالتِ النَّفْسُ لمّا أَن خَلَوْتُ بها / أَشْكُو إِلَيْها الهَوى خِلْواً من النِّعمِ
حَتَّام أَنْتَ على الضَّرَّاءِ مُضْطَجعٌ / مُعرِّسٌ في دِيارِ الظُّلْمِ والظُّلَمِ
وفي السُّرى لكَ لَوْ أَزْمعتَ مُرْتَحلاً / بُرْءٌ مِن الشّوْقِ أَوْ بُرْءٌ مِن العدمِ
ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ بفَضْلِ القَوْلِ تُنْهِضُني / فقُلْتُ إِني لأَسْتَحْيي بَني الحكَمِ
المُلْحِفِينَ رِداءَ الشَّمْسِ مَجدهُمُ / والمُنْعِلِينَ الثُّرَيَّا أَخْمص القَدمِ
أَلِمتُ بالحُبِّ حتى لَوْ دنا أَجلي / لَمَّا وجدْتُ لطعْمِ الموْتِ مِن أَلَمِ
وذادَني كَرمِي عَمَّن ولِهْتُ به / وَيْلي مِن الحُبِ أَو ويْلي مِن الكَرمِ
تَخَوَّنَتْني رجالٌ طالَما شَكَرتْ / عَهْدِي وأَثنَتْ بما راعيْتُ من ذِممِ
لَئِنْ وردْتُ سُهَيْلاً غِبَّ ثالِثةٍ / لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ مِن نَدمِ
هُناكَ لا تَبْتَغِي غَيْر السّناءِ يَدي / ولا تَخِفُّ إِلى غَيْرِ العُلا قَدمِي
حتَّى تَرانِي في أَدْنَى مَواكِبِهِمْ / على النَّعامِة شَلالاً مِن النِّعمِ
رَيَّانَ مِن زَفَراتِ الخَيْلِ أُورِدُها / أَمْواهَ نِيطة تَهْوِي فيه باللُّجُمِ
قُدّام أَرْوعَ مِن قَوْمٍ وجدتهُم / أَرْعى لحقِّ العُلا مِن سالِفِ الأُممِ
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ / بوجْهٍ يُجلِّي سَواد الظُّلَمْ
تَكَتَّم باللَّيْلِ في ظِلِّهِ / وهل يُمْكِنُ الصُّبْحُ أَن يُكتَتَمْ
أَتى يسْتَجِيرُ أَلِيفاً له / كما جاوب البانُ رطب العنَمْ
وقد رقَّ مَا وَرْدُ تلك الخُدُودِ / بما سال مِن مِسْك تِلْكَ اللِّمَمْ
وكانَ يُحمْحِمُ تَحْتَ العِذارِ / كحمْحمةِ الخَيْلِ تَحْتَ اللُّجمْ
فقُلْتُ مَنِ الزَّائِرِي والدُّجى / يَسُدُّ العُيُونَ بِثَوْبٍ أَحمّ
فقالَ أَبُو جَعْفَرٍ لائِمٌ / بما جِئْتَ مِن كَذِبٍ يُنْتَظَمْ
فأَيْقَنْتُ أَنَّ أَبا خالِدٍ / سَرى وخيالَ حَبِيبي أَلَمّ
فأَبْصرْتُ وجْهاً حكاهُ الهِلال / وثغراً حكى الدُّرّ لمّا ابْتَسمْ
وإِلا فَعفْوٌ يُقِيلُ العِثار / فذُو العرْشِ يَرْحمُ مَن قد رحِمْ
فقالَ بلِ العفُو ياسيّدِي / وقَبَّلَني مِن بَعِيدٍ وضَمّ
فبِتُّ على بردِ طِيبِ الرّضا / أُسرُّ بلَيْلِي وإِنْ لم أَنَمْ
وقُلْتُ ابْنَ زَيْدُونَ لا كُنْتَ لِي / بِخَالٍ ولا كُنْتَ لِي بابْن عَمّ
خَبيثٌ سَعى بَيْنَنا بالنَّمِيم / وقَطَّعَ خُلَّتنَا بالجلَمْ
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما / تُساوِرُ منها جانِبيَّ أَراقِمُ
أَدورُ فلا أَعْتامُ غيْر مُحارِبٍ / وأَسْعى فلا أَلْقَى امْرأً لِي يُسالِمُ
ويجْلِبُ لِي فَهْمِي ضُرُوباً مِن الأَذَى / وأَشقَى امْرِئٍ في قَرْيةِ الجهْلِ عالِمُ
وأَوْجعُ مَظْلُومٍ لقَلْبٍ وذِي حِجىً / فَتى عَربيٌّ تزدريهِ أَعاجِمُ
غَنِيتُمُ على ما تزعمُونَ عن الورى / لقد سَفِهَتْ تِلْكَ الحُلُومُ الزَّوَاعِمُ
وَهل يُقْدمُ البازِي على الطَّيْرِ في الضُّحى / إِذا زالَ عن ريشِ الجناحِ القَوادِمُ
سَلامٌ علَيْكُم لا تَحِيّةَ شاكِر / ولَكِنْ شَجى تَنْسدُّ منه الحلاقِمُ
وَما قُرِعتْ سِنِّي علَيْكُم نَدامةً / وأوشِكْ غَداً أَنْ يَقْرعَ السِّنَّ نادِمُ
علَيْكُم بدارِي فاهْدِمُوها دعائِماً / ففى الأَرْضِ بنَّاءُونَ لِي ودَعائِمُ
لئِن أَخْرجتْني عنكُم شرُّ عُصْبة / ففي الأَرْضِ إِخْوانٌ عليَّ أَكارِمُ
وإِنْ هَشَمَتْ حقِّي أُميّةُ عِنْدها / فَهاتا عَلى ظَهْرِ المحجَّةِ هاشِمُ
ولا غَرو مِن تَرْكِ القَلانِسِ جانِباً / إِذا عَرفَتْ حَقِّي هُناكَ العمائِمُ
ولمّا فَشا بِالدَّمْعِ مِنْ سِرِّ وجْدِنا / إِلى كاشحِينا ما القُلُوبُ كواتِمُ
أَمرْنا بإِمْساكِ الدُّمُوعِ جُفُونَنا / لِيْشجي بما تطوِي عَذُولٌ ولائِمُ
فظَلَّتْ دُمُوعُ العيْنِ حيْرى كأَنَّها / خِلالَ مآقِينا لآلٍ توائِمِ
أَبَى دَمْعُنا يَجْرِي مَخافةَ شامِتِ / فنَظَّمهُ بَيْنَ المحاجِرِ ناظِمُ
وراقَ الهَوى منَّا عُيُونٌ كَرِيمةٌ / تَبسَّمْنَ حتى ما تَرُوقُ المباسِمُ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ / فحلَبْنَ أَخْلافَ الغَمائِمْ
سَهِرَ الحيا برِياضِها / فأَسالَها والنَّوْرُ نائِمْ
حتَّى اغْتَدتْ زهَراتُها / كالغِيدِ باللُّججِ العوائِمْ
مِن ثَيِّباتٍ لم تُبلْ / كشْفَ الخُدُودِ ولا المَعاصِمْ
وَصِغارِ أبكارٍ شَكَت / خَجلاً فعاذَتْ بالكَمائِمْ
وَرْدٌ كَما خجِلَتْ خُدُو / دُ العِينِ مِن لَحظاتِ هائِمْ
وشَقِيقُ نُعْمانٍ شَكَتْ / صَفَحاتُه مِن لَطْمِ لاطِمْ
وغُصُونُ أَشْجارٍ حَكَتْ / رقْص المآثِمِ للمآثِمْ
حَييتْ بطُوفانِ الحيا / فتَضاحكَتْ والجوُّ واجِمْ
أَصْنافُ زَهْرٍ طُوِّقَتْ / دُرراً تذوب بكَفِّ ناظِمْ
مِن باسِمٍ باك إلَيْ / كَ نَد وباكٍ وهو باسِمْ
بَكَر الحِسانُ يرِدْنَها / مِن كُلِّ واضِحةِ الملاغِمْ
وضَحِكْنَ عُجْباً فالتَقَتْ / فيها المباسِمُ بالمباسِمْ
ضَحِكَتْ وأَوْمضَ بارِقٌ / فظَلِلْتُ للبرْقَيْنِ شائِمْ
وتَشَوَّفَتْ فتَطامنَتْ / أَجْيادُ أَظْبِيها الحوائِمْ
ورنَتْ فبادر نَرْجِسٌ / يشْكُو عَماهُ إِلى حَمائِمْ
طارَدْتهُنَّ بفِتْيةٍ / حُرْدٍ على حرْبِ المُسالِمْ
وكأَنَّني فِيهِمْ لَقِي / طٌ قاد مِن أَحْياءِ دارِمْ
وتَكاوستْ فيها الأَبا / رِقُ وهْي فاهِقةُ الحلاقِمْ
وكأَنَّها أَظْبٍ رَعَفْ / نَ فثُرْنَ دامِيَةَ الخَياشِمْ
وجَرى بها فلَكَ الصِّبا / باللَّهْوِ والقُضُب اللَّواثِمْ
وكأَنَّنا فيها العفا / رِتُ والكُؤوسُ مِن الرّواجِمْ
وَعلا بنا سُكْرٌ أَبى / إِلا الإِنابةَ لِلْمَحارِمْ
نَرْمِي قَلانِسنَا له / ونَجُرُّ مِن عَذَبِ العمائِمْ
وتَرنَّمتْ فيها القِيا / نُ لنا ورجَّعتِ البواغِمْ
قُمْنا نُصفِّقُ بالأَكُف / فِ لها ونَرْقُصُ بالجماجِمْ
وأَغَنَّ مِن سَدن المُلُو / كِ سَليلِ أَقْيالٍ خضارِمْ
يَشْكُو الرِّعاث تَنَعُّماً / ويضِجُّ مِن حمْلِ التَّمائِمْ
لا تَسْتَحِيهِ الرّاشِفا / تُ ولا تُبالِيهِ اللَّواثِمْ
يُجْنِينَهُ ثَمر النُّحُو / رِ ويعْتَلِينَ به المحازِمْ
مُتَجاهِلاتٍ أَنَّهُ / يَهْوى وهُنَّ به عَوالِمْ
لازَمْتُ باب مَحلِّهِ / والنُّجْحُ مِن قَنَصِ المُلازِمْ
حتى إِذا وثِقَتْ بنا / عُجُزُ الحواضِن والخَوادِمْ
أَيْقَنْتُ من أَخْذِي له / وتَلَوْتُ مِن سُورِ العزائِمْ
واقْتَدْتُهُ بشَكائِمِي / فانْقاد في تِلْكَ الشَّكائِمْ
فوردْتُ جَمَّاتِ المُنَى / وكَرُمْتُ عن لُؤمِ المآثِمْ
وأَغَرَّ قد لَبِس الدُّجى / بُرْداً فَرَاقَكَ وهْو فاحِمْ
يَحْكي بغُرَّتِهِ هِلا / لَ الفِطْرِ لاحَ لِعَيْنِ صائِمْ
فكأَنَّما خاضَ الصبا / حَ فجاءَ مُبْيضَّ القَوائِمْ
ويَسِيرُ في يَبَسِ الثَّرى / وكأَنَّهُ في البحْرِ عائِمْ
أَرمِي به بَقَر الحِمى / وَأَصُدُّ عن عُصُم العواصِمْ
وتجانبي فَتْقَ النُّفُو / سِ مِن المهارِيتِ الدَّلاقِمْ
حتى إِذا عَلَمُ الصَّبا / حِ أَشار مِن تِلْكَ المعالِمْ
وتَمايلَتْ أَيْدِي الثُّرَيْ / يَا وهي مُذْهَبةُ الخَواتِمْ
ورنَتْ ذُكاءُ بناظِرٍ / رمِدٍ مِن الأَقْذاءِ سالِمْ
طَلَعَ الصِّوارُ لحِينِهِ / وكأَنَّه الموْجُ المُراكِمْ
أَوْ عسْكَرٌ ركِبُوا الخُيُو / لَ الشُّهْبَ واحْتَقَرُوا الأَداهِمْ
فاشْتَدَّ سُبَّقنا له / يَكْشِرْنَ عن مِثْلِ اللَّهاذِمْ
وكأَنَّنا في رَمْيها / نَسْتَلُّ مِن بِيضِ الصّوارِمْ
فحمى أَواخِرَهُ أَغَرْ / رُ مُعاوِدٌ تِلْكَ الملاحِمْ
يَهْوِي برَوْقَى مِحْرَبٍ / طَبِنٍ بحَرْبِ الغُضْفِ حازِمْ
وكأَنَّما أَرْواقُها / مُسْوَدّةً أَقْلامُ عالِمْ
فَتَبَادَرَ الفِتْيَانُ مِن / جَنَبَاتِهِ أَشْهَى المَطَاعِمْ
شَيّاً ومُطَّبَخاً على / جَمْرٍ زَهَتْهُ الرِّيحُ جاحِمْ
وبَعِيدةِ الأَرْجَاءِ نا / زِحَةٍ على أَيْدي الرَّواسِم
لا تَدَّعِي جَوْباً لها / ذاتُ الخَوافِي والقَوادِمْ
مِنْ فِتْنَةٍ قد أُسْبِلَتْ / ظُلُماتُها بيَدِ المَظَالِمْ
عَمَهَتْ لها أَحْلامُنَا / وكأَنَّهَا أَضْغَاثُ حالِمْ
وتَضَاءَلَتْ أَجْرامُنا / فيها بمُوبِقةِ الجَرائِمْ
وتَحَوَّلَتْ فينا الذُّنا / بَى الرأْسَ وابْنُ المَجْدِ راغِمْ
وأَدارَ كُلُّ صَغِيرِ قَدْ / رِ المُنْتَهَى أَرْحى العَظَائِمْ
فكأَنَّنَا عُمْيٌ نُسا / قُ على العَمَى في ظِلِّ عاتِمْ
حتَّى انْتَضَى عَبْدُ العَزِي / زِ عَزِيمَةً مِن صَدْرِ عازِمْ
فَبَدَتْ لنا سُبُلُ الهُدَى / بنَوَاجِمٍ غَيْرِ الهَواجِمْ
ضَرَبَ الأَعاجِمَ سُودَها / بالسَّدِّ مِن بيضِ الأَعاجِمْ
فاسْتَجْفَلوا فكأَنَّمَا / ضَرَبَ الثَّعَالِبَ بِالضَّرَاغِمْ
أَبْنَاءُ مَلْكٍ حِمْيَرِي / يٍ قامَ بالغُرِّ القَمَاقِمْ
مِن عامِرٍ أَهْلِ المصَا / نِعِ وَالصَّنَائِعِ والكَرَائِمْ
الكُفْرُ عنهُم قاعِدٌ / قِدْماً ودِينُ اللَّه قائِمْ
حَكَمَ الزَّمَانُ بظُلْمِهِمْ / دَهْراً وصَرْفُ الدَّهْرِ ظالِمْ
فارْتَدَّ بَهْجةَ مُلْكِهِمْ / كَرُّ الخُبَعْثِنةِ الضُّبَارِمُ
واشْتَدَّ يَنْظِمُ حَزْمَهُمْ / شَيْحَانُ طَلاع المخارِمْ
ذكَرٌ على ذَكَرٍ يَصُو / لُ وصارِمٌ يَسْطُو بصارِمْ
إِيه هَيا عَبْدَ العَزِي / زِ وأَنْتَ رَجّامُ المَرَاجِمْ
قَمَرٌ تُضِيءُ له الخُطُو / بُ على دَآدِيها الفَواحِمْ
تَسْرِي الرِّياحُ بمَجْدِهِ / فنَسِيمُها بالغَوْرِ فاغِمْ
لم يَرْوَ مِن ماءِ الشَّبا / بِ وكُلُّ أَشْيَبَ عنه خائِمْ
رَعْياً لمُؤْتَمَنٍ رَعَى / فينَا الحَدايِثَ والقَدايِمْ
بَدَأَتْ أَوائِلُه وعا / دَ لكَشْفِ غاشِيَةِ الغَيَاهِمْ
لا تَتْرُكَنْ صرم الزمَا / نِ على ظُبَى تِلْكَ الصَّوارِمْ
وارْمِ الخُطُوبَ بمِثْلِهَا / عَزْماً فأَنْتَ لها مُسَاهِم
وإِلَيْكَها من نَاطِقٍ / يَدْعُوكَ إِذْ صَمَتَ البَهَائِمْ
ذَكَرتكُم مِن غَيرِ أَن تَنساكُم
ذَكَرتكُم مِن غَيرِ أَن تَنساكُم / نفسُ صَبّ مُعذبٍ بِهَواكُم
كُلَّما هبَّت الرِّياحُ لَه مِن / جانِب المغربين وَهناً بكاكُم
جَمع اللَّهُ بَيننا مِن قَريب / وَأرانيكم كَما أَهواكُم
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً / تصوبُ عَلَينا وَالغمامَ غموما
وكانَت سَماء اللَّهِ لا تمطر الحَصى / ليالي كُنا لا نطيشُ حلوما
فَلَما تَحَولنا عَفاريت جنةٍ / تحول شؤبوبُ الغَمام رجوما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025