المجموع : 10
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم / أَصابَ المَنَايا حادِثِي وقَدِيمي
هَوَى قَمَرا قَيْسِ بْن عَيْلانَ آنِفاً / وأَوْحَشَ مِن كَلْبٍ مَكَان زَعِيمِ
فَكَيْفَ لِقَائِي الحادِثَاتِ إِذا سَطَتْ / وقد فُلَّ سَيْفِي منهُمُ وعَزِيمِي
وكَيْفَ اهْتِدائي في الخُطُوبِ إِذا دَجَت / وقد فَقَدَتْ عَيْنَايَ ضَوْءَ نُجُومِي
مَضَى السَّلَفُ الوَضَّاحُ إِلا بَقِيّةً / كغُرّةِ مُسْوَدِّ القَمِيصِ بَهيمِ
رَمَيت بها الآفاقَ عَنِّى غَرِيبَةً / نَتِيجةَ خَفَّاقِ الضُّلُوعِ كَظِيمِ
لأُبْدِي إِلى أَهْلِ الحِجَا مِن بَواطِنِي / وأُدْلِي بعذْرٍ في ظَوَاهِرِ لُومِ
أَنا السيْف لم تَتْعَبْ به كَف ضارِبٍ / صَرومٌ إِذا صادَفْت كَفَّ صَرومِ
سَعَيْتُ بأَحْرَارِ الرِّجَالِ فخانَنِي / رِجَالٌ ولم أُنْجَدْ بجَدّ عَظِيمِ
وضيَّعَنِي الأَمْلاكُ بَدْءاً وعَوْدةً / فضِعْت بدارٍ منهُم وحَرِيمِ
فإِنْ رَكِبَتْ منِّي اللَّيَالِي هَضِيمةً / فقَبْلِيَ مَا كانَ اهْتِضَام تَمِيمِ
أَما وأَبِي الأَيَّام لَوْلا اعْتِدَاؤهَا / لَظَاهَرْت في ساداتِهَا بقُرومِ
وقَارَعْت مَن يَبْغِي قِرَاعِي منهم / بأَحْلامِ بَطْشٍ أَوْ بِطَيْش حلُومِ
أَحَلُّوا مَلامِي لا أَبَا لأَبِيهِم / وإِنِّي ورَبِّ المَجْدِ غَيْر مَلُومِ
فَلا تَعْذُلُونِي إِنْ وَلِهْت فإِنَّهَا / علاقةُ حَبْرٍ لا علاقةُ رِيمِ
أَبا عَبْدةٍ إِنَّا عَذَرْناك عِنْدَمَا / رَجَعْنَا وغَادَرْنَاك غَيْرَ ذَمِيمِ
أَنَخْذُل مَن كُنَّا نَرود بأَرْضِهِ / ونَكْرَع منه في إِناءِ علُومِ
ويَجْلُو العَمَى عنَّا بأَنْوارِ رأيهِ / إِذا أَظْلَمَت ظَلْمَاءُ ذات غُيومِ
كأَنَّكَ لم تُلْقِحْ برِيحٍ مِن الحِجَا / عَقَائِمَ أَوْكَارٍ بغَيْرِ عَقِيمِ
ولم نَعْتَمِدْ مَغْنَاكَ غَدْواً ولم نزَلْ / نَؤُمُّ لفَصْلِ الحُكْمِ دارَ حَكِيمِ
اقْرَ السَّلامَ على الأَصْحَابِ أَجْمَعهم
اقْرَ السَّلامَ على الأَصْحَابِ أَجْمَعهم / وخُصَّ عَمْراً بأَزْكَى نُورِ تَسْلِيمِ
وقُمْ له يا أَعزَّ النَّاسِ كُلِّهِمُ / شخْصاً عليّ وأَولاهُمْ بتَكْرِيمِ
اللَّهُ جارُكَ مِن ذِي مَنْعَةٍ ظَفِرَتْ / منه اللَّيالي بعِلْقٍ غَيْرِ مَذمومِ
ما كانَ حُبّكَ إِلا صَوْبَ غادِيَةٍ / طِيباً وحاشا لحُبِّي فيكَ مِن لُومِ
إِن شاءَ صَرْفُ الرَّدَى تَقْدِيم أَطْوعِنا / فقد رَضِيتُ حَمَاكَ اللَّهُ تَقْدِيمِي
وإِنْ أَحَبَّ الثَّرَى جِسْماً ليَأكُلَه / أَسْمَحْ بجِسْمِي له يَفْدِيكَ تَعْظِيمِي
عِشْنَا أَلِيفَيْنِ في بَرِّ الهَوى زَمَناً / حَتَّى رَقِي بِنَوانا طائِرُ الشُّومِ
فَشتَّتَتْ نُوَبُ الأَيّامِ أُلْفَتَنا / قَسْراً ولم يُغْنِهَا ظَنِّي وتَنْجِيمِي
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ
طَرَقَتْكَ بالدَّهْنا وصَحْبُكَ نُوَّمُ / واللَّيْلُ أَدْهَمُ بالثُّرَيّا مُلْجَمُ
والشَّامُ خِطَّتُكُمْ ولَيْسَتْ نِسْبةً / إِلا كَمَا نُسِبَتْ إِلَيْهَا الأَنْجُمُ
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها / ضَمِيرٌ خَفِيُّ لا يُحَدِّدُهُ وهْمُ
مُلازِمةٍ للرَّوْضِ حتى كأَنَّما / لها كُلُّ ما تفْتَرُّ عنه الرُّبى طُعْمُ
تَمُجُّ بفِيها الشَّهْد صِرْفاً ويخْتَفِى / لمُشْتارِهِ ما بيْنَ أَحْشائِها سَهْمُ
مُنافِرةٍ للإِنْسِ تأنَسُ بالفَلا / مُفَرِّقةٍ للشَّهْدِ مِن بَعْضِها السُّمُّ
فإِدْناؤُها رُشْدٌ وَهَتْكُ حِجابها / إِذا احْتَجَبتْ في غَيْرِ أَيَّامِها ظُلْمُ
وقالتِ النَّفْسُ لمّا أَن خَلَوْتُ بها
وقالتِ النَّفْسُ لمّا أَن خَلَوْتُ بها / أَشْكُو إِلَيْها الهَوى خِلْواً من النِّعمِ
حَتَّام أَنْتَ على الضَّرَّاءِ مُضْطَجعٌ / مُعرِّسٌ في دِيارِ الظُّلْمِ والظُّلَمِ
وفي السُّرى لكَ لَوْ أَزْمعتَ مُرْتَحلاً / بُرْءٌ مِن الشّوْقِ أَوْ بُرْءٌ مِن العدمِ
ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ بفَضْلِ القَوْلِ تُنْهِضُني / فقُلْتُ إِني لأَسْتَحْيي بَني الحكَمِ
المُلْحِفِينَ رِداءَ الشَّمْسِ مَجدهُمُ / والمُنْعِلِينَ الثُّرَيَّا أَخْمص القَدمِ
أَلِمتُ بالحُبِّ حتى لَوْ دنا أَجلي / لَمَّا وجدْتُ لطعْمِ الموْتِ مِن أَلَمِ
وذادَني كَرمِي عَمَّن ولِهْتُ به / وَيْلي مِن الحُبِ أَو ويْلي مِن الكَرمِ
تَخَوَّنَتْني رجالٌ طالَما شَكَرتْ / عَهْدِي وأَثنَتْ بما راعيْتُ من ذِممِ
لَئِنْ وردْتُ سُهَيْلاً غِبَّ ثالِثةٍ / لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ مِن نَدمِ
هُناكَ لا تَبْتَغِي غَيْر السّناءِ يَدي / ولا تَخِفُّ إِلى غَيْرِ العُلا قَدمِي
حتَّى تَرانِي في أَدْنَى مَواكِبِهِمْ / على النَّعامِة شَلالاً مِن النِّعمِ
رَيَّانَ مِن زَفَراتِ الخَيْلِ أُورِدُها / أَمْواهَ نِيطة تَهْوِي فيه باللُّجُمِ
قُدّام أَرْوعَ مِن قَوْمٍ وجدتهُم / أَرْعى لحقِّ العُلا مِن سالِفِ الأُممِ
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ
أَلا بأَبي زائِرِي في العتَمْ / بوجْهٍ يُجلِّي سَواد الظُّلَمْ
تَكَتَّم باللَّيْلِ في ظِلِّهِ / وهل يُمْكِنُ الصُّبْحُ أَن يُكتَتَمْ
أَتى يسْتَجِيرُ أَلِيفاً له / كما جاوب البانُ رطب العنَمْ
وقد رقَّ مَا وَرْدُ تلك الخُدُودِ / بما سال مِن مِسْك تِلْكَ اللِّمَمْ
وكانَ يُحمْحِمُ تَحْتَ العِذارِ / كحمْحمةِ الخَيْلِ تَحْتَ اللُّجمْ
فقُلْتُ مَنِ الزَّائِرِي والدُّجى / يَسُدُّ العُيُونَ بِثَوْبٍ أَحمّ
فقالَ أَبُو جَعْفَرٍ لائِمٌ / بما جِئْتَ مِن كَذِبٍ يُنْتَظَمْ
فأَيْقَنْتُ أَنَّ أَبا خالِدٍ / سَرى وخيالَ حَبِيبي أَلَمّ
فأَبْصرْتُ وجْهاً حكاهُ الهِلال / وثغراً حكى الدُّرّ لمّا ابْتَسمْ
وإِلا فَعفْوٌ يُقِيلُ العِثار / فذُو العرْشِ يَرْحمُ مَن قد رحِمْ
فقالَ بلِ العفُو ياسيّدِي / وقَبَّلَني مِن بَعِيدٍ وضَمّ
فبِتُّ على بردِ طِيبِ الرّضا / أُسرُّ بلَيْلِي وإِنْ لم أَنَمْ
وقُلْتُ ابْنَ زَيْدُونَ لا كُنْتَ لِي / بِخَالٍ ولا كُنْتَ لِي بابْن عَمّ
خَبيثٌ سَعى بَيْنَنا بالنَّمِيم / وقَطَّعَ خُلَّتنَا بالجلَمْ
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما / تُساوِرُ منها جانِبيَّ أَراقِمُ
أَدورُ فلا أَعْتامُ غيْر مُحارِبٍ / وأَسْعى فلا أَلْقَى امْرأً لِي يُسالِمُ
ويجْلِبُ لِي فَهْمِي ضُرُوباً مِن الأَذَى / وأَشقَى امْرِئٍ في قَرْيةِ الجهْلِ عالِمُ
وأَوْجعُ مَظْلُومٍ لقَلْبٍ وذِي حِجىً / فَتى عَربيٌّ تزدريهِ أَعاجِمُ
غَنِيتُمُ على ما تزعمُونَ عن الورى / لقد سَفِهَتْ تِلْكَ الحُلُومُ الزَّوَاعِمُ
وَهل يُقْدمُ البازِي على الطَّيْرِ في الضُّحى / إِذا زالَ عن ريشِ الجناحِ القَوادِمُ
سَلامٌ علَيْكُم لا تَحِيّةَ شاكِر / ولَكِنْ شَجى تَنْسدُّ منه الحلاقِمُ
وَما قُرِعتْ سِنِّي علَيْكُم نَدامةً / وأوشِكْ غَداً أَنْ يَقْرعَ السِّنَّ نادِمُ
علَيْكُم بدارِي فاهْدِمُوها دعائِماً / ففى الأَرْضِ بنَّاءُونَ لِي ودَعائِمُ
لئِن أَخْرجتْني عنكُم شرُّ عُصْبة / ففي الأَرْضِ إِخْوانٌ عليَّ أَكارِمُ
وإِنْ هَشَمَتْ حقِّي أُميّةُ عِنْدها / فَهاتا عَلى ظَهْرِ المحجَّةِ هاشِمُ
ولا غَرو مِن تَرْكِ القَلانِسِ جانِباً / إِذا عَرفَتْ حَقِّي هُناكَ العمائِمُ
ولمّا فَشا بِالدَّمْعِ مِنْ سِرِّ وجْدِنا / إِلى كاشحِينا ما القُلُوبُ كواتِمُ
أَمرْنا بإِمْساكِ الدُّمُوعِ جُفُونَنا / لِيْشجي بما تطوِي عَذُولٌ ولائِمُ
فظَلَّتْ دُمُوعُ العيْنِ حيْرى كأَنَّها / خِلالَ مآقِينا لآلٍ توائِمِ
أَبَى دَمْعُنا يَجْرِي مَخافةَ شامِتِ / فنَظَّمهُ بَيْنَ المحاجِرِ ناظِمُ
وراقَ الهَوى منَّا عُيُونٌ كَرِيمةٌ / تَبسَّمْنَ حتى ما تَرُوقُ المباسِمُ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ / فحلَبْنَ أَخْلافَ الغَمائِمْ
سَهِرَ الحيا برِياضِها / فأَسالَها والنَّوْرُ نائِمْ
حتَّى اغْتَدتْ زهَراتُها / كالغِيدِ باللُّججِ العوائِمْ
مِن ثَيِّباتٍ لم تُبلْ / كشْفَ الخُدُودِ ولا المَعاصِمْ
وَصِغارِ أبكارٍ شَكَت / خَجلاً فعاذَتْ بالكَمائِمْ
وَرْدٌ كَما خجِلَتْ خُدُو / دُ العِينِ مِن لَحظاتِ هائِمْ
وشَقِيقُ نُعْمانٍ شَكَتْ / صَفَحاتُه مِن لَطْمِ لاطِمْ
وغُصُونُ أَشْجارٍ حَكَتْ / رقْص المآثِمِ للمآثِمْ
حَييتْ بطُوفانِ الحيا / فتَضاحكَتْ والجوُّ واجِمْ
أَصْنافُ زَهْرٍ طُوِّقَتْ / دُرراً تذوب بكَفِّ ناظِمْ
مِن باسِمٍ باك إلَيْ / كَ نَد وباكٍ وهو باسِمْ
بَكَر الحِسانُ يرِدْنَها / مِن كُلِّ واضِحةِ الملاغِمْ
وضَحِكْنَ عُجْباً فالتَقَتْ / فيها المباسِمُ بالمباسِمْ
ضَحِكَتْ وأَوْمضَ بارِقٌ / فظَلِلْتُ للبرْقَيْنِ شائِمْ
وتَشَوَّفَتْ فتَطامنَتْ / أَجْيادُ أَظْبِيها الحوائِمْ
ورنَتْ فبادر نَرْجِسٌ / يشْكُو عَماهُ إِلى حَمائِمْ
طارَدْتهُنَّ بفِتْيةٍ / حُرْدٍ على حرْبِ المُسالِمْ
وكأَنَّني فِيهِمْ لَقِي / طٌ قاد مِن أَحْياءِ دارِمْ
وتَكاوستْ فيها الأَبا / رِقُ وهْي فاهِقةُ الحلاقِمْ
وكأَنَّها أَظْبٍ رَعَفْ / نَ فثُرْنَ دامِيَةَ الخَياشِمْ
وجَرى بها فلَكَ الصِّبا / باللَّهْوِ والقُضُب اللَّواثِمْ
وكأَنَّنا فيها العفا / رِتُ والكُؤوسُ مِن الرّواجِمْ
وَعلا بنا سُكْرٌ أَبى / إِلا الإِنابةَ لِلْمَحارِمْ
نَرْمِي قَلانِسنَا له / ونَجُرُّ مِن عَذَبِ العمائِمْ
وتَرنَّمتْ فيها القِيا / نُ لنا ورجَّعتِ البواغِمْ
قُمْنا نُصفِّقُ بالأَكُف / فِ لها ونَرْقُصُ بالجماجِمْ
وأَغَنَّ مِن سَدن المُلُو / كِ سَليلِ أَقْيالٍ خضارِمْ
يَشْكُو الرِّعاث تَنَعُّماً / ويضِجُّ مِن حمْلِ التَّمائِمْ
لا تَسْتَحِيهِ الرّاشِفا / تُ ولا تُبالِيهِ اللَّواثِمْ
يُجْنِينَهُ ثَمر النُّحُو / رِ ويعْتَلِينَ به المحازِمْ
مُتَجاهِلاتٍ أَنَّهُ / يَهْوى وهُنَّ به عَوالِمْ
لازَمْتُ باب مَحلِّهِ / والنُّجْحُ مِن قَنَصِ المُلازِمْ
حتى إِذا وثِقَتْ بنا / عُجُزُ الحواضِن والخَوادِمْ
أَيْقَنْتُ من أَخْذِي له / وتَلَوْتُ مِن سُورِ العزائِمْ
واقْتَدْتُهُ بشَكائِمِي / فانْقاد في تِلْكَ الشَّكائِمْ
فوردْتُ جَمَّاتِ المُنَى / وكَرُمْتُ عن لُؤمِ المآثِمْ
وأَغَرَّ قد لَبِس الدُّجى / بُرْداً فَرَاقَكَ وهْو فاحِمْ
يَحْكي بغُرَّتِهِ هِلا / لَ الفِطْرِ لاحَ لِعَيْنِ صائِمْ
فكأَنَّما خاضَ الصبا / حَ فجاءَ مُبْيضَّ القَوائِمْ
ويَسِيرُ في يَبَسِ الثَّرى / وكأَنَّهُ في البحْرِ عائِمْ
أَرمِي به بَقَر الحِمى / وَأَصُدُّ عن عُصُم العواصِمْ
وتجانبي فَتْقَ النُّفُو / سِ مِن المهارِيتِ الدَّلاقِمْ
حتى إِذا عَلَمُ الصَّبا / حِ أَشار مِن تِلْكَ المعالِمْ
وتَمايلَتْ أَيْدِي الثُّرَيْ / يَا وهي مُذْهَبةُ الخَواتِمْ
ورنَتْ ذُكاءُ بناظِرٍ / رمِدٍ مِن الأَقْذاءِ سالِمْ
طَلَعَ الصِّوارُ لحِينِهِ / وكأَنَّه الموْجُ المُراكِمْ
أَوْ عسْكَرٌ ركِبُوا الخُيُو / لَ الشُّهْبَ واحْتَقَرُوا الأَداهِمْ
فاشْتَدَّ سُبَّقنا له / يَكْشِرْنَ عن مِثْلِ اللَّهاذِمْ
وكأَنَّنا في رَمْيها / نَسْتَلُّ مِن بِيضِ الصّوارِمْ
فحمى أَواخِرَهُ أَغَرْ / رُ مُعاوِدٌ تِلْكَ الملاحِمْ
يَهْوِي برَوْقَى مِحْرَبٍ / طَبِنٍ بحَرْبِ الغُضْفِ حازِمْ
وكأَنَّما أَرْواقُها / مُسْوَدّةً أَقْلامُ عالِمْ
فَتَبَادَرَ الفِتْيَانُ مِن / جَنَبَاتِهِ أَشْهَى المَطَاعِمْ
شَيّاً ومُطَّبَخاً على / جَمْرٍ زَهَتْهُ الرِّيحُ جاحِمْ
وبَعِيدةِ الأَرْجَاءِ نا / زِحَةٍ على أَيْدي الرَّواسِم
لا تَدَّعِي جَوْباً لها / ذاتُ الخَوافِي والقَوادِمْ
مِنْ فِتْنَةٍ قد أُسْبِلَتْ / ظُلُماتُها بيَدِ المَظَالِمْ
عَمَهَتْ لها أَحْلامُنَا / وكأَنَّهَا أَضْغَاثُ حالِمْ
وتَضَاءَلَتْ أَجْرامُنا / فيها بمُوبِقةِ الجَرائِمْ
وتَحَوَّلَتْ فينا الذُّنا / بَى الرأْسَ وابْنُ المَجْدِ راغِمْ
وأَدارَ كُلُّ صَغِيرِ قَدْ / رِ المُنْتَهَى أَرْحى العَظَائِمْ
فكأَنَّنَا عُمْيٌ نُسا / قُ على العَمَى في ظِلِّ عاتِمْ
حتَّى انْتَضَى عَبْدُ العَزِي / زِ عَزِيمَةً مِن صَدْرِ عازِمْ
فَبَدَتْ لنا سُبُلُ الهُدَى / بنَوَاجِمٍ غَيْرِ الهَواجِمْ
ضَرَبَ الأَعاجِمَ سُودَها / بالسَّدِّ مِن بيضِ الأَعاجِمْ
فاسْتَجْفَلوا فكأَنَّمَا / ضَرَبَ الثَّعَالِبَ بِالضَّرَاغِمْ
أَبْنَاءُ مَلْكٍ حِمْيَرِي / يٍ قامَ بالغُرِّ القَمَاقِمْ
مِن عامِرٍ أَهْلِ المصَا / نِعِ وَالصَّنَائِعِ والكَرَائِمْ
الكُفْرُ عنهُم قاعِدٌ / قِدْماً ودِينُ اللَّه قائِمْ
حَكَمَ الزَّمَانُ بظُلْمِهِمْ / دَهْراً وصَرْفُ الدَّهْرِ ظالِمْ
فارْتَدَّ بَهْجةَ مُلْكِهِمْ / كَرُّ الخُبَعْثِنةِ الضُّبَارِمُ
واشْتَدَّ يَنْظِمُ حَزْمَهُمْ / شَيْحَانُ طَلاع المخارِمْ
ذكَرٌ على ذَكَرٍ يَصُو / لُ وصارِمٌ يَسْطُو بصارِمْ
إِيه هَيا عَبْدَ العَزِي / زِ وأَنْتَ رَجّامُ المَرَاجِمْ
قَمَرٌ تُضِيءُ له الخُطُو / بُ على دَآدِيها الفَواحِمْ
تَسْرِي الرِّياحُ بمَجْدِهِ / فنَسِيمُها بالغَوْرِ فاغِمْ
لم يَرْوَ مِن ماءِ الشَّبا / بِ وكُلُّ أَشْيَبَ عنه خائِمْ
رَعْياً لمُؤْتَمَنٍ رَعَى / فينَا الحَدايِثَ والقَدايِمْ
بَدَأَتْ أَوائِلُه وعا / دَ لكَشْفِ غاشِيَةِ الغَيَاهِمْ
لا تَتْرُكَنْ صرم الزمَا / نِ على ظُبَى تِلْكَ الصَّوارِمْ
وارْمِ الخُطُوبَ بمِثْلِهَا / عَزْماً فأَنْتَ لها مُسَاهِم
وإِلَيْكَها من نَاطِقٍ / يَدْعُوكَ إِذْ صَمَتَ البَهَائِمْ
ذَكَرتكُم مِن غَيرِ أَن تَنساكُم
ذَكَرتكُم مِن غَيرِ أَن تَنساكُم / نفسُ صَبّ مُعذبٍ بِهَواكُم
كُلَّما هبَّت الرِّياحُ لَه مِن / جانِب المغربين وَهناً بكاكُم
جَمع اللَّهُ بَيننا مِن قَريب / وَأرانيكم كَما أَهواكُم
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً / تصوبُ عَلَينا وَالغمامَ غموما
وكانَت سَماء اللَّهِ لا تمطر الحَصى / ليالي كُنا لا نطيشُ حلوما
فَلَما تَحَولنا عَفاريت جنةٍ / تحول شؤبوبُ الغَمام رجوما