القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الطَّيِّب المُتَنَبّي الكل
المجموع : 45
وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُه
وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُه / بِأَن تُسعِدا وَالدَمعُ أَشفاهُ ساجِمُه
وَما أَنا إِلّا عاشِقٌ كُلُّ عاشِقٍ / أَعَقُّ خَليلَيهِ الصَفِيَّينِ لائِمُه
وَقَد يَتَزَيّا بِالهَوى غَيرُ أَهلِهِ / وَيَستَصحِبُ الإِنسانُ مَن لا يُلائِمُه
بَليتُ بِلى الأَطلالِ إِن لَم أَقِف بِها / وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التَربِ خاتَمُه
كَئيباً تَوَقّاني العَواذِلُ في الهَوى / كَما يَتَوَقّى رَيِّضَ الخَيلِ حازِمُه
قِفي تَغرَمِ الأَولى مِنَ اللَحظِ مُهجَتي / بِثانِيَةٍ وَالمُتلِفُ الشَيءَ غارِمُه
سَقاكِ وَحَيّانا بِكِ اللَهُ إِنَّما / عَلى العيسِ نورٌ وَالخُدورُ كَمائِمُه
وَما حاجَةُ الأَظعانِ حَولَكِ في الدُجى / إِلى قَمَرٍ ما واجِدٌ لَكِ عادِمُه
إِذا ظَفِرَت مِنكِ العُيونُ بِنَظرَةٍ / أَثابَ بِها مُعيِ المَطِيِّ وَرازِمُه
حَبيبٌ كَأَنَّ الحُسنَ كانَ يُحِبُّهُ / فَآثَرَهُ أَو جارَ في الحُسنِ قاسِمُه
تَحولُ رِماحُ الخَطِّ دونَ سِبائِهِ / وَتُسبى لَهُ مِن كُلِّ حَيٍّ كَرائِمُه
وَيُضحي غُبارُ الخَيلِ أَدنى سُتورِهِ / وَآخِرُها نَشرُ الكِباءِ المُلازِمُه
وَما اِستَغرَبَت عَيني فِراقاً رَأَيتُهُ / وَلا عَلَّمَتني غَيرَ ما القَلبُ عالِمُه
فَلا يَتَّهِمني الكاشِحونَ فَإِنَّني / رَعَيتُ الرَدى حَتّى حَلَت لي عَلاقِمُه
مُشِبُّ الَّذي يَبكي الشَبابَ مُشيبُهُ / فَكَيفَ تَوَقّيهِ وَبانيهِ هادِمُه
وَتَكمِلَةُ العَيشِ الصَبا وَعَقيبُهُ / وَغائِبُ لَونِ العارِضينِ وَقادِمُه
وَما خَضَبَ الناسُ البَياضَ لِأَنَّهُ / قَبيحٌ وَلَكِن أَحسَنُ الشَعرِ فاحِمُه
وَأَحسَنُ مِن ماءِ الشَبيبَةِ كُلِّهِ / حَيا بارِقٍ في فازَةٍ أَنا شائِمُه
عَلَيها رِياضٌ لَم تَحُكها سَحابَةٌ / وَأَغصانُ دَوحٍ لَم تَغَنَّ حَمائِمُه
وَفَوقَ حَواشي كُلِّ ثَوبٍ مُوَجَّهٍ / مِنَ الدُرِّ سِمطٌ لَم يُثَقِّبهُ ناظِمُه
تَرى حَيَوانَ البَرِّ مُصطَلِحاً بِها / يُحارِبُ ضِدٌّ ضِدَّهُ وَيُسالِمُه
إِذا ضَرَبَتهُ الريحُ ماجَ كَأَنَّهُ / تَجولُ مَذاكيهِ وَتَدأى ضَراغِمُه
وَفي صورَةِ الرومِيِّ ذي التاجِ ذِلَّةٌ / لِأَبلَجَ لا تيجانَ إِلّا عَمائِمُه
تُقَبِّلُ أَفواهُ المُلوكِ بِساطَهُ / وَيَكبُرُ عَنها كُمُّهُ وَبَراجِمُه
قِياماً لِمَن يَشفي مِنَ الداءِ كَيُّهُ / وَمَن بَينَ أُذنَي كُلِّ قَرمٍ مَواسِمُه
قَبائِعُها تَحتَ المَرافِقِ هَيبَةً / وَأَنفَذُ مِمّا في الجُفونِ عَزائِمُه
لَهُ عَسكَراً خَيلٍ وَطَيرٍ إِذا رَمى / بِها عَسكَراً لَم يَبقَ إِلّا جَماجِمُه
أَجِلَّتُها مِن كُلِّ طاغٍ ثِيابُهُ / وَمَوطِئُها مِن كُلِّ باغٍ مَلاغِمُه
فَقَد مَلَّ ضَوءُ الصُبحِ مِمّا تُغيرُهُ / وَمَلَّ سَوادُ اللَيلِ مِمّا تُزاحِمُه
وَمَلَّ القَنا مِمّا تَدُقُّ صُدورَهُ / وَمَلَّ حَديدُ الهِندِ مِمّا تُلاطِمُه
سَحابٌ مِنَ العِقبانِ يَزحَفُ تَحتَها / سَحابٌ إِذا اِستَسقَت سَقَتها صَوارِمُه
سَلَكتُ صُروفَ الدَهرِ حَتّى لَقَيتُهُ / عَلى ظَهرِ عَزمٍ مُؤيَداتٍ قَوائِمُه
مَهالِكَ لَم تَصحَب بِها الذِئبَ نَفسُهُ / وَلا حَمَلَت فيها الغُرابَ قَوادِمُه
فَأَبصَرتُ بَدراً لا يَرى البَدرُ مِثلَهُ / وَخاطَبتُ بَحراً لا يَرى العِبرَ عائِمُه
غَضِبتُ لَهُ لَمّا رَأَيتُ صِفاتِهِ / بِلا واصِفٍ وَالشِعرُ تَهذي طَماطِمُه
وَكُنتُ إِذا يَمَّمتُ أَرضاً بَعيدَةً / سَرَيتُ وَكُنتُ السِرَّ وَاللَيلُ كاتِمُه
لَقَد سَلَّ سَيفَ الدَولَةِ المَجدُ مُعلِماً / فَلا المَجدُ مُخفيهِ وَلا الضَربُ ثالِمُه
عَلى عاتِقِ المَلكِ الأَغَرِّ نِجادُهُ / وَفي يَدِ جَبّارِ السَمَواتِ قائِمُه
تُحارِبُهُ الأَعداءُ وَهيَ عَبيدُهُ / وَتَدَّخِرُ الأَموالَ وَهيَ غَنائِمُه
وَيَستَكبِرونَ الدَهرَ وَالدَهرُ دونَهُ / وَيَستَعظِمونَ المَوتَ وَالمَوتُ خادِمُه
وَإِنَّ الَّذي سَمّى عَلِيّاً لَمُنصِفٌ / وَإِنَّ الَّذي سَمّاهُ سَيفاً لَظالِمُه
وَما كُلُّ سَيفٍ يَقطَعُ الهامَ حَدُّهُ / وَتَقطَعُ لَزباتِ الزَمانِ مَكارِمُه
أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ
أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ / نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ
نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ في / كَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ
في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِل / مُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ
لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَي / لُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ / وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً / تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
وَكَذا تَطلُعُ البُدورُ عَلَينا / وَكَذا تَقلَقُ البُحورُ العِظامُ
وَلَنا عادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَب / رِ لَوَ أَنّا سِوى نَواكَ نُسامُ
كُلُّ عَيشٍ ما لَم تُطَبهُ حِمامٌ / كُلُّ شَمسٍ ما لَم تَكُنها ظَلامُ
أَزِلِ الوَحشَةَ الَّتي عِندَنا يا / مَن بِهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ
وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَل / بِ كَأَنَّ القِتالَ فيها ذِمامُ
وَالَّذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حَتّى / تَتَلاقى الفِهاقُ وَالأَقدامُ
وَإِذا حَلَّ ساعَةً بِمَكانٍ / فَأَذاهُ عَلى الزَمانِ حَرامُ
وَالَّذي تُنبِتُ البِلادُ سُرورٌ / وَالَّذي تَمطُرُ السَحابُ مُدامُ
كُلَّما قيلَ قَد تَناهى أَرانا / كَرَماً ما اِهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ
وَكِفاحاً تَكِعُّ عَنهُ الأَعادي / وَاِرتِياحاً يَحارُ فيهِ الأَنامُ
إِنَّما هَيبَةُ المُؤَمَّلِ سَيفِ ال / دَولَةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ
فَكَثيرٌ مِنَ الشُجاعِ التَوَقّي / وَكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السَلامُ
أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ
أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ / وَمِنِ اِرتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ
وَمِنِ اِحتِقارِكَ كُلَّ ما تَحبو بِهِ / فيما أُلاحِظُهُ بِعَينَي حالِمِ
إِنَّ الخَليفَةَ لَم يُسَمِّكَ سَيفَها / حَتّى بَلاكَ فَكُنتَ عَينَ الصارِمِ
وَإِذا تَتَوَّجَ كُنتَ دُرَّةَ تاجِهِ / وَإِذا تَخَتَّمَ كُنتَ فَصَّ الخاتِمِ
وَإِذا اِنتَضاكَ عَلى العِدى في مَعرَكٍ / هَلَكوا وَضاقَت كَفُّهُ بِالقائِمِ
أَبدى سَخاؤكَ عَجزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ / في وَصفِهِ وَأَضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ
إِذا كانَ مَدحٌ فَالنَسيبُ المُقَدَّمُ
إِذا كانَ مَدحٌ فَالنَسيبُ المُقَدَّمُ / أَكُلُّ فَصيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ
لَحُبُّ اِبنِ عَبدِ اللَهِ أَولى فَإِنَّهُ / بِهِ يُبدَءُ الذِكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ
أَطَعتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظِري / إِلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعظُمُ
تَعَرَّضَ سَيفُ الدَولَةِ الدَهرَ كُلَّهُ / يُطَبِّقُ في أَوصالِهِ وَيُصَمِّمُ
فَجازَ لَهُ حَتّى عَلى الشَمسِ حُكمُهُ / وَبانَ لَهُ حَتّى عَلى البَدرِ مَيسَمُ
كَأَنَّ العِدا في أَرضِهِم خُلَفاؤهُ / فَإِن شاءَ حازوها وَإِن شاءَ سَلَّموا
وَلا كُتبَ إِلّا المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ / وَلا رُسُلٌ إِلّا الخَميسُ العَرَمرَمُ
فَلَم يَخلُ مِن نَصرٍ لَهُ مَن لَهُ يَدٌ / وَلَم يَخلُ مِن شُكرٍ لَهُ مَن لَهُ فَمُ
وَلَم يَخلُ مِن أَسمائِهِ عودُ مِنبَرٍ / وَلَم يَخلُ دينارٌ وَلَم يَخلُ دِرهَمُ
ضُروبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيِّقٌ / بَصيرٌ وَما بَينَ الشُجاعَينِ مُظلِمُ
تُباري نُجومَ القَذفِ في كُلِّ لَيلَةٍ / نُجومٌ لَهُ مِنهُنَّ وَردٌ وَأَدهَمُ
يَطَأنَ مِنَ الأَبطالِ مَن لا حَمَلنَهُ / وَمِن قِصَدِ المَرّانِ ما لا يُقَوَّمُ
فَهُنَّ مَعَ السيدانِ في البَرِّ عُسَّلٌ / وَهُنَّ مَعَ النينانِ في الماءِ عُوَّمُ
وَهُنَّ مَعَ الغِزلانِ في الوادِ كُمَّنٌ / وَهُنَّ مَعَ العِقبانِ في النيقِ حُوَّمُ
إِذا جَلَبَ الناسُ الوَشيجَ فَإِنَّهُ / بِهِنَّ وَفي لَبّاتِهِنَّ يُحَطَّمُ
بِغُرَّتِهِ في الحَربِ وَالسِلمِ وَالحِجا / وَبَذلِ اللُها وَالحَمدِ وَالمَجدِ مُعلَمُ
يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ / وَيَقضي لَهُ بِالسَعدِ مَن لا يُنَجِّمُ
أَجارَ عَلى الأَيّامِ حَتّى ظَنَنتُهُ / تُطالِبُهُ بِالرَدِّ عادٌ وَجُرهُمُ
ضَلالاً لِهَذي الريحِ ماذا تُريدُهُ / وَهَدياً لِهَذا السَيلِ ماذا يُؤَمِّمُ
أَلَم يَسأَلِ الوَبلُ الَّذي رامَ ثَنيَنا / فَيُخبِرَهُ عَنكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ
وَلَمّا تَلَقّاكَ السَحابُ بِصَوبِهِ / تَلَقّاهُ أَعلى مِنهُ كَعباً وَأَكرَمُ
فَباشَرَ وَجهاً طالَما باشَرَ القَنا / وَبَلَّ ثِياباً طالَما بَلَّها الدَمُ
تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ / مِنَ الشَأمِ يَتلو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ
فَزارَ الَّتي زارَت بِكَ الخَيلُ قَبرَها / وَجَشَّمَهُ الشَوقُ الَّذي تَتَجَشَّمُ
وَلَمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهاؤُهُ / عَلى الفارِسِ المُرخى الذُؤابَةَ مِنهُمُ
حَوالَيهِ بَحرٌ لِلتَجافيفِ مائِجٌ / يَسيرُ بِهِ طَردٌ مِنَ الخَيلِ أَيهَمُ
تَساوَت بِهِ الأَقطارُ حَتّى كَأَنَّهُ / يُجَمِّعُ أَشتاتَ الجِبالِ وَيَنظِمُ
وَكُلُّ فَتىً لِلحَربِ فَوقَ جَبينِهِ / مِنَ الضَربِ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمُ
يَمُدُّ يَديهِ في المُفاضَةِ ضَيغَمٌ / وَعَينَيهِ مِن تَحتِ التَريكَةِ أَرقَمُ
كَأَجناسِها راياتُها وَشِعارُها / وَما لَبِسَتهُ وَالسِلاحُ المُسَمَّمُ
وَأَدَّبَها طولُ القِتالِ فَطَرفُهُ / يُشيرُ إِلَيها مِن بَعيدٍ فَتَفهَمُ
تُجاوِبُهُ فِعلاً وَما تَعرِفُ الوَحى / وَيُسمِعُها لَحظاً وَما يَتَكَلَّمُ
تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كَأَنَّها / تَرِقُّ لِمِيّافارِقينَ وَتَرحَمُ
وَلَو زَحَمَتها بِالمَناكِبِ زَحمَةً / دَرَت أَيُّ سورَيها الضَعيفُ المُهَدَّمُ
عَلى كُلِّ طاوٍ تَحتَ طاوٍ كَأَنَّهُ / مِنَ الدَمِ يُسقى أَو مِنَ اللَحمِ يُطعَمُ
لَها في الوَغى زِيُّ الفَوارِسِ فَوقَها / فَكُلُّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثِّمُ
وَما ذاكَ بُخلاً بِالنُفوسِ عَلى القَنا / وَلَكِنَّ صَدمَ الشَرِّ لِلشَرِّ أَحزَمُ
أَتَحسِبُ بيضُ الهِندِ أَصلَكَ أَصلَها / وَأَنَّكَ مِنها ساءَ ما تَتَوَهَّمُ
إِذا نَحنُ سَمَّيناكَ خِلنا سُيوفَنا / مِنَ التيهِ في أَغمادِها تَتَبَسَّمُ
وَلَم نَرَ مَلكاً قَطُّ يُدعى بِدونِهِ / فَيَرضى وَلَكِن يَجهَلونَ وَتَحلُمُ
أَخَذتَ عَلى الأَعداءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ / مِنَ العَيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتَحرِمُ
فَلا مَوتَ إِلّا مِن سِنانِكَ يُتَّقى / وَلا رِزقَ إِلّا مِن يَمينِكَ يُقسَمُ
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ / وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي / وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ / فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ / وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ / وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ / في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت / لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها / أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً / تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ / وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ / تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي / فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً / أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ / إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي / وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها / وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي / حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً / فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها / أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ
رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ / وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ / حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني / وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً / حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم / وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ / لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا / فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ / إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم / وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي / أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ / يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ / لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا / لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا / أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ / وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ / شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ / تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ / قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ / وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ
صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت / بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ
وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها / كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ
وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ / ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ
يَسمى الحُسامَ وَلَيسَت مِن مُشابَهَةٍ / وَكَيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ
تَفَرَّدَ العُربُ في الدُنيا بِمَحتِدِهِ / وَشارَكَ العُربَ في إِحسانِهِ العَجَمُ
وَأَخلَصَ اللَهُ لِلإِسلامِ نَصرَتَهُ / وَإِن تَقَلَّبَ في آلائِهِ الأُمَمُ
وَما أَخُصُّكَ في بُرءٍ بِتَهنِئَةٍ / إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا
قَد سَمِعنا ما قُلتَ في الأَحلامِ
قَد سَمِعنا ما قُلتَ في الأَحلامِ / وَأَنَلناكَ بَدرَةً في المَنامِ
وَاِنتَبَهنا كَما اِنتَبَهتَ بِلا شَي / ءٍ وَكانَ النَوالُ قَدرَ الكَلامِ
كُنتَ فيما كَتَبتَهُ نائِمَ العَي / نِ فَهَل كُنتَ نائِمَ الأَقلامِ
أَيُّها المُشتَكي إِذا رَقَدَ الإِع / دامَ لا رَقدَةٌ مَعَ الإِعدامِ
إِفتَحِ الجَفنَ وَاِترُكِ القَولَ في النَو / مِ وَمَيِّز خِطابَ سَيفِ الأَنامِ
الَّذي لَيسَ عَنهُ مُغنٍ وَلا مِن / هُ بَديلٌ وَلا لَما رامَ حامي
كُلُّ آبائِهِ كِرامُ بَني الدُن / يا وَلَكِنَّهُ كَريمُ الكِرامِ
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ / وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها / وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ / وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ / وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ / نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ / وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها / وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ / فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا / وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت / وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها / عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ / وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً / مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها / وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ / فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم / سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ / ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ / وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ / فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ / فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا / وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ / كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً / وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى / إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً / تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ / وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها / وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما / مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ / كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى / وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها / بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها / كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ / قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ / وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ / وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى / بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ / عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ / وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ / وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ / وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ / فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى / فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ / إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً / وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى / وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى / وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
أَراعَ كَذا كُلَّ المُلوكِ هُمامُ
أَراعَ كَذا كُلَّ المُلوكِ هُمامُ / وَسَحَّ لَهُ رُسلَ المُلوكِ غَمامُ
وَدانَت لَهُ الدُنيا فَأَصبَحَ جالِساً / وَأَيّامُها فيما يُريدُ قِيامُ
إِذا زارَ سَيفُ الدَولَةِ الرومَ غازِياً / كَفاها لِمامٌ لَو كَفاهُ لِمامُ
فَتىً تَتبَعُ الأَزمانُ في الناسِ خَطوَهُ / لِكُلِّ زَمانٍ في يَدَيهِ زِمامُ
تَنامُ لَدَيكَ الرُسلُ أَمناً وَغِبطَةً / وَأَجفانُ رَبِّ الرُسلِ لَيسَ تَنامُ
حِذاراً لِمُعرَوري الجِيادِ فَجاءَةً / إِلى الطَعنِ قُبلاً ما لَهُنَّ لِجامُ
تُعَطَّفُ فيهِ وَالأَعِنَّةُ شَعرُها / وَتُضرَبُ فيهِ وَالسِياطُ كَلامُ
وَما تَنفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنا / إِذا لَم يَكُن فَوقَ الكِرامِ كِرامُ
إِلى كَم تَرُدُّ الرُسلَ عَمّا أَتَوا لَهُ / كَأَنَّهُمُ فيما وَهَبتَ مَلامُ
وَإِن كُنتَ لا تُعطي الذِمامَ طَواعَةً / فَعَوذُ الأَعادي بِالكَريمِ ذِمامُ
وَإِنَّ نُفوساً أَمَّمَتكَ مَنيعَةٌ / وَإِنَّ دِماءً أَمَّلَتكَ حَرامُ
إِذا خافَ مَلكٌ مِن مَليكٍ أَجَرتَهُ / وَسَيفَكَ خافوا وَالجِوارَ تُسامُ
لَهُم عَنكَ بِالبيضِ الخِفافِ تَفَرُّقٌ / وَحَولَكَ بِالكُتبِ اللِطافِ زِحامُ
تَغُرُّ حَلاواتُ النُفوسِ قُلوبَها / فَتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهُوَ حِمامُ
وَشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤامَينِ عيشَةٌ / يَذِلُّ الَّذي يَختارُها وَيُضامُ
فَلَو كانَ صُلحاً لَم يَكُن بِشَفاعَةٍ / وَلَكِنَّهُ ذُلٌّ لَهُم وَغَرامُ
وَمَنٌّ لِفُرسانِ الثُغورِ عَلَيهِمِ / بِتَبليغِهِم ما لا يَكادُ يُرامُ
كَتائِبُ جاؤوا خاضِعينَ فَأَقدَموا / وَلَو لَم يَكونوا خاضِعينَ لَخاموا
وَعَزَّت قَديماً في ذَراكَ خُيولُهُم / وَعَزّوا وَعامَت في نَداكَ وَعاموا
عَلى وَجهِكَ المَيمونِ في كُلِّ غارَةٍ / صَلاةٌ تَوالى مِنهُمُ وَسَلامُ
وَكُلُّ أُناسٍ يَتبَعونَ إِمامَهُم / وَأَنتَ لِأَهلِ المَكرُماتِ إِمامُ
وَرُبَّ جَوابٍ عَن كِتابٍ بَعَثتَهُ / وَعُنوانُهُ لِلناظِرينَ قَتامُ
تَضيقُ بِهِ البَيداءُ مِن قَبلِ نَشرِهِ / وَما فُضَّ بِالبَيداءِ عَنهُ خِتامُ
حُروفُ هِجاءِ الناسِ فيهِ ثَلاثَةٌ / جَوادٌ وَرُمحٌ ذابِلٌ وَحُسامُ
أَذا الحَربِ قَد أَتعَبتَها فَاِلهُ ساعَةً / لِيُغمَدَ نَصلٌ أَو يُحَلَّ حِزامُ
وَإِن طالَ أَعمارُ الرِماحِ بِهُدنَةٍ / فَإِنَّ الَّذي يَعمَرنَ عِندَكَ عامُ
وَما زِلتَ تُفني السُمرَ وَهيَ كَثيرَةٌ / وَتُفني بِهِنَّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ
مَتى عاوَدَ الجالونَ عاوَدتَ أَرضُهُم / وَفيها رِقابٌ لِلسُيوفِ وَهامُ
وَرَبّوا لَكَ الأَولادَ حَتّى تُصيبَها / وَقَد كَعَبَت بِنتٌ وَشَبَّ غُلامُ
جَرى مَعَكَ الجارونَ حَتّى إِذا اِنتَهَوا / إِلى الغايَةِ القُصوى جَرَيتَ وَقاموا
فَلَيسَ لِشَمسٍ مُذ أَنَرتَ إِنارَةٌ / وَلَيسَ لِبَدرٍ مُذ تَمَمتَ تَمامُ
أَيا رامِياً يُصمي فُؤادَ مَرامِهِ
أَيا رامِياً يُصمي فُؤادَ مَرامِهِ / تُرَبّي عِداهُ ريشَها لِسِهامِهِ
أَسيرُ إِلى إِقطاعِهِ في ثِيابِهِ / عَلى طِرفِهِ مِن دارِهِ بِحُسامِهِ
وَما مَطَرَتنيهِ مِنَ البيضِ وَالقَنا / وَرومِ العِبِدّى هاطِلاتُ غَمامِهِ
فَتىً يَهَبُ الإِقليمَ بِالمالِ وَالقُرى / وَمَن فيهِ مِن فُرسانِهِ وَكِرامِهِ
وَيَجعَلُ ما خُوِّلتُهُ مِن نَوالِهِ / جَزاءً لِما خُوِّلتُهُ مِن كَلامِهِ
فَلا زالَتِ الشَمسُ الَّتي في سَمائِهِ / مُطالِعَةَ الشَمسِ الَّتي في لِثامِهِ
وَلا زالَ تَجتازُ البُدورُ بِوَجهِهِ / تَعَجَّبُ مِن نُقصانِها وَتَمامِهِ
رَأَيتُكَ توسِعُ الشُعَراءَ نَيلاً
رَأَيتُكَ توسِعُ الشُعَراءَ نَيلاً / حَديثَهُمُ المُوَلَّدَ وَالقَديما
فَتُعطي مَن بَقى مالاً جَسيماً / وَتُعطي مَن مَضى شَرَفاً عَظيما
سَمِعتُكَ مُنشِداً بَيتَي زِيادٍ / نَشيداً مِثلَ مُنشِدِهِ كَريما
فَما أَنكَرتُ مَوضِعَهُ وَلَكِن / غَبَطتُ بِذاكَ أَعظُمَهُ الرَميما
ذِكرُ الصِبى وَمَراتِعِ الآرامِ
ذِكرُ الصِبى وَمَراتِعِ الآرامِ / جَلَبَت حِمامي قَبلَ وَقتِ حِمامي
دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمومُ عَلَيَّ في / عَرَصاتِها كَتَكاثُرِ اللُوّامِ
فَكَأَنَّ كُلَّ سَحابَةٍ وَكَفَت بِها / تَبكي بِعَينَي عُروَةَ اِبنِ حِزامِ
وَلَطالَما أَفنَيتُ ريقَ كَعابِها / فيها وَأَفنَت بِالعِتابِ كَلامي
قَد كُنتَ تَهزَءُ بِالفِراقِ مَجانَةً / وَتَجُرُّ ذَيلَي شِرَّةٍ وَعُرامِ
لَيسَ القِبابُ عَلى الرِكابِ وَإِنَّما / هُنَّ الحَياةُ تَرَحَّلَت بِسَلامِ
لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعَلَ الحَصى / لِخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعِظامي
مُتَلاحِظَينِ نَسُحُّ ماءَ شُؤونِنا / حَذَراً مِنَ الرُقَباءِ في الأَكمامِ
أَرواحُنا اِنهَمَلَت وَعِشنا بَعدَها / مِن بَعدِ ما قَطَرَت عَلى الأَقدامِ
لَو كُنَّ يَومَ جَرَينَ كُنَّ كَصَبرِنا / عِندَ الرَحيلِ لَكُنَّ غَيرَ سِجامِ
لَم يَترُكوا لي صاحِباً إِلّا الأَسى / وَذَميلَ دِعبِلَةٍ كَفَحلِ نَعامِ
وَتَعَذُّرُ الأَحرارِ صَيَّرَ ظَهرَها / إِلّا إِلَيكَ عَلَيَّ فَرجَ حَرامِ
أَنتَ الغَريبَةُ في زَمانٍ أَهلُهُ / وُلِدَت مَكارِمُهُم لِغَيرِ تَمامِ
أَكثَرتَ مِن بَذلِ النَوالِ وَلَم تَزَل / عَلَماً عَلى الإِفضالِ وَالإِنعامِ
صَغَّرتَ كُلَّ كَبيرَةٍ وَكَبُرتَ عَن / لَكَأَنَّهُ وَعَدَدتَ سِنَّ غُلامِ
وَرَفَلتَ في حُلَلِ الثَناءِ وَإِنَّما / عَدَمُ الثَناءِ نِهايَةُ الإِعدامِ
عَيبٌ عَلَيكَ تُرى بِسَيفٍ في الوَغى / ما يَصنَعُ الصَمصامُ بِالصَمصامِ
إِن كانَ مِثلُكَ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ / فَبَرِئتُ حينَئذٍ مِنَ الإِسلامِ
مَلِكٌ زُهَت بِمَكانِهِ أَيّامُهُ / حَتّى اِفتَخَرنَ بِهِ عَلى الأَيّامِ
وَتَخالُهُ سَلَبَ الوَرى أَحلامَهُم / مِن حِلمِهِ فَهُمُ بِلا أَحلامِ
وَإِذا اِمتَحَنتَ تَكَشَّفَت عَزَماتُهُ / عَن أَوحَدِيِّ النَقضِ وَالإِبرامِ
وَإِذا سَأَلتَ بَنانَهُ عَن نَيلِهِ / لَم يَرضَ بِالدُنيا قَضاءَ ذِمامِ
مَهلاً أَلا لِلَّهِ ما صَنَعَ القَنا / في عَمروُ حابِ وَضَبَّةَ الأَغتامِ
لَمّا تُحَكَّمَتِ الأَسِنَّةُ فيهِم / جارَت وَهُنَّ يَجُرنَ في الأَحكامِ
فَتَرَكتَهُم خَلَلَ البُيوتِ كَأَنَّما / غَضِبَت رُؤوسُهُمُ عَلى الأَجسامِ
أَحجارُ ناسٍ فَوقَ أَرضٍ مِن دَمٍ / وَنُجومُ بَيضٍ في سَماءِ قَتامِ
وَذِراعُ كُلِّ أَبي فُلانٍ كُنيَةً / حالَت فَصاحِبُها أَبو الأَيتامِ
عَهدي بِمَعرَكَةِ الأَميرِ وَخَيلُهُ / في النَقعِ مُحجِمَةٌ عَنِ الإِحجامِ
يا سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ مَن رامَ أَن / يَلقى مَنالَكَ رامَ غَيرَ مَرامِ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدَّعٍ / وَسَقى ثَرى أَبَوَيكَ صَوبَ غَمامِ
وَكَساكَ ثَوبَ مَهابَةٍ مِن عِندِهِ / وَأَراكَ وَجهَ شَقيقِكَ القَمقامِ
فَلَقَد رَمى بَلَدَ العَدُوِّ بِنَفسِهِ / في رَوقِ أَرعَنَ كَالغِطَمِّ لُهامِ
قَومٌ تَفَرَّسَتِ المَنايا فيكُمُ / فَرَأَت لَكُم في الحَربِ صَبرَ كِرامِ
تَاللَهِ ما عَلِمَ اِمرُؤٌ لَولاكُمُ / كَيفَ السَخاءُ وَكَيفَ ضَربَ الهامِ
عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ
عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ / ماذا يَزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
وَفي اليَمينِ عَلى ما أَنتَ واعِدُهُ / ما دَلَّ أَنَّكَ في الميعادِ مُتَّهَمُ
آلى الفَتى اِبنُ شُمُشقيقٍ فَأَحنَثَهُ / فَتىً مِنَ الضَربِ تُنسى عِندَهُ الكَلِمُ
وَفاعِلٌ ما اِشتَهى يُغنِهِ عَن حَلِفٍ / عَلى الفِعالِ حُضورُ الفِعلِ وَالكَرَمُ
كُلُّ السُيوفِ إِذا طالَ الضِرابُ بِها / يَمَسُها غَيرَ سَيفِ الدَولَةِ السَأَمُ
لَو كَلَّتِ الخَيلُ حَتّى لا تَحَمَّلَهُ / تَحَمَّلَتهُ إِلى أَعدائِهِ الهِمَمُ
أَينَ البَطاريقُ وَالحَلفُ الَّذي حَلَفوا / بِمَفرَقِ المَلكِ وَالزَعمُ الَّذي زَعَموا
وَلّى صَوارِمَهُ إِكذابَ قَولِهِمِ / فَهُنَّ أَلسِنَةٌ أَفواهُها القِمَمُ
نَواطِقٌ مُخيِراتٌ في جَماجِمِهِم / عَنهُ بِما جَهِلوا مِنهُ وَما عَلِموا
الراجِعُ الخَيلَ مُحفاةً مُقَوَّدَةً / مِن كُلِّ مِثلِ وَباري أَهلُها إِرَمُ
كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها / بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ
وَظَنِّهِم أَنَّكَ المِصباحُ في حَلَبٍ / إِذا قَصَدتَ سِواها عادَها الظُلَمُ
وَالشَمسُ يَعنونَ إِلّا أَنَّهُم جَهِلوا / وَالمَوتَ يَدعونَ إِلّا أَنَّهُم وَهَموا
فَلَم تُتِمَّ سَروجٌ فَتحَ ناظِرِها / إِلّا وَجَيشُكَ في جَفنَيهِ مُزدَحِمُ
وَالنَقعُ يَأخُذُ حَرّاناً وَبَقعَتَها / وَالشَمسُ تَسفِرُ أَحياناً وَتَلتَثِمُ
سُحبٌ تَمُرُّ بِحِصنِ الرانِ مُمسِكَةً / وَما بِها البُخلُ لَولا أَنَّها نِقَمُ
جَيشٌ كَأَنَّكَ في أَرضٍ تُطاوِلُهُ / فَالأَرضُ لا أُمَمٌ وَالجَيشُ لا أَمَمُ
إِذا مَضى عَلَمُ مِنها بَدا عَلَمٌ / وَإِن مَضى عَلَمٌ مِنهُ بَدا عَلَمُ
وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها / وَوَسَّمَتها عَلى آنافِها الحَكَمُ
حَتّى وَرَدنَ بِسِمنينٍ بُحَيرَتِها / تَنِشُّ بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ
وَأَصبَحَت بِقَرى هِنزيطَ جائِلَةً / تَرعى الظُبى في خَصيبٍ نَبتُهُ اللِمَمُ
فَما تَرَكنَ بِها خُلداً لَهُ بَصَرٌ / تَحتَ التُرابِ وَلا بازاً لَهُ قَدَمُ
وَلا هِزَبراً لَهُ مِن دِرعِهِ لِبَدٌ / وَلا مَهاةً لَها مِن شِبهِها حَشَمُ
تَرمي عَلى شَفَراتِ الباتِراتِ بِهِم / مَكامِنُ الأَرضِ وَالغيطانُ وَالأَكَمُ
وَجاوَزوا أَرسَناساً مُعصِمينَ بِهِ / وَكَيفَ يَعصِمُهُم ما لَيسَ يَنعَصِمُ
وَما يَصُدُّكَ عَن بَحرٍ لَهُم سَعَةٌ / وَما يَرُدُّكَ عَن طَودٍ لَهُم شَمَمُ
ضَرَبتَهُ بِصُدورِ الخَيلِ حامِلَةً / قَوماً إِذا تَلِفوا قُدماً فَقَد سَلِموا
تَجَفَّلُ المَوجُ عَن لَبّاتِ خَيلِهِمِ / كَما تَجَفَّلُ تَحتَ الغارَةِ النَعَمُ
عَبَرتَ تَقدُمُهُم فيهِ وَفي بَلَدٍ / سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكونُها حُمَمُ
وَفي أَكُفِّهِمِ النارُ الَّتي عُبِدَت / قَبلَ المَجوسِ إِلى ذا اليَومِ تَضطَرِمُ
هِندِيَّةٌ إِن تُصَغِّر مَعشَراً صَغُروا / بِحَدِّها أَو تُعَظِّم مَعشَراً عَظَموا
قاسَمتَها تَلَّ بِطريقٍ فَكانَ لَها / أَبطالُها وَلَكَ الأَطفالُ وَالحُرَمُ
تَلقى بِهِم زَبَدَ التَيّارِ مُقرَبَةٌ / عَلى جَحافِلِها مِن نَضحِهِ رَثَمُ
دُهمٌ فَوارِسُها رُكّابُ أَبطُنِها / مَكدودَةٌ بِقَومٍ لا بِها الأَلَمُ
مِنَ الجِيادِ الَّتي كِدتَ العَدُوَّ بِها / وَما لَها خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ
نِتاجُ رَأيِكَ في وَقتٍ عَلى عَجَلٍ / كَلَفظِ حَرفٍ وَعاهُ سامِعٌ فَهِمُ
وَقَد تَمَنَّوا غَداةَ الدَربِ في لَجَبٍ / أَن يُبصِروكَ فَلَمّا أَبصَروكَ عَموا
صَدَمتَهُم بِخَميسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ / وَسَمهَرِيَّتُهُ في وَجهِهِ غَمَمُ
فَكانَ أَثبَتَ ما فيهِم جُسومُهُمُ / يَسقُطنَ حَولَكَ وَالأَرواحُ تَنهَزِمُ
وَالأَعوَجِيَّةُ مِلءَ الطُرقِ خَلفَهُمُ / وَالمَشرَفِيَّةُ مِلءَ اليَومِ فَوقَهُمُ
إِذا تَوافَقَتِ الضَرباتُ صاعِدَةً / تَوافَقَت قُلَلٌ في الجَوِّ تَصطَدِمُ
وَأَسلَمَ اِبنُ شُمُشقيقٍ أَلِيَّتَهُ / أَلّا اِنثَنى فَهوَ يَنأى وَهيَ تَبتَسِمُ
لا يَأمُلُ النَفَسَ الأَقصى لِمُهجَتِهِ / فَيَسرِقُ النَفَسَ الأَدنى وَيَغتَنِمُ
تَرُدُّ عَنهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَةٌ / صَوبُ الأَسِنَّةِ في أَثنائِها دِيَمُ
تَخُطُّ فيها العَوالي لَيسَ تَنفُذُها / كَأَنَّ كُلَّ سِنانٍ فَوقَها قَلَمُ
فَلا سَقى الغَيثُ ما واراهُ مِن شَجَرٍ / لَو زَلَّ عَنهُ لَوارَت شَخصَهُ الرَخَمُ
أَلهى المَمالِكَ عَن فَخرٍ قَفَلتَ بِهِ / شُربُ المُدامَةِ وَالأَوتارُ وَالنَغَمُ
مُقَلَّداً فَوقَ شُكرِ اللَهِ ذا شُطَبٍ / لا تُستَدامُ بِأَمضى مِنهُما النِعَمُ
أَلقَت إِلَيكَ دِماءُ الرومِ طاعَتَها / فَلَو دَعَوتَ بِلا ضَربٍ أَجابَ دَمُ
يُسابِقُ القَتلُ فيهِم كُلَّ حادِثَةٍ / فَما يُصيبُهُمُ مَوتٌ وَلا هَرَمُ
نَفَت رُقادَ عَلِيٍّ عَن مَحاجِرِهِ / نَفسٌ يُفَرِّجُ نَفساً غَيرَها الحُلُمُ
القائِمُ المَلِكُ الهادي الَّذي شَهِدَت / قِيامَهُ وَهُداهُ العُربُ وَالعَجَمُ
اِبنُ المُعَفِّرِ في نَجدٍ فَوارِسَها / بِسَيفِهِ وَلَهُ كوفانُ وَالحَرَمُ
لا تَطلُبَنَّ كَريماً بَعدَ رُؤيَتِهِ / إِنَّ الكِرامَ بِأَسخاهُم يَداً خُتِموا
وَلا تُبالِ بِشِعرٍ بَعدَ شاعِرِهِ / قَد أُفسِدَ القَولُ حَتّى أُحمِدَ الصَمَمُ
كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما
كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما / هَمٌّ أَقامَ عَلى فُؤادٍ أَنجَما
وَخَيالُ جِسمٍ لَم يُخَلِّ لَهُ الهَوى / لَحماً فَيُنحِلَهُ السَقامُ وَلا دَما
وَخُفوقُ قَلبٍ لَو رَأَيتِ لَهيبَهُ / يا جَنَّتي لَظَنَنتِ فيهِ جَهَنَّما
وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَت / تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما
يا وَجهَ داهِيَةَ الَّذي لَولاكَ ما / أَكَلَ الضَنى جَسَدي وَرَضَّ الأَعظُما
إِن كانَ أَغناها السُلُوُّ فَإِنَّني / أَصبَحتُ مِن كَبِدي وَمِنها مُعدِما
غُصنٌ عَلى نَقَوى فَلاةٍ نابِتٌ / شَمسُ النَهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظلِما
لَم تُجمَعِ الأَضدادُ في مُتَشابِهٍ / إِلّا لِتَجعَلَني لِغُرمي مَغنَما
كَصِفاتِ أَوحَدِنا أَبي الفَضلِ الَّتي / بَهَرَت فَأَنطَقَ واصِفيهِ وَأَفحَما
يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ / أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما
وَيَرى التَعَظُّمَ أَن يُرى مُتَواضِعاً / وَيَرى التَواضُعَ أَن يُرى مُتَعَظِّما
نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كَأَنَّما / خالَ السُؤالَ عَلى النَوالِ مُحَرَّما
يا أَيُّها المَلَكُ المُصَفّى جَوهَراً / مِن ذاتِ ذي المَلَكوتِ أَسمى مَن سَما
نورٌ تَظاهَرَ فيكَ لاهوتِيَّةً / فَتَكادُ تَعلَمُ عِلمَ ما لَن يُعلَما
وَيُهِمُّ فيكَ إِذا نَطَقتَ فَصاحَةً / مِن كُلِّ عُضوٍ مِنكَ أَن يَتَكَلَّما
أَنا مُبصِرٌ وَأَظُنُّ أَنِّيَ نائِمٌ / مَن كانَ يَحلُمُ بِالإِلَهِ فَأَحلُما
كَبُرَ العِيانُ عَلَيَّ حَتّى إِنَّهُ / صارَ اليَقينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّما
يا مَن لِجودِ يَدَيهِ في أَموالِهِ / نِقَمٌ تَعودُ عَلى اليَتامى أَنعُما
حَتّى يَقولَ الناسَ ماذا عاقِلاً / وَيَقولَ بَيتُ المالِ ماذا مُسلِما
إِذكارُ مِثلِكَ تَركُ إِذكاري لَهُ / إِذ لا تُريدُ لِما أُريدُ مُتَرجِما
إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ
إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ / وَحَتّى مَتى في شِقوَةٍ وَإِلى كَمِ
وَإِلّا تَمُت تَحتَ السُيوفِ مُكَرَّماً / تَمُت وَتُقاسِ الذُلَّ غَيرَ مُكَرَّمِ
فَثِب واثِقاً بِاللَهِ وَثبَةَ ماجِدٍ / يَرى المَوتَ في الهَيجا جَنى النَحلِ في الفَمِ
ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرَ مُحتَشِمِ
ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرَ مُحتَشِمِ / وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ
إِبعِد بَعِدتَ بَياضاً لا بَياضَ لَهُ / لَأَنتَ أَسوَدُ في عَيني مِنَ الظُلَمِ
بِحُبِّ قاتِلَتي وَالشَيبِ تَغذِيَتي / هَوايَ طِفلاً وَشَيبي بالِغَ الحُلُمِ
فَما أَمُرُّ بِرَسمٍ لا أُسائِلُهُ / وَلا بِذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي
تَنَفَّسَت عَن وَفاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ / يَومَ الرَحيلِ وَشَعبٍ غَيرِ مُلتئِمِ
قَبَّلتُها وَدُموعي مَزجُ أَدمُعِها / وَقَبَّلَتني عَلى خَوفٍ فَماً لِفَمِ
فَذُقتُ ماءَ حَياةٍ مِن مُقَبَّلِها / لَو صابَ تُرباً لَأَحيا سالِفَ الأُمَمِ
تَرنو إِلَيَّ بِعَينِ الظَبيِ مُجهِشَةً / وَتَمسَحُ الطَلَّ فَوقَ الوَردِ بِالعَنَمِ
رُوَيدَ حُكمَكِ فينا غَيرَ مُنصِفَةٍ / بِالناسِ كُلِّهِمِ أَفديكِ مِن حَكَمِ
أَبدَيتِ مِثلَ الَّذي أَبدَيتُ مِن جَزَعٍ / وَلَم تُجِنّي الَّذي أَجنَنتُ مِن أَلَمِ
إِذاً لَبَزَّكَ ثَوبَ الحُسنِ أَصغَرُهُ / وَصِرتِ مِثلِيَ في ثَوبَينِ مِن سَقَمِ
لَيسَ التَعَلُّلُ بِالآمالِ مِن أَرَبي / وَلا القَناعَةُ بِالإِقلالِ مِن شِيَمي
وَلا أَظُنُّ بَناتِ الدَهرِ تَترُكُني / حَتّى تَسُدَّ عَلَيها طُرقَها هِمَمي
لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي / بِرِقَّةِ الحالِ وَاِعذُرني وَلا تَلُمِ
أَرى أُناساً وَمَحصولي عَلى غَنَمٍ / وَذِكرَ جودٍ وَمَحصولي عَلى الكَلِمِ
وَرَبَّ مالٍ فَقيراً مِن مُروَّتِهِ / لَم يُثرِ مِنها كَما أَثرى مِنَ العَدَمِ
سَيَصحَبُ النَصلُ مِنّي مِثلَ مَضرِبِهِ / وَيَنجَلي خَبَري عَن صِمَّةِ الصِمَمِ
لَقَد تَصَبَّرتُ حَتّى لاتَ مُصطَبَرٍ / فَالآنَ أُقحِمُ حَتّى لاتَ مُقتَحَمِ
لَأَترُكَنَّ وُجوهَ الخَيلِ ساهِمَةً / وَالحَربُ أَقوَمُ مِن ساقٍ عَلى قَدَمِ
وَالطَعنُ يُحرِقُها وَالزَجرُ يُقلِقُها / حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِنَ اللَمَمِ
قَد كَلَّمَتها العَوالي فَهيَ كالِحَةٌ / كَأَنَّما الصابُ مَعصوبٌ عَلى اللُجُمِ
بِكُلِّ مُنصَلِتٍ ما زالَ مُنتَظِري / حَتّى أَدَلتُ لَهُ مِن دَولَةِ الخَدَمِ
شَيخٍ يَرى الصَلَواتِ الخَمسَ نافِلَةً / وَيَستَحِلُّ دَمَ الحُجّاجِ في الحَرَمِ
وَكُلَّما نُطِحَت تَحتَ العَجاجِ بِهِ / أُسدُ الكَتائِبِ رامَتهُ وَلَم يَرِمِ
تُنسى البِلادَ بُروقَ الجَرِّ بارِقَتي / وَتَكتَفي بِالدَمِ الجاري عَنِ الدِيَمِ
رِدي حِياضَ الرَدى يا نَفسُ وَاِتَّرِكي / حِياضَ خَوفِ الرَدى لِلشاءِ وَالنِعَمِ
إِن لَم أَذَركِ عَلى الأَرماحِ سائِلَةً / فَلا دُعيتُ اِبنَ أُمِّ المَجدِ وَالكَرَمِ
أَيَملِكُ المُلكَ وَالأَسيافُ ظامِئَةٌ / وَالطَيرُ جائِعَةٌ لَحمٌ عَلى وَضَمِ
مَن لَو رَآنِيَ ماءً ماتَ مِن ظَمَأٍ / وَلَو مَثَلتُ لَهُ في النَومِ لَم يَنَمِ
ميعادُ كُلِّ رَقيقِ الشَفرَتَينِ غَداً / وَمَن عَصى مِن مُلوكِ العُربِ وَالعَجَمِ
فَإِن أَجابوا فَما قَصدي بِها لَهُمُ / وَإِن تَوَلَّوا فَما أَرضى لَها بِهِمِ
أَبا عَبدِ الإِلَهِ مُعاذُ إِنّي
أَبا عَبدِ الإِلَهِ مُعاذُ إِنّي / خَفِيٌّ عَنكَ في الهَيجا مَقامي
ذَكَرتُ جَسيمَ ما طَلَبي وَأَنّا / نُخاطِرُ فيهِ بِالمُهَجِ الجِسامِ
أَمِثلي تَأخُذُ النَكَباتُ مِنهُ / وَيَجزَعُ مِن مُلاقاةِ الحِمامِ
وَلَو بَرَزَ الزَمانُ إِلَيَّ شَخصاً / لَخَضَّبَ شَعرَ مَفرِقِهِ حُسامي
وَما بَلَغَت مَشيئتَها اللَيالي / وَلا سارَت وَفي يَدِها زِمامي
إِذا اِمتَللأََت عُيونُ الخَيلُ مِنّي / فَوَيلٌ في التَيَقُّظِ وَالمَنامِ
إِذا ما شَرِبتُ الخَمرَ صِرفاً مُهَنَّأً
إِذا ما شَرِبتُ الخَمرَ صِرفاً مُهَنَّأً / شَرِبنا الَّذي مِن مِثلِهِ شَرِبَ الكَرمُ
أَلا حَبَّذا قَومٌ نَداماهُمُ القَنا / يُسَقّونَها رَيّاً وَساقيهِمُ العَزمُ
وَأَخٍ لَنا بَعَثَ الطَلاقَ أَلِيَّةً
وَأَخٍ لَنا بَعَثَ الطَلاقَ أَلِيَّةً / لَأُعَلِّلَنَّ بِهَذِهِ الخُرطومِ
فَجَعَلتُ رَدّي عِرسَهُ كَفّارَةً / عَن شُربِها وَشَرِبتُ غَيرَ أَثيمِ
مَلامي النَوى في ظُلمِها غايَةُ الظُلمِ
مَلامي النَوى في ظُلمِها غايَةُ الظُلمِ / لَعَلَّ بِها مِثلَ الَّذي بي مِنَ السُقمِ
فَلَو لَم تَغَر لَم تَزوِ عَنّي لِقاءَكُم / وَلَو لَم تُرِدكُم لَم تَكُن فيكُمُ خَصمي
أَمُنعِمَةٌ بِالعَودَةِ الظَبيَةُ الَّتي / بِغَيرِ وَلِيٍّ كانَ نائِلَها الوَسمي
تَرَشَّفتُ فاها سُحرَةً فَكَأَنَّني / تَرَشَّفتُ حَرَّ الوَجدِ مِن بارِدِ الظُلمِ
فَتاةٌ تَساوى عِقدُها وَكَلامُها / وَمَبسِمُها الدُرِّيُّ في الحُسنِ وَالنَظمِ
وَنَكهَتَها وَالمَندَلِيُّ وَقَرقَفٌ / مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الريحِ وَالطَعمِ
جَفَتني كَأَنّي لَستُ أَنطَقَ قَومِها / وَأَطعَنَهُم وَالشُهبُ في صورَةِ الدُهمِ
يُحاذِرُني حَتفي كَأَنِّيَ حَتفُهُ / وَتَنكُزُني الأَفعى فَيَقتُلُها سُمّي
طِوالُ الرُدَينِيّاتِ يَقصِفُها دَمي / وَبيضُ السُرَيجِيّاتِ يَقطَعُها لَحمي
بَرَتني السُرى بَريَ المُدى فَرَدَدنَني / أَخَفُّ عَلى المَركوبِ مِن نَفَسي جِرمي
وَأَبصَرَ مِن زَرقاءِ جَوٍّ لِأَنَّني / إِذا نَظَرَت عَينايَ ساواهُما عِلمي
كَأَنّي دَحَوتُ الأَرضَ مِن خِبرَتي بِها / كَأَنّي بَنى الإِسكَندَرُ السَدَّ مِن عَزمي
لِأَلقى اِبنَ إِسحاقَ الَّذي دَقَّ فَهمُهُ / فَأَبدَعَ حَتّى جَلَّ عَن دِقَّةِ الفَهمِ
وَأَسمَعَ مِن أَلفاظِهِ اللُغَةَ الَّتي / يَلَذُّ بِها سَمعي وَلَو ضُمِّنَت شَتمي
يَمينُ بَني قَحطانَ رَأسُ قُضاعَةٍ / وَعِرنينُها بَدرُ النُجومِ بَني فَهمِ
إِذا بَيَّتَ الأَعداءَ كانَ اِستِماعُهُم / صَريرُ العَوالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُجمِ
مُذِلُّ الأَعِزّاءِ المُعِزُّ وَإِن يَئن / بِهِ يُتمُهُم فَالموتِمُ الجابِرُ اليُتمِ
وَإِن تُمسِ داءً في القُلوبِ قَناتُهُ / فَمُمسِكُها مِنهُ الشِفاءُ مِنَ العُدمِ
مُقَلَّدُ طاغي الشَفرَتَينِ مُحَكَّمٍ / عَلى الهامِ إِلّا أَنَّهُ جائِرُ الحُكمِ
تَحَرَّجَ عَن حَقنِ الدِماءِ كَأَنَّهُ / يَرى قَتلَ نَفسٍ تَركَ رَأسٍ عَلى جِسمِ
وَجَدنا اِبنَ إِسحاقَ الحُسَينِ كَجَدِّهِ / عَلى كَثرَةِ القَتلى بَريئاً مِنَ الإِثمِ
مَعَ الحَزمِ حَتّى لَو تَعَمَّدَ تَركَهُ / لَأَلحَقَهُ تَضيِيعُهُ الحَزمَ بِالحَزمِ
وَفي الحَربِ حَتّى لَو أَرادَ تَأَخُّراً / لَأَخَّرَهُ الطَبعُ الكَريمُ إِلى القُدمِ
لَهُ رَحمَةٌ تُحيّ العِظامَ وَغَضبَةٌ / بِها فَضلَةٌ لِلجُرمِ عَن صاحِبِ الجُرمِ
وَرِقَّةُ وَجهٍ لَو خَتَمتَ بِنَظرَةٍ / عَلى وَجنَتَيهِ ما اِنمَحى أَثَرُ الخَتمِ
أَذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أَذَقنَني / وَعَفَّ فَجازاهُنَّ عَنّي عَلى الصُرمِ
فِدىً مَن عَلى الغَبراءِ أَوَّلُهُم أَنا / لِهَذا الأَبِيِّ الماجِدِ الجائِدِ القَرمِ
لَقَد حالَ بَينَ الجِنِّ وَالأَمنِ سَيفُهُ / فَما الظَنُّ بَعدَ الجِنِّ بِالعُربِ وَالعُجمِ
وَأَرهَبَ حَتّى لَو تَأَمَّلَ دِرعَهُ / جَرَت جَزَعاً مِن غَيرِ نارٍ وَلا فَحمِ
وَجادَ فَلَولا جودُهُ غَيرَ شارِبٍ / لَقيلَ كَريمٌ هَيَّجَتهُ اِبنَةُ الكَرمِ
أَطَعناكَ طَوعَ الدَهرِ يا اِبنَ اِبنِ يوسُفٍ / لِشَهوَتِنا وَالحاسِدو لَكَ بِالرُغمِ
وَثِقنا بِأَن تُعطي فَلَو لَم تَجُد لَنا / لَخِلناكَ قَد أَعطَيتَ مِن قُوَّةِ الوَهمِ
دُعيتُ بِتَقريظيكَ في كُلِّ مَجلِسٍ / وَظَنَّ الَّذي يَدعو ثَنائي عَلَيكَ اِسمي
وَأَطعَمتَني في نَيلِ مالا أَنالُهُ / بِما نِلتُ حَتّى صِرتُ أَطمَعُ في النَجمِ
إِذا ما ضَرَبتَ القِرنَ ثُمَّ أَجَزتَني / فَكِل ذَهَباً لي مَرَّةً مِنهُ بِالكَلمِ
أَبَت لَكَ ذَمّي نَخوَةٌ يَمَنِيَّةٌ / وَنَفسٌ بِها في مَأزِقٍ أَبَداً تَرمي
فَكَم قائِلٍ لَو كانَ ذا الشَخصُ نَفسَهُ / لَكانَ قَراهُ مَكمَنَ العَسكَرِ الدَهمِ
وَقائِلَةٍ وَالأَرضَ أَعني تَعَجُّباً / عَلَيَّ اِمرُؤٌ يَمشي بِوَقري مِنَ الحِلمِ
عَظُمتَ فَلَمّا لَم تُكَلَّم مَهابَةً / تَواضَعتَ وَهوَ العُظمُ عُظماً عَنِ العُظمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025