المجموع : 16
صَلَّى الضُّحى لَما اِستَفادَ عَداوَتي
صَلَّى الضُّحى لَما اِستَفادَ عَداوَتي / وَأَراهُ يَنسُكُ بَعدَها وَيَصومُ
لا تَعدَمَنَّ عَداوَةً مَأجومَةً / تَرَكَتكَ تَقعُدُ مَرَّةً وَتَقومُ
أَلَم يُسلكَ عَن نُعم
أَلَم يُسلكَ عَن نُعم / وَلا عَن جارَتي نُعمِ
طِرادُ الخَيلِ يَحميها / غَداةَ الرَّوعِ مَن يَحمِي
إِذا دارَت رَحى الحَرْ / بِ وَعَضَّ الحَرب بِالسِّلمِ
فَها هنَّاكَ إِما / تَشهَديني تَعلَمي عِلمي
فَقَد أَختلِسُ الطَّعْ / نَةَ بَينَ الرَّأيِ وَالوَهمِ
نَحيبَ الثّاكِلِ الوا / لِهِ أَو غاشِيَة الهَدمِ
وَأَغشى القَومَ بِالقَومِ / وَأَلقى الهَمَّ بِالهَمِّ
وَأَحميهِم فَإِن غِبتُ / حَموا أَنفُسَهُم بِاِسمي
تَقولُ الكاعِبُ الحَسنا / ءُ لَمَّا أَزمَعَت صَرمِي
أَما يَخرُجُ مِن لَح / ظِكَ أَعطافي عَلى رُغمي
فَما إِن بَرِحَت حَتّى اِشْ / تَرَكنا وَهيَ في الإِثمِ
وَحَتّى اِنصَرَفَت تَجري / بِوَجهٍ مُشرِقٍ فَخمِ
كَما تَنصَرِفُ الخَيلُ / إِلى قَعقَعَةِ اللُّجمِ
لَيتَ هذا الصِّيامَ دامَ لَنا
لَيتَ هذا الصِّيامَ دامَ لَنا / عاماً وَعاماً بَل لَيتَهُ أَلفَ عامِ
إِنَّ شَهراً كُنا نَرى كُلَّ يَوم / فيهِ وَجهَ الإِمامِ وَاِبنَ الإِمامِ
لَحَقيقٌ أَن لا نَزالُ عَلَيهِ / كاسِفي البالِ ظاهِري التَّهمامِ
لَعَنَ اللَّهُ مَن يَرى أَحَدا أَو / لي بِها مِنكَ مِن جَميعِ الأَنامِ
لَعَنَ اللَّهُ مَن يَعُدُّ سِوى رَأ / يكَ عَونا لَهُ عَلى الأَيّامِ
وَزايرٍ طابَ لَنا يَومُهُ
وَزايرٍ طابَ لَنا يَومُهُ / لَو ساعَدَ الدَّهرُ بِإِتمامِهِ
ماذا لَقينا مِن دَواوينِهِ / وَخطّه فيها بِأَقلامِهِ
أسرّ ما كُنّا فَمن مازح / أَو شاربٍ قَد عَبَّ في جامِهِ
فارَقنا فَالعَينُ مَطروفَةٌ / بِواكِفِ الدَّمعِ وَسَجّامِهِ
وَعادَ بِالمَدحِ لَنا مُنعِماً / بِهِ إِلى سالِفِ إِنعامِهِ
نَشكُرُ ما قالَ عَلى أَنَّهُ / لا يُمدَحُ الحُرُّ بحَمَّامِهِ
لكِن وَأَنّى لي بِها حاجَة / لَو كُنت فيهِ بَعض قوّامِهِ
أَمسَحُهُ فيها وَأَدنو لَهُ / مِن خَلفِهِ طوراً وَقدّامِهِ
جَعَلتُ نَفسي جُنَّةً دونه / وَبِعتُ إِسلامي بِإِسلامِهِ
فَكانَ ما يَشرَبُ حِلاً لَهُ / وَصِرتُ مَأخوذاً بِآثامِهِ
تَنَصَّلَ بَعدَ ما ظَلَما
تَنَصَّلَ بَعدَ ما ظَلَما / فَعادَ لِوَصلِ ما صَرَما
وَقُلتُ لعالم بِالأَم / رِ مُنتَفِعٍ بِما عَلِما
أَلَستَ تَرى تَلَفُّتَهُ / فَقالَ نَعَم رَأَيتُ فَما
أَما يَكفيكَ أَنَّكَ كُن / تَ يَوم لَقيتَهُ عَلَما
فَقُلتُ تَذوقُهُ فَلَعَلَّ ذا / كَ الخَدَّ قَد لُثِما
فَقَدَّمَ رَغبَةً قَدَما / وَأَخَّرَ رَهبَةً قَدَما
يُحاوِلُ غَمرَةً وَيَخا / فُ عِندَ وُقوعِها النَّدَما
فَكابَرَ طَرفُهُ فيها / فَأَرسَلَها وَما اِعتَزَما
فَما بَلَغَتهُ وَهيَ الحَر / بُ حَتّى رَدَّها سِلما
كَأَنهُ كانَ يَرقُبُها / فَحينَ عَنَينَهُ فَهِما
وَأَقبَلَ بَعدَها مُتَخَدْ / درا يَتَعَسَّفُ الحشما
يَسيلُ جَبينُهُ عَرَقا / وَتَقطُرُ وَجنَتاهُ دَما
وَيُقصِرُ طَرفَهُ كَيلا / تَرى عَيناهُ مُتَّهَما
يُبادِرُ أَن يُراحَ لِكَي / يَصحَّ لَهُ الَّذي حَتَما
فَحط بِرحلِنا نعماً / فَبِتنا نَشكُرُ النِّعما
أَشوفُ مُقَلَّدا سَبطا / وَأَرشُفُ بارِداً شَبما
أَقولُ لَهُ وَقَد سَنَحَ ال / عِتابُ عَلَيهِ فَانتَظَما
أَذنباً كُنتَ تَحسبُ جَفْ / وَتي بِاللَّهِ أَم كَرَما
أَما اِستَحيَيتَ يَوم كَذا / وَيَومَ كَذا أَما وَأَما
فَنَكَّسَ ناظِراً في ظَه / رِ كَفٍّ يُنبِتُ العَنَما
وَقالَ وَما عَلى رَجُلٍ / أُسيءَ بِهِ إِذا اِنتَعَما
أَلَم تَرَ أَنَّ خَيرَ النَّاسِ أَودى
أَلَم تَرَ أَنَّ خَيرَ النَّاسِ أَودى / فَيا للنَّاس للحَدَث العَظيمِ
جَزاكَ اللَّهُ يَومَ فَقَدتَ عَنّا / جَزاءَ الوالِدِ البَرِّ الرَّحيمِ
وُليتَ فَلَم تَزَل حَيّاً وَمَيتاً / عَلى نَهجِ الطَّريقِ المُستَقيمِ
وَوَلَّيتَ الخِلافَةَ سايسيها / فَلا حكش وَلا اِبن أَبي حَكيمِ
أَسلَمَ المُدنَ وَالحُصونَ وَوَلَّى
أَسلَمَ المُدنَ وَالحُصونَ وَوَلَّى / يَحسَبُ المَوتَ تَحتَ كُلِّ قِيامِ
صَنَعَ الحَزمَ عامَ أَوَّل لكِن / ضَيَّعَ الحَزمَ كُلَّهُ في العامِ
ما كانَ أَغناكَ عَن هَمّ خَلَوتَ بِهِ
ما كانَ أَغناكَ عَن هَمّ خَلَوتَ بِهِ / فينا يُخاطِبُ قَلباً كُلُّهُ دامِ
لَأَنتَ في عامِكَ الماضي أَقَرُّ بِنا / عَيناً وَأَنعَمُ بالاً مِنكَ في العامِ
البِرُّ بي مِنكَ وَطَّا العُذرَ عِندَكَ لي
البِرُّ بي مِنكَ وَطَّا العُذرَ عِندَكَ لي / فيما أَتاكَ فَلَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
وَقامَ عِلمُكَ بي فَاِحتَجَّ عِندَكَ لي / فَقامَ شاهِدُ عَدلٍ غَيرُ مُتَّهَمِ
حُبٌّ وَهَجرٌ عَلى جِسمٍ بِهِ سَقَمٌ
حُبٌّ وَهَجرٌ عَلى جِسمٍ بِهِ سَقَمٌ / العَيشُ عَن ذا سريعاً سَوفَ يَنصَرِمُ
حَياةُ ذا مَوتُهُ وَالمَوتُ عيشَتُهُ / ما خَيرُ عَيشٍ إِذا ما زالَتِ النِّعَمُ
أَرى المُحِبّينَ قَد طالَ البَلاءُ بِهِم / حَتَّى كَأَنَّ هَواهُم فيهُم نِقَمُ
عَرَفتُ ذلِكَ في نَفسي وَعِلَّتُهُم / قَد يرحَمونَ وَلَم أرحم كما رحموا
جاءَ الكِتابُ بِما قَد كُنتُ أَحذره / يا وَيلَتا لِيَ مِمَّا سَطر القَلَمُ
قالَت تَحَقَّق ما كُنّا نُزَنُّ بِهِ / فَالنَّارُ بَينَ ذَوي الأَضغانِ تضطرِمُ
إِلَيكَ عَنّي فَإِنَّ القَومَ قَد نَذَروا / أَن يَقتُلوكَ أَلا فَاسلَم وَلا سَلِموا
لَولا مَخافَةُ أَن يَشجى بقيلهُم / لما تَفَوَّهَ مِنهُم بِالوَعيدِ فَمُ
لا كُنت إِن عاقَني عَن أَن أَزورَكُم / وَكُلُّهُم شاهِدٌ خَوفٌ لما زَعَموا
شاقَ الفُؤادَ وَما نَشتاقُ مِن أُمَم
شاقَ الفُؤادَ وَما نَشتاقُ مِن أُمَم / أَطلالُ مَنزِلَةٍ أَقوَت وَلَم تَدُمِ
هِيَ الخَيالُ الَّذي أَهدى لَنا سَقَماً / إِذ زارَنا وَغَدا خِلواً مِنَ السَّقَمِ
ما زارَكَ الطَّيفُ مِن برٍّ تعَرّفهُ / لكِن تَمَنّيكهُ أَهداهُ في الحُلُمِ
بِتنا وَباتَ يُمَنِّينا وُيُؤنِسُنا / بُخلاً عَلَينا وَلَمّا يُؤتَ مِن عَدَمِ
لَو دامَ ذلِكَ لَم نَطمَح بِأَعيُنِنا / إِلى سِواهُ وَلكِن ذاكَ لَم يَدُمِ
قَد هاجَ لي بكراً مِمَّن بُليتُ بِهِ / حَمامَتانِ عَلى غُصنٍ مِنَ السَّلَمِ
تَناوَحانِ بِنَغماتٍ يَهيجُ لَها / قَلبُ الفَتى وَهوَ عَمّا تَعنِيانِ عَمي
يا مَن رَأى عَرَبِيَّ اللَّفظِ هاجَ لَهُ / حُزناً فَقالَ عَلَيهِ نايِحُ العَجَمِ
لا شَيءَ أَعجَبُ مِن قَتلي بِلا تِرَةٍ / مَتى أُقاد بِها كانَت وَلا تَدُمِ
يا ذا الَّذي خانَ عَهدي إِذ وَثِقتُ بِهِ / قَد كُنتَ عِندي أَميناً غَيرَ مُتَّهَمِ
أَطمَعتَنِي في الهَوى حَتَّى إِذا سَمحَت / نَفسي مُنيتُ بِحَبلٍ مِنكَ مُنصَرِمِ
صَدَّقتَ فِيَّ أَقاويلَ الوُشاةِ وَلَم / تَسمَع مَقالي في عذري وَلا كَلمِي
وَمَجلِسٍ نَظَرَت عَينُ السُّرورِ بِهِ / إِلى النّدامى بِأَلوانٍ مِنَ النَّغَمِ
ظَلَّت عَلَيهِ سَماءُ اللَّهوِ هاطِلَةً / بِالسَّكبِ مِن قطرِها وَالوَبلِ وَالدِّيَمِ
ثابَت إِلَيهِ مِنَ اللَّذاتِ ثايِبَةٌ / وَقَد أمِيطَ الأَذى عَنهُ فَلَم يَقُمِ
ظَلَّت أَباريقُنا لِلكَأسِ ساجِدَةً / فيهِ كَما خَرَّت الكُفَّارُ لِلصَّنَمِ
وَإِنِّي لَأَلقاها فَيَنطِقُ طَرفُها
وَإِنِّي لَأَلقاها فَيَنطِقُ طَرفُها / لِطَرفي بِما يَخفي وَإِن لَم تَكَلَّمِ
وَتَبخَلُ عَنّي بِالسَّلامِ وَعَينُها / تُشيرُ بِهِ نَحوي وَإِن لَم تُسَلِّمِ
بِنَفسِيَ إِنسانٌ إِذا غابَ لَم أَزَل / أَلاحِظُ عَينَيهِ بِعَينِ التَوَهُّمِ
سُرورٌ وَحُزنٌ فيهِ يَعتَوِرانني / فَأَقطَعُ يَومي بِالبُكا وَالتَّبَسُّمِ
طَرفٌ تَرَقرَقَ بِالدَّمِ
طَرفٌ تَرَقرَقَ بِالدَّمِ / بَعدَ الدُّموعِ السُّجَّمِ
اللَّهُ يَعلَمُ أَنَّني / أَهوى وِصالَكِ فَاِعلَمي
قسمَ الهَوى بَينَ العِبا / دِ فَلَيتَهُ لَم يُقسَمِ
سَهمٌ عَلى أَهلِ الهَوى / وَعَلَيَّ تِسعَةُ أَسهُمِ
قَينَةٌ كانَت تُغَنِّي
قَينَةٌ كانَت تُغَنِّي / مُسِخَت بِرذَونَ أَدهَمْ
عِجتُ بِالساباطِ يَوماً / فَإِذا القينَةُ تُلجَمْ
هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ
هُوَ السَّبيلُ فَمن يَومٍ إِلى يَومٍ / كَأَنَّهُ ما تُريكَ العَين في النَّومِ
لا تَعجَلَنَّ رُوَيداً إِنَّها دُوَلٌ / دُنيا تَنَقَّلُ مِن قَومٍ إِلى قَومِ
أَتَرحَلُ تَهوى مُقيمُ
أَتَرحَلُ تَهوى مُقيمُ / لَعُمرُكَ إِنَّ ذا خَطرٌ جَسيمُ
إِذا ما كُنتَ لِلحَدَثانِ عَوناً / عَلَيكَ وَلِلزَّمانِ فَمَن تَلومُ