المجموع : 14
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ
إِذا اِستَلَّكَ الجانونُ أَغمَدَكَ الحِلمُ / وَإِن كَفَّكَ الإِبقاءُ أَنهَضَكَ العَزمُ
وَمَن لَم يُؤَدِّبهُ لِفَرطِ عُتُوِّهِ / إِذا ما جَنى الإِنصافُ أَدَّبَهُ الظُلمُ
إِذا العُربُ لَم تَجزِ اِصطِناع مُلوكِها / بِشُكرٍ تَمادَت في سِياسَتِها العُجمُ
أَعِدها إِلى عاداتِ عَفوِكَ مُحسِناً / كَما عَوَّدَتها قَبلُ آباؤُكَ الشُمُّ
فَإِن ضاقَ عَنها العُذرُ عِندَكَ في الَّذي / جَنَتهُ فَما ضاقَ التَفَضُّلُ وَالحِلمُ
وَكَيفَ يُقهَرُ مَن لِلَّهِ يَنصُرُ مِن
وَكَيفَ يُقهَرُ مَن لِلَّهِ يَنصُرُ مِن / دونِ الوَرى وَبِعِزِّ اللَهِ يَعتَصِمُ
إِن سارَ سارَ لِواءُ الحَمدِ يَقدُمُهُ / أَو حَلّ حلّ بِهِ الأَقبالُ وَالكَرَمُ
يَلقى العِدى بِجُيوشٍ لا يُقاوِمَها / كُثرُ العَساكِرِ إِلا أنَّها هِمَمُ
لَمّا سَقى البيضَ رَيّاً وَهيَ ظامِئَةٌ / مِنَ الدِماءِ وَحُكمُ المَوتِ يَحتَكِمُ
سَقَت سَحائِبُ كَفَّيهِ بِصَيِّبِها / دِيارُ بَكرٍ فَهانَت عِندَها الدِيَمُ
لِأَنَّهُ الغايَةُ القُصوى الَّتي عَجَزَت
لِأَنَّهُ الغايَةُ القُصوى الَّتي عَجَزَت / عَن أَن تُؤَمِّل إِدراكاً لَها الهِمَمُ
ما تَستَحِقُ مُلوكُ الدَهرِ مَرتَبَةً / في الفَضلِ إِلّا لَهُ مِن فَوقِها قَدَمُ
ذَكاؤُهُ إِن دَجا لَيلُ الشُكوكِ ضحى / وَظِلُّهُ إِن خَطا صَرفُ الرَدى حَرمُ
فَلَو عَدا الكَرمُ المَوصوفُ راحَتَهُ / عَن أَن يُجاوِزها لَم يُكرم الكَرَمُ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ
نَداكَ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامِ / وَعَزمُكَ إِن فُلَّ الحُسامُ حُسامُ
فَهذا يَنيلُ الرِزق وَهُوَ مُمَنَّع / وَذاكَ يرَدُّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ
وَمن طَلَب الأَعداء بِالمالِ وَالظُبا / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ
في عارِضٍ ضاقَت الأَرضُ الفَسيحَةُ عَن
في عارِضٍ ضاقَت الأَرضُ الفَسيحَةُ عَن / سُراهُ إِذ سالَ فيها سَيلُهُ العِرَمُ
كَأَنَّهُ اللَيلُ لا قُربٌ وَلا بُعدُ / يَخفي عَلَيهِ وَلا فَجُّ وَلا علمُ
يَهدي الغُبارُ إِلَيهِ الشَمسَ كاسِفَةً / كَأَنَّها فيهِ سِرٌّ لَيسَ يَنكَتِمُ
شَقَّ الغَضَنفَرُ آجامَ الرِماحِ بِهِ / وَالمَوتُ يُسفِرُ أَحياناً وَيَلتَثِمُ
فَراسَلَ الدَهرَ في الأَعداءِ عَزمَتهُ / وَكاتَب النَصرَ عَنهُ السَيفَ لا القَلَمُ
وَما سَمِعنا بِلَيثٍ قَبلَ رُؤيَتِهِ / إِذا سَرى صاحبته في السَرى الأَجَمُ
الباذِل المَعروف وَالأَنواءُ باخِلَةٌ / وَالمانِعُ الجارَ وَالأَعمارُ تَختَرِمُ
حَيثُ الدُجى النَقعُ وَالفَجرُ الصَوارِمُ وَال / أُسدُ الفَوارِسُ وَالخَطِيَّةُ الأَجمُ
جادَ رَبعاً حَلَلتَهُ يا همامُ
جادَ رَبعاً حَلَلتَهُ يا همامُ / مِن نَدى كَفِّكَ العَزيزُ رِهامُ
فَقَبيحٌ إِن اِستَزَدت لَهُ صَو / بَ غمامٍ وَأَنتَ فيهِ غمامُ
ما بِأَرضٍ لَم تَبدُ فيها صَباح / ما بِدارٍ حَلَلتُ فيها ظَلامُ
وَإِذا ما حَلَلتَ في بَلَدٍ فَهُ / وَ جَميعُ الدُنيا وَأَنتَ الأَنامُ
سَؤدُدٌ عِندَهُ التَفاخُرُ ذُلُّ / وَنَدى عِندَهُ الكِرامُ لِئامُ
وَسَجايا كَأَنَّها الرَوضُ إِلا / أَنَّها لِلعَدُوِّ مَوتٌ زُؤامُ
أَنتُم أَنفَسُ العُلا يا بَني وَر / قاءُ وَالناسُ كُلُّهُم أَجسامُ
سَخطُ المال مِن أَكفِكُم ما / حَمَدَتهُ السُيوفُ وَالأَقلامُ
يَدعي حَبيبي إِلى هَجري فَيَعدُلُ بي
يَدعي حَبيبي إِلى هَجري فَيَعدُلُ بي / عَن هَجرِهِ مرَضٌ في القَلبِ مَكتومُ
لَو كانَ ينصِفُني ما كانَ يَهجُروني / لِكِنَّني الدَهر في حُبيِه مَظلومُ
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى
وَمَن طَلَبَ الأَعداءَ بِالمالِ وَالظُبى / وَبِالسَعدِ لَم يَبعُد عَلَيهِ مُرامُ
عَدلُ الصَوارِمِ أَعدَلُ الأَحكامِ
عَدلُ الصَوارِمِ أَعدَلُ الأَحكامِ / وَشَبا الأَسِنَّةِ أَكتبُ الأَقلامِ
أَخلِق بِمَن كفر الغني أن يغتدي / كُفرانُهُ سَبَباً إِلى الإِعدامِ
مَن كانَ في الإِكرامِ مُفسِدَةٌ لَهُ / فَهَوانُهُ أَولى مِنَ الإِكرامِ
فَتَرَكتُهُم صَرعى كَأَنَّكَ بِالظُبا / عاطَيتَهُم في الرَوعِ كَأسَ مُدامِ
مُتَهاجِرينَ عَلى الدَنّو كَأَنَّما / أَنفَت رُؤوسَهُم مِنَ الأَجسامِ
نَحنُ بِجودِ الأَميرِ في حَرَمٍ
نَحنُ بِجودِ الأَميرِ في حَرَمٍ / نَرتَعُ بَينَ السعودِ وَالنِعَمِ
أَبدَعُ مِن هذِهِ الدَنانيرِ لَم / يَجرِ قَديماً في خاطِرِ الكَرَمِ
فَقَد غَدَت بِاِسمِهِ وَصورَتِهِ / في دَهرِنا عوذَةً مِنَ العَدَمِ
في سالِبٍ لِلشَمسِ ثَوبَ ضِيائِها
في سالِبٍ لِلشَمسِ ثَوبَ ضِيائِها / بِعَجاجَةٍ مِلء الفَضاءِ لَهامِ
كَاللَيلِ إِلا أَنَّ ثَوبَ ظَلامِهِ / مِن عَثيرٍ وَنُجومُهُ مِن لامِ
يَلقى الدُجى مِن بيضِهِ بِضُحى كَما / يَلقى الضُحى مِن نَقعِهِ بِظَلامِ
وَمُستَديرٍ مُعجَمَ التَقسيمِ
وَمُستَديرٍ مُعجَمَ التَقسيمِ /
مُنتَسِبِ الأَشكالِ وَالرُسومِ /
دَبَّرَهُ فِكرُ اِمرىءٍ حَكيمِ /
فَصاغَهُ في صِغَرِ التَجسيمِ /
مُساوِياً لِلفَلَكِ العَظيمِ /
مُقتَطِعا لِسائِرِ النُجومِ /
وَعَريقَةِ الأَنسابِ وَالشِيَمِ
وَعَريقَةِ الأَنسابِ وَالشِيَمِ / مَوجودَةٌ وَالخَلقُ في العَدَمِ
قَدُمَت فَلا تُعزى إِلى حَدَثٍ / إِلّا إِذا عُزِيَت إِلى الهَرَمِ
هَل آدَمُ الكَرمِ المُوَلِّدِ في الدُن / يا وَحَوّا الخَمرِ في القِدَمِ
كَمُلَت فَضائِلُها وَقَصَّرَ عَن / أَوصافِها الإِغراقُ في الكَلَمِ
ظَهَرَت وَنورُ الشَمسِ في فَلَكٍ / مِن قَبلُ خَلقِ الصُبحِ وَالظُلَمِ
فَاِنهَلَّ جَوهَرُها بِمُنسَكِبٍ / لَم يُعتَصَر بيدٍ وَلا قَدَمِ
وَاِشتُقَّ مَعنى اِسمِ السَلافِ لَها / مِن كَونِها في سالِفِ الأُمَمِ
فَكَأَنَّها في صَفوها خُلُقي / وَكَأَنَّها في عِتقِها كَرَمي
خَيالُكَ مِنكَ أَعرَفُ بِالغَرامِ
خَيالُكَ مِنكَ أَعرَفُ بِالغَرامِ / وَأَرأَفُ بِالمُحِبِّ المُستَهامِ
فَلَو يَستَطيعُ حينَ حَظَرتَ نَومي / عَلَيَّ لَزارَ في غَيرِ المَنامِ