المجموع : 36
تَبَلَت فُؤادَكَ في المَنامِ خَريدَةٌ
تَبَلَت فُؤادَكَ في المَنامِ خَريدَةٌ / تَشفي الضَجيعَ بِبارِدٍ بَسّامِ
كَالمِسكِ تَخلِطُهُ بِماءِ سَحابَةٍ / أَو عاتِقٍ كَدَمِ الذَبيحِ مُدامِ
نُفُجُ الحَقيبَةِ بوصُها مُتَنَضِّدٌ / بَلهاءُ غَيرُ وَشيكَةِ الأَقسامِ
بُنِيَت عَلى قَطَنٍ أَجَمَّ كَأَنَّهُ / فُضُلاً إِذا قَعَدَت مَداكُ رُخامِ
وَتَكادُ تَكسَلُ أَن تَجيءَ فِراشَها / في لينِ خَرعَبَةٍ وَحُسنِ قَوامِ
أَمّا النَهارُ فَما أُفَتِّرُ ذِكرَها / وَاللَيلُ توزِعُني بِها أَحلامي
أَقسَمتُ أَنساها وَأَترُكُ ذِكرَها / حَتّى تُغَيَّبَ في الضَريحِ عِظامي
يا مَن لِعاذِلَةٍ تَلومُ سَفاهَةً / وَلَقَد عَصَيتُ إِلى الهَوى لُوّامي
بَكَرَت عَلَيَّ بِسُحرَةٍ بَعدَ الكَرى / وَتَقارُبٍ مِن حادِثِ الأَيّامِ
زَعَمَت بِأَنَّ المَرءَ يَكرُبُ يَومَهُ / عَدَمٌ لِمُعتَكِرٍ مِنَ الأَصرامِ
إِن كُنتِ كاذِبَةَ الَّذي حَدَّثتِني / فَنَجَوتِ مَنجى الحَرثِ بنِ هِشامِ
تَرَكَ الأَحِبَّةَ أَن يُقاتِلَ دونَهُم / وَنَجا بِرَأسِ طِمِرَّةٍ وَلِجامِ
جَرداءَ تَمزَعُ في الغُبارِ كَأَنَّها / سِرحانُ غابٍ في ظِلالِ غَمامِ
تَذَرُ العَناجيجَ الجِيادَ بِقَفرَةٍ / مَرَّ الدُموكِ بِمُحصَدٍ وَرِجامِ
مَلَأَت بِهِ الفَرجَينِ فَاِرمَدَّت بِهِ / وَثَوى أَحِبَّتُهُ بِشَرِّ مُقامِ
وَبَنو أَبيهِ وَرَهطُهُ في مَعرَكٍ / نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ ذَوي الإِسلامِ
طَحَنَتهُمُ وَاللَهُ يُنفِذُ أَمرَهُ / حَربٌ يُشَبُّ سَعيرُها بِضِرامِ
لَولا الإِلَهُ وَجَريُها لَتَرَكنَهُ / جَزَرَ السِباعِ وَدُسنَهُ بِحَوامي
مِن كُلِّ مَأسورٍ يُشَدُّ صِفادُهُ / صَقرٍ إِذا لاقى الكَتيبَةَ حامي
وَمُجَدَّلٍ لا يَستَجيبُ لِدَعوَةٍ / حَتّى تَزولُ شَوامِخُ الأَعلامِ
بِالعارِ وَالذُلُّ المُبَيِّنِ إِذ رَأَوا / بيضَ السُيوفِ تَسوقُ كُلَّ هُمامِ
بِيَدي أَغَرَّ إِذا اِنتَمى لَم يُخزِهِ / نَسَبُ القِصارِ سَمَيدَعٍ مِقدامِ
بيضٌ إِذا لاقَت حَديداً صَمَّمَت / كَالبَرقِ تَحتَ ظِلالِ كُلِّ غَمامِ
لَيسوا كَيَعمُرَ حينَ يَشتَجِرُ القَنا / وَالخَيلُ تَضبِرُ تَحتَ كُلِّ قَتامِ
فَسَلَحتَ إِنَّكَ مِن مَعاشِرِ خانَةٍ / سُلحٍ إِذا حَضَرَ القِتالُ لِئامِ
فَدَعِ المَكارِمَ إِنَّ قَومَكَ أُسرَةٌ / مِن وُلدِ شِجعٍ غَيرُ جِدِّ كِرامِ
مِن صُلبِ خِندِفَ ماجِدٍ أَعراقُهُ / نَجَلَت بِهِ بَيضاءُ ذاتُ تَمامِ
وَمُرَنَّحٍ فيهِ الأَسِنَّةُ شُرَّعاً / كَالجَفرِ غَيرِ مُقابَلِ الأَعمامِ
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الجَديدَ التَكَلُّما
أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الجَديدَ التَكَلُّما / بِمَدفَعِ أَشداخٍ فَبُرقَةِ أَظلَما
أَبى رَسمُ دارِ الحَيِّ أَن يَتَكَلَّما / وَهَل يَنطِقُ المَعروفَ مَن كانَ أَبكَما
بِقاعِ نَقيعِ الجِزعِ مِن بَطنِ يَلبَنٍ / تَحَمَّلَ مِنهُ أَهلُهُ فَتَتَهَّما
دِيارٌ لِشَعثاءِ الفُؤادِ وَتِربِها / لَيالِيَ تَحتَلُّ المَراضَ فَتَغلَما
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ تَرتَعي / بِمُندَفَعِ الوادي أَراكاً مُنَظَّما
أَقامَت بِهِ بِالصَيفِ حَتّى بَدا لَها / نَشاصٌ إِذا هَبَّت لَهُ الريحُ أَرزَما
فَلَمّا دَنَت أَعضادُهُ وَدَنا لَهُ / مِنَ الأَرضِ دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمحَما
تَحِنُّ مَطافيلُ الرِباعِ خَلالَهُ / إِذا اِستَنَّ في حافاتِهِ البَرقُ أَثجَما
وَكادَ بِأَكنافِ العَقيقِ وَئيدُهُ / يَحُطُّ مِنَ الجَمّاءِ رُكناً مُلَملَما
فَلَمّا عَلا تُربانَ فَاِنهَلَّ وَدقُهُ / تَداعى وَأَلقى بَركَهُ وَتَهَزَّما
وَأَصبَحَ مِنهُ كُلُّ مَدفَعِ تَلعَةٍ / يَكُبُّ العِضاهَ سَيلُهُ ما تَصَرَّما
تَنادَوا بِلَيلٍ فَاِستَقَلَّت حُمولُهُم / وَعالَينَ أَنماطَ الدِرَقلِ المُرَقَّما
عَسَجنَ بِأَعناقِ الظِباءِ وَأَبرَزَت / حَواشي بُرودِ القِطرِ وَشياً مُنَمنَما
فَأَنّى تُلاقيها إِذا حَلَّ أَهلُها / بِوادٍ يَمانٍ مِن غِفارٍ وَأَسلَما
تَلاقٍ بَعيدٌ وَاِختِلافٌ مِنَ النَوى / تَلاقيكَها حَتّى تُوافِيَ مَوسِما
سَأُهدي لَها في كُلِّ عامٍ قَصيدَةٍ / وَأَقعُدُ مَكفِيّاً بِيَثرِبَ مُكرَما
أَلَستُ بِنِعمَ الجارُ يُؤلِفُ بَيتَهُ / كَذي العُرفِ ذا مالٍ كَثيرٍ وَمُعدَما
وَنَدمانِ صِدقٍ تَمطُرُ الخَيرَ كَفُّهُ / إِذا راحَ فَيّاضَ العَشِيّاتِ خِضرِما
وَصَلتُ بِهِ رُكني وَوافَقَ شيمَتي / وَلَم أَكُ عِضّاً في النَدامى مُلَوَّما
وَأَبقى لَنا مَرُّ الحُروبِ وَرُزؤُها / سُيوفاً وَأَدراعاً وَجَمعاً عَرَمرَما
إِذا اِغبَرَّ آفاقُ السَماءِ وَأَمحَلَت / كَأَنَّ عَلَيها ثَوبَ عَصبٍ مُسَهَّما
حَسِبتَ قُدورَ الصادِ حَولَ بُيوتِنا / قَنابِلَ دُهماً في المَحَلَّةِ صُيَّما
يَظَلُّ لَدَيها الواغِلونَ كَأَنَّما / يُوافونَ بَحراً مِن سُمَيحَةَ مُفعَما
لَنا حاضِرٌ فَعمٌ وَبادٍ كَأَنَّهُ / شَماريخُ رَضوى عِزَّةً وَتَكَرُّما
مَتى ما تَزِنّا مِن مَعَدٍّ بِعُصبَةٍ / وَغَسّانَ نَمنَع حَوضَنا أَن يُهَدَّما
بِكُلِّ فَتىً عاري الأَشاجِعِ لاحَهُ / قِراعُ الكُماةِ يَرشَحُ المِسكَ وَالدَما
إِذا اِستَدبَرَتنا الشَمسُ دَرَّت مُتونُنا / كَأَنَّ عُروقَ الجَوفِ يَنضَحنَ عَندَما
وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَاِبني مُحَرَّقٍ / فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما
نُسَوِّدُ ذا المالِ القَليلِ إِذا بَدَت / مُروءَتُهُ فينا وَإِن كانَ مُعدِما
وَإِنّا لَنَقري الضَيفَ إِن جاءَ طارِقاً / مِنَ الشَحمِ ما أَمسى صَحيحاً مُسَلَّما
أَلَسنا نَرُدُّ الكَبشَ عَن طِيَّةِ الهَوى / وَنَقلِبُ مُرّانَ الوَشيجِ مُحَطَّما
وَكائِن تَرى مِن سَيِّدٍ ذي مَهابَةٍ / أَبوهُ أَبونا وَاِبنُ أُختٍ وَمَحرَما
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى / وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجدَةٍ دَما
أَبى فِعلُنا المَعروفُ أَن نَنطِقَ الخَنا / وَقائِلُنا بِالعُرفِ إِلّا تَكَلُّما
أَبى جاهُنا عِندَ المُلوكِ وَدَفعُنا / وَمَلءُ جِفانِ الشيزِ حَتّى تَهَزَّما
فَكُلُّ مَعَدٍّ قَد جَزَينا بِصُنعِهِ / فَبُؤسى بِبُؤساها وَبِالنُعمِ أَنعُما
مَنَعَ النَومَ بِالعَشاءِ الهُمومُ
مَنَعَ النَومَ بِالعَشاءِ الهُمومُ / وَخَيالٌ إِذا تَغورُ النُجومُ
مِن حَبيبٍ أَصابَ قَلبَكَ مِنهُ / سَقَمٌ فَهوَ داخِلٌ مَكتومُ
يا لَقَومي هَل يَقتُلُ المَرءَ مِثلي / واهِنُ البَطشِ وَالعِظامِ سَؤومُ
هَمُّها العِطرُ وَالفِراشُ وَيَعلو / ها لِجَينٌ وَلُؤلُؤٌ مَنظومُ
لَو يَدِبُّ الحَولِيُّ مِن وَلَدِ الذَر / رِ عَلَيها لَأَندَبَتها الكُلومُ
لَم تَفُقها شَمسُ النَهارِ بِشَيءٍ / غَيرَ أَنَّ الشَبابَ لَيسَ يَدومُ
إِنَّ خالي خَطيبُ جابِيَةِ الجَو / لانِ عِندَ النُعمانِ حينَ يَقومُ
وَأَبي في سُمَيحَةَ القائِلُ الفا / صِلُ يَومَ اِلتَفَّت عَلَيهِ الخُصومُ
يَصِلُ القَولَ بِالبَيانِ وَذو الرَأ / يِ مِنَ القَومِ ظالِعٌ مَكعومُ
وَأَنا الصَقرُ عِندَ بابِ اِبنِ سَلمى / يَومَ نُعمانُ في الكُبولِ مُقيمُ
وَأُبَيٌّ وَواقِدٌ أُطلِقا لي / ثُمَّ رُحنا وَقُفلُهُم مَحطومُ
وَرَهَنتُ اليَدَينِ عَنهُم جَميعاً / كُلُّ كَفٍّ فيها جُزٌ مَقسومُ
وَسَطَت نِسبَتي الذَوائِبَ مِنهُم / كُلُّ دارٍ فيها أَبٌ لي عَظيمُ
رُبَّ حِلمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ الما / لِ وَجَهلٍ غَطّى عَلَيهِ النَعيمُ
ما أُبالي أَنَبَّ بِالحُزنِ تَيسٌ / أَم لَحاني بِظَهرِ غَيبٍ لَئيمُ
لا تَسُبَّنَّني فَلَستَ بِسَبّي / إِنَّ سَبّي مِنَ الرِجالِ الكَريمُ
تِلكَ أَفعالُنا وَفِعلُ الزَبَعرى / خامِلٌ في صَديقِهِ مَذمومُ
وَلِيَ الناسَ مِنهُمُ إِذ حَضَرتُم / أُسرَةٌ مِن بَني قُصَيٍّ صَميمُ
تِسعَةٌ تَحمِلُ اللِواءَ وَطارَت / في رِعاعٍ مِنَ القَنا مَخزومُ
لَم يُوَلّوا حَتّى أُبيدوا جَميعاً / في مَقامٍ وَكُلُّهُم مَذمومُ
بِدَمٍ عاتِكٌ وَكانَ حِفاظاً / أَن يُقيموا إِنَّ الكَريمَ كَريمُ
وَأَقاموا حَتّى أُزيروا شُعوباً / وَالقَنا في نُحورِهِم مَحطومُ
وَقُرَيشٌ تَلوذُ مِنّا لِواذاً / لَم يُقيموا وَخَفَّ مِنها الحُلومُ
لَم تُطِق حَملَهُ العَواتِقُ مِنهُم / إِنَّما يَحمِلُ اللِواءَ النُجومُ
أولَئِكَ قَومي فَإِن تَسأَلي
أولَئِكَ قَومي فَإِن تَسأَلي / كِرامٌ إِذا الضَيفُ يَوماً أَلَم
عِظامُ القُدورِ لِأَيسارِهِم / يَكُبّونَ فيها المُسِنَّ السَنِم
يُواسونَ مَولاهُمُ في الغِنى / وَيَحمونَ جارُهُمُ إِن ظَلُم
وَكانوا مُلوكاً بِأَرضيهِمِ / يُبادونَ غَصباً بِأَمرٍ غَشِم
مُلوكاً عَلى الناسِ لَم يُملَكوا / مِنَ الدَهرِ يَوماً كَحِلِّ القَسَم
فَأَنبَوا بِعادٍ وَأَشياعِها / ثَمودَ وَبَعضِ بَقايا إِرَم
بِيَثرِبَ قَد شَيَّدوا في النَخيلِ / حُصوناً وَدَجَّنَ فيها النَعَم
نَواضِحَ قَد عَلَّمَتها اليَهودُ / عُلَّ إِلَيكَ وَقَولاً هَلُم
وَفيما اِشتَهَوا مِن عَصيرِ القِطافِ / وَعَيشٍ رَخِيِّ عَلى غَيرِ هَمّ
فَساروا إِلَيهِم بِأَثقالِهِم / عَلى كُلِّ فَحلٍ هِجانٍ قَطِم
جِيادُ الخُيولِ بِأَجنابِهِم / وَقَد جَلَّلوها ثِخانَ الأَدَم
فَلَمّا أَناخوا بِجَنبَي صِرارٍ / وَشَدّوا السُروجَ بِلَيِّ الحُزُم
فَما راعَهُم غَيرُ مَعجِ الخُيولِ / وَالزَحفُ مِن خَلفِهِم قَد دَهَم
فَطاروا شِلالاً وَقَد أُفزِعوا / وَطِرنا إِلَيهِم كَأُسدِ الأَجَم
عَلى كُلِّ سَلهَبَةٍ في الصِيانِ / لا تَستَكينُ لِطولِ السَأَم
وَكُلِّ كُمَيتٍ مُطارِ الفُؤادِ / أَمينِ الفُصوصِ كَمِثلِ الزُلَم
عَلَيها فَوارِسُ قَد عاوَدوا / قِراعَ الكُماةِ وَضَربِ البُهَم
لُيوثٌ إِذا غَضِبوا في الحُروبِ / لا يَنكَلونَ وَلَكِن قُدُم
فَأُبنا بِسادَتِهِم وَالنِساءِ / قَسراً وَأَموالِهِم تُقتَسَم
وَرِثنا مَساكِنَهُم بَعدَهُم / وَكُنّا مُلوكاً بِها لَم نَرِم
فَلَمّا أَتانا رَسولُ المَليكِ / هَلُمَّ إِلَينا وَفينا أَقِم
رَكُنّا إِلَيهِ وَلَم نَعصِهِ / غَداةَ أَتانا مِنَ ارضِ الحَرَم
وَقُلنا صَدَقتَ رَسولَ المَليكِ / هَلُمَّ إِلَينا وَفينا أَقِم
فَنَشهَدُ أَنَّكَ عَبدُ المَليكِ / أُرسِلتَ نوراً بِدينٍ قِيَم
فَنادِ بِما كُنتَ أَخفَيتَهُ / نِداءً جِهاراً وَلا تَكتَتِم
فَإِنّا وَأَولادَنا جُنَّةٌ / نَقيكَ وَفي مالِنا فَاِحتَكَم
فَنَحنُ وُلاتُكَ إِذ كَذَّبوكَ / فَنادِ نِداءً وَلا تَحتَشِم
فَطارَ الغُواةُ بِأَشياعِهِم / إِلَيهِ يَظُنّونَ أَن يُختَرَم
فَقُمنا بِأَسيافِنا دونَهُ / نُجالِدُ عَنهُ بُغاةَ الأُمَم
بِكُلِّ صَقيلٍ لَهُ مَيعَةٌ / رَقيقَ الذُبابِ غَموسٍ خَذِم
إِذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظامِ / لَم يَنبُ عَنها وَلَم يَنثَلِم
فَذَلِكَ ما أَورَثَتنا القُرونُ / مَجداً تَليداً وَعِزّاً أَشَم
إِذا مَرَّ قَرنٌ كَفى نَسلُهُ / وَخَلَّفَ قَرناً إِذا ما اِنقَصَم
فَما إِن مِنَ الناسِ إِلّا لَنا / عَلَيهِ وَإِن خاسَ فَضلُ النَعَم
لِمَن مَنزِلٌ عافٍ كَأَنَّ رُسومَهُ
لِمَن مَنزِلٌ عافٍ كَأَنَّ رُسومَهُ / خَياعيلُ رَيطٍ سابِرِيٍّ مُرَسَّمِ
خَلاءُ المَبادي ما بِهِ غَيرُ رُكَّدٍ / ثَلاثٍ كَأَمثالِ الحَمائِمِ جُثَّمِ
وَغَيرُ شَجيجٍ ماثِلٍ حالَفَ البِلى / وَغَيرُ بَقايا كَالسَحيقِ المُنَمنَمِ
يُعَلُّ رِياحَ الصَيفِ بالي هَشيمِهِ / عَلى ماثِلٍ كَالحَوضِ عافٍ مُثَلَّمِ
كَسَتهُ سَرابيلَ البِلى بَعدَ عَهدِهِ / وَجَونٌ سَرى بِالوابِلِ المُتَهَزَّمِ
وَقَد كانَ ذا أَهلٍ كَثيرٍ وَغَبطَةٍ / إِذِ الحَبلُ حَبلُ الوَصلِ لَم يَتَصَرَّمِ
وَإِذ نَحنُ جيرانٌ كَثيرٌ بِغَبطَةٍ / وَإِذ ما مَضى مِن عَشِنا لَم يُصَرَّمِ
وَكُلُّ حَثيثِ الوَدقِ مُنبَعِقِ العُرى / مَتى تُزجِهِ الريحُ اللَواقِحُ يَسجُمِ
ضَعيفُ العُرى دانٍ مِنَ الأَرضِ بَركُهُ / مُسِفٍّ كَمِثلِ الطَودِ أَكظَمَ أَسحَمِ
فَإِن تَكُ لَيلى قَد نَأَتكَ دِيارُها / وَضَنَّت بِحاجاتِ الفُؤادِ المُتَيَّمِ
وَهَمَّت بِصُرمِ الحَبلِ بَعدَ وِصالِهِ / وَأَصغَت لِقَولِ الكاشِحِ المُتَزَعِّمِ
فَما حَبلُها بِالرَثِّ عِندي وَلا الَّذي / يُغَيِّرُهُ نَأيٌ وَلَو لَم تَكَلَّمِ
وَما حُبُّها لَو وَكَّلَتني بِوَصلِهِ / وَلَو صَرَمَ الخُلّانُ بِالمُتَصَرِّمِ
لَعَمرُ أَبيكِ الخَيرِ ما ضاعَ سِرُّكُم / لَدَيَّ فَتَجزيني بِعاداً وَتَصرِمي
وَلا ضِقتُ ذَرعاً بِالهَوى إِذ ضَمِنتُهُ / وَلا كُظَّ صَدري بِالحَديثِ المُكَتَّمِ
وَلا كانَ مِمّا كانَ مِمّا تَقَوَّلوا / عَلَيَّ وَنَثّوا غَيرُ ظَنٍّ مُرَجَّمِ
فَإِن كُنتِ لَمّا تَخبُرينا فَسائِلي / ذَوي العِلمِ عَنّا كَي تُنَبَّي وَتُعلِمي
يُخَبِّركِ عَن أَولادِ عَمروِ بنِ عامِرٍ / خَبيرٌ وَمَن يَسأَل عَنِ الناسِ يَعلَمِ
مَتى تَسأَلي عَنّا تُنَبَّي بِأَنَّنا / كِرامٌ وَأَنّا أَهلُ عِزٍّ مُقَدَّمِ
وَأَنّا عَرانينٌ صُقورٌ مَصالِتٌ / نَهُزُّ قَناةً مَتنُها لَم يُوَصَّمِ
لَعَمرُكَ ما المُعتَرُّ يَأتي بِلادَنا / لِنُمتِعَهُ بِالضائِعِ المُتَهَضَّمِ
وَلا ضَيفُنا عِندَ القِرى بِمُدَفَّعٍ / وَلا جارُنا في النائِباتِ بِمُسلَمِ
وَما السَيِّدُ الجَبّارُ حينَ يُريدُنا / بِكَيدٍ عَلى أَرماحِنا بِمُحَرَّمِ
نُبيحُ حِمى ذي العِزِّ حينَ نَكيدُهُ / وَنَحمي حِمانا بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ
وَنَحنُ إِذا لَم يُبرِمِ الناسُ أَمرَهُم / نَكونُ عَلى أَمرٍ مِنَ الحَقِّ مُبرَمِ
وَلَو وُزِنَت رَضوى بِحِلمِ سَراتِنا / لَمالَ بِرَضوى حِلمُنا وَيَلَملَمِ
وَنَحنُ إِذا ما الحَربُ حُلَّ صِرارُها / وَجادَت عَلى الحُلابِ بِالمَوتِ وَالدَمِ
وَلَم يُرجَ إِلّا كُلُّ أَروَعَ ماجِدٍ / شَديدِ القُوى ذي عِزَّةٍ وَتَكَرُّمِ
نَكونُ زِمامَ القائِدينَ إِلى الوَغى / إِذا الفَشِلُ الرِعديدُ لَم يَتَقَدَّمِ
فَنَحنُ كَذاكَ الدَهرَ ما هَبَّتِ الصَبا / نَعودُ عَلى جُهّالِهِم بِالتَحَلُّمِ
فَلَو فَهِموا أَو وُفِّقوا رُشدَ أَمرِهِم / لَعُدنا عَلَيهِم بَعدَ بُؤسى بِأَنعُمِ
وَإِنّا إِذا ما الأُفقُ أَمسى كَأَنَّما / عَلى حافَتَيهِ مُمسِياً لَونُ عَندَمِ
لَنُطعِمُ في المَشتى وَنَطعَنُ بِالقَنا / إِذا الحَربُ عادَت كَالحَريقِ المُضَرَّمِ
وَتُلقى لَدى أَبياتِنا حينَ نُجتَدى / مَجالِسُ فيها كُلُّ كَهلٍ مُعَمَّمِ
رَفيعِ عِمادِ البَيتِ يَستُرُ عِرضَهُ / مِنَ الذَمِّ مَيمونِ النَقيبَةِ خِضرِمِ
جَوادٍ عَلى العِلّاتِ رَحبٍ فَناؤُهُ / مَتى يُسأَلِ المَعروفَ لا يَتَجَهَّمِ
ضَروبٍ بِأَعجازِ القِداحِ إِذا شَتا / سَريعٍ إِلى داعي الهِياجِ مُصَمَّمِ
أَشَمَّ طَويلِ الساعِدينَ سَمَيذَعِ / مُعيدٍ قِراعَ الدارِعينَ مُكَلَّمِ
ما هاجَ حَسّانَ رُسومُ المَقام
ما هاجَ حَسّانَ رُسومُ المَقام / وَمَظعَنُ الحَيِّ وَمَبنى الخِيام
وَالنُؤيُ قَد هَدَّمَ أَعضادَهُ / تَقادُمُ العَهدِ بِوادٍ تَهام
قَد أَدرَكَ الواشونَ ما حاوَلوا / فَالحَبلُ مِن شَعثاءَ رَثُّ الرِمام
جِنِّيَّةٌ أَرَّقَني طَيفُها / تَذهَبُ صُبحاً وَتُرى في المَنام
هَل هِيَ إِلّا ظَبيَةٌ مُطفِلٌ / مَألَفُها السِدرُ بِنَعفي بَرام
تُزجي غَزالاً فاتِراً طَرفُهُ / مُقارِبَ الخَطوِ ضَعيفَ البُغام
كَأَنَّ فاها ثَغَبٌ بارِدٌ / في رَصَفٍ تَحتَ ظِلالِ الغَمام
شُجَّت بِصَهباءَ لَها سَورَةٌ / مِن بَيتِ رَأسٍ عُتِّقَت في الخِتام
عَتَّقَها الحانوتُ دَهراً فَقَد / مَرَّ عَلَيها فَرطُ عامٍ فَعام
نَشرَبُها صِرفاً وَمَمزوجَةً / ثُمَّ نُغَنّى في بُيوتِ الرُخام
تَدِبُّ في الجِسمِ دَبيباً كَما / دَبَّ دَبىً وَسطَ رِقاقٍ هَيام
كَأساً إِذا ما الشَيخُ والى بِها / خَمساً تَرَدّى بِرِداءِ الغُلام
مِن خَمرِ بَيسانَ تَخَيَّرتُها / دِرياقَةً توشِكُ فَترَ العِظام
يَسعى بِها أَحمَرُ ذو بُرنُسٍ / مُحتَلَقُ الذِفرى شَديدُ الحِزام
أَروَعُ لِلدَعوَةِ مُستَعجِلٌ / لَم يَثنِهِ الشَأنُ خَفيفُ القِيام
دَع ذِكرَها وَاِنمِ إِلى جَسرَةٍ / جُلذِيَّةٍ ذاتِ مَراحٍ عَقام
دِفَقَّةِ المِشيَةِ زَيّافَةٍ / تَهوي خَنوفاً في فُضولِ الزِمام
تَحسِبُها مَجنونَةٌ تَغتَلي / إِذ لَفَّعَ الآلُ رُؤوسَ الأَكام
قَومي بَنو النَجّارِ إِذ أَقبَلَت / شَهباءُ تَرمي أَهلَها بِالقَتام
لا نَخذُلُ الجارَ وَلا نُسلِمُ ال / مَولى وَلا نُخصَمُ يَومَ الخِصام
لا تَعدَمي فينا فَتىً ماجِداً / يَضرِبُ بِالسَيفِ ثَبيتَ المَقام
مِنّا الَّذي يُحمَدُ مَعروفُهُ / وَيَفرُجُ اللَزبَةَ يَومَ الزِحام
وَالواهِبُ البازِلُ يَوماً إِذا / ما ضاقَ بِالعُرفِ صُدورُ اللِئام
هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى
هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى / وَجاهُ المُلوكِ وَاِحتِمالُ العَظائِمِ
نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّداً / عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ
بِحَيٍّ حَريدٍ أَصلُهُ وَذِمارُهُ / بِجابِيَةِ الجَولانِ وَسطَ الأَعاجِمِ
نَصَرناهُ لَمّا حَلَّ وَسطَ رِحالِنا / بِأَسيافِنا مِن كُلِّ باغٍ وَظالِمِ
جَعَلنا بَنينا دونَهُ وَبَناتِنا / وَطِبنا لَهُ نَفساً بِفَيءِ المَغانِمِ
وَنَحنُ ضَرَبنا الناسَ حَتّى تَتابَعوا / عَلى دينِهِ بِالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
وَنَحنُ وَلَدنا مِن قُرَيشٍ عَظيمَها / وَلَدنا نَبِيَّ الخَيرِ مِن آلِ هاشِمِ
لَنا المُلكُ في الإِشراكِ وَالسَبقُ في الهُدى / وَنَصرُ النَبِيِّ وَاِبتِناءُ المَكارِمِ
بَني دارِمٍ لا تَفخَروا إِنَّ فَخرَكُم / يَعودُ وَبالاً عِندَ ذِكرِ المَكارِمِ
هَبِلتُم عَلَينا تَفخَرونَ وَأَنتُمُ / لَنا خَوَلٌ ما بَينَ ظِئرِ وَخادِمِ
فَإِن كُنتُمُ جِئتُم لَحِقنَ دِمائِكُم / وَأَموالِكُم أَن تُقسَموا في المَقاسِمِ
فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ نِدّاً وَأَسلِموا / وَلا تَلبَسوا زَيّاً كَزَيِّ الأَعاجِمِ
وَإِلّا أَبَحناكُم وَسُقنا نِساءَكُم / بِصُمِّ القَنا وَالمُقرَباتِ الصَلادِمِ
وَأَفضَلُ ما نِلتُم مِنَ المَجدِ وَالعُلى / رِدافَتُنا عِندَ اِحتِضارِ المَواسِمِ
إِبكِ بَكَت عَيناكَ ثُمَّ تَبادَرَت
إِبكِ بَكَت عَيناكَ ثُمَّ تَبادَرَت / بِدَمٍ يَعُلُّ غُروبَها بِسِجامِ
ماذا بَكَيتَ عَلى الَّذينَ تَتابَعوا / هَلّا ذَكَرتَ مَكارِمَ الأَقوامِ
وَذَكَرتَ مِنّا ماجِداً ذا هِمَّةٍ / سَمحَ الخَلائِقِ ماجِدَ الإِقدامِ
أَعني النَبِيَّ أَخا التَكَرُّمِ وَالعُلى / وَأَبَرَّ مَن يولي عَلى الأَقسامِ
فَلِمِثلُهُ وَلِمِثلُ ما يَدعو لَهُ / كانَ المُمَدَّحَ ثُمَّ غَيرَ كَهامِ
غُلامٌ أَتاهُ اللُؤمُ مِن شَطرِ خالِهِ
غُلامٌ أَتاهُ اللُؤمُ مِن شَطرِ خالِهِ / لَهُ جانِبٌ وافٍ وَآخَرُ أَكشَمُ
إِنّي لَعَمرُ أَبيكَ شَرٌّ مِن أَبي
إِنّي لَعَمرُ أَبيكَ شَرٌّ مِن أَبي / وَلَأَنتَ خَيرٌ مِن أَبيكَ وَأَكرَمُ
وَبَنوكَ نَوكى كُلُّهُم ذو عِلَّةٍ / وَلَأَنتَ شَرٌّ مِن بَنيكَ وَأَلأَمُ
أَعَينِ أَلا اِبكي سَيِّدَ الناسِ وَاِسفَحي
أَعَينِ أَلا اِبكي سَيِّدَ الناسِ وَاِسفَحي / بِدَمعٍ فَإِن أَنزَفتِهِ فَاِسكُبي الدِما
وَبَكّي عَظيمَ المَشعَرَينِ وَرَبَّها / عَلى الناسِ مَعروفٌ لَهُ ما تَكَلَّما
فَلَو كانَ مَجدٌ يُخلِدُ اليَومَ واحِداً / مِنَ الناسِ أَبقى مَجدُهُ اليَومَ مُطعِما
أَجَرتَ رَسولَ اللَهِ مِنهُم فَأَصبَحوا / عِبادَكَ ما لَبّى مُلَبٍّ وَأَحرَما
فَلَو سُئِلَت عَنهُ مَعَدٌّ بِأَسرِها / وَقَحطانُ أَو باقي بَقِيَّةِ جُرهُما
لَقالوا هُوَ الموفي بِخُفرَةِ جارِهِ / وَذِمَّتِهِ يَوماً إِذا ما تَذَمَّما
فَما تَطلُعُ الشَمسُ المُنيرَةُ فَوقَهُم / عَلى مِثلِهِ مِنهُم أَعَزَّ وَأَكرَما
إِباءً إِذا يَأبى وَأَليَنَ شيمَةً / وَأَنوَمَ عَن جارٍ إِذا اللَيلُ أَظلَما
ما بالُ عَينِكَ يا حَسّانُ لَم تَنَمِ
ما بالُ عَينِكَ يا حَسّانُ لَم تَنَمِ / ما إِن تُغَمِّضُ إِلّا مُؤثِمَ القَسَمِ
لَم أَحسِبِ الشَمسَ تَبدو بِالعِشاءِ فَقَد / لاقَيتَ شَمساً تُجَلّي لَيلَةَ الظُلَمِ
فَرعُ النِساءِ وَفَرعُ القَومِ والِدُها / أَهلُ الجَلالَةِ وَالإيفاءِ بِالذِمَمِ
لَقَد حَلَفتَ وَلَم تَحلِف عَلى كَذِبٍ / يا اِبنَ الفُرَيعَةِ ما كُلِّفتَ مِن أَمَمِ
أَبلِغ بَني عَمرٍ بِأَنَّ أَخاهُمُ
أَبلِغ بَني عَمرٍ بِأَنَّ أَخاهُمُ / شَراهُ اِمرُؤٌ قَد كانَ لِلغَدرِ لازِما
شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأَغَرِّ وَجامِعٌ / وَكانا قَديماً يَركَبانِ المَحارِما
أَجَرتُم فَلَمّا أَن أَجَرتُم غَدَرتُمُ / وَكُنتُم بِأَكنافِ الرَجيعِ لَهاذِما
فَلَو حَذِرَ القَومُ الَّذينَ غَدَرتُمُ / بِهِم جَمعَكُم لَم يَرجِعِ الجَمعُ سالِما
فَلَيتَ خُبَيباً لَم تَخُنهُ أَمانَةٌ / وَلَيتَ خَبيباً كانَ بِالقَومِ عالِما
صَقعَبُ والِدٌ لِأَبيكَ قَينٌ
صَقعَبُ والِدٌ لِأَبيكَ قَينٌ / لَئيمٌ حَلَّ في شُعَبِ الأُرومِ
وَبَطنَ حُباشَةَ السَوداءَ عَدِّد / وَسائِل كُلَّ ذي حَسَبٍ لَئيمِ
يُسَمّونَ المُغيرَةَ وَهوَ ظُلمٌ / وَيُنسى دَيسَمُ الإِسمِ القَديمِ
باهى بنُ سَقعَبَ إِذ أَثرى بِكَلبَتِهِ
باهى بنُ سَقعَبَ إِذ أَثرى بِكَلبَتِهِ / قُل لِاِبنِ صَقعَبَ أَخفِ الشَخصَ وَاِكتَتِمِ
قُل لِلوَليدِ مَتى سُمّيتَ بِاِسمِكَ ذا / أَم كانَ دَيسَمُ في الأَسماءِ كَالحُلُمِ
وَإِذ حُباشَةُ أُمٌّ لا تُسَرُّ بِها / لا ناكِحٌ في الذَرى زَوجاً وَلَم تَئِمِ
فَاِلحَق بِقَينِكَ قَينِ السوءِ إِنَّ لَهُ / كيراً بِبابِ عَجوزِ السوءِ لَم يَرِمِ
تِلكُم مَصانِعُكُم في الدَهرِ قَد عُرِفَت / ضَربُ النِصالِ وَحُسنُ الرَقعِ لِلبُرَمِ
أَلينُ إِذا لانَ العَشيرُ فَإِن تَكُن
أَلينُ إِذا لانَ العَشيرُ فَإِن تَكُن / بِهِ جِنَّةٌ فَجِنَّتي أَنا أَقدَمُ
قَريبٌ بَعيدٌ خَيرُهُ قَبلَ شَرِّهِ / إِذا طَلَبوا مِنّي الغَرامَةَ أَغرَمُ
إِذا ماتَ مِنّا سَيِّدٌ سادَ مِثلُهُ / رَحيبُ الذِراعِ بِالسِيادَةِ خِضرِمُ
يُجيبُ إِلى الجُلّى وَيَحتَضِرُ الوَغى / أَخو ثِقَةٍ يَزدادُ خَيراً وَيُكرَمُ
لا تَعدَمَن رَجُلاً أَحَلَّكَ بُغضُهُ
لا تَعدَمَن رَجُلاً أَحَلَّكَ بُغضُهُ / نَجرانَ في عَيشٍ أَحَذَّ لَئيمِ
بُلِيَت قَناتُكَ في الحُروبِ فَأُلفِيَت / خَمّانَةً جَوفاءَ ذاتَ وُصومِ
غَضَبُ الإِلَهِ عَلى الزَبَعرى وَاِبنِهِ / وَعَذابُ سوءٍ في الحَياةِ مُقيمِ
تَناوَلَني كِسرى بِبوسى وَدونَهُ
تَناوَلَني كِسرى بِبوسى وَدونَهُ / قِفافٌ مِنَ الصَمّانِ فَلمُتَثَلَّمِ
فَفَجَّعَني لا وَفَّقَ اللَهُ أَمرَهُ / بِأَبيَضَ وَهّابٍ قَليلِ التَجَهُّمِ
لِتَعفُ مِياهُ الحارِثَينِ وَقَد عَفَت / مِياهُهُما مِن كُلِّ حَيٍّ عَرَمرَمِ
وَأَقفَرَ مِن حُضّارِهِ وِردُ أَهلِهِ / وَكانَ يُرَوّى في قِلالٍ وَحَنتَمِ
وَقُلتُ لِعَينٍ بِالجُوَيَّةِ يا اِسلَمي / نَعَم ثُمَّ لَم تَنطِق وَلَم تَتَكَلَّمِ
دِيارُ مُلوكٍ قَد أَراهُم بِغِبطَةٍ / زَمانَ عَمودُ المُلكِ لَم يَتَهَدَّمِ
لَعَمري لَحَرثٌ بَينَ قُفٍّ وَرَملَةٍ / بِبَرثٍ عَلَت أَنهارُهُ كُلَّ مَخرَمِ
لَدى كُلِّ بُنيانٍ رَفيعٍ وَمَجلِسٍ / نَشاوى وَكَأسٍ أُخلِصَت لَم تَصَوَّمِ
أَحَبُّ إِلى حَسّانَ لَو يَستَطيعُهُ / مِنَ المُرقِصاتِ مِن غِفارٍ وَأَسلَمِ
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبِيِّهِ
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبِيِّهِ / وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ
وَبِنا أَعَزَّ نَبِيَّهُ وَكِتابَهُ / وَأَعَزَّنا بِالضَربِ وَالإِقدامِ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ تُطيرُ سُيوفُنا / فيهِ الجَماجِمَ عَن فِراخِ الهامِ
يَنتابُنا جِبريلُ في أَبياتِنا / بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ
يَتلو عَلَينا النورَ فيها مُحكَماً / قِسماً لَعَمرُكَ لَيسَ كَالأَقسامِ
فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلِّ حَلالِهِ / وَمُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرامِ
نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَرِيَّةِ كُلِّها / وَنظامُها وَزِمامُ كُلِّ زِمامِ
الخائِضو غَمَراتِ كُلِّ مَنِيَّةٍ / وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيّامِ
وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزِّهِم / وَالناقِضونَ مَرائِرَ الأَقوامِ
سائِل أَبا كَرِبٍ وَسائِل تُبَّعاً / عَنّا وَأَهلَ العِترِ وَالأَزلامِ
وَاِسأَل ذَوي الأَلبابِ مِن سَرَواتِهِم / يَومَ العُهَينِ فَحاجِرٍ فَرُؤامِ
إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ / وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمُعتامِ
وَتَرُدُّ عادِيَةَ الخَميسِ سُيوفُنا / وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدَ القَمقامِ
ما زالَ وَقعُ سُيوفِنا وَرِماحِنا / في كُلِّ يَومِ تَجالُدٍ وَتَرامي
حَتّى تَرَكنا الأَرضَ سَهلاً حَزنُها / مَنظومَةً مِن خَيلِنا بِنِظامِ
وَنَجا أَراهِطُ أَبعَطوا وَلَوَ اِنَّهُم / ثَبَتوا لَما رَجَعوا إِذاً بِسَلامِ
فَلَإِن فَخَرتُ بِهِم لَمِثلُ قَديمِهِم / فَخَرَ اللَبيبُ بِهِ عَلى الأَقوامِ
لَقَد عَلِمَت بَنو النَجّارِ أَنّي
لَقَد عَلِمَت بَنو النَجّارِ أَنّي / أَذودُ عَنِ العَشيرَةِ بِالحُسامِ
وَقَد أَبقَيتُ في سَهمٍ عُلوباً / إِلى يَومِ التَغابُنِ وَالخِصامِ
فَلا تَفخَر فَقَد غَلَبَت قَديماً / عَلَيكَ مَشابِهٌ مِن آلِ حامِ
فَلَستَ إِلى الذَوائِبِ مِن قُصَيٍّ / وَلا في عِزِّ زُهرَةَ إِذ تُسامي
وَلا في الفَرعِ مِن أَبناءِ عَمروٍ / وَلا في فَرعِ مَخزومِ الكِرامِ
فَأَقصِر عَن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ / فَقَد جَرَّبتَ وَقعَ بَني حَرامِ