القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَدَوِيّ الجَبَل الكل
المجموع : 5
وفاء كمزن الغوطتين كريم
وفاء كمزن الغوطتين كريم / و حبّ كنعماء الشآم قديم
و شعر كآفاق السماء تبرّجت / شموس على أنغامه و نجوم
يلمّ (شفيق) كوكبا بعد كوكب / و نسّق منها العقد فهو نظيم
معان بألوان الجمال غنيّة / كما زفّ ألوان الطيوب نسيم
و وشي كأحلام الشباب يصوغه / أنيق بأسرار البيان عليم
سقاني سلاف الشعر حتّى ترنّحت / دموع و غنّت لوعة و كلوم
ففي كلّ بيت ريقة أو سلافة / و ريحانة شاميّة و نديم
تطوّحني الأسفار شرقا و مغربا / و لكنّ قلبي بالشام مقيم
و أسمع نجواها على غير رؤية / كأنّي على طور الجلال (كليم)
و ما نال من إيماني السّمع أنّني / أصلّي لها في غربتي و أصوم
و لا نال من قدري اغتراب و عسرة / يصان و يغلي الدرّ و هو يتيم
و للمجد أعباء و لكنّها منى / و للمكرمات الغاليات هموم
و خاصمني من كنت أرجو وفاءه / و للشّمس بين النيّرات خصوم
يلاقي العظيم الحقد في كلّ أمّة / فلم ينج من حقد الطّغام عظيم
و يقذى بنور العبقريّة حاسد / و يخزى بمجد العبقريّ لئيم
و تشقى على الحقد النّفوس كما انطوت / قلوب على جمر الغضا و حلوم
و لم يدر نعماء الكرى جفن حاقد / و هل قرّ عينا بالرّقاد سليم
و يزعم أنّ الحقد يبدع نعمة / و هيهات من نعمى البنين عقيم
و ما بنيت إلاّ على الحبّ أمّة / و لا عزّ إلاّ بالحنان زعيم
هو الحبّ حتّى يكرم العدم موسر / و يأسى لأحزان الغنيّ عديم
و حتّى يريح الذّنب من حمل وزره / حنان بغفران الذّنوب زعيم
و يا ربّ قلبي ما علمت . محبّة / و عطر و وهج من سناك صميم
و آمنت حتّى لا أروم لبانة / تخالف ما تختاره و تروم
جلا نورك الدنيا لعيني وسيمة / فلم يبق حتّى في الهموم دميم
و سلّمت أمري لا من اليأس بل هوى / أصيل و إرث طاهر و أروم
فررت إلى قلبي من العقل خائفا / كما فرّ من عدوي المريض سليم
تألّه عقل أنت يا ربّ صغته / و كاد يردّ الميت و هو رميم
و ضاقت به الدنيا ففي كلّ مهجة / هواجس من كفرانه و غموم
و أبدعت هذا العقل نعمى قطافها / فنون كأطياب الهوى و علوم
ترفّ حضارات عليه وضيئة / و خير كإغداق السماء عميم
و غرّد في عدن لحورك شاعر / و غازل أسرار السماء حكيم
فما بال هذا العقل جنّ جنونه / فردّ ملاك الطّهر و هو أثيم
و زلزل منه البرّ و البحر كافر / بنعماك مرهوب الحتوف غشوم
و في كأسه عند الصّباح سلافة / و في كأسه عند المساء سموم
و يعطي المنى ما تشتهي فهو محسن / و ينهب ما أعطاه فهو غريم
تحدّاك حتّى كاد يزعم أنّه / شريك لجبّار السّماء قسيم
و حاول غزو النّيرين فردّه / عن الذروة العصماء و هو رجيم
و كفّ عنان العقل قسرا فربّما / أثير بإلحاح السّفين حليم
جلت هذه الدّنيا لعيني كنوزها / لوامع يغري برقها فأشيم
أفانين من حسن وجاه و نعمة / معادن نور كلّهنّ كريم
و وشي به الألوان حيرى كأنّها / سماء فتصحو لمحة و تغيم
و لم أتردّد و انتقيت .. و حبّها / و أحلامها ما اخترت حين تسوم
قد اختصرت دنيا بقلبي و عالم / كما اختصر العلم الشتيت رقيم
و توجز في قارورة العطر روضة / و توجز في كأس الرّحيق كروم
و أعرض إعراض الخليّ من الهوى / و بي من هواها مقعد و مقيم
و ما حيلتي إن نمّ عن نفسه الهوى / هو العطر و العطر الزكي ّ نموم
تشابهت السّمراء و الدّهر شيمة / كلا القادرين القاهرين ظلوم
و أكرمها عن كلّ لوم وأنثني / أعاتب قلبي وحده و ألوم
و لو أنّ شعري دلّل الرّيم نافرا / تلفّت يجزيني الصبابة ريم
تبادهني عند البحيرة دمّر / و روض على أفيائها و شميم
و ورق على شطّ البحيرة حوّم / و ورق على قلب الغريب تحوم
خيال جلا لي الشام حتّى إذا انطوى / تنازع قلبي عبرة و وجوم
و قرّبها ما شئت حتّى احتضنتها / و غابت بحار بيننا و تخوم
و حيّت من الرّوح الشاميّ نفحة / ولوع بأشتات الطّيوب لموم
و لاح صغاري كالفراخ و أمّهم / حنون كورقاء الغصون رؤوم
فراخ و إن طاروا و للريح ضجّة / و للرعد زأر في الدّجى و هزيم
فطرنا على حبّ البنين سجيّة / تلاقى عليها عاذر و مليم
يشبّ الفتى منهم و يبقى لرحمتي / كما كان في عينيّ و هو فطيم
و هان بنعماء الطفولة ما درى / أهادن دهر أم ألحّ خصيم
غرير يبيّن القول بل لايبينه / طفور كأطلاء الظّباء بغوم
نزعت سهام القلب لمّا خلعته / عليه و نزع المصميات أليم
و جرت على قلبي فأخفيت أنّه / مدمّى بأنواع السّهام كليم
و لولاهم ماروّضتني شكيمة / و لا لان منّي في الصّعاب شكيم
و هيهات منّي في البحيرة دمّر / و سجع بوادي الرّبوتين رخيم
إذا لاح لي وجه البحيرة قاتما / ألحّ عليه عاصف و غيوم
فوجه أديم الشام طلق منوّر / و وجه بحيرات السماء قسيم
تعلّلت لا أشكو سقاما و لا أذى / بلى كلّ ناء عن هواه سقيم
و يحزنني دوح البحيرة عاريا / و أوراقه الخضراء و هي هشيم
و أبسط كفّي أقطف الماء عابثا / كأنّ المويجات الصّغار جميم
و تلك الظلال الحاليات عواطل / على كلّ أيك وحشة و سهوم
تعرّت من الغيد الملاح و طالما / تغطّى بأسراب الملاح أديم
رسوم هوى ما استوقفت خطو عابر / كما استوقفت ركب الفلاة رسوم
و لا لثم الحصباء فيها متيّم / يشمّ الهوى من عطرها فيهيم
يجلّلها اللّيل البهيم و مثله / ضحى كالدّجى غمر السواد بهيم
و شمس الضحى خود كعاب يضمّها / لغيران من صيد الملوك حريم
يردّ و يجلى عن كوى الغيم وجهها / كما ردّ عن باب البخيل يتيم
و يشكو الضحى من هجرها متوجّعا / و يوحشه هجرانها و يضيم
تأبّت على جهد الضحى فكأنّها / من الغيد مكسال الدلال نؤوم
و ضمّ الظلام السكب ظلاّ لجاره / كأنّ الظلال المغفيات جسوم
يطارحني دوح البحيرة شجوه / كلانا معنّى بالزّمان هضيم
و أشكو له البلوى و يشكو كأنّنا / حميم يساقيه العزاء حميم
أتشكو و لكن عندك الريح و الدجى / و للجنّ من شتّى الظلال نجوم
و عندك آلاف الطّيوف حوائم / روان لأسرار البحيرة هيم
تلملم أسرار البحيرة شرّدا / و يفتنها سكب الشذا فتريم
هنا كلّ أسرار البحيرة و الرؤى / طوافر في دنيا الخفاء تهيم
هنا عرس الأطياف يفترش الدّجى / و يقعد في أحضانه و يقوم
خفاء يضجّ الصمت فيه و بلبل / تحدّى ضجيج الصمت فهو نغوم
و لفّ الخفاء الحسن حتّى شكى الهوى / و غار حرير مترف و رقوم
فدع لومه إن لم يلح لك سحره / خيالك لا سحر الخفاء ملوم
هنا ألف الأطيار و الناس رحمة / فللطير أنس فيهم و لزوم
إذا انبسطت راح فللطير فوقها / حنين إلى سمح القرى و جثوم
فيا خجلة الصحراء لم ينج جؤذر / و لا قرّ عينا بالأمان ظليم
و لم تهن بالعشّ البعيد حمامة / فصيّادها صعب المراس عزوم
شكا الطّير من ظلم الأناسيّ و اشتكت / ظباء و عشب في الفلاة نجيم
فبا ربّ لا أقوى من الطّير عشّه / و لا راع أسراب الظباء غريم
و لا أوحشت رمل الفلاة جاذر / و ورد يندّي حرّها و فغوم
و كلّ غمام مرّ في الرّمل ديمة / و كلّ كناس للظباء مديم
رمال كبرد عاطل الوشي حاكه / صناع معنّى بالبرود سؤوم
فزوّقه بالوشي غاد ورائح / و عدو جياد ضمّر و رسيم
و يا ربّ في الإنسان و الطير احتمى / بغيرك مقصوص الجناح ظليم
و صن كلّ زرع أن ينازع خصبه / هجير و ريح – لا ترقّ – حطوم
سنابل وفّت للطيور زكاتها / فحنّت إليها جنّة و نعيم
و يا ربّ تدري الشام أنّي أحبّها / و أفنى و حبّي للشام يدوم
و لي في ثراها من لداتي أعزّة / حماة إذا استخذى الشجاع قروم
تهاووا تباعا واحدا بعد واحد / عليه انفراط العقد و هو نظيم
تساقوا مناياهم ضحى العمر و انطوى / شبابهم الريّان و هو تميم
و أسرف في الذكرى لأنزح نبعها / و لكنّ نبع الذكريات جموم
إذا قلت غاضت بعد لأيّ تدفّقت / و للموج فيها كرّة و هجوم
و تسدل أحيانا شفيف لثامها / كما لثم الفجر الضحوك سديم
و في كلّ أيك لي على الشام منسك / و في كلّ دوح زمزم وحطيم
و كلّ مقام فيك حتى على الأذى / حميد و كلّ النأي عنك ذميم
حوالي الصبا إن لم تدرك عواطل / و ريح الصّبا ما لم تزرك سموم
و يا ربّ إن سبّحت و الشام قبلتي / فأنت غفور للذنوب رحيم
تهلّل عفو الله للذنب عندما / أطلّ عليه الذنب و هو وسيم
أهذي مَغاني جِلّقٍ والمعالِمُ
أهذي مَغاني جِلّقٍ والمعالِمُ / لكَ الخيرُ أم هل أنتَ وسنانُ حالمُ؟
بلى هذه أمُّ العواصم جلّقٌ / وهذي ليوث الغوطتين الضراغم
هنا عرشُ أقمار العُلى من أميّةٍ / هنا ارتكزتْ سُمرُ العوالي اللهاذِم
هنا النفر البيض الميامينُ للعُلى / مَلامحُ في غُرّاتهم وعلائم
هنا العَرب الأحرارُ إن قام ظالمٌ / مشوا بالقنا أو يُرجعَ الحقّ ظالم
إذا انتسبوا في ندوة المجد حلَّقتْ / بهم للعلى قيسٌ وذُهل ودارِم
سلاماً عروسَ المشرقين ولا مشتْ / بظلّ مَغانيكِ الخطوب الغواشم
خُذي قلّدي ما شئتِ جيداً ومِعصماً / من اللؤلؤ الرَّطْب الذي أنا ناظم
سليني دمي يا أمُّ أسفِكْهُ راضياً / وما أنا هيّابٌ ولا أنا نادم
تبيّنتُ في أبنائك الصِّيدِ نهضةً / سيسعد فيها عبدُ شمس وهاشم
وبشّرني بالفوز يا أمُّ أنها / على العلم تُبنى في حِماكِ الدعائم
فما للذي يُبنى على الجهل رافعٌ / ولا للذي يبنى على العلم هادم
وللبُطْل صَولاتٌ على الحقِّ جمةٌ / وتُسفِر عن فوز المحقّ الخواتم
طلاسمُ ها الذلّ دقت وإنما / تُفَكُّ بسرّ العلم هي الطلاسم
يقولون: جَدُّ اليعربيين نائم ! / لقد وهموا فالسعيُ لا الجَدُّ نائم
وما الناس إلا اثنان مهما تخالفوا / ميولاً: فمهزومٌ ضعيف وهازم
وما الحقُّ إلا للقويّ ولا العلى / لغير الذي يغشى الوغى ويصادم
فقل لضعيفٍ راح يسأل رحمةً : / رُويدَك ما للضعف في الناس راحم
لا تلمه إذا أحبّ الشآما
لا تلمه إذا أحبّ الشآما / طابت الشام مربعا و مقاما
ما رأينا الشآم إلاّ رأينا / منزلا طيّبا وأهلا كراما
بردى و الورود في ضفّتيه / مصغيات لشعره و الخزامى
هات حدّث عن الشام و حدّث / وأطل في الحديث عنها الكلاما
عن رباها عن غيدها سارحات / يتهادين في الحمى آراما
ما عرفت الغرام لولا رباها / من ربى جلّق عرفت الغراما
من أغاني طيورها ساجعات / قد تعلّمت هذه الأنغاما
أعطني في ربوع جلّق يوما / يا خليلي و خذ من العمر عاما
و أعد ذكرها رحيقا مصفّى / وأدره عليّ جاما فجاما
يا بني أمّ والحياة زحام / ذلّ و الله من يخاف الزحاما
يابني أمّ هبّة بعد نوم / كشف الصبح بالضياء الظلاما
نظرة للشعوب و هي تحيّي / بالأهازيج فجرها البسّاما
أمم تكسر القيود و أخرى / يرهف القين سيفها الصمصاما
طالبت بالحياة طعنا و ضربا / بعد أن طالبت بها استرحاما
لا تظنّوا السلام في الأرض حيّا / بعد أن طالبت بها إسترحاما
طمع لو أطاق – فاخشوا أذاه / حبس النور عنكم و الغماما
ليش شعري و للسياسة دين / يرسل النار حجّة و الحساما
أيعدّون قتل شعب حلالا / و يعدّون قتل فردا حراما
عبثوا بالنظام بغيا و قالوا / قد اتيناكم لنحمي النظاما
حطّموا المرهفات و هي رقاق / ثمّ شاؤوا فحطّموا الأقلاما
يالشكوى تغصّ دجلة بالدمع / حنانا و تحزن الأهراما
لو تلاها بأرض يثرب حاد / أبكت الركن و الصفا و المقاما
أيّها الأقوياء لينا و عطفا / أشعوبها ترعونها أم سواما
في رماد الضعيف نار فمهلا / أن ظلم القويّ يذكي الضراما
أنا أخشى من الضعيف عليكم / بعد حين تمرّدا و انتقاما
أنا أخشى من الضعيف عليكم / ثورة تبعث الخطوب الجساما
ثورة تهدم القصور و تبني / فوقها الكوخ عاليا و الخياما
ثورة تترك المتوّج عبدا / و أخا الرّق سيدا قمقاما
شدّة البغي و الأذى علّمته / كيف يغشى يوم الصدام الصداما
أرهقونا ما شئتم و اظلمونا / و امنعونا حتى الكرى و الطعاما
و اسلبوا ما ترونه من حطام / لكم وحدكم جمعنا الحطاما
و املأوا هذه السجون إلى أن / تشتكي من ضيوفها الازدحاما
ثمّ سوموا السجود كبرا و تيها / إذ تمرّون : شيخنا و الغلاما
و احكموا بالعسف حتّى كأنّا / قد مثلنا أمامكم أنعاما
لا إخال الأرواح تكسر قيد الأسر / إن لم تعذّبوا الأجساما
يفتك الظلم بالضعيف و يردى / بعد حين بشؤمه الظلاّما
خلّوا الشام و داميات كلامها
خلّوا الشام و داميات كلامها / لا تهتكوا الأستار عن آلامها
عربيّة الأنساب تطرب للوغى / في جاهليّتها و في إسلامها
فإذا أراد زمامها ذو قّوّة / شمست على الباغي بفضل زمامها
عطفت عليه بالسّيوف كأنّها / من حزمها صيغت و من إقدامها
السمر حول قبابها مركوزة / و البيض لامعة بظلّ خيامها
و لقد أراد بها القويّ تحكّما / فتنمّرت أنفا على حكّامها
إن صدّها ذو التاج عن حاجاتها / سألته حاجتها بحدّ حسامها
ألغارة الشعواء عيد كماتها / و دم اللطّلى المشبوب كأس مدامها
ورأيتها ظمأى الجوانح للعلى / فعلى الدم المهراق بلّ أوامها
الروض محتاج لقطر دمائها / يوم الحميّة لا لقطر غمامها
و الحق تبلغه ببأس حماتها / لا باستكانتها و لا استرحامها
البأس كلّ البأس كالأشجّ فباهها / أو كالأعزّ الوائليّ فسامها
يا ابن الشام و ما نظمت قصائدي / إلاّ لهزّ عراقها و شامها
تشدو الحمائم في الشّام و إنّما / أنغام هذا الشعر من أنغامها
الحرّ يؤسر و الحمائم حرّة / يا ليت لي في الشام حظّ حمامها
أليوم معركة الحياة فما الذي / أعددت من عدد ليوم صدامها
من ليس يمنع حقّه في حربها / هيهات يمنع حقّه بسلامها
و إذا تنكّبت الزحام ففترة / و تخرّ منجدلا غداة زحامها
للأقوياء شريعة مكتوبة / بالسيف شيب حلالها بحرامها
أمنّول الأمم الضعيفة حقّها / و مديلها القهّار من ظلاّمها
فصل الخطاب دنا فأيّد أمّة / لم تبغ إلاّ حقّها بقيامها
و اسمح لنصرك أن يرفرف فوقها / و يطاول الجوزاء في أعلامها
يا ربّ علّمها المسير إلى الردى / بسبيل عزّتها و نيل مرامها
هذي دماء كرامها مطلولة / فاقبل ضحيّتها دماء كرامها
لا ترتجي إلاّ حياة حرّة / يا ربّ أجر صلاتها و صيامها
إن لم ترجّ الفوز قبل حمامها / فاسمح به يا ربّ بعد حمامها
هيهات تنخذل الشام و قد بدا / أثر القراع على شبا صمصامها
ووراء حقّ الغوطتين عصابة / آساد غابتها شموس ظلامها
ألباذلون دماءهم يوم الوغى / و الثائرون بها على أخصامها
ما للذئاب مدلّة في حيّها / أو لا تخاف الشرّ من ضرغامها
النار خامدة اللهيب فحاذروا / يا ظالمي قحطان من إضرامها
إن تقتلوا آباءها بسيوفكم / قترقّبوا الغارات من أيتامها
بثغرك من ذكرى شبابي صحيفة
بثغرك من ذكرى شبابي صحيفة / مطرّزة بالحبّ و الأمل السامي
و في لحظك الساجي من الشعر و الهوى / تركت خيالاتي و سكري و أحلامي
و لي قبلات بين نهديك أودعت / شبابي و آمالي العذاب و آلامي
فلا يمتهن نهداك كنزا مقدّسا / خبأت به روحي و بهجة أيّامي
خذوا فاغسلوا يا آثمين ذنوبكم / ألم يجر دمع الله من قلبي الدّامي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025