القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَهاء الدين زُهَير الكل
المجموع : 41
سَيِّدي يَومُكَ هَذا
سَيِّدي يَومُكَ هَذا / لَيسَ يَخفى عَنكَ رَسمُه
قُم بِنا قَد طَلَعَ الفَج / رُ وَقَد أَشرَقَ نَجمُه
عِندَنا وَردٌ جَنِيٌّ / يُنعِشُ المَيِّتَ شَمُّه
وَلَدَينا ذَلِكَ الضَي / فُ الَّذي عِندَكَ عِلمُه
وَلَنا ساقٍ رَشيقٌ / أَحوَرُ الطَرفِ أَحَمُّه
وَخِوانٌ يَعبَقُ المِس / كُ بِرَيّاهُ وَطَعمُه
وَأَخٌ يُرضيكَ مِنهُ / فَضلُهُ الجَمُّ وَفَهمُه
كامِلُ الظَرفِ أَديبٌ / شامِخُ الأَنفِ أَشَمُّه
حَسَنُ العِشرَةِ لا يَأ / تيكَ مِنهُ ما تَذُمُّه
وَمُغَنَ زيرُه أَط / رَبُ مَسموعٍ وَبَمُّه
وَسُرورٌ لَيسَ شَيءٌ / غَيرَ رُؤياكَ يُتِمُّه
فَأَجِب دَعوَةَ داعٍ / أَنتَ مِن دُنياهُ سَهمُه
فَإِذا جِئتَ وَغابَ ال / ناسُ طُرّاً لا يُهِمُّه
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم / وَيَرحَبُ مِنها ضيقُها إِن دَنَوتُمُ
وَما أَسَفي إِلّا عَلى القُربِ مِنكُمُ / إِذا شَطَّ عَنّي دارُكُم أَو نَأَيتُمُ
لي مَنزِلٌ إِن زُرتَهُ
لي مَنزِلٌ إِن زُرتَهُ / لَم تَلقَ إِلّا كَرَمَك
وَإِن تَسَل عَمَّن بِهِ / لَم تَلقَ إِلّا خَدَمَك
أَياديكَ عِندي لا يَغُبُّ سِجامُها
أَياديكَ عِندي لا يَغُبُّ سِجامُها / يَجودُ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامُها
وَكَم أُؤثِرُ التَخفيفَ عَنكَ فَلَم أَجِد / سِواكَ لِأَيّامٍ قَليلٍ كِرامُها
وَلي فَرَسٌ أَنتَ العَليمُ بِحالِها / وَبِالرَغمِ مِنّي رَبطُها وَمُقامُها
وَلَم يُبقِ مِنها الجُهدُ إِلّا بَقِيَّةً / فَيَغدو عَلَيها أَو يَروحُ حِمامُها
شَكَتني لِكُلِّ الناسِ وَهيَ بَهيمَةٌ / وَلَكِن لَها حالٌ فَصيحٌ كَلامُها
إِذا خَرَجَت تَحتَ الظَلامِ فَلا تُرى / مِنَ الضَعفِ إِلّا أَن يُصَكَّ لِجامُها
وَلَيسَت تَراها العَينُ إِلّا عَباءَةً / يُشَدُّ عَلَيها سَرجُها وَحِزامُها
لَها شَربَةٌ في كُلِّ يَومٍ عَلى الطَوى / وَلو تَرَكَتها صَحَّ مِنها صِيامُها
وَعَهدي بِها تَبكي عَلى التِبنِ وَحدَهُ / فَكَيفَ عَلى فَقدِ الشَعيرِ مُقامُها
وَرَدَ الكِتابُ وَإِنَّهُ
وَرَدَ الكِتابُ وَإِنَّهُ / عِندي وَحَقِّكُمُ كَريمُ
وَفَضَضتُهُ وَكَأَنَّهُ / مِن حُسنِهِ دُرٌّ نَظيمُ
وَبَدَت مَعانيهِ وَقَد / رَقَّت كَما رَقَّ النَسيمُ
أَحبابَنا إِنّي عَلى / حُسنِ الوَفاءِ لَكُم مُقيمُ
وَحَياتِكُم وُدّي لَكُم / هُوَ ذَلِكَ الوُدُّ القَديمُ
أَنا ذَلِكَ الصَبُّ الَّذي / أَبَداً بِذِكرُكُمُ يَهيمُ
يَهتَزُّ مِن طَرَبٍ لَكُم / وَلَرُبَّما طَرِبَ الحَكيمُ
فَعَلَيكُمُ مِنّي السَلا / مُ فَوُدُّكُم عِندي سَليمُ
لَنا مِنكُمُ وَعدٌ فَهَلّا وَفَيتُمُ
لَنا مِنكُمُ وَعدٌ فَهَلّا وَفَيتُمُ / وَقُلتُم لَنا قَولاً فَهَلّا فَعَلتُمُ
حَفِظنا لَكُم وُدّاً أَضَعتُم عُهودَهُ / فَشَتّانَ في الحالَينِ نَحنُ وَأَنتُمُ
سَهِرنا عَلى حِفظِ الغَرامِ وَنِمتُمُ / وَلَيسَ سَواءً ساهِرونَ وَنُوَّمُ
وَكُنّا عَقَدنا أَنَّنا نَكتُمُ الهَوى / فَأَغراكُمُ الواشي وَقالَ وَقُلتُمُ
ظَلَلتُم وَقُلتُم أَنتَ في الحُبِّ ظالِمٌ / صَدَقتُم كَذا كانَ الحَديثُ صَدَقتُمُ
فَيا أَيُّها الأَحبابُ في السُخطِ وَالرِضا / عَلى كُلِّ حالٍ أَنتُمُ لا عَدِمتُمُ
وَرُبَّ لَيالٍ في هَواكُم قَطَعتُها / وَبِتُّ كَما قَد قيلَ أَبني وَأَهدِمُ
وَلي عِندَ بَعضِ الناسِ قَلبٌ مُعَذَّبٌ / فَيا لَيتَهُ يَرثي لِذاكَ وَيَرحَمُ
وَما كُلُّ عَينٍ مِثلَ عَيني قَريحَةٌ / وَلاكُلُّ قَلبٍ مِثلَ قَلبي مُتَيَّمُ
سِوايَ مُحِبٌّ يَنقُضُ الدَهرُ عَهدَهُ / يَغيبُ فَيَسلو أَو يُقيمُ فَيَسأَمُ
وَيا صاحِبي لَولا حِفاظٌ يَصُدُّني / لَصَرَّحتُ بِالشَكوى وَلا أَتَكَتَّمُ
سَأَعتُبُ بَعضَ الناسِ إِن كانَ سامِعاً / وَأَنتَ الَّذي أَعني وَما مِنكَ مَكتَمُ
إِذا كانَ خَصمي في الصَبابَةِ حاكِمي / لِمَن أَشتَكيهِ أَو لِمَن أَتَظَلَّمُ
وَلَولا اِحتِقاري في الهَوى لِعَواذِلي / صَرَفتُ لَهُم بالي وَمِنّي وَمِنهُمُ
فَياعاذِلي ما أَكبَرَ البُعدَ بَينَنا / حَديثُ غَرامي فَوقَ ما يَتَوَهَّمُ
لَقَد كُنتُ أَبكي لِلحَبيبِ إِذا جَفا / وَلا سِيَّما وَهوَ الأَمينُ المُكَرَّمُ
أَميري الَّذي قَد كُنتُ أَسطو بِقِربِهِ / وَكُنتُ عَلى الدُنيا بِهِ أَتَحَكَّمُ
سَأَصبِرُ لا أَنّي عَلى ذاكَ قادِرٌ / لَعَلَّ لَيالي هَجرِهِ تَتَصَرَّمُ
وَقالَ العِدى إِنَّ المُكَرَّمَ واجِدٌ / فَقُلتُ لَهُم إِنَّ المُكَرَّمَ أَكرَمُ
وَإِنَّ أَميري إِن نَأَيتُ لِمُحسِنٍ / وَإِنَّ أَميري إِن قَرُبتُ لَمُنعِمُ
وَعَهدي بِهِ رَحبُ الحَظيرَةِ مُجمِلٌ / يَغُضُّ وَيَعفو عَن كَثيرٍ وَيَحلُمُ
مِنَ النَفَرِ الغُرِّ الَّذينَ حُلومُهُم / يَخِفُّ لَدَيها يَذبُلٌ وَيُلَملَمُ
هُمُ القَومُ كُلُّ القَومِ في الدينِ وَالتُقى / وَناهيكَ بِالقَومِ الَّذينَ هُمُ هُمُ
إِذا حَدَّثوا عَن فَضلِ موسى وَأَحمَدٍ / فَلِلَّهِ ميراثٌ هُناكَ يُقَسَّمُ
أَمَولايَ إِنّي عائِذٌ بِكَ لائِذٌ / أُجِلُّكَ أَن أَشكو إِلَيكَ وَأُعظِمُ
أَأَنكِرُ ما أَولَيتَني مِن مَواهِبٍ / يُقِرُّ بِها مِن جِسمِيَ اللَحمُ وَالدَمُ
وَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ في شُكرِ نِعمَةٍ / وَيَكفيكَ أَنَّ اللَهَ أَعلى وَأَعلَمُ
فَيا تارِكي أَنوي البَعيدَ مِنَ النَوى / إِلى أَيِّ قَومٍ بَعدَكُم أَتَيَمَّمُ
أَلا إِنَّ إِقليماً نَبَت بي دِيارُهُ / وَإِن كَثُرَ الإِثراءُ فيهِ لَمُعدَمُ
وَإِنَّ زَماناً أَلجَأَتني صُروفُهُ / فَحاوَلتُ بُعدي عَنكُمُ لَمُذَمَّمُ
وَلي في بِلادِ اللَهِ مَسرىً وَمَسرَحٌ / وَلي مِن عَطاءِ اللَهِ مَغنىً وَمَغنَمُ
وَأَعلَمُ أَنّي غالِطٌ في فِراقِكُم / وَأَنَّكُمُ في ذاكَ مِثلِيَ أَعظَمُ
وَمَن ذا الَّذي أَعتاضُ مِنكُم لِفاقَتي / مِنَ الناسِ طُرّاً ساءَ ما أَتَوَهَّمُ
فَلا طابَ لي عَنكُم مَقامٌ وَمَوطِنٌ / وَلَو ضَمَّني فيهِ المَقامُ وَزَمزَمُ
وَمِثلُكَ لا يَأسى عَلى فَقدِ كاتِبٍ / وَلَكِنَّهُ يَأسى عَلَيكَ وَيَندَمُ
فَمَن ذا الَّذي تُدنيهِ مِنكَ وَتَصطَفي / فَيَكتُبُ ما يوحى إِلَيكَ وَيَكتُمُ
وَمَن ذا الَّذي يُرضيكَ مِنهُ فَطانَةٌ / تَقولُ فَيَدري أَو تُشيرُ فَيَفهَمُ
وَما كُلُّ أَزهارِ الرِياضِ أَريجَةٌ / وَما كُلُّ أَطيارِ الفَلا تَتَرَنَّمُ
فَيالَيتَ ذا العامَ الَّذي جاءَ مُقبِلاً / يَفيضُ لَنا فيهِ رِضاكَ وَيُقسَمُ
وَلا زالَتِ الأَعوامُ تَأتي وَتَنقَضي / فَتَبدَؤُها بِالصالِحاتِ وَتَختِمُ
تُضيءُ لَيالي الدَهرِ مِنكَ مُنيرَةً / وَأَيّامُهُ مِن فَرحَةٍ تَتَبَسَّمُ
وَيا لَيتَ شِعري إِن قَضى اللَهُ بِالنَوى / لِمَن أَبتَغي هَذا الكَلامَ وَأَنظِمُ
نَسيبٌ كَما يَهوى العَفافُ مُنَزَّهٌ / وَمَدحٌ كَما تَهوى المَعالي مُعَظَّمُ
وَشَكوى كَما رَقَّ النَسيمُ مِنَ الصَبا / وَعَتبٌ كَما اِنحَلَّ الجُمانُ المُنَظَّمُ
تَأَخَّرَ عَن وَقتِ الهَناءِ لِأَنَّهُ / لَهُ كُلَّ يَومٍ مِن جَنابِكَ مَوسِمُ
وَتَعلَمُ أَنّي في زَمانِيَ واحِدٌ / وَأَنَّ كَلامي آخِرٌ مُتَقَدِّمُ
يَطيبُ لِقَلبي أَن يَطولَ غَرامُهُ
يَطيبُ لِقَلبي أَن يَطولَ غَرامُهُ / وَأَيسَرُ ما أَلقاهُ مِنهُ حِمامُهُ
وَأَعجَبُ مِنهُ كَيفَ يَقنَعُ بِالمُنى / وَيُرضيهِ مِن طَيفِ الحَبيبِ لِمامَهُ
تَعَشَّقتُهُ حُلوَ الشَمائِلِ أَهيَفاً / يُحَرِّكُ شَجوَ العاشِقينَ قَوامُهُ
وَهِمتُ بِطَرفٍ فاتِنٍ مِنهُ فاتِرٍ / لِبابِلَ مِنهُ سِحرُهُ وَمُدامُهُ
فَما الغُصنُ إِلّا ما حَوَتهُ بُرودُهُ / وَما البَدرُ إِلّا ما حَواهُ لِثامُهُ
أَغارُ إِذا ماراحَ رَيّانُ عاطِراً / أَراكُ الحِمى مِن ريقِهِ وَبَشامُهُ
وَأَرتاعُ لِلبَرقِ الَّذي مِن دِيارِهِ / فَيَحسَبُ طَرفي أَنَّ ذاكَ اِبتِسامُهُ
وَأَستَنشِقُ الأَرواحَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ / فَأَعلَمُ في أَيِّ الجِهاتِ خِيامُهُ
خُذوا لي مِنَ البَدرِ الذِمامَ فَإِنَّهُ / أَخوهُ لَعَلّي نافِعٌ لي ذِمامُهُ
إِلى العادِلِ المَأمونِ لِلدَهرِ إِن سَطا / بِهِ يَتَجَلّى ظُلمُهُ وَظَلامُهُ
إِلى مَلِكٍ في العَينِ يَملَأُ سَرحَةً / وَيَملَأُ آفاقَ البِلادِ اِهتِمامُهُ
أَخو يَقَظاتٍ لَيسَ يَعرِفُ طَرفُهُ / غِراراً سِوى ما يَحتَويهِ حُسامُهُ
يُقَصِّرُ عَنهُ المَدحُ مِن كُلِّ مادِحٍ / وَلو كانَ مِن زُهرِ النُجومِ نِظامُهُ
فَيا مَلِكَ العَصرِ الَّذي لَيسَ غَيرُهُ / يُرَجّى وَيُخشى عَفوُهُ وَاِنتِقامُهُ
تَقَدَّمَ ذِكرُ الجودِ قَبلَكَ في الوَرى / وَأَصبَحَ مِن ذِكراكَ مِسكاً خِتامُهُ
أَمِنتُ بِلُقياكَ الزَمانَ صُروفَهُ / فَغَيرِيَ مَن يُخشى عَلَيهِ اِهتِضامُهُ
وَأَصبَحتُ مِن كُلِّ الخُطوبِ مُسَلَّماً / عَليكَ مِنَ اللَهِ الكَريمِ سَلامُهُ
عَشِقتُ بَدراً وَلا أُسَمّي
عَشِقتُ بَدراً وَلا أُسَمّي / ما شِئتُ قُل فيهِ بَدرُ تَمِّ
تَحَيَّرَ العاذِلونَ فيهِ / وَقالَ كُلٌّ بِغَيرِ عِلمِ
وَأَكثَرَ الناسُ فيهِ لَوماً / وَقَلَّ في الحُبِّ فيهِ قِسمي
يا قَمَراً مُنذُ غابَ عَنّي / لَم يَتَّصِل بِالسُعودِ نَجمي
يا أَحسَنَ العالَمينَ خُلقاً / مِثلُكَ لا يَرتَضي بِظُلمي
أَما تَرى فيكَ ما أُلاقي / حاشاكَ أَن تَستَحِلَّ إِثمي
مالي وَأَينَ الصَوابُ عَنّي / أَأَشتَكي قِصَّتي لِخَصمي
هَذا كِتابُ مُحِبٍّ
هَذا كِتابُ مُحِبٍّ / قَد زادَ فيكَ غَرامُه
أَضناهُ فَرطُ اِشتِياقٍ / فَرَقَّ حَتّى كَلامُه
أَما تَرى كَيفَ أَضحى / مِثلَ النَسيمِ سَلامُه
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعَموا
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعَموا / أَنا مُغرىً بِهَواها مُغرَمُ
فَليَقُل ما شاءَ عَنّي لائِمي / أَنا أَهواها وَلا أَحتَشِمُ
غَلَبَ الوَجدُ فَلا أَكتُمُهُ / إِنَّما أَكتُمُ ما يَنكَتِمُ
تَعِبَ العُذّالُ بي في حُبِّها / قُضِيَ الأَمرُ وَجَفَّ القَلَمُ
أَينَ مَن يَرحَمُني أَشكو لَهُ / إِنَّما الشَكوى إِلى مَن يَرحَمُ
أَنا مِن قَلبِيَ مِنها آيِسٌ / لَم يَكُن مِن مُقلَتَيها يَسلَمُ
أَيُّها السائِلُ عَن وَجدي بِها / إِنَّهُ أَعظَمُ مِمّا تَزعُمُ
ظُنَّ خَيراً بَينَنا أَو غَيرَهُ / فَحَبيبي فيهِ تَحلو التُهَمُ
وَلَقَد حَدَّثتُ مَن يَسأَلُني / وَحَديثي لَكَ يا مَن يَفهَمُ
طالَ ما أَلقاهُ مِن شَرحِ الهَوى / أَنتَ يا رَبّي بِحالي أَعلَمُ
عَشِقَ الناسُ وَمِثلي لَم يَكُن / فَاِعلَموا أَنِّيَ فيهِم عَلَمُ
سُطِّرَت قَبلي أَحاديثُ الهَوى / وَبِمِسكٍ مِن حَديثي تُختَمُ
سَلامي عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي
سَلامي عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي / لَقَد هانَ قَدري عِندَهُ وَمَقامي
وَإِنّي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ عاتِبٌ / فَيا رَبِّ لا يَبلُغ إِلَيهِ كَلامي
فَكَم بينَنا مِن حُرمَةٍ وَمَوَدَّةٍ / وَكَم بَينَنا مِن مَوثِقٍ وَذِمامِ
يَحُقُّ لَكُم هَذا التَصَلُّفَ كُلُّهُ / لِعِلمِكُمُ وَجدي بِكُم وَغَرامي
حَفِظتُ لَكُم وُدّاً أَضَعتُم عُهودَهُ / فَها هُوَ مَختومٌ لَكُم بِخِتامي
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / وَأَهذي بِكُم في يَقظَتي وَمَنامي
فَلا تُنكِروا طيبَ النَسيمِ إِذا سَرى / إِلَيكُم فَذاكَ الطيبُ فيهِ سَلامي
فَهَل عائِدٌ مِنكُم رَسولي بِفَرحَةٍ / كَفَرحَةِ حُبلى بُشِّرَت بِغُلامِ
وَيَرتاحُ قَلبي لِلصَعيدِ وَأَهلِهِ / وَعَيشٍ مَضى لي عِندَهُم وَمَقامي
وَأَهوى وُرودَ النَيلِ مِن أَجلِ أَنَّهُ / يَمُرُّ عَلى قَومٍ عَلَيَّ كِرامِ
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي كُمّي
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي كُمّي / خَفِيَت عَن كُلِّ وَهمِ
حينَ أَعداها اِشتِياقي / لَكَ يا مَن لا أُسَمّي
لا تَسَلني كَيفَ حالي / فَهِيَ تَحكي لَكَ سُقمي
وَرَدَت أَمواهُ دَمعي / وَرَأَت نيرانَ جِسمي
كُلَّما قُلتُ اِستَرَحنا
كُلَّما قُلتُ اِستَرَحنا / جاءَنا الشَيخُ الإِمامُ
فَاِعتَرانا كُلَّنا مِن / هُ اِنقِباضٌ وَاِحتِشامُ
فَهُوَ في المَجلِسِ فَدمٌ / وَلَنا فَهوَ فِدامُ
وَعَلى الجُملَةِ فَالشَي / خُ ثَقيلٌ وَالسَلامُ
أَيُّها الحامِلُ هَمّاً
أَيُّها الحامِلُ هَمّاً / إِنَّ هَذا لا يَدومُ
مِثلَما تَفنى المَسَرّا / تُ كَذا تَفنى الهُمومُ
إِن قَسا الدَهرُ فَإِن / نَ اللَهَ بِالناسِ رَحيمُ
أَو تَرى الخَطبَ عَظيماً / فَكَذا الأَجرُ عَظيمُ
رَقَّ في الجَوِّ النَسيمُ
رَقَّ في الجَوِّ النَسيمُ / فَتَفَضَّل يا نَديمُ
ماتَرى كَيفَ اِمَّحَت مِن / حُلَّةِ اللَيلِ رُقومُ
وَكَأَنَّ الفَجرَ نَهرٌ / غَرِقَت فيهِ النُجومُ
فَاِجلُ بِالصَهباءِ لَيلاً / بَقِيَت مِنهُ رُسومُ
وَاِسبِقِ الشَمس بِشَمسٍ / لا تُواريها الغُيومُ
قَهوَةٌ رَقَّت فَما في / كَأسِها إِلّا نَسيمُ
بِنتُ كَرَمٍ لَم يَفُز قَطُّ / بِها إِلّا الكَريمُ
وَعَلى طينَتِها مِن / سالِفِ الدَهرِ خُتومُ
لَم يَزَل عِندَ المَجوسِيِّ / لَها قَدرٌ عَظيمُ
وَلَها الراهِبُ في الدَي / رِ يُصَلّي وَيَصومُ
وَقَليلٌ كُلَّ ما يَط / لُبُ فيها وَيَسومُ
وَلَقَد طافَ بِها سا / قٍ رَخيمٌ وَرَحيمُ
بارِعٌ في كُلِّ ما تَط / لُبُ مِنهُ وَتَرومُ
يا نَديمي وَكَما تَه / وى حَبيبٌ وَحَميمُ
لَيسَ يَبدو مِنهُ ماتَع / تُبُ فيهِ وَتَلومُ
مُطرِبٌ في صَنعَةِ الأَل / حانِ وَالضَربِ عَليمُ
وَلَعَمرِيَ إِن تَفَضَّل / تَ فَقَد تَمَّ النَعيمُ
كَلَّمَني وَالمُدامُ في فَمِهِ
كَلَّمَني وَالمُدامُ في فَمِهِ / قَد نَفَحَت مِن حَبابِ مَبسِمِهِ
وَراحَ كَالغُصنِ في تَمايُلِهِ / سَكرانَ يَشتَطُّ في تَحَكُّمِهِ
بِاللَهِ يا بَرقُ هَل تُحَدِّثُهُ / عَن نارِ قَلبي وَعَن تَضَرُّمِهِ
وَهَل نَسيمٌ سَرى يُبَلِّغُهُ / رِسالَةً مِن فَمي إِلى فَمِهِ
عَجِبتُ مِن بُخلِهِ عَلَيَّ وَما / يَذكُرُهُ الناسُ مِن تَكَرُّمِهِ
هُم عَلَّموهُ فَصارَ يَهجُرُني / رَبِّ خُذِ الحَقَّ مِن مُعَلِّمِهِ
يا رَبُّ قَد أَصبَحتُ أَر
يا رَبُّ قَد أَصبَحتُ أَر / جوكَ وَأَرجو كَرَمَك
يا رَبُّ ما أَكثَرَ ما / كَثَّرتَ عِندي نِعَمَك
يا رَبُّ عَن إِساءَتي / يا سَيِّدي ما أَحمَلَك
حَبَّذا نَفحَةُ ريحٍ
حَبَّذا نَفحَةُ ريحٍ / فَرَّجَت عَنّي غُمَّه
ضَرَبَت ثَوبَ فَتاةٍ / أَكثَرَت تيهاً وَحِشمَه
فَرَأَيتُ البَطنَ وَال / سُرَّةَ وَالخَصرَ وَثَمَّه
يا مَن أُفارِقُهُ عَلى رُغمي
يا مَن أُفارِقُهُ عَلى رُغمي / هَذا بِحُكمِ اللَهِ لا حُكمي
مِن أَينَ قُدِّرَ الفِراقُ لَنا / لَم يَجرِ في خَلَدي وَلا وَهمي
أَنا بِالفِراقِ مُرَوَّعٌ أَبَداً / ذا طالِعي فيهِ وَذا نَجمي
ما هَذِهِ لِلبَينِ أَوَّلَةٌ / ذا الخَدُّ مِنهُ مُعَوَّدُ اللَطمِ
لا أَشتَكي الأَيّامَ أَظلِمُها / هِيَ ما جَرَت إِلّا عَلى رَسمي
وَحَديثُ مَن يُبدي الشَماتَةَ بي / قَد زادَني هَمّاً عَلى هَمِّ
بِرَسمِ الغُزاةِ وَضَربِ العُداةِ
بِرَسمِ الغُزاةِ وَضَربِ العُداةِ / بِكَفِّ هُمامٍ رَفيعِ الهِمَم
تَراهُ إِذا اِهتَزَّ في كَفِّهِ / كَخاطِفِ بَرقٍ سَرى في الظُلَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025