المجموع : 41
سَيِّدي يَومُكَ هَذا
سَيِّدي يَومُكَ هَذا / لَيسَ يَخفى عَنكَ رَسمُه
قُم بِنا قَد طَلَعَ الفَج / رُ وَقَد أَشرَقَ نَجمُه
عِندَنا وَردٌ جَنِيٌّ / يُنعِشُ المَيِّتَ شَمُّه
وَلَدَينا ذَلِكَ الضَي / فُ الَّذي عِندَكَ عِلمُه
وَلَنا ساقٍ رَشيقٌ / أَحوَرُ الطَرفِ أَحَمُّه
وَخِوانٌ يَعبَقُ المِس / كُ بِرَيّاهُ وَطَعمُه
وَأَخٌ يُرضيكَ مِنهُ / فَضلُهُ الجَمُّ وَفَهمُه
كامِلُ الظَرفِ أَديبٌ / شامِخُ الأَنفِ أَشَمُّه
حَسَنُ العِشرَةِ لا يَأ / تيكَ مِنهُ ما تَذُمُّه
وَمُغَنَ زيرُه أَط / رَبُ مَسموعٍ وَبَمُّه
وَسُرورٌ لَيسَ شَيءٌ / غَيرَ رُؤياكَ يُتِمُّه
فَأَجِب دَعوَةَ داعٍ / أَنتَ مِن دُنياهُ سَهمُه
فَإِذا جِئتَ وَغابَ ال / ناسُ طُرّاً لا يُهِمُّه
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم / وَيَرحَبُ مِنها ضيقُها إِن دَنَوتُمُ
وَما أَسَفي إِلّا عَلى القُربِ مِنكُمُ / إِذا شَطَّ عَنّي دارُكُم أَو نَأَيتُمُ
لي مَنزِلٌ إِن زُرتَهُ
لي مَنزِلٌ إِن زُرتَهُ / لَم تَلقَ إِلّا كَرَمَك
وَإِن تَسَل عَمَّن بِهِ / لَم تَلقَ إِلّا خَدَمَك
أَياديكَ عِندي لا يَغُبُّ سِجامُها
أَياديكَ عِندي لا يَغُبُّ سِجامُها / يَجودُ إِذا ضَنَّ الغَمامُ غَمامُها
وَكَم أُؤثِرُ التَخفيفَ عَنكَ فَلَم أَجِد / سِواكَ لِأَيّامٍ قَليلٍ كِرامُها
وَلي فَرَسٌ أَنتَ العَليمُ بِحالِها / وَبِالرَغمِ مِنّي رَبطُها وَمُقامُها
وَلَم يُبقِ مِنها الجُهدُ إِلّا بَقِيَّةً / فَيَغدو عَلَيها أَو يَروحُ حِمامُها
شَكَتني لِكُلِّ الناسِ وَهيَ بَهيمَةٌ / وَلَكِن لَها حالٌ فَصيحٌ كَلامُها
إِذا خَرَجَت تَحتَ الظَلامِ فَلا تُرى / مِنَ الضَعفِ إِلّا أَن يُصَكَّ لِجامُها
وَلَيسَت تَراها العَينُ إِلّا عَباءَةً / يُشَدُّ عَلَيها سَرجُها وَحِزامُها
لَها شَربَةٌ في كُلِّ يَومٍ عَلى الطَوى / وَلو تَرَكَتها صَحَّ مِنها صِيامُها
وَعَهدي بِها تَبكي عَلى التِبنِ وَحدَهُ / فَكَيفَ عَلى فَقدِ الشَعيرِ مُقامُها
وَرَدَ الكِتابُ وَإِنَّهُ
وَرَدَ الكِتابُ وَإِنَّهُ / عِندي وَحَقِّكُمُ كَريمُ
وَفَضَضتُهُ وَكَأَنَّهُ / مِن حُسنِهِ دُرٌّ نَظيمُ
وَبَدَت مَعانيهِ وَقَد / رَقَّت كَما رَقَّ النَسيمُ
أَحبابَنا إِنّي عَلى / حُسنِ الوَفاءِ لَكُم مُقيمُ
وَحَياتِكُم وُدّي لَكُم / هُوَ ذَلِكَ الوُدُّ القَديمُ
أَنا ذَلِكَ الصَبُّ الَّذي / أَبَداً بِذِكرُكُمُ يَهيمُ
يَهتَزُّ مِن طَرَبٍ لَكُم / وَلَرُبَّما طَرِبَ الحَكيمُ
فَعَلَيكُمُ مِنّي السَلا / مُ فَوُدُّكُم عِندي سَليمُ
لَنا مِنكُمُ وَعدٌ فَهَلّا وَفَيتُمُ
لَنا مِنكُمُ وَعدٌ فَهَلّا وَفَيتُمُ / وَقُلتُم لَنا قَولاً فَهَلّا فَعَلتُمُ
حَفِظنا لَكُم وُدّاً أَضَعتُم عُهودَهُ / فَشَتّانَ في الحالَينِ نَحنُ وَأَنتُمُ
سَهِرنا عَلى حِفظِ الغَرامِ وَنِمتُمُ / وَلَيسَ سَواءً ساهِرونَ وَنُوَّمُ
وَكُنّا عَقَدنا أَنَّنا نَكتُمُ الهَوى / فَأَغراكُمُ الواشي وَقالَ وَقُلتُمُ
ظَلَلتُم وَقُلتُم أَنتَ في الحُبِّ ظالِمٌ / صَدَقتُم كَذا كانَ الحَديثُ صَدَقتُمُ
فَيا أَيُّها الأَحبابُ في السُخطِ وَالرِضا / عَلى كُلِّ حالٍ أَنتُمُ لا عَدِمتُمُ
وَرُبَّ لَيالٍ في هَواكُم قَطَعتُها / وَبِتُّ كَما قَد قيلَ أَبني وَأَهدِمُ
وَلي عِندَ بَعضِ الناسِ قَلبٌ مُعَذَّبٌ / فَيا لَيتَهُ يَرثي لِذاكَ وَيَرحَمُ
وَما كُلُّ عَينٍ مِثلَ عَيني قَريحَةٌ / وَلاكُلُّ قَلبٍ مِثلَ قَلبي مُتَيَّمُ
سِوايَ مُحِبٌّ يَنقُضُ الدَهرُ عَهدَهُ / يَغيبُ فَيَسلو أَو يُقيمُ فَيَسأَمُ
وَيا صاحِبي لَولا حِفاظٌ يَصُدُّني / لَصَرَّحتُ بِالشَكوى وَلا أَتَكَتَّمُ
سَأَعتُبُ بَعضَ الناسِ إِن كانَ سامِعاً / وَأَنتَ الَّذي أَعني وَما مِنكَ مَكتَمُ
إِذا كانَ خَصمي في الصَبابَةِ حاكِمي / لِمَن أَشتَكيهِ أَو لِمَن أَتَظَلَّمُ
وَلَولا اِحتِقاري في الهَوى لِعَواذِلي / صَرَفتُ لَهُم بالي وَمِنّي وَمِنهُمُ
فَياعاذِلي ما أَكبَرَ البُعدَ بَينَنا / حَديثُ غَرامي فَوقَ ما يَتَوَهَّمُ
لَقَد كُنتُ أَبكي لِلحَبيبِ إِذا جَفا / وَلا سِيَّما وَهوَ الأَمينُ المُكَرَّمُ
أَميري الَّذي قَد كُنتُ أَسطو بِقِربِهِ / وَكُنتُ عَلى الدُنيا بِهِ أَتَحَكَّمُ
سَأَصبِرُ لا أَنّي عَلى ذاكَ قادِرٌ / لَعَلَّ لَيالي هَجرِهِ تَتَصَرَّمُ
وَقالَ العِدى إِنَّ المُكَرَّمَ واجِدٌ / فَقُلتُ لَهُم إِنَّ المُكَرَّمَ أَكرَمُ
وَإِنَّ أَميري إِن نَأَيتُ لِمُحسِنٍ / وَإِنَّ أَميري إِن قَرُبتُ لَمُنعِمُ
وَعَهدي بِهِ رَحبُ الحَظيرَةِ مُجمِلٌ / يَغُضُّ وَيَعفو عَن كَثيرٍ وَيَحلُمُ
مِنَ النَفَرِ الغُرِّ الَّذينَ حُلومُهُم / يَخِفُّ لَدَيها يَذبُلٌ وَيُلَملَمُ
هُمُ القَومُ كُلُّ القَومِ في الدينِ وَالتُقى / وَناهيكَ بِالقَومِ الَّذينَ هُمُ هُمُ
إِذا حَدَّثوا عَن فَضلِ موسى وَأَحمَدٍ / فَلِلَّهِ ميراثٌ هُناكَ يُقَسَّمُ
أَمَولايَ إِنّي عائِذٌ بِكَ لائِذٌ / أُجِلُّكَ أَن أَشكو إِلَيكَ وَأُعظِمُ
أَأَنكِرُ ما أَولَيتَني مِن مَواهِبٍ / يُقِرُّ بِها مِن جِسمِيَ اللَحمُ وَالدَمُ
وَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ في شُكرِ نِعمَةٍ / وَيَكفيكَ أَنَّ اللَهَ أَعلى وَأَعلَمُ
فَيا تارِكي أَنوي البَعيدَ مِنَ النَوى / إِلى أَيِّ قَومٍ بَعدَكُم أَتَيَمَّمُ
أَلا إِنَّ إِقليماً نَبَت بي دِيارُهُ / وَإِن كَثُرَ الإِثراءُ فيهِ لَمُعدَمُ
وَإِنَّ زَماناً أَلجَأَتني صُروفُهُ / فَحاوَلتُ بُعدي عَنكُمُ لَمُذَمَّمُ
وَلي في بِلادِ اللَهِ مَسرىً وَمَسرَحٌ / وَلي مِن عَطاءِ اللَهِ مَغنىً وَمَغنَمُ
وَأَعلَمُ أَنّي غالِطٌ في فِراقِكُم / وَأَنَّكُمُ في ذاكَ مِثلِيَ أَعظَمُ
وَمَن ذا الَّذي أَعتاضُ مِنكُم لِفاقَتي / مِنَ الناسِ طُرّاً ساءَ ما أَتَوَهَّمُ
فَلا طابَ لي عَنكُم مَقامٌ وَمَوطِنٌ / وَلَو ضَمَّني فيهِ المَقامُ وَزَمزَمُ
وَمِثلُكَ لا يَأسى عَلى فَقدِ كاتِبٍ / وَلَكِنَّهُ يَأسى عَلَيكَ وَيَندَمُ
فَمَن ذا الَّذي تُدنيهِ مِنكَ وَتَصطَفي / فَيَكتُبُ ما يوحى إِلَيكَ وَيَكتُمُ
وَمَن ذا الَّذي يُرضيكَ مِنهُ فَطانَةٌ / تَقولُ فَيَدري أَو تُشيرُ فَيَفهَمُ
وَما كُلُّ أَزهارِ الرِياضِ أَريجَةٌ / وَما كُلُّ أَطيارِ الفَلا تَتَرَنَّمُ
فَيالَيتَ ذا العامَ الَّذي جاءَ مُقبِلاً / يَفيضُ لَنا فيهِ رِضاكَ وَيُقسَمُ
وَلا زالَتِ الأَعوامُ تَأتي وَتَنقَضي / فَتَبدَؤُها بِالصالِحاتِ وَتَختِمُ
تُضيءُ لَيالي الدَهرِ مِنكَ مُنيرَةً / وَأَيّامُهُ مِن فَرحَةٍ تَتَبَسَّمُ
وَيا لَيتَ شِعري إِن قَضى اللَهُ بِالنَوى / لِمَن أَبتَغي هَذا الكَلامَ وَأَنظِمُ
نَسيبٌ كَما يَهوى العَفافُ مُنَزَّهٌ / وَمَدحٌ كَما تَهوى المَعالي مُعَظَّمُ
وَشَكوى كَما رَقَّ النَسيمُ مِنَ الصَبا / وَعَتبٌ كَما اِنحَلَّ الجُمانُ المُنَظَّمُ
تَأَخَّرَ عَن وَقتِ الهَناءِ لِأَنَّهُ / لَهُ كُلَّ يَومٍ مِن جَنابِكَ مَوسِمُ
وَتَعلَمُ أَنّي في زَمانِيَ واحِدٌ / وَأَنَّ كَلامي آخِرٌ مُتَقَدِّمُ
يَطيبُ لِقَلبي أَن يَطولَ غَرامُهُ
يَطيبُ لِقَلبي أَن يَطولَ غَرامُهُ / وَأَيسَرُ ما أَلقاهُ مِنهُ حِمامُهُ
وَأَعجَبُ مِنهُ كَيفَ يَقنَعُ بِالمُنى / وَيُرضيهِ مِن طَيفِ الحَبيبِ لِمامَهُ
تَعَشَّقتُهُ حُلوَ الشَمائِلِ أَهيَفاً / يُحَرِّكُ شَجوَ العاشِقينَ قَوامُهُ
وَهِمتُ بِطَرفٍ فاتِنٍ مِنهُ فاتِرٍ / لِبابِلَ مِنهُ سِحرُهُ وَمُدامُهُ
فَما الغُصنُ إِلّا ما حَوَتهُ بُرودُهُ / وَما البَدرُ إِلّا ما حَواهُ لِثامُهُ
أَغارُ إِذا ماراحَ رَيّانُ عاطِراً / أَراكُ الحِمى مِن ريقِهِ وَبَشامُهُ
وَأَرتاعُ لِلبَرقِ الَّذي مِن دِيارِهِ / فَيَحسَبُ طَرفي أَنَّ ذاكَ اِبتِسامُهُ
وَأَستَنشِقُ الأَرواحَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ / فَأَعلَمُ في أَيِّ الجِهاتِ خِيامُهُ
خُذوا لي مِنَ البَدرِ الذِمامَ فَإِنَّهُ / أَخوهُ لَعَلّي نافِعٌ لي ذِمامُهُ
إِلى العادِلِ المَأمونِ لِلدَهرِ إِن سَطا / بِهِ يَتَجَلّى ظُلمُهُ وَظَلامُهُ
إِلى مَلِكٍ في العَينِ يَملَأُ سَرحَةً / وَيَملَأُ آفاقَ البِلادِ اِهتِمامُهُ
أَخو يَقَظاتٍ لَيسَ يَعرِفُ طَرفُهُ / غِراراً سِوى ما يَحتَويهِ حُسامُهُ
يُقَصِّرُ عَنهُ المَدحُ مِن كُلِّ مادِحٍ / وَلو كانَ مِن زُهرِ النُجومِ نِظامُهُ
فَيا مَلِكَ العَصرِ الَّذي لَيسَ غَيرُهُ / يُرَجّى وَيُخشى عَفوُهُ وَاِنتِقامُهُ
تَقَدَّمَ ذِكرُ الجودِ قَبلَكَ في الوَرى / وَأَصبَحَ مِن ذِكراكَ مِسكاً خِتامُهُ
أَمِنتُ بِلُقياكَ الزَمانَ صُروفَهُ / فَغَيرِيَ مَن يُخشى عَلَيهِ اِهتِضامُهُ
وَأَصبَحتُ مِن كُلِّ الخُطوبِ مُسَلَّماً / عَليكَ مِنَ اللَهِ الكَريمِ سَلامُهُ
عَشِقتُ بَدراً وَلا أُسَمّي
عَشِقتُ بَدراً وَلا أُسَمّي / ما شِئتُ قُل فيهِ بَدرُ تَمِّ
تَحَيَّرَ العاذِلونَ فيهِ / وَقالَ كُلٌّ بِغَيرِ عِلمِ
وَأَكثَرَ الناسُ فيهِ لَوماً / وَقَلَّ في الحُبِّ فيهِ قِسمي
يا قَمَراً مُنذُ غابَ عَنّي / لَم يَتَّصِل بِالسُعودِ نَجمي
يا أَحسَنَ العالَمينَ خُلقاً / مِثلُكَ لا يَرتَضي بِظُلمي
أَما تَرى فيكَ ما أُلاقي / حاشاكَ أَن تَستَحِلَّ إِثمي
مالي وَأَينَ الصَوابُ عَنّي / أَأَشتَكي قِصَّتي لِخَصمي
هَذا كِتابُ مُحِبٍّ
هَذا كِتابُ مُحِبٍّ / قَد زادَ فيكَ غَرامُه
أَضناهُ فَرطُ اِشتِياقٍ / فَرَقَّ حَتّى كَلامُه
أَما تَرى كَيفَ أَضحى / مِثلَ النَسيمِ سَلامُه
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعَموا
صَدَقَ الواشونَ فيما زَعَموا / أَنا مُغرىً بِهَواها مُغرَمُ
فَليَقُل ما شاءَ عَنّي لائِمي / أَنا أَهواها وَلا أَحتَشِمُ
غَلَبَ الوَجدُ فَلا أَكتُمُهُ / إِنَّما أَكتُمُ ما يَنكَتِمُ
تَعِبَ العُذّالُ بي في حُبِّها / قُضِيَ الأَمرُ وَجَفَّ القَلَمُ
أَينَ مَن يَرحَمُني أَشكو لَهُ / إِنَّما الشَكوى إِلى مَن يَرحَمُ
أَنا مِن قَلبِيَ مِنها آيِسٌ / لَم يَكُن مِن مُقلَتَيها يَسلَمُ
أَيُّها السائِلُ عَن وَجدي بِها / إِنَّهُ أَعظَمُ مِمّا تَزعُمُ
ظُنَّ خَيراً بَينَنا أَو غَيرَهُ / فَحَبيبي فيهِ تَحلو التُهَمُ
وَلَقَد حَدَّثتُ مَن يَسأَلُني / وَحَديثي لَكَ يا مَن يَفهَمُ
طالَ ما أَلقاهُ مِن شَرحِ الهَوى / أَنتَ يا رَبّي بِحالي أَعلَمُ
عَشِقَ الناسُ وَمِثلي لَم يَكُن / فَاِعلَموا أَنِّيَ فيهِم عَلَمُ
سُطِّرَت قَبلي أَحاديثُ الهَوى / وَبِمِسكٍ مِن حَديثي تُختَمُ
سَلامي عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي
سَلامي عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي / لَقَد هانَ قَدري عِندَهُ وَمَقامي
وَإِنّي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ عاتِبٌ / فَيا رَبِّ لا يَبلُغ إِلَيهِ كَلامي
فَكَم بينَنا مِن حُرمَةٍ وَمَوَدَّةٍ / وَكَم بَينَنا مِن مَوثِقٍ وَذِمامِ
يَحُقُّ لَكُم هَذا التَصَلُّفَ كُلُّهُ / لِعِلمِكُمُ وَجدي بِكُم وَغَرامي
حَفِظتُ لَكُم وُدّاً أَضَعتُم عُهودَهُ / فَها هُوَ مَختومٌ لَكُم بِخِتامي
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / وَأَهذي بِكُم في يَقظَتي وَمَنامي
فَلا تُنكِروا طيبَ النَسيمِ إِذا سَرى / إِلَيكُم فَذاكَ الطيبُ فيهِ سَلامي
فَهَل عائِدٌ مِنكُم رَسولي بِفَرحَةٍ / كَفَرحَةِ حُبلى بُشِّرَت بِغُلامِ
وَيَرتاحُ قَلبي لِلصَعيدِ وَأَهلِهِ / وَعَيشٍ مَضى لي عِندَهُم وَمَقامي
وَأَهوى وُرودَ النَيلِ مِن أَجلِ أَنَّهُ / يَمُرُّ عَلى قَومٍ عَلَيَّ كِرامِ
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي كُمّي
هَذِهِ مِنديلُ كُمّي كُمّي / خَفِيَت عَن كُلِّ وَهمِ
حينَ أَعداها اِشتِياقي / لَكَ يا مَن لا أُسَمّي
لا تَسَلني كَيفَ حالي / فَهِيَ تَحكي لَكَ سُقمي
وَرَدَت أَمواهُ دَمعي / وَرَأَت نيرانَ جِسمي
كُلَّما قُلتُ اِستَرَحنا
كُلَّما قُلتُ اِستَرَحنا / جاءَنا الشَيخُ الإِمامُ
فَاِعتَرانا كُلَّنا مِن / هُ اِنقِباضٌ وَاِحتِشامُ
فَهُوَ في المَجلِسِ فَدمٌ / وَلَنا فَهوَ فِدامُ
وَعَلى الجُملَةِ فَالشَي / خُ ثَقيلٌ وَالسَلامُ
أَيُّها الحامِلُ هَمّاً
أَيُّها الحامِلُ هَمّاً / إِنَّ هَذا لا يَدومُ
مِثلَما تَفنى المَسَرّا / تُ كَذا تَفنى الهُمومُ
إِن قَسا الدَهرُ فَإِن / نَ اللَهَ بِالناسِ رَحيمُ
أَو تَرى الخَطبَ عَظيماً / فَكَذا الأَجرُ عَظيمُ
رَقَّ في الجَوِّ النَسيمُ
رَقَّ في الجَوِّ النَسيمُ / فَتَفَضَّل يا نَديمُ
ماتَرى كَيفَ اِمَّحَت مِن / حُلَّةِ اللَيلِ رُقومُ
وَكَأَنَّ الفَجرَ نَهرٌ / غَرِقَت فيهِ النُجومُ
فَاِجلُ بِالصَهباءِ لَيلاً / بَقِيَت مِنهُ رُسومُ
وَاِسبِقِ الشَمس بِشَمسٍ / لا تُواريها الغُيومُ
قَهوَةٌ رَقَّت فَما في / كَأسِها إِلّا نَسيمُ
بِنتُ كَرَمٍ لَم يَفُز قَطُّ / بِها إِلّا الكَريمُ
وَعَلى طينَتِها مِن / سالِفِ الدَهرِ خُتومُ
لَم يَزَل عِندَ المَجوسِيِّ / لَها قَدرٌ عَظيمُ
وَلَها الراهِبُ في الدَي / رِ يُصَلّي وَيَصومُ
وَقَليلٌ كُلَّ ما يَط / لُبُ فيها وَيَسومُ
وَلَقَد طافَ بِها سا / قٍ رَخيمٌ وَرَحيمُ
بارِعٌ في كُلِّ ما تَط / لُبُ مِنهُ وَتَرومُ
يا نَديمي وَكَما تَه / وى حَبيبٌ وَحَميمُ
لَيسَ يَبدو مِنهُ ماتَع / تُبُ فيهِ وَتَلومُ
مُطرِبٌ في صَنعَةِ الأَل / حانِ وَالضَربِ عَليمُ
وَلَعَمرِيَ إِن تَفَضَّل / تَ فَقَد تَمَّ النَعيمُ
كَلَّمَني وَالمُدامُ في فَمِهِ
كَلَّمَني وَالمُدامُ في فَمِهِ / قَد نَفَحَت مِن حَبابِ مَبسِمِهِ
وَراحَ كَالغُصنِ في تَمايُلِهِ / سَكرانَ يَشتَطُّ في تَحَكُّمِهِ
بِاللَهِ يا بَرقُ هَل تُحَدِّثُهُ / عَن نارِ قَلبي وَعَن تَضَرُّمِهِ
وَهَل نَسيمٌ سَرى يُبَلِّغُهُ / رِسالَةً مِن فَمي إِلى فَمِهِ
عَجِبتُ مِن بُخلِهِ عَلَيَّ وَما / يَذكُرُهُ الناسُ مِن تَكَرُّمِهِ
هُم عَلَّموهُ فَصارَ يَهجُرُني / رَبِّ خُذِ الحَقَّ مِن مُعَلِّمِهِ
يا رَبُّ قَد أَصبَحتُ أَر
يا رَبُّ قَد أَصبَحتُ أَر / جوكَ وَأَرجو كَرَمَك
يا رَبُّ ما أَكثَرَ ما / كَثَّرتَ عِندي نِعَمَك
يا رَبُّ عَن إِساءَتي / يا سَيِّدي ما أَحمَلَك
حَبَّذا نَفحَةُ ريحٍ
حَبَّذا نَفحَةُ ريحٍ / فَرَّجَت عَنّي غُمَّه
ضَرَبَت ثَوبَ فَتاةٍ / أَكثَرَت تيهاً وَحِشمَه
فَرَأَيتُ البَطنَ وَال / سُرَّةَ وَالخَصرَ وَثَمَّه
يا مَن أُفارِقُهُ عَلى رُغمي
يا مَن أُفارِقُهُ عَلى رُغمي / هَذا بِحُكمِ اللَهِ لا حُكمي
مِن أَينَ قُدِّرَ الفِراقُ لَنا / لَم يَجرِ في خَلَدي وَلا وَهمي
أَنا بِالفِراقِ مُرَوَّعٌ أَبَداً / ذا طالِعي فيهِ وَذا نَجمي
ما هَذِهِ لِلبَينِ أَوَّلَةٌ / ذا الخَدُّ مِنهُ مُعَوَّدُ اللَطمِ
لا أَشتَكي الأَيّامَ أَظلِمُها / هِيَ ما جَرَت إِلّا عَلى رَسمي
وَحَديثُ مَن يُبدي الشَماتَةَ بي / قَد زادَني هَمّاً عَلى هَمِّ
بِرَسمِ الغُزاةِ وَضَربِ العُداةِ
بِرَسمِ الغُزاةِ وَضَربِ العُداةِ / بِكَفِّ هُمامٍ رَفيعِ الهِمَم
تَراهُ إِذا اِهتَزَّ في كَفِّهِ / كَخاطِفِ بَرقٍ سَرى في الظُلَم