المجموع : 15
يا ليتَ عيني تَحمَّلت ألمكَ
يا ليتَ عيني تَحمَّلت ألمكَ / بل ليتَ نَفسي تَقسَّمت سَقمَك
وليت كفَّ الطبيب إذ فَصَدَت / عرقَكَ أَجرَت مِن ناظِرَيَّ دَمَك
أَعَرتهَ صبغَ وَجنَتَيك كما / تُعيرُه إن لثمتَ مَن لَثَمَك
طَرفُك أمضَى من حَدٍّ مبِضَعه / فالَحظ به العِرقَ وارتجز ألمك
هذا أبو مُضر كفتنا كَفُّه
هذا أبو مُضر كفتنا كَفُّه / شكوى اللئضامِ فما نَذُمُّ لئيما
هذا الجسيمُ مَوَاهباً هذا الشري / ف مَنَاصِباً هذا المهذَّب خِيما
سمكَت كهمّتهِ السماءُ ومُثِّلت / فيها خلائقُه الشراف نُجُوما
نشوان قد جعل المحامدَ والعُلا / دون الُمدَامة ساقياً ونَديما
أعدَى الأنامَ طباعُهُ فتكَرَّمُوا / لو جاز أن يُدعَى سواه كريما
لو لم أُشرِّف بامتداحك مَنطقي / ما انقاد نحوك خاطِري مزموما
لكن رأى شَرفَ المصاهر فاغتَدى / يُهدي إليك لُبَابه المكتوما
فحباك من نَسجِ العقول بغَادَةٍ / قَطَعَت إليك مقاصداً وعُزُوماً
لما تَبَيَّنَتِ الكفاءَةَ أقسَمَت / ألا تغرب بَعدَها وتقيما
لا تبغها مَهراً فقد أمهَرتَها / نُعمَاك عندي حادثاً وقديما
ألزمتُ شكرك منطقي وأناملي / وأقمتُ فكري بالوفاءِ زَعِيما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما / رأَوْا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم / ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا / بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعِرْضيَ جانباً / من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى / ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها / مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما / وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت / أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه / وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ / إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً / وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل / إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً / وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي / لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً / إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم / ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا / مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما / كبا حين لم يُحرسْ حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني / ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ / أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره / إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً / وحيفاً على الأحرار زاد تكَرُّما
فاسلم لأفراد المعاني إنها
فاسلم لأفراد المعاني إنها / تَبقَى وتَسلَمُ ما عَمَرتَ سليماً
وإذا ما عددتُ أيام عمري
وإذا ما عددتُ أيام عمري / قلتُ للشَّيب مرحباً بالظَّلوم
قَومٌ إذا خرأُوا خَلَّوهُ وانصرَفُوا
قَومٌ إذا خرأُوا خَلَّوهُ وانصرَفُوا / أليسَ ذا كَرمَاً ناهيكَ عن كَرمِ
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي / وأنظر كيف صَبري واعتزامي
فإمَّا أن يُفارقني هواكم / وإما أن يُواصلَني حِمامي
ولي إلفانِ من شَوقٍ ودَمعِ / يُعينان السَّهَادَ على مَنامِي
أقولُ إذا الجنوبُ جَرَت بليلٍ / على حيِّ وساكنها سلامي
وقد كان الخيالُ يُعين عيناً / مؤرَّقة على دَمعٍ سِجَامِ
ولو عادَ المنامُ أعاد وَصلي / ولكن لا سبيلَ إلى المنَام
قرابك في فؤاد مستَهامٌ / وأجفانٍ مُضرَّجة دَوامي
ومشتاق إليك يَرَى التَّسَليَّ / وحُسنَ الصَّبرِ عنك من الآثام
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ / لأنعُمهِ أو يغتدي غيرَ مُنعِمِ
وما استبعدَ الحرَّ الكريَم كنعمةٍ / يَنَالُ بها عَفواً ولم يتكَلَّمِ
سأثني وإن لم يبلغ القولُ مبلغاً / فإنَّ لسانَ الحالِ ليسَ بأعجمِ
ولو أن شكراً مدَّ من صوت شاكر / لأسمعت من بين الحطيم وزَمزمِ
إذا قيل هذا مَغنَمٌ لك مُعرِضاً / أبيتُ وقلتُ العزُّ أعظمُ مَغنَمِ
وأرى المديحَ إذا عداك نقيصةً
وأرى المديحَ إذا عداك نقيصةً / فأعافُهُ ولو أنه في حَاتمِ
فإذا امتَدحتُ سواكَ قال الشِّعر لي / لم تَرعَ حقّي إذ أَبَحتَ مَحَارمي
يهدي إلى العلماء من أَنفاسهِ
يهدي إلى العلماء من أَنفاسهِ / ما شئتَ من علمٍ وليسَ بعالم
ويشيعُ أسرار القلوب إذا جَرَي / يَنثو السرائرَ عن لسانِ كاتم
من عاذري من زمنٍ ظالم
من عاذري من زمنٍ ظالم / ليس بمستحي ولا راحم
تفعلُ بالأحرار أحداثُه / فِعلَ الهوى الدَّنفِ الهائمِ
كأنما أصبحَ يرميهمُ / عن جَفنِ مولاي أبي القاسم
يا نسيم الجنوب بالله بلغ
يا نسيم الجنوب بالله بلغ / ما يَقُولُ المتَيَّمُ المستَهامُ
قل لأحبابه فداكُم فُؤادٌ / ليس يَسلُو ومُقلةٌ لا تنامُ
بِنتُم فالسَّهادُ عندي مُقيمٌ / مذ نأيتُم والعَيشُ عِندي حِمَامُ
فعلى الكَرخِ فالقطيعةِ فالش / شَط فَبابِ الشَّعيرِ منِّي السَّلامُ
يا ديارَ السُّرورِ لا زالَ يبكي / بِكِ في مضحكِ الرِّياض غَمَامُ
رُبَّ عَيشٍ صَحبتُه فيك غَضٌّ / وجُفونُ الخُطوبِ عَنِّي نِيامُ
في ليالٍ كأنهنَّ أمانٌ / من زمانٍ كأنَّه أحلامُ
وكأن الأوقاتَ فيها كُؤُوسٌ / دائراتٌ وأنسُهنَّ مُدَامٌ
زَمَنٌ مسُعدٌ وإلفٌ وَصُولٌ / ومُنىً تستلذُّها الأوهامُ
كُلُّ أُنسٍ ولَذَّةٍ وسُرورٍ / بَعد ما بِنتُم عليَّ حرام
وَكَأَيِّن من مَعشَرٍ في أُنا / سٍ أخوهم فوقهمُ وهم كِرامُ
وَوَفاكَ وفد الشُّكرِ من كُلَّ وَجهَةٍ
وَوَفاكَ وفد الشُّكرِ من كُلَّ وَجهَةٍ / ثناءٌ يُسَدَّى أو مَديحٌ يُنظَّمُ
يزفُّ إلى الأسماع كلَّ خريدةٍ / تكادُ إذا ما أُنشدَت تتبَسَّمُ
أطافت بها الأفكارُ حتى تركنها / يُقَالَ أأبياتٌ تَرَاها أو أنُجمُ
وتشرفُ أحسابُ الكلامِ وتكرَمُ /
كفى الدهر علماً أن / شهادة أهل الدَّهرِ أنِّك منهُمُ
نُباهي بك اللأفلاكَ مجداً ورتبةً / فهنَّ بُروجٌ والمكارمُ أنجمُ
أرى الشمسَ قد ذرَّت ضياءً كأَنَّما / يَلوحُ عليها باسمك الفَردِ مَيسَمُ
تكاَملَ فيه الخلقُ والخُلقُ وانتمى / به الملكُ والبيتُ الأصيل المقدَّمُ
وغايةُ شكري أن أكلِّفَ خاطري / مُحَبَّرةً لا تُستطالُ فُتسأمُ
إذا أُنشِدتَ لم يبقَ عضوٌ لفاضلٍ / من الناسِ إلا وَدَّ لو أَنَّه فَمُ
بالله فُضَّ العقيقَ عن بَردٍ
بالله فُضَّ العقيقَ عن بَردٍ / يَروي أقاحِيه من مُدَامِ فمِه
وامسح غوالي العِذَارِ عن قَمَرٍ / نقطض بالوردِ خَدَّ مُلتثمه
قُل للسّقَامِ الذي بناظِرِه / دَعهُ واشرك حَشايَ في سَقَمهِ
كلُّ غرامٍ تُخافُ فِتنَتَه / فَبَنَ ألحاظِه ومبتسمه