القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 19
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ / فلذاكَ ترزق من تشاء وتحرمُ
وإليك ترتدُّ الأمورُ بأسرها / ثقةً بعدل قضَاك فيما تحكُمُ
أُلبَستَ ثوب المجد ما بين الورى / وعلى عَواتقكَ الطرازُ المُعلَمُ
أصبحتَ بالإِحسان فينا مالكاً / أعناقنا وندا يديك مُتَمِّمُ
واعذر فتىً حَسَدَ المجوس لبرده / في دينهم وهوَ الحنيف المسلمُ
إذ يعبدون النارَ طول حياتهم / ومصيرهُم بعد الممات جهنَّمُ
إن كنتُ ممن راعني هجركم
إن كنتُ ممن راعني هجركم / أو ضاق صدري بتَجَنيِّكُم
فلا أدام اللَه لي سلوةً / وردَّ قلبي عاشِقاً فيكُم
للّه ما بَلَغَت أربابَها الهمَمُ
للّه ما بَلَغَت أربابَها الهمَمُ / من رُتبَةٍ عجزَت عن نَيلها الأُمَمُ
هي العزائمُ ما زالت مؤسِّسةً / أركان مجدٍ بناها السيفُ والقَلَمُ
جاهُ الأمانةِ عُقبَاهُ السُّرور كما / جاهُ الخيانة عُقبى أمره النَّدَمُ
وكلُّ من عَفَّ عن ظلم الوَرَى ورَعاً / جاءته قَصداً إلى أبوابه النَعَمُ
يُهنى الأجلَّ رشيد الدين حين غَدَت / تُعزى لخدمته بين الورى الخِدَمُ
بُشرَاهُ إذ نال ما قد كان يَبلُغُهُ / طَولا ولم ينلِ الأعداءُ ما زعموا
كم قد أرادوا به سوءاً فما ظفروا / إن الرشيد بحبَلِ اللَه مُعتَصِمُ
مولاي إن رام شتمي معشرٌ فلقد / صَدَّقتُهُم بقريضي في الذي شَتَمُوا
أقررت أني جَزَّارُ كما ذكروا / عَنِّي فهل غَيرُ هذا القول عندَهُمُ
وإن يكن أحمدُ الكنديُّ متَّهماً / بالفخر قبلي فإني لستُ أُتَّهَمُ
فاللحمُ والعظمُ والسكِّين تَعرِفني / والخَلعُ والقَطعُ والسَّاطورُ والوَضَم
عادت لنا الأعيادُ والمواسمُ
عادت لنا الأعيادُ والمواسمُ / وصَحَّت العَليَاءُ والمكارمُ
وأضحت الأرضُ عروساً تُجتَلى / فَنَقطتَهَا بالنَّدا الغمائمُ
ومالت الأغصان فيها طرَباً / لما تَغَنَّت فوقها الحمائمُ
واحمرَّ خَدُّ الوردِ إذ قَبلَّه / الطلُّ وثَغرُ الأقحَوانِ باسمُ
لما تَوَلَّى حِلمُهُ قلنا لَهُ / مما رَأينا أنت موسى الكاظمُ
إني وإن كنتَ حبيباً عنده / فإنه للرِّزقِ عندي قاسمُ
ولا تَغرنك منه جُوخَةٌ / فصَّلَها وهوَ عليها نادِمُ
كم أعجَبَتهُ نفسه فيها إلى / أن نَفدَت من كُمّه الدراهم
وبَيعُها في البَردِ غيرُ ممكن / ورهنُها لا يرتضيه الحازمُ
وحَسبُ من كاتمَ ما يَسُوءُهُ / خَوفُ أعاديه الذي يُكاتِمُ
لولا الجنون لم يكن ذو فاقةٍ / مثلي لأرباب الغِنَى يُزاحِمُ
سار والقلبُ في يديه مقيمُ
سار والقلبُ في يديه مقيمُ / فله منه مُقعِدٌ ومُقيمُ
بانَ عني فكدت أفنى اشتياقاً / كيف تَبقى بعد النفوس الجسومُ
رَشَأُ كلما بَدا وتثنَّى / قلتُ بدرٌ يُبديه غُصنٌ قويمُ
ريقُهُ خمرةٌ ومن فمه الكأ / سُ وخدَّاه الوردُ وهوَ النديمُ
ساحرُ المقلتينِ فاعجب لقلب / نفذَ السحرُ فيه وهو الكليمُ
يا غنياً بالحسن ها أنا في الحبِّ / فقيرٌ من السلوِّ عديمُ
عجبي منك كيف تسألُ عما / حَلَّ بي في الهوى وأنت عليم
يا زمانَ الوصال ما كان أحلا / كَ فمن لي لو كنتَ شيئاً يدوم
أينَ أيامنا التي سلفت وهي / يجيدِ الزمان عِقدٌ نظيمُ
وثغورُ الرياض تَبسمُ بالنَّور / وإذ ما بكتَ عليها الغيومُ
والليالي كأنما هي أسحا / رٌ فكلُّ الهواء فيها نسيمُ
زمنٌ مَرَّ وهوَ حُلوٌ وعَيشٌ / فاتَ فيه من المُنَى ما أرُومُ
شَغَلَت فيه مسمعي نغمَةُ العيدانِ / عمّضن يَلحى وعَمَّن يلومُ
كان صدري به كأيام صدرِ الدين / لا تَهتدي إليه الهمومُ
الرئيسُ المذكور والسيِّدُ المشكورُ / حكماً والصاحبُ المخدومُ
والإمامُ الذي هو البحرُ لكن / هُوَ عَذبٌ والموجُ فيه العلومُ
صاحبُ السَّطوة التي يقعد الدهرُ / امتثالاً لأمرها ويَقُومُ
رَبُّ جودٍ للقاصدين لمغنا / هُ جِنَانٌ فيها نعيمٌ مقيمُ
بَيتُهُ كعبة ومن بابه للوفد / رُكنٌ مُقبَّلٌ مَلثُومُ
ولهم من ولائه العُروَةُ الوُثقى / التي عقدُ غيرها مَفصُومُ
كَفُّهُ زمزمٌ تفيضُ على العَّا / فين جودا والمال فيها الحَطيمُ
هو أولى بالرفعِ إن أعرَبَ الدهرُ / وعُمرُ العِدا به مَجزُومُ
نثرَ المال واغتدى ينظمُ المجد / فمنه المنثورُ والمنظومُ
عارفٌ بالبديع لم يَخفَ عنه النَّقصُ / مناً يوماً ولا التَّتميمُ
ويُجيز الإيطاءَ في الجود لكن / شَأنُنا نحن في المديح اللزوم
وإذا ما اعتمدتُ نَقدَ بيوت الناس / أضحى لبيته التَّقديمُ
شاد مَجداً بناه والدهُ المر / جوُّ فينا وجَدُّهُ المرحومُ
لا تَسلني عما لقيتُ من البَي / نِ فحالُ الغريب حالٌ ذميمُ
كنتُ في كلَّةٍ تطيرُ بِقَلعٍ / وهي طوراً على المنايا تَخُومُ
أَنظُرُ الموجَ حولها فأخال ال / جيمَ تاءً لخيفتي وهيَ جيمُ
لم أجد لي فيها صديقاً حميماً / غير أني بالماء فيها حَمِيمُ
شَنَقوا قلعَهَا مراراً على الريح / ولا شكَّ أنه مظلومُ
وإذا ما دنت إلى البرِّ أمسى / عندنا منه مُقعدٌ ومُقيمُ
يَسجُدُ الجُرفُ كلما ركع المَو / جُ فَدأبي هنالك التَّسليمُ
وقبيحٌ عليَّ أن أشتكي بَرا / وبحراً وأنت برٌّ رَحِيمُ
وله زوجةٌّ متى نظرتهُ / حَبلت ليتها عجوزٌ عقيمُ
ظلَّ في أسرِها لأجلٍ كتابٍ / مُعلمِ يقتضي به المعلومُ
فهوَ يخشى الطلاق فقداً وإن دارَ / وراها يَصُدُّهُ التَّحريمُ
وثيابي قد بتُّ أندُبُها خوفَ / قدومِ الشتاءِ وهيَ رسومُ
وزيرٌ ما تقلَّدَ قطُّ وزراً
وزيرٌ ما تقلَّدَ قطُّ وزراً / ولا داناهُ في مثوىً أثامُ
وجلُّ فعاله صَاداتُ بِرٍّ / صِلاتٌ أو صَلاةٌ أو صِيَامُ
بيننا على كسرى سماءُ مدامةٍ
بيننا على كسرى سماءُ مدامةٍ / مكلَّلة حافَاتُها بنجوم
فلو رُدَّ في كسرى بن ساسان روحهُ / إذاً لاصطفاني دون كلِّ نديم
أتخذُلُني إذ كُنتُ أُخفي وأكتُمُ
أتخذُلُني إذ كُنتُ أُخفي وأكتُمُ / غراماً غَدَت عنهُ العُيونُ تترجمُ
وسرُّ الهوى لا يُمكنُ الحرَّ كتمهُ / وأيسر معنى فيه بالعين يُفهمُ
لَعُمركَ لو ذُقتَ الذي أنا ذائقٌ / تألَّمت لي لو كان يُجدى التألُّمُ
دَع الصبَّ يُبدي ما يلاقي منَ الهوى / على أنَّه يشكو لمن ليسَ يرحَمُ
أتامرُ بالسُّلوانِ قلباً متيَّماً / وهيهاتَ يسلو الحبَّ قلبٌ متيَّمُ
وبي رشأٌ فأرقت من طيب وصله / رَبيعاً فصبرى مذنايتُ مُحرَّمُ
أقام لتعذيبي بقلبي لأنَّه / غدا مالكاً والقلبُ منَّي جَهنَّمُ
رَمَيتُ فؤادي في يديه وطالما / تندَّمت لكن ما أفادَ التندُّمُ
فهلُ منصفٌ أشكُو إلى عدل حُكمه / حبيباً على ضعفٍ يجورُ ويَظلِمُ
ويسحرُ عيني والعيون قريرةٌ / ويسهرني في الليل والناسُ نومُ
وألبَسَني ثوباً من السُّقمِ سَاذجاً / فطرَّزه دمعي فوجدي مُعلَمُ
أجدُّ به وجداً وأُصَبحُ هَاذياً / وأشكو إليه وهو بالحال أعلمُ
وأبكي لتذكارِ العُذَيبِ وبَارق / وما القصدُ إلا رِيقُهُ والتَّبسُّمُ
وَليلةِ وَصلٍ منهُ باتَ يُعيدُها / بفكري ظنٌّ كاذبٌ وتوهُّم
فلو كان طرفي ذاق من بعدها الكرى / تَخيَّلتُ أني منه بالطَّيفِ أحلُمُ
ليت شعري أيقظةً أم مناما
ليت شعري أيقظةً أم مناما / نَظَرت مُقلَتاي هذا المقاما
بلَّغَتني الأيامُ ما كنتُ أرجوهُ / فشأني أن أشكرَ الأيَّاما
وقَّفَتني ببَيتِ مَن كانتِ الأملاكُ / قدماً لبيتهِ خُدَّاما
بِبَني جَعفر بن عمِّ رسول اللَه / أرجو من الخطوب اعتِصاما
مَعشَر أشرِّقَت بهم سبُل الحقّ / ولولاهُم لكانت ظلاما
طالما جاءهم من اللَه جبريلُ / فأهدى تحيَّةً وسلاما
علَّمونا كيف الطريقُ إلى كلِّ / رشاد وبَيَّنُوا الأحكاما
لُذتُ منهم بباسم الثغرِ طَلق الوجه / يَرعَى للمُعتفين الذماما
لستُ أخشى خَطباً وجَدباً وقد قا / بَلتُ بدراً منه وزدتُ غَمَاما
شاقَني ما سمعتُهُ من عطاياهُ / فوافيتُ البحرَ أشكو الأُوَاما
حاز سبَقَ الفضيلتين مَتَى ما / شاءَ هَزَّ السيوفَ والأقلاما
فتَراه عُطَارِداً وإِذا ما / حَلَّ خَطبٌ رَأَيتَه بَهراما
يعجَبُ السامعون في الصَّوم لما / قُمتُ أجلو منها عليهم مُداماً
يا جمال الدين لي حَقٌ
يا جمال الدين لي حَقٌ / على المولى وحُرمَه
وولاءٌ أكَّدَتَّهُ / خِدمةٌ تتبعُ خدمَه
وبمملوكك هَمٌّ / لا يُطيق الآن كَتمه
هجم البردُ عليه / هجمةُ من بعد هجمه
لا تسل عنه فقد فصل / هذا الفَصلُ عظمه
وله أثرٌ لحاف / مَحتِ الأيامُ رَسمه
ماتَ بَرداً والذي وا / راهُ ما أتقنَ رَدمه
فَهوَ إذ يُنجَشُ منه / في بَقايا القُطن رِمَّه
أنت في الجود نبيٌّ / وهو في حُبِّك أُمَّه
وصَلَ الجِسمُ منذ بِنتُم سقَامَه
وصَلَ الجِسمُ منذ بِنتُم سقَامَه / وجَفَا الجَفن مذ هَجَرتُم منامَه
فارحموا عاشقاً عَصَى النصح في الحبِّ / عليكم لما أطاع غرامَه
لا تظنوا أني سلوتُ فأين الصبر / من مُهجَةٍ بكم مُستَهامَه
بين قلبي وبين صَبري عنكم / مثلُ ما بين مسمَعي والملامَه
غير أني إذا ذكرتُ زمان الوَصل / قال المُنَى عليَّ الغَرَامَهن
أطمَعَتني الآمالُ إذ كل ما اشتَقتُ / زماناً يثعِيدُ لي أيَّامَه
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ / وقَضَا المَسيرُ بأن يَذُمَّ مقامَهُ
ونهتهُ هِمَّتُهُ عن العَجز الذي / قد كان سَلَّمَ للخمول زِمامَهُ
فالآن لا يرجو النسيمُ إذ سرى / سَحَراً يُبَلِّغُ للحبيب سلامَهُ
كلا ولا يشتاقُ من أوطانه / ربعاً يذكِّرُهُ الهَوَى وهُيَامَهُ
فقد استراحَ من الغرام وأَسرِهِ / وأراحَ من تَعنيفِهِ لُوَّامَهُ
حَسبٌ المحبِّ من الهوى وهَوَانِهِ / أن يَستَلذَّ سهادَهُ وسقَامَهُ
ويرى بأنَّ الطَّيفَ أعظمُ مِنحَةٍ / إن صادف الجفنُ القريحُ منامَهُ
وَهمٌ يُسَمِّيهِ الجهولُ صَبَابةً / إن الجهولَ لتابعٌ أوهامَهُ
كم من محبٍ ذلَّ بعد تَعَزُّزٍ / جَهلاً فأقعَدَهُ الهوى وأقامه
لستُ الذي يَهتزُّ وجداً كلما / هَزَّ الحبيبُ من الدَّلال قوامَهُ
أو يَغتَدى كَلَفاً بلَثم عذاره / يَومَ الوداع وقد أماط لثَامَهُ
ما كان أغنى البين عن رمى امرئٍ / ما زال يرمى في الفؤاد سهامَهُ
ما ملَّني وطني لطول إقامتي / قل لي متى مَلَّ القِرابُ حُسامَهُ
لكنني جَرَّدتُ مني عَزمَةً / قطعت من الزمن البخيل لِثامَهُ
ورحَلتُ رِحلَةَ من يُعَلِّلُ بالمُنى / قَلباً وينقعُ بالرجاء أُوَامَهُ
وعَلِمت أنَّ الجَدبَ ليس يروعُ مَن / أَضحت يمينُ ابنِ الزُّبيرِ غمامَهُ
تتفاخر الكتَّابُ منه بسيدٍ / لا يَرتضي عَبدَ الحميد غلامَه
خَطّ كوشي الروض حَيَّاهُ الحَيَّا / فأدَارَ بالمعنى عليكَ مُدامَه
فتكاد تَدهش إن رَأيتَ بَنانَهُ / وتكاد تَسكرُ إن سَمعت كَلامَهُ
السَّطرُ يَحكى الغُصنَ إذ هو مُثمِرٌ / وإذا سَجَعتَ به حَكَّيت حَمَامَهُ
وافاكَ في شَهرِ الصِّيام وما أَتى / أو مَلَّ من شُحِّ النفوس صيامَهُ
وأبيك لولا ذاك لم يَرحَل ولم / يُظهر لحادثة النَّوى أقدامَهُ
أَيُقيمُ في أوطانه مُتَأَدِّبٌ / ما خلفَهُ مالٌ ولا قُدَّامهُ
خَلِّني من ملامةِ اللُّوَّامِ
خَلِّني من ملامةِ اللُّوَّامِ / وأَدر في الدُّجَى كئوسَ المُدَامِ
وتَيقَّظ للَّهو مذ نام طَرفُ الد / دهر وارتَع في غفلة الأيامِ
وإنما العيشُ أن يُوَافيك في الليل / بشمس النهار بَدرُ التَّمَامِ
حَيِّها بالقبول منك كما حَيَّتك / والقَ ابتسامها بابتسامِ
ذاتُ لُطفٍ حَلت وإن تَكُ ما حلَّت / محلَّ الأرواح في الأجسامِ
فاسقنيها صرفاً ونَزَه حَلال الماء / عن أن تَشُوبَهُ بحَرام
وَالهُ عن رامة ونَجدٍ وعن وَصفٍ / أراك لديهما وبَشَامِ
خَلِّ رَبعاً عَفا وباكر رَبيعاً / أنتجته مُقدِّماتُ الغَمَامِ
إنما العمر هَجمَةٌ ومسراتُ / الليالي تمرُّ كالأحلامِ
وإذا خفت من أثامِ فعَفوُ اللَه / لا يُرتَجى لغير الاثامِ
تُب عن التَّوبَةِ التي سَوَّلَتها / لك في النفس كثرة الأوهامِ
وانسَها طول شهر شعبانَ واذكُر / ها إذا ما استهلَّ شهرُ الصيامِ
وتناول رَطلاً عَتيقاً من الخمر / عَقِيبَ الغذاء والحَمَّامِ
واجعل النَّقلَ لَثمَ خَدٍ وثَغرٍ / من هلالٍ أبدَاه غُصنُ قَوَام
صِفَةٌ تشهد الجماعة إني / لست أرضى فيها ابنَ سينا غلامي
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا / لمَّا علوتَ بها جميعَ العالَمِ
والكاملُ الملكُ ارتضاكَ لعَزمةٍ / اغنتهُ عن سُمرٍ وبثيضٍ صَوَارِمِ
فاحرس برأيك مَجدَ دولته الذي / مُذ شدتهُ لا يستطاعُ لهادِمِ
واجمَع به شَملَ الفخارَ فإِنما / بمحمَّدٍ كَمُلَ الفَخَارُ لهاشِمِ
ما زلتُ في الدنيا من الهَمِّ
ما زلتُ في الدنيا من الهَمِّ / طولَ زماني وافِرَ القسمِ
فالحمدُ للَه الذي حُكمُهُ / حَيَّرَ في أفقٍ السَّما نَجمي
أصبَحتُ لحَّاماً وفي البيت لا / أعرِفُ ما رائحة اللَّحمِ
وليس حظي منه إلا اسمُهُ / قَنِعتُ من ذلك بالإِسمِ
واعتَضتُ من فَقري ومن فاقَني / عن التذاذ الطَّعمِ بالشَّمِّ
جَهِلتُهُ فَقراً فكنتُ الذي / أضلَّه اللَه على عِلمِ
عاقَبَتني بالصَّدِّ من غير جُرم
عاقَبَتني بالصَّدِّ من غير جُرم / ومَحَا هَجرُها بَقية رَسمي
وشكوت الظَّما إلى ريقها العَذبِ / فجادت ظُلماً بمنع الظَّلمِ
ورَأتني أصبُو إلى ذلك الخَصر / فأهدت منه السقامَ لجسمي
أنا حَكَّمتُها فجارت وشرع الحُبِّ / يَقضي بأن أحكَّم خصمي
ذاتُ ثَغر يحميه من طَرفها الفَتَّانِ / سحرٌ يُصبى الفؤادَ ويُصمي
حِدتُ عنها لما انتَضَت صارمَ الجَفنِ / حذاراً من أن تَبُوءَ بإثمي
يا رعى اللَه ليلةً بتُّ فيها / بين ضَمٍ إلى الصباح ولَثمِ
حبذا عيشي الذي قد تَوَلَّى / والليالي ومن أُحِبُّ بحكمي
يا زماني أراك مَع بُخلِكَ المفرط / وفَّرتَ من خطوبك قَسمي
لستُ ممن يُرَى بذَمِّ بني الدهر / لمنعي والدهرُ أَولَى بذَمَّي
قَصَدتني أيامهُ ولياليه / بشُهبٍ تَغدُو عليَّ ودُهمِ
أنتَ موسى وقد تَفَرعنَ ذا الخطبُ / فَغَرِّقهُ من نَدَاك بِيَمِّ
لا تكلني إلى سواك فما أصنَعُ / إلا لديك نثري ونظمي
يا رئيسَ الدَّهرِ كن لي مُنصفاً
يا رئيسَ الدَّهرِ كن لي مُنصفاً / من خطوب الدهرِ إن الدهر خَصمي
أيُّ دهر كَرَّ من أيامه / ولياليه بشُهبٍ وبدُهم
ولعمري لو درى أني من / بعض غلمانك ما همَّ بظُلمي
أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ
أَقبَلَ مثلَ البدر في تَمامهِ / تَحُفُّهُ الهالةُ من لِثامهِ
ومَزَّقَت أنوارُهُ ثَوبَ الدُّجَى / مذ أطلَعَ الأنجُمَ بابتسامهِ
وماسَ فاشتاقت غصونُ البان أن / تَنقُل ذاك اللِّينَ عن قَوَامهِ
أصمَى قلوبَ العاشقين طَرفُهُ / ظُلماً بما فوقَ من سِهامِهِ
يا جَفنَهُ رفقاً بصبٍ مُدنَف / سُقمُكَ أضحى الأصلَ في سقامِهِ
وأنتِ يا أعطافَه هل عَطفَةٌ / على مَشُوقِ القَلبِ مُستَهَامهِ
مَن لي بمن في خَدِّه ماءُ حَياً / فوق لهيب دامَ في اضطرامِهِ
كم ليلة أسكرني بريقهِ / أغنَت بكأسِ الثَّغرِ عن مُدَامهِ
وبتُّ لا أجزعُ من حُرَّاسِهِ / إذ فَرعُهُ أبدى دُجى ظلامهِ
وبيننا طيبُ عناقٍ طالما / ألزمني شوقي بالتزِامهِ
هذا هو العيشُ الذي وَدِدتُ لو / ساعدني الدهر على دَوَامِهِ
صَدرٌ به لله سِرٌّ مودَعٌ / تُذيعُهُ الحِكمَةُ من أحكامهِ
واخجلَةَ البيض ويا وَيحَ القَنا / السُّمرِ بما يُبديهِ من اقلامهِ
عزائمٌ رَدَّ بها الأيامَ من / أعوانهِ والدَّهرَ من خُدَّامِهِ
ويقظةٌ قد خصةَّ الله بها / توحى إليه الغيبَ من إلهامهِ
وسَطوَةٌ لو نظر اللَّيثُ لها / لأعمَلَ الحِيلة في إحجامهِ
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها / بإنشاد مدحي في أجلِّ مَقَامِ
مَقامِ رسول اللَه حيَّاهُ ربُّه / بكل تَحيَّاتٍ وكلّ سَلامِ
مرامى أنِّي لو بلغتُ لقبرِهِ / فمن لي لو أنِّي بلغتُ مَرامي
محمدٌ المُختارُ من آل هاشمٍ / فقل في كريمِ الأَصلِ نجلِ كِرَامِ
مناقبةُ تُربى على الرَّملِ والحَصَى / وراحتُه أزرَت بكلِّ غَمامِ
محيَّاهُ مثلُ البَدر ليلةَ تمِّهِ / فقد زانَ فيه الأفقَ بدر تمامِ
محلُّ رسولِ اللَه عندَ إلاههِ / عظيمٌ فمن ذا في الفخار كسَامي
مكارمُه تُنسي المكارم كُلها / فأكرم بغيثٍ في المواهب هَامِ
مدائحه أرجو بها الأَمن في غد / فما أختَشي والنارُ ذاتُ ضرامِ
من اللَه أرجو أن أفوزَ بمدحة / تجاه ضريحٍ منه وهُوَ أمامي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025