القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي بن الجَهْم الكل
المجموع : 17
مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ
مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ / سُقيتِ مَعاهِداً صَوبَ الغَمامِ
لَأَسرَعَ ما أَدالَتكِ اللَيالي / وَأَخلَت عَنكِ عائِرَةَ السَوامِ
وَقَفتُ بِها عَلى حِلَلٍ بَوالٍ / تُعَفّيها السَوافي بِالقَتامِ
فَقُلتُ لِفِتيَةٍ مِن آلِ بَدرٍ / كِرامٍ وَالهَوى داءُ الكِرامِ
قِفوا حَيّوا الدِيارَ فَإِنَّ حَقّاً / عَلَينا أَن نُحَيّي بِالسَلامِ
حَرامٌ أَن تَخَطّاها المَطايا / وَلَم نَذرِف مِنَ الدَمعِ السِجامِ
فَأَسرَعَ كُلُّ أَروَعَ مِن قُرَيشٍ / نَماهُ أَبٌ إِلى العَلياءِ نامِ
فَظَلنا نَنشُدُ العَرصاتِ عَهداً / تَصَرَّمَ وَالأُمورُ إِلى اِنصِرامِ
وَنَستافُ الثَرى مِنَ بَطنِ فَلجٍ / وَنَستَلِمُ الحِمى أَيَّ اِستِلامِ
إِلى أَن غاضَتِ العَبَراتُ إِلّا / بَقايا بَينَ أَجفانٍ دَوامِ
وَرُحنا تَلزَمُ الأَيدي قُلوباً / دَوينَ مِنَ الصَبابَةِ وَالغَرامِ
هِيَ الأَيّامُ تَجمَعُ بَعدَ بُعدٍ / وَتَفجَعُ بَعدَ قُربٍ وَالتِئامِ
خَليلَيَّ الهَوى خُلُقٌ كَريمٌ / تُقَصِّرُ عَنهُ أَخلاقُ اللِئامِ
وَفاءً إِن نَأَت بِالجارِ دارٌ / وَرَعياً لِلمَوَدَّةِ وَالذِمامِ
أَلا طَرَقَت تَلومُكَ أُمُّ عَمرٍو / وَما لِلغانِياتِ وَلِلمَلامِ
أَعاذِلَ لَو أَضافَكِ جُنحُ لَيلٍ / إِلَيَّ وَأَنتِ واضِعَةُ اللِثامِ
لَسَرَّكِ أَن يَكونَ اللَيلُ شَهراً / وَأَلهاكِ السُهادُ عَنِ المَنامِ
أَعاذِلَ ما أَعَزَّكِ بي إِذا ما / أَتاحَ اللَيلُ وَحشِيَّ الكَلامِ
وَعَنَّت كُلُّ قافِيَةٍ شَرودٍ / كَلَمحِ البَرقِ أَو لَهَبِ الضِرامِ
عَلى أَعجازِها قَرمٌ إِذا ما / عَناهُ القَولُ أَوجَزَ في تَمامِ
شَوارِدُ إِن لَقيتَ بِهِنَّ جَيشاً / صَرَفنَ مَعَرَّةَ الجَيشِ اللُهامِ
وَإِن نازَعتَهُنَّ الشَربَ كانَت / مُداماً أَو أَلَذَّ مِنَ المُدامِ
يَثُرنَ عَلى اِمرِىءِ القَيسِ بنِ حُجرٍ / فَما أَحَدٌ يَقومُ بِها مَقامي
إِلَيكَ خَليفَةَ اللَهِ اِستَقَلَّت / قَلائِصُ مِثلُ مُجفِلَةِ النَعامِ
تَراها كَالسَراةِ مُعَمَّماتٍ / إلى اللَبّات من جَعدِ اللُغامِ
تَهاوى بَينَ هَدّارٍ نَجِيٍّ / وَقورِ الرَحلِ طَيّاشِ الزِمامِ
وَبَينَ شِمِلَّةٍ تَطغى إِذا ما / تَهافَتَتِ المَطِيُّ مِنَ السَئامِ
جَزَعنَ قَناطِرَ القاطولِ لَيلاً / وَأَعراضَ المَطيرَةِ لِلمُقامِ
فَعُجنَ بِها وَقَد أَنضى طُلاها / قِرانُ اللَيلِ بِاللَيلِ التَمامِ
وَكُنَّ نَواهِضَ الأَعناقِ غُلباً / فَعُدنَ وَهُنَّ قُضبانُ الثُمامِ
فَشَبَّهنا مَواقِعَها بِعِقدٍ / تَساقَطَ مِن فَريدٍ أَو نِظامِ
وَثُرنَ وَلِلصَباحِ مُعَقِّباتٌ / تُقَلِّصُ عَنهُ أَعجازَ الظَلامِ
فَلَمّا أَن تَجَلّى قالَ صَحبي / أَضَوءُ الصُبحِ أَم وَجهُ الإِمامِ
فَقُلتُ كَأَنَّهُ هُوَ مِن بِعيدٍ / وَجَلَّت غُرَّةُ المَلِكِ الهُمامِ
إِلَيكَ اِبنَ الخَلائِفِ أَزعَجَتنا / دَواعي الوُدِّ وَالهِمَمُ السَوامي
وَأَنتَ خَليفَةُ اللَهِ المُعَلّى / عَلى الخُلَفاءِ بِالنِعَمِ العِظامِ
وَليتَ فَلَم تَدَع لِلدّينِ ثَأراً / سُيوفُكَ وَالمُثَقَّفَةُ الدَوامي
نَصَبتَ المازَيارَ عَلى سَحوقٍ / وَبابَكَ وَالنَصارى في نِظامِ
مَناظِرُ لا يَزالُ الدينُ مِنها / عَزيزَ النَصرِ مَمنوعَ المَرامِ
وَقَد كادَت تَزيغُ قُلوبُ قَومٍ / فَأَبرَأتَ القُلوبَ مِنَ السَقامِ
وَعَمّورِيَّةَ اِبتَدَرَت إِلَيها / بَوادِرُ مِن عَزيزٍ ذي اِنتِقامِ
فَقَعقَعَتِ السَرايا جانِبَيها / وَأَلحَفَتِ الفَوارِسُ بِالسِهامِ
رَأَت عَلَمَ الخِلافَةِ في ذُراها / فَخَرَّت بَينَ أَصداءٍ وَهامِ
وَجَمعُ الزُطِّ حينَ عَموا وَصَمّوا / عِنِ الداعي إِلى دارِ السَلامِ
أَطَلَّ عَلَيهِمُ يَومٌ عَبوسٌ / تَعَوَّذُ مِنهُ أَيامُ الحِمامِ
لِيَهنِكَ يا أَبا إِسحقَ مُلكٌ / يَجِلُّ عَنِ المُفاخِرِ وَالمُسامي
لِسَيفِكَ دانَتِ الدُنيا وَشُدَّت / عُرى الإِسلامِ مِن بَعدِ اِنفِصامِ
فَأَيِّدنا بِهارونٍ وَإِنّا / لَنَرجو أَن تُعَمَّرَ أَلفَ عامِ
أَما وَمُحَرِّمِ البَلَدِ الحَرامِ / يَميناً بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ
لَأَنتُم يا بَني العَباسِ أَولى / بِميراثِ النَبِيِّ مِنَ الأَنامِ
تُجادِلُ سورَةُ الأَنفالِ عَنكُم / وَفيها مَقنَعٌ لِذَوي الخِصامِ
وَآثارُ النَبِيِّ وَمُسنَداتٌ / صَوادِعُ بِالحَلالِ وَبِالحَرامِ
مَوَدَّتُكُم تُمَحِّصُ كُلَّ ذَنبٍ / وَتُقرَنُ بِالصَلاةِ وَبِالصِيامِ
وَرافِضَةٍ تَقولُ بِشِعبِ رَضوى / إِمامٌ خابَ ذلِكَ مِن إِمامِ
إِمامي مَن لَهُ سَبعونَ أَلفاً / مِنَ الأَتراكِ مُشرَعَةَ السِهامِ
إِذا غَضِبوا لِدينِ اللَهِ أَرضَوا / مَضارِبَ كُلِّ هِندِيٍّ حُسامِ
وَلَمّا رَمى بِالأَربَعينَ وَراءَهُ
وَلَمّا رَمى بِالأَربَعينَ وَراءَهُ / وَقارَعَ مِ الخَمسينَ جَيشاً عَرَمرَما
تَذَكَّرَ مِن عَهدِ الصِبا ما تَصَرَّما / وَحَنَّ فَلَم يَترُك لِعَينَيهِ مُسجَما
وَجَرَّ خِطاماً أَحكَمَ الشَيبُ عَقدَهُ / وَقَدَّمَ رِجلاً لَم تَجِد مُتَقَدَّما
وَأَنكَرَ إِغفالَ العُيونِ مَكانَهُ / وَقَد كُنَّ مِن أَشياعِهِ حَيثُ يَمَّما
هُوَ الدَهرُ لا يُعطيكَ إِلّا تَعِلَّةً / وَلا يَستَرِدُّ العُرفَ إِلّا تَغَنُّما
عَزاءً عَنِ الأَمرِ الَّذي فاتَ نَيلُهُ / وَصَبراً إِذا كانَ التَصَبُّرُ أَحزَما
فَلَم أَرَ مِثلَ الشَيبِ لاحَ كَأَنَّهُ / ثَنايا حَبيبٍ زارَنا مُتَبَسِّما
فَلَما تَراءَتهُ العُيونُ تَوَسَّمَت / بَديهَةَ أَمرٍ تَذعَرُ المُتَوَسِّما
فَلا وَأَبيكَ الخَيرِ ما اِنفَكَّ ساطِعٌ / مِنَ الشَيبِ يَجلو مِن دُجى اللَيلِ مُظلِما
إِلى أَن أَعادَ الدُهمَ شُهباً وَلَم يَدَع / لَنا مِن شِياتِ الخَيلِ أَقرَحَ أَرثَما
هَلِ الشَيبُ إِلّا حِليَةٌ مُستَعارَةٌ / وَمُنذِرُ جَيشٍ جاءَنا مُتَقَدِّما
فَها أَنا مِنهُ حاسِرٌ مُتَعَمِّمٌ / وَلَم أَرَ مِثلي حاسِراً مُتَعَمِّما
كَأَنَّ مَكانَ التاجِ سِلكاً مُفَصَّلاً / بِنَورِ الخُزامى أَو جُماناً مُنَظَّما
وَضِيءٌ كَنَصلِ السَيفِ إِن رَثَّ غِمدُهُ / إِذا كانَ مَصقولَ الغِرارَينِ مِخذَما
إِذا لَم يَشِب رَأسٌ عَلى الجَهلِ لَم يَكُن / عَلى المَرءِ عارٌ أَن يَشيبَ وَيَهرَما
خَليلَيَّ كُرّاً ذِكرَ ما قَد تَقَدَّما / وَإِن هاجَتِ الذِكرى فُؤاداً مُتَيَّما
فَإِن حَديثَ اللَهوِ لَهوٌ وَرُبَّما / تَسَلّى بِذِكرِ الشَيءِ مَن كانَ مُغرَما
خَليلَيَّ مِن فَرعَي قُرَيشٍ رُزيتُما / فَتىً قارَعَ الأَيّامَ حَتّى تَثَلَّما
وَأَحكَمُهُ التَجريبُ حَتّى كَأَنَّما / يُعايِنُ مِن أَسرارِهِ ما تَوَهَّما
وَمَن ضَعُفَت أَعضاؤُهُ اِشتَدَّ رَأيُهُ / وَمَن قَوَّمَتهُ الحادِثاتُ تَقَوَّما
خُذا عِظَةً مِن أَحوَذِيٍّ تَقَلَّبَت / بِهِ دُوَلُ الأَيّامِ بُؤساً وَأَنعُما
إِذا رَفَعَ السُلطانُ قَوماً تَرَفَّعوا / وَإِن هَدَمَ السُلطانُ مَجداً تَهَدَّما
إِذا ما اِمرُؤٌ لَم يُرشِدِ العِلمُ لَم يِجِد / سَبيلَ الهُدى سَهلاً وَإِن كانَ مُحكَما
وَلَم أَرَ فَرعاً طالَ إِلّا بِأَصلِهِ / وَلَم أَرَ بَدءَ العِلمِ إِلّا تَعَلُّما
وَمَن قارَعَ الأَيّامَ أَوفَرَ لُبَّهُ / وَمَن جاوَرَ الفَدمَ العَيِيَّ تَفَدَّما
وَلَم أَرَ أَعدى لِاِمرِئٍ مِن قَرابَةٍ / وَلا سِيَّما إِن كانَ جاراً أَوِ اِبنَما
وَمَن طَلَبَ المَعروفَ مِن غَيرِ أَهلِهِ / أَطالَ عَناءً أَو أَطالَ تَنَدُّما
وَمَن شَكَرَ العُرفَ اِستَحَقَّ زِيادَةً / كَما يَستَحِقُّ الشُكرَ مَن كانَ مُنعِما
وَمَن سامَحَ الأَيّامَ يَرضَ حَياتَهُ / وَمَن مَنَّ بِالمَعروفِ عادَ مُذَمَّما
وَمَن نافَسَ الإِخوانَ قَلَّ صَديقُهُ / وَمَن لامَ صَبّاً في الهَوى كانَ أَلوَما
أَما وَأَميرِ المُؤمِنينَ لَقَد رَمى ال / عَدُوَّ فَلا نِكساً وَلا مُتَهَضِّما
وَلا ناسِياً ما كانَ مِن حُسنِ رَأيِهِ / لِخُطَّةِ خَسفٍ سامَنيها مُحَتِّما
عُلوقاً بِأَسبابِ النَبِيِّ وَإِنَّما / يُحِبُّ بَني العَبّاسِ مَن كانَ مُسلِما
لَعَلَّ بَني العَبّاسِ يَأسو كُلومَهُم / فَيَجبُرَ مِنّي هاشِمٌ ما تَهَشَّما
يَحزُنُني أَن لا أَرى مَن أُحِبُّهُ
يَحزُنُني أَن لا أَرى مَن أُحِبُّهُ / وَأَنَّ مَعي مَن لا أُحِبُّ مُقيمُ
أَحِنُّ إِلى بابِ الحَبيبِ وَأَهلِهِ / وَأُشفِقُ مِن وَجدٍ بِهِ وَأَهيمُ
وَإِنّي لَمَشغوفٌ مِنَ الوَجدِ وَالهَوى / وَشَوقي إِلى وَجهِ الحَبيبِ عَظيمُ
وَقَد ضاقَت الدُنيا عَلَيَّ بِرُحبِها / فَيالَيتَ مَن أَهوى بِذاكَ عَليمُ
حَسَرَت عَنِّيَ القِناعَ ظَلومُ
حَسَرَت عَنِّيَ القِناعَ ظَلومُ / وَتَوَلَّت وَدَمعُها مَسجومُ
أَنكَرَت ما رَأَت بِرَأسي فَقالَت / أَمَشيبٌ أَم لُؤلُؤٌ مَنظومُ
قُلتُ شَيبٌ وَلَيسَ عَيباً فَأَنَّت / أَنَّةً يَستَثيرُها المَهمومُ
وَاِكتَسَت لَونَ مِرطِها ثُمَّ قالَت / هكَذا مَن تَوَسَّدَتهُ الهُمومُ
إِنَّ أَمراً جَنى عَلَيكَ مَشيبَ ال / رأسِ في جُمعِهِ لَأَمرٌ عَظيمُ
هُوَ عِندي مِنَ الهُمومِ الَّتي يَح / سُنُ فيها العَزاءُ وَالتَسليمُ
شَدَّ ما أَنكَرَت تَصَرُّمَ عَهدٍ / لَم يَدُم لي وَأَيُّ حالٍ تَدومُ
لَيسَ عِندي وَإِن تَغَضَّبتَ إِلّا / طاعَةٌ حُرَّةٌ وَقَلبٌ سَليمُ
وَاِنتِظارُ الرِضى فَإِنَّ رضى السا / داتِ عِزٌّ وَعَتبَهُم تَقويمُ
لَعَمرُكَ ما الناسُ أَثنَوا عَلَيكَ
لَعَمرُكَ ما الناسُ أَثنَوا عَلَيكَ / وَلا قَرَّظوكَ وَلا عَظَّموا
وَلا سابَقوكَ عَلى ما بَلَغتَ / مِن الصالِحاتِ وَلا قَدَّموا
وَلَو وَجَدوا لَهُمُ مَطعَناً / إِلى أَن يَعيبوكَ ما أَحجَموا
وَلكِن صَبَرتَ لِما أَلزَموكَ / وَجُدتَ بِما لَم تَكُن تُلزَمُ
وَكانَ قِراكَ إِذا ما لَقوكَ / لِساناً بِما سَرَّهُم يُنعِمُ
وَخَفضُ الجَناحِ وَشيكُ النَجاحِ / وَتَصغيرُ ما أَعظَمَ المُنعِمُ
وَأَنتَ بِفَضلِكَ ألجَأتَهُم / إِلى أَن تَعالوا بِأَن يُكرَموا
حُروفٌ إِذا لاءَمتَ بِالعَينِ بَينَها
حُروفٌ إِذا لاءَمتَ بِالعَينِ بَينَها / حَكَت صَنعَةَ الواشي المُسَدّي المُسَهِّمِ
أَرضٌ مُرَبَّعَةٌ حَمراءُ مِن أَدَمِ
أَرضٌ مُرَبَّعَةٌ حَمراءُ مِن أَدَمِ / ما بَينَ إِلفَينِ مَعروفَينِ بِالكَرَمِ
تَذاكَرا الحَربَ فَاِحتالا لَها فِطَناً / مِن غَيرِ أَن يَأثَما فيها بِسَفكِ دَمِ
هذا يُغيرُ عَلى هذا وَذاكَ عَلى / هذا وَعَينُ حَليفِ الحَزمِ لَم تَنَمِ
فَاِنظُر إِلى بُهَمٍ جاشَت بِمَعرَكَةٍ / في عَسكَرَينِ بِلا طَبلٍ وَلا عَلَمِ
مَرَّت فَقُلتُ لَها مَقالَةَ مُغرَمِ
مَرَّت فَقُلتُ لَها مَقالَةَ مُغرَمِ / ماذا عَلَيكِ مِن السَلامِ فَسَلِّمي
قالَت لِمَن تَعنى فَطَرفُكَ شاهِدٌ / بِنُحولِ جِسمِكَ قُلتُ لِلمُتَكَلِّمِ
فَتَبَسَّمَت مِنّي وَقالَت لا تَرى / فَلَعَلَّ مِثلَ هَواكَ بِالمُتَبَسِّمِ
قُلتُ اِتَّفَقنا في الهَوى فَزِيارَةً / أَو قُبلَةً قَبلَ الزِيارَةِ قَدِّمي
فَتَضاحَكَت مِنّي وَقالَت هكَذا / لَو لَم أَدَعكَ تَنامُ بي لَم تَحلُمِ
يا أُمَّتا أَفديكِ مِن أُمِّ
يا أُمَّتا أَفديكِ مِن أُمِّ / أَشكو إِلَيكِ فَظاظَةَ الجَهمِ
قَد سُرِّحَ الصِبيانُ كُلُّهُمُ / وَبَقيتُ مَحصوراً بِلا جُرمِ
غاضَت بَدائِعُ فِطنَةِ الأَوهامِ
غاضَت بَدائِعُ فِطنَةِ الأَوهامِ / وَعَدَت عَلَيها نَكبَةُ الأَيّامِ
وَغَدا القَريضُ ضَئيلَ شَخصٍ باكِياً / يَشكو رَزِيَّتَهُ إِلى الأَقلامِ
وَتَأَوَّهَت غُرَرُ القَوافي بَعدَهُ / وَرَمى الزَمانُ صَحيحَها بِسَقامِ
أَودى مُثَقِّفُها وَرائِضُ صَعبِها / وَغَديرُ رَوضَتِها أَبو تَمّامِ
زائِرٌ يُهدي إِلَينا
زائِرٌ يُهدي إِلَينا / نَفسَهُ في كُلِّ عامِ
حَسَنُ الوَجهِ ذَكِيُّ ال / ريحِ إِلفٌ لِلمُدامِ
عُمرُهُ خَمسونَ يَوماً / ثُمَّ يَمضي بِسَلامِ
وَلي حَبيبٌ أَبَداً مولَعٌ
وَلي حَبيبٌ أَبَداً مولَعٌ / بِزَورَتي في وَقتِ إِعدامي
كَالصَيدِ في الإِحلالِ لا يَرتَمي / وَهوَ كَثيرٌ وَقتَ إِحرامِ
أَيُّ رُكنٍ وَهى مِن الإِسلامِ
أَيُّ رُكنٍ وَهى مِن الإِسلامِ / أَيُّ يَومٍ أَخنى عَلى الأَيّامِ
جَلَّ رُزءُ الأَميرِ عَن كُلِّ رُزءٍ / أَدرَكَتهُ خَواطِرُ الأَوهامِ
سَلَبَتنا الأَيّامُ ظِلّاً ظَليلاً / وَأَباحَت حِمىً عَزيزَ المَرامِ
يا بَني مُصعَبٍ حَلَلتُم مِن النا / سِ مَحَلَّ الأَرواحِ في الأَجسامِ
فَإِذا رابَكُم مِن الدَهرِ رَيبٌ / عَمَّ ما خَصَّكُم جَميعَ الأَنامِ
اِنظُروا هَل تَرَونَ إِلّا دُموعاً / شاهِداتٍ عَلى قُلوبٍ دَوامي
مَن يُداوي الدُنيا وَمَن يَكلَأُ المُل / كَ لَدى فادِحِ الخُطوبِ العِظامِ
نَحنُ مُتنا بِمَوتِهِ وَأَجَلُّ ال / خَطبِ مَوتُ الساداتِ وَالأَعلامِ
لَم يَمُت وَالأَميرُ طاهِرُ حَيٌّ / دائِمُ الإِنتِقامِ وَالإِنعامِ
وَهُوَ مِن بَعدِهِ نِظامُ المَعالي / وَقِوامُ الدُنيا وَسَيفُ الإِمامِ
الصَعوُ يَصفِرُ آمِناً وَمِنَ اَجلِهِ
الصَعوُ يَصفِرُ آمِناً وَمِنَ اَجلِهِ / حُبِسَ الهَزارُ لِأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ
يَسُرُّ مَن عاشَ مالُهُ فَإِذا
يَسُرُّ مَن عاشَ مالُهُ فَإِذا / حاسَبَهُ اللَهُ سَرَّهُ العَدَمُ
أَمّا الرَغيفُ لَدى الخِوا
أَمّا الرَغيفُ لَدى الخِوا / نِ فَمِن حَماماتِ الحَرَمْ
ما إِن يُمَسُّ وَلا يُجَس / سُ وَلا يُذاقُ وَلا يُشَمْ
وَتَراهُ أَخضَرَ يابِساً / يابى النُفوس مِن الهَرَمْ
هَل لَكِ يا هِندُ في الَّذي زَعَموا
هَل لَكِ يا هِندُ في الَّذي زَعَموا / كَيلا تَخيبُ الظُنونُ وَالتُهَمُ
كَم نَتَجافى عَن الوِصالِ فَلا / نَسلَمُ مِن حاسِديكَ لا سَلِموا
لَو شِئتِ حَقَّقتِ مِن ظُنونِهِمُ / لا تُؤثِميهِم فَطالَما أَثِموا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025