المجموع : 17
مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ
مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ / سُقيتِ مَعاهِداً صَوبَ الغَمامِ
لَأَسرَعَ ما أَدالَتكِ اللَيالي / وَأَخلَت عَنكِ عائِرَةَ السَوامِ
وَقَفتُ بِها عَلى حِلَلٍ بَوالٍ / تُعَفّيها السَوافي بِالقَتامِ
فَقُلتُ لِفِتيَةٍ مِن آلِ بَدرٍ / كِرامٍ وَالهَوى داءُ الكِرامِ
قِفوا حَيّوا الدِيارَ فَإِنَّ حَقّاً / عَلَينا أَن نُحَيّي بِالسَلامِ
حَرامٌ أَن تَخَطّاها المَطايا / وَلَم نَذرِف مِنَ الدَمعِ السِجامِ
فَأَسرَعَ كُلُّ أَروَعَ مِن قُرَيشٍ / نَماهُ أَبٌ إِلى العَلياءِ نامِ
فَظَلنا نَنشُدُ العَرصاتِ عَهداً / تَصَرَّمَ وَالأُمورُ إِلى اِنصِرامِ
وَنَستافُ الثَرى مِنَ بَطنِ فَلجٍ / وَنَستَلِمُ الحِمى أَيَّ اِستِلامِ
إِلى أَن غاضَتِ العَبَراتُ إِلّا / بَقايا بَينَ أَجفانٍ دَوامِ
وَرُحنا تَلزَمُ الأَيدي قُلوباً / دَوينَ مِنَ الصَبابَةِ وَالغَرامِ
هِيَ الأَيّامُ تَجمَعُ بَعدَ بُعدٍ / وَتَفجَعُ بَعدَ قُربٍ وَالتِئامِ
خَليلَيَّ الهَوى خُلُقٌ كَريمٌ / تُقَصِّرُ عَنهُ أَخلاقُ اللِئامِ
وَفاءً إِن نَأَت بِالجارِ دارٌ / وَرَعياً لِلمَوَدَّةِ وَالذِمامِ
أَلا طَرَقَت تَلومُكَ أُمُّ عَمرٍو / وَما لِلغانِياتِ وَلِلمَلامِ
أَعاذِلَ لَو أَضافَكِ جُنحُ لَيلٍ / إِلَيَّ وَأَنتِ واضِعَةُ اللِثامِ
لَسَرَّكِ أَن يَكونَ اللَيلُ شَهراً / وَأَلهاكِ السُهادُ عَنِ المَنامِ
أَعاذِلَ ما أَعَزَّكِ بي إِذا ما / أَتاحَ اللَيلُ وَحشِيَّ الكَلامِ
وَعَنَّت كُلُّ قافِيَةٍ شَرودٍ / كَلَمحِ البَرقِ أَو لَهَبِ الضِرامِ
عَلى أَعجازِها قَرمٌ إِذا ما / عَناهُ القَولُ أَوجَزَ في تَمامِ
شَوارِدُ إِن لَقيتَ بِهِنَّ جَيشاً / صَرَفنَ مَعَرَّةَ الجَيشِ اللُهامِ
وَإِن نازَعتَهُنَّ الشَربَ كانَت / مُداماً أَو أَلَذَّ مِنَ المُدامِ
يَثُرنَ عَلى اِمرِىءِ القَيسِ بنِ حُجرٍ / فَما أَحَدٌ يَقومُ بِها مَقامي
إِلَيكَ خَليفَةَ اللَهِ اِستَقَلَّت / قَلائِصُ مِثلُ مُجفِلَةِ النَعامِ
تَراها كَالسَراةِ مُعَمَّماتٍ / إلى اللَبّات من جَعدِ اللُغامِ
تَهاوى بَينَ هَدّارٍ نَجِيٍّ / وَقورِ الرَحلِ طَيّاشِ الزِمامِ
وَبَينَ شِمِلَّةٍ تَطغى إِذا ما / تَهافَتَتِ المَطِيُّ مِنَ السَئامِ
جَزَعنَ قَناطِرَ القاطولِ لَيلاً / وَأَعراضَ المَطيرَةِ لِلمُقامِ
فَعُجنَ بِها وَقَد أَنضى طُلاها / قِرانُ اللَيلِ بِاللَيلِ التَمامِ
وَكُنَّ نَواهِضَ الأَعناقِ غُلباً / فَعُدنَ وَهُنَّ قُضبانُ الثُمامِ
فَشَبَّهنا مَواقِعَها بِعِقدٍ / تَساقَطَ مِن فَريدٍ أَو نِظامِ
وَثُرنَ وَلِلصَباحِ مُعَقِّباتٌ / تُقَلِّصُ عَنهُ أَعجازَ الظَلامِ
فَلَمّا أَن تَجَلّى قالَ صَحبي / أَضَوءُ الصُبحِ أَم وَجهُ الإِمامِ
فَقُلتُ كَأَنَّهُ هُوَ مِن بِعيدٍ / وَجَلَّت غُرَّةُ المَلِكِ الهُمامِ
إِلَيكَ اِبنَ الخَلائِفِ أَزعَجَتنا / دَواعي الوُدِّ وَالهِمَمُ السَوامي
وَأَنتَ خَليفَةُ اللَهِ المُعَلّى / عَلى الخُلَفاءِ بِالنِعَمِ العِظامِ
وَليتَ فَلَم تَدَع لِلدّينِ ثَأراً / سُيوفُكَ وَالمُثَقَّفَةُ الدَوامي
نَصَبتَ المازَيارَ عَلى سَحوقٍ / وَبابَكَ وَالنَصارى في نِظامِ
مَناظِرُ لا يَزالُ الدينُ مِنها / عَزيزَ النَصرِ مَمنوعَ المَرامِ
وَقَد كادَت تَزيغُ قُلوبُ قَومٍ / فَأَبرَأتَ القُلوبَ مِنَ السَقامِ
وَعَمّورِيَّةَ اِبتَدَرَت إِلَيها / بَوادِرُ مِن عَزيزٍ ذي اِنتِقامِ
فَقَعقَعَتِ السَرايا جانِبَيها / وَأَلحَفَتِ الفَوارِسُ بِالسِهامِ
رَأَت عَلَمَ الخِلافَةِ في ذُراها / فَخَرَّت بَينَ أَصداءٍ وَهامِ
وَجَمعُ الزُطِّ حينَ عَموا وَصَمّوا / عِنِ الداعي إِلى دارِ السَلامِ
أَطَلَّ عَلَيهِمُ يَومٌ عَبوسٌ / تَعَوَّذُ مِنهُ أَيامُ الحِمامِ
لِيَهنِكَ يا أَبا إِسحقَ مُلكٌ / يَجِلُّ عَنِ المُفاخِرِ وَالمُسامي
لِسَيفِكَ دانَتِ الدُنيا وَشُدَّت / عُرى الإِسلامِ مِن بَعدِ اِنفِصامِ
فَأَيِّدنا بِهارونٍ وَإِنّا / لَنَرجو أَن تُعَمَّرَ أَلفَ عامِ
أَما وَمُحَرِّمِ البَلَدِ الحَرامِ / يَميناً بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ
لَأَنتُم يا بَني العَباسِ أَولى / بِميراثِ النَبِيِّ مِنَ الأَنامِ
تُجادِلُ سورَةُ الأَنفالِ عَنكُم / وَفيها مَقنَعٌ لِذَوي الخِصامِ
وَآثارُ النَبِيِّ وَمُسنَداتٌ / صَوادِعُ بِالحَلالِ وَبِالحَرامِ
مَوَدَّتُكُم تُمَحِّصُ كُلَّ ذَنبٍ / وَتُقرَنُ بِالصَلاةِ وَبِالصِيامِ
وَرافِضَةٍ تَقولُ بِشِعبِ رَضوى / إِمامٌ خابَ ذلِكَ مِن إِمامِ
إِمامي مَن لَهُ سَبعونَ أَلفاً / مِنَ الأَتراكِ مُشرَعَةَ السِهامِ
إِذا غَضِبوا لِدينِ اللَهِ أَرضَوا / مَضارِبَ كُلِّ هِندِيٍّ حُسامِ
وَلَمّا رَمى بِالأَربَعينَ وَراءَهُ
وَلَمّا رَمى بِالأَربَعينَ وَراءَهُ / وَقارَعَ مِ الخَمسينَ جَيشاً عَرَمرَما
تَذَكَّرَ مِن عَهدِ الصِبا ما تَصَرَّما / وَحَنَّ فَلَم يَترُك لِعَينَيهِ مُسجَما
وَجَرَّ خِطاماً أَحكَمَ الشَيبُ عَقدَهُ / وَقَدَّمَ رِجلاً لَم تَجِد مُتَقَدَّما
وَأَنكَرَ إِغفالَ العُيونِ مَكانَهُ / وَقَد كُنَّ مِن أَشياعِهِ حَيثُ يَمَّما
هُوَ الدَهرُ لا يُعطيكَ إِلّا تَعِلَّةً / وَلا يَستَرِدُّ العُرفَ إِلّا تَغَنُّما
عَزاءً عَنِ الأَمرِ الَّذي فاتَ نَيلُهُ / وَصَبراً إِذا كانَ التَصَبُّرُ أَحزَما
فَلَم أَرَ مِثلَ الشَيبِ لاحَ كَأَنَّهُ / ثَنايا حَبيبٍ زارَنا مُتَبَسِّما
فَلَما تَراءَتهُ العُيونُ تَوَسَّمَت / بَديهَةَ أَمرٍ تَذعَرُ المُتَوَسِّما
فَلا وَأَبيكَ الخَيرِ ما اِنفَكَّ ساطِعٌ / مِنَ الشَيبِ يَجلو مِن دُجى اللَيلِ مُظلِما
إِلى أَن أَعادَ الدُهمَ شُهباً وَلَم يَدَع / لَنا مِن شِياتِ الخَيلِ أَقرَحَ أَرثَما
هَلِ الشَيبُ إِلّا حِليَةٌ مُستَعارَةٌ / وَمُنذِرُ جَيشٍ جاءَنا مُتَقَدِّما
فَها أَنا مِنهُ حاسِرٌ مُتَعَمِّمٌ / وَلَم أَرَ مِثلي حاسِراً مُتَعَمِّما
كَأَنَّ مَكانَ التاجِ سِلكاً مُفَصَّلاً / بِنَورِ الخُزامى أَو جُماناً مُنَظَّما
وَضِيءٌ كَنَصلِ السَيفِ إِن رَثَّ غِمدُهُ / إِذا كانَ مَصقولَ الغِرارَينِ مِخذَما
إِذا لَم يَشِب رَأسٌ عَلى الجَهلِ لَم يَكُن / عَلى المَرءِ عارٌ أَن يَشيبَ وَيَهرَما
خَليلَيَّ كُرّاً ذِكرَ ما قَد تَقَدَّما / وَإِن هاجَتِ الذِكرى فُؤاداً مُتَيَّما
فَإِن حَديثَ اللَهوِ لَهوٌ وَرُبَّما / تَسَلّى بِذِكرِ الشَيءِ مَن كانَ مُغرَما
خَليلَيَّ مِن فَرعَي قُرَيشٍ رُزيتُما / فَتىً قارَعَ الأَيّامَ حَتّى تَثَلَّما
وَأَحكَمُهُ التَجريبُ حَتّى كَأَنَّما / يُعايِنُ مِن أَسرارِهِ ما تَوَهَّما
وَمَن ضَعُفَت أَعضاؤُهُ اِشتَدَّ رَأيُهُ / وَمَن قَوَّمَتهُ الحادِثاتُ تَقَوَّما
خُذا عِظَةً مِن أَحوَذِيٍّ تَقَلَّبَت / بِهِ دُوَلُ الأَيّامِ بُؤساً وَأَنعُما
إِذا رَفَعَ السُلطانُ قَوماً تَرَفَّعوا / وَإِن هَدَمَ السُلطانُ مَجداً تَهَدَّما
إِذا ما اِمرُؤٌ لَم يُرشِدِ العِلمُ لَم يِجِد / سَبيلَ الهُدى سَهلاً وَإِن كانَ مُحكَما
وَلَم أَرَ فَرعاً طالَ إِلّا بِأَصلِهِ / وَلَم أَرَ بَدءَ العِلمِ إِلّا تَعَلُّما
وَمَن قارَعَ الأَيّامَ أَوفَرَ لُبَّهُ / وَمَن جاوَرَ الفَدمَ العَيِيَّ تَفَدَّما
وَلَم أَرَ أَعدى لِاِمرِئٍ مِن قَرابَةٍ / وَلا سِيَّما إِن كانَ جاراً أَوِ اِبنَما
وَمَن طَلَبَ المَعروفَ مِن غَيرِ أَهلِهِ / أَطالَ عَناءً أَو أَطالَ تَنَدُّما
وَمَن شَكَرَ العُرفَ اِستَحَقَّ زِيادَةً / كَما يَستَحِقُّ الشُكرَ مَن كانَ مُنعِما
وَمَن سامَحَ الأَيّامَ يَرضَ حَياتَهُ / وَمَن مَنَّ بِالمَعروفِ عادَ مُذَمَّما
وَمَن نافَسَ الإِخوانَ قَلَّ صَديقُهُ / وَمَن لامَ صَبّاً في الهَوى كانَ أَلوَما
أَما وَأَميرِ المُؤمِنينَ لَقَد رَمى ال / عَدُوَّ فَلا نِكساً وَلا مُتَهَضِّما
وَلا ناسِياً ما كانَ مِن حُسنِ رَأيِهِ / لِخُطَّةِ خَسفٍ سامَنيها مُحَتِّما
عُلوقاً بِأَسبابِ النَبِيِّ وَإِنَّما / يُحِبُّ بَني العَبّاسِ مَن كانَ مُسلِما
لَعَلَّ بَني العَبّاسِ يَأسو كُلومَهُم / فَيَجبُرَ مِنّي هاشِمٌ ما تَهَشَّما
يَحزُنُني أَن لا أَرى مَن أُحِبُّهُ
يَحزُنُني أَن لا أَرى مَن أُحِبُّهُ / وَأَنَّ مَعي مَن لا أُحِبُّ مُقيمُ
أَحِنُّ إِلى بابِ الحَبيبِ وَأَهلِهِ / وَأُشفِقُ مِن وَجدٍ بِهِ وَأَهيمُ
وَإِنّي لَمَشغوفٌ مِنَ الوَجدِ وَالهَوى / وَشَوقي إِلى وَجهِ الحَبيبِ عَظيمُ
وَقَد ضاقَت الدُنيا عَلَيَّ بِرُحبِها / فَيالَيتَ مَن أَهوى بِذاكَ عَليمُ
حَسَرَت عَنِّيَ القِناعَ ظَلومُ
حَسَرَت عَنِّيَ القِناعَ ظَلومُ / وَتَوَلَّت وَدَمعُها مَسجومُ
أَنكَرَت ما رَأَت بِرَأسي فَقالَت / أَمَشيبٌ أَم لُؤلُؤٌ مَنظومُ
قُلتُ شَيبٌ وَلَيسَ عَيباً فَأَنَّت / أَنَّةً يَستَثيرُها المَهمومُ
وَاِكتَسَت لَونَ مِرطِها ثُمَّ قالَت / هكَذا مَن تَوَسَّدَتهُ الهُمومُ
إِنَّ أَمراً جَنى عَلَيكَ مَشيبَ ال / رأسِ في جُمعِهِ لَأَمرٌ عَظيمُ
هُوَ عِندي مِنَ الهُمومِ الَّتي يَح / سُنُ فيها العَزاءُ وَالتَسليمُ
شَدَّ ما أَنكَرَت تَصَرُّمَ عَهدٍ / لَم يَدُم لي وَأَيُّ حالٍ تَدومُ
لَيسَ عِندي وَإِن تَغَضَّبتَ إِلّا / طاعَةٌ حُرَّةٌ وَقَلبٌ سَليمُ
وَاِنتِظارُ الرِضى فَإِنَّ رضى السا / داتِ عِزٌّ وَعَتبَهُم تَقويمُ
لَعَمرُكَ ما الناسُ أَثنَوا عَلَيكَ
لَعَمرُكَ ما الناسُ أَثنَوا عَلَيكَ / وَلا قَرَّظوكَ وَلا عَظَّموا
وَلا سابَقوكَ عَلى ما بَلَغتَ / مِن الصالِحاتِ وَلا قَدَّموا
وَلَو وَجَدوا لَهُمُ مَطعَناً / إِلى أَن يَعيبوكَ ما أَحجَموا
وَلكِن صَبَرتَ لِما أَلزَموكَ / وَجُدتَ بِما لَم تَكُن تُلزَمُ
وَكانَ قِراكَ إِذا ما لَقوكَ / لِساناً بِما سَرَّهُم يُنعِمُ
وَخَفضُ الجَناحِ وَشيكُ النَجاحِ / وَتَصغيرُ ما أَعظَمَ المُنعِمُ
وَأَنتَ بِفَضلِكَ ألجَأتَهُم / إِلى أَن تَعالوا بِأَن يُكرَموا
حُروفٌ إِذا لاءَمتَ بِالعَينِ بَينَها
حُروفٌ إِذا لاءَمتَ بِالعَينِ بَينَها / حَكَت صَنعَةَ الواشي المُسَدّي المُسَهِّمِ
أَرضٌ مُرَبَّعَةٌ حَمراءُ مِن أَدَمِ
أَرضٌ مُرَبَّعَةٌ حَمراءُ مِن أَدَمِ / ما بَينَ إِلفَينِ مَعروفَينِ بِالكَرَمِ
تَذاكَرا الحَربَ فَاِحتالا لَها فِطَناً / مِن غَيرِ أَن يَأثَما فيها بِسَفكِ دَمِ
هذا يُغيرُ عَلى هذا وَذاكَ عَلى / هذا وَعَينُ حَليفِ الحَزمِ لَم تَنَمِ
فَاِنظُر إِلى بُهَمٍ جاشَت بِمَعرَكَةٍ / في عَسكَرَينِ بِلا طَبلٍ وَلا عَلَمِ
مَرَّت فَقُلتُ لَها مَقالَةَ مُغرَمِ
مَرَّت فَقُلتُ لَها مَقالَةَ مُغرَمِ / ماذا عَلَيكِ مِن السَلامِ فَسَلِّمي
قالَت لِمَن تَعنى فَطَرفُكَ شاهِدٌ / بِنُحولِ جِسمِكَ قُلتُ لِلمُتَكَلِّمِ
فَتَبَسَّمَت مِنّي وَقالَت لا تَرى / فَلَعَلَّ مِثلَ هَواكَ بِالمُتَبَسِّمِ
قُلتُ اِتَّفَقنا في الهَوى فَزِيارَةً / أَو قُبلَةً قَبلَ الزِيارَةِ قَدِّمي
فَتَضاحَكَت مِنّي وَقالَت هكَذا / لَو لَم أَدَعكَ تَنامُ بي لَم تَحلُمِ
يا أُمَّتا أَفديكِ مِن أُمِّ
يا أُمَّتا أَفديكِ مِن أُمِّ / أَشكو إِلَيكِ فَظاظَةَ الجَهمِ
قَد سُرِّحَ الصِبيانُ كُلُّهُمُ / وَبَقيتُ مَحصوراً بِلا جُرمِ
غاضَت بَدائِعُ فِطنَةِ الأَوهامِ
غاضَت بَدائِعُ فِطنَةِ الأَوهامِ / وَعَدَت عَلَيها نَكبَةُ الأَيّامِ
وَغَدا القَريضُ ضَئيلَ شَخصٍ باكِياً / يَشكو رَزِيَّتَهُ إِلى الأَقلامِ
وَتَأَوَّهَت غُرَرُ القَوافي بَعدَهُ / وَرَمى الزَمانُ صَحيحَها بِسَقامِ
أَودى مُثَقِّفُها وَرائِضُ صَعبِها / وَغَديرُ رَوضَتِها أَبو تَمّامِ
زائِرٌ يُهدي إِلَينا
زائِرٌ يُهدي إِلَينا / نَفسَهُ في كُلِّ عامِ
حَسَنُ الوَجهِ ذَكِيُّ ال / ريحِ إِلفٌ لِلمُدامِ
عُمرُهُ خَمسونَ يَوماً / ثُمَّ يَمضي بِسَلامِ
وَلي حَبيبٌ أَبَداً مولَعٌ
وَلي حَبيبٌ أَبَداً مولَعٌ / بِزَورَتي في وَقتِ إِعدامي
كَالصَيدِ في الإِحلالِ لا يَرتَمي / وَهوَ كَثيرٌ وَقتَ إِحرامِ
أَيُّ رُكنٍ وَهى مِن الإِسلامِ
أَيُّ رُكنٍ وَهى مِن الإِسلامِ / أَيُّ يَومٍ أَخنى عَلى الأَيّامِ
جَلَّ رُزءُ الأَميرِ عَن كُلِّ رُزءٍ / أَدرَكَتهُ خَواطِرُ الأَوهامِ
سَلَبَتنا الأَيّامُ ظِلّاً ظَليلاً / وَأَباحَت حِمىً عَزيزَ المَرامِ
يا بَني مُصعَبٍ حَلَلتُم مِن النا / سِ مَحَلَّ الأَرواحِ في الأَجسامِ
فَإِذا رابَكُم مِن الدَهرِ رَيبٌ / عَمَّ ما خَصَّكُم جَميعَ الأَنامِ
اِنظُروا هَل تَرَونَ إِلّا دُموعاً / شاهِداتٍ عَلى قُلوبٍ دَوامي
مَن يُداوي الدُنيا وَمَن يَكلَأُ المُل / كَ لَدى فادِحِ الخُطوبِ العِظامِ
نَحنُ مُتنا بِمَوتِهِ وَأَجَلُّ ال / خَطبِ مَوتُ الساداتِ وَالأَعلامِ
لَم يَمُت وَالأَميرُ طاهِرُ حَيٌّ / دائِمُ الإِنتِقامِ وَالإِنعامِ
وَهُوَ مِن بَعدِهِ نِظامُ المَعالي / وَقِوامُ الدُنيا وَسَيفُ الإِمامِ
الصَعوُ يَصفِرُ آمِناً وَمِنَ اَجلِهِ
الصَعوُ يَصفِرُ آمِناً وَمِنَ اَجلِهِ / حُبِسَ الهَزارُ لِأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ
يَسُرُّ مَن عاشَ مالُهُ فَإِذا
يَسُرُّ مَن عاشَ مالُهُ فَإِذا / حاسَبَهُ اللَهُ سَرَّهُ العَدَمُ
أَمّا الرَغيفُ لَدى الخِوا
أَمّا الرَغيفُ لَدى الخِوا / نِ فَمِن حَماماتِ الحَرَمْ
ما إِن يُمَسُّ وَلا يُجَس / سُ وَلا يُذاقُ وَلا يُشَمْ
وَتَراهُ أَخضَرَ يابِساً / يابى النُفوس مِن الهَرَمْ
هَل لَكِ يا هِندُ في الَّذي زَعَموا
هَل لَكِ يا هِندُ في الَّذي زَعَموا / كَيلا تَخيبُ الظُنونُ وَالتُهَمُ
كَم نَتَجافى عَن الوِصالِ فَلا / نَسلَمُ مِن حاسِديكَ لا سَلِموا
لَو شِئتِ حَقَّقتِ مِن ظُنونِهِمُ / لا تُؤثِميهِم فَطالَما أَثِموا