القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 34
وَافَى وَأَرْواحُ العُذَيْبِ نَواسِمُ
وَافَى وَأَرْواحُ العُذَيْبِ نَواسِمُ / وَاللَّيْلُ فِيهِ مِنَ الصَّبَاحِ مَباسِمُ
أَهْلاً بِمَنْ أَسْرَى بِهِ وَعْدٌ لَهُ / مُتَأخِّرٌ وَهَوَىً لَنَا مُتَقَادِمُ
قَدْ كُنْتُ أَقْنَعُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ بِمَا / يَهْدِيهِ في التَّأْوِيبِ طَيْفٌ قَادِمُ
غِضّ الشَّبيبةِ وَالمَلاحَةِ يَعْذُرُ ال / مُضْنَى بِهِ وَيُلامُ فيهِ اللَّائِمُ
النَّضْرُ مِنْ أَعْطَافِهِ وَكِنَانَةٌ / بِلِحَاظِهِ وَلِمُهْجَتِي هُوَ هَاشِمُ
فَرْعٌ بِهِ أَصْلُ الصَّبَابَةِ هَلْ تَرَى / بِالقُرْبِ مِنْهُ لِجَمْعِ شَمْلٍ نَاظِمُ
وَنَواظِرٌ هُنّ الذَّوابِلُ لَوْ دَرَى / مَنْ قَالَ حِينَ فَتكْنَ هُنَّ صَوَارِمُ
أَمُعَنِّفِينَ عَلى الغَرَامِ وَقَلَّمَا / يُصْغِي لأَوْهَامِ العَوَاذِلِ هَائِمُ
هُوَ نَاظِرٌ مُتَعَشِّقٌ وَجَوَانِحٌ / فِيهَا مَواطِنُ لِلْجَوَى وَمَعَالِمُ
وَهَوَىً لِقَلْبِي غَارِمٌ أَنَا غَارِمٌ / صَبْرِي بِهِ وَأَخُو المَلامَةِ رَاغِمُ
هَيْهَاتَ أَن أَثْني عَنَانِي وَالصِّبَا / غَضٌّ وَغُصْنُ العُمْرِ رَطْبٌ نَاعِمُ
أَوْ أَشْتَكِي حَالِي وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ / أَبَداً لإِخْلافِ القُبُولِ مُلازِمُ
أَوْ أَخْتَشِي خَطْباً أَراهُ بِبَلْدَةٍ / وَبِهَا بَهَاءُ الدينِ يُوسفُ حَاكِمُ
يا خَيْرَ مَنْ نِيطَتْ عَلَيْه لِلْعُلَى / وَمِنَ المَهَابَةِ وَالجَلالِ تَمَائِمُ
ما كَانَ قَبْلَكَ مِنْ كَرِيمٍ يُرْتَجى / مِنْهُ وَلاَ وُلِدَتْ سِوَاكَ أَكَارِمُ
لَكِنْ تَجَسَّمَ قَبْلَ خَلْقِكَ جُودُكَ ال / بَادِي وَسمَّاه البَرِيَّةُ حَاتِمُ
حَاشَا لِعَزْمِكَ أَنْ تَقُومَ لِهِمَّةٍ / وَالدَّهْرُ عَنْ إِتْمَامِهَا لَكَ نَائِمُ
أَوْ أَنْ تَلُوحَ وَلَيْسَ يَخْفَى عَاقِلٌ / أَوْ أَنْ تَقُولَ وَلَيْسَ يَخْرَسُ عَالِمُ
أَوْ أَنْ تَجُودَ وَلَيْس يَثْرَى مُمْلِقٌ / أَوْ أَنْ تُشِيرَ وَلَيْسَ يَعْدِلُ ظَالِمُ
أَبَني الزَّكِيِّ سُقِيتُم وَوُقِيتُمُ / وَبَقِيتُمُ وَالأَكْرَمُونَ فِدَاكُمُ
نَسَبٌ إِذَا ما قِيلَ مَنْ هُوَ أَعْرَبتْ / أَحْسَابُ أَعْرَابٍ لَكُمْ وَأَكَارِمُ
الدَّمْعُ هَامٍ وَالحَشا هَائِمْ
الدَّمْعُ هَامٍ وَالحَشا هَائِمْ / وَالجفنُ دَام وَالجوىَ دَائمْ
يا مَنْ خَلا مِنْ حُسْنهِمْ نَاظِري / في القَلْبِ مَغْناكُم وَمَعْنَاكُمْ
وَاللّه ما سارَتْ بأرضِ الحِمى / ركابنا إلّا ذَكرْناكُمْ
وَلا سَرتْ مِنْ نَحْوهِ نَسْمةٌ / إلّا عَرفْناها بِرَيَّاكُم
سَقَى لَيالينا على حَاجرٍ / غَيْثٌ وَحَيّاهَا وَحَيّاكُمْ
لَيالياً بالوَصْلِ قَضيْتُها / ما كان أَحْلاها وأَحْلاكُمْ
أَحْبابنا ما الجزْعُ ما المُنْحنَى / ما رَامَةُ ما الشِعب لَوْلاكُمْ
ما قامَ هذا الكَوْنُ إلّا بِكُمْ / وَلا الوُجودُ المَحْضُ إلَّاكُمْ
وَلي بِجَرْعَاءِ الحِمَى شَادِنٌ / بِقَتْلِ أَرْبابِ الهَوى عَالمُ
ما القَلْبُ عَنْه في الهَوى مائِلٌ / وَلا لَهُ في حُبِّه لائِمُ
يَصْرمُ حَبْلَ الودِّ مَنْ مُنْصِفي / مِنْ صارِمٍ في لَحْظِه صَارِمُ
أَشْكُو إليه مِنْهُ ما ألتقي / وَيْلاهُ مِنْ خصمٍ هُو الحاكمُ
إِذَا بَعُدوا وَافُوكَ أَسْرَى وَإِنْ دَنَوا
إِذَا بَعُدوا وَافُوكَ أَسْرَى وَإِنْ دَنَوا / لِغَزْوِكَ وَافَتْهُمُ قَناً وَصَوارِمُ
وَلا غائِبٌ إِلّا أَتى وَهْوَ تَائِبٌ / وَلا قَادِمٌ إلّا أَتَى وَهْوَ نَادِمُ
لأَعْنَاقِهِمْ بالبيضِ مِنْكَ مَعانِقٌ / لِغَيْرِ هَوىً فِيهِمْ وَبِالسُّمْرِ لاثِمُ
تَفتَّحُ مِنهُم بالسُّيوفِ شَقائقاً / عَلَيْهَا الدُّرُوعُ الضَّافِياتُ كَمائِمُ
بِحَرْبٍ تكونُ البِيضُ مِنْهَا بوَارِقاً / نَجِيعُهُم فيها الغُيُومُ السَّواجِمُ
قَتَلْتَهُمْ بِالذُّعْرِ حَتَّى كأَنَّمَا / تُحَارِبُهم فيهِ وَأَنْتَ مُسَالمُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَعْداءُ أَنّكَ إِنْ تَقُمْ / بِقائِم سَيْفٍ فَهوَ بالنَّصْر قائِمُ
إِذَا رُمْتَ أَنْ تَرْقَى إِلى المَجْدِ سُلَّماً / صَعِدْتَ إِلَيْهِ وَصَعَا وَسَلالِمُ
وَحَفَّ بِكَ الجَيْشُ الَّذي بِكَ نَصْرُهُ / وَمِنْكَ لَهُ إِقْدامُهُ وَالعَزائِمُ
وَسارَ بِبَدْرٍ مِنْ سَنَا وَجْهِكَ الَّذي / بِهِ ظُلُماتٌ تَنْجَلي وَمَظالِمُ
عَلى الأَعْوَجِيّاتِ العِتَاقِ الَّتي لها / حَوافِرُ لِلهاماتِ مِنْهَا عَمَائِمُ
تَمدُّ بِهَا في السَّيْرِ أَجْيادُهَا الَّتي / كَأَنَّ لِحَى الأَعْداءِ فيها بَراجِمُ
سِهَامٌ عَلَى مثلِ السِّهَامِ تَبسَّمَتْ / سُيُوفُهُمْ حَيْثُ الوُجُوهُ سَواهِمُ
وَلَيْسَ بِناجٍ مِنْكَ جَانٍ بِجُرْمِهِ / إِذَا أَعْوَزتْهُ مِنْ يَدَيْكَ المَرَاحِمُ
يَكِرُّ بِمَا تَهْوى الجَدِيدانِ فِي الوَرَى / وَتَسْرِي بِمَا تَرْضَى الرِّيَاحُ النَّواسِمُ
وَتَحْتَقِرُ الفُرْسَانَ حَتَّى كَأَنَّهُمْ / وَهُمْ بُهَمٌ يَوْمَ الهِياجِ بَهائِمُ
وَتُعْطِي أَيادِيكَ الَّتي يَدَكَ احْتَوَتْ / وَلَوْ جُمِعَتْ في رَاحَتَيْكَ الأَقالِمُ
كَأَنَّكَ أُمٌّ والأَنَامُ بِأَسْرِهِمْ / يَتَامى وَبَعْلٌ والأنامُ أَيائِمُ
تَؤُمُّ رِماحُ الخَطِّ بِيضَكَ في الوَغَى / كما قَابَلتْ بِيضَ الوُجُوهِ المَعاصِمُ
وَتُغْضِي عَنِ الفَحْشاءِ لا عَنْ جَهالةٍ / وَلكنْ لِمَعْنىً آثَرَتْهُ المَكَارِمُ
ولي مِدَحٌ بَالَغْتُ فِيهَا بَلاغَةً / وَأَثْنيتُ فِيها بالَّذي أَنَا عالِمُ
وَلي فيكَ آمالٌ عَلَيْك بُلوغُها / فَلا دافِعٌ دُون الَّذي أَنْتَ حَاكِمُ
أَبَعْدَك يَحْوِي المَجْدَ مَنْ هُو فاخِرٌ / وَبَعْدِي يقولُ الشِّعْرَ مَنْ هُوَ نَاظِمُ
وَإِنَّ لِساني ذو الفِقَارِ عَلِيُّهُ / عُلاكَ فَمَنْ مِثْلي وَمثْلُكَ غانِمُ
أَجِرْ وأَجِزْ وَاعْطِفْ وَأَعْطِ فَإِنَّما / يَخُصُّ كَرِيماً بِالنَّوالِ الأَكَارِمُ
ما ذابَ سُقاماً في الهَوَى لَوْلاكُمُ
ما ذابَ سُقاماً في الهَوَى لَوْلاكُمُ / ما أَتْلَفَ قَلْبَهُ جَوىً إِلَّاكُمُ
ما أَعْتَبَكُمْ ما الذَّنْبُ وَاللّه لَكُمُ / الذَّنْبُ لإِنْسانٍ غَدا يَهْواكُمُ
يَا مَنْ دَعَوْتَ لَهُ غَداةَ دَعَوْتُهُ
يَا مَنْ دَعَوْتَ لَهُ غَداةَ دَعَوْتُهُ / فَأَبى يُجيبُ ولِلصُّدودِ عَلائِمُ
قَصْدِي أَراكَ فَإِنْ أَبيْتَ فَإِنَّما / قَصْدِي أُخَبِّرُ عَنْكَ أَنَّكَ سَالِمُ
أَحْلى الهَوى أَنْ يَطُولَ الوَجْدُ والسَّقَمُ
أَحْلى الهَوى أَنْ يَطُولَ الوَجْدُ والسَّقَمُ / وأَصْدَقُ الحُبِّ ما جَلَّتْ بِهِ التُّهَمُ
لَيْتَ اللَّياليَ أَحْلاماً تَعُودُ لَنا / فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ
لا آخذَ اللَّهُ جِيرانَ النَّقا بِدَمِي / هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا
وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا / وَحَلَّلُوا بِالنَّوى قَتْلِي وَمَا رَحمُوا
وَفَّيْتُهُمْ حَقَّ حِفْظِ العَهْدِ مُغْتَبطاً / بِهِمْ وما رُعِيَت لي عِنْدَهُمْ ذِمَمُ
يَا غَائبينَ وَوَجْدي حَاضِرٌ بِهِم / وَعَاتِبينَ وَذَنْبي في الغَرامِ هُمُ
لا أَوْحَشَتْ مِنْكُمُ دارٌ بِكُمْ شَرُفَتْ / ولا خَلَتْ مِنْ مَغَانِي حُسْنِكُمْ خِيَمُ
بِنتُمْ فلا طَرْفَ إلّا وَهْو مُضْطرِبٌ / شَوْقاً ولا قَلْبَ إِلّا وَهْوَ مُضْطَرِمُ
فكُلُّ أَرْضٍ وَطِئْتُمْ تُرْبَها فَلَكٌ / وَكُلُّ وادٍ حَلَلْتُمْ رَبْعَهُ حَرَمُ
هل عائدٌ والأماني قَلَّما صَدقتْ / دَهْرٌ مَضَى وَمغاني حُسْنِكُمْ أُمَمُ
فَالجِسْمُ مُذْ غِبْتُمُ بِالسّفْحِ مُتّشِحٌ / وَالقلبُ مُضْطَرِبٌ بالشَّوْقِ مُضْطَرِمُ
لم يُنْسِنا سَالِفاً مِنْ عَهْدِكُم قِدَمٌ / وَلا سَعَتْ بِالتَّسَلّي نَحْوَنا قَدَمُ
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ رَكْباً في هَوادِجِهِمْ / مُحجَّبٌ لَيْسَ تُرْعَى عِنْدَهُ الذممُ
لَهُ مِنَ الغُصْنِ قَدٌّ زَانَهُ هَيَفٌ / وَمِنْ غزالِ الحِمَى طَرْفٌ بِهِ سَقَمُ
يَبيتُ قَلْبي عَلَيْهِ حُرْقَةً وَجَوىً / وَقَلبُهُ بَارِدٌ مِنْ لَوْعَتِي شَبِمُ
ظَلِلْتُ فِيهِ وَأَمْسَى قَلْبُهُ حَجَراً / لَمْ يَشْفِ قَطّ مُحِبّاً شَفَّهُ أَلَمُ
فَوا الّذي زَانَهُ مِنْ طَرْفِهِ سَقَمٌ / وَأَودَعَ السِّحْرَ فيهِ أَنَّهُ قَسَمُ
لَوْلا تَثنِّي رُدَيْنِيِّ القَوامِ بِهِ / حَلفْتُ أَلْفَ يَمِينٍ أَنَّه صَنَمُ
حَدِيثُ غَرامِي فِي هَواكَ قَديمُ
حَدِيثُ غَرامِي فِي هَواكَ قَديمُ / وَفَرْطُ عَذابِي في هَواكَ نَعيمُ
بِمَا شِئْتَ عَذِّبْ غَيْرَ سُخْطِكَ إِنَّهُ / وَصدِّق ولائي في هَواكَ أليمُ
تُمَثِّلُكَ الأَشْواقُ وَهْماً لِخاطِري / فَيُدْرِكني بالخَوْفِ مِنْكَ وُجُومُ
وَتَقْنَعُ مِنْكَ الرُّوحُ لَمْحَ تَوَهُّمٍ / فَتَحْيا بِهَا الأَعضَاءُ وَهْيَ رَمِيمُ
هَنِيئاً لِطَرْفٍ فِيكَ لا يَعْرِفُ الكَرَى / وَتَبّاً لِقَلْبٍ فِيكَ لَيْسَ يَهيمُ
وَلمَّا جَلاكَ الفِكْرُ يا غَايةَ المُنَى / فَظلَّ بِقَلْبِي مُقْعِدٌ ومُقيمُ
وَمَا الكَوْنُ إلّا صُورةً أنْتَ رُوحُهَا / وَجِسْمٌ بِغَيْرِ الرُّوحِ كَيْفَ يَقُومُ
تَوَّهَم صَحْبي أَنَّ بي مَسُّ جِنَّةٍ / وأَنْكَرَ حَالي صَاحِبٌ وَحَميمُ
فَبُحْتُ بِما ألقاهُ مِنْكَ مُصَرِّحاً / وَمَا نالَ لَذّاتِ الغَرامِ كَتُومُ
أَغُصْنَ النَّقا إنّي أَغارُ إِذَا غَدَا / يُلاعِبُ عِطْفيْكَ الرّشاقَ نَسِيمُ
وَلَمّا بَدَتْ في طَوْرِ خَدِّكَ جَذْوَةٌ / وَلاحتْ لِقلبي عادَ وهُوَ كَليمُ
يَلذُّ لِقلْبي في هَوَاكَ عَذابُهُ / وَلِمْ لا وَبِالأحْوالِ أَنْتَ عَليمُ
يَميناً بِأَصْواتِ الحَجيجِ على مِنىً / وَصَحْبٍ لَهُمْ بِالمَأْزمينِ زَميمُ
لأَنْتَ وَإنْ أَصْبَحْتَ بِالوَصْلِ باخِلاً / عَليَّ احْتِقاراً بِي لَديَّ كَرِيمُ
وَيَا شَرَفي لَمَّا غَدَوْتَ وَلِلْهَوى / عَلى جَسَدِي المُضْنى النَّحيل رُسُومُ
وَيَا سائِقاً يُضْنِي الرّكائِبَ طُلَّحاً / لَهَا في الرُّسوم المُقْفراتِ رَسيمُ
إِذَا عايَنَتْ عَيْنَاكَ بَارِقَ أَبْرَقٍ / يَلوحُ كما في الأُفقِ لاح نُجومُ
وَباحتْ بأسْرارِ الرُّبا نَسْمَةُ الصَّبا / وَعطَّر أَقْطارَ القفارِ شَميمُ
وَعايَنْتَ سَلْعاً قِفْ وَسائِلْ أَحِبَّتِي / فَهَذا الّذي أَصْبَحْتُ مِنْكَ أَرومُ
فَثمَّ رَشاً شَوْقي إليه مُبَرِّحٌ / وَريم فُؤادي عَنْهُ لَيْسَ يَريمُ
أُغالِطُ عَنْهُ بِالكَلام مُجالِسي / وَفِي القَلْبِ مِنْ ذِكْري سِواه كُلُومُ
لَهُ مِنْ سُوَيْداءِ الفُؤادِ مَعاهِدٌ / وَبَيْنَ سَوادِ المُقْلَتَيْنِ رُسُومُ
وَقُلْ يا غَرِيبَ الحُسْنِ رِقّ لِنازِحٍ / غَريبٍ لَهُ قَلْبٌ لَدَيْكَ مُقيمُ
تَرحَّلَ عَنْهُ مُذْ تَرَحَّلْتَ نافِراً / فَلَيْس لَهُ حَتّى القُدوم قُدومُ
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ كَئيبٍ مُتيَّمٍ / تَظَلُّ سليماً وَهْوَ مِنْكَ سَلِيمُ
عَفَا اللَّه عَنْ قَوْمٍ عَفا الصَّبْرُ مِنْهُمُ
عَفَا اللَّه عَنْ قَوْمٍ عَفا الصَّبْرُ مِنْهُمُ / فَلَوْ رُمْت ذِكْرى غَيْرِهِمْ خَانني الفَمُ
تَجَنُّوا كَأَنْ لا وُدَّ بَيْني وَبَيْنَهُمْ / قَديماً وَحَتَّى ما كأَنَّهُمُ هُمُ
فأَعْظَمُ وَصْلاً مَنْ يُشيرُ بِطَرْفِهِ / إِليَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مَنْ يُسَلِّمُ
وَبالجزْعِ أَحْبابٌ إذا ما ذكرْتُهُم / شَرِقْتُ بِدَمْعٍ في أَوَاخِرِهِ دَمُ
ألمَّ وَمَا في الرَّكْبِ مِنَّا مُتيّمٌ / وعادَ وما في الرَّكْبِ إلّا مُتيَّمُ
وَلَيْسَ الهَوَى إِلّا التِفَاتَةُ طَامِحٍ / يَرُوقُ لِعَيْنَيْهِ الجَمَالُ المُنَعَّمُ
خَليليَّ مَا لِلْقَلْب هَاجَتْ شُجُونُهُ / وَعَاوَدَهُ داءٌ مِنَ الشَّوْقِ مُؤْلِمُ
وَمَا رَاعَهُ إِلَّا لأَمْرٍ غَرامُه / وَلا اعْتَادَهُ إِلّا هَوىً مُتقَدِّمُ
أظنُّ دِيارَ الحيِّ مِنّا قَريبةً / وَإِلّا فَمِنْهَا نَفْحَةٌ تَتَنَسَّمُ
أَيُرْعَى في مَحَبَّتِكُمْ ذِمَامُ / وَيَعْدِلُ في رَعِيَّتِهِ الغَرامُ
وَيُنْصِفُ ظَالِمٌ مِنّا وَمِنْكُمْ / وَلا قُلْنا وَلا سَمِعَ الأَنامُ
وَيَرْجِعُ عَيْشُنا الماضي وَتَدْنو / خِيامٌ لِلوصالِ لها خِتامُ
وَيَصْدُقُ مِنْكُمُ وَعْدٌ مَقالاً / وَيَحْوي مَنْ له مقامُ
وَيُسْفِرُ عَنْ ثَنَايا الدُرِّ ظَلْمٌ / يُرى حِسّاً وحُبكمُ المدامُ
فإِنّا خَبَّرَتْنَا عَنْ رِضَاكُم / أمانينا بِأَنَّكُمُ كِرامُ
وَأَقمارٌ تُضيء لِكلِّ سارٍ / لَهَا مِنْ نُورِ حُسْنِكُمُ تَمامُ
فَيَا شَعْرَهُ هَلْ فِيكَ لَيْلِيَ يَنْقَضِي
فَيَا شَعْرَهُ هَلْ فِيكَ لَيْلِيَ يَنْقَضِي / وَيَا صُبْحَهُ هَلْ فِيكَ صُبْحِي بَاسِمُ
وَيا طَرْفَهُ كَيْفَ السبيلُ لِمغْرَمٍ / عَلَيْكَ إلى وَصْلٍ وَسَيْفُكَ صارِمُ
تَحَكَّمْ بِما تَهْوَى فَمَا أَنا مائِلٌ / وَلا عَنْكَ يُثْنيني مِنَ الوَجْدِ لائمُ
وَلِي مُقْلَةٌ قَدْ أَمْطَر الشَّوْقُ سُحْبَهَا / فَفِي دَمْعِها حَتّى تَراكُمْ تَراكُمُ
أَفي مِثْلِ هَذَا الحُسْنِ يُعْذَلُ مُغْرَمُ
أَفي مِثْلِ هَذَا الحُسْنِ يُعْذَلُ مُغْرَمُ / لَقَدْ تَعِبَ اللَّاحِي بِهِ والمُتيَّمُ
أَعِدْ نَظراً فيهِ عَساكَ جَهِلْتهُ / تَجِدْ ما بِهِ تَشْقَى العُيونُ وتَنْعَمُ
أُعيذ مُحيَّاهُ إِذَا رُمْتُ إِنّني / أُعيد إِليهِ ناظِراً يتوسَّمُ
وَأَلقى سَناً لو كانَ قَلْبُ حُروفِهِ / لِعيْني بِهِ لم يَشْكُ وَحْشَته فَمُ
تُهَدّدني بِهِجْرانٍ وَبُعْدٍ
تُهَدّدني بِهِجْرانٍ وَبُعْدٍ / مَتَى كانَ اجْتماعٌ والتِئامُ
إِذَا أَنا لا أَراكَ وأَنْتَ جَارٌ / فَسيَّانَ التَّرحُّلُ وَالمقامُ
قُولوا لِرسَّامِكُم
قُولوا لِرسَّامِكُم / بِكَ الفُؤَادُ مُغْرَمُ
قالوا مَتى تُذِيبهُ / فَقُلْتُ حَتّى يَرْسُمُ
مَنْ لِلخلافِ وَللوفاقِ مَسائلاً
مَنْ لِلخلافِ وَللوفاقِ مَسائلاً / وَخَصائِلاً أَوْ لِلْعُلى لَوْلاكُمُ
حَسْبُ المُرجِّي في المعادِ شَفاعةٌ / مِنْكُمْ ومِنْ قَبْلِ المعادِ نَداكُمُ
لَوْ أُطْلقَ اسْمُ النيّراتِ لما سَرَى / ذِهْنُ الّذي هُوَ سامعٌ لِسِواكُمُ
أو كانَ وَحْيٌ بَعْدَ أَحْمَدَ مُرْسلٌ / لبدتْ لَكُمْ آيٌ بِهِ وَعَلائِمُ
تَتَسابقُ الأذهانُ في إدْراكِكُمْ / وَيفوتُ أَسْبَقُهَا أَقلَّ مَداكُمُ
عُثْمانُ جَدّكُم وَذَلِكَ حَسْبهُ / وَكَفى وَذَلِكَ حَسْبُكُم وَكَفاكُمُ
لا أوْحَشَتْ شَمْسُ الشَّرِيعَةِ مِنْكُمُ / فَبقاؤُها مُتعلِّقٌ بِبقاكُمُ
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ / ما بِتُّ مِنْ خَوْفِ الهَوى أَتأَلَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي / مِنْ ناظِريْكَ وفي فُؤادِي أَسْهُمُ
دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَواكَ وَهُمْ عِدىً / وَلأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكْرَمُ
يَا جَامِعَ الضّدّينِ في وَجَناتِهِ / مَاءٌ يَشِفُّ عليه نارٌ تُضْرَمُ
عَجبي لِطَرْفِكَ وَهْوَ ماضٍ لَمْ يَزَلْ / فَعلامَ يُكْسَرُ عِنْدَمَا تَتَكَلَّمُ
أَمِنَ المروءَةِ والتَّواصُلُ مُمكِنٌ / وَالدَّهْرُ يَسمَحُ والحَوادِثُ نُوَّمُ
أنّي أروحُ وَسَلْبُ رَدِّي في الهَوَى / قَدْ حَلَّ والإيجابُ مِنْكَ مُحرَّمُ
وأَبيتُ مَبْذُولَ الدُّموعِ مُعذّباً / كَلِفاً وَأَنْتَ مُمنَّعٌ وَمُنعَّمُ
يا مُتْهِمَا قَلْبي بِسَلْوةِ حُبِّهِ / هَيْهَاتَ يُنْجِدُه وَأَنْتَ المُتْهِمُ
بِأَبي أَفْدِي حَبيباً
بِأَبي أَفْدِي حَبيباً / تَيَّمَ القَلْبَ غَرامَا
عَذَرَ العاذِلُ فيهِ / مُذْ رأَى العارِضَ لاما
للَّهِ كِفْتيٌّ أَطاعَ صَبَابَتي
للَّهِ كِفْتيٌّ أَطاعَ صَبَابَتي / فيه الفُؤادُ وَخَالَف اللُّوّاما
مَدَّ الشّريطَ على الحَديدِ فَخِلْتُهُ / قَمراً يُطرِّزُ بِالبُروقِ غَمامَا
لَيْتَ شِعْري مَنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما
لَيْتَ شِعْري مَنْ قَدْ أَحَلَّ الخِياما / حَفِظَ العَهْدَ أَمْ أَضَاعَ الذِّمامَا
عَرَبٌ بِالحِمَى حَموْا أَنْ يُسامَ ال / وَصْلُ مِنْهُمْ وَعِزُّهُم أَنْ يُسامَى
رَحلوا بِالفُؤادِ وَالطَّرْفِ لكنْ / رَجَعَ الطّرْفُ وَالفُؤَادُ أَقاما
حَملوا بِالبُعادِ إِثْماً وَزُوراً / وَحَمَلْنا صَبَابَةً وهِيَامَا
وَرَأَيْنَا تِلْكَ الخُدُودَ رِياضاً / فَجَعَلْنا لَها الجُفُونَ غَمامَا
وَأَطَعْنَا دَواعِي الوَجْدِ فِيهِم / وَعَصَيْنا الوُشَاةَ واللُّوّاما
أَيُّ صَبٍّ قَدْ غَادَرَ الوَجْدُ مِنْهُ / مُسْتَقَرّاً بِقَلْبِهِ وَمُقَامَا
رَشَقَتْهُ العُيونُ مِنْ أَسْهُم السِّحْ / رِ فَأَصْمَت فُؤادَهُ المُسْتَهَامَا
فَهُوَ مِنْهُنَّ بِابنِ مُصْعَبٍ أَضْحَى / مُسْتَجِيراً بِعَدْلِهِ أَنْ يُضَامَا
وَافى وَوَاصَل عِنْدَمَا / أَجْرَى المَدامِعَ عِنْدمَا
وَرَنَا إِليّ فَسلَّما / لِلْوَجْدِ قَلْبِي سَلَّما
وَثنَى القَوامَ فَهَزَّما / لجيُوشِ صَبْرِي هَزَّما
وَحَمَى مَراشِفَ ثَغْرِهِ / أَرأَيْتُمُ بَرْقَ الحِمَى
وُلي وَاحِدٌ ما زَالَ باثْنَيْنِ مُغْرَما / على واحدٍ ما زالَ باثنَينِ مُغْرَما
رَأَى جَسَدِي وَالدَّمْعَ وَالقَلْبَ والحَشَى / فَأَضْنَى وَأَفْنَى واسْتَمَال وَتيَّما
لا تَطْلُبنَّ القُوتَ مِنْ مَعْشَرٍ
لا تَطْلُبنَّ القُوتَ مِنْ مَعْشَرٍ / مَا عِنْدَهُمْ لُطْفٌ ولا رَحْمَهْ
مَنْ لَيْسَ في لُحْمهُمُ فَضْلةً / فَلَيْسَ فِي فَضْلِهِمُ لَحْمَه
يا ذَا الَّذي يَرْوي الحَدِي
يا ذَا الَّذي يَرْوي الحَدِي / ثَ وَلَيْسَ يُرْوَى بالقديمِ
عِنْدي مُدامُ نَهارِهَا / عِنْدِي كَجَنَّاتِ النَّعيمِ
وَلقدْ شَربْتُ حَبابَها / في عِقْدِ كَاسَاتِ النَّظيمِ
فَانْهَضْ إِليّ بِهِمَّةٍ / نُخْلي حَشَاكَ مِنَ الهُمُومِ
أَحلى مُدامٍ قَدْ طلبْ / تُ لِشُرْبها أَحْلى نَديمِ
صَبوْتُ إلى الصَّبابةِ وَالغَرامِ / وَوَدَّعَ نَاظِري طِيبَ المنامِ
وَسامَ القَلْبَ مِنْ أولادِ سَامٍ / غَزالٌ طَرْفهُ مِنْ آلِ حَامِ
يُريني المَوْتَ في سَيْفٍ وَرُمْحٍ / مُقيمٍ في اللَّواحِظِ والقَوامِ
جَعلتُ تَصبُّري عَنْهُ وَرائي / وَصيّرتُ الغَرامَ بِهِ أمامي
فَهَلْ لِي مُسْعِدٌ في الحُبِّ يَرْثي / لِما أَلقاهُ مِنْ ألمِ السّقامِ
يا مَنْ شَغَلْتُ بِهِ سِرِّي وَأَوْهَامِي / وَمَنْ لِمَغنْاهُ إنْجادِي وَإِتْهامِي
وَمَنْ أَلِفْتُ رِضاهُ الرَّحْبَ جَانِبَهُ / وَفُزْتُ مِنْهُ بِإِحْسانٍ وَإِنْعامِ
لَمْ أَنْسَ أَقْدامَكَ اللّاتي سَعتْ وَمَشَتْ / بِهِنَّ حِيناً على العلياءِ أَقْدامي
وَحُسْنَ أَيّامِكَ الغُرِّ الّتي حَسُنَتْ / بِهَا لَياليَّ مِنْ دَهْرِي وَأَيّامي
فما المدارسُ حَتَّى كَدَّرتْ نَهلاً / وَرَدَتهُ صَافياً مِنْ بَحْرِكَ الطامي
وغيّرتَ خَلُقاً ما زالَ يَمْنَحُني / بِضاحكٍ مِنْ ثنايا الودِّ بَسّامِ
كنْ كَيْفَ شِئْتَ فِداكَ الناسُ كُلُّهُمُ / فَالنّاسُ كُلُّهُمُ في ظِلّكَ السَّامي
إِمنعْ جُفونَكَ أَنْ تُريقَ دَمي / إِنَّ الجُفُونَ مَظِنَّةُ التُّهَمِ
وأبِنْ جَبينكَ تَتَّضِحْ طُرُقي / وَأَمِطْ لِثامَكَ تَنْكَشِفْ ظُلَمي
يا رَوْضَةً أَجْنِي أزاهِرَها / باللَّحْظِ لا بِيَدي وَلا بِفَمِي
ما لي حُرمْتُ لذيذَ وَصْلِكَ في / أَيّامِ هَذي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
لو أَنَّ قُرْبَكَ يُبْتَغى بِشِرا / بالغتُ فيهِ بِأَنْفَسِ القِيَمِ
هَذا الَّذي أَنَا قَدْ سَمحْتُ لِحبّهِ
هَذا الَّذي أَنَا قَدْ سَمحْتُ لِحبّهِ / كَرماً بِلُؤْلُؤِ دَمْعِيَ المُتنَظّمِ
لا تَحْرِمُوني ضَمَّ أَسْمرَ قَدِّه / لَيْسَ الكَريمُ على القَنَا بِمُحَرَّمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025