المجموع : 169
اسلمْ على الأيامِ
اسلمْ على الأيامِ / مُعَمَّراً ألف عامِ
في ثوب نُعمى جديد / مُذيَّل بالتمامِ
يا حجةَ اللَّه والمس / لمينَ والإسلامِ
ويا عصا كلّ راعٍ / وسيفَ كل محامي
يا رائضَ الملك قِدْماً / لكلّ مَلْك همامِ
يا عروةً في الملمَّا / ت غيرَ ذاتِ انفصامِ
ما علةٌ بك لا بَلْ / بكلّ حيّ ونامي
بل بالسَّدَى والندى الغَمْ / ر والأيادي الجسامِ
بل بالمكارم والمج / د والمساعي العظامِ
بل بالمشورة في الخُطْ / طَةِ العياء العُقَامِ
بلْوى اختبارٍ وليستْ / حاشاك بلوى انتقامِ
فيها بريدٌ من الأج / ر قبلَ أجر الصيامِ
لا استسهلت علَّةٌ بع / دَها طريقُ اللّمامِ
إليك لكنْ إلى مع / شرٍ سواك لئامِ
قد قلتُ إذا بلغتْني / لعاً برغم الجِمامِ
ودَعْدَعاً لابن يحيى / من عاثرٍ بسقامِ
لا يحدثِ اللَّه فَلّاً / في حدّ ذاك الحسامِ
نستودع اللّه نفساً / فيها نفوسُ الأنامِ
نفسُ امرئٍ كلُّ شيء / بحبله ذو اعتصامِ
لم يبقَ للكرم النثْ / رِ غيرُه من نِظامِ
ولا لراعي مَعالٍ / سواه راعي ذِمامِ
لا مسَّهُ الدهرُ إلا / بنعمة وسلامِ
وما دعونا له وح / ده ولا لِفئامِ
بل للبرية طرّاً / مأمِومها والإمامِ
أنوفُ قومٍ تَمنَّوْا / لك العثار دَوامي
لو تمَّ ما قدّروه / لجُبَّ كلُّ سَنَامِ
لا يفرحوا فوشيكاً / تبدو وطرفُك سامي
فيصبحُ الناسُ طراً / في نعمة المنْعَامِ
مستبشرين بإبلا / لِ سيدٍ قَمْقامِ
لم يُشمتِ اللَّهُ فيه / لئامَهم بالكرامِ
شمسٌ كأنْ قد تجلّتْ / تجوب كلَّ ظلامِ
والشمس أحسن ما تُج / تَلى بِعَقْبِ الغَمامِ
يا دهرُ هل أنت أعمى / هواك أم متعامي
إذا رميتَ فأبصرْ / سوادَ مَنْ أنتَ رامي
شِمْ بعدَها عن عليٍّ / نَبْلَ الردى والغرامِ
واجعلْ نحور عِداه / أغراضَ تلك السهامِ
أقسمتُ لولا قضاءٌ / من حاكم الحكّامِ
به عززتُ وأصبح / تُ نافذَ الأحكامِ
إذا لقيتَ عليَّ ال / علا عزيزَ المرامِ
مُداهياً ذا دهاء / معارماً ذا عُرامِ
من لو يزاحمُ ركنَي / ك آذناً بانهدامِ
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ / بمن له المشْعَرُ والمقامُ
أنكَ ما راضَ لك الصيامُ / طرْفاً ولا فرْجاً له عُرامُ
ولا لساناً سيفُه حُسامُ / عادته التكْذابُ والتأثامُ
لوجهك الإجلالُ والإكرامُ / عن ذاك والتبجيلُ والإعظامُ
يفديك مَنْ في سيره اقتحامُ / ما لم يُكفكِفْ غربَه اللجامُ
راض سواك الجوعُ والأُوامُ / وراضك الإيمانُ والإسلامُ
والولدُ الصالح والأعمامُ / رياضةً أيسرُها الإحكامُ
أولئك الساداتُ والأقوامُ / حَلّوْكَ آداباً لها نظامُ
أدابَ أملاك لهم أحلامُ / تُشْفَى بها الأدواء والأسقامُ
لا صَدِيَتْ هاتيكمُ العِظامُ / ولا أغَبَّتْ سقْيها الرّهامُ
حتى تُرَوَّى تلْكُمُ الرّمامُ / بل أدَّبتْك الفطرةُ التَّمامُ
ومَحْتَدٌ أَعراقُه كرامُ / من قبل أن تلزمك الأَحكامُ
وقبلِ قِيلِ الناس يا غلامُ / فُطِمتَ مذ آن لك الفِطَامُ
من كل ما تَتْبعُهُ الآثامُ / فجئتَ لا يرهقكَ الملامُ
تسيرُ في القصْد ولا زمامُ / يُلْزمك القصْدَ ولا خطامُ
إذا اعتدى في لومك اللُّوَّامُ / وحاولوا الذامَ فأعيا الذامُ
قالوا امرؤٌ لما له ظلَّامُ / ذلك عيبٌ ما بك احتشامُ
منه ولا فيك به اكتتامُ / لا زال مالٌ لك يستضامُ
في ظلّ عزٍّ منك لا يرامُ / يهضِمُه منك امرؤٌ هَضَّامُ
للمال يرضى ظلمَه الحكّامُ / سيشكر الشهرُ لك الحرامُ
أَنَّكَ لمَّا هَرَّهُ الطَّغامُ / ونَبَحَتْ في وجههِ اللئامُ
ولم يُعَظّمْ حقَّه أقوامُ / فيهمْ عليهِ بالخنا إقدَامُ
كأنهمْ من جهلهم أنعامُ / ليس على أفواههم خِتامُ
ولا لضيفٍ عندهم ذمامُ / بَشَّ به منك فتى بسامُ
طَلْقُ المحيَّا ماجدٌ قَمْقَامُ / أبيضُ يُستَسْقَى به الغمامُ
سامِيَةٌ همَّتُه هُمامُ / عُرضتُه الإطعامُ لا الطعامُ
وقوتُه الحكمةُ لا الحُكَّامُ / تَرْعى جَنَابَيْ داره الأيتامُ
والأمهات الجُوّعُ العِيامُ / عُروةُ صدقٍ مالها انفصامُ
لكلّ ملهوف بها اعْتصَامُ / متيَّمٌ بالعُرْف مستهامُ
للجود في أمواله احتكَامُ / لا يلتقي راجيه والإعدامُ
أو يلتقي الإضْحاءُ والإعْتَامُ / بحران ما بينهما التئامُ
للخير فعَّالٌ به هَمّامُ / تُورقُ من معروفهِ السِّلامُ
يلقحُ منه البلد العقامُ / له إذا ما اصطُنع ابتسامُ
يعود منه الطَّولُ والإنعامُ / إذ كلُّ غَيْث عوْدُهُ جَهامُ
يعطي عطايا ما لَها انصرامُ / حَتْمٌ عليه كَرُّها لِزامُ
لها على سُؤَّاله ازدحامُ / ذاتُ سماء مالَها إنْجامُ
يعقب إنجاماً لها إنْجامُ / من كل أرض برقُها يُشامُ
ليس على آفاقها قَتامُ / جَلْدٌ فما تؤلمُه الآلامُ
في الله صَوَّامٌ له قوامُ / لا يعتريه الأيْنُ والسَّآمُ
كأنَّما الجهدُ له استجمامُ / يثني عليه النورُ والظلامُ
من كلّ فحشاءَ له إحْرامُ / ما زال والرشد له إمامُ
ترعيةً للدين لا ينامُ / عنه إذا ما استثقل النُّوَّامُ
ثبتٌ إذا زُلزلت الأقدامُ / بحجة اللَّه له رِجَامُ
صَدْقٌ إذا ما حَمِس الخصامُ / لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وعادت الأنصاب والأزلامُ / فَصُمْ وأفطِرْ مارساً شَمامُ
في نِعمٍ يوليكَها المِنعامُ / لها تمامٌ ولها دوامُ
يمرُّ عامٌ ويكرُّ عامُ / بها إلى أن تنفذَ الأعوامُ
موفورةً منها لك الأقسامُ / وحظُّ مَنْ يحسدك الإرغامُ
وحرُّ غيظ دونَهُ الضّرامُ / تَمطُلُهمْ بيومِكَ الأيامُ
ويعتفيهم دونكَ الحِمامُ / فأنتَ روحٌ والورى أجسامُ
ليس لهم إلا بها قوامُ / لم يفنَ ما فيكَ بل الكلامُ
وانقضتِ الخطُبةُ والسلامُ /
يا عليلاً جعل العِلْ
يا عليلاً جعل العِلْ / لَة مفتاحاً لظُلمي
شَهِدَتْ وجنتُكَ الحَم / راءُ أَنَّ الزعمَ زعمي
ليس في الأرضِ عليلٌ / غير جَفنيك وجسمي
بِكَ سقمٌ في جفون / سقمها أكَّد سقمي
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى / أخلفَ الزائرونَ مُنتظريهِمْ
قد أزحنا اعتلالهم وجَعَلنا / سَبْتهم جمعةً فما يُشكيهِمْ
جاء في السبت زَوْرُهم فأتينا / من حفاظٍ عليه ما يكفيهِمْ
وجَعَلناه يومَ عيدٍ عظيم / فكأنا اليهودُ أو نحكيهِمْ
واحتملنا مقالة الناسِ فينا / ولَهم كلُّ ما احتملنا وفيهِمْ
وأراهمُ مُصَممّينَ على الهج / رِ فلِمْ يُسخطونَ من يُرضيهِمْ
قُل لهم يُعتبونَنا أيها الحُرْ / رُ ويُولوننا كما نُوليهِمْ
أو يقولونَ لا نجيئُك مَجَّا / ناً فنرتادُ كافياً يشتريهِمْ
ليس شيء سوى الوفاءِ أو التص / ريح بالعذر فاعلمَنْ ينجيهِمْ
قد سَبتْنا وإنما كان قومٌ / يومَ لا يَسبتون لا يأتيهِمْ
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
هل حاكمٌ عدلُ الحكو / مةِ مُنصفٌ لي من ظَلومِ
باتتْ بظاهِرها وسا / وسُ من حُلِيٍّ كالنجومِ
وبباطني منها وسا / وس من هموم كالخصومِ
كم بين وسواس الحُلِي / يِ وبينَ وسواسِ الهمومِ
يغزو العِدا في ليل زن
يغزو العِدا في ليل زن / جٍ حالكٍ ونهارِ رومِ
فالليل عَونٌ والنها / رُ له على الأمر المرومِ
تعلَّم حوتُ يونسَ من
تعلَّم حوتُ يونسَ من / ه تسبيحاً به سَلِما
فذاك الحوتُ يَدرسُ ذا / لك التسبيحَ ما سَئِمَا
وأحسب هازباءَكُمُ / تعلّم منه ما علما
فليس ينالُهُ صيدٌ / وكيف يُنالُ معتصما
شاهدت في بعض ما شاهدتُ مُسمعةً
شاهدت في بعض ما شاهدتُ مُسمعةً / كأنّما يومها يومانِ في يَومِ
تظلُّ تُلقي على من ضَمَّ مجلسُها / قولاً ثقيلاً على الأسماع كاللَّومِ
لها غناءٌ يثيبُ اللَّهُ سامعَهُ / ضِعفي ثوابِ صلاةِ الليل والصومِ
ظَللتُ أشربُ بالأرطالِ لا طَرَباً / عليه بل طَلَباً للسكرِ والنومِ
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ / وذو اللُّؤمِ يُجرى برُّه ويقومُ
وأنت أبَا العباس بدرٌ مكمّلٌ / تحفُّ به وسطَ السماءِ نجومُ
وسَطتَ القرومَ الصّيدَ من آل مرثدٍ / وما مثلهم فيما عَلمتُ قُرومُ
فيا ليت شعري ما الذي حَطَّ رتبتي / لديكَ فحاجاتي إليك هُمومُ
أألحوتُ حوتُ الأرضِ أم حوتُ يونسٍ / لك الخيرُ أم حوتُ السماءِ أرومُ
أَيا سمكاً بين السّماكين عزَّةً / إلى كم يرانا اللَّهُ منك نَصومُ
رأيتُكَ ذا شوكٍ وشوك من الأذى / فتركُكَ مجدٌ والتماسُك لومُ
إذا لم تكن إلا ببذلِ وجُوهِنا / فأنت علينا بالغلاءِ تقومُ
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ / أمورٌ وإن عُدَّت صغاراً عظائمُ
إذا رُمتُ بالمِنقاش نتفَ أشاهِبي / أُتيحَ له من دُونهنَّ الأداهمُ
فأَنتفُ ما أهوى بغير إرادتي / وأَتْركُ ما أَقْلى وأنفيَ راغمُ
يُراوغ منقاشي نجومُ مَسائحي / وهُنَّ لعيني طالعاتٌ نَواجمُ
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني / ونفسي على أني أَجبتُك أَنْدمُ
ولو لم يكن ما قُلتُ أتأمتَ دعوتي / وليس لحسناءِ المبخَّل توأَمُ
ظلمتُك إذ عتَّبتُ بابك أخمصي / وأنت ترى أن المروءَة مَغرمُ
فإن شئتَ فاعذرني وإن شئت فالحَني / كلانا مُليم غيرَ أني ألْوَمُ
لُؤمتُ وللنفسِ الكريمةِ رَجعةٌ / إلى الحَمأ المسنونِ ثمَّ تُكرَّمُ
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبةٍ
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبةٍ / أفدْتُ به غُنماً وإن عُدَّ مَغرما
كفاني لعمري أيها الناسُ خبرتي / بكم بعدَ جهلي واغتراريَ مغنما
ألا طال ما حمَّلتُ قلبيَ ظالماً / تكاليفَ مِنْ إعظام من ليس مُعْظما
فقد حطّها عني الإله بمحنةٍ / أراني بها رُشْدي وما زال مُنعما
إقامةُ الدِّقَلِ الصينيِّ تُكْلَفُها
إقامةُ الدِّقَلِ الصينيِّ تُكْلَفُها / ولا إقامة أيرٍ هدَّهُ الهَرَمُ
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها / حتى تمسَّ قُرونُها الأقْداما
ما أَبْصرتْ عيناي قبلَ وجوهها / وفروعها نوراً يُقلُّ ظلاما
من كل ناعمةِ الشباب غريرةٍ / تَسبي العقولَ وتزدهي الأحلاما
في سُنَّةِ القمرِ التمامِ وسِنِّه / واحسبْ لياليَه لها أعواما
أنا صبٌّ مُستهامُ
أنا صبٌّ مُستهامُ / مِن هَوى مَن لا يُرامُ
شادِنٌ من نشرِه المس / كُ ومِن فيه المُدامُ
وله نثرٌ من الدُرْ / رِ مليحٌ ونِظامُ
فالنظامُ المَضْحكُ الوا / ضحُ والنثرُ الكلامُ
قاتلٌ بالصدّ محيي / إن بدا منهُ ابتسامُ
فاتنُ الطُّرَّةِ والغُرْ / رةِ ما فيه ملامُ
يلتقي في وجهه ضِدْ / دانِ نورٌ وظلامُ
فهْو بالليل نهارٌ / فوقه ليلٌ رُكامُ
حار في خدَّيهِ ماءٌ / مازجَ الماءَ ضِرامُ
فمن الماءِ اطَّرادٌ / ومن النار اضْطرامُ
أورثتْ قلبي سقاماً / نظرة فيها سقامُ
من ضعيفِ الركنِ لكنْ / لحظُ عينيهِ سهامُ
واهنُ البطشِ ولكن / ليس بي منه انتقامُ
من يكن من أُمَّةِ الحس / نِ فمن أهوى إمامُ
أو يكنْ للحسن خَلفاً / فهْو للحسن أَمامُ
هو بالدَّل فتاةٌ / وهو بالزي غلامُ
فله في مهج العشْ / شاق حكمٌ واحتكامُ
بيَ من حُبّيه بلوى / ما يوازيه اكتتامُ
بيَ ما يعجز عن أَد / ناه رضوى وشَمامُ
ولقد قام بذاك ال / ثقل جِلدٌ وعظامُ
أيها الذاهلُ عني / نمتَ عمَّن لا ينامُ
سيدي كم يَسعد الوا / شي ويشقى المستهامُ
طال بي صدُّك والصدْ / دُ على الصبِّ غرامُ
أبدا تُضحي وألحا / ظك من وجهي صيامُ
والرضابُ العذبُ من في / ك على فيَّ حرامُ
أعلَى عينكِ عينٌ / أم على فيك ختامُ
سيدي إن لم يكن من / ك عناقٌ ولثامُ
فلحاظٌ كوميض ال / برقِ في الأفق يُشامُ
فإن استكثرتَ أو عا / قك عن ذاك احتشامُ
فكتابٌ أو رسولٌ / معه منك سلامُ
ذاك حسبي منك إن أعْ / يا لقاءٌ أو لمامُ
هبك لا تهوى ألا ير / عَى لمن يهوى ذِمامُ
أنا شاكيك إلى مَنْ / هو للعدْل قَوامُ
وإلى مَن يُذْعَر العا / رمُ منه والعُرامُ
وإلى مَن منه يُخشى / وإليه يُستنامُ
وإلى مُن يُؤثرُ الحقْ / قَ إذا اشتدَّ الخصامُ
صاحب الحسبةِ والعز / زِ الذي لا يُستضامُ
حسْبةٌ أدرك فيها / طعمَ السوء الفِطامُ
فتناهَى طاعموها / وعلى القوم كِعامُ
حسبةٌ ليس عليها / لذوي الغشِّ مُقامُ
فاتَ أهلَ الحطْم ذاك ال / حطمُ فيها والحُطامُ
فعلى التّنِّينِ منها / وعلى اللَّيْث لجامُ
كلما راموا فساداً / عَزَّهم ذاك المرامُ
عاقَهم عن ذاك من في / ه على الحق اعتزامُ
سيّد من آل عبا / س ذَوي المجد همامُ
مَعشرٌ ما زال منهم / من له العز اللُّهامُ
فجميع الناس أقدا / مٌ وهم للناس هامُ
يا أبا العباس لا فا / رقَ نعماك التمامُ
والتقى عندَك شُكْرٌ / ومزيدٌ ودوامُ
أنتَ للدنيا إذا جا / رت خِطامٌِ وزمامُ
أنَت يقظانٌ لهذا ال / خَلْق والخَلْقُ نيامُ
فهُمُ بالحمد والشك / ر قُعودٌ وقيامُ
حَسَمَ الإدغالَ عزمٌ / منك صَمْصامٌ حُسامُ
وأعانَتْك على ذا / لك أعراقٌ كرامُ
فيك للباطل تشتي / تٌ وللحقّ انتظامُ
فيك للأموالِ تبذي / رٌ وللحمد اغتنامُ
بَطنُ يُمناكَ لنا زم / زمُ يغشاها الحِيامُ
وقِراها الركن أضحى / يتهاداه اسْتلامُ
فهْيَ ما أزبد بحرٌ / لأعاليه التِطامُ
بين تقبيل وعُرْف / أوْرَقَتْ منه السِّلامُ
جعلتْك الفذَّ في النا / س أياديك التؤامُ
فيك للخيرِ شهيدا / نِ وِسامٌ وقَسامُ
ولقد قيل قديماً / شيمةُ الخير الوِسامُ
كلُّ حسناءَ لها ذا / مٌ وما إنْ فيك ذامُ
أنت مصباحٌ وغيثٌ / بهما يحيا الأنامُ
لك آراءٌ ووجْهٌ / هُنَّ أنوارٌ عِظامُ
وبنانٌ مستهلٌّ / جودُه سَحٌّ سِجامُ
فبأنوارك نُضْحَى / وبسقياك نُغامُ
جمع الصحوَ لنا وال / قَطْر إذ قلَّ الرّهامُ
وجهُك الساطعُ نُوراً / وعطاياك الجِسامُ
كلُّ أيامِك يومٌ / فيه شَمْسٌ وغَمامُ
فبإشراقك فينا / يَنجلي عنا القَتامُ
وبجدْواك علينا / تلقَح الأرضُ العَقامُ
فالْبَسِ العيدَ سعيداً / وأعاديك رِغامُ
أَلفَ عام كل ما أد / بر عامٌ كرّ عامُ
وتخطَّاك إلى حسْ / سادِ نُعماك الحِمامُ
نسك اللَّهُ بهم عنْ / ك وإن قيل طغامُ
ما زكتْ منهم دماءٌ / لا ولا طابتْ لحامُ
غيرَ أن قد قيل أولى / من فَدى الناسَ اللئامُ
فيهمُ للسيف والنا / ر وإن خَسُّوا طعامُ
ولتُمتَّع بأبي إس / حاق ما غنَّى الحمامُ
كوكب الصبح هلال ال / أفق والأُفْقُ الشآمُ
أو ترى منه فِئاماً / بعدَهم منك فئامُ
لك باللَّه اتصالٌ / وانتصار واعتصامُ
فبكفّيك من الل / ه إذا خِيف ارتطامُ
بل إذا خيف اجتياحٌ / وإذا خيف اصطلامُ
عُروةٌ ما لقواها / آخرَ الدهر انفصامُ
ليس في حكمك إحجا / مٌ ولا فيه اقتحامُ
لا ولا تغرس غرساً / يجتنَى منه نِدامُ
كن بهذا الوصف ما اخضَر / رَ بشَامٌ وثُمامُ
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهةٍ
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهةٍ / حسبْتُك قد أحرزت غُنماً من الغُنمِ
ولم تذكر الغُرْم الذي قد غرمْتَهُ / من العُمُر الماضي ويا لك من غُرْمِ
رأيتُ حياةَ المرء رهناً بموته / وصحَّتَهُ رهناً كذلك بالسُّقمِ
إذا طاب لي عيشي تنغصتُ طيبه / بصدق يقيني أن سيذهبُ كالحُلمِ
ومن كان في عيشٍ يراعي زواله / فذلك في بؤسٍ وإن كان في نُعمِ
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ / م تذكر ما دونه من غرامَهْ
ما يفي غُنْم غانمٍ نال مأمو / لاً بعيداً بغُرمه أيامَهْ
اقضِ لي حاجتي ولا تمطلنّي
اقضِ لي حاجتي ولا تمطلنّي / فأرى الغُنم من نداكا غراما
ما يفي غُنْمُ غانمٍ نالَ مأمو / لاً بعيداً بغُرمه الأياما
إني إذا ما الصديقُ أكرمني
إني إذا ما الصديقُ أكرمني / ثم غدا يستردّ إكْرامي
جعلْتُ من لذتي مراغمتي / إياه حتى يملَّ إرغامي
ليس بجَوْرٍ عليه أقْصده / بل منعُه زورتي وإلمامي
ورفْعُ نفسي عن استماحته / ببذلِ وجهي له وإعظامي
عينيّ جودا على حبيبِكما
عينيّ جودا على حبيبِكما / بالسَّجل فالسجلِ من صَبيبكما
لا تجمُدا لاتَ حينَ معذرةٍ / ما لم تذوبا لمُستذيبِكما
فاستغزِرا درَّة السؤالِ على / بدرٍ كما بَلَّ قضيبكما
هذا فؤادي والرُّزء رزؤكما / تبكي له عين مستثيبِكما
فاستنكفا أن يكون غيرُكما / أبكى لما فات من نصيبِكما