القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لَبِيد بنُ رَبِيعة الكل
المجموع : 19
طَلَلٌ لِخَولَةَ بِالرَسيسِ قَديمُ
طَلَلٌ لِخَولَةَ بِالرَسيسِ قَديمُ / فَبِعاقِلٍ فَالأَنعَمينِ رُسومُ
فَكَأَنَّ مَعروفَ الدِيارِ بِقادِمٍ / فَبُراقِ غَولٍ فَالرِجامِ وُشومُ
أَو مَذهَبٌ جَدَدٌ عَلى أَلواحِهِن / نَ الناطِقُ المَبروزُ وَالمَختومُ
دِمَنٌ تَلاعَبَتِ الرِياحُ بِرَسمِها / حَتّى تَنَكَّرَ نُؤيُها المَهدومُ
أَضحَت مُعَطَّلَةً وَأَصبَحَ أَهلُها / ظَعَنوا وَلَكِنَّ الفُؤادَ سَقيمُ
فَكَأَنَّ ظُعنَ الحَيِّ لَمّا أَشرَفَت / بِالآلِ وَاِرتَفَعَت بِهِنَّ حُزومُ
نَخلٌ كَوارِعُ في خَليجِ مُحَلِّمٍ / حَمَلَت فَمِنها موقِرٌ مَكمومُ
سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَفا وَسَرِيُّهُ / عُمٌّ نَواعِمُ بَينَهُنَّ كُرومُ
زُجَلٌ وَرُفِّعَ في ظِلالِ حُدوجِها / بيضُ الخُدودِ حَديثُهُنَّ رَخيمُ
بَقَرٌ مَساكِنُها مَسارِبُ عازِبٍ / وَاِرتَبَّهُنَّ شَقائِقٌ وَصَريمُ
فَصَرَفتُ قَصراً وَالشُؤونُ كَأَنَّها / غَربٌ تَحُثُّ بِهِ القَلوصُ هَزيمُ
بَكَرَت بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقطورَةٌ / تُروي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلكومُ
دَهماءُ قَد دَجَنَت وَأَحنَقَ صُلبُها / وَأَحالَ فيها الرَضحُ وَالتَصريمُ
تَسنو وَيُعجِلُ كَرَّها مُتَبَذِّلٌ / شَثنٌ بِهِ دَنَسُ الهَناءِ دَميمُ
بِمُقابِلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدلُهُ / قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسلومُ
حَتّى تَحَيَّرَتِ الدِبارُ كَأَنَّها / زَلَفٌ وَأُلقِيَ قِتبُها المَحزومُ
لَولا تُسَلّيكَ اللِبانَةَ حُرَّةٌ / حَرَجٌ كَأَحناءِ الغَبيطِ عَقيمُ
حَرفٌ أَضَرَّ بِها السِفارُ كَأَنَّها / بَعدَ الكَلالِ مُسَدَّمٌ مَحجومُ
أَو مِسحَلٍ سَنِقٍ عِضادَةَ سَمحَجٍ / بِسَراتِها نَدَبٌ لَهُ وَكُلومُ
جَونٍ بِصارَةَ أَقفَرَت لِمَرادِهِ / وَخَلا لَهُ السُؤبانُ فَالبُرعومُ
وَتَصَيَّفا بَعدَ الرَبيعِ وَأَحنَقا / وَعَلاهُما مَوقودُهُ المَسمومُ
مِن كُلِّ أَبطَحَ يَخفِيانِ غَميرَهُ / أَو يَرتَعانِ فَبارِضٌ وَجَميمُ
حَتّى إِذا اِنجَرَدَ النَسيلُ كَأَنَّهُ / زَغَبٌ يَطيرُ وَكُرسُفٌ مَجلومُ
ظَلَّت تُخالِجُهُ وَظَلَّ يَحوطُها / طَوراً وَيَربَأُ فَوقَها وَيَحومُ
يُوفي وَيَرتَقِبُ النِجادَ كَأَنَّهُ / ذو إِربَةٍ كُلَّ المَرامِ يَرومُ
حَتّى تَهَجَّرَ في الرَواحِ وَهاجَهُ / طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظلومُ
قَرِباً يَشُجُّ بِها الخُروقَ عَشِيَّةً / رَبِذٌ كَمِقلاةِ الوَليدِ شَتيمُ
وَإِذا تُريدُ الشَأوَ يُدرِكُ شَأوَها / مُعجٌ كَأَنَّ رَجيعَهُنَّ عَصيمُ
شَدّاً وَمَرفوعاً يُقَرِّبُ مِثلُهُ / لِلوَردِ لا نَفِقٌ وَلا مَسؤومُ
فَتَضَيَّفا ماءً بِدَحلٍ ساكِناً / يَستَنُّ فَوقَ سَراتِهِ العُلجومُ
غَلَلاً تَضَمَّنَهُ ظِلالُ يَراعَةٍ / غَرقى ضَفادِعُهُ لَهُنَّ نَئيمُ
فَمَضى وَضاحي الماءِ فَوقَ لَبانِهِ / وَرَمى بِها عُرضَ السَرِيِّ يَعومُ
فَبِتِلكَ أَقضي الهَمَّ إِنَّ خِلاجَهُ / سَقَمٌ وَإِنّي لِلخِلاجِ صَرومُ
طَعنٌ إِذا خِفتُ الهَوانَ بِبَلدَةٍ / وَأَخو المَضاعِفِ لا يَكادُ يَريمُ
وَمَسارِبٍ كَالزَوجِ رَشَّحَ بَقلَها / صُهبٌ دَواجِنُ صَوبُهُنَّ مُديمُ
قَد قُدتُ في غَلَسِ الظَلامِ وَطَيرُهُ / عُصَبٌ عَلى فَنَنِ العِضاهِ جُثومُ
غَرباً لَجوجاً في العِنانِ إِذا اِنتَحى / زَبَدٌ عَلى أَقرابِهِ وَحَميمُ
إِنّي اِمرُؤٌ مَنَعَت أَرومَةُ عامِرٍ / ضَيمي وَقَد جَنَفَت عَلَيَّ خُصومُ
جَهَدوا العَداوَةَ كُلَّها فَأَصَدَّها / عَنّي مَناكِبُ عِزُّها مَعلومُ
مِنها حُوَيٌّ وَالذَهابُ وَقَبلُهُ / يَومٌ بِبُرقَةَ رَحرَحانَ كَريمُ
وَغَداةَ قاعِ القُرنَتَينِ أَتَينَهُم / رَهواً يَلوحُ خِلالَها التَسويمُ
بِكَتائِبٍ تَردي تَعَوَّدَ كَبشُها / نَطحَ الكِباشِ كَأَنَّهُنَّ نُجومُ
نَمضي بِها حَتّى تُصيبَ عَدُوَّنا / وَتُرَدَّ مِنها غانِمٌ وَكَليمُ
وَتَرى المُسَوَّمَ في القِيادِ كَأَنَّهُ / صَعلٌ إِذا فَقَدَ السِباقَ يَصومُ
وَكَتيبَةُ الأَحلافِ قَد لاقَيتُهُم / حَيثُ اِستَفاضَ دَكادِكٌ وَقَصيمُ
وَعَشِيَّةَ الحَومانِ أَسلَمَ جُندَهُ / قَيسٌ وَأَيقَنَ أَنَّهُ مَهزومُ
وَلَقَد بَلَت يَومَ النُخَيلِ وَقَبلَهُ / مَرّانُ مِن أَيّامِنا وَحَريمُ
مِنّا حُماةُ الشَعبِ حينَ تَواكَلَت / أَسَدٌ وَذُبيانُ الصَفا وَتَميمُ
فَاِرتَثَّ كَلماهُم عَشِيَّةَ هَزمِهِم / حَيٌّ بِمُنعَرَجِ المَسيلِ مُقيمُ
قَومي أولَئِكَ إِن سَأَلتِ بِخيمِهِم / وَلِكُلِّ قَومٍ في النَوائِبِ خيمُ
وَإِذا شَتَوا عادَت عَلى جِيرانِهِم / رُجُحٌ تُوَفّيها مَرابِعُ كومُ
لا يَجتَويها ضَيفُهُم وَفَقيرُهُم / وَمُدَفَّعٌ طَرَقَ النُبوحَ يَتيمُ
وَلَهُم حُلومٌ كَالجِبالِ وَسادَةٌ / نُجُبٌ وَفَرعٌ ماجِدٌ وَأَرومُ
وَإِذا تَواكَلَتِ المَقانِبُ لَم يَزَل / بِالثَغرِ مِنّا مِنسَرٌ وَعَظيمُ
نَسمو بِهِ وَنَفُلُّ حَدَّ عَدُوِّنا / حَتّى نَؤوبَ وَفي الوُجوهِ سُهومُ
أَقوى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرامُ
أَقوى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرامُ / مِن أَهلِهِ فَصُوائِقٌ فَخِزامُ
فَالوادِيانِ فَكُلُّ مَغنىً مِنهُمُ / وَعَلى المِياهِ مَحاضِرٌ وَخِيامُ
عَهدي بِها الإِنسَ الجَميعَ وَفيهُمُ / قَبلَ التَفَرُّقِ مَيسِرٌ وَنِدامُ
لا تُنشَدُ الحُمرُ الأَوالِفُ فيهُمُ / إِذ لا تُرَوَّحُ بِالعَشِيِّ بِهامُ
إِلّا فَلاءَ الخَيلِ مِنها مُرسَلٌ / وَمُرَبَّطاتٌ بِالفِناءِ صِيامُ
وَجَوارِنٌ بيضٌ وَكُلُّ طِمِرَّةٍ / يَعدو عَلَيها القَرَّتَينِ غُلامُ
وَمُدَفَّعٌ طَرَقَ النُبوحَ فَلَم يَجِد / مَأوىً وَلَم يَكُ لِلمُضيفِ سَوامُ
آوَيتُهُ حَتّى تَكَفَّتَ حامِداً / وَأَهَلَّ بَعدَ جُمَدِيَينِ حَرامُ
وَصَباً غَداةَ إِقامَةٍ وَزَّعتُها / بِجِفانِ شيزى فَوقَهُنَّ سَنامُ
وَمَقامَةٍ غُلبِ الرِقابِ كَأَنَّهُم / جِنٌّ لَدى طَرَفِ الحَصيرِ قِيامُ
دافَعتُ خُطَّتَها وَكُنتُ وَلِيَّها / إِذ عَيَّ فَصلَ جَوابِها الحُكّامُ
ضارَستُهُم حَتّى يَلينَ شَريسُهُم / عَنّي وَعِندي لِلجَموحِ لِجامُ
وَبِكُلِّ ذَلِكَ قَد سَعَيتُ إِلى العُلى / وَالمَرءُ يُحمَدُ سَعيُهُ وَيُلامُ
مُتَخَصِّرينَ البابَ كُلَّ عَشِيَّةٍ / غُلباً مُخالِطُ فَرطِها أَحلامُ
تِلكَ اِبنَةُ السَعدِيِّ أَضحَت تَشتَكي / لِتَخونَ عَهدي وَالمَخانَةُ ذامُ
وَلَقَد عَلِمتِ لَوَ إِنَّ عِلمَكِ نافِعٌ / وَسَمِعتِ ما يَتَحَدَّثُ الأَقوامُ
أَنّي أُكاثِرُ في النَدى إِخوانَهُ / وَأَعِفُّ عِرضي إِن أَلَمَّ لِمامُ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ بِذاتِ غِسلٍ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ بِذاتِ غِسلٍ / أَلِمّا بي عَلى الجَدَثِ المُقيمِ
لِنَنظُرَ كَيفَ سَمَّكَ بانِياهُ / عَلى حِبّانَ ذي الحَسَبِ الكَريمِ
قَتَلنا تِسعَةً بِأَبي لُبَينى / وَأَلحَقنا المَوالِيَ بِالصَميمِ
عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها / بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها
فَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُها / خَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهدِ أَنيسِها / حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُها وَحَرامُها
رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها / وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها
مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ / وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها
فَعَلا فُروعُ الأَيهُقانِ وَأَطفَلَت / بِالجَهلَتَينِ ظِبائُها وَنَعامُها
وَالعَينُ ساكِنَةٌ عَلى أَطلائِها / عوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضاءِ بِهامُها
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها / زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أَقلامُها
أَو رَجعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نُؤورُها / كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوقَهِنَّ وِشامُها
فَوَقَفتُ أَسأَلُها وَكَيفَ سُؤالُنا / صُمّاً خَوالِدَ ما يُبينُ كَلامُها
عَرِيَت وَكانَ بِها الجَميعُ فَأَبكَروا / مِنها وَغودِرَ نُؤيُها وَثُمامُها
شاقَتكَ ظُعنُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلوا / فَتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها
مِن كُلِّ مَحفوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ / زَوجٌ عَلَيهِ كِلَّةٌ وَقِرامُها
زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ توضِحَ فَوقَها / وَظِباءَ وَجرَةَ عُطَّفاً آرامُها
حُفِزَت وَزايَلَها السَرابُ كَأَنَّها / أَجزاعُ بيشَةَ أَثلُها وَرُضامُها
بَل ما تَذَكَّرُ مِن نَوارَ وَقَد نَأَت / وَتَقَطَّعَت أَسبابُها وَرِمامُها
مُرِّيَّةٌ حَلَّت بِفَيدِ وَجاوَرَت / أَهلَ الحِجازِ فَأَينَ مِنكَ مَرامُها
بِمَشارِقِ الجَبَلَينِ أَو بِمُحَجَّرٍ / فَتَضَمَّنَتها فَردَةٌ فَرُخامُها
فَصُوائِقٌ إِن أَيمَنَت فَمَظِنَّةٌ / فيها وِحافُ القَهرِ أَو طِلخامُها
فَاِقطَع لُبانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصلُهُ / وَلَشَرُّ واصِلِ خُلَّةٍ صَرّامُها
وَاِحبُ المُجامِلَ بِالجَزيلِ وَصَرمُهُ / باقٍ إِذا ضَلَعَت وَزاغَ قِوامُها
بِطَليحِ أَسفارٍ تَرَكنَ بَقِيَّةً / مِنها فَأَحنَقَ صُلبُها وَسَنامُها
وَإِذا تَغالى لَحمُها وَتَحَسَّرَت / وَتَقَطَّعَت بَعدَ الكَلالِ خِدامُها
فَلَها هِبابٌ في الزِمامِ كَأَنَّها / صَهباءُ خَفَّ مَعَ الجَنوبِ جَهامُها
أَو مُلمِعٌ وَسَقَت لِأَحقَبَ لاحَهُ / طَردُ الفُحولِ وَضَربُها وَكِدامُها
يَعلو بِها حُدبَ الإِكامِ مُسَحَّجٌ / قَد رابَهُ عِصيانُها وَوِحامُها
بِأَحِزَّةِ الثَلَبوتِ يَربَأُ فَوقَها / قَفرَ المَراقِبِ خَوفُها آرامُها
حَتّى إِذا سَلَخا جُمادى سِتَّةً / جَزءً فَطالَ صِيامُهُ وَصِيامُها
رَجَعا بِأَمرِهِما إِلى ذي مِرَّةٍ / حَصِدٍ وَنُجحُ صَريمَةٍ إِبرامُها
وَرَمى دَوابِرَها السَفا وَتَهَيَّجَت / ريحُ المَصايِفِ سَومُها وَسِهامُها
فَتَنازَعا سَبِطاً يَطيرُ ظِلالُهُ / كَدُخانِ مُشعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرامُها
مَشمولَةٍ غُلِثَت بِنابِتِ عَرفَجٍ / كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ أَسنامُها
فَمَضى وَقَدَّمَها وَكانَت عادَةً / مِنهُ إِذا هِيَ عَرَّدَت إِقدامُها
فَتَوَسَّطا عُرضَ السَرِيِّ وَصَدَّعا / مَسجورَةً مُتَجاوِراً قُلّامُها
مَحفوفَةً وَسطَ اليَراعِ يُظِلُّها / مِنهُ مُصَرَّعُ غابَةٍ وَقِيامُها
أَفَتِلكَ أَم وَحشِيَّةٌ مَسبوعَةٌ / خَذَلَت وَهادِيَةُ الصِوارِ قِوامُها
خَنساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فَلَم يَرِم / عُرضَ الشَقائِقِ طَوفُها وَبُغامُها
لِمُعَفَّرٍ قَهدٍ تَنازَعَ شِلوَهُ / غُبسٌ كَواسِبُ لا يُمَنُّ طَعامُها
صادَفنَ مِنها غِرَّةً فَأَصَبنَها / إِنَّ المَنايا لا تَطيشُ سِهامُها
باتَت وَأَسبَلَ واكِفٌ مِن ديمَةٍ / يُروي الخَمائِلَ دائِماً تَسجامُها
يَعلو طَريقَةَ مَتنِها مُتَواتِرٌ / في لَيلَةٍ كَفَرَ النُجومَ غَمامُها
تَجتافُ أَصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً / بِعُجوبِ أَنقاءٍ يَميلُ هُيامُها
وَتُضيءُ في وَجهِ الظَلامُ مُنيرَةً / كَجُمانَةِ البَحرِيِّ سُلَّ نِظامُها
حَتّى إِذا اِنحَسَرَ الظَلامُ وَأَسفَرَت / بَكَرَت تَزُلُّ عَنِ الثَرى أَزلامُها
عَلِهَت تَرَدَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ / سَبعاً تُؤاماً كامِلاً أَيّامُها
حَتّى إِذا يَئِسَت وَأَسحَقَ حالِقٌ / لَم يُبلِهِ إِرضاعُها وَفِطامُها
وَتَوَجَّسَت رِزَّ الأَنيسِ فَراعَها / عَن ظَهرِ غَيبٍ وَالأَنيسُ سَقامُها
فَغَدَت كِلا الفَرجَينِ تَحسَبُ أَنَّهُ / مَولى المَخافَةِ خَلفُها وَأَمامُها
حَتّى إِذا يَئِسَ الرُماةُ وَأَرسَلوا / غُضفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها
فَلَحِقنَ وَاِعتَكَرَت لَها مَدرِيَّةٌ / كَالسَمهَرِيَّةِ حَدُّها وَتَمامُها
لِتَذودَهُنَّ وَأَيقَنَت إِن لَم تَذُد / أَن قَد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها
فَتَقَصَّدَت مِنها كَسابِ فَضُرِّجَت / بِدَمٍ وَغودِرَ في المَكَرِّ سُخامُها
فَبِتِلكَ إِذ رَقَصَ اللَوامِعُ بِالضُحى / وَاِجتابَ أَردِيَةَ السَرابِ إِكامُها
أَقضي اللُبانَةَ لا أُفَرِّطُ ريبَةً / أَو أَن يَلومَ بِحاجَةٍ لُوّامُها
أَوَلَم تَكُن تَدري نَوارُ بِأَنَّني / وَصّالُ عَقدِ حَبائِلٍ جَذّامُها
تَرّاكُ أَمكِنَةٍ إِذا لَم أَرضَها / أَو يَعتَلِق بَعضَ النُفوسِ حِمامُها
بَل أَنتِ لا تَدرينَ كَم مِن لَيلَةٍ / طَلقٍ لَذيذٍ لَهوُها وَنِدامُها
قَد بِتُّ سامِرَها وَغايَةُ تاجِرٍ / وافَيتُ إِذ رُفِعَت وَعَزَّ مُدامُها
أُغلي السِباءَ بِكُلِّ أَدكَنَ عاتِقٍ / أَو جَونَةٍ قُدِحَت وَفُضَّ خِتامُها
وَصَبوحِ صافِيَةٍ وَجَذبِ كَرينَةٍ / بِمُوَتَّرٍ تَأتالُهُ إِبهامُها
بادَرتُ حاجَتَها الدَجاجَ بِسُحرَةٍ / لِأُعَلَّ مِنها حينَ هَبَّ نِيامُها
وَغَداةِ ريحٍ قَد وَزَعتُ وَقَرَّةٍ / إِذ أَصبَحَت بِيَدِ الشَمالِ زِمامُها
وَلَقَد حَمَيتُ الحَيَّ تَحمُلُ شِكَّتي / فُرُطٌ وَشاحِيَ إِذ غَدَوتُ لِجامُها
فَعَلَوتُ مُرتَقِباً عَلى ذي هَبوَةٍ / حَرِجٍ إِلى أَعلامِهِنَّ قَتامُها
حَتّى إِذا أَلقَت يَداً في كافِرٍ / وَأَجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها
أَسهَلتُ وَاِنتَصَبَت كَجَذعِ مُنيفَةٍ / جَرداءَ يَحصَرُ دونَها جُرّامُها
رَفَّعتُها طَرَدَ النِعامِ وَشَلَّهُ / حَتّى إِذا سَخِنَت وَخَفَّ عِظامُها
قَلِقَت رِحالَتُها وَأَسبَلَ نَحرُها / وَاِبتَلَّ مِن زَبَدِ الحَميمِ حِزامُها
تَرقى وَتَطعَنُ في العِنانِ وَتَنتَحي / وِردَ الحَمامَةِ إِذ أَجَدَّ حَمامُها
وَكَثيرَةٍ غُرَبائُها مَجهولَةٍ / تُرجى نَوافِلُها وَيُخشى ذامُها
غُلبٌ تَشَذَّرُ بِالذُحولِ كَأَنَّها / جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقدامُها
أَنكَرتُ باطِلَها وَبُؤتُ بِحَقِّها / عِندي وَلَم يَفخَر عَلَيَّ كِرامُها
وَجَزورِ أَيسارٍ دَعَوتُ لِحَتفِها / بِمَغالِقٍ مُتَشابِهٍ أَجسامُها
أَدعو بِهِنَّ لِعاقِرٍ أَو مُطفِلٍ / بُذِلَت لِجِيرانِ الجَميعِ لِحامُها
فَالضَيفُ وَالجارُ الجَنيبُ كَأَنَّما / هَبَطا تَبالَةَ مُخصِباً أَهضامُها
تَأوي إِلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ / مِثلُ البَلِيَّةِ قالِصٌ أَهدامُها
وَيُكَلِّلونَ إِذا الرِياحُ تَناوَحَت / خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيتامُها
إِنّا إِذا اِلتَقَتِ المَجامِعُ لَم يَزَل / مِنّا لِزازُ عَظيمَةٍ جَشّامُها
وَمُقَسِّمٌ يُعطي العَشيرَةَ حَقَّها / وَمُغَذمِرٌ لِحُقوقِها هَضّامُها
فَضلاً وَذو كَرَمٍ يُعينُ عَلى النَدى / سَمحٌ كَسوبُ رَغائِبٍ غَنّامُها
مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آبائُهُم / وَلِكُلِّ قَومٍ سُنَّةٌ وَإِمامُها
لا يَطبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم / إِذ لا يَميلُ مَعَ الهَوى أَحلامُها
فَاِقنَع بِما قَسَمَ المَليكُ فَإِنَّما / قَسَمَ الخَلائِقَ بَينَنا عَلّامُها
وَإِذا الأَمانَةُ قُسِّمَت في مَعشَرٍ / أَوفى بِأَوفَرِ حَظِّنا قَسّامُها
فَبَنى لَنا بَيتاً رَفيعاً سَمكُهُ / فَسَما إِلَيهِ كَهلُها وَغُلامُها
وَهُمُ السُعاةُ إِذا العَشيرَةُ أَفظِعَت / وَهُمُ فَوارِسُها وَهُم حُكّامُها
وَهُمُ رَبيعٌ لِلمُجاوِرِ فيهُمُ / وَالمُرمِلاتِ إِذا تَطاوَلَ عامُها
وَهُمُ العَشيرَةُ أَن يُبَطِّئَ حاسِدٌ / أَو أَن يَميلَ مَعَ العَدُوِّ لِئامُها
لِهِندٍ بِأَعلامِ الأَغَرِّ رُسومُ
لِهِندٍ بِأَعلامِ الأَغَرِّ رُسومُ / إِلى أُحُدٍ كَأَنَّهُنَّ وُشومُ
فَوَقفٍ فَسُلِّيٍّ فَأَكنافِ ضَلفَعٍ / تَرَبَّعُ فيهِ تارَةً وَتُقيمُ
بِما قَد تَحُلُّ الوادِيَينِ كِلَيهِما / زَنانيرُ فيها مَسكَنٌ فَتَدومُ
وَمَرتٍ كَظَهرِ التُرسِ قَفرٍ قَطَعتُهُ / وَتَحتي خَنوفٌ كَالعَلاةِ عَقيمُ
عُذافِرَةٌ حَرفٌ كَأَنَّ قُتودَها / تَضَمَّنَهُ جَونُ السَراةِ عَذومُ
أَضَرَّ بِمِسحاجٍ قَليلٍ فُتورُها / يَرِنُّ عَلَيها تارَةً وَيَصومُ
يُطَرِّبُ آناءَ النَهارِ كَأَنَّهُ / غَوِيٌّ سَقاهُ في التِجارِ نَديمُ
أُميلَت عَلَيهِ قَرقَفٌ بابِلِيَّةٌ / لَها بَعدَ كَأسٍ في العِظامِ هَميمُ
فَرَوَّحَها يَقلو النِجادَ عَشِيَّةً / أَقَبُّ كَكَرِّ الأَندَرِيِّ شَتيمُ
فَأَورَدَها مَسجورَةً تَحتَ غابَةٍ / مِنَ القُرنَتَينِ وَاِتلَأَبَّ يَحومُ
فَلَم تَرضَ ضَحلَ الماءِ حَتّى تَمَهَّرَت / وِشاحٌ لَها مِن عَرمَضٍ وَبَريمُ
شَفى النَفسَ ما خُبِّرتُ مَرّانُ أُزهِفَت / وَما لَقِيَت يَومَ النُخَيلِ حَريمُ
قَبائِلُ جُعفِيِّ بنِ سَعدٍ كَأَنَّما / سَقى جَمعَهُم ماءَ الزُعافِ مُنيمُ
تَلافَتهُمُ مِن آلِ كَعبٍ عِصابَةٌ / لَها مَأقِطٌ يَومَ الحِفاظِ كَريمُ
فَتِلكُم بِتِلكُم غَيرَ فَخرٍ عَلَيكُم / وَبَيتٌ عَلى الأَفلاجِ ثُمَّ مُقيمُ
رَأَتني قَد شَحَبتُ وَسَلَّ جِسمي
رَأَتني قَد شَحَبتُ وَسَلَّ جِسمي / طِلابُ النازِحاتِ مِنَ الهُمومِ
وَكَم لاقَيتُ بَعدَكِ مِن أُمورٍ / وَأَهوالٍ أَشُدُّ لَها حَزيمي
أُكَلِّفُها وَتَعلَمُ أَنَّ هَوئي / يُسارِعُ في بُنى الأَمرِ الجَسيمِ
وَخَصمٍ قَد أَقَمتُ الدَرءَ مِنهُ / بِلا نَزِقِ الخِصامِ وَلا سَؤومِ
وَمَولىً قَد دَفَعتُ الضَيمَ عَنهُ / وَقَد أَمسى بِمَنزِلَةِ المَضيمِ
وَخَرقٍ قَد قَطَعتُ بِيَعمَلاتٍ / مُمَلّاتِ المَناسِمِ وَاللُحومِ
كَساهُنَّ الهَواجِرُ كُلَّ يَومٍ / رَجيعاً بِالمَغابِنِ كَالعَصيمِ
إِذا هَجَدَ القَطا أَفزَعنَ مِنهُ / أَوامِنَ في مُعَرَّسَهِ الجُثومِ
رَحَلنَ لِشُقَّةٍ وَنَصَبنَ نَصباً / لِوَغراتِ الهَواجِرِ وَالسَمومِ
فَكُنَّ سَفينَها وَضَرَبنَ جَأشاً / لِخَمسٍ في مُلَجِّجَةٍ أَزومِ
أَجَزتُ إِلى مَعارِفِها بِشُعثٍ / وَأَطلاحٍ مِنَ العيدِيِّ هيمِ
فَخُضنَ نِياطَها حَتّى أُنيخَت / عَلى عافٍ مَدارِجُهُ سَدومِ
فَلا وَأَبيكَ ما حَيٌّ كَحَيٍّ / لِجارٍ حَلَّ فيهِم أَو عَديمِ
وَلا لِلضَيفِ إِن طَرَقَت بِلَيلٌ / بِأَفنانِ العِضاهِ وَبِالهَشيمِ
وَروِّحَتِ اللِقاحُ بِغَيرِ دَرٍّ / إِلى الحُجُراتِ تُعجِلُ بِالرَسيمِ
وَخَوَّدَ فَحلُها مِن غَيرِ شَلٍّ / بِدارَ الريحِ تَخويدَ الظَليمِ
إِذا ما دَرُّها لَم يَقرِ ضَيفاً / ضَمِنَّ لَهُ قِراهُ مِنَ الشُحومِ
فَلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ مِنها / إِلى البَكرِ المُقارِبِ وَالكَزومِ
وَلَكِنّا نُعِضُّ السَيفَ مِنها / بِأَسوُقِ عافِياتِ اللَحمِ كومِ
وَكَم فينا إِذا ما المَحلُ أَبدى / نُحاسَ القَومِ مِن سَمحٍ هَضومِ
يُباري الريحَ لَيسَ بِجانِبِيٍّ / وَلا دَفِنٍ مُروءَتُهُ لَئيمِ
إِذا عُدَّ القَديمُ وَجَدتَ فينا / كَرائِمَ ما يُعَدُّ مِنَ القَديمِ
وَجَدتَ الجاهَ وَالآكالَ فينا / وَعادِيَّ المَآثِرِ وَالأَرومِ
سَفَهاً عَذَلتِ وَقُلتِ غَيرَ مُليمٍ
سَفَهاً عَذَلتِ وَقُلتِ غَيرَ مُليمٍ / وَبُكاكِ قِدماً غَيرُ جِدِّ حَكيمِ
أُمَّ الوَليدِ وَمَن تَكوني هَمَّهُ / يُصبِح وَلَيسَ لِشَأنِهِ بِحَليمِ
آتي السَدادَ فَإِن كَرِهتِ جَنابَنا / فَتَنَقَّلي في عامِرٍ وَتَميمِ
لا تَأمُريني أَن أُلامَ فَإِنَّني / آبى وَأَكرَهُ أَمرَ كُلِّ مُليمِ
أَوَلَم تَرَي أَنَّ الحَوادِثَ أَهلَكَت / إِرَماً وَرامَت حِميَراً بِعَظيمِ
لَو كانَ حَيٌّ في الحَياةِ مُخَلَّداً / في الدَهرِ أَلفاهُ أَبو يَكسومِ
وَالحارِثانِ كِلاهُما وَمُحَرِّقٌ / وَالتُبَّعانِ وَفارِسُ اليَحمومِ
وَالصَعبُ ذو القَرنَينِ أَصبَحَ ثاوِياً / بِالحِنوِ في جَدَثٍ أُمَيمَ مُقيمِ
وَنَزَعنَ مِن داُوّدَ أَحسَنَ صُنعِهِ / وَلَقَد يَكونُ بِقُوَّةٍ وَنَعيمِ
صَنَعَ الحَديدَ لِحِفظِهِ أَسرادَهُ / لِيَنالَ طولَ العَيشِ غَيرَ مَرومِ
فَكَأَنَّما صادَفنَهُ بِمُضيعَةٍ / سَلَماً لَهُنَّ بِواجِبٍ مَعزومِ
فَدَعي المَلامَةَ وَيبَ غَيرِكِ إِنَّهُ / لَيسَ النَوالُ بِلَومِ كُلِّ كَريمِ
وَلَقَد بَلَوتُكِ وَاِبتَلَيتِ خَليقَتي / وَلَقَد كَفاكِ مُعَلِّمي تَعليمي
وَعَظيمَةٍ دافَعتُها فَتَحَوَّلَت / عَنّي فَلَم أَدنَس وَصَحَّ أَديمي
في يَومِ هَيجا فَاِصطَلَيتُ بِحَرِّها / أَو في غَداةِ تَحافُظٍ وَخُصومِ
وَمُبَلِّغٍ يَومَ الصُراخِ مُنَدِّدٍ / بِعِنانِ دامِيَةِ الفُروجِ كَليمِ
فَرَّجتُ كُربَتَهُ بِضَربَةِ فَيصَلٍ / أَو ذاتِ فَرغٍ بِالدِماءِ رَذومِ
أَو عازِبٍ جادَت عَلى أَرواقِهِ / خَلقاءُ عامِلَةٌ وَرَكضُ نُجومِ
مَرَتِ الجَنوبُ لَهُ الغَمامَ بِوابِلٍ / وَمُجَلجِلٍ قَرِدِ الرَبابِ مُديمِ
حَتّى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بِفاخِرٍ / قَصِفٍ كَأَلوانِ الرِحالِ عَميمِ
هَمَلٌ عَشائِرُهُ عَلى أَولادِها / مِن راشِحٍ مُتَقَوِّبٍ وَفَطيمِ
أُدمٌ مُوَشَّمَةٌ وَجَونٌ خِلفَةً / وَمَتى تَشَأ تَسمَع عِرارَ ظَليمِ
بِكَثيبِ رابِيَةٍ قَليلٍ وَطؤُهُ / يَعتادُ بَيتَ مُوَضَّعٍ مَركومِ
وَيَظَلُّ مُرتَقِباً يُقَلِّبُ طَرفَهُ / كَعَريشِ أَهلِ الثَلَّةِ المَهدومِ
باكَرتُ في غَلَسِ الظَلامِ بِصُنتُعٍ / طِرفٍ كَعالِيَةِ القَناةِ سَليمِ
وَلَقَد قَطَعتُ وَصيلَةً مَجرودَةً / يَبكي الصَدى فيها لِشَجوِ البومِ
بِخَطيرَةٍ توفي الجَديلَ سَريحَةٍ / مِثلِ المَشوفِ هَنَأتَهُ بِعَصيمِ
أُجُدِ المَرافِقِ حُرَّةٍ عَيرانَةٍ / حَرَجٍ كَجَفنِ السَيفِ غَيرِ سَؤومِ
تَعدو إِذا قَلِقَت عَلى مُتَنَصِّبٍ / كَالسَحلِ في عادِيَّةٍ دَيمومِ
سَبطٍ كَأَعناقِ الظِباءِ إِذا اِنتَحَت / يَنسَلُّ بَينَ مَخارِمٍ وَصَريمِ
يَهوي إِلى قَصَبٍ كَأَنَّ جِمامَهُ / سَمَلاتُ بَولٍ أُغلِيَت لِسَقيمِ
وَجَناءُ تُرقِلُ بَعدَ طولِ هِبابِها / إِرقالَ جَأبٍ مُعلَمٍ بِكُدومِ
جَونٍ تَرَبَّعَ في خَلى وَسمِيَّةٍ / رَشَفَ المَناهِلَ لَيسَ بِالمَظلومِ
لَمّا أَتاني عَن طُفَيلٍ وَرَهطِهِ
لَمّا أَتاني عَن طُفَيلٍ وَرَهطِهِ / هُدُوءً فَباتَت غُلَّةٌ في الحَيازِمِ
دَرى بِاليَسارى جَنَّةً عَبقَرِيَّةً / مُسَطَّعَةَ الأَعناقِ بُلقَ القَوادِمِ
نَشيلٌ مِنَ البيضِ الصَوارِمِ بَعدَما / تَفَضَّضَ عَن سيلانِهِ كُلُّ قائِمِ
كَميشُ الإِزارِ يَكحَلُ العَينَ إِثمِداً / سُراهُ وَيُضحي مُسفِراً غَيرَ واجِمِ
بَكَتنا أَرضُنا لَمّا ظَعَنّا
بَكَتنا أَرضُنا لَمّا ظَعَنّا / وَحَيَّتنا سُفَيرَةُ وَالغَيامُ
مَحَلُّ الحَيِّ إِذ أَمسَوا جَميعاً / فَأَمسى اليَومَ لَيسَ بِهِ أَنامُ
أَنِفنا أَن تَحُلَّ بِهِ صُداءٌ / وَنَهدٌ بَعدَما اِنسَلَخَ الحَرامُ
وَلَو أَدرَكنَ حَيَّ بَني جَرِيٍّ / وَتَيمَ اللاتِ نُفِّرَتِ البِهامُ
بِكُلِّ طِمِرَّةٍ وَأَقَبَّ نَهدٍ / يَفُلُّ غُروبَ قارِحِهِ اللِجامُ
وَكُلِّ مُثَقَّفٍ لَدنٍ وَعَضبٍ / تُذَرُّ عَلى مَضارِبِهِ السِمامُ
يُكَسِّرُ ذابِلَ الطَرفاءِ عَنها / بِجَنبِ سُوَيقَةَ النَعَمُ الرُكامُ
عَفا الرَسمُ أَم لا بَعدَ حَولٍ تَجَرَّما
عَفا الرَسمُ أَم لا بَعدَ حَولٍ تَجَرَّما / لِأَسماءَ رَسمٌ كَالصَحيفَةِ أَعجَما
لِأَسماءَ إِذ لَمّا تَفُتنا دِيارُها / وَلَم نَخشَ مِن أَسبابِها أَن تَجَذَّما
فَدَع ذا وَبَلِّغ قَومَنا إِن لَقِيتَهُم / وَهَل يُخطِئَنَّ اللَومُ مَن كانَ أَلوَما
مَوالِيَنا الأَحلافَ عَمروَ بنَ عامِرٍ / وَآلَ الصَموتِ أَن نُفاثَةُ أَحجَما
كِلا أَخَوَينا قَد تَخَيَّرَ مَحضَراً / مِنَ المُنحَنى مِن عاقِلٍ ثُمَّ خَيَّما
وَفَرَّ الوَحيدُ بَعدَ حَرسٍ وَيَومِهِ / وَحَلَّ الضِبابُ في عَلِيِّ بنِ أَسلَما
وَوَدَّعَنا بِالجَلهَتَينِ مُساحِقٌ / وَصاحَبَ سَيّارٌ حِماراً وَهَيثَما
وَحَيَّ السَواري إِن أَقولُ لِجَمعِهِم / عَلى النَأيِ إِلّا أَن يُحَيّا وَيَسلَما
فَلَمّا رَأَينا أَن تُرِكنا لِأَمرِنا / أَتَينا الَّتي كانَت أَحَقَّ وَأَكرَما
وَقُلنا اِنتِظارٌ وَاِئتِمارٌ وَقُوَّةٌ / وَجُرثومَةٌ عادِيَّةٌ لَن تَهَدَّما
بِحَمدِ الإِلَهِ ما اِجتَباها وَأَهلَها / حَميداً وَقَبلَ اليَومِ مَنَّ وَأَنعَما
وَقُل لِاِبنِ عَمرٍ ما تَرى رَأيَ قَومِكُم / أَبا مُدرِكٍ لَو يَأخُذونَ المُزَنَّما
وَنَحنُ أُناسٌ عودُنا عودُ نَبعَةٍ / صَليبٌ إِذا ما الدَهرُ أَجشَمَ مُعظِما
وَنَحنُ سَعَينا ثُمَّ أَدرَكَ سَعيَنا / حُصَينُ بنُ عَوفٍ بَعدَما كانَ أَشأَما
وَفَكَّ أَبا الجَوّابِ عَمروُ بنُ خالِدٍ / وَما كانَ عَنهُ ناكِلاً حَيثُ يَمَّما
وَيَومَ أَتانا حَيُّ عُروَةَ وَاِبنِهِ / إِلى فاتِكٍ ذي جُرأَةٍ قَد تَحَتَّما
غَداةَ دَعاهُ الحارِثانِ وَمُسهِرٌ / فَلاقى خَليجاً واسِعاً غَيرَ أَخرَما
فَإِن تَذكُروا حُسنَ الفُروضِ فَإِنَّنا / أَبَأنا بِأَنواحِ القُرَيطَينِ مَأتَما
وَإِمّا تَعُدّوا الصالِحاتِ فَإِنَّني / أَقولُ بِها حَتّى أَمَلَّ وَأَسأَما
وَإِن لَم يَكُن إِلّا القِتالُ فَإِنَّنا / نُقاتِلُ مَن بَينَ العَروضِ وَخَثعَما
أَبى خَسفَنا أَن لا تَزالُ رُواتُنا / وَأَفراسُنا يَتبَعنَ غَوجاً مُحَرَّما
يَنُبنَ عَدُوّاً أَو رَواجِعَ مِنهُمُ / بَوانِيَ مَجداً أَو كَواسِبَ مَغنَما
وَإِنّا أُناسٌ لا تَزالَ جِيادُنا / تَخُبُّ بِأَعضادِ المَطِيِّ مُخَدَّما
تَكُرُّ أَحاليبُ اللَديدَ عَلَيهُمُ / وَتوفى جِفانُ الضَيفِ مَحضاً مُعَمَّما
لَنا مَنسَرٌ صَعبُ المَقادَةِ فاتِكٌ / شُجاعٌ إِذا ما آنَسَ السِربَ أَلجَما
نُغيرُ بِهِ طَوراً وَطَوراً نَضُمُّهُ / إِلى كُلِّ مَحبوكٍ مِنَ السَروِ أَيهَما
وَنَحنُ أَزَلنا طَيِّئاً عَن بِلادَنا / وَحَلفَ مُرادٍ مِن مَذانِبَ تَحتَما
وَنَحنُ أَتَينا حَنبَشاً بِاِبنِ عَمِّهِ / أَبا الحُصنِ إِذ عافَ الشَرابَ وَأَقسَما
فَأَبلِغ بَني بَكرٍ إِذا ما لَقَيتَها / عَلى خَيرِ ما يُلقى بِهِ مَن تَزَغَّما
أَبونا أَبوكُم وَالأَواصِرُ بَينَنا / قَريبٌ وَلَم نَأمُر مَنيعاً لِيَأثَما
فَإِن تَقبَلوا المَعروفَ نَصبِر لِحَقِّكُم / وَلَن يَعدَمَ المَعروفُ خُفّاً وَمَنسِما
وَإِلّا فَما بِالمَوتِ ضُرٌّ لِأَهلِهِ / وَلَم يُبقِ هَذا الدَهرُ في العَيشِ مَندَما
لَمّا دَعاني عامِرٌ لِأَسُبَّهُم
لَمّا دَعاني عامِرٌ لِأَسُبَّهُم / أَبَيتُ وَإِن كانَ اِبنُ عَيساءَ ظالِما
لِكَي ما يَكونَ السَندَرِيُّ نَديدَتي / وَأَجعَلَ أَقواماً عُموماً عَماعِما
وَأَنبُشَ مِن تَحتِ القُبورِ أُبُوَّةً / كِراماً هُمُ شَدّوا عَلَيَّ التَمائِما
لَعِبتُ عَلى أَكتافِهِم وَحُجورِهِم / وَليداً وَسَمَّوني مُفيداً وَعاصِما
بَلى أَيُّنا ما كانَ شَرّاً لِمالِكٍ / فَلا زالَ في الدُنيا مَلوماً وَلائِما
أَلا ذَهَبَ المُحافِظُ وَالمُحامي
أَلا ذَهَبَ المُحافِظُ وَالمُحامي / وَمانِعُ ضَيمِنا يَومَ الخِصامِ
وَأَيقَنتُ التَفَرُّقَ يَومَ قالوا / تُقُسِّمَ مالُ أَربَدَ بِالسِهامِ
وَأَربَدُ فارِسُ الهَيجا إِذا ما / تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالخِيامِ
تَطيرُ عَدائِدُ الأَشراكِ شَفعاً / وَوِتراً وَالزَعامَةُ لِلغُلامِ
كَأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ / وَفي الأَقرانِ أَصوِرَةُ الرُعامِ
وَقَد كانَ المُعَصَّبُ يَعتَفيها / وَتُحبَسُ عِندَ غاياتِ الذِمامِ
عَلى فَقدِ الحَريبِ إِذا اِعتَراها / وَعِندَ الفَضلِ في القُحَمِ العِظامِ
خُباساتُ الفَوارِسِ كُلَّ يَومٍ / إِذا لَم يُرجَ رِسلٌ في السَوامِ
إِذا ما تَعزُبُ الأَنعامُ راحَت / عَلى الأَيتامِ وَالكَلِّ العِيامِ
فَيَحمَدُ قِدرَ أَربَدَ مَن عَراها / إِذا ما ذُمَّ أَربابُ اللِحامِ
وَجارَتُهُ إِذا حَلَّت إِلَيهِ / لَها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَنامِ
فَإِن تَقعُد فَمُكرَمَةٌ حَصانٌ / وَإِن تَظعَن فَمُحسِنَةُ الكَلامِ
وَإِن تَشرَب فَنِعمَ أَخو النَدامى / كَريمٌ ماجِدٌ حُلوُ النِدامِ
وَفِتيانٍ يَرَونَ المَجدَ غُنماً / صَبَرتَ لِحَقِّهِم لَيلَ التَمامِ
وَإِن بَكَروا غَدَوتَ بِمُسمِعاتٍ / وَأَدكَنَ عاتِقٍ جَلدِ العِصامِ
لَهُ زَبَدٌ عَلى الناجودِ وَردٌ / بِماءِ المُزنِ مِن ريقِ الغَمامِ
إِذا بَكَرَ النِساءُ مُرَدَّفاتٍ / حَواسِرَ لا يُجِئنَ عَلى الخِدامِ
يُرَينَ عَصائِباً يَركُضنَ رَهواً / سَوابِقُهُنَّ كَالرَجلِ القِيامِ
كَأَنَّ سِراعَها مُتَواتِراتٍ / حَمامٌ باكِرٌ قَبلَ الحَمامِ
فَواءَلَ يَومَ ذَلِكَ مَن أَتاهُ / كَما وَأَلَ المُحِلُّ إِلى الحَرامِ
بِضَربَةِ فَيصَلٍ تَرَكَت رَئيساً / عَلى الخَدَّينِ يَنحَطُ غَيرَ نامِ
وَكُلِّ فَريغَةٍ عَجلى رَموحٍ / كَأَنَّ رَشاشَها لَهَبُ الضِرامِ
تَرُدُّ المَرءَ قافِلَةً يَداهُ / بِعامِلِ صَعدَةٍ وَالنَحرُ دامي
فَوَدِّع بِالسَلامِ أَبا حُزَيزَ / وَقَلَّ وَداعُ أَربَدَ بِالسَلامِ
يُفَضِّلُهُ شِتاءَ الناسِ مَجدٌ / إِذا قُصِرَ السُتورُ عَلى البِرامِ
فَهَل نُبِّئتَ عَن أَخَوَينِ داما / عَلى الأَيّامِ إِلّا اِبنَي شَمامِ
وَإِلّا الفَرقَدَينِ وَآلَ نَعشٍ / خَوالِدَ ما تَحَدَّثُ بِاِنهِدامِ
وَكُنتَ إِمامَنا وَلَنا نِظاماً / وَكانَ الجَزعُ يُحفَظُ بِالنِظامِ
وَلَيسَ الناسُ بَعدَكَ في نَقيرٍ / وَلا هُم غَيرُ أَصداءٍ وَهامِ
وَإِنّا قَد يُرى ما نَحنُ فيهِ / وَنُسحَرُ بِالشَرابِ وَبِالطَعامِ
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ / فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
يا عامِرَ بنَ مالِكٍ يا عَمّا
يا عامِرَ بنَ مالِكٍ يا عَمّا /
أَهلَكتَ عَمّاً وَأَعَشتَ عَمّا /
إِن تُمسِ فينا خَلَقاً رِمَمّا /
فَقَد تَكونُ واضِحاً خِضَمّا /
مُرتَدِياً سابِغَةً مُعتَمّا /
مُتَّخِذاً أَرضَ العَدُوِّ حَمّا /
وَبَنو الدَيّانِ لا يَأتونَ لا
وَبَنو الدَيّانِ لا يَأتونَ لا / وَعَلى أَلسُنِهِم خَفَّت نَعَم
زَيَّنَت أَحلامُهُم أَحسابُهُم / وَكَذاكَ الحِلمُ زَينٌ لِلكَرَم
وَضَحَت بِالحَيزِ وَالدَريمِ
وَضَحَت بِالحَيزِ وَالدَريمِ / جابِيَةٌ كَالثَعبِ المَزلومِ
عَنِ الراكِبِ المَتروكِ آخِرَ عَهدِهِ
عَنِ الراكِبِ المَتروكِ آخِرَ عَهدِهِ / بِوادي السَليلِ بَينَ عَلوى وَعَيهَمِ
وَإِن تَسأَلي بي فَإِنّي اِمرُؤٌ
وَإِن تَسأَلي بي فَإِنّي اِمرُؤٌ / أُهينُ اللَئيمَ وَأَحبو الكَريما
وَأَجزي القُروضَ وَفاءً بِها / بِبُؤسى بَئيساً وَنُعمى نَعيما
مَدَحنا لَها رَوقَ الشَبابِ فَعارَضَت
مَدَحنا لَها رَوقَ الشَبابِ فَعارَضَت / جَنابَ الصِبا في كاتِمِ السِرِّ أَعجَما
خَلَعَ المُلوكَ وَسارَ تَحتَ لِوائِهِ
خَلَعَ المُلوكَ وَسارَ تَحتَ لِوائِهِ / شَجَرُ العُرى وَعُراعِرُ الأَقوامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025