المجموع : 16
لو ان دموعي استهلت دما
لو ان دموعي استهلت دما / لما أنصفت بالبكا مسلما
قتيل أذاب الصفا رزؤه / وأحزن تذكاره زمزما
وأورى الحجون بنار الشجون / وأبكى المقام واشجى الحمى
أتى أرض كوفان في دعوة / لها الأرض خاضعة والسما
فلبّوا دعاه وأمُّوا هداه / لينقذهم من غشاء العمى
وأعطوه منعهدهم ما يكاد / الى السهل يستدرج الأعصما
وما كان يحسب وهو الوفي / أن ينقضوا عهده المبرما
فديتك من مفرد أسلموه / لحكم الدعيِّ فما استسلما
والجأه غدرهم أن يحلَّ / في دار طوعة مستسلما
فمذ قحموا منه في دارها / عريناً أبى الليث أن يقحما
أبان لهم كيف يضرى الشجا / عُ ويشتدّ بأساً إذا أسلما
وكيف تهبُّ أسود الشرى / إذا رأت الوحش حول الحمى
وكيف تُفَرِّقُ شهبُ البزا / ةِ بغاثاً تطيف بها حوَّما
ولما رأوا بأسه لا يطاق / وماضيه لا يرتوي بالدما
أطلُّوا على شرفات السطو / حِ يرمونه الحطب المضرما
ولولا خديعتهم بالأمان / لما أوثقوا ذلك الضيغما
وكيف يحسُّ بمكر الأثيم / من ليس يقترف المأثما
لئن يُنسني الدهر كل الخطو / ب لم ينسني يومك الأيوما
أتوقف بين يدي فاجر / دعيٍّ إلى شرِّهم منتمي
ويشتم أسرتك الطاهرين / وقد كان أولى بأن يُشتَما
وتقتل صبراً ولا طالب / بثارك يسقيهم العلقما
وترمى الى الأرض من شاهق / ولم ترمِ أعداك شهبُ السما
فإن يحطموا منك ركن الحطيم / وهدُّوا من البيت ما استحكما
فلست سوى المسك يذكو شذاه / ويزداد طيباً إذا حطما
فإن تَخلُ كوفان مننادب / عليك يقيم لك المأتما
فإن ظبى الطالبيين قد / غدت لك بالطف تبكي دما
زها منهمُ النقع في أنجمٍ / أعادت صباح العدى مظلما
على كوفة الجند عرِّج وقف
على كوفة الجند عرِّج وقف / ويَمِّم بها المسجد الأعظما
وقف خاضعاً خاشعاً باكياً / وصلِّ وسلِّم وصل مسلما
قد أولد السعد لي ما ألقحت هممي
قد أولد السعد لي ما ألقحت هممي / وعاد طفل رجائي بالغ الحلم
فزف لي بنت كرم من كرامتها / عليّ أبدلتها من دنها بفمي
واجعل خضابي منها إنّني رجل / في السلم والحرب لم أخضب بغير دم
حتى إذا قتلت عقلي بسورتها / فأحي سمعي بالأوتار والنغم
بذكر ظبي يرى قتلي وسفك دمي / حلاًّ وإن التجيء منه الى حرم
فمن تَذكُّرِ ظبي بالحمى كلفي / لا من تذكر جيران بذي سلم
صاغ البديع له من حسنه علماً / فصار وجدي به ناراً على علم
إذا مشى هزَّ أغصان الأراك فهل / من النسيم براه بارىء النسم
أَغُضُّ عنه وبرئي في ملاحظه / خوفاً على ورد خديه من الألم
كلا ولكنني أخشى بنظرته / يميتني ما بعينيه من السقم
يا من سواه يخون العهد ابق على / من طبعه فيك حفظ العهد والذمم
حزت الجمال فهلا كنت تقرنه / بأجمل الصفتين البخل والكرم
أحين أيقنت أني لا أرى قمراً / سواك أبقيتني بالهجر في ظلم
غفلت عمَّا أقاسي في هواك فلم / تسهر وأرَّقتَ أجفاني فلم أنم
وتهت عجباً لأنّي فيك مفتتن / كأنّني أول العبَّاد للصنم
مهلاً فما كل مخدوم يليق به / إظهار قدرته العظمى على الخدم
رفقاً بمن أوقفته فرط صبوته
رفقاً بمن أوقفته فرط صبوته / في خطة الخسف بين الهم والهمم
حتى سلبت الكرى منه وقلت له / مستهزئاً سترى لقياي في الحلم
زعمت أن الليالي ليس تسعفه / بعرس من عرسه من أفضل النعم
محمد شبل خير الناس زُوِّج من / فتاة علينا نزار سادة الأمم
فالدهر بلغنا فيه المنى وغدا
فالدهر بلغنا فيه المنى وغدا / يفترُّ فيه الهدى عن ثغر مبتسم
ولاح في مطلع الإقبال كوكبه / مبشراً بزوال البؤس والنقم
لك الهنا يا أبا المهدي في خلف / كفَّاه تخلف فينا صيِّبَ الديم
غذيت في حب طه عند مرضعتي / بدرَّة أنا منها غير منفطم
لذاك فاخرت أقراني كما فخرت / بالفضل أمة طه سائر الأمم
سألت من قلمي يوماً فقلت له / اعمل معي فكرك النفاذ يا قلمي
إني أروم لطه مدحة وأرى / قد ضاق عن وسع ما حاولته كلمي
وكيف أحصر ما قد حاز من شرف / ومن فخار ومن زهد ومن كرم
فإن يقف من تراه العرب أفصحها / فكيف تفصح عنه أنت يا عجمي
تراك تسعى بما أبغي فقال نعم / سعياً على الراس لا سعياً على القدم
فجال في حلبة القرطاس أسمره / وضاق عنه مجال الشهب والدهم
يلف رقة ألفاظي بقوتها / كالخيل لفَّت سهول الأرض والأكم
لكنني لم أطق رداً لجامحه / كما يرد جماح الخيل باللجم
قف عن مدائح طه يا يراعى أو / قل ما تشاء ونزهة من القدم
ولا تقل هو يحيي أو يميت وقل / بالعلم أوجد أهليه من العدم
يا ثالث القمرين النيرين هدى / وثاني العرش في قدر وفي عظم
وكعبة لحجيج العلم راحته / كالركن يفخر فيها كل مستلم
العذر يا من قبول العذر شيمته / قصرت عنك وما التقصير من شيمي
أخرستني وأنا الشافي بمنطقه / مسامع الصخرة الصمَّا من الصمم
كأنّما اللوح يوحي ما أخطّ إلى / فكري فتمليه أفكاري على قلمي
أقم مدى الدهر في خفض وفي دعة / إن الهدى لك حلف إن تقم يقم
حكَمٌ تسيل على فم الأقلام
حكَمٌ تسيل على فم الأقلام / أم ذي لآل في يدي نظَّام
ورسالة قالوا أتانا المصطفى / فيها فقلت بشارة الإسلام
إذا جرى أحمراً دمعي فليس لما
إذا جرى أحمراً دمعي فليس لما / أني حبست سواد العين عن قلمي
لكن لأخبركم أن الفراق نضا / عليَّ أسيافه حتى أراق دمي
حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلمُ
حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلمُ / وهل لأهل الهدى بعد الحسين فمُ
وقطع الحزن أحشائي عليك فذي / أفلاذ قلبي لا الألفاظ تنتظم
ما كنت أحسب يجري بالرثا قلمي / ما حيلتي قد جرى في ذلك القلم
أبا التقيِّ وذي العليا محمد وال / مهدي بل يا أباً للناس كلهمُ
قد كنت غيثاً وليثاً للعفاة ولل / عداة فاليوم غاب البأس والكرم
قد كنت مرتبعاً للوافدين حمىً / للخائفين فأنت الحِلُّ والحرم
أبكي بك العيش قد زالت غضارته / والدهر ألوى فلا بؤس ولا نعم
أبكي محاريب في الظلماء قمت بها / لله حتى انجلت في نورك الظلم
أبكي منابر قد أوسعتها حكَماً / واليوم فارقها الأحكامُ والحِكم
تكاد أعوادها تخضر مثمرة / إذا علاها سحاب منك مرتكم
أبكي بك الدين والدنيا وأنت هما / أبكي النبي وسبطيه وأنت هم
أبكي بك العروة الوثقى التي انفصمت / ولم أخلها مدى الأيام تنفصم
أبكي بك الركن ركن الحق منهدماً / ولم أخل أن ركن الحق ينهدم
ابكي بك النور تحت الأرض منكتماً / وما توهمت نور الله ينكتم
أبكي بك العالمين السابقين مضوا / ولو سلمت لشرع المصطفى سلموا
لله كل الورى ماذا ألمَّ بهم / لقد أصيبوا بفقد العلم لو علموا
اليوم ق آمن الإسلام ثلمته / لو كان بعدك إسلام فينثلم
ما زلت مجتهداً في الله تعبده / فلا يصيبك من طول المدى سأم
تزداد ضعفاً فتقوى في عبادته / يصح عزمك مهما شفَّهُ السقم
ولم تثقِّلك في الدنيا الهموم بها / إلاّ وطارت الى الأخرى بك الهمم
حتى أتتك ببيت الله دعوته / ولم تزل فرص اللذات تغتنم
واستقبل الحور والولدان نفسك فل / تقرَّ عيناً بك الأزواج والخدم
لله يومك أهل الأرض فيه شقوا / إذ غبت عنهم كما أهل السما نعموا
لله نعشك من سارٍ وما وطأت / له على غير هامات الورى قدم
ولم تزل تخفق الأعلام منه على / نعش به قد توارى للهدى علم
يا جذوة للهدى لم تخب شعلتها / إلا وفي كل قلب بعدها ضرم
يا كوكباً كان يهدي العالمين وكم / به شياطين أهل البغي قد رجموا
يا ظلّ عدل تولَّى الظلم حين مضى / وشمس رشد توالت بعدها الظلم
يا أولاً فيه أهل الفضل قد بدأوا / وآخراً فيه أهل العلم قد ختموا
لم يخل منك محل كنت تملأه / هذا التقى النقي الطاهر العلم
لما رأوا قبسا للرشد لاح به / مثل الفراش أحاطوا فيه وازدحموا
وذا محمد السامي الى رتب / دانت له عرب الإسلام والعجم
ذا عصمة من ضروب النائبات وذا / للحق حبل به أهل الهدى اعتصموا
وذا بدرِّ العلى والمجد مرتضع / وذا من الذم والفحشاء منفطم
شبلان يرسو بأعراق الثرى لهما / خِيمٌ وتبنى على هام السها خيم
لا يشمت الناس يا غيظ الذي لهما / غيظُ العدى بهما باق وإن زعموا
وليغن عن ديمة مثواك تمطره / فمن أكفك فيه قد ثوت ديم
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما / فرزءُ حسين جلَّ في الأرض والسما
دهانا بشهر العيد رزؤك طارقاً / فأصبح شهر العيد فينا محرما
فلست ترى إلا مصاباً بوالدٍ / رماه به صرف الزمان فأيتما
فأجرت مآقينا النوائبُ أدمعاً / وفجرت الأحزانُ أحشاءنا دما
ألم تك للإسلام ركناً مشيداً / أعيذ بناه أن يقال تهدما
ألست الحمى للناس من كل طارق / ينوب فيا ذلاه من طرق الحمى
ألست لأفق الرشد بدراً فما له / أجيلً به طرفي فألفيه مظلما
مضيت حميد المأثرات ولا أرى / خلافك هذا العيش إلا مذمما
وكم منبر أبكيته كان قبل ذا / يكاد إذا ترقاه أن يتبسما
فلا بعدت تلك الليالي التي بها / سهرت وباتت أعين الناس نُوَّما
تقوم الى المحراب ترعد خيفة / كأنّك قد أبصرت فيه جهنّما
يشوقك أن ترقى إلى الله عارجاً / فتنصب للُّقيا صلاتك سُلَّما
اصابك صرف الدهر للدين حافظاً / وللمال متلافاً وللعلم عيلما
أصاب قلوب المسلمين وإنهم / ليرضون أن يفنوا جميعاً وتسلما
ولما رماكب الدهر أيقن أنه / أصاب وكلاّ لو أصاب لما رمى
برغمي يا غيظ الحواسد أن ترى / عدوَّك قد أمسى قريراً ونرغما
برغمي أن لا تستجيب لمن أتى / يبثك شكوى خصمه متظلما
برغمي ياسراً يضيق بكتمه / رحيب الفضا في اللحد تمسي مكتما
برغمي يا بدر الهدى أن تميل لل / غروب وإن شعت مزاياك أنجما
برغخمي أن يجري القضاء محتماً / عليك وقد كنت القضاءَ المحتما
وأجريت من أبناء فهرٍ مدامعاً / لغير حسين دمعها قط ما همى
فإن لم تكن منهم قديماً فإنهم / يرونك في الفضل الإمام المقدما
ولو لم تكن للهاشميين سيداً / لما عقدت ساداتهم لك مأتما
وحنُّوا حنين اليعملات بمحفلٍ / به لا ترى إلا هزبراً وضيغما
إذا أرخص الهادي وموسى لفادحٍ / دموعاً فعين ليس تبكي لها العمى
همامان قد حلاَّ من المجد موضعاً / تمنته لو تجدي المنى أنجم السما
إذا قيل من أزكى الورى وأعزَّهم / مقاماً وأوفاهم ذماماً فقل هما
خليليَّ بالصبر الجميل تدرَّعا / وإن جلَّ خطباً ما به قد أُصبتما
فهذا التقى ابن الحسين وصنوه / محمد في برج المعالي تسنما
لنا منهما كهلا حجًى إن تأخرا / زماناً فقد فاتا علاً وتقدما
قد احتذيا في كل فضلٍ أباهما / وهل أرقمٌ إلا ويعقب أرقما
ودوما مُناخاً للركائب وأبقيا / حمىً من تصاريف النوائب واسلما
ولست بمستسقٍ سحاباً لحفرةٍ / بها حلَّ بحر الجود والعمل مفعما
غير موصوف لكم ما نالنا
غير موصوف لكم ما نالنا / فصفوا لي بعدنا ما نالكم
وارعوا العهد الذي ما بيننا / واذكرونا مثل ذكرانا لكم
عبدكما واقف ببابكما
عبدكما واقف ببابكما / يعفِّر الخدَّ في ترابكما
يلثم أعتاب بقعة فخرت / أركانها أنجمَ السما بكما
مذ أثقلت جنبه الذنوب أتى / يلتمس العفو من جنابكما
يعتقد الفوز في ولائكما / ويوقن النجح في إيابكما
ويبتغي الأمن في المعاد وأن / يسقيَهُ الله من شرابكما
جاءكما زائراً وأرَّخَ هل / يخيب مستمسك ببابكما
نعم النديم لمن يقضِّي وقته
نعم النديم لمن يقضِّي وقته / معه فإن جليسه لا يندم
حلو الحديث وليس يملك منطقاً / بل وجهه عما يكنُّ مترجم
ما مثله متبذل بالسرِّ قد / لزم السكوت كأنه متكتم
ولقد سألت من الملوك حديثهم / وقديمهم عما به أنا أعلم
أي الندامى راقكم تاريخه / قالوا النديم الساكت المتكلم
قسماً بمجدكمو لئن فارقتكم
قسماً بمجدكمو لئن فارقتكم / جسماً فإني لا أزال متيما
ولئن بقيت فقد تركت لديكمو / قلبي رهيناً للصبابة مغرما
هيهات أسلوكم سلوت حشاشتي / إن أسل منكم عهدنا المتقدما
كم حين غبتم يا شموس هدايتي / دنياً وديناً بتُّ أرعى الأنجما
إن رمت محو البلاء والهم
إن رمت محو البلاء والهم / فاستعمل الصبر فيه والهم
واترك هوى النفس واُلهُ عنه / بطاعة للإِله تغنم
إن الهوى للنفوس أضحى / مخالطاً للعظام والدم
واركب ببحر الذنوب فلك ال / رجا وخلِّ الهوى لتسلم
وتاجر الله في المساعي / فعامل الخير ليس يندم
سوق به ربما وجدنا / من يشتري جنةً بدرهم
واذكر حديث الحساب واذخر / فإن للمرء ما تقدم
لا تخش إلا من المعاصي / فهي طريق الى جهنم
ولا تؤمل سوى رضاه / فإنه للنجاة سلم
فمن يكن ذنبه عظيماً / فرحمة الله منه أعظم
أنت مع الناس مثل ركب / كل إلى قصده تيمم
فأصحبهمُ صحبة افتراق / لا صحبة المغرم المتيّم
وحاسب النفس كل يومٍ / كي تتلافى الذي تقدم
فإن تشأ جنة وفوزاً / بلا جهاد ولا تقحم
فأسبل الدمع من عيون / أو فابدل الدمع منك بالدم
لسادة بالفلاة صرعى / تجرعوا الموت وهو علقم
قد أضرموا للعداة ناراً / من قبل يوم الجزاء تضرم
تخاله بينهم صريعاً / بدراً وهم حوله كأنجم
لم يبق منهم رئيس قوم / إلا له بالحديد الجم
أنشب ظفر المنون فيهم / وسيفه للرؤوس قلَّم
وصال فيهم وهم ألوف / بصارم كالقضا المحتم
إن يبلَ في الترب جسمي
إن يبلَ في الترب جسمي / أو يذهب الدهر باسمي
فامرر برمسي وإلا / فاستغن عنه برسمي
ما أداة عجماء لكن روت لي
ما أداة عجماء لكن روت لي / من حديث القرون ما قدم تقادم
راضع من لبانها فارسيٌّ / أدم اللون ليس ينميه آدم
مستمد من درها كلما قال / بده قلب درها قال دادم
لم يزل ساعياً على الرأس لكن / إن سعى بان فيه شجٌّ بلا دم