القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رِضا الهِندي الكل
المجموع : 16
لو ان دموعي استهلت دما
لو ان دموعي استهلت دما / لما أنصفت بالبكا مسلما
قتيل أذاب الصفا رزؤه / وأحزن تذكاره زمزما
وأورى الحجون بنار الشجون / وأبكى المقام واشجى الحمى
أتى أرض كوفان في دعوة / لها الأرض خاضعة والسما
فلبّوا دعاه وأمُّوا هداه / لينقذهم من غشاء العمى
وأعطوه منعهدهم ما يكاد / الى السهل يستدرج الأعصما
وما كان يحسب وهو الوفي / أن ينقضوا عهده المبرما
فديتك من مفرد أسلموه / لحكم الدعيِّ فما استسلما
والجأه غدرهم أن يحلَّ / في دار طوعة مستسلما
فمذ قحموا منه في دارها / عريناً أبى الليث أن يقحما
أبان لهم كيف يضرى الشجا / عُ ويشتدّ بأساً إذا أسلما
وكيف تهبُّ أسود الشرى / إذا رأت الوحش حول الحمى
وكيف تُفَرِّقُ شهبُ البزا / ةِ بغاثاً تطيف بها حوَّما
ولما رأوا بأسه لا يطاق / وماضيه لا يرتوي بالدما
أطلُّوا على شرفات السطو / حِ يرمونه الحطب المضرما
ولولا خديعتهم بالأمان / لما أوثقوا ذلك الضيغما
وكيف يحسُّ بمكر الأثيم / من ليس يقترف المأثما
لئن يُنسني الدهر كل الخطو / ب لم ينسني يومك الأيوما
أتوقف بين يدي فاجر / دعيٍّ إلى شرِّهم منتمي
ويشتم أسرتك الطاهرين / وقد كان أولى بأن يُشتَما
وتقتل صبراً ولا طالب / بثارك يسقيهم العلقما
وترمى الى الأرض من شاهق / ولم ترمِ أعداك شهبُ السما
فإن يحطموا منك ركن الحطيم / وهدُّوا من البيت ما استحكما
فلست سوى المسك يذكو شذاه / ويزداد طيباً إذا حطما
فإن تَخلُ كوفان مننادب / عليك يقيم لك المأتما
فإن ظبى الطالبيين قد / غدت لك بالطف تبكي دما
زها منهمُ النقع في أنجمٍ / أعادت صباح العدى مظلما
على كوفة الجند عرِّج وقف
على كوفة الجند عرِّج وقف / ويَمِّم بها المسجد الأعظما
وقف خاضعاً خاشعاً باكياً / وصلِّ وسلِّم وصل مسلما
قد أولد السعد لي ما ألقحت هممي
قد أولد السعد لي ما ألقحت هممي / وعاد طفل رجائي بالغ الحلم
فزف لي بنت كرم من كرامتها / عليّ أبدلتها من دنها بفمي
واجعل خضابي منها إنّني رجل / في السلم والحرب لم أخضب بغير دم
حتى إذا قتلت عقلي بسورتها / فأحي سمعي بالأوتار والنغم
بذكر ظبي يرى قتلي وسفك دمي / حلاًّ وإن التجيء منه الى حرم
فمن تَذكُّرِ ظبي بالحمى كلفي / لا من تذكر جيران بذي سلم
صاغ البديع له من حسنه علماً / فصار وجدي به ناراً على علم
إذا مشى هزَّ أغصان الأراك فهل / من النسيم براه بارىء النسم
أَغُضُّ عنه وبرئي في ملاحظه / خوفاً على ورد خديه من الألم
كلا ولكنني أخشى بنظرته / يميتني ما بعينيه من السقم
يا من سواه يخون العهد ابق على / من طبعه فيك حفظ العهد والذمم
حزت الجمال فهلا كنت تقرنه / بأجمل الصفتين البخل والكرم
أحين أيقنت أني لا أرى قمراً / سواك أبقيتني بالهجر في ظلم
غفلت عمَّا أقاسي في هواك فلم / تسهر وأرَّقتَ أجفاني فلم أنم
وتهت عجباً لأنّي فيك مفتتن / كأنّني أول العبَّاد للصنم
مهلاً فما كل مخدوم يليق به / إظهار قدرته العظمى على الخدم
رفقاً بمن أوقفته فرط صبوته
رفقاً بمن أوقفته فرط صبوته / في خطة الخسف بين الهم والهمم
حتى سلبت الكرى منه وقلت له / مستهزئاً سترى لقياي في الحلم
زعمت أن الليالي ليس تسعفه / بعرس من عرسه من أفضل النعم
محمد شبل خير الناس زُوِّج من / فتاة علينا نزار سادة الأمم
فالدهر بلغنا فيه المنى وغدا
فالدهر بلغنا فيه المنى وغدا / يفترُّ فيه الهدى عن ثغر مبتسم
ولاح في مطلع الإقبال كوكبه / مبشراً بزوال البؤس والنقم
لك الهنا يا أبا المهدي في خلف / كفَّاه تخلف فينا صيِّبَ الديم
غذيت في حب طه عند مرضعتي / بدرَّة أنا منها غير منفطم
لذاك فاخرت أقراني كما فخرت / بالفضل أمة طه سائر الأمم
سألت من قلمي يوماً فقلت له / اعمل معي فكرك النفاذ يا قلمي
إني أروم لطه مدحة وأرى / قد ضاق عن وسع ما حاولته كلمي
وكيف أحصر ما قد حاز من شرف / ومن فخار ومن زهد ومن كرم
فإن يقف من تراه العرب أفصحها / فكيف تفصح عنه أنت يا عجمي
تراك تسعى بما أبغي فقال نعم / سعياً على الراس لا سعياً على القدم
فجال في حلبة القرطاس أسمره / وضاق عنه مجال الشهب والدهم
يلف رقة ألفاظي بقوتها / كالخيل لفَّت سهول الأرض والأكم
لكنني لم أطق رداً لجامحه / كما يرد جماح الخيل باللجم
قف عن مدائح طه يا يراعى أو / قل ما تشاء ونزهة من القدم
ولا تقل هو يحيي أو يميت وقل / بالعلم أوجد أهليه من العدم
يا ثالث القمرين النيرين هدى / وثاني العرش في قدر وفي عظم
وكعبة لحجيج العلم راحته / كالركن يفخر فيها كل مستلم
العذر يا من قبول العذر شيمته / قصرت عنك وما التقصير من شيمي
أخرستني وأنا الشافي بمنطقه / مسامع الصخرة الصمَّا من الصمم
كأنّما اللوح يوحي ما أخطّ إلى / فكري فتمليه أفكاري على قلمي
أقم مدى الدهر في خفض وفي دعة / إن الهدى لك حلف إن تقم يقم
حكَمٌ تسيل على فم الأقلام
حكَمٌ تسيل على فم الأقلام / أم ذي لآل في يدي نظَّام
ورسالة قالوا أتانا المصطفى / فيها فقلت بشارة الإسلام
إذا جرى أحمراً دمعي فليس لما
إذا جرى أحمراً دمعي فليس لما / أني حبست سواد العين عن قلمي
لكن لأخبركم أن الفراق نضا / عليَّ أسيافه حتى أراق دمي
حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلمُ
حاولت نظم الرثا فاستعصت الكلمُ / وهل لأهل الهدى بعد الحسين فمُ
وقطع الحزن أحشائي عليك فذي / أفلاذ قلبي لا الألفاظ تنتظم
ما كنت أحسب يجري بالرثا قلمي / ما حيلتي قد جرى في ذلك القلم
أبا التقيِّ وذي العليا محمد وال / مهدي بل يا أباً للناس كلهمُ
قد كنت غيثاً وليثاً للعفاة ولل / عداة فاليوم غاب البأس والكرم
قد كنت مرتبعاً للوافدين حمىً / للخائفين فأنت الحِلُّ والحرم
أبكي بك العيش قد زالت غضارته / والدهر ألوى فلا بؤس ولا نعم
أبكي محاريب في الظلماء قمت بها / لله حتى انجلت في نورك الظلم
أبكي منابر قد أوسعتها حكَماً / واليوم فارقها الأحكامُ والحِكم
تكاد أعوادها تخضر مثمرة / إذا علاها سحاب منك مرتكم
أبكي بك الدين والدنيا وأنت هما / أبكي النبي وسبطيه وأنت هم
أبكي بك العروة الوثقى التي انفصمت / ولم أخلها مدى الأيام تنفصم
أبكي بك الركن ركن الحق منهدماً / ولم أخل أن ركن الحق ينهدم
ابكي بك النور تحت الأرض منكتماً / وما توهمت نور الله ينكتم
أبكي بك العالمين السابقين مضوا / ولو سلمت لشرع المصطفى سلموا
لله كل الورى ماذا ألمَّ بهم / لقد أصيبوا بفقد العلم لو علموا
اليوم ق آمن الإسلام ثلمته / لو كان بعدك إسلام فينثلم
ما زلت مجتهداً في الله تعبده / فلا يصيبك من طول المدى سأم
تزداد ضعفاً فتقوى في عبادته / يصح عزمك مهما شفَّهُ السقم
ولم تثقِّلك في الدنيا الهموم بها / إلاّ وطارت الى الأخرى بك الهمم
حتى أتتك ببيت الله دعوته / ولم تزل فرص اللذات تغتنم
واستقبل الحور والولدان نفسك فل / تقرَّ عيناً بك الأزواج والخدم
لله يومك أهل الأرض فيه شقوا / إذ غبت عنهم كما أهل السما نعموا
لله نعشك من سارٍ وما وطأت / له على غير هامات الورى قدم
ولم تزل تخفق الأعلام منه على / نعش به قد توارى للهدى علم
يا جذوة للهدى لم تخب شعلتها / إلا وفي كل قلب بعدها ضرم
يا كوكباً كان يهدي العالمين وكم / به شياطين أهل البغي قد رجموا
يا ظلّ عدل تولَّى الظلم حين مضى / وشمس رشد توالت بعدها الظلم
يا أولاً فيه أهل الفضل قد بدأوا / وآخراً فيه أهل العلم قد ختموا
لم يخل منك محل كنت تملأه / هذا التقى النقي الطاهر العلم
لما رأوا قبسا للرشد لاح به / مثل الفراش أحاطوا فيه وازدحموا
وذا محمد السامي الى رتب / دانت له عرب الإسلام والعجم
ذا عصمة من ضروب النائبات وذا / للحق حبل به أهل الهدى اعتصموا
وذا بدرِّ العلى والمجد مرتضع / وذا من الذم والفحشاء منفطم
شبلان يرسو بأعراق الثرى لهما / خِيمٌ وتبنى على هام السها خيم
لا يشمت الناس يا غيظ الذي لهما / غيظُ العدى بهما باق وإن زعموا
وليغن عن ديمة مثواك تمطره / فمن أكفك فيه قد ثوت ديم
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما
لئن يغدُ شرق الأرض والغرب مأتما / فرزءُ حسين جلَّ في الأرض والسما
دهانا بشهر العيد رزؤك طارقاً / فأصبح شهر العيد فينا محرما
فلست ترى إلا مصاباً بوالدٍ / رماه به صرف الزمان فأيتما
فأجرت مآقينا النوائبُ أدمعاً / وفجرت الأحزانُ أحشاءنا دما
ألم تك للإسلام ركناً مشيداً / أعيذ بناه أن يقال تهدما
ألست الحمى للناس من كل طارق / ينوب فيا ذلاه من طرق الحمى
ألست لأفق الرشد بدراً فما له / أجيلً به طرفي فألفيه مظلما
مضيت حميد المأثرات ولا أرى / خلافك هذا العيش إلا مذمما
وكم منبر أبكيته كان قبل ذا / يكاد إذا ترقاه أن يتبسما
فلا بعدت تلك الليالي التي بها / سهرت وباتت أعين الناس نُوَّما
تقوم الى المحراب ترعد خيفة / كأنّك قد أبصرت فيه جهنّما
يشوقك أن ترقى إلى الله عارجاً / فتنصب للُّقيا صلاتك سُلَّما
اصابك صرف الدهر للدين حافظاً / وللمال متلافاً وللعلم عيلما
أصاب قلوب المسلمين وإنهم / ليرضون أن يفنوا جميعاً وتسلما
ولما رماكب الدهر أيقن أنه / أصاب وكلاّ لو أصاب لما رمى
برغمي يا غيظ الحواسد أن ترى / عدوَّك قد أمسى قريراً ونرغما
برغمي أن لا تستجيب لمن أتى / يبثك شكوى خصمه متظلما
برغمي ياسراً يضيق بكتمه / رحيب الفضا في اللحد تمسي مكتما
برغمي يا بدر الهدى أن تميل لل / غروب وإن شعت مزاياك أنجما
برغخمي أن يجري القضاء محتماً / عليك وقد كنت القضاءَ المحتما
وأجريت من أبناء فهرٍ مدامعاً / لغير حسين دمعها قط ما همى
فإن لم تكن منهم قديماً فإنهم / يرونك في الفضل الإمام المقدما
ولو لم تكن للهاشميين سيداً / لما عقدت ساداتهم لك مأتما
وحنُّوا حنين اليعملات بمحفلٍ / به لا ترى إلا هزبراً وضيغما
إذا أرخص الهادي وموسى لفادحٍ / دموعاً فعين ليس تبكي لها العمى
همامان قد حلاَّ من المجد موضعاً / تمنته لو تجدي المنى أنجم السما
إذا قيل من أزكى الورى وأعزَّهم / مقاماً وأوفاهم ذماماً فقل هما
خليليَّ بالصبر الجميل تدرَّعا / وإن جلَّ خطباً ما به قد أُصبتما
فهذا التقى ابن الحسين وصنوه / محمد في برج المعالي تسنما
لنا منهما كهلا حجًى إن تأخرا / زماناً فقد فاتا علاً وتقدما
قد احتذيا في كل فضلٍ أباهما / وهل أرقمٌ إلا ويعقب أرقما
ودوما مُناخاً للركائب وأبقيا / حمىً من تصاريف النوائب واسلما
ولست بمستسقٍ سحاباً لحفرةٍ / بها حلَّ بحر الجود والعمل مفعما
غير موصوف لكم ما نالنا
غير موصوف لكم ما نالنا / فصفوا لي بعدنا ما نالكم
وارعوا العهد الذي ما بيننا / واذكرونا مثل ذكرانا لكم
عبدكما واقف ببابكما
عبدكما واقف ببابكما / يعفِّر الخدَّ في ترابكما
يلثم أعتاب بقعة فخرت / أركانها أنجمَ السما بكما
مذ أثقلت جنبه الذنوب أتى / يلتمس العفو من جنابكما
يعتقد الفوز في ولائكما / ويوقن النجح في إيابكما
ويبتغي الأمن في المعاد وأن / يسقيَهُ الله من شرابكما
جاءكما زائراً وأرَّخَ هل / يخيب مستمسك ببابكما
نعم النديم لمن يقضِّي وقته
نعم النديم لمن يقضِّي وقته / معه فإن جليسه لا يندم
حلو الحديث وليس يملك منطقاً / بل وجهه عما يكنُّ مترجم
ما مثله متبذل بالسرِّ قد / لزم السكوت كأنه متكتم
ولقد سألت من الملوك حديثهم / وقديمهم عما به أنا أعلم
أي الندامى راقكم تاريخه / قالوا النديم الساكت المتكلم
قسماً بمجدكمو لئن فارقتكم
قسماً بمجدكمو لئن فارقتكم / جسماً فإني لا أزال متيما
ولئن بقيت فقد تركت لديكمو / قلبي رهيناً للصبابة مغرما
هيهات أسلوكم سلوت حشاشتي / إن أسل منكم عهدنا المتقدما
كم حين غبتم يا شموس هدايتي / دنياً وديناً بتُّ أرعى الأنجما
إن رمت محو البلاء والهم
إن رمت محو البلاء والهم / فاستعمل الصبر فيه والهم
واترك هوى النفس واُلهُ عنه / بطاعة للإِله تغنم
إن الهوى للنفوس أضحى / مخالطاً للعظام والدم
واركب ببحر الذنوب فلك ال / رجا وخلِّ الهوى لتسلم
وتاجر الله في المساعي / فعامل الخير ليس يندم
سوق به ربما وجدنا / من يشتري جنةً بدرهم
واذكر حديث الحساب واذخر / فإن للمرء ما تقدم
لا تخش إلا من المعاصي / فهي طريق الى جهنم
ولا تؤمل سوى رضاه / فإنه للنجاة سلم
فمن يكن ذنبه عظيماً / فرحمة الله منه أعظم
أنت مع الناس مثل ركب / كل إلى قصده تيمم
فأصحبهمُ صحبة افتراق / لا صحبة المغرم المتيّم
وحاسب النفس كل يومٍ / كي تتلافى الذي تقدم
فإن تشأ جنة وفوزاً / بلا جهاد ولا تقحم
فأسبل الدمع من عيون / أو فابدل الدمع منك بالدم
لسادة بالفلاة صرعى / تجرعوا الموت وهو علقم
قد أضرموا للعداة ناراً / من قبل يوم الجزاء تضرم
تخاله بينهم صريعاً / بدراً وهم حوله كأنجم
لم يبق منهم رئيس قوم / إلا له بالحديد الجم
أنشب ظفر المنون فيهم / وسيفه للرؤوس قلَّم
وصال فيهم وهم ألوف / بصارم كالقضا المحتم
إن يبلَ في الترب جسمي
إن يبلَ في الترب جسمي / أو يذهب الدهر باسمي
فامرر برمسي وإلا / فاستغن عنه برسمي
ما أداة عجماء لكن روت لي
ما أداة عجماء لكن روت لي / من حديث القرون ما قدم تقادم
راضع من لبانها فارسيٌّ / أدم اللون ليس ينميه آدم
مستمد من درها كلما قال / بده قلب درها قال دادم
لم يزل ساعياً على الرأس لكن / إن سعى بان فيه شجٌّ بلا دم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025