القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 22
أبنِ بعد إخفاء الأسى ما تكتما
أبنِ بعد إخفاء الأسى ما تكتما / هو الحق أولى أن يقال فيعلما
أرى الظلم مهما طال كان مقوضا / وباغيه مهما عاش كان مذمما
فلولا تقى الرحمن حاكت يراعتي / لصاحبه ثوبا من الذم معلما
لوا قواف تؤثر الفضل والنهى / لا سقيته منها الزعاف المسمما
صفعت بها وجه الظلوم مجاذفا / ولو كان في الخلق المليك الغشما
وما زلت أصليه الهجاء ونارَهُ / وأنكبه حتى يموت فيج
أيرجو بياني بعد أن عم جوره / ويأمل تمداح القصائد بع
وفيم اعتقال الرمح في باحة الوغى / إذا كان شعري مشرفيا مص
وليس لدي الأملاك الا مواكب / تخب فتعشى الناظر المتوس
يسيرون والاجلال حتى تخالهم / من الوهم في أفق الجلالة أنج
وما اعتقلوا يوماً قناة ولهذما / ولا حملوا يوماً إلى الحرب مخذ
ولا جشموا نفساً لصد كتيبة / وأحرى بنفس الصيّد أن تتجش
كأن نفوس المالكين كواعب / تدلُّ فدأب أن تجور وتظ
صدقتك الا عادلون اذا بدوا / أضاؤا من الايام ما كان مظ
حماةَ الرعايا والذين إذا سطوا / أثاروا عجاجا للمقانب أق
يراق دم الاجناد حول عروشكم / مخافة أن تخوى وأن تتهض
ولولا خنوع في الرعايا لغادروا / عروشكم تحكى الزجاج المح
وددت لو اني مثل جابون ثائراً / فأوقظ قوماً غافلين ونو
أرى أن شعبي أصدق الخلق عزمةً / وأرفعهم نفساً وأعرقهم
أنادى على الدستور حتى يجيبني / وحتى يلبي الصوت من كان أبك
ومن بات في ظلم وجادل نفسه / وكان شجاعا إن رأي الموت أقد
حببتك يا رب الخلافة مثلما / حببت فروقاً أن تسود وتعظما
أودُّ لك التاج المرصع والعلى / وأرضاك ليثاً للخلافة هيصما
وَليسَ نكيرا أن نراك غضنفراً / يصول بمصقول اذا هز صمما
وِليتَ بلادا حلَّق الجور فوقها / وحطَّ عليها كالعقابِ فخيما
تناويء فيها الحادثاتُ أديبَها / وتنبذ منها الحاذقَ المتعلما
إذا لم تداركها برأي وحكمة / تبيت لفتاح الممالك مغنما
بحيث يكون الملك فرعا مشذبا / وحيث يصير التاج نهبا مقسما
هناك يبيد اللَه شعبك مثلما / أبادت صروف الدهر طسما وجرهما
جدودك قد شادوا الخلافة فاحتفظ / عليها والا خيف أن تتهدما
فهل لك أن تُجري العدالة بينهم / فيلهج بالشكران من كان مسلما
دع العلم يفشو في البلاد لعله / يكون لادراك السعادة سلما
وأقص الجواسيس الذين تألبوا / على ضفة البسفور جيشاً عرمرما
اذا جاء يوم المرء ليس بنافع / توقيّه مقدورا عليه محتما
وليس بمُجدٍ ان يحاط بجحفل / يقيه الردى حتى يصحَّ ويسلما
أرى مصر قد نالت من العدل قسطها / فصارت فِناءً للعباد ميمما
بها القوم في ظل من العدل سابغ / يجازون بالشكران من كان منعما
يصوغون حمدا للأمير مفوفا / ويهدون دراً في ثناه منظما
أتيتك يا ملِيَا وما ليَ حاجةٌ
أتيتك يا ملِيَا وما ليَ حاجةٌ / سوى أنَّ لي قلباً لديكِ يُقِيمُ
إليكِ صبت نفسي فأرسلني الهوى / وخيرُ رسولٍ للحبيب نسيم
أرى مِليا فتحسبني خَلِيّاً
أرى مِليا فتحسبني خَلِيّاً / وفي قلبي لها حبٌّ قديم
تسارقني التحيةَ بانحناءٍ / وما لي غيرها شيء مروم
كأن قوامها غصن نضيرٌ / تثنى حين قابله نسيم
لقد راح مفتونا بكف ومعصم
لقد راح مفتونا بكف ومعصم / وضل لوجد في الفؤاد مكتم
وقد زال ما بالشيخ من أنف العلى / وبان اصفرار الذل في أنف مرغم
لقد حكمت فيه شريعة أحمد / فباء من الدنيا بأسوأ مغرم
أجدك من يكند إلى اللَه لم يسد / ومن يقترف وزر ابن يوسف يرجم
خذوه نكالا فالقصاص لمثله / حياة لبكر في العفاف وأيم
ولو كان من رهط النبيّ وآله / لأصبح أحراهم بغدر ابن ملجم
ولو كان مثل الشيخ في حيّ هاشم / لأنحوا عليه بالجراز المصمم
وأضحوا وأمسوا مرهفين سيوفهم / بحيث الطلى تفرى بعضب ومخذم
وحيث الرماح الزرق يصبغها دم / يجارى ملث الودق في كل مخرم
وباتت قلوب القوم حرَّى صواديا / إلى دمُ مغرٍ للعقائل مجرم
ولا كان الا مثل شلو مقطع / ولا بات الا مثل نهب مقسم
يحاول أن يعزى إلى فرع هاشم / وهل يستوي فرعا حسيب وأعجم
لئن ناضل الشرع الحنيف فحسبه / هواناً ومن يعتدَّ بالشرع يكرم
أحاجيك هل أبناء يسَّي ونسله / كأبناء بحر بالنبوة خضرم
جرى فيهم ماء النبوة فارتوى / به العود حتى دبَّ في اللحم والدم
تركت قلوب المسلمين لما بها / مؤججة مثل الحريق المضرم
وما أخضل الاسلام حتى فجعته / بداهية أخنت على الطهر صيلم
إلى أن قضى قاضي الشريعة حكمه / بقول كما تهوى الشريعة محكم
أبان بأن الاصل من جذم ألكد / فان كنت لم تعلم بأصلك فاعلم
وان شئت أن تزداد هجوا فانما / مساويك لا تحصى بطرس ومرقم
قضاة رسول اللَه لن يتبعوا الهوى / ولن يقبلوا في اللَه لوماً للوّم
أولئك أنصار النبيّ ودينه / وأعوان خير الخلق في كل معظم
دع المكابر مهما قال أو لاما
دع المكابر مهما قال أو لاما / ةانشر من الحق فوق الخلق أعلاما
أظهرت آيات فضل أنت مالئها / وعظا وأحكمتها للقوم إحكاما
كتبت عن فكر حر لا ينكبه / عن الحقيقة شيء كان إيهاما
ذكر عسى تنفع الذكرى لناشئة / بروا لمدحك طول الدهر أقلاما
واكتب عن النيل تاريخاً تدبجه / واذكر ولاة به للشعب ظُلَّاما
قلت الحقيقة لا ترجو بها رتبا / ولا تعدُّ لها الالقاب إنعاما
فان يندرر دعاة طاش ظنهمُ / فعُدَّهم في مجال القول أحلاما
كم سبَّ عن نزق طفل للعبته / أباهٌ والأب يغضي عنه إكراما
قوم تربوا بمهد الظلم من صغر / فالحقُّ يؤلمهم إن قيل إيلاما
لو بالبهائم قيسوا أصبحوا نفرا / أحق منهن إسراجا وإلجاما
يرجو مداك صغار لو نقدرهم / كانت رؤوسهم في النعل أقداما
قلَّ الحياء إذا قارنت بينكمُ / من ذا يقارن بالأصفار أرقاما
ما للذئاب بلا خوف ولا حذر / أضحت تشن على الآساد آجاما
تاللَه ما صنت شعري عن حقيقتهم / ولا رغبت عن التشهير إحجاما
بل قدر مدحة إسماعيل يرهبني / فأمسك القول إجلالاً وإعظاما
أبا عليٍّ وما في مصر من رجل / سواك نرجوه أياماً وأعواما
أنت الخطيب الذي إن قال أفحمهم / يوم النضال وأجثى القوم إن قاما
وإن نطقت بقول كنت أبلغهم / وإن شهرت يراعا كان صمصاما
نشأت يا خادم الاسلام في بلد
نشأت يا خادم الاسلام في بلد / لولاك فيه لكان الدين معدوما
ما زلت تبدع في التفسير مبتكرا / حتى جمعت كتاباً فيه مرقوما
أناخ على الشرع الشريف بكلكل
أناخ على الشرع الشريف بكلكل / وم يستهن بالشرع يوطأ بمنسم
ولو كان هذا الوزر وزر معصب / لهان ولكن وزر شيخ معمم
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي / جلت الشك عن عقول الأنام
علمتهم أن لا حياة لشعب / رازح تحت مطلق الاحكام
أي نصف ترجون من حاكم يح / سب هذي الرقاب كالأنعام
ورث الملك بالرجال وبالما / ل كأن الرجال بعض الحطام
فاذا اهتم منة بالرعايا / فاهتمام الجزار بالاغنام
قيصرُ الروس قام بين البرايا / ناشراً دعوة الهدى والسلام
ذاكراً اننا بنو رجل فرد / خلقنا للحب لا للخصام
موعزاً بانعقاد مؤتمر التحك / يم يقضى في المعضلات الجسّام
ربَّ أمرٍ صعب المنال بعيد / صيرته العقول سهل المرام
هبه حلماً فالسعي فيه جميل / وجمال الحياة بالأحلام
هذه الأرض ترتجيك فحقق / ظنها فيك يا سليل الكرام
لك في منحها السلام أيادِ / خالداتٌ غرٌّ مدى الأيام
ولبثنا عيوننا شاخصات / ناظرين انجلاء ذاك الغمام
فاذا السلام حرب عوان / كل يوم نيرانها في اضطرام
قيصر الروس لا تضيّق على الصف / ر مداهم فالصفر اهل انتقام
لك ملك رحب الفضاء فسيح / فتعهد أجزاءه بالنظام
أفمهما أوجست من شعبك المو / تور خوفاً دفعته للصدام
لا رعاك الاه يا أرض منشو / را ولا رطبت ثراك الهوامى
ما لعقبانك اتخمن وغدرا / نك أصبحن بالدماء طوامى
كم خميس وافاك يمرح زهوا / ثم لم يبق منه غير العظام
شهر الحرب شاهروها وباتوا / في أمان والقتل في الأقوام
سئم الروس فتكها بئست العي / شة من ذلة لموت زؤام
قال مقدامهم هلم إلى الوا / لد نشكو مظالم الحكام
ومشوا للمليك عزلا ومدل / ين اليه بحرمة وذمام
فتلقتهمُ جنود أبيهم / برشاش الردى وحد الحسام
ملأت منهم الشوارع اشلا / ء كراديس فهي كالآكام
قيصرَ الروس ان شعبك أولا / دُك فاربأ واشفق على الأرحام
قيصر الروس خف دعاءَ الثكالى / وبكاءَ الاطفال والايتام
أفهذا الحق الالهيُّ أن يق / تل شعبٌ أتاك لاسترحام
زال ما كنتَ تدّعيه من الح / ق بما سال من دماءٍ حرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام / ربَّ قولٍ أحد من صمصام
ليتني قيصرُ السلام فأعنو / يا جديراً مني بأزكى السلام
خُلقَ الناس للوئام وللأل / فة والاتحاد لا للخصام
انما الشر كامنٌ في البرايا / ودليلٌ عليه حملُ الحسام
خذ يميناً تر العباد عداةً / وحسام الاذى على كل هام
انظر الحربَ والخلائقَ فيها / تقطف الموت من غصون الصدام
أنظر الجيش أسكرته المنايا / سكرة المرء من دبيب المدام
يترامون جثة بعد أخرى / كجبال تدكدكت أو إكام
وتخال السيوف فيها غماما / ودماء الرقاب سيل الغمام
كادت النار أن تدوب وكاد ال / سماء يذكو لما به من ضرام
وترى الهام سجداً لظباة / فلَّها الضرب في يمين القيام
يا لها وقفة بساحة حرب / تصهر الصم من لظى واضطرام
عبرات تسيل سيل الغوادي / ليس يشفين من صدى وأوام
مهجات أذابها كلُّ طاغ / ورماها بحتفها كل رام
وجسوم لقى على الأرض تشكو / ما بها من اصابة وسقام
وأيامي يذلن دمعاً مصوناً / وثكالى ينحن نوح الحمام
وأبٌ يبكي من محاق هلال / كان يرجوهُ للعلى والتمام
يا لهُ موقفاً عليهم عصيبا / يوقف الشيخ عند سنّ الغلام
ليس في الناس من يؤمَّلُ فيه / أو يرجَّى لنصرة وذمام
يسخر الغرُّ بالمليك ويزرى / جاهلُ القوم بالحكيم الامام
ويقولون إنما لنظام / خُلق الخلق بئسه من نظام
يقتل المرءُ زوجهُ وأخاهُ / أو أباهُ لثروة وحطام
ويقود المليك بالظلم شعباً / رازحاً تحت مطلق الأحكام
هو لو لم يقدهُ للملك حظ / كان مثل الانام بين الانام
قيصر الروس بئست الحرب هذي / فمتى تأمر الوغى بانصرام
ومتى تنزل النفوس محلّاً / آمناً من طوارئ الايام
ضجت الارض والخلائق مجت / كأس موت تدور فيهم زؤام
أنت مثلت في البداية فصلاً / لم يرق في العيون عند الختام
كنت ترجو السلام للخلق طرّاً / فاعد للعباد عهد السلام
قيصر الروس عمرك اللَه عفواً / أنت أولى بالعفو لا بانتقام
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم / وحتامَ نرضى بالمقادير في الحكم
رجونا الليالي وهي خادعة لنا / فلم تعطنا الا أمانيَّ كالحلم
ولسنا وإن كنا على الهم عكفَّا / بأول من أخنت عليهم يد الهم
فهل لهلال ان يريش جناحنا / فننهض عن وكر الخصاصة والعدم
كريم اذا عد الكرام شآهمُ / وفاتهمُ بالمجد والحسب الجمّ
أيا سيد الآداب عذراً فانما / يراعى جدير في رحابك بالحطم
يخط القوافي وهو يعلم انها / إلى ربها تهدى فخذها على علم
وما حال عانٍ انت تعلم حزنه / لربة بيت شفها مضض السقم
تذوب من الادواء حتى كأنها / تبين بلا روح وتخفى بلا جسم
قضت عمرها تشكو سقاماً رمت بها / فما غادرت منها سوى الجلد والعظم
تراني فتبكي والطبيب حيالها / يحتم أن الموت صار من الحتم
اذا جاء أمر اللَه فالطب عاجز / وكل دواءٍ سيغَ حالَ إلى سم
ولست أذمّ الدهرَ إن خطوبهُ / لتصغر في عيني عن الهجو والذم
لك اللَه صباً ما برحت متيما
لك اللَه صباً ما برحت متيما / أفق قبل أن ينأى الحبيب فتسقما
شغفت بذات القرط يوم رحيلها / وقد سترت كفاعليك ومعصما
وشاقك منها حسن قدّ مقوم / من اللين يحكى السمهري المقوما
وصورت فيها ابن المهاة وروعه / اذا حل وسط الغاب يرقب ضيغما
ورحت لجرّاها جويا مسهدا / يعالج وجداً همَّ أن يتضرما
وحاولت كتم الشجو والشجو بين / كما حاول المحزون ان يتبسما
حنانا على دمع مصون بذلته / ورفقاً بقلب صار نهباً مقسما
فظلم الغواني للمحبين لم يكن / عجيباً فدأب أن تجور وتظلما
تخال قلوب الوامقين لحومها / على حسنها طيراً على النهل حوّما
متى خص قلب ابن الكناس برحمة / اذا كان قلب ابن العرينة أرحما
تحملت أعباء الصبابة يافعا / وجشمت قلبي في الهوى ما تجشما
فلله موموق تكاد ضلوعه / تعد فيبدو تحتها ما تكتما
طريح براه الشوق فوق وساده / وخلفه الوجد المبرح أعظما
يحاول شكر العائدين فلم يجد / له نفساً ان هم ان يتكلما
سلوا اللَه عني وهو أعلم غفوة / لعلي أرى ليلى إذا الطرف هوَّ ما
لئن ساءها التسليم خيفة أهلها / فما ساء طيف أن يزور مسلما
أسيرةَ حجليها وليست سبيةً / وإن رسفت مثل المصفد فيهما
بربكُ ما يرضيكُ اني جاهل / بقصدك هل بلغتنيه فأعلما
الى كم أعادي من جلالك عذلا / ويبغض قلبي في غرامك لوما
تراب لهم من عاذلين كواشح / تمنوا لعهد الحب ان يتصرما
خذي قصبات السبق مني فما لها / من القوم غيرى بات بالسبق مغرما
سجية من لم يرض بالشمس موطئا / ونجم الثريا تحت رجليه منسما
وما انا ممن يعشق الغيد قلبه / ويجعل فيهن النسيب مقدما
ولكن هو التشبيب قد بات عادة / يقدم في وصف الكواعب والدمى
لأمر احب البدر غير مقنع / وابغض بدراً بالجهام ملثما
اذا الظبية ارتاعت صبوت إلى طلى / هو الحسن طرفا والمحاسن مبسما
تشنف آذاني بدرّ منثر / فيجعله مدح الأمير منظما
طلعت أمير النيل طلعة فرقد / أضاء فراق الناظر المتوسما
جرت بك فلك لو رأتك لأبصرت / خضما عليها يحمل المجد مفعما
تهادت كما تمشى العروس لخدرها / تجر بردفيها الوشاح المسهما
ترى صاحب التاج المرصع فوقه / وتبصر ليثاً للخلافة هيصما
وما زلت بالاقباط حتى تغلبوا / على الدير فارتاح المسيح بن مريما
رعاه أمير المؤمنين بناظر / عن المصطفى يرعى الخطيم وزمزما
تجلى على الدنيا فأشرق وجهها / وضاء من الايام ما كان اقتما
اجل ملوك الارض في السلم سدة / وأموجهم في الحرب جيشاً عرمرما
فلا زال يحميها بكل غضنفر / يصول بمصقول اذا سل صمما
ولا زلت يا عبد الحميد موفقاً / بنصرك يدعو كل من كان مسلما
ولا زلت يا عباس تحمي لواءه / وتنشره اني رحلت وأينما
أخنى الحمام على أبر إمام
أخنى الحمام على أبر إمام / فكأَنه أخنى على الإسلام
فزعت من الخطب المناسك وانثنت / تبكي بأربعة عليه سجام
كان المغيث إذا دعاه مسهد / ناجى الأسى وكوارث الأيام
كان الرباب اذا همى شؤبوبه / والخلق من متقشع وجهام
لم ينأ عن هذى القلوب وانما / ترك القلوب عليه ذات ضرام
شلت يد رمت الامام ولم تخب / فأصابت الدنيا بغير سهام
خطب يحرك من جبال يلملم / وجوى يفتت من جبال شمام
لا تجزعي يا نفس من موت فقد / صمّت بما لا تعهدين صمام
موت يدب الى بن آدم خلسة / خير من الآلام والاسقام
والنفس ترغب في البقاء وانما / خرجت إلى الدنيا ليوم حمام
لبيك يا هادي العباد إلى الهدى / لبيك تحت مجادل ورجام
خلت البرية خلف نعشك أمة / بعثت من الدنيا ليوم زحام
حملوا سريرك والخلائق حوله / وضعوا الرؤوس مواضع الاقدام
وكأنما فوق الرؤوس عصابة / للطير من دهش ومن إعظام
والناس حيرى ليس تعقل من أسى / دهم النفوس بخفة الاحلام
يمشون حولك مطرقين وكلهم / من سجد لك هيبة وقيام
من للشريعة من يبين لقومها / حكمى حلال بينهم وحرام
من للتقى وقد رآك هلاله / إن شك في فطر له وصيام
دفنوك في ترب ولست بناقص / فالتبر يوجد في ثرى ورغام
يا ليتهم قد غسلوك بمدمع / طهر كشؤبوب السحابة هام
أو كفنوك بمصحف فسرته / من غامض الآيات والاحكام
أو أنزلوك من الفرادس جنة / لا حفرة صفرت من الاكرام
أوليتهم حفروا لجسمك درة / لا مرقداً يقتات بالاجسام
أوليتهم حملوك فوق اريكة / حدباء قد صنعت من الاقلام
اوليتني قد مت قبلك تاركا / مدحي بما اوليته ونظامي
نم آمنا تحت الثرى مع معشر / لا يلهجون بشرة وخصام
وارحل عن الاولى وحليتك التقى / وانزل من الاخرى بدار مقام
عذراً اذا قصرت فيك محمد / فالرزء افنى في رثاك كلامي
صلى عليك اللَه ماسح الحيا / وهمي على مثواك صوب غمام
صاحب التاج انت بالقوم اعلم
صاحب التاج انت بالقوم اعلم / هم يودون ان تعيش وتسلم
سُست بالعدل هذه الارض حتى / صرت فيها ابرَّ مولىً وارحم
فتتوج من العباد بحمد / هو خير من اللآلي وادوم
وتمثَّل تلك الجموع بطرفٍ / بات يقظان والحوادث نوم
تجد الخلق كلهُ يتفانى / في هوى العرش والمليك المعَّظم
ان مجداً بنيته بمواضي / ك على هامة السهى ليس يهدم
لم تزل نضرة الصبا في معال / من لدات الزمان أو هن أقدم
قد وجدناك والملوك ضروبٌ / عروةً وثقى لا تحل وتفصم
وحكمت البلاد حتى رأينا / لمحياك ثغرها يتبسم
ويميناً لولاك عاث طغاة / في بلادٍ من جورهم تتظلم
ظعن الجور عن بلادك لما / طنب العدل في ذراك وخيم
بك جو الوغى تقشع عنه / عثير ثار بالسنابك اقتم
وعوال دقت بحبل وتين / ومواض طارت بكف ومعصم
وحمام يجول بين الاعادي / بحسام يسل من كف ضيغم
قد محوت البغضاء من كل صدر / اوشك الفل فيه ان يتضرم
وحقنت الدماءَ بعد طراد / غادر النفس بين رمح ومخذم
فكأن الهيجاء بحر ولكن / بدم من دم الفريقين مفعم
إيه يا موجد العلى واباها / إيه لولاك فالعلى تتيتم
كل ركب سعى اليك مشوقا / وطوى الارض بين حزن ومعلم
ومشت نحوك الملوك لتبدى / ذلة للذي أعز واكرم
فتفقد تحت الكماة عتاقاً / تتهادى مطهما فمطهم
واذا ما قسناك بالصيِّد جهلا / في معاليك ساء ما نتوهم
اننا نعرف الملوك ولكن / ان عددناهمُ فانت المقدم
واذا ما شفيت من كل داء / كان للملك منك اكبر مغنم
يسقم البدر بالمحاق ولكن / ما عهدنا الشمس المضيئة تسقم
كيف ترقى الى علاك خطوب / غير مجد فيها الوشيج المقوم
ساءك الدهر وهو شيء عجيب / كيف لم يرهب الخميس العرمرم
كيف لم يرهب الزمان ظباة / من مواض بها الحديد المسمم
وعلى الشمس قد غدا لك حكم / وعلى البدر قد بدا لك ميسم
كان طرف الحسود اعور حتى / وقع الداء في اسمه وتحكم
برئ الداء والزمان سيلقى / رحمة منك والحسود سيندم
فأعد ما مضى الى خير قصرٍ / فيه غرثى البطون تسقى وتطعم
واذا الموت من ظباتك يخشى / فكذا الرزق من هباتك يقسم
ليس الا اياك مولى مفدى / يبدأ القول في ثناه ويختم
واذا قيل اين اعظم منه / لم نجد للتقى سوى اللَه اعظم
بك شعري تروق فيه قوافٍ / خطرت في وشي الكتاب المنمنم
فاذا جسمت لكانت نجوماً / للدجى الَّا انها لم تجسم
واذا ما رواتها انشدوها / حسبوها لفظها الجمان المنظم
تبعتني الى مديحك ناس / انما الفضل للذي يتقدم
انا في مصر شاعى قيل عنهُ / ساجع فيه بالثناء ترنم
هي الآس والريحان والوردة التي
هي الآس والريحان والوردة التي / يطيب لنفس العاشقين شميمها
إذا خطرت مِليَا تنسمتَ روضة / من الحسن لا يخفى عليك نسيمها
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم / الى كم ننادي والخلائق هوم
أحب بلادي أن يكون غنيها / كثير الندى يعزى اليه التكرم
أغير بلاد النيل أرض خصيبة / تجود فلا يشكو الخصاصة معدم
فلا بعد هذي الارض للناس مربع / ولا بعد هذي الدار للخلق مغنم
بلاد رقت تبغي المجرة والسهى / وليس لها الا من العلم سلّم
سراة بلاد النيل فيم تأخر / وعهدي بقومي في الخطوب التقدم
نيروا بلاداً حلق الجهل فوقها / لينجاب عن وجه البلاد التجهم
ترضون ان يسطو من الغرب مخلب / على مصر او يعلو على الرأس منسم
نيتم قصوراً شاهقات تمثلث / جبال شروري دونها ويلملم
لم تبتنوا كليّة يستقى بها / رضيع فيحيى او وضيع فيعظم
ضعتم عليّاً وهو نبع ثرائكم / وأخفيتمُ للفضل ما ليس يكتم
كم سار فيكم والعدو محلق / وكم ذاد عنكم والوشيج مقوم
أواصف هذي شيمة عربية / بتمداحها شعري يصاغ وينظم
نهضت فأخجلت القعود بنهضة / يهش لها وجه البنين ويبسم
لنا كل يوم من أياديك نعمة / تتيه بها الدنيا ورزق يقسم
تجود بألف والسراة هواجد / وما لهمُ فيها من الجود درهم
بخٍ يا ابن من سار العباد بذكرهم / وسار مديحي اثرهم حيث يمموا
يحب حصيف القوم علماً وحكمة / وهمُّ جهول القوم ثوب ومطعم
قرنت بهذا الفضل خير قرينة / لها ثوب فضل بالمحامد معلم
نظرتُ اليها من خلال عطائها / ولم يبد وجهٌ بالعفاف ملثم
فلا زلتما بدرين في أفق العلى / تنيران ما غنى من الطير أعجم
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما / خلقت أذىً أم كنت شرّاً مجسما
نريد لك الخير الكثير تكرما / وخلقك يأبى ان تكون مكرما
فغدر واخلاف وكذب وخسة / ونفس ترى نهب الرذائل مغنما
يبين عليك اللؤم في كل حادث / تهم اليه حاسراً ومعمما
تصول على الاموات بين قبورهم / ولو كنت تجزيهم بكيت لهم دما
وتنحى على الاوطان بالقلم الذي / بريت فلا ترعى ذماراً ولا حمى
يراع اذا جردته للاذرى انبرى / وان سل في خير نبا وتثلما
وكنا رجونا الخير منك وغرنا / دهاك فقلنا عله قد تقوما
اذا أنت كالجمر الذي كان خامداً / فلما سرت ريح عليه تضرما
وأصبحت كالأفعى استكنت بحجرها / فلما سعت مجّت لعاباً مسمما
فمهلاً رويداً ان للحق صارماً / صقيلاً اذا ما هز فوقك صمما
من اليوم فليرجمك من كان مؤمناً / وان مت فليلعنك من كان مسلما
تبوأ من الدنيا المخازي وانتظر / اذا قيل في الاخرى تبوأ جهنما
يا ناشرين لواء العدل في الأمم
يا ناشرين لواء العدل في الأمم / اللَه في أمة أنّت من الألم
مدوا إلينا يدا بيضاءَ نشكرها / عند التحدث شكر الروض للديم
إذا سكتنا يكاد الغيظ يقتلنا / وإن نطقنا رعينا وادي النقم
إنا منينا بأقوام جبابرة / ما بين مغتصب منهم ومحتكم
لو استطاعوا لساقونا أمامهمُ / ما بين متهم منا ومجترم
قد ساءَهم اذ أحسوا اننا نفر / نبغي الحياة فساقونا الى العدم
جاؤوا إلينا وفي أيمانهم شرف / يموهون به في العهد والقسم
قالوا لنا اننا جئنا بلادكمُ / نبني لكم ركن مجد غير منهدم
كذ لكم ننصف المظلوم من فئة / رنت اليكم بطرف الطامع النهم
وقال ذو أمرهم لا ظلم يفجعكم / لمستبد ولا عسف لمنتقم
حتى تخدرت الاعصاب وانسدلت / على العقول سجوف البطل والوهم
ولم يزالوا على هذا الدهاء وهم / لا يقصدون سوى الاخماد للهمم
حتى اذا انتبهت منا جوارحنا / وأدرك الحال فهم الحاذق الفهم
حكوا القلوب فأذكوها وربمّا / أدى الى النار حك البارد الشبم
وأوهموا اننا جئنا نطالبهم / شأن الجحود بحق غير مهتضم
ولو اردنا جزيناهم بما اكتسبوا / شر الجزاء ولكنا ذوو كرم
وما دروا اننا قوم اذا اجتمعوا / للذود سدوا طريق العارض العرم
فلا تغرنّهم منا ملاينة / فالنار قد تنتضي من ناضر السلم
ما نحن الا كسرّ الزند مكتمم / ان أحرجونا حكينا النار في الضرم
فلا عهود لهم ترعى ولا ذمم / كما استباحوا لدينا النكث في الذمم
صبوا على مصر سوطا من تعنتهم / وأججوا في حشاها جمر بغيهم
هم أحرجونا بهذا الضيم من زمن / فان هممنا بدفع الضيم لم نلم
ولو حكمنا على رغم بلادهمُ / لمزقونا بحد الصارم الخذم
هنالك الحقد يطغيهم فيخرجهم / خوف الهوان خروج الاسد من أجم
هنالك الموت لا تزجى سفائنه / الا الى زاخر بالموت ملتطم
هنالك البيض تحكي البرق ساطعة / اذا سنا البرق لم يسطع ولم يشم
هنالك السيف لا يملى شكايته / الا على الهام في طرس من اللمم
هنالك الشعب لا ترضيه معذرة / في طي جملتها من بلا نعم
ان اقتحام خطوب الدهر علمهم / ان لن تقاد العلى الا لمقتحم
طوبى لقوم اذا سلوا الظبا بلغوا / ما ليس يبلغ بالقرطاس والقلم
يا قائمين بأمر النيل حسبكم / ما أحرج القوم من ظلم وم غشم
ناموا هنيئا قريري العين ان لنا / عينا من الشعب لم تغفل ولم تنم
وأنت يا شعب وادي النيل كن حكما / فليس غيرك من مستنصف حكم
كم امة حكمت في مصر وارتحلت / عنها حليفة جد بعد لم يقم
سل امة الروم هل ابقت لنا اثرا / يبقى على الدهر او سل امة العجم
مضوا ولم يتركوا في مصر مأثرة / ينبيك عنها لسان النيل والهرم
هذي عجائب هذا القطر من زمن / وتلك حالات وادي النيل من قدم
فلا تفكوا عرى القربى ولو رجعت / عنكم شفار الظبا مخضوبة بدم
ولا تضيعوا من الدستور فرصته / فتقرعوا السن من ذل ومن ندم
إن تيأسوا فانتهاء اليأس مسكنة / او تسأموا فاحتمال الذل في السأم
ما نال قط المعالي وهي دانية / قوم نيام وشعب غير ملتئم
خير لنا الموت من عيش نكابده / مع الهوان اذا كنتم ذوي شمم
ما بال عينك بالمدامع تسجم
ما بال عينك بالمدامع تسجم / رفقاً بنفسك فالقضاء محتم
قد عادت الذكرى فجدد عودها / بين الحشا جرحاً يثور فيؤلم
يا يوم كامل كنت يوماً قاتماً / كالليل اقبل وهو اسود اقتم
يا يوم لا كانت طلائعك التي / بالنحس أنذر وجهها المتجهم
ماذا حبوت القوم حتى انهم / أحيوك بالذكرى كانك موسم
انت الذي سلبت يداك رجاءهم / حتى غدا في كل بيت ماتم
انت الذي اذكيت ناراً لم يزل / بين الجوانح جمرها يتضرم
كيف العزاء وما لنا من بعده / عين تقر ولا فؤاد ينعم
يا موت مالك والبدور بافقها / حتى كانك بالبدور متيم
يا موت لا تزد القلوب من الاسى / ومن الهموم فكل قلب مفعم
صوبت اسهمك التي فوقتها / نحو القلوب فلم تخنك الاسهم
هي وقعة جلل اثارت لوعة / منها تصدع يذبل ويلملم
هي قرحة نغرت فسال صديدها / والداء ينغر جرحه اذ يقدم
يا زهرة عنها تفتحت العلى / وسقي منابتها الربيع المرهم
لك في قلوب المسلمين محبة / لا تنقضي وعربي هو لا تفصم
فاسأل بلاد العرب هلا أبصرت / مسعاك تنجد في البلاد وتتهم
واسأل بلاد الترك هل لك بينها / صيت كصيت الفاتحين معظم
واسأل بلاد الفرس هل لك بينها / ذكر على الشاهات بات يقدم
واسأل بلاد الهند هل لك بينها / مجد على هام السماك مخيم
واسأل بلاد الشام هلا ابصرت / ذكراك تعرق في البلاد وتشئم
واسأل بلاد النيل هل لك بينها / ذكر من الهرم المشيد أدوم
واسأل بلاد المسلمين جميعها / تنبئك انك كنت نعم القيم
يكفيك فخراً بعد موتك انه / لم يأل جهداً في مديحك مسلم
لبيك يا من كنت مأرب امة / لولاك ما كنت تعز وتكرم
لبيك يا طوداً تهدم ركنه / فأريتنا كيف الجبال تهدم
لبيك يا بدرا تقلص ظله / ولكم اضاء به الطريق المبهم
انظر الينا من سمائك نظرة / تهدى الورى فالشك داج مظلم
همت الى العدوان بعدك عصبة / خانوا مواثيق البلاد وأجرموا
حلفوا برب البيت ان لا يصدقوا / وعلى الخيانة والغواية أقسموا
واستأسدوا وهم الذئاب مهانة / لما ثوى تحت التراب الضيغم
واشدهم كيداً وأمرسهم اذى / ذاك الذي تاقت اليه جهنم
لو كنت حاضر أمره لأريته / كيف اعوجاج المارقين يقوم
وأريته أين السبيل الى الهدى / حتى يبين له الطريق الاقوم
ما لاح الا لاح تحت قبائه / لؤم امام الناظرين مجسم
هل غيره بالمخزيات ملفح / او غيره بالمزريات معمم
هو شر من وطئت له وجه الثرى / قدم وأخبث من يدب وألأم
ظهرت عليه للغواية شارة / وبدا عليه للخيانة ميسم
ونضى على الاوطان صارم حقده / ومضى ونار الحقد في تدمدم
والحق يبرأ غير مكترث بما / يرويه عنه الحانق المتحدم
فدعوه يبتدع الضلال سفاهة / ودعوه يقترف الذنوب ويأثم
فمن البلية زجر من لا يرعوى / عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولتحذر الاحداث نفث سمومه / عند التقلب فهو صل ارقم
وليسقط الغاوي فعند سقوطه / يدري بما اقترفت يداه ويعلم
وهمت مطامعه بانا معشر / لدن القناة فساء ما يتوهم
من ذل بين العالمين فعيشه / لو كان يدريه الذليل محرم
قومي ولا ادعو سواكم معشراً / أخشى عليهم ان يقال استسلموا
قومي لقد حان التيقظ فانشدوا / مجداً لكم ضيعتموه ونمتم
من بات ينشد حقه متوخياً / فيه الثبات فانه لا يهضم
ردوا الى القسطاط سابق عهدها / حتى يضوع اريجها المتنسم
هي روضة المعمور فاسقوا دوحها / بالعلم يورق فرعها المتهشم
وانضوا من العرفان أو آياته / والفخر الا الحاذق المتعلم
لم يألف الجهل المذمم خامل / في الناس الا عاش وهم ذمم
هذي المعاهد ناطقات انها / لم يبق منها اليوم الا الارسم
فابنوا الرجال بهمة تعلو السهى / حتى يطال الشامخ المتسنم
سيروا على قدم الثبات ولا تنوا / واسعوا الى طلب الجلاء وأقدموا
لم يبلغ النصر المؤثل معشر / وطدوا نفوسهم على ان يهزموا
أفريد يا ابن الاكرمين تحية / من شاعر لعقود مدحك ينظم
أفريد تقرئك السلام معاشر / مدوا اليك يد الولاء وسلموا
حصنت بيضتهم وصنت ذمارهم / بعزيمة قد أصغرت ما استعظموا
ركبوا مطايا الحزم نحو رئيسهم / اذ انت بينهم الاجلّ الاحزم
فاضرب برأيك في مواقف جمة / فالرأي في بعض المواقف مخذم
واحمل بعزمك حملة تعنو لها / بيض الصوارم والقنا المتحطم
ان الملوك على ضخامة ملكهم / لم يفضلوك وأنت انت وهم هم
لولا وراثة ملكهم ما زانهم / عرش ولا حاط الركاب عرمرم
حكموا على الدنيا وانت حيالهم / ملك على عرش القلوب محكم
نفس تجشمت الصعاب وراقها / ان في سبيل اللَه ما تتجشم
فاذا حكمت فان حكمك نافذ / واذا امرت فان امرك مبرم
ايها خليفة كامل في امة / ان قدتها نحو الردى لا تحجم
أودي فظن المارقون وأوهموا / ان ليس بعد الليث من يتقدم
حتى تقدمت الصفوف فكنته / سيفاً اذا ما هز لا يتثلم
فسقى ضريحاً بات فيه موسداً / ودق يرن به الاجش المرزم
وعليه من صلوات ربك رحمة / ما ناح فوق الايك طير اعجم
أزف الرحيل فهل بلغت مراما
أزف الرحيل فهل بلغت مراما / ودنى الفراق فهل شفيت أواما
قف وقفة في الحي يقرئك الهوى / قبل الوداع تحية وسلاما
باللَه لا تنس الربوع واهلها / واذكر هناك محبة وغراما
يهفو المشوق اذا تباعدت النوى / ويكاد من لهف يذوب هياما
حتى اذا ذكر الذين ترحلوا / قعد الهوى بين الضلوع وقاما
مازال يحسب كل شهر بعدهم / دهراً يمر وكل يوم عاما
يشتاق عهد الظاعنين وقولهم / يا ليت عهد القرب طال وداما
او كلما بت الهوى احكامه / رفض الفؤاد النقض والابراما
عود جفونك ان تنام فربما / ان نمت زارك طيفهم إلماما
وانظر الى الربع المحيل فعينه / مما به تذري الدموع سجاما
لعب الزمان به فقطب وجهه / حزناً وعبس ثغره البساما
لِلّه أية لوعة عصفت بنا / تركت دموع المقلتين ركاما
لا تمنعوني في المنازل وقفة / تشفي عضالا في الفؤاد عقاما
حتا م يا قلبي تروعك النوى / والا م يفجعك الفراق الا ما
دارت عليك يد النوى بكؤُوسها / فسقتك صرف البين جاما جاما
ألم بلا داء يهيج لواعجاً / وجوى بلا نار يثير ضراما
في ذمة الرحمن اكرم بعثة / مدت لها ايدي الكرام جساما
نثروا اللهي ونثرت شعري بينهم / مثل العقود تألقا ونظاما
من لي بنعمي غير شعر خالد / اسديه لا منا ولا انعاما
خير القريض قريض اروع شاعر / في كل واد للفضائل هاما
يا راحلون وفي الفؤاد مكانكم / قروا وطيبوا اعيناً ومقاما
لا تدفنوا احياء بين شيوخكم / فالتبر يحسب في الرغام رغاما
بعض الشيوخ ولا اقول جميعهم / تخذوا التعنت والعناد لزاما
رثت عواطفهم وبات ضميرهم / خلقاً وحبل العلم صار رماما
الفوا الجمود وكل شيخ همه / ان يلبسوه عمامة ووساما
يمشون فوق الارض أعرض اهلها / جبباً واطول خلقها أكماما
فروا من العلم الحديث وحسبهم / جهلا بان عدوا العلوم حراما
حب الجبان النفس خلفه لقى / خلف المعامع يؤثر الاحجاما
وهم الذين اذا تضافر جمعهم / هزوا العروش وأسقطوا الاعلاما
واللَه لو شهروا سلاح علومهم / قهروا الاسود وحاصروا الآجاما
ولربما غلب الضعيف بعلمه / جيشاً تموج كالخضم لهاما
قد حرموا علم الحساب وساءَهم / ان يعرفوا الاعداد والارقاما
قنعوا بتجويد القراءَة واكتفوا / مذ اتقنوا التنوين والادغاما
سلهم عن الاهرام تسمع قولهم / سيف ابن ذي يزن بنى الاهراما
سلهم عن اليابان تعرف أنها / جبل خصيب ينبت الاقزاما
سلهم عن الميكاد تعرف أنه / ملك غزا كسرى وحارب حاما
سلهم عن الامزون تعرف انه / جزر تحيط مراكشا وسياما
شيخ المؤيد وهو أكبر مدع / بين الشيوخ مكانة ومقاما
أو لم يقل افريقيا قد اصبحت / قسماً بمكة يشرف الاقساما
جهلوا اكشافات العلوم وضرهم / ان يعرفوا التربيد والالغاما
رب اهدهم فالسيل قد بلغ الزبى / والخطب اصبح حولهم بترامى
أإِذا تبين جهلهم ذو فطنة / عدوه غياً منه او اجراما
ما للامام مضى وخلف زمرة / ضعفاء ماتوا بعده استسلاما
قالوا عليه وما اصابوا انه / عرف اللغات فأغضب الاسلاما
سل عنه هانوتو يخبر أنه / لا يستطيع مع الامام صداما
جاؤُا اليه مهطعين وكلهم / رضي الامام بان يكون اماما
هو بالدليل ازال عنهم ريبهم / واماط عن وجه الشكوك لثاما
لو لم يكن يدرى لسان خصومه / ما اسطاع اقناعاً ولا افحاما
امحمد لا فات قبرك وابل / يروى رفاتا تحته وعظاما
اظهرت للقرآن في تفسيره / حججاً تزيل الشك والابهاما
حتى كأَن اللَه بعد نبيه / القى عليك الوحي والالهاما
قد غالك الموت الزؤام وليته / ما غال ماضي الشفرتين حساما
فاذا بكيناك الغداة فانما / نبكي فتى ضخم الفعال هماما
نبكي الذي راع الحطيم وزمزما / ودهى العراق بموته والشاما
لو عاش بضع سنين اخرج امة / تهدى الولاة وترشد الحكاما
يا نصف اميين كيف قرأتم / ونسيتم أن تعملوا الاقلاما
هل في اللغات نقيصة إن شئتم / ان تفحموا اربابها الاعجاما
وهم الذين كما نراهم اتقنوا / لغة النبيّ كتابة وكلاما
مستشرق حفظ الكتاب وآخر / اخذ الشرائع عنه والاحكاما
يكفي رجال الغرب كل عجيبة / تعيي الظنون وتعجز الاوهاما
بلغوا المطار وسوف نسمع انهم / جازوا الهواء وخاطبوا الاجراما
عابوا جمود المسلمين وصرحوا / ان لا نعد مع الانام اناما
عشقوا الحياة وما عشقنا بعدهم / الا جموداً يشبه الاعداما
نمنا وباتوا ساهدين وفاتنا / حب الجمود على الضلال نياما
متعنتين على الدخيل فان يضئ / نخرج اليه من الضياء ظلاما
حتى يظن الدين دين تعنت / أو دين قوم أشبهوا الانعاما
لِلّه ما للمسلمين تشعبوا / في ملكهم وتقسموا اقساما
قطعوا الاواصر واستحلوا قطعها / ابد الابيد وشققوا الارحاما
وتفرقوا فرقاً وكانوا قبلها / اقوى العناصر ألفة ووئاما
لله لو عاد الذي سن الهدى / ومحى الضلال وكسر الاصناما
ورأى جمود المسلمين وحالهم / لمضى يبدل غيرهم اقواما
او ليس فيكم من طبيب حاذق / يصف الدواء فيبرئ الاسقاما
اشكو من الداء الذي قد شفكم / مثل المريض اذا اشتكى الآلاما
اني اخص الراحلين بلفظة / تبقى السنين وتخلد الاعواما
ان جئتم ارض العلوم وصرتم / فيها فمروا صالحين كراما
سيروا على سنن الهداية تبلغوا / اسمى المراقي ذروة وسناما
لا ترجعوا مثل الاولى رجعوا لنا / وهم اقل من الدبى احلاما
باريس روض للحسان ومسرح / يحوي الظباءَ ويكنف الآراما
فحذار من كيد الحسان فانه / يسبي الحكيم ويصرع الضرغاما
غضوا كامر اللَه من ابصاركم / تحيوا العفاف وتقتلوا الآثاما
اياكم كيد العدو ومكره / ان قال عذلاً او أصر ملاما
تهدي المحب الى الهوى عذاله / فتزيده في خوضه اقداما
ذو النفس ان يرض السماك مطية / يأب المجرة ان تكون زماما
واخو النهى يرجو من العيش العلى / واخو الجهالة ملبسا وطعاما
كونوا كما كان الأئمة انهم / صقلوا العقول وهذبوا الافهاما
كانوا كواكب يستضاء بها اذا / ما اربد جو المعضلات وغاما
كرهوا الملوك الظالمين شعوبهم / وحرٌ بهم ان يكرهوا الظلاما
كم هددوا بالفادحات وكم قضوا / بين السجون على الطوى اياما
وقفوا امام الغاشمين مواقفاً / بلغوا بها الاجلال والاعظاما
لو كان بغيتهم حطاما او غنى / نالوا كما شاؤووا غنى وحطاما
لكنهم خافوا الاله فما خشوا / للظالمين تغطرساً وعراما
شادوا معاهد للنهي ومدارجاً / ربوا بها الارواح لا الاجساما
فاذا فعلتم كنتم أعلى الورى / كعبا وارسخ في العلى اقداما
عودوا الى مصر كباراً في الحجى / تسديكم الاكبار والاكراما
وتفاخروا بذكاء مصر لعلهم / يوم الرهان يطأطئون الهاما
وتقلدوا صبر الكرام وجردوا / منه الغداة مهنداً صمصاما
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم
إنا لنكبر إن تسعى لنا قدم / إلى سواك وفيك العرف والكرم
وعدتنا ووعود الحر منجزة / يقضى الوفاء بها والعهد والذمم
إنا عرضنا عليكم من حوائجنا / ما رده عن سواك الكبر والشمم
ولو شكونا الى الاعداء حرقتنا / لسار منا اليهم ذلك الألم
فاعذر فتاك اذا زمت ركائبه / وأبعدت في خطاها الاينق الرسم
ناء الى الشام عليّ بالغ وطرا / به تزول حقود الدهر والنقم
اذا نأيت ففي قلبي لكم شغف / وان رحلت ففي نفسي لكم ندم
وان قضيت فلا جاد الحيا جدثى / ولا سقته غوادي السحب والديم
ويشهد اللَه اني ما قلوتكم / وفي فؤادي سعير الحب يضطرم
اني أرى الدهر يدنينا ويبعدنا / والدهر يفعل ما يهوى ويحتكم
في كل ارض تبوأنا مقاعدها / لكم مديح كعقد الدر منتظم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025