المجموع : 7
كُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ
كُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ / وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ
لا سوقَةٌ مِنهُمُ يَبقى وَلا مَلِكٌ / مِمَّن تَمَلَّكَهُ الأَحرارُ وَالرومُ
إِنَّ الحَوادِثَ لا يَبقى لِنائِبِها / إِلّا الإِلَهُ وَراسي الأَصلِ مَعلومُ
وَقَد أَتاني حَديثٌ غَيرُ ذي طِيَلٍ / مِن مَعشَرٍ رَأيُهُم قِدماً تَهاميمُ
إِنَّ الشَجاةَ الَّتي حَدَّثتُمُ اِعتَرَضَت / خَلفَ اللَها لَم تُسَوِّغها البَلاعيمُ
إِن كانَ صَخرٌ تَوَلّى فَالشَماتُ بِكُم / وَلَيسَ يَشمَتُ مَن كانَت لَهُ طومُ
مُرُّ الحَوادِثِ يَنقادُ الجَليدُ لَها / وَيَستَقيمُ لَها الهَيّابَةُ البومُ
قَد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعاً / جَلدَ المَريرَةِ تُنميهِ السَلاجيمُ
فَأَصبَحَ اليَومَ في رَمسٍ لَدى جَدَثٍ / وَسطَ الضَريحِ عَلَيهِ التُربُ مَركومُ
تَاللَهِ أَنسى اِبنَ عَمروِ الخَيرِ ما نَطَقَت / حَمامَةٌ أَو جَرى في الغَمرِ عُلجومُ
أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ / وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ
فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي
فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي / وَأَفديهِ بِمَن لي مِن حَميمِ
وَأَفديهِ بِكُلِّ بَني سُلَيمٍ / بِظاعِنهِم وَبِالأَنَسِ المُقيمِ
خَصَصتُ بِها أَخا الأَحرارِ قَيساً / فَتىً في بَيتِ مَكرُمَةٍ كَريمِ
مَن لامَني في حُبِّ كوزٍ وَذِكرِهِ
مَن لامَني في حُبِّ كوزٍ وَذِكرِهِ / فَلاقى الَّذي لاقَيتُ إِذ حَفَزَ الرَحَم
فَيا حَبَّذا كوزٌ إِذا الخَيلُ أَدبَرَت / وَثارَ غُبارٌ في الدَهاسِ وَفي الأَكَم
فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ / كُوَيزُ بنُ صَخرٍ لَيلَةَ الريحِ وَالظُلَم
إِذا البازِلُ الكَوماءُ لاذَت بِرَفلِها / وَلاذَت لِواذاً بِالمُدَرّينَ بِالسِلَم
وَقَد حالَ خَيرٌ مِن أُناسٍ وَرِفدُهُم / بِكَفّي غُلامٍ لا ضَنينٍ وَلا بَرَم
لَعَمري وَما عَمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ
لَعَمري وَما عَمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ / لَنِعمَ الفَتى أَردَيتُمُ آلِ خَشعَما
أُصيبَ بِهِ فَرعا سُلَيمٍ كِلاهُما / فَعَزَّ عَلَينا أَن يُصابَ وَنُرغَما
وَكانَ إِذا ما أَقدَمَ الخَيلَ بيشَةً / إِلى هَضبِ أَشراكٍ أَناخَ فَأَلجَما
فَأَرسَلَها تَهوي رِعالاً كَأَنَّها / جَرادٌ زَفَتهُ ريحُ نَجدٍ فَأَتهَما
فَأَمسى الحَوامي قَد تَعَفَّينَ بَعدَهُ / وَكانَ الحَصى يَكسو دَوابِرَها دَما
فَآبَت عِشاءً بِالنِهابِ وَكُلُّها / يُرى قَلِقاً تَحتَ الرِحالَةِ أَهضَما
وَكانَت إِذا ما لَم تُطارِد بِعاقِلٍ / أَوِ الرَسِّ خَيلاً طارَدَتها بِعَيهَما
وَكانَ ثِمالَ الحَيِّ في كُلِّ أَزمَةٍ / وَعِصمَتَهُم وَالفارِسَ المُتَغَشِّما
وَيَنهَضُ لِلعُليا إِذا الحَربُ شَمَّرَت / فَيُطفِئُها قَهراً وَإِن شاءَ أَضرَما
فَأَقسَمتُ لا أَنفَكُّ أُحدِرُ عَبرَةً / تَجولُ بِها العَينانِ مِنّي لِتَسجُما
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها
أَلا اَبلِغ سُلَيماً وَأَشياعَها / بِأَنّا فَضَلنا بِرَأسِ الهُمامِ
وَأَنّا صَبَحناهُمُ غارَةً / فَأَروَتهُمُ مِن نَقيعِ السِمامِ
وَعَبساً صَبَحنا بِثَهلانِهِم / بِكَأسٍ وَلَيسَ بِكَأسِ المُدامِ
وَثَعلَبَةُ الرَوعِ قَد عايَنوا / خُيولاً عَلَيها أُسودُ الأَجامِ
يَلوذونَ مِنّا حِذارَ اللِقا / فَضَرباً وَطَعناً وَحُسنَ النِظامِ
وَسُقنا لِرائِمِهِم سُجَّداً / بِأَحداجِها وَذَواتِ الحِزامِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ / المُستَهِلّاتِ السَواجِم
فَيضاً كَما اِنخَرَقَ الجُمانُ / وَجالَ في سِلكِ النَواظِم
وَاِبكي مُعاوِيَةَ الفَتى / وَاِبنَ الخَضارِمَةِ القُماقِم
وَالحازِمَ الباني العُلى / في الشاهِقاتِ مِنَ الدَعائِم
تَلقى الجَزيلَ عَطاؤُهُ / عِندَ الحَقائِقِ غَيرَ نادِم
أَسقى الإِلَهُ ضَريحَهُ / مِن صَوبِ دائِمَةِ الرَهائِم
أَمِن ذِكرِ صَخرٍ دَمعُ عَينِكِ يَسجُمُ
أَمِن ذِكرِ صَخرٍ دَمعُ عَينِكِ يَسجُمُ / بِدَمعٍ حَثيثٍ كَالجُمانِ المُنَظَّمِ
فَتىً كانَ فينا لَم يَرَ الناسُ مِثلَهُ / كَفالاً لِأُمٍّ أَو وَكيلاً لِمَحرَمِ
حَسيبٌ يُنالُ المَجدُ مِنهُ بِبَسطَةٍ / وَيَعجُزُ عَن إِفضالِهِ كُلُّ شَيظَمِ
فَفَرَّقتَ فَرعَيها وَكُنتَ سَدادَها / إِذا كانَ يَومٌ بالِغاً كُلَّ مُعظَمِ
وَما ضاعَتِ الأَرحامُ عِندَكَ وَالَّذي / وَليتَ وَما اِستُحفِظتَ فيها لِمُجرِمِ
كَأَنَّ بُغاةَ الخَيرِ عِندَكَ أَصبَحوا / عَلى نَهَجٍ مِن طافِحِ البَحرِ خِضرِمِ
تَوَسَّعتَ لِلحاجاتِ يا صَخرُ كُلِّها / فَحامَ إِلى مَعروفِكَ المُتَنَسَّمِ
وَأَنتَ اِبنُ فَرعِ القَومِ يا صَخرُ كُلِّها / إِذا قالَ فُرسانُ اللُقا صَخرُ أَقدِمِ
إِذا ذَكَرَت نَفسي نَداهُ وَبَأسَهُ / تَحَسَّرَ عَنها كُلُّ عَيشٍ وَأَنعُمِ