المجموع : 17
وظبية من بنات الأنس في يدها
وظبية من بنات الأنس في يدها / ووجهها للصبا والحسن خاتامُ
قد حللت لؤلؤ الازرار عن درر / لهن في ثغرها الفضي أتوام
وزارت الروض منها مقلتان لها / وحشيتان وعذب الريق بسام
والكأس للسكر التبري صائغة / والماء للحبب الدري نظام
بثنا نكفكف بالكاسات ادمعنا / كأننا في حجور الروض أيتام
فدى لك بعد رزئك من ينامُ
فدى لك بعد رزئك من ينامُ / ومن يصبو إذ سجع الحمامُ
ونفسي بالفداء عنيت لا من / ينام عن الحقوق ولا يلام
ألا نفق الجواد فلا عجاج / تقوم به الحروب ولا ضرام
وكان اذا طغت حرب عوان / جرى ورسيله الموت الزؤام
إذا رميت به الغايات صلت / صفوف الخيل وهو لها إمام
تمهر في الوقائع وهو مهر / ولا سرج عليه ولا لجام
فلما لم يدع في الأرض قرناً / تخوله فعاجله الحمام
وعود عافيات الطير طعماً / وشرب دمٍ إذا حرم المدام
فلما لم يطق نهضاً أتته / فقال لها أنا ذاك الطعام
وجاد بنفسه إذا لم يجد ما / يجود به كذا الخيل الكرام
وكنت البدر عارضه كسوف / ينحس حين تم له التمام
فلا تبعد وإن ابعدت عنا / فهذا العيش ليس انتظام
إذا لم تكشف الأصدا همومي / فليت الخيل أصداء وهام
طوى الحدثان طفرك يا ابن يحيى / فطرفي ما يعاوده المنام
ولم أحضره يوم قضى فيشكو / تحمحمه الذي صنع السقام
ولا خبرت ليلة جر جسم / زكت عندي له نعم جسام
ألم أقسم عليك لتخبرني / أمحمول على النعش الهمام
مضوا يناقلون به خفافاً / عليه من الضياع له قيام
فبزوه وما عروه درعاً / نبت عنه الصوارم والسهام
أيقتله الحمام أشدب قرن / وأكرمه وتسلبه اللئام
أبا عيسى تعز فدتك بنفسي / فإن الموت قرن لا يضام
أقم في ظل اسماعيل تضمن / لك الدرك السلامة والدوام
إذا بقي الوزير لنا وفينا / فقل للدهر يهلك والأنام
وعظت بها أخاً ورثيت مالا / واديت الأمانة والسلام
ليس الوزارة إلا عندكم ولكم
ليس الوزارة إلا عندكم ولكم / ولا مغارسها إلا بدوركمُ
لو انصفت كل ارض في منابتها / لكان في أرض قم ينبت الكرم
وقد خالط الفجر الظلام كما التقى
وقد خالط الفجر الظلام كما التقى / على روضة خضراء ورد وادهمُ
وعهدي بها والليل ساق ووصلنا / عقار وفوها الكأس أو كأسها فم
إلى أن بدرنا بالنجوم وغربها / يفض عقود الدر والشرق ينظم
ونبهت فتيان الصبوح للذة / فلبوا وما فيهم سوى الليل محرم
وفي كل كأس للندامى بقية / تلوح كدنيا يغطيه درهم
وأعرضت إذا رأت في عارضي درراً
وأعرضت إذا رأت في عارضي درراً / منظومة معها الاحزان تنتظمُ
وللصبابة قوم لا يسرهم / أن يلبسوا الوشي إلا تحته سقم
أشتاق أهلي لظبي بين أرحلهم / والحب يوصل إذ لا توصل الرحم
إن كان بالكرم الخلود فما أرى
إن كان بالكرم الخلود فما أرى / في العالمين سوى سعيد يسلمُ
وله من الحسن البديع براقع / وعليه من بشر السماحة ميسم
عبقٌ به مسك الثناء تكاد في الن / ادي نوافج ذكره تتكلم
أنسيم هل للصلح عندك موضع
أنسيم هل للصلح عندك موضع / فيزور طيف أو تهب نسيمُ
والشيب دونك وهو موت مضمر / والهجر وهو تفرق مكتوم
بيني وبين الراح مثل حبابها / دمع على وجناتها منظوم
ألبستهم نسج داود فنلت بهم
ألبستهم نسج داود فنلت بهم / ملك ابن داود إذ دانت له الاممُ
يا أهل لست بمشتاق إلى وطني
يا أهل لست بمشتاق إلى وطني / حتى أرى خيل فنا خسرُ بينكُم
أضحى يهنأ في الأضحى بمنزلة / لا العرب نالت مراقيها ولا العجم
أصغر بأضحية في غير يوم وغى / فما اضاحيك الا الخيل والبهم
وإنما أنت لطف الله جسمه / لنا وفي يدك الأرزاق والقسم
عدلت حتى هممنا أن نجور وكم / من شارك نعما في ضمنها نقم
إن المسيح وقد بانت دلالته / لولا هداه لما ضلت به الامم
في كل ناحية لم ترعها امم / الهدي منها بعيد والاذى أمم
إن البلاد ومن فيها مروعة / بها اليك وان طلتها قرم
وما نبالي اذا ما كنت شاهدها / أن غاب معتضد عنها ومعتصم
عدها بنصرك أو قل سوف ادركها / فإن قولك في أمثالهم قسم
وكباسه حلي الشباب لعوبة
وكباسه حلي الشباب لعوبة / بطرق الهوى عقادة للزمائم
غزال صريم في رجوم صوارم / وبدر تمام في نجوم تمائم
وكان رقادي بين كاس وروضة / فصار سهادي بين طرف وصارم
ولولا نسيب مطرب من قصائدي / لما احتال طيف في زيارة نائم
أظن اليوم يهطل بالمدام
أظن اليوم يهطل بالمدام / فإن الأفق محمر الغمام
وما عودت حمل الكاس إلا / على سكر الكروم أو الكرام
وعهد سماء جودك بالعطايا / كعهد دم الأعادي بالحسام
إذا طلعت شموس الراح فينا / وهبنا كل مسرجة اللجام
أبحر الجود في بحر الأماني / وبدر الملك في بدر التمام
ومن عبد ابن يوسف صير اسمي / وصير للندى مولى السلامي
إذا ركبت أناملنا كميتاً / من الجنب المفضض في لجام
تحيينا بذكرك وانتقلنا / بمدحك دون سادات الانام
طربت فما أبالي ما ورائي / وقار الراح مشعلة أمامي
جفون المزن مذ عدمت بواك / لرحمتنا وخد للورد دامي
فأحي بها فتى أحلى مناه / تقدم من فداك الى الحمام
لي فيك التي ترى البحتر
لي فيك التي ترى البحتر / ي امتاز في نظمها أبا تمامِ
فهي لفظ سهل ومعنى بديع / غرة الفكر درة في النظام
كلما أنشدت شهدت بان ال / شعر أمر مسلم للسلامي
يشبهه المداح في البأس والندى
يشبهه المداح في البأس والندى / بمن لو رآه كان اصغر خادم
ففي جيشه خمسون ألفاً كعنتر / وأمضى وفي خزانه ألف حاتم
قطيعتكم برغم المجد شهراً
قطيعتكم برغم المجد شهراً / أشد علي من شهر الصيامِ
وكيف أزوركم والمزن تبكي / على داري بأربعة سجام
وكانت منزلا طلق المحيا / فصارت وادياً صعب المرام
وبحراً من عجائبه خلوصي / إليكم ظامئاً والبحر طامي
بناتي كالضفادع في ثراها / وأهلي في الروازن كالحمام
انادي كلما ارتفعت سحاب / فابكتنا البوارق بابتسام
حوالينا بذاك ولا علينا / كفانا الله شرك من غمام
تهافت ركع الجدران فيها / سجوداً للرعود بلا إمام
كأن مصون ما احرزت فيها / على أبواب مشرعة الخيام
فلا باب يرد ولا جدار / يرد الطرف على وجه حرام
وكانت جنة الفردوس عادت / ملاعب جنة ووكور هام
زرت حتى حجبت وانتقب النا
زرت حتى حجبت وانتقب النا / س نقابين طرزاً باحتشام
إن بوابك القصير الطويل ال / باع في سوء عشرتي واهتضامي
هو تعويذ ملكك البارع الحس / ن وشيطان عبدك المستضام
سمح الوجه لو غدا حاجب البي / ت كفرنا بالحج والاحرام
مددت طرته كيما ألاعبه
مددت طرته كيما ألاعبه / فاقبلت واستدارت كالخواتيم
أفارق بغداد لا عن قلى
أفارق بغداد لا عن قلى / وأسري الى البين لا عن قرم
أروح وأغدو ولي قائدا / ن عز الإباء وذل العدم
وأرجو فتى مكرماً للندى / كما رجت الارض صوب الديم