المجموع : 8
رحلوا والأسى بقلبي أقاما
رحلوا والأسى بقلبي أقاما / جيرة جارهم بهم لن يضاما
ذهبوا والندى فعاد المنادي / لا يرى من يد الصروف اعتصاما
كم حبست الأنضاء بالدار حتى / خلتها في وقوفها آكاما
وسالت الرسوم عنهم فما أغنى / سؤالي وما شفى لي سقاما
وإذا ما سألتهن أعادت / في لسان الصداء منها الكلاما
فكأني كنت المناشد عنهم / وهي كانت مناشداً مستهاما
يا سقى اللَه معهداً قد شقته / سحب أجفاني الدموع السجاما
خيل القلب لي به وهو خالٍ / عرباً خيلهم تحوط الخياما
من بني غالب الألى في المعالي / غلبوا كل غالبٍ لن يسامى
هم بعلم وفي ندى ونزال / أرشدوا أرفدوا أرعوا حماما
لست أنسى رئيسهم خير خلق / اللَه رأس الهدى ثمال اليتاما
أيقظوا للحقود منهم قلوباً / هي كانت خوف الحسام نياما
وأحاطوا بابن النبي عناداً / لأبيه ولم يراعوا ذماما
فرماهم بأسهم ما رماها / يوم حرب إلا ونال المراما
وحما قد ارتضاهم لديه / شيعةً مثل ما ارتضوه إماما
سادة تنظر الوفود نداهم / مثلما تنظر العفاة الغماما
صيد حرب يستنزلون المنايا / بالعوالي ويرهبون الحماما
وثبوا للوغى بأسياف عزمٍ / حدها أورث السيوف الكهاما
وأباحوا القنا صدور الأعادي / والمواضي نحورها والهاما
فكأن الوغى خريدة حسن / أودعت منهم القلوب غراما
أسفروا للقا وللنقع ليل / كان للشمس من دجاها لثاما
وجلوه بأوجه تتمنى / نيرات السما لهن التثاما
وتعاطوا لدى الوغى كأس حتفٍ / كمعاطاة من تعاطى المداما
واحتسه كي لا يساموا بضيم / وأخو العز ذلةٌ لن يساما
وثووا في الرغام صرعى فأضحت / تتمنى السما تكون الرغاما
وعدا السبط للعدى فوق طرف / خيل صقراً على الحمائم حاما
فكأن الرياح منه استعارت / يوم عاد عدواً فأضحت رماما
فلق الهام بالمهند حتى / منع الدم أن يثور القتاما
خضب الخيل بالدماء إلى أن / كان مها على اللغام اللغاما
غادر الخيل والرجال رماماً / والقنا السمر والنصال حطاما
بطل كافح الألوف فريداً / ولديه الأملاك كانت قياما
وأتى النصر طالب الأذن منه / وإليه الزمان ألقى الزماما
فأبى أن يموت إلا شهيداً / ميتةً فاقت الحياة مقاما
فكأن الحمام كان حياةً / وكأن الحياة كانت حماما
بأبي باذلاً عن الدين نفساً / هي نفس الوجود حيث استقاما
يا أمير القضاء كيف استحلت / جاريات القضاء منك الحراما
أنت رب الوغى ورب عبيد / كفرت من الهها إلا نعاما
وابو البيض والقنا رب ولد / وقد عصت والداً كريماً هماما
يا قتيلاً شقت عليه المعالي / جيبها واكتست ضناً وسقاما
إن دهراً أخنى عليك لدهر / عيرته الدهور عاماً فعاما
بل ويوماً قتلت فيه ليوم / قد كسا ثوب حزنه الأياما
وسناناً أرداك فيه سنان / خزيه غادر الرماح تماما
لست أنسى كرائم السبط أضحت / حائراتٍ لما فقدن الكراما
تشتكي حر ثكلها وحشاها / قد راى في السباء حراً ضراما
أي خطبٍ من الرزايا تقاسي / في قلوب أذكت بهن أواما
نهب رحلٍ أم فقدهن حسيناً / وبني هاشم هماماً هماما
وإذا حن في السبايا يتيم / جاوبته أرامل ويتامى
وأمين الإله في الأرض بعداً / لسبط أضحى مقيداً مستضاما
تارةً ينظر النساء وطوراً / أرؤساً بالرماح تجلو الظلاما
كيف يسري بين الأعادي أسيراً / من يغادر وجودها إعداما
قيدوه من حلمه بقيودٍ / رب حلمٍ يقيد الضرغاما
يا بني خير والد ليت عيناً / ما بكتكم تسهدت لن تناما
وفؤاداً ما ذاب شجواً عليكم / بات للوجد منزلاً ومقاماً
كل باكٍ على سواكم ملام / كل باكٍ عليكم لن يلاما
وإليك مني خريدة حسنٍ / قلدت من جمان فكير نظاما
أبتغي المنكم القبول وأرجو / جائزات تنيلني الإكراما
فاقبلوها يا ساتدتي وأنيلوا / فسوى نيل فضلكم لن يراما
كان فيها عون الإله ابتداءاً / فاجعلوا منكم القبول اختتاما
قم عاطنيها كميت اللون تضرم
قم عاطنيها كميت اللون تضرم / يجلى بها الهم بل تعلو بها الهمم
سبية من سبا جاءت تنبئنا / عن حالها مذ عراها سيلها العرم
عتيقة العصر ما زالت تحدثنا / عن عصر عاد وما راقت به أرم
واعجب لها عصمت يوم السفينة / من طوفان نوح وما إذ ذاك معتصم
قتالة لهموم القلب لاسيما / وأن ثقاتلها معسوله الشيم
يزيدني طمعاً فيه تدلله / كأن قولك لا في مسمع نعم
دعني أواسي كراماً في سرورهم / وأساهم بالسرور البأس والكرم
وسر جدهم الهادي النبي ولا / عجب إذا سر في قوم إليه نموا
اليوم أضحت تهنيه ملائكة / الرحمن عن فرح والرسل والأمم
آساد قومٍ أباحت من شبولهم / دم الختان فيا للَه درهم
قالوا الختان طهور قالت أنهم / مطهرون نقيات ثيابهم
دم على أنمل الحجام كاد له / لو لم يكن سنة أن لا يصان دم
دم تود العلا شوقاً له وهو / من فوق وجنتها لو كان ينسجم
وإنها ابتهجت فيه كما ابتهجت / حسناء في خدها من حمرةٍ ضرم
قوم تقاسمت الدنيا سرورهم / كما تقسم فيها منهم النعم
سادوا بآبائهم بعد الجدود فلا / عصرٌ يمر وما منهم به علم
حبذا أنت من حبيب مسلمٍ
حبذا أنت من حبيب مسلمٍ / ومشيرٍ بطرفه متبسم
خلته بين كل ظبي غريرٍ / بدر تم يضيء ما بين أنجم
لك خد بمهر خالٍ عليه / خطب القلب للغرام فانعم
كان قلبي من قبل رؤياي وجهاً / من شموس النهار أبهى وأعظم
جاهلي الهوى فلما دعاه / مرسل الصدغ للصبابة أسلم
فانا اليوم للغرام مدين / طائع من ولاته من تحكم
أعلي سمعاً وإن كنت أدرى / رب مصغٍ لقائلٍ وهو أعلم
جمعتنا بالجامعين ليالٍ / ليس إلا الصباح منهن يذمم
نولتنا من السرور عظيماً / وسرور العلا لأجلك أعظم
يوم نلت المنى فهنيت فيك / المجد علماً بأنه لك توأم
يوم ابدي لك الزمان سروراً / فمحونا من فعله ما تقدم
وإذا ما الكريم جاء بعذر / فالذي منه يقبل العذر أكرم
يوم ماست تيهاً حسان المعالي / بك والمجد ثغره قد تبسم
فكأن الزمان عاد شباباً / بعد ما شاب في السنين واهرم
يوم حل السرور قلب كريمٍ / طال ما سر في البرية معدم
فمن السحب والجبال تراه / في الندى والخطوب أسخى وأحلم
لم تجاوز سنوه عشرين لكن / هو راياً من ابن ستين أحزم
يافعاً يخبر المشائخ عما / هو ماضٍ من قبل عاد وجرهم
ألا طرق الأسماع ما قد أصمها
ألا طرق الأسماع ما قد أصمها / وكلم أحشاء تكابد كلمها
مصاب به خص الكرام من الورى / ولم يعد باقي العالمين فعمها
حمدت الليالي برهة قبل وقعه / وقد حق لي من بعده أن أذمها
ليالي لم تبرح تجد بحربنا / وإن لعبت يوماً فعاينت سلمها
ليالي لا ينفك في النسا جورها / فسل أن تسل عنها جديساً وطسمها
مضت بعظيم القدر وابن عظيمه / وما استعظمت بين البرية جرمها
مضت بالفتى المهدي من شاد للعلا / دعائم لا يسطيع ذا الدهر هدمها
مضت بالذي يمضي على الدهر حكمه / وقد أنفذت فيه المنية حكمها
دنت من مليك دونه حاجب النهى / يذود فأنى أقصدت فيه سهمها
مضى مطعم الغرثى بداجيةٍ الشتا / فكيف أذاقته المنية طعمها
مضى من ينسي الضيف أهليه بالقرى / وينسي اليتامى ساعة الشكل يتمها
مضى من أباد البخل في سيف جوده / وللجود أسياف أبي المجد ثلمها
مضى واصل الأرحام بعد انقطاعها / إذا قطعت أهل المروة رحمها
إلى تربةٍ عادت عبيراً فأصبحت / تحاول أملاك السماوات لثمها
إلى خير قبر ما رأى الناس مثله / ثرى جمعت فيه المعالي فضمها
له الحلما شقوا الجيوب وزايلت / عشيةً عنهم شخصه زال حلمها
إذا احتشمت لطم الخدود أكفها / فقد جعلت حزناً على الهام لطمها
فلم أدر حتى وارت الأرض شخصه / جبال النهى يخفي الصعيد أشمها
فلم أدر حتى وارت الأرض شخصه / بدور الهدى يخفى الصعيد أتمها
فلم أدر حتى وارت الأرض شخصه / بحور الندى يخفي الصعيد خضمها
لئن أسفت فيه النفوس فأنسها / بوالده أضحت تنفس غمها
فتى باذلاً في اللَه للناس ماله / فلا حمدها يرجو ولم يخش ذمها
فتى سورة الإخلاص ملء فؤاده / وفي سورة الأنعام للناس عمها
إذا جمحت خيل السنين بأهلها / لوى بالندى رغماً على الدهر لجمها
علا لو تراءت من خصيب وحاتم / ومعن لباتوا يحسدونك عظمها
علا مالها إلا محمد صالح / فمن رام أدناها فقد رام ظلمها
به وأخيه وابنه وشبولهم / سماهم المعالي أزهر اللَه نجمها
فكانوا نجوماً في سماء سماحةٍ / أنالت شياطين الأشحاء رجمها
خلائقها تدني إليها وفودها / وهيبتها عنها تباعد خصمها
كأن لأفراخ الأنام بيوتها / وكون ترى فيها أباها وأمها
فصبراً جبال الحلم صبراً وإن يكن / مصابكم دك الجبال وأكمها
فإن سقمت في رزئكم مهجة الهدى / ففيكم أزال اللَه في الدهر سقمها
ولا نقص عندي في السماء وبدرها / مضيء إذا ما الشهب زايل نجمها
سقى غيث عفو اللَه قبراً بلحده / عظام فلم يعلم سوى اللَه عظمها
قل للزمان لينقص أو يزد نوباً
قل للزمان لينقص أو يزد نوباً / فما يزلزل من أطواد أحلامي
أما الحياة فإن طالت وإن قصرت / فلا اراها سوى أضغاث أحلام
وكيف استكثر الأحدات في زمن / قلت لديه ليالي وأيامي
لو أكرم الدهر من قبلي الكرام / قنعت من زمني ألا بإكرامي
أترضى بما قد قال زيد معاكساً
أترضى بما قد قال زيد معاكساً / لقولي لما أن خلوت به يوما
طلبت فطوراً منه أذانا صائم / فأدبر عني قائلاً تبتغي صوما
حباني بأنواع الشراب تكرماً
حباني بأنواع الشراب تكرماً / فواللَه ما آثرت شرباً على اللما
إذا أسكرتني مقلتاه وثغره / فما أبتغي بالخمر أشربها فما
هل الخمر إلا عن لماه تيمماً / أعند وجود الماء أبغي التيمما
غلام دنا والراح في راح كفه / فراح يعاطينا فرادى وتوأما
يطوف بها صباء قدم عصرها / معاصرة من قبل عاداً وجرهما
إذا طاف قالت البدر بالشمس طا / ئفٌ ولم يكفنا حتى استزدناه أنجما
تشابه دمعي والحميا وخده / فكل إذا عاينته خلته دما
فيا جاهلاً شوقي لو أنك عالم / لا وشكت أن تحنو علي وترحما
لقد كان طود الحلم مني ثابتاً / إذا ما نسفن الحادثات يلملما
عصفن به أهواء حبك فانثنى / وأركانه قد أوشكت أن تهدما
بقلب واشيكَ لا في قلبك الضرم
بقلب واشيكَ لا في قلبك الضرم / وجسم لاحيك في جسمك الألم
أعيذ حسنك في حسنى فعالك إن / يسري لجسمك من أجفانك السقم
أو أن يعبس ذاك الثغر من جزع / لحادث وهو للأحباب يبتسم
جسم توقد في حمائه كبدي / شفاؤه وشفائي ريقك الشم