المجموع : 10
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً / لا سماءَ ذي الفَضلِ العظيم القُماقمِ
وما قائلٌ خيراً ومثنٍ بنائِلٍ / على آلِ بَدرِ بنِ مَعَدٍّ بنادِمِ
وَجَدُّكَ حُصنٌ قد بنى لك في العُلا / كما كان نُعمان بنى للعلاقمِ
أَغَرُّ إذا اصطَكَّ الجباهُ كأنه / هِلالٌ بدا مُسجفاتِ الغمائِمِ
إذا نحن زُرنا بيتَهُ قال مَرحَباً / لِجوا ثم لَم يَعرِض لنا بالسَّخائِمِ
ألَم تَرَ أنّا قد كسَوناك حلةً / نَمت بك ليست لِلئِّامِ الدَمائِمِ
مُفَدّاةُ بنتُ الحصنِ أُمُّكَ فانتسِب / إِلى النَّسَب الرَابي الرفيعِ الدَّعائمِ
وأمَّ بني بَدر فلا تَنسيَنَّها / وبَدراً أبا تلك النجوم الخَضارمِ
تَظَلُّ سَراةُ الحيِّ قيسٌ تَعودُهُ / وتغلبُ من معطي الخزامِ ووائِمِ
لَعَمري لَقَد سادَ ابنُ بَدرٍ بفضلِهِ / على وُدٍّ مسرورٍ بذاك وراغِمِ
وأَسنَد أمرَ الناسِ بعد التباسِهِ / إِلى كل جَلدٍ مُبرمِ الأمرِ حازِم
وأنت الذي ترجوكَ قيسٌ لفضلهِ / وحتى لُكَيزٍ من وراءِ اللهازِمِ
فَضُلت نزاراً يا ابن حُصنٍ تكرُّما / وحزماً بِشدّاتِ الفحولِ الصَّلادِمُ
بِجمَّالِ اثقالٍ إذا خَطَرَت بهِ / فزارةُ في يومِ الثّأى المتفاقِمِ
باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما
باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما / وطاوَعَت بكَ مَن أغرى وَمَن صَرَما
ولَم يكُن ما ابتُلينا من مواعِدِها / إِلا السفاهَ وإِلا الهمَّ والسَّقَما
قولاً يكونُ من الإخلافِ صاحِبُه / غيرَ المريحِ ولا الموفي بما زَعَما
وما البخيلةُ إِلا مِن صواحِبِها / ممن يخونُ وممن يكذبُ القَسَما
وما يُقضّي غَريمٌ لا تنجّزه / إِلا التوى لَمحَلِّ الدِّينِ أو ظلما
لكن لياليَ عاناتٍ تحدَّثه / سِرَّ الفؤادِ وتعطيهِ الذي احتكما
إذ الشَّبابُ علينا لونُ مذهبِهِ / ونحن في زَمَنٍ يأتي بنا الأمما
قامَت تُريك وتجلو من محاسِنِها / بَردَ الغمامةِ تسقي بَلدَةً حرما
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ نَضخُ العبيرِ بها / اذا تميّلَ عن خُلخَالِها انفَصَما
ليست ترى عجباً إِلا بدا بَرَدٌ / غُرُّ المضاحِكِ ذو نور إذا ابتَسما
كأنها بَيضَةٌ صَفراءُ خَدَّ لها / في عَثعَث يُنبِتُ الحَوذانَ والعَذَما
أو دُرَّةٌ من هِجانِ الدُّرٍّ أَدرَكَها / مُصَعَّرٌ من رجال الهندِ قد سَهَما
أوفى على ظَهرِ مِسحاجٍ تَقَدّمَهُ / غواربُ الماء قد القينَه قُدُما
جوفاء مطليةٍ قاراً إذا اجُتَنَحَت / به غوارِبُهُ قَحمنَها قَحَما
حتى إذا السُفنُ كانَت فَوقَ مُعتَلجٍ / القى المعاوِزَ عنه ثُمَّتَ انكتما
في ذي حُبوك يُقَضّي الموتُ صاحبَه / إذا الصراري من أهوالهِ ارتسما
غوَّاصُ ماءٍ يمجُّ الزيتَ منغمساً / اذا الغُمورَةُ كانت فَوقَه قِيَما
حتى تناولَها والموتُ كاربُه / في جوفِ سَاجٍ سواديٍّ اذا فَحَما
ما للبلادِ كأنَّ الحيَّ لم يردِوا / نهيَ الخلاطِ ولم يُسقَوا به نَعَما
ولم يَحِلّوا باحواسِ الغميسِ إِلى / شَطَّي عُويقةَ فالرَّوحاءِ من خِيمَا
والعيشُ ذو فَرَحٍ والأرضُ آمنةٌ / والدَّهرُ للناسِ لم يأزِم كما أزَما
نرجو البَقاءَ وما مِن أُمَّةٍ خلقت / إِلا سَيُهلِكُها ما أهلَكَ الأُمَما
أما سَمِعتَ بأنَّ الريحَ مُرسلةٌ / في الدهرِ كانت هَلاكَ الحيَّ مِن إرَما
وقوم نوحٍ وقد كانوا يقول لهم / يا قومُ لا تعبدوا الأَوثانَ والصَّنما
فكذَّبوا مَن دَعا للخير واجتنبوا / ما قالَ وامتلأت آذانُهم صَمَما
فلا هُمُ رَهِبوا ما قَد أظلَّهُمُ / ولا نبيُّهُمُ عمّى ولا كَتَما
ذَر ذا وخُذ منس َراة القوم اذ ظعنوا / مُحدِّدين لبرقٍ يَمطر الدِّيَما
سار الظعائنُ من عتبانَ ضاحيةٍ / إِلى البني وبطنِ الوعرِ إذ سَجما
اذا هَبَطنَ مكاناً فاعتركن به / أحلهن سناماً عافياً جَشُما
ظعائنٌ لا يُرينَ الدهرَ مغترباً / من الأراقمِ إِلا القَيلَ والفَحَما
افهمتهم يومَ جَدَّ البَينُ بينَهُمُ / لو كان فيهِم غداة البَينِ مَن فَهِما
حلوا الرحوبَ وحلَّ العزُّ ساحتَهم / يدعو أميةَ أو مروانَ أو حَكَما
كم من بناءٍ بنى الكيَالُ قبلَهُمُ / وأحمرُ القرمِ لولا عِزُّهُ انهَدَما
قاد الخيولَ ابنُ ليلى وهي ساهِمَةٌ / حتى أَغرنَ مع الظلماءِ إذ ظُلما
أولى لآلِ سليمٍ أو ابي عُمَرٍ / من ضَربةٍ تورِثُ الأَضغَانَ والغَمَما
اذا الطبيبُ بمحرافيه حاولها / زادَت على النَفرِ أو تحريكُها ضَجَما
نادى المُنادي بِمَوت فاستجبتُ له / والليثُ مثلي إذا لم يَستبِن عَزَما
ومِثلُ حربيَ أنساهم تجشُّمُها / إجانةً من مُدامٍ طالَ ما احتَدَما
إنَّ الأخيطلَ ليس الدهرُ مائرَهم / أو يبعثُ اللهُ عاداً أو ترى إرَما
حَلَّت بنو مالِكٍ والبَحرُ دوَنَهُمُ / وذَمَّم القومُ في يوم القنا جشما
فما يجوزُ اخوهم في مهوّلةٍ / ولا يجدُّ اذا ما مفظِعٌ عَزَما
وَدَوبَلٌ لا يكونُ المجدُ غايتَهُ / ولن يجدَّ إذا شيطانُه اعترما
ألا مَن مُبلِغٌ زَفرَ بنَ عَمروٍ
ألا مَن مُبلِغٌ زَفرَ بنَ عَمروٍ / وَخيرُ القَولِ ما نَطَقَ الحكيمُ
ألَم تَرَ كالنعامةِ يَدَّريني / ولم يَكُ يَدَّري مثلي الحليمُ
اتختُلُني وتحسَبُني كخِشفٍ / من الغِزلانِ اغفلَ ما يريمُ
يُقحّمُ في الخبارِ ويختليني / وضغثُ المختلي كَلأٌ وَخيمُ
لَعلَّ الصيدَ سوف يصيرُ شئناً / يُبيّننُ حينَ يَنهِم أو يقومُ
هِزَبراً ترهَبُ الأَقرانُ منهُ / من اللائي يبيتُ لها نئيمُ
ابنَّ موارِدَ الغَمرينِ عَصراً / وطَوراً في مساكِنهِ القَصيمُ
أذلك أم رياضةُ راسِ قرمٍ / تخمَّط وهو تركبُهُ الهمومُ
من العُصلِ الشوابِكِ نَشرُ حربٍ / عَلندَى المنكبينِ بهِ العصيمُ
اذا سَمِعَت له القَعدانُ عزفاً / ذَرَفنَ وَهُنَّ من فَزَعٍ كظومُ
مُعرّى فهو يربضُ حيث أمسى / من الاهمالِ تعرفُهُ النجومُ
تبيت الغُولُ تهزجُ أن تراه / وصنج الجنَ من طَرب يهيمُ
أبيّ ماي قادُ الدهرَ قسراً / ولا لهوى المصرِّفِ يَستقيمُ
تصدُّ عَضارِطَ الركبانِ عَنهُ / وشَهراً من تَخَمُّطِهِ يَصُومُ
أنوفٌ حينَ يغضبُ مستعزّ / جنوحٌ يستبدُّ به الغريمُ
وقبلَ ابنِ النعامةِ كنت نِكلاً / ملداً حين تنتطحُ الخصومُ
فما أدنى نعامَةَ من أبينَا / اذا عُدَّ الخؤولَةُ والعمومُ
فخالي الشيخُ صعصعةُ بنُ سعدٍ / وتننميني لاكرمِها تميمُ
وترفِدُني الاراقمُ كلَّ رفدٍ / وشيبانُ بنُ ثعلبةًَ القرومُ
ابي عنه وَرِثتُ سوامَ مَجدٍ / وكلُّ أبِ سيورِثُ ما يسومُ
فما آلُ الحُبابِ الى نفيلٍ / اذا عُدّ الممهلُ والقديمُ
كأنَّ أبا الحُبابِ الى نفيلٍ / حمارٌ عَضَّهُ فَرَسٌ عَذومُ
بنى لك عامِرٌ وبنو كلابٍ / أروماً ما يوازِنُهُ أرومُ
اذا عدَّت هوازنُ أو سُليمٌ / فأنتم فَرعُها الشرفُ الصميمُ
وَجَدنا الصعقَ كبشَ بني نَفيلٍ / حرى بالمجدِ قد علمَ العليمُ
وكان اذا يَعَضُّ سفيه قومٍ / عصى الراقينَ في الحُمة السليمُ
بعضةِ رأسِ اقرعَ ذي لغامٍ / يُسكَرُ أو يسَنَّيهِ العليمُ
يا زُفَرُ بنُ الحارثِ بنِ الأكرمِ
يا زُفَرُ بنُ الحارثِ بنِ الأكرمِ / قد كنتَ في الحربِ كريمَ المَقدمِ
إذ أحجمَ القومُ ولمّا تحجِمِ / انك وابنَيكَ وصَلتُم مَحرَمي
بعدَ العوالي بعدَ ما ذبَّ فمي / وحَقَنَ اللهُ بأيديكم دَمي
والرمحُ يَهتَزُّ اهتزازَ المحجمِ / من بعد ما اختلَّ السنانُ مِعصَمي
أنقذتني من بطلٍ مُعَمَّمِ / والخيلُ تحتَ العارِضِ المسوّمِ
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي / وليس على الأيامِ والدهرِ سالِمُ
تراوَحَها العصرانِ طوراً مسفَّةً / وطوراً صَباً من آخر الليلِ خارمُ
تَحِلُّ بها والحيُّ حيٌّ بغبطةٍ / تقرُّ بهم عَيناكَ لو دام دائمُ
ولم أرَ ذا شَرِّ تمايَلَ شَرُّهُ / على قومِهِ إلا انتمى وهو نادِمُ
فلو أنني هانَت عليّ عشيرتي / لسُبَّ عروضٌ واستُحِلَّت محارِمُ
إذن لانطَوَت عني شُعوبٌ وأقبلت / عليّ شكاةٌ منهم وملاوِمُ
وذي شَفَقٍ ما يَأتليني نصيحةً / عَصَيتُ وقلبي للَّذي قالَ فاهِمُ
فقلت له لا أنتَ راجعُ ما مضى / عليّ ولا ماف ي غد أنتَ عالِمُ
فأقبلَ مني حين وَدَّعتُ باطلي / أخٌ لك ذو شَغبٍ على من يُراجِمُ
وما هِندوانيِّ تنقّاه صيقَلٌ / بضربَتِهِ عند الكريهَةِ صارِمُ
بأصدقَ مني يبتليني وتبتَلى / له وقعةٌ منها تُتَرُّ الجماجِمُ
ومجهولةٍ قد خَرَّمَ السَّيلُ نُؤيَها / إذا اعتادَ عُثنونٌ من الصَّيفِ رازِمُ
ترى فَرطَ حَولَيها الأثافيَّ كأنّها / لدى موقدِ النارِ الحمامُ الجواثِمُ
واسُّ اواريِّ الديارِ كأنها / حياضُ عراكٍ هَدَّمتها المواسِمُ
وذي عِزَّةِ ضَخم السَّوادِ اذا هَوى / إِلى الأشعراتِ الدّالِحُ المُتزاحِمُ
ألا طالما احلولى نيامي وجرّني / الى الفضلات الأغيدُ المتناعِمُ
أخو من خلا واللهوُ ما أن يهمَّه / مراحٌ ولا غادٍ على الحيِّ سائِمُ
اذا حَلَّ جَنبَي عَرعَرٍ ركزت به / زجاجُ الرماحِ الاكثرون الأكارِمُ
بقودٍ واسلافٍ وسدٍ كأنهم / مخارمُ موصولٌ بهنَّ مخارِمُ
وَحل بنو سَعدٍ بيبرينَ فيهم / طوالُ القنا والمقرباتُ الصَّلادِمُ
وحَلَّ بنو قَيسِ بنِ عيلانَ دونَهُم / وباتَ بنو بَكرٍ هُناكَ الأعاجِمُ
تَذكرَّتُ هَمّاماً وذكَّرَني به / زَمانٌ كأحناءِ الرحالةِ آزِمُ
بأبيضَ ما ينفَكُّ عاقدَ رايةٍ / لمردٍ على جردٍ لَهُنَّ هماهِمُ
وَخُيَّرَ فاختارَ الجهادَ وقد يُرى / لديهِ نساءٌ مرشقاتٌ نواعِمُ
لإفراسِه يَوماً على الدَّربِ غارَةٌ / تصلصِلُ في اشداقِهنَّ الشَّكائِمُ
نَمى بك يا هَمّامُ شيخٌ ورَثتَهُ / بنى لك والآباءُ بانٍ وهادِمُ
فقُل لبني مَروان لا تَجعَلَنَّهُ / كآخَرَ يمتدُّ الضُّحى وهو نائِمُ
فأصبَحَ قومي قد تَفَقَّدَ منهُمُ / رجالُ العوالي والخطيبُ المراجِمُ
وما لمثاباتِ العروشِ بقيةٌ / اذا سُلَّ من تَحتِ العروشِ الدعائِم
ألم تَرَى للبُنيان تَبلى بيوُتهُ / وتبقى من الشَعرِ البيوتُ الصوارمُ
ظُعنٌ اذا قابَلنَ قصر مقاتلٍ
ظُعنٌ اذا قابَلنَ قصر مقاتلٍ / فالقَلبُ في أثَرِ الذين تَيَمّمُوا
نَظَرَت اليك بمقلةٍ مكحولةٍ / نظراً يكادُ بطرفِهِ يَتَكَلَّمُ
قَد عَلِمَ الابناءُ مَن غلامُها
قَد عَلِمَ الابناءُ مَن غلامُها / اذا الصراصيرُ اقشَعَرَّ هامُها
أنا ابنُ هيجاها معي زمامُها / لم أَنبُ عنها نبوةً أُلامها
من طولِ ما جرَّبني أيامُها / لستُ كَمن حَلّ له حَرامُها
ولا ترى حانيةً أرحامُها / وليلةً قد بِتُّ ما أنامُها
أحييتها حتى انجلى ظلامُها / بذاتِ لَوثٍ ضَرِعٌ بغامُها
يهدي المطيَّ النجبَ اعتزامُها / وأمُّها في البيدِ واهتزامُها
وبلدةٍ طامسةٍ أعلامُها / يضغو جميعاً بومُها وهامُها
ان رزاماً غرّها قرزامها / قبيلةٌ اجملُها غُلامُها
قبيلةٌ زبابُها كمامُها / لم تَدرِ ما موسى ولا سطّامُها
جَزى اللهُ خَيراً والجزاءُ بكفِّهِ
جَزى اللهُ خَيراً والجزاءُ بكفِّهِ / بني دارمٍ عن كُلِّ جانٍ وغارِمِ
هُمُ حملوا رَحلي وأدوا أمانتي / إِليَّ وردوا فيَّ رِيشَ القوادِمِ
ولا عَيب فيهم غَير أّنَّ قدورَهم / على المثل امثالَ السنينِ الحواطمِ
وإنَّ مواريثَ الأُلى يرثونَهُم / كنوزَ المعالي لا كنوزَ الدراهمِ
وما ضرَّ منسوباً أبوهُ وأمُّهُ / الى دارِمٍ أن لا يكونَ لهاشِمِ
أطَفنَ ببلكوثٍ ثلاثاً يَعُدنَه
أطَفنَ ببلكوثٍ ثلاثاً يَعُدنَه / ويومينِ لا يطمعن إِلاَّ الشكائِما
يُطالِبنَ دينا بعد ما قد مَنَعنَه / وكان طوالاً بالأسِنَّةِ عالِما
فخرّ على شؤمى يديه فذادَها
فخرّ على شؤمى يديه فذادَها / بأظمأ من فرعِ الذؤابةِ أسحَما