المجموع : 3
أنت الملوم فمن يكون الألوما
أنت الملوم فمن يكون الألوما / فلك الظمى هيهات معسول اللمى
ما طال ليلك بعد ليلي حيرة / إلا وكنت بها كمثلي مغرما
لك في الضعائن سلوة لو امهلوا / أني وقد ساق الركاب وهوما
أني وقد ساق الركاب واعجل / الحادي وانجد بالفريق وأتهما
أفانت طالب سلوة من بعدهم / وتكون أنت كما زعمت متيما
يا سعد قف بي في المنازل ساعة / نبكي فربة عبرية تزوي ظمى
نبكي نفوس تقى تراق على الظبا / ظلماً واجساداً تغسلها الدما
نبكي لصرعى في التراب تخالها / في الليل من فوق البسيطة أنجما
نبكي حرائر هتكت استارها / بعد الحجاب فاصبحت مثل الاما
نبكي على النفر الذين تتابعوا / نحو المنون معظماً فمعظما
نبكي البدور الكاشفات بنورها / ليل الضلال إذا ضلال ابهما
نفست بهم أرض الطفوف فلم تزل / تجني العظيم وتستفيد الاعظما
ولعت بكسب النيرات فاكسبت / شرفاً مدى الأيام تحسدها السما
قد كنت احسب ان غاية كربها / يوم قضى ابن محمد فيها ظما
فإذا الرزايا لا تزال بربعها / فذا تطرق بالخطوب وتؤما
بأبي حبيب محمد وحبيبه / بأبي وقل أبي وجملة من وما
لم تفت قارعو تحل بربعه / حياً وتزعجه رميماً أعظما
كتب البلاء على علاه كأنما / فرض البلاء على علاه وحتما
حياً كذبح الشاة يذبح بالعرى / بل رب شاة منه كانت أكرما
ذبحاً على ظمأ الفؤاد من القفا / أرأيت شاتاً ويك تذبح بالظما
ويروح يوماً صدره متحطماً / فيهم ويوماً قبره متهدما
أو ما سمعت مصابها الثاني فقد / جاءت بواحدة المصائب صيلما
تركت رجال اللَه قتلا جثماً / وحريم آل اللَه ثكلاً أيما
لعبت بهم أيدي الخطوب فأصبحوا / نهباً بأيدي الظالمين مقسما
فتراهم فيهمكما شاء العدى / للسمر ريا وللصوارم مطعما
يا للرجال ولا رجال لهذه / الأرض التي أقوت من الدين الحمى
لمغسلين بما تفيض نحورهم / لمكفنين مدارعا ان تلحما
لمطرحين بغير دفن بالعرى / تغدوا السيوف لحومهم والاعظما
لموحدين الههم لم يجعلوا / معه سواه ولا أتوا ما حرما
للصائمين نهارهم لم يبرحوا / للقائمين بليلهم ان اعتما
للواصلين هناك رحم نبيهم / تركوا تنعمهم وعافوا الانعما
لمهاجرين إلى المهيمن حسبة / جعلوا الشهادة للسعادة سلما
صرعى تنوش جسومهم وحش الفلا / والطير تغدوا من عليها حوما
ترد السباع لحومها وجسومها / فننازع السرحان فيها القشعما
للراكعين الساجدين العابدين / الحامدين لربهم رب السما
يا ليت شعري من انوح له ومن / أبكي وعن اغدو له متألما
لدعائم الإسلام ساعة ضعضعت / أركانه للدين ساعة هدما
لشعار أهل الحق يمحق نورها / بغضاً لقبر ابن النبي مهدما
لرجال دين اللَه والقوم الذي / بضياء نور بيانهم يجلي العما
لمحمد علم العلوم باسرها / لأخ التقى الفياض غيث ان هما
لأخ النهى والفضل غير مدافع / علم الكمال العارف المتوسما
أم للفتى العلوي صادق قوله / بالسيف جسده النجيع وعندها
أم للفتى السامي علي إذ غدا / ينحو الردى بادي الشجاعة معلما
ما زال يخطر بالحسام مجاهداً / حتى غدا بالمشرفي معمما
بأبي وامي عافرين على الثرى / يقضي ويحسبهم هنالك نوما
ظفروا بقصدهم وبت معللا / ما بين ربتما وبين لعلما
سبقوا إلى الجنات في غاياتهم / سبق الوفود لمنعم لن يسأما
غنموا الجنان وظلت بعد فراقهم / حلف المذلة مرغماً أو مغرما
ربحوا ببيعهم الذي قد بايعوا / فاعرف مقامك أين انت من النما
أفردت نفسك عن سلوك طريقهم / ورجوت بعد لهم تكون التؤما
هيهات منتك الأماني ضلة / وأراك فيما خلته متوهما
فارجع فلست أراك غلا غابطاً / فيما تركت تالياً ومقدما
شأن الغواني صار شأنك لم تكن / إلا تقيم عزاً وتنصب مأتما
إن كان همك ليس إلا بالبكا / فتكون نائحة وتسمع مغرما
فلم ادخرت من السيوف مصمماً / لكريهة ومن الرماح مقوما
ضعفاً لرأيك حيث رأيك في البكا / لا مقدما تلقى ولا مستقدما
ظلت أدلة معشر سوتهم / إن كنت متخذاً حياتك مغنما
يا للرجال ألا تقي عاطف / يحنوا على دين الآله ويرحما
يا للرجال ألا ابن منجبة يرى / أم كلكم يا قوم أبناء الأما
يا للرجال ألا ابن منجبة يرى / ديناً فيغضب للآله فيقدما
يا للرجال ألا معود شيمة / إن صح قول سعود إن لا سلما
إن صح ما منكم لرب مسلم / أفلم يكن فيكم فتى يحمي حما
أفلم يكن فيكم مراعي حرمة / إن كنتم من ليس يخشى محرما
إن صح ان ولاء آل محمد / وهواهم في اللَه شركاً أعظما
إن صح أَن الواصلين نبيهم / في آله يستوجبون جهنما
إن صح لا خلفاء بعد نبيهم / أولا أئمة حرموا ما حرما
بل كلهم باغ مضل مبدع / الا سعود فنوره يجلوا الغما
وزمان الفي عام لم يك فيهم / أحد لوجه آلهه قد أسلما
ويقول طه لم تزل في امتي / بالحق طائفة تقول وتحكما
فمن المصدق منهما ان نبينا / الهادي الرشاد أم الجهول الاعظما
يا ناصر الاسلام يا بن محمد / أكرم به نسباً واعظم منتما
يا بن الكرام ألا تمن بلفتة / غب البلا وتجاوز الماء الفما
وترى حسام البغي كيف قد اغتدى / برقابنا متمكنا متحكما
لا شيبة تركوا ولا مستضعفاً / كلا ولا متضرعاً مستسلما
كم حرة مسحوبة مضروبة / سلب اللئيم قناعها سلب الاما
مسلوبة الاطمار لم تر ساتراً / في الناس إلا كفها والمعصبا
تخشى النهار من العيون إذا بدت / إذ كان يسترها الدجى إن اظلما
كم ذات خدر أخرجوها عنوة / من خدرها فغدا حريقاً مضرما
كم ذات طفل طفلها في حجرها / ذبحوه حتى خالط اللبن الدما
قتل الرجال لشركهم في زعمه / فالطفل أية جرمة قد أجرما
فبمسمع منك الذي قد عاينوا / وكفاهم يا سيدي ان تعلما
قرت عيون الحاسدين شماتة / وافتر ثغر الشامتين تبسما
وانصاع دين اللَه لعبة لاعب / فيما يشاء تهجماً وتهكما
فإلى متى يا بن النبي إلى متى / صلى الآله على النبي وسلما
لوامة حلف الملامه
لوامة حلف الملامه / أهدت إلى قلبي سقامه
لوامة نوامة / أين المنام من الملامه
خلو الحشا عن طارق / للجفن ما نعه منامه
متمدد الليل الطويل / كرى وليلي لن أنامه
فبدا يلوم ولو درى / ما في الحشا ما كان لامه
باللوم رام سلو قلب / لا تسليه المدامه
وجمود جفن ليس ترقى / الغانيات له انسجامه
لا ريقها المعسول يشفيه / ولا فرع البشامه
هيهات ذلك ضعف رأى / كيف صفو العقل رامه
سام العزا صباً محال / عنده ما كان سامه
لم يكفه الدمع المكفكف / والجوى المبدي اضطرامه
أفما بذاك علامة / لو ذو حجى يرعى العلامه
خل الجوى لمتيم / خلى السرور لمستدامه
لا يستطيع سوى الشجون / فكيف وهي غدت قوامه
غدت الكآبة نفسه / حتى أقامته مقامه
تلقى مدامعه رواه / وحرم مهجته طعامه
او لم يرعك الاكرمون / وما قضت لهم الكرامه
وقيامة بالطف قامت / دون أدناها القيامه
زلزالة اهدت قوارعها / إلى الكون اصطلامه
طخياء كالحة السواد / كأن ساريها حمامه
فرعاء يكتسب الدجى / من جنح طايرها ظلامه
طارت فاكسبت الوجود / غياهباً أوهت نظامه
فياضة الكربات مثل / البحر يلتطم التطامه
كالسيل اقدم كلما / كفكفت زاد به غرامه
موارة دوارة / لهواتها جثث وهامه
يزجي رحاها ساهر / ان عب بحر الحتف عامه
تلقى الجبال تمر من / سطواته مر الغمامه
متلفتات ليس يدري / الفذ منها ما أمامه
من معشر ضرب الجلال / بهم على العليا خيامه
أدنى منازلها السماك / ومن أظلتها الغمامه
وموطئ الاقدام منها / النسر كاهله وهامه
من احمد المختار منصبه / وحيدرة الشهامه
بجبينه نور النبوة / بين عينيه الامامه
يعلوه عنوان الجلال / به وسيماء الفخامه
غضبان يحتقر الوجود / وما بلت يده حسامه
موف على الدفعات / عز اللَه اشجع من اسامه
متبسماً يلقى العدى / كالليث اذ يلقى سوامه
غيران اما أن يجوز / المجد أو يلقى حمامه
عشق الفناء فليس دون / الحتف ما يشفي غرامه
طرب إذا اضطرب الغريق / كأنما الخطر السلامه
حتى إذا حم الحمام / وصوبت يده سهامه
وتصدعت شمل الهدى / صدعاً أبى الدهر التئامه
قرعت أساس المجد نافذة / فاسرعت انهدامه
هدت ذرى رضوى / وأردت يذبلا ورمت شمامه
وأشمت المجد الاشم / برغم ماجده رغامه
يا أمة ولغ الشقاء / بها فاركبها سنامه
ورأى الضلال محله / منها فملكها زمامه
ما راقبت لنبيها / عهداً وما راعت ذمامه
قتلت أحبته وما / قنعت ان اغتصبت مقامه
وجرت كذاك فلم تزل / أبداً له فيهم ظلامه
جعلت حشاه فدى السهام / وماء مهجته أدامه
هاتي كر آئمة بساق / ومثلها تركوا كرامه
فبناته نهباً كأن / أباحها الدين اغتنامه
ليزيد تلحو بعد كوفته / بلا ستر شآمه
أسرى يعز عليه ما / يلقين من بعد الكرامه
هذا ومهجته بأيدي / الخيل قد رضوا عظامه
وكريمه البدري فوق / قنانه لاقى تمامه
أكذا بدور الحسن لم / تبرح لها الخطى قامه
تروي الرماح أوامها / منه وما روت أوامه
والماء نصب لحاظه / يلتاح ناظره جمامه
يا للرجال لحادثات / قد طبق الدنيا ركامه
أرأيت مبعوثاً لقوم / هكذا جعلوا ختامه
قطعوا عناداً رحمه / الادنى وما خافوا اثامه
أهل الشقاء لهم مقام / ما لنا تلك المقامه
سادوا لنا بالسبق والمأموم / لا يعدوا إمامه
أهل العدالة والوثاقة / والجلالة والسآمه
ما أن عليهم لا ولو / كفروا بخالقهم لوامه
والصمت عن افعالهم / حتم قضى الدين التزامه
سبوا النبي غصبوا الوصي / ضربوا البتول بلا ملامه
حرقوا المصاحف غيروا / من بيت ربهم مقامة
آووا طريد نبيهم / طروا الذي آوى فهامه
حرمانه هتكوا أحلوا / باختيارهم حرامه
وتخلفوا عمداً مع اللعن / المؤكد عن اسامه
هذا وهم ساداتنا / أولادهم ربي سلامه
والفرد منهم حرم الباري / على الخلق اتهامه
ان صح فالتوحيد مم ولم / أجد به اهتمامه
والجاحدون وأهل دين الشرك / لم وضعوا الخضامه
وعلام يقتلهم ولم / يخلف مرامهم مرامه
باللَه حلفة صادق / الفاً وخمسون انقسامه
ما أسلموا إسلامهم / بل عضبه الماضي اقامه
وبه استقاموا عنوة / وعلى الحقيقة لا استقامه
ليسوا هم منه ولا هو / منهم قدر القلامه
قنعوا من الباقي بما نالوا / من الفاني حطامه
وزهت لها الرايات فوق / رؤسهم مثل العمامة
وصرير صوت النعل تستحلي / سماعهم بغامه
واستعذبت بطباعها / من فعلها المردي زقامه
فليعلمن معاشر / أن تأت فاطمة القيامه
وليندمن هناك قوم / حيث لا تغني الندامه
وليسئلن عن الوصي / وحكمة قضت اهتضامه
ولأي امر طفلها / في بطنها رضوا عظامه
وبأي حد زندها / بالسوط قد جعلوا وشامه
ولهيب بيت الوحي / بالنيران لم وصلوا ضرامه
ويل أم هاشم ما لفاطم / قدر سعد واحترامه
ويل قضى أبد الزمان / على بني الدنيا دوامه
ويل قرعت السن منه / ندامة لا بل غرامه
لترى نفيلة بل أمية / بل سمية بل حمامه
أضعاف ما كسبته / ساعة يجمع الباري أنامه
والفضل عدلاً والقضاء / بكف عادله انتقامة
قد قلت للساري المغب / المحمس الوجناء عامه
علق بقطع البيد / وصال السرى سأم السئامه
يزجي لها زيافة / في سيرها مثل النعامه
لبس الدجى برداً وصير / حنح غيهبه لثامه
غول السرى شربت / بطاح الحق وابتلعك اكامه
باللَه ان جئت الطفوف / مبلغاً عني سلامه
من بعد ان قبلت تربته / واكثرت التثامه
وشفيت دائك اذ مسحت / بوجهك العالي رغامه
ومعارج الافلاك حيث / قيامها يتلو قيامه
وسمعت اصوات الدعاء / وقولهم لهم الكرامه
فاذكر له الشوق الملح / وكيف هيمه هيامة
واخبره ان الصب بعد / لقاك لم يعرف منامه
ما لذ برد العيش من ذكراه / بعدك وانصرامه
يشتاق برقاً كلما / استعلى عراقياً فشامه
انفاسه قيد الزفير / وسجعه سجع الحمامه
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم / تحن شوقاً إِلى أيامنا القدم
أم عاقها بعدنا من بعدنا فسلت / سلو البهائم عن أطفالها البهم
أم راعها البين فارتاعت لفرقتنا / فالقلب في ضرم والدمع في سجم
هل سرحة الحي في أيامنا فرقتنا / هل بعدنا للتصابي لذة لفم
لا والهوى ليس بعد القانطين كرى / فيستريح أخو شوق إلى الحلم
وأين من طيف من تهواه عينك والا / جفان منهلة بالدمع كالديم
فاعجب لمكسالة الاعراب إذ حصلت / نحوي ومن بيننا الاعراب والعجم
واعجب بها إذ تجوب المومياة دجى / نحوي وعني وعنها خطوة القدم
وكيف يأوي بأرض الري منزلنا / من كان منزله الروحاء من أضم
أني اهتدي مضجعي والليل منسدل / والجسم يخفى ضنى عن ملة القلم
فاعجب لمسراه والاهوال تصحبه / حتى الوسادة لم يهجع ولم ينم
يأتي الوسادة ليلاً غير ملتفت / إلى الرقيب ولا خاش من التهم
حتى إذا الفجر وافى كر منفلتاً / من حيث أقبل لم يلبث ولم يقم
يا ساكن القلب هل من رحمة لشيح / مغض إلى سقم مفض إلى عدم
ما عند ناظره والقلب من أرب / بعد الحمى غير منهل ومضطرم
اسوان ليس له بعد النوى جلداً / يقوي به غير قرع السن من ندم
صفر الأنامل بادي الغي في ضجر / مقسم القلب بين الخمص والهضم
مناه عود المطايا لو تعود له / بما تحملن من ورد ومن عنم
لا رأي للركب أن يخشى الضلال دجى / والصبح فوق المطايا غير منكتم
وكيف يبغي الشذى والروض تحمله / أكوارها في انتشاق الشيح في الحزم
في البيت من هاشم العلياء نسبتهم / والنعت من احمد المبعوث للأمم
قوم إذا فخر الاقوام كان لهم / أنف الصفا وأعالي البيت والحرم
شم المراعف ولا جون مزدحم / الهيجاء بالنفس فراجون للغمم
أهل الحفيظة لا يلفي جوارهم / يشقى به الجار حفاضون للذمم
أبياتهم حرم للنازلين بها / تأوي المخوف ولا يخشى من العدم
عف المئاذر لا عيب يدنسهم / ولا يخاف عليهم زلة القدم
تلقى جفونهم تغضى حياً وترى / أسماعهم عن هجين القول في صمم
وموقف لهم تنسى مواقفه / وقائع الحرب في أيامها القدم
أيام قاد ابن خير الخلق معلمة / لم ترد فرسانها إلا أخا علم
حمر الضبا سود يوم النقع خضر رباً / لرائدي الجود بيض الأوجه الوسم
من كل ابيض في كفيه مشبهه / في الجزم والحزم والامضاء والقسم
قريع قوم قراع البيض مطربة / لسمعه دون قرع الناس بالتعم
ماض بأبيض لماع الحديد له / مستحكم من أديم الموت منقسم
يوم أبو الفضل تدعوا الضاميات به / والماء تحت شبا الهندية الخذم
الضارب القمم ابن الضارب القمم / ين الضارب القمم بن الضارب القمم
يوم له والمنايا السود شاهدة / بأنه بدرها الوقاد في الظلم
يسطوا فقل في السبنتي خلفت بشرى / أشبالها جوعاً في غاية الألم
والجمع والنقع والظلماء مرتكم / في ظل مرتكم في ظل مرتكم
والخيل تصطلك والزغف الدلاص / على فرسانها قد غدت ناراً على علم
والضرب يخلق أفواهاً مفوهة / تحكي الدماء فكان الكلم للكلم
والطعن يشبه عين الضبي أنجله / لكنه غاير الأعماق في قتم
وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى / بادي البشاشة كالمدعو للنعم
فياض مكرمة خواض ملحمة / فضاض معضلة عار من الوصم
أخو ندى ينحر الآساد ضارية / حسامه طعماً للسيد والرخم
ثيابه نسج داود وعمته / عادية أصبحت تعزى إلى أرم
يشتد كالصقر والابطال شاردة / عن جوه كضباء الضال والسلم
يبدو فيغدو صميم الجمع منصدعاً / نصفين ما بين مطروح ومنهزم
فقال منتدب في اللَه محتسب / في اللَه معتصم بِاللَه ملتزم
حتى حوى بحرها الطامي فراتهم / الجاري ببحر من الهندي ملتطم
واصبح الماء ملكاً طوع راحته / مصرفا منه في حكم وفي حكم
فحازه الندب والابطال تلحظه / تكاد احشائه تنشق من ورم
فكف كفاً عن الورد المباح وفي / أحشائه ضرم ناهيك عن ضرم
وحرمت أن تنال الري مهجته / كأنما الري فيها أشهر الحرم
ولم تهم بشرب الماء همته / وسلب ذا الهم نفساً أكبر الهمم
وهل ترى صادقاً دعوى اخوته / روى حشاه واخوه في الهجير رمي
وما كفاه الردى دون ابن والده / حتى قضى مثله وارى الفؤاد ضمي
حتى ملا مطمئن الجأش قربته / ثم انثنى مستهلاً طالب الحرم
فكاثروه فالفوا غير ما نكس / ماضي الشبا غير هياب ولا أرم
فردها والسيوف البيض تحسبها / برق الحيا والرماح الخط كالاجم
وكلما أقبلت تنحو جموعهم / يبدو فينقض منها كل محتدم
أكمي كمي ومن كان الوصي له / اباً فذاك كمي فوق كل كمي
يستوعب الجمع لا مستفهماً بهل / عنه ولا سائلاً عن عده بكم
غيران تأبى يسير الطعن همته / فلا يؤم رماحاً غير مزدحم
فراح ما زالَ في الهندي مشتملاً / بالرمح ملتثماً مستحصف الحزم
حتى ابتنى قلل العلياء من شرف / ورم ساحتها الجرباء بالرمم
عموه بالنبل والسمر العواسل والبيض / الفواصل من فرع إلى قدم
وخر للأرض مقطوع اليدين له / من كل مجد يمين غير منجذم
يا جامعاً شمل انسي بعد بعدكم / قد شت شملي وأمسى غير ملتئم
يا أمن كل مخرف في حماك غدا / بقيت بعدك في خوف بغير حمي
ما بعد جودك للراجين من أمل / ولا ورائك للاجين من حرم
هيهات ما حرم لما قضيت ردى / إلا وبعدك أضحى غير محترم