القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسَن القَيِّم الحِلّي الكل
المجموع : 5
عطن بذات الرمل وهو قديم
عطن بذات الرمل وهو قديم / حنت بواديه الخماص الهيم
وَتذكرت بالأنعمين مرابعاً / خضر الأَديم ونبتهن عميم
أَيام مرتبع الركائب باللوى / خضل وماء الواديين جميم
ومن العذيب تخب فيغلس الدجى / بالمدلجين مسومات كوم
وَالركب يتبع ومضة من حاجز / فكأَنَّه بزمامها مخطوم
سل أَبرق الحنان عن جيراننا / هل حيهم بالأَجرعين مقيم
والثم ثرى الدار الَّتي بجفوننا / يَوم الوداع ترابها ملثوم
واحلب جفونك ان طفل نباتها / عن ضرع غادية الحيا مفطوم
عجباً لدار الحي انتجع الحيا / وَأَخو الغوادي جفني المسجوم
وَمولع باللوم ما عرف الجوى / سفهاً يعنف واجداً وَيَلوم
فاجبته والنار بين جوانحي / دعني فرزئي بالحسين عظيم
انعاه مفطور الفؤاد من الظما / وَبنحره شجر القنا محطوم
جم المناقب منه يضرب للعلى / عرق بأَعياص الفخار كَريم
فَلَقَد تَعاطى وَالدماء مدامة / وَلَقَد تنادم والحسام نديم
في حيث أَودية النجيع يمدها / بطل بخيل الدارعين يعوم
لباس محكمة القتير مفاضة / يندق فيها الرمح وهو قويم
يَعدو وحَبّات القلوب كأَنَّها / عقد بسلك قناته منظوم
يَغشى الطَريد شبا الحسام وَرأَسه / قبل الفرار امامه مهزوم
وَمَضى يريد الحرب حتىّ انه / تحت اللواء يموت وهو كَريم
واختار ان يقضى وعمته الضبا / فيها وأَضلعه القنا المحطوم
وَمَضى بيوم حيث في سمر القنا / قصدو في بيض الضبا تثليم
وَقَضى وسيم الوجه فوق جبينه / للعز من أثر الضبا توسيم
ثاوٍ بظل السمر يشكر فعله / في الحرب مصرعه بها المعلوم
عَجَباً رأى النيران بابن قسيمها / برداً خَليل اللَه ابراهيم
وابن النَبي قَضى بجمرة غلة / منها يذيب الجامدات سموم
فَدماؤه مسفوكة وَنساؤُهُ / مهتوكة وتراثه مقسوم
تَاللَه عند ضئيل تيم فيؤه / أَودى به التَوزيع وَالتَقسيم
يوم تطرق فتنة لَولاه لَم / تنتج رَزايا كربلاء عقيم
هم قدموه لامرة بضلالها / أَمسى لَه يتمهد التقديم
هجموا على حرم أُميَّة بعدهم / بالطف ساغ لها عليه هجوم
وَكريمة الحسبين باسم زعيمها / هتفت عشية لا يجيب زعيم
هتَكوا الحَريم وأَنت أَمنع جانباً / بحمية فيها يصان حريم
تَرتاع من فزع العدو يتيمة / وَيحن من أَلم السياط يتيم
تَطوي الضلوع على لوافح زفرة / خرساء تقعد بالحشا وَتَقوم
في حيث قِدرُ الوجد توقد نارها / ملأ الجوانح زفرة وهموم
فتمج بالحادي ومن احشائها / جمعت شظاياً ملؤهن كلوم
اما مررت على جسوم بني أَبي / دَعني وَلَو لوث الأَزار أقيم
وأَروح الثم كل نحر منهم / قبلي بافواه الضبا ملثوم
واشم من تلك النحور لطائماً / فيهن خفاق النسيم نموم
وَبرغمهم أَسبى وأَترك عندهم / كبداً ترف عليهم وتحوم
أَنمى بدوراً تحت داجية الوَغى / يطلعن منها للرماح نجوم
أَكل الحديد جسومهم ومن القنا / صارَت لأرؤسهم تنوب جسوم
فقضوا حقوق المجد دون مواقف / رعفت بهنَّ أَسنة وَكلوم
ماتوا ضراباً والسيوف بوقفة / فيها لأظفار القنا تقليم
ومشوا لها قدماً وحائمة الردى / لهم باجنحة السيوف تحوم
أحييت بالديمتين الفضل والكرم
أحييت بالديمتين الفضل والكرم / أمنية المعدمين العرب والعجم
فَلِلرَعيَّة كم اسبغتها نعماً / أعطاكها مستزيداً سابغ النعم
لَقَد حمَت حوزة الإسلام منك يد / عادت بها حوزة الإسلام في حرم
عادَت بدولتك الدنيا ممهدة / بآية المصلحين السيف وَالقَلَم
عقدت في مشرق الدنيا ومغربها / لواء عدلك منشوراً عَلى الأمم
حيث المَساعي بوجه الهر ضاحكة / ضحك الكواكب في داج من الظلم
ارخيت ضرع بنان من حلوبته / أَمسى رضيع الاماني غير منفطم
ان المُلوك وان جلوا وان كرموا / هاماتهم لك أَمست موطئ القدم
بنيت دار شفاء ان شكت أَلَماً / قوم فيمنك يشفيها من الأَلَم
دار خلعت عليها ثوب أَبهةٍ / فاضحت اليوم في شأن وفي عظم
لَو طاوَلَت ارما ذات العماد اذاً / لطال سمك مبانيها على أرم
أَحييت ناحلة الابدان من فئةٍ / قد كادَ يقضي عليها السقم بالعدم
اخلاقك الغر هبت بالشفاء لهم / فاصبحت تنعش المرضى من السقم
ارقدتها مقلا قرت بساحتها / نوماً عيون البرايا وهي لم تنم
قدم حساماً على الأَعداء منصلتاً / ماضي المضارب بالأَعناق والقمم
فَلَقَت هام العدى في فيلق لجب / منها بحد شبا الأَسياف منتقم
كل ابن حرب ببرد الصبر مشتمل / بأَساً وفي مستشار النقع ملتثم
مجرداً للأَعادي مخذماً بيد / كانَت لدى الفتك امضى من شبا الخذم
حيث السوابق في غمر الوغي سفن / تعوم من جثث القَتلى ببحر دم
لم يوردوها وغي إِلّا وقد صدروا / من الدماء بها محمرة اللجم
هابَت سيوفك يَقضي وهي لو رقدت / لروعت من شباها وهي في الحلم
قَد غمها ملتقى الهيجا ولو جنحت / للسلم الفتك عنها كاشف الغمم
من حامل لي موفور الثناء الى / عبد الحميد حميد الفضل والشيم
ملك بحضرته صيد الملوك سمت / بغاية الفخر مذ عدت من الخدم
يا من معانيه جلت عن مديح فتى / نامي المقال بمنثور ومنتظم
ان ضاق للدهر في أَوصافهم فم / فَعاذر في ثناها ان يضيق فمي
لكن مجدك في نظم القريض لَقَد / أَمد باعي وأَعلى في الثنا هممي
يا من لنعماه أَهل الأَرض شاكرة / شكر الرياض لهطال من الديم
مذ توجتك العلى اكليل مفخرها / رصعته بالثنا من جوهر الكلم
فاسلم الينا رئيس المسلمين ودم / غوثاً لمستصرخ كهفاً لمعتصم
ولا تَزال بنور اللَه مبتهجاً / تجلو لنا شبهات الظلم والظلم
صبراً وان طرقت عظيمه
صبراً وان طرقت عظيمه / فالمَرء قد يَسلو همومه
وَيَروح يحلم عن امور / وهي قد هدت حلومه
نادمه بالسلوان عن / تلك الرزية يا نديمه
أَمسى أَبو حسن فقيد / نظيره فيها عديمه
فيهِ المَكارم كلها / تمت وما شدوا تميمه
من أفوه لسن يصيب / بحد مقوله خصيمه
وَيريك في برديه واري / الزند وقاد العزيمه
هجم الردى بحمى أَبيه / حيث لم نحذر هجومه
واستلّ نفساً نزَّهت / عن كل حالات ذميمه
درت اللَيالي لا درت / عن مثله أَمست عقيمه
يا ثاوياً والصالحات / بجنبه باتَت مقيمه
عاقدت دهرك لا تلاقي / فيه يوماً أَو تصومه
متململا ليل التمام / يخالك الرائي سليمه
وُسّدتَ قبراً قد غدا / صدفاً ودّرته يتيمه
يا بن الَّذي عقد الردا / منه على شيم كريمه
منه ورثتم مَنبَراً / فيكم تزّين يا نجومه
من كل وَجهٍ فيه تجلى / ظلمة الليل البهيمه
فَكأَنَّ بالأَقمار لثمتم / وجوهكم الوسيمه
سارَ بالعالمين ركب الحمام
سارَ بالعالمين ركب الحمام / ام على النعش أَنت كل الأَنام
لَم تكن في مثواك خامرها / السكر ولكن مطاشة الأَحلام
يا سقيناه وهو غير محيل / درة الجفن قبل سقيا الغمام
وَوقفنا لوث الأزار عليه / فعقرنا القلوب عقر السوام
ماجد يَرتَدي بسابقة المجد / وَيعتّم بالفخار القدام
وإِذا الأَرض هزها مصمئلِّ / قال قري يا أَرض في أَحلامي
لَم يَزَل ناشراً لنا كل فضل / خص آل النبي أَزكى الانام
فهم الوارثون اكرومة المجد / قَديماً من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للو / فد وَيكفون عيلة الايتام
كل مستجمع المكارم ينمى / لمعاليه كل فضل نام
من عليه يزر للبأس / وَالبؤس رداء المطعان والمطعام
أَنتَ أَنتَ الفرد الَّذي لم ينا / زعك شريك على المساعي العظام
قد أَقمت الفعل الجَميل مع الناس / مقام الارواح في الاجسام
شرف قاوم النجوم وقد قام / مغيظاً ورائك عن مَقامي
أَنا قصّرت في الرثا ولو اني / افرغ الشعر عن لسان النامي
لم يحرّر الاوماء سواد العين / كانَ المداد في أَقلامي
ذروني وتسكاب الدموع السواجم
ذروني وتسكاب الدموع السواجم / لفقد عظيم القدر من آل هاشم
سرى الموت في سبط اليدين سماحة / يسيل ندى كفيه سيل الغمائم
سرى بعميد الطالبين كلها / حليف المَعالي والندى وَالمكارم
سرى نعشه والمكرمات وراءه / تنوح عليه مثل نوح الحمائم
ترف وراء النعش افئدة الورى / رَفيف قطاً دون الموارد حائم
فَيا لَك من رزء وهى المجد والعلى / فأَنسى وقوع القارعات العظائم
به وسدّوا تحت الثرى حلم احنف / وَمنطق قس بل وحبوة هاشم
اخو المكرمات ليس يصغى لعاذل / عليها ولم يقرع لها سن نادم
له العزة القعساء في الدهر ارجفت / من الرعب احشاء الليوث الضراغم
همام باعباء النقابة ناهض / يدبرها منه بأَراء حازم
بني بعده المجد المؤثل صنوه / وما أَحد ما كان يبني بهادم
فَذاكَ ابو عيسى الَّذي بنواله / يعدّ اكتساب الحمد احدى الغنائم
أَخو كرم راحَت انامل كفه / تغبر يوم الجود في وجه حاتم
له الطلعة الغراء من افق الندى / كَطلعة بدر لاح بين الغمائم
وَذو مقول قد أَخرس الخصم حده / فَقام مقام الماضيات الصوارم
باشجع من ليث العرينة فاتك / واقطع من ماضي الغرارين صارم
لقيت بزين الدين أَجمل سلوة / همام يحيى الخطب عن ثغر باسم
اذا أَعيت الآراء في حل مشكل / تجده سديد الرأي واري العزائم
وَما ماتَ سلمان وداود شبله / وَهَل ينتَمي شبل لغير الضراغم
عزاء بني العلياء عن فقد ماجد / بكته المَعالي بالدموع السواجم
بني المجد لا زلتم بأَرفع منزل / رَفيع العلا والسمك سامي الدعائم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025