المجموع : 5
عطن بذات الرمل وهو قديم
عطن بذات الرمل وهو قديم / حنت بواديه الخماص الهيم
وَتذكرت بالأنعمين مرابعاً / خضر الأَديم ونبتهن عميم
أَيام مرتبع الركائب باللوى / خضل وماء الواديين جميم
ومن العذيب تخب فيغلس الدجى / بالمدلجين مسومات كوم
وَالركب يتبع ومضة من حاجز / فكأَنَّه بزمامها مخطوم
سل أَبرق الحنان عن جيراننا / هل حيهم بالأَجرعين مقيم
والثم ثرى الدار الَّتي بجفوننا / يَوم الوداع ترابها ملثوم
واحلب جفونك ان طفل نباتها / عن ضرع غادية الحيا مفطوم
عجباً لدار الحي انتجع الحيا / وَأَخو الغوادي جفني المسجوم
وَمولع باللوم ما عرف الجوى / سفهاً يعنف واجداً وَيَلوم
فاجبته والنار بين جوانحي / دعني فرزئي بالحسين عظيم
انعاه مفطور الفؤاد من الظما / وَبنحره شجر القنا محطوم
جم المناقب منه يضرب للعلى / عرق بأَعياص الفخار كَريم
فَلَقَد تَعاطى وَالدماء مدامة / وَلَقَد تنادم والحسام نديم
في حيث أَودية النجيع يمدها / بطل بخيل الدارعين يعوم
لباس محكمة القتير مفاضة / يندق فيها الرمح وهو قويم
يَعدو وحَبّات القلوب كأَنَّها / عقد بسلك قناته منظوم
يَغشى الطَريد شبا الحسام وَرأَسه / قبل الفرار امامه مهزوم
وَمَضى يريد الحرب حتىّ انه / تحت اللواء يموت وهو كَريم
واختار ان يقضى وعمته الضبا / فيها وأَضلعه القنا المحطوم
وَمَضى بيوم حيث في سمر القنا / قصدو في بيض الضبا تثليم
وَقَضى وسيم الوجه فوق جبينه / للعز من أثر الضبا توسيم
ثاوٍ بظل السمر يشكر فعله / في الحرب مصرعه بها المعلوم
عَجَباً رأى النيران بابن قسيمها / برداً خَليل اللَه ابراهيم
وابن النَبي قَضى بجمرة غلة / منها يذيب الجامدات سموم
فَدماؤه مسفوكة وَنساؤُهُ / مهتوكة وتراثه مقسوم
تَاللَه عند ضئيل تيم فيؤه / أَودى به التَوزيع وَالتَقسيم
يوم تطرق فتنة لَولاه لَم / تنتج رَزايا كربلاء عقيم
هم قدموه لامرة بضلالها / أَمسى لَه يتمهد التقديم
هجموا على حرم أُميَّة بعدهم / بالطف ساغ لها عليه هجوم
وَكريمة الحسبين باسم زعيمها / هتفت عشية لا يجيب زعيم
هتَكوا الحَريم وأَنت أَمنع جانباً / بحمية فيها يصان حريم
تَرتاع من فزع العدو يتيمة / وَيحن من أَلم السياط يتيم
تَطوي الضلوع على لوافح زفرة / خرساء تقعد بالحشا وَتَقوم
في حيث قِدرُ الوجد توقد نارها / ملأ الجوانح زفرة وهموم
فتمج بالحادي ومن احشائها / جمعت شظاياً ملؤهن كلوم
اما مررت على جسوم بني أَبي / دَعني وَلَو لوث الأَزار أقيم
وأَروح الثم كل نحر منهم / قبلي بافواه الضبا ملثوم
واشم من تلك النحور لطائماً / فيهن خفاق النسيم نموم
وَبرغمهم أَسبى وأَترك عندهم / كبداً ترف عليهم وتحوم
أَنمى بدوراً تحت داجية الوَغى / يطلعن منها للرماح نجوم
أَكل الحديد جسومهم ومن القنا / صارَت لأرؤسهم تنوب جسوم
فقضوا حقوق المجد دون مواقف / رعفت بهنَّ أَسنة وَكلوم
ماتوا ضراباً والسيوف بوقفة / فيها لأظفار القنا تقليم
ومشوا لها قدماً وحائمة الردى / لهم باجنحة السيوف تحوم
أحييت بالديمتين الفضل والكرم
أحييت بالديمتين الفضل والكرم / أمنية المعدمين العرب والعجم
فَلِلرَعيَّة كم اسبغتها نعماً / أعطاكها مستزيداً سابغ النعم
لَقَد حمَت حوزة الإسلام منك يد / عادت بها حوزة الإسلام في حرم
عادَت بدولتك الدنيا ممهدة / بآية المصلحين السيف وَالقَلَم
عقدت في مشرق الدنيا ومغربها / لواء عدلك منشوراً عَلى الأمم
حيث المَساعي بوجه الهر ضاحكة / ضحك الكواكب في داج من الظلم
ارخيت ضرع بنان من حلوبته / أَمسى رضيع الاماني غير منفطم
ان المُلوك وان جلوا وان كرموا / هاماتهم لك أَمست موطئ القدم
بنيت دار شفاء ان شكت أَلَماً / قوم فيمنك يشفيها من الأَلَم
دار خلعت عليها ثوب أَبهةٍ / فاضحت اليوم في شأن وفي عظم
لَو طاوَلَت ارما ذات العماد اذاً / لطال سمك مبانيها على أرم
أَحييت ناحلة الابدان من فئةٍ / قد كادَ يقضي عليها السقم بالعدم
اخلاقك الغر هبت بالشفاء لهم / فاصبحت تنعش المرضى من السقم
ارقدتها مقلا قرت بساحتها / نوماً عيون البرايا وهي لم تنم
قدم حساماً على الأَعداء منصلتاً / ماضي المضارب بالأَعناق والقمم
فَلَقَت هام العدى في فيلق لجب / منها بحد شبا الأَسياف منتقم
كل ابن حرب ببرد الصبر مشتمل / بأَساً وفي مستشار النقع ملتثم
مجرداً للأَعادي مخذماً بيد / كانَت لدى الفتك امضى من شبا الخذم
حيث السوابق في غمر الوغي سفن / تعوم من جثث القَتلى ببحر دم
لم يوردوها وغي إِلّا وقد صدروا / من الدماء بها محمرة اللجم
هابَت سيوفك يَقضي وهي لو رقدت / لروعت من شباها وهي في الحلم
قَد غمها ملتقى الهيجا ولو جنحت / للسلم الفتك عنها كاشف الغمم
من حامل لي موفور الثناء الى / عبد الحميد حميد الفضل والشيم
ملك بحضرته صيد الملوك سمت / بغاية الفخر مذ عدت من الخدم
يا من معانيه جلت عن مديح فتى / نامي المقال بمنثور ومنتظم
ان ضاق للدهر في أَوصافهم فم / فَعاذر في ثناها ان يضيق فمي
لكن مجدك في نظم القريض لَقَد / أَمد باعي وأَعلى في الثنا هممي
يا من لنعماه أَهل الأَرض شاكرة / شكر الرياض لهطال من الديم
مذ توجتك العلى اكليل مفخرها / رصعته بالثنا من جوهر الكلم
فاسلم الينا رئيس المسلمين ودم / غوثاً لمستصرخ كهفاً لمعتصم
ولا تَزال بنور اللَه مبتهجاً / تجلو لنا شبهات الظلم والظلم
صبراً وان طرقت عظيمه
صبراً وان طرقت عظيمه / فالمَرء قد يَسلو همومه
وَيَروح يحلم عن امور / وهي قد هدت حلومه
نادمه بالسلوان عن / تلك الرزية يا نديمه
أَمسى أَبو حسن فقيد / نظيره فيها عديمه
فيهِ المَكارم كلها / تمت وما شدوا تميمه
من أفوه لسن يصيب / بحد مقوله خصيمه
وَيريك في برديه واري / الزند وقاد العزيمه
هجم الردى بحمى أَبيه / حيث لم نحذر هجومه
واستلّ نفساً نزَّهت / عن كل حالات ذميمه
درت اللَيالي لا درت / عن مثله أَمست عقيمه
يا ثاوياً والصالحات / بجنبه باتَت مقيمه
عاقدت دهرك لا تلاقي / فيه يوماً أَو تصومه
متململا ليل التمام / يخالك الرائي سليمه
وُسّدتَ قبراً قد غدا / صدفاً ودّرته يتيمه
يا بن الَّذي عقد الردا / منه على شيم كريمه
منه ورثتم مَنبَراً / فيكم تزّين يا نجومه
من كل وَجهٍ فيه تجلى / ظلمة الليل البهيمه
فَكأَنَّ بالأَقمار لثمتم / وجوهكم الوسيمه
سارَ بالعالمين ركب الحمام
سارَ بالعالمين ركب الحمام / ام على النعش أَنت كل الأَنام
لَم تكن في مثواك خامرها / السكر ولكن مطاشة الأَحلام
يا سقيناه وهو غير محيل / درة الجفن قبل سقيا الغمام
وَوقفنا لوث الأزار عليه / فعقرنا القلوب عقر السوام
ماجد يَرتَدي بسابقة المجد / وَيعتّم بالفخار القدام
وإِذا الأَرض هزها مصمئلِّ / قال قري يا أَرض في أَحلامي
لَم يَزَل ناشراً لنا كل فضل / خص آل النبي أَزكى الانام
فهم الوارثون اكرومة المجد / قَديماً من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للو / فد وَيكفون عيلة الايتام
كل مستجمع المكارم ينمى / لمعاليه كل فضل نام
من عليه يزر للبأس / وَالبؤس رداء المطعان والمطعام
أَنتَ أَنتَ الفرد الَّذي لم ينا / زعك شريك على المساعي العظام
قد أَقمت الفعل الجَميل مع الناس / مقام الارواح في الاجسام
شرف قاوم النجوم وقد قام / مغيظاً ورائك عن مَقامي
أَنا قصّرت في الرثا ولو اني / افرغ الشعر عن لسان النامي
لم يحرّر الاوماء سواد العين / كانَ المداد في أَقلامي
ذروني وتسكاب الدموع السواجم
ذروني وتسكاب الدموع السواجم / لفقد عظيم القدر من آل هاشم
سرى الموت في سبط اليدين سماحة / يسيل ندى كفيه سيل الغمائم
سرى بعميد الطالبين كلها / حليف المَعالي والندى وَالمكارم
سرى نعشه والمكرمات وراءه / تنوح عليه مثل نوح الحمائم
ترف وراء النعش افئدة الورى / رَفيف قطاً دون الموارد حائم
فَيا لَك من رزء وهى المجد والعلى / فأَنسى وقوع القارعات العظائم
به وسدّوا تحت الثرى حلم احنف / وَمنطق قس بل وحبوة هاشم
اخو المكرمات ليس يصغى لعاذل / عليها ولم يقرع لها سن نادم
له العزة القعساء في الدهر ارجفت / من الرعب احشاء الليوث الضراغم
همام باعباء النقابة ناهض / يدبرها منه بأَراء حازم
بني بعده المجد المؤثل صنوه / وما أَحد ما كان يبني بهادم
فَذاكَ ابو عيسى الَّذي بنواله / يعدّ اكتساب الحمد احدى الغنائم
أَخو كرم راحَت انامل كفه / تغبر يوم الجود في وجه حاتم
له الطلعة الغراء من افق الندى / كَطلعة بدر لاح بين الغمائم
وَذو مقول قد أَخرس الخصم حده / فَقام مقام الماضيات الصوارم
باشجع من ليث العرينة فاتك / واقطع من ماضي الغرارين صارم
لقيت بزين الدين أَجمل سلوة / همام يحيى الخطب عن ثغر باسم
اذا أَعيت الآراء في حل مشكل / تجده سديد الرأي واري العزائم
وَما ماتَ سلمان وداود شبله / وَهَل ينتَمي شبل لغير الضراغم
عزاء بني العلياء عن فقد ماجد / بكته المَعالي بالدموع السواجم
بني المجد لا زلتم بأَرفع منزل / رَفيع العلا والسمك سامي الدعائم