المجموع : 14
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما / عَلى كل حالٍ حمدُ فانٍ لدائمِ
وَسُبحانك اللهم تَسبيح شاكِر / لمعروفك المَعروف ياذا المَراحِم
فَكَم لَك من ستر على كل خاطىء / وَكَم لَك من برعلى كل ظالم
وجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَأَنتَ الَّذي ترحى لتكشف العَظائم
وَبابك مَفتوح لكل مؤمل / وَبرك ممنوح لكل مصارم
فَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا قاسِم الارزاق بين العَوالِم
وَيا كافِل الحيتان في لج بحرها / وَمؤنس في الآفاق وَحش البَهائم
وَيا مُحصي الأَوراق وَالنَبت وَالحَصى / وَرَمل الفلا عَدا وَقطر الغَمائم
اليك توسَلنا بك اغفر ذنوبنا / وَخفف عَن العاصين ثقل المَظالِم
وَحَبِب إِلَينا الحق واعصم قلوبنا / من الزيغ وَالاهواء يا خير عاصم
وَدَمِر أَعادينا بسلطانك الَّذي / أذل وأننى كل عات وَغاشِم
وَمن علينا يوم يَنكَشِف الغَطا / بستر خَطايانا وَمحو الجَرائم
وَصل عَلى خَيرِ البَرايا نَبينا / محمد المَبعوث صفوة آدم
بمحمد خطر المحامد يعظم
بمحمد خطر المحامد يعظم / وَعقود تيجان العقود تنظم
وَله الشَفاعة وَالمقام الاعظم / يوم القلوب لَدى الحَناجر كظم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قمر تفرد بالكَمال كماله / وَحَوى المَحاسن حسنه وَجماله
وَتَناول الكرم العَريض نواله / وَحَوى المفاخر فخره المتقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَاللَه ما ذرأ الاله وَلابرا / بشرا وَلا ملكا كأحمد في الورى
فَعَليه صَلى اللَه ما قلم جرى / وَجلا الدياجي نوره المتبسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طلعت عَلى الآفاق شمس وجوده / بالخير في أَغواره وَنجوده
فالخلق تَرعى ريف رآفة جوده / كرما وَجارحنا به لا يهضم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سور المثانى من حروف ثنائه / وَمحامد الاسماء من أَسمائه
فالرسل تحشر تحت ظل لوائه / يوم المعاد وَيستَجير المجرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
والكون مبتهج بهاء بهائه / وَبجيم نحدته وَفاء وَفائه
فلسر سيرته وَسين سنائه / شرف يَطول وعروة لا تقصم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
البدر محتقر بطلعة بدره / وَالنجم يقصر عَن مراتب قدره
ما أَسعَد المتلذذين بذكره / في يوم تعرض للعظام جهنم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
دهشته أَخطار النبوة في حرا / فأتى خَديجة باهتا متحيرا
فحكت خديجة لابن توفل ماجرا / من شأن أَحمد اذغدت تسنفهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قالَت أَناه السبع في المتعبد / برسالة أقرأ باسم ربك وابتد
فأجاب لست بقارىء من مولدى / فَثنى عليه اقرأ وَرَبُكَ أَكرَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قال ابن نوفل ذاك يؤثر عن نبي / ينشا بمكة وَالمقام بيثرب
سَيَقوم بين مصدق وَمكذب / وَستكثر القَتلى وَينسفك الدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
هَذى عَلامته وَهذا نعته / وَالوَقت في الكتب القَديمة وَقته
وَلَو أَنَّني أَدركته لاطعته / وَخدمته مع من يطيع وَيخدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قالَت له فمني يَكون ظهوره / وَبأى شيء تَستَقيم أَموره
قال المَلائكة الكِرام ظَهيره / وَالبيض ترجف وَالقَنا يَتَحَطَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلى تمام الاربعين سَتَنجَلي / شمس النبوّة لِلنَبي المرسل
بِمَكارِم الاخلاق وَالشرف العلي / فَسَناه ينجد في البلاد وَيتهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَمن العلامة يوم يبعث مرسلا / لَم يَبقَ من حجر وَلا مدرولا
نجم وَلا شجر وَلا وحش الفلا / الا يصلى مفصحا وَيسلم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فَعَليه صَلى اللَه كل عشية / وَضحى وَحياه بكل تحيَّة
تهدى لخير الخلق خير هداية / وَتعزه وَتجله وَتكرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طمس الضلال نور حق بين / وَدَعا العباد إِلى السَبيل الاحسن
وَلربما صدم الطغاة فينثَني / وَالقَوم صَرعى وَالمَغانِم تقسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سقت نبوّته وآدم طينة / بوجود سرو وجوده معجونة
فيها المَناصِب والاصول مصونة / وَقُرَيش أَرحام لديه وَمحرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَقبائِل الانصار خيل جهاده / وَولاة نصر جداله وَجلاده
وردوا الردى في اللَه وفق مراده / وَغدوا وَراحوا وَهُوَ راض عنهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طوبى لعبد زار مشهد طيبة / وَجلا بنور القَلب ظلمة غيبة
يَدنوا وَيَبتَدىء السَلام بهيبة / وَيمس ترب الهاشمي وَيلثم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قبر يحط الوزر مسح ترابه / وَيَنال زائره عَظيم ثوابه
لَم لا وسر المرسلين ثوى به / قمر المحامد وَالروف الارحم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
هطلت لعزته السحاب وَظللت / وَكَذا الرياح بنصر أَحمد أرسلت
وَعَليه سلمت الغَزال وَأَقبَلَت / تَشكو كنطق العضو وَهو مسمم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَالثدى فاض كَفَيضِ نهر يمينه / وَالسهم عَن ثمد سما بمعينه
وَالجذع أَفهم شوقه بحنينه / وَبكفه صم الحصى تتكلم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَقريش اذعزم الرَحيل مهاجرا / ملؤا المسالك راصدا وَمشاجرا
فَمَضى لحاجته وَلَم يرحاجرا / وَالقَوم يَقظى وَالبَصائِر نوّم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
نثر التراب عَلى رؤس الحسد / وَسَرى وَقَد وَقَفوا له بالمرصد
قولوا لاعمى العين مَغلول اليد / أَنف الشفى ببغض أَحمد مرغم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
لَما رأى الغر اِنثَنى متوجها / فرقت وراه قريش زاخر لجها
وَبنت عليه العَنكَبوت بنسجها / وَبيضها سخت الحمام الحوّم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
ملأت محاسنه الزَمان فأفرعت / شجر الهَداية في الجهات وَأَينَعَت
وَتَلَوَّنَت ثمراتها وَتَنوعّت / فالكل فير بركاته يتنعم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سرت البراق له لموجب نية / واشارة في الغيب بانية
وَسَرى الحَبيب سمير وحدانية / طابَ المَسير بها وَطابَ المقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
من بعد ما قد جاز سدرة منتهى / وَحَبيبه جبريل في السيرانتهى
فخرت بموطىء نعله حجب البها / فالنور يسطع وَالبَشائِر تقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَالأَرض تبهج وَالسَموات العلى / وَعَروس مكة بالكَرامة تجتلى
وَالعرش بالضَيف النَزيل قد امتلا / كرما وَضيف الاكرمين مكرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سبقت عنايته لسبق عناية / فرقى الى ذى العرش أبعد غاية
وَرأى من الآيات أَكبر آية / عظمت وأيدها الكتاب المحكم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فَلِسان حال القرب يَهتف مرحبا / بقدوم محترم الجناب المجتَبى
سلني بحقك ما أَحق وَأَوجبا / بخلاف من يعطى سواك وَيحرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سل تعط يا من لَيسَ ينطق عَن هَوى / وأفد وأرسد بالهداية من غوى
فَلك الفَضيلة وَالوَسيلة وَاللوا / وَالحَوض وَهُوَ الكوثر المتلطم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فاشرب شراب الانس كاف كفايتي / وَسلاف سالف عصمتي وَهدايَتي
وانظر بعين عنايتي وَوقايتي / واحكم بِما تَرضى فأَنتَ محكم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
شرفت قدرك بي وضدك أَحقر / وَرفعت ذكرك حيث اذكر تذكر
فَعَليك أَلوية الولاية تنشر / وَبعمرك الوحي المنزل يقسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَلَك الشَفاعة أَحرزت لتنالها / وَعَليك كل المرسلين أَحالها
فسجدت مفتخرا وَقلت أَنالها / جاهى وَحبل وَسيلَتي لا يصرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
يا خير مَبعوث لا كرم أمة / أَنتَ المؤمل عند مل ملمة
فاعطف عَلى عَبدالرَحيم برحمة / فغمام فضلك فيضه متمجم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فانهض به وَبِمَن يليه صحابة / وَصهارة وَنسابة وَقَرابَة
واجعل لدعوته القبول اجابة / فيجاه وجهك يُستَغاث وَيرحم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وابن الوَهيب أَجِب سميك أَحمدا / واغثه في الدارين يا علم الهدى
واجمع بنيه ومن يلوذ به غدا / فَلأنتَ حصن للسممى وَملزم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلَيكَ صَلى ذو الجَلال وَسلما / وَهدى وَزكى واِرتَضى وَترحما
ما غردت ورق الحَمائم في الحمى / وَسَرى عَلى عَذب العَذيب نَسيم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلى صحابتك الكِرام الأَتقيا / أَهل الديانة والامانة وَالحَيا
وَكَذا السَلام عليهم وَعليك يا / نورا عَلى الآفاق لا يَتَكَتَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
خل الغَرام لصب دمعه دمه
خل الغَرام لصب دمعه دمه / حَيران توجده الذكرى وَتعدمه
فاقنع له بعلاقات علقن به / لَو اطلعت عليها كنت ترحمه
عذلته حين لم تنظر بناظره / وَلا علمت الَّذي في الحب يعلمه
وَذقت كأس الهَوى العذرى ما هجعت / عَيناكَ في جنح لَيل جن مظلمة
وَلا ثنيت عنان الشوق عَن طلل / بالَ عفت بيد الانواء أَرسمه
ما الحب الا لِقَوم يعرفون به / قدما رسوا الحب حَتّى هَانَ معظمه
عذابه عندهم عذب وَظلمته / نور وَمغرمه بالراء مغنمه
كلفت نفسك ان تقفو مآثرهم / وَالشيء صعب عَلى من لَيسَ يحكمه
اني أَورى لِغَيري حينَ يَسألني / بذكر زينَب عَن لَيلى فأوهمه
وَطالَما سجعت وَهنا بذي سلم / وَرقاء يعجم شَكواها فافهمه
وَتَنثَني نسمات الغور حاكية / علم الفَريق فادري ما نُتَرجمه
يا مَن أَذابَ فُؤادي في محبته / لَو شئت داويت قلبا أَنتَ مسقمه
سَقى الحيار بع صب سار منه إِلى / شعب المريحات هامى المزن يوهمه
وَبات يَرفض من سفح الخزام إِلى / وادى ادام وَما والى يلملمه
يَسوقه الرعد في تلك البطاح إِلى / أُمُّ القُرى وَالرياح البشر تقدمه
وَكلما كف أَوكلت ركائبه / ناداه بالرَحب مَسعاه وَزَمزَمه
لما ألب عَلى البَطحاء عارضه / عَلى المَدينة برق راق مبسمه
سَقى الرياض الَّتي من روضها طلعت / طَلائِع الدين حَتّى قام قيمه
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَالنور لا يَستَطيع اللَيل يكتمه
وَالشَمس تسطع من خلف الحجاز وَفي / ذاكَ الحِجاز أَعز الكَون اكرمه
محمد سيد السادات من مضر / سر النَبيين محي الدين مكرمه
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود أبر القَلب أَرحمه
نور الهُدى جوهو التَوحيد بدر سما / ء المَجد واصفه بالبَدر يظلمه
من نور ذي العرش معناه وَصورته / وَمُنشىء النور من نور يجسمه
وَمودع السر في ذات النبوة من / علم وحسن واحسان بقسمه
فَذاكَ من ثَمَرات الكَون أَطيَب ما / جاد الوجود به أَعلاه أَعلمه
قَما رأت مثله عين وَلا سَمِعَت / اذن كاحمد اين الاين تعلمه
أَمسَت لمولده الاصنام ناكِسَة / عَلى الرؤس وَذاكَ الخزى محرمه
واصبحت سبل التَوحيد واضِحة / وَالكفر يندبه بالوَيل مأتمه
والارض تبهج من نور ابن آمنة / وَالحق تصمى ثغور الجور اسهمه
وان يقم لاستراق السمع مسترق / فَعنده صادر الارجاء يرجمه
ان ابن عبد مُناف من جَلالَته / شمس لافق الهدى وَالرسل انجمه
العَدل سيرته وَالفَضل شيمَته / وَالرعب يقدمه وَالنَصر يخدمه
أَقامَ بالسَيف بنهج الحق معتَدِلا / سهل المَقاصِد يهدى من بيومه
وَكُلما طالَ ركن الشرك منتهيا / في الزيغ قام رَسول اللَه يهدمه
سارَت إِلى المَسجِد الأَقصى ركائبه / يزفه مسرج الاسرا وَملجمه
وَالسوق يهتف يا جِبريل زج به / في النور ذَلِكَ مرقاه وَسلمه
وَالعَرش يَهتَزُّ مِن تَعظيمِهِ طَرَبا / اذ شرف العرش وَالكرسي مقدمه
وَالحَقُّ سُبحانه في عز عِزته / من قاب قَوسين أَو أَدنى يكلمه
فَكَم هُنالِك من فَخر وَمِن شَرَف / لمن شَديد القوى رحيا يعلمه
حَتّى إِذا جاءَ بالتَنزيل معجزة / يَمحوا الشَرائِع وَالأَحكام تحكمه
هانت صِفاتَ عَظيم القربتين وَما / يأتيه جهل أَبي جهل وَيزعمه
حالَ السها غير حال الشَمس لَو عَلِموا / بَل أَهل مَكَّة في طغيانهم عمهوا
فاصدع بأمرك يا ابن الشم من مضر / فَقَد بعثت لاهل الشرك ترغمه
لَك الجَميل من الذكر الجَميل وَمن / كل اسم حود عَظيم الجود أَعظمه
يا أَيُّها الآمل الراجي ليهنك ما / تَرجوه ذا كعبة الراجي وَموسمه
قبرا تساهد نوراً حين تبصره / عينى وانشق مَسكا حين ألثمه
كَم أَستَنيب رفاقا في زيارَته / عني وَما كل صب القَلب مغرمه
وَكَم يُصافحه مَن لا يدى يده / وَلا فَمي عند تَقبيل الثرى فمه
مَتى أُناديه من قرب وأنشده / قَصيدة فيه أَملاها خويدمه
مهاجرية اهتَزَت كمائمها / عَن نور درّ لسان الحال ينظمه
كَم يأَمَل الرَوضَة الغراء ذو شغف / يَرجو الزيارة والاقدار تحرمه
مستعد يا بحبيب الزائرين عَلى / دهر تنكر بالاهمال معجمه
فَقم بعبدك يا شمس الكَمال وَكن / حماه من كل خطب مرمطعمه
وارع الكَريم اذا ضاق الخناق به / ما خابَ من أَنتَ في الدارين ملزمه
يا سَيد العرب العرباء معذرة / لَنا دم القَلب لا يغني تندمه
أنطت ظَهري بأَوزار وَجئتك لا / قَلب سَليم وَلا شيء أقدمه
يا صاحِب الوحي وَالتَنزيل لطفك بي / لا زلت تَعفو عَن الجاني وَتكرمه
وَهاكَ جوهر أَبيات بك اِفتَخَرت / جاءَت بخط أَسير الذَنب برقمه
فاِنهض بقائلها عَبد الرَحيم ومن / يَليه ان هم صرف الدهر يدهمه
واجعله منك برأى العين مرحمة / اذا أَلم به من لَيسَ يَرحمه
وان دعا فأحبه واحم جانبه / يا خير من دفنت في القاع أَعظمه
فَكل من أَنتَ في الدارين ناصره / لَم تَستَطِع محن الايام تهضمه
عَلَيكَ مِن صَلوات اللَه كلها / يا ماجِدا عمت الدارين أَنعمه
يندى عَبير أَو مسكا صوب عارضها / وَيبدأ الذكر ذكراها وَيختمه
ما رَبح الريح أَغصان الاراك وَما / جابَت عَلى أبرق الحنان حوّمه
وَينثى فيعم الآل جانبه / بكل عارِض فضل فاضَ مسجمه
أَفي نيابَتي برع تقيم
أَفي نيابَتي برع تقيم / وَقَد رحل الأَحِبَّة يا نَديم
وَمالك وَلتخلف عَن فَريق / مَتى رَحَلوا حللن بك الهُموم
طوت بهم المَراحِل في الفَيافي / قَلائص تذرع الفلوات كوم
فَلَمسان فسر ددثم مور / فَحَيران لهن به رَسيم
إِلى حرض الى خلب تراث / الى جازان جازَت وهيَ هيم
وَمرت في ربا ضمد وَصيبا / وَلؤلؤة وَغَوان تهيم
وَذهبان وَفي عمق وَحلى / تساورها المفاوز وَالرسوم
وَفي ببة وَفي كنفي قنوتا / سرت وَاللَيل منعكر بهيم
فَذوقة فالرياضة فاِستمرت / بجنب الحفر يطربها النَسيم
إِلى الميقات ظلت خائضات / غمار الآل يلحقها السموم
وَباتَت عند ما وردت اذا ما / تحن فَلا تَنام وَلا تنيم
وَفي أم القرى قرت عيون / عشية لاح زمزم وَالحَطيم
أَولاك الوفد وفد اللَه لاذوا / اليه بفقرهم وَهُوَ الكَريم
وَطافوا قادمين يبيت رب / فتم لهم طوافهم القدوم
وَبين المروتين سعوا سبوعا / لكي يمحوا شقاءهم النَعيم
وَقاموا في تَمام الحج فرضا / وَندبا طالبين رضا يدوم
وأدوا في المَشاهِد كل حق / وَما سَمعوا مَلامة من يَلوم
وَراحوا بعد للتَوديع لما / قضوا تفثا هناك وَلَم يقيموا
وَعادوا راحلين إِلى حَبيب / لَه العَلياء وَالحسب الصَميم
هُوَ القَمَر المضىء لكل سار / وَملته الصراط المُستَقيم
رَسول اللَه أَشرف من يصلى / وَمَن يَتلوا الكتاب ومن يَصوم
محمد الأَمين حَبيب رَبي / عَريض الجاه نائله عَميم
بَشير منذر قمر منير / أَخو صفح عَن الجاني حَليم
أَناف بفخره حسبا وَمَجدا / وَفرعا زاد ذاكَ الفخر خيم
جعلتك يا رَسول اللَه مالي / وَمأمولي اذا حضر الغَريم
وَسيرت الجِبال باذن رَبي / وَجاء الحق واجتمع الخصوم
فَقُم يَومَ القيامَة بي فَإنّي / لِنَفسي يا ابن آمنة ظلوم
أَلَست ابن العَواتك من قريش / لَك التَبجيل وَالشَرَف القَديم
لَك الخلق الَّذي وسع البَرايا / وَحق لمثلك الخلق العَظيم
لَك التَنزيل معجزة وَفَخرا / نسخن به الشَرائع وَالعلوم
لَك القمر المُنير انشق طوعا / وَحق الجذع واخضر الهَشيم
وَمنطق ظبية وَخطاب ضب / وَفي الرمضاء ظللت الغيوم
وَقَد ناداك سم العضو صَوتا / أغيرك من تكلمه السموم
وَأَنتَ حيابه تحيا البَرايا / وَتَنتَعِش الارامل وَاليَتيم
فَيا كنز العديم أقل عثارى / فاني عبدك الفلس العَديم
أَضعت العمر لا عمل رَضى / أَفوز به وَلا قَلب سَليم
أَبارز بالقَبائح من يَراني / وأخفى الذنب وَهوَ بِهِ عَليم
وَمالي يا رَسول اللَه ذخر / أَلوذ به سواك وَلا كَريم
فحط عَبد الرَحيم ومن يَليه / فأَنتَ بكل مطرح رَحيم
وَكن يد نصرَتي وأَمان خَوفي / وَبلغني بجاهك ما أَروم
عَلَيك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو سرت النجوم
صَلاة تبلغ المأمول منها / صحابتك المهذبة القروم
ضحكت بروق الابرقين تبسما
ضحكت بروق الابرقين تبسما / وَسمت نجوم الحق في كبد السما
وَسَقى الغمام ربا الحجاز مسحرا / وَمصبحا وَمفجرا وَمعتما
وَبَكى الحمام عَلى الربا مترنما / فأجبت ذاك الساجع المترنما
وَمَكثت في النيابَتين متيما / وَلَقَد رَضيت بأن أَعيش متيما
يا ساجِعات الورق في عذب الحمى / ما كل ذي شجن يحن إِلى الحمى
أَعلىّ لوم ان جَرى دَمعي دما / أوذبت من وَلهى إِلى البيض الدمى
صد الحَبيب عَن الزيارة بعدَما / قد كنت أَرجو أَن يرق وَيرحما
يا صاح لا تَرضَ الاقامة متجدا / ان كنت فارقت الفَريق المنهما
أرخل من النيابَتين قَلائصا / في الدونا فرة تَبارى الاسهما
فاذا دَنَت أَعلام مكة منك أَو / ميقاتها أَحرمت فيمن أَحرما
وَطف القدوم هناك واسع مهرولا / في المروتين وَلب وادع معظما
واقض الَّذي فرض الاله عليك من / تفث وعد نحو الحجاز ميمما
فاذا بلغت الى رياض محمد / فانزل هناك مصليا وَمسلما
تلق البَشير المنذر المزمل / المدثر المتأخر المتقدما
كانَت نبوّته وآدم صورة / في الماء وَالطين المصوّر منهما
وَبه وجود الكون من عدم فقد / ملأ الزَمان تفضلا وَتكرما
قمر تعلقت النفوس بحبه / فكأَنَّه في كل قلب خيما
فَمَتى أَجوز إِلى البَقيع وَظبية / وأَحوز ملء العين من نور بهما
وَأَقوم في حرم النبوّة منشدا / مدحا كازهار الرَبيع منظما
لِلعاقِب الماحي الَّذي ملا الوَرى / كَرما وَمرحمة وعم وأَنعما
وابن العَواتِق خير من وطىء الثرى / وأجل من ركب المطي وأَكرما
فالوَجد أَوجدني اليك صَبابة / وَحشا الحشا شوقا يشق الاعظما
يسري حجازي النَسيم بنشره / فأبيت ملتهب الحَشاشة مغرما
أَصل الصَلاة إِلى الصَلاة عَلى الَّذي / صَلى عليه ذو الجَلال وَسلما
مَن لي بأن أَصل المَدينة زائِرا / وأقبل الترب الكَريم والثما
جادَت عَلى حرم النَبي محمد / وَطفاء تنشرد معها المتسجما
وَسرى إِلى أَكناف طيبة عارض / غدقا اذا ضحكت بوارقه همى
بلد به المَلأ الَّذين تبووا / رتب العلى بالسمر وَالبيض الظما
وَتفيؤا ظل العجاج وأَعملوا / أَسيافهم لمصارع الصيد الكما
بمبارك الوجه الَّذي نفحاته / في المحل تحكى الزاخر المتلطما
فرد الكَرامة بالشَفاعة وَاللوا / وَالكَوثر المروى العباد من الظما
وَمظفر العزمات يصدع عزمه / صم الجبال وَيستحط الانجما
ملأ الثغور صواهلا وَقبائلا / كالاسد تَستَبقي العجاج الادهما
وَسَقى ديار الشرك غيم عَواسِل / وَمناصل يرفض عارضها دنا
ذاكَ المظلل بالغَمامة وَالَّذي / سجد البعير له وحن وأرزما
وَالظَبي حَياه بأحسن منطق / وَالعضو خاطبه وكان مسمما
وَبخمسة الاقراص أَشبع جيشه / وَسَقى خَميسا من يديه عرمرما
وَرَمى هوازن في حنين بقبضة / من تربة الوادي فولوا اذرمى
وَدَعا بأَشجار الفلاة فأَقبلت / عنقا تسير تأخرا وَتقدما
وَهُوَ الَّذي نطق الحصا في كفه / وَالجذع حن تذكرا وَتندما
وانشق بدر التمّ من بَركاته / وَالحق يشهد قبل أَن أَتَكَلما
صَلى عليه اللَه ما هب الصبا / أَوحن رعد في الدجى وَتزرجما
وَعلى أَبي بكر فقد سبق الوَرى / فضلا وَتصديقا له مد أَسلَما
عضد الرَسول بنفسه وَبماله / طوبى لذلك ما أَبر وأَرحما
وَعلى الفَتى عمر الَّذي بجهاده / في اللَه حل بسيفه ما استبهما
فتح الفتوح وغادرت فتحاته / رسم الضَلالَة دارسا متهدما
وَعلى شهيد الدار عثمان الَّذي / من نوره استَحيت ملائكة السما
من انزلت فيه أمن هو قانت / ذاك الَّذي جمع الكتاب المحكما
وَعلى أَبي السطين حيدرة الَّذي / ما زالَ في الحَرب الهزبر الضيغما
تَرتاده الآمال رمضة ممل / وَتذوقه الاعداء سما علقما
وَعلى الحسين وَصنوه حسن فقد / سميا بأمهما علا وابيهما
والآل وَالصحب الكِرام فانهم / شهب اذا ليل الحَوادِث اظلما
الضاحكِون اذا الوجوه عَوابِس / وَالمقدمون اذا المقدم احجما
سحب النَدى شهب الهداية كلهم / يَلقى العدا اسدار اسود أرقما
للوحش رزق من حصاد سيوفهم / شبعا وَريا كان لحما اودما
جَعَلوا نَفائسهم وانفسهم حمى / للدين حَتّى كانَ دينا قيما
لِلَّه در اولئكم من فتية / ما كانَ اولاهم بذاك واقدما
شملتهم بركات احمد الَّذي / ساد الانام فصيحها والاعجما
قمر سما سبعا وكلم ربه / ليلا وَعاد مبجلا وَمُعَظما
وَتقدم الرسل الكِرام لفضله / فيهم وَكبر بالصَلاة واحرما
صَلى عليه اللَه كَم ملك سَرى / فيه صعودا في السَماء وَكَم سما
يا سيد الثقلين يامأ مولنا / في الحشر يا هادي العباد من العمى
ان قمت يا ابن الاطيبين مشفعا / بالمذنبين وَمشفقا مترحما
فاعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / فَلَقَد طغى وَبَغى وَجاروا جرما
وَجفاك اذ زار الرِفاق وَلَم يزر / ما يَستَطيع يرد امرا مبرما
لكنه لما رأى زلاته / عظمت عليه راى نوالك اعظما
فالطف به واعطف عليه وكن له / حصنا من الخطب النظيم وَملزما
واشفع الى الباري له وَلسربه / اذ صار سبحن الظالمين جهنما
وأجره في الدارين مِمّا يتقي / هو في حماك وَلَم تزل حامى الحمى
واجره يا مَولاي كل كَرامة / ترحى وزده عَلى المَكارِم أَنعما
وَعَليك صَلى اللَه طول الدهر ما / ضحكت بروق الابرقين تبسما
سجعت بأيمن ذي الاراك حَمائمه
سجعت بأيمن ذي الاراك حَمائمه / وَهمت عَلى عذب العذيب غمائمه
وَسرى حِجازي النَسيم يعانق ال / خضر من أَثلاته وَيلاثمه
فأجبت ساجع وَرقه بِمَدامع / ذرفت عَلى طلل درسن مَعالمه
سحبت سحاب الجوفيه ذيولها / وَمحاه من غدق الحيا متراكمه
وَتضاحكت أَنواره وَتنوعت / أَزهاره حين ابتسمن كَمائمه
وَتنكرت أَعلامه وَربوعه / وَتفرقت هنداته وَفواطمه
يا لائمي فيمن كلفت به أفق / عَن لوم صب أَمرضته لوائمه
وأبيك قد أنصفت في عذلى وَلا / علمت قَلبي غير ما هو عالمه
الحب ما أَجرى الدموع صَبابَة / وأباح سرا ما برحت أُكاتمه
وَأَنا الَّذي لعب الفراق بعقله / لما تَناءَت بالفَريق رواسمه
يحدو الحِجاز حيا الغمامة كلها / من بعده عقداته وَصرائمه
فَسَقى الحجاز حيا الغمامة كلها / تَبكي سحائبه وَيَضحَك باسمه
بلدا أَضاءَت من ضياء محمد / أَحرانه وَنجوده وَتهائمه
وَتَطاوَلَت رتب الفخار لمن دَنا / لعلاه اكليل العلا وَنعائمه
علم النبوّة خاتم الرسل الَّذي / ملأت جَميع العالمين مَكارمه
سيف حمائله عَلى عنق الهدى / وَبكف أَخيار الخَليقَة قائمه
لما دَعا الكفار بالبيض الظبا / لبته من جند الضَلال جماجمه
وَمحت نجوم الشرك شمس ظهوره / وَتَتابَعَت في الملحدين ملاحمه
بعر مرم في الخافقين غباره / صعدا وَفي أذن السماك زمائمه
ملأ اذا لبسوا الحَديد رأَيتهم / بحرا تموّج بالظبا متلاطمه
وأَبو اليَتامى بين أَظهرهم اذا / زأرت ضراغمه نهشن اراقمه
فَقلد سرت مسرى النجوم همومه / وَمضى مضىّ الباترات عزائمه
شمس النبوّة من ذؤابة هاشم / أَضحى به فوق الكَواكِب هاشمه
وَحسام دين ما تَناآى فعله / وَكَريم قوم انجبته كَرائمه
ان جاد يوم الجود فهو غمامة / أَوصال يوم الروع فهو صوارمه
وَمن الملائك في المَعارك جنده / وَالمَوت في حرب الضَلالة خادمه
وَالبيض والاسل الطوال ظلاله / يَوم الكَريهة وَالنفوس غَنائمه
ذاكَ الَّذي سجدا لبعير لوجهة / وَالجذع حن وَظَللته غمائمه
وَعليه سلمت الاوابد مثل ما / فاضَت من الضرع الاجد سواجمه
صَلى عليه اللَه ما زهرزها / وَضحكن في خضر الرباء بواسمه
فهو المتوج بالكَرامَة والَّذي / عصبت عَلى الكرم العَريض عمائمه
شرف الزَمان به فَطالَ فخاره / وَتقطعت ظلماته وَمظالمه
وَزها بأحمد برده وَقَضيبه / وَالتاج وَالحوض المعين وَخاتمه
وَبه اِستَبان الرشد بعد دروسه / وَزكت مطالعه وأشرق ناجمه
وأضاء مصباح الهدى بمحمد / وَالحق أَشرَق واِستقمن قوائمه
لذ من جَميع النائبات به تجد / حرما علا ان تستَباح محارمه
وارم الزَمان بعظم جاه محمد / مَهما رمتك من الزمان عظائمه
يا من له البيت الحَرام وَفضله / وَمقامه وَحطيمه وَمواسمه
وَله الصفا وَالحجر والحجر الَّذي / يَزداد ما سحه النَعيم وَلاثمه
ماذا تُعاملني جعلت فداك يا / من يَرتَجيه عربه وأعاجمه
في يوم المَظلوم منتصر له / وَبسجن سَجين يعاقب ظالمه
وَلخصمه يَرجو الجزا وَشهوده ال / اعضاء وَالملك المهيمن حاكمه
ناداك من برع أَسير ذنوبه / لما حمته عَن المزار مآثمه
فاشفع الى الباري له فَلَرُبما / تمحي بجاهك في المعاد جرائمه
ان لم تصل عَبد الرَحيم برحمة / من ذاك واصله سواك وَراحمه
فاِخفض جناحك يا ابن آمنة له / ولمن يَليه مودة وَيلائمه
وتلق مَدحي بالبشارة واِستَمِع / ما قالَ ناثره عليك وَناظمه
فالفخر مفتخر وَفيك فخاره / وَالجود مَوجود منك غمائمه
وَعليك صَلى اللَه ما هب الصبا / برياح نجد أو نسمن نسائمه
وَعَلى جَميع الآل والاصحاب ما / سجعت بأيمن ذي الاراك حمائمه
أَعلمت من ركب البراق عتيما
أَعلمت من ركب البراق عتيما / وَتَلاه جبريل الامين نَديما
حَتّى سَما فوق السماء قدوما / ودنا فكلم ربه تَكليما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
أَم من عَلى الرسل الكِرام تقدما / وَنَوى الصَلاة بهم وَكبر محرما
سَرى والى ذى العرش فرد بعدَما / بلغ الامين مكانه المَعلوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
أَم من كقاب القوس آية قربه / بعلوه وَدَنوه من ربه
وَرأى الاله بعينه وَبِقَلبه / وَحوى من الغيب الخَفي علوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ومن المخصص بالنبوة أَوّلا / وأبوه آدم طينة لم يكملا
ومن الَّذي نالَ العلا حَتّى علا / شرفا وَحاز الفخر وَالتَفخيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ ابن آمنة البَشير المنذر / الصادِق المزمل المدثر
السابق المتقدم المتأخر / حاوى المَفاخر آخرا وَقَديما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ الَّذي طابَ الزَمان بذكره / وَتعطرت طرق الهدى من عطره
واذا النَسيم الرطب مر بقبره / أهدى من المسك الذَكي نَسيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
اختاره رب السَموات العلى / واختصه بالمكرمات وَفضلا
وَهداه بالوحي الشَريف مفصلا / سورا وَذكرا من لدنه حَكيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
عبرت صبا نجد بنفعة عنبر / من روضة في مشهد متعطر
ما بين قبر للنبي ومنبر / فيها الَّذي وهب النوال عَميما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هُوَ صفوة الباري وَخاتم رسله / وأمينه المَخصوص منه بفضله
لا در در الشعر ان لم أمله / في مدح أَحمَد لؤلؤا منظوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
كَم دمر المختار من متمرد / بمحجل وَمثقف وَمهند
وَعصابة حازة بفضل محمد / شرفا وَفخر الايرام عَظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
قاد الخيول الصافنات الى العدا / ثم اِنتَضى بيضا تدل عَلى الهدى
وَعواسلا أوردن باغضه الردى / وأعدن والدة الضلال عَقيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وحمت حمى الاسلام بيض صفاحه / وَجنود نصرته وَسمر رماحه
وَحمى الظلال سقى رمال بطاحه / دم باغضيه وَعاد منه سَليما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ الَّذي عبد الاله وأخلصا / وَهُوَ المشفع في المعاد لمن عصى
وَبكفه نطقت وَسبحت الحصى / شَرفا له وَلربه تَعظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
في الغار نسج العنكبوت لاجله / وَالماء من يمناه فاضَ لفضله
وَتفجر الضرع الاجد برسله / واخضر جدع كان قبل هشيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وَالفحل خص محمدا بسجوده / وَالجذع حن عَلى فوات وجوده
يا أَيُّها المتعرضون لجوده / زوروا كَريما واقصدوه كَريما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
من لي بان أَحظى فأفخر موعد / وأزوره وَالعمر لَيسَ بمسعد
وَمَتى أُشاهد نور قبر محمد / وَيَصير حظى بالشقاء نَعيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
فومن أَحن الى زيارة سوحه / لا كفرن خَطيئَتي بمديحه
فاللَه يسعدني بلثم ضَريحه / لا نالَ فوزا من لديه عَظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ما زلت أكتسب الفَضائِل وَالعلى / بنظام نثر كالجواهر فصلا
أهديه من نيابَتي برع الى / من لم يزل بالمؤمنين رَحيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هُوَ ذخرتي هُوَ عمدتي هو عدتي / وَحماى في الدنيا وَمؤنس وحدتي
وَغد الوذ به فيكشف كربتي / وَيَكون عني للخصوم خَصيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هو لُجئي وَبه اهديت من العمى / وَلقيت منه لدى الشدائد أنعما
وَجعلته لمنال فَخري سلما / وَلروضة الامل الهَشيم غيوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هَل يا محمد تنقذون غَريقكم / متحمل الاوزار ضل طَريقكم
ان لم أَكن في النائبات رَفيقكم / وَلزيمكم فلمن أَكون لزيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
قل أَنت يا عَبد الرَحيم وكل من / يعنيك من أَصل وَفرع أوسكن
في ظلنا المَمدود من محن الزمن / واشمل بجاهك صاحبا وَحَميما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وادرأ بصولك في نحور حواسدي / أَبَدا وَعاند بالنكال معاندي
وأجز حروف قصائدي بمقاصدي / وَتول نصرى ظالما مَظلوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
يا من براه اللَه نور اللورى / فأقام فيهم منذرا وَمبشرا
أَنا غرس جودك في العراء وَفي الثرا / وَغداة يجمعنا المعاد عموما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
مني السَلام عليك ما هب الصبا / وَتعانقت عذبات بانات الربا
وَتناوحت ورق الحمام لتطربا / وأَضاءَ نورك في السماء نحوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وَعليك صَلى اللَه غالب أَمره / تعداد موجود الوجود بأسره
يا لِلَّه يا متلذذين بذكره / من كان منكم ظاعنا وَمُقيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
عاهدوا الربع وَلوعا وَغَراما
عاهدوا الربع وَلوعا وَغَراما / فَوفوا للربع بالدَمع ذماما
كلما مَروا عَلى أَطلاله / سفحوا الدمع بدي السفح اِنسجاما
نزلوا بالشعب من شرقيه / مستظلين اراكا وَيشاما
ينثر الطل عليهم لؤلؤا / يشبه اللؤلؤ حسنا واِبتساما
واذا هبت صبا نجد لهم / فهمتهم عَن ربا نحد كلاما
يا رافيقي بنواحيرامة / غن لي بالابرق الفردوراما
كم بدور في خدور المنحنى / يَستَغير البدر منهن التماما
حبهم حل سويدا مهجتي / وَفؤادي بعد ما فت العظاما
أَيُّها اللائم اذنى لا تعي / زخرف القول فدع عنك الملاما
أولع الحب بدمعي وَدمي / فَعلام اللوم في الحب علاما
عذريّ الوجد قَلبي فيهم / يكره المسك وَيَرتاح الخزاما
وَالفَتى العذرى لا ينفك عن / عهدة الشوق وان ذاق الحماما
ليت شعري هل أَداني شعبهم / بعد بعدي وَتَرى عيني الخياما
ما عليك سادتي من حرج / لَو تردون لَيالينا القداما
ان تَناءَت دارنا عَن داركم / فاذكر وَالعهد وَزورونا مناما
هيجتني نسمة نجدية / قلبت قَلبي عميدا مستهاما
كلما ناحَت حَمامات الحمى / في أَراكَ الشعب ناوحت الحماما
وأحبابي الأولى عاهدتهم / عقلوا عَقلي بمن أَهوى هياما
عرضوا الكأس علينا مرة / فاِنتَهى السكر وَما فضوا الختاما
ثملت أَرواحنا من ذكرهم / لَم نَر الراح وَلا ذقنا المداما
يا ندماي فؤادي عندكم / ما فعلتم بفؤادي يا ندامى
همت فاِستعذبت تَعذيبي بكم / فأجرحوا قَلبي وَلا تخشوا أَثاما
أَنتم من دمي المَسفوح في / أوسع الحل وان كان حرما
واصرموا حَبلي وان شئتم صلوا / لذلى الحب وصالا وانصراما
أَنا راض بالَّذي تَرضونه / لكم المنّة عفوا واِنتقاما
كنت في الشعب وَكانوا جيرَتي / لو صفا لي ذلك العيش وداما
قسما بالبيت وَالركن الَّذي / طاب تَقبيلا وَمسحا وَالتزاما
ان في طيبة قوما جارهم / في محل النجم يَعلو أن يسامى
روضة الجنة في أَوطانهم / وَثَرى آثارهم يبرى الجذاما
كل من لَم ير فرضا حبهم / فَهو في النار وان صلى وصاما
هم نجوم أَشرق الكون بهم / بعد ما كانَت نواحيه ظلاما
فتَحوا الارض بعليا بأسهم / واِستَباحوا يمنا منها وَشاما
فيهم البدر الَّذي أَنواره / لَم يطق من بعدها الحق أنكاما
الاعز المتقى من هاشم / طيب العنصر حاشا أَن يضاما
المدانى قاب قَوسين الَّذي / كان للأملاك وَالرسل اماما
اِرتَضاه اللَه نورا للهدى / واِنتضاه لدم الاعدا حساما
خصه اللَه بدين قيم / نمخ الاديان ندبا وَالتزاما
وَكتاب أَحكمت آياته / عصمة اللَه لمن رام اِعتصاما
يَهتَدي كل من اِستَهدى به / سبل الرشد وَيعمى من تعامى
فرض العمرة وَالحج لنا / وَصَلاة وَزَكاة وَصياما
يا رَسول اللَه ياذ الفضل يا / بهجة المحشر جاها وَمقاما
يا وجيه الوجه في الدارين يا / شافع الخلق اذا الدوا خصاما
عد على عَبد الرَحيم الملتجى / بحمى عزك ياغوث اليَتامى
وَرِفاقي الكل قم بي وَبهم / في الملمات اذا اِحتجنا القياما
وأقلني سَيدي من عثرتي / واكتسابى الذنب من خمسين عاما
نحن في روض ثناكم نجتني / ثمرات المدح نثرا وَنظاما
لوسما المجد لأقصى غاية / كنت للمجد سناء وَسناما
يدك العليا عَلى كل يد / زادك اللَه علوّا واِحتراما
وَكَسا روحك منه رحمة / وَصَلاة تَرتَضيها وَسَلاما
تَقتَضي حقك عني دائما / وَتعم الآل وَالصحب الكراما
قف بذات السفح من اضم
قف بذات السفح من اضم / وانشد السارين في الظلم
هل رووا علما عن العلم / أَم رأوا سَلمى بذي سلم
لَيتَ شعري بعد ما رَحَلوا / أي أَكناف الحمى نَزَلوا
أَبِذات البان أم عدلوا / ينشدون القلب في الخيم
فَسَقى مَرعاهم المطر / وَسرى روح الصبا العطر
في رياض طلها درر / بين منثور وَمنتظم
نورها الفضي ملتهب / في رقوم لونها ذهب
فيه من حب النَدى حبب / فوق زهر منه مبتسم
مذ تَراءَت لي خدورهم / وَبدت للعين دورهم
هيجت وَجدي بدورهم / يا لقلب بالغَرام رمى
فجهات الصبر مظلمة / وَمَرامي الهجر مؤلمة
وَهي أَرواح مقسمة / هيجت لعس اللمى ألمي
كَم صبا قَلبي بها وَلَها / كَما أَذابَت مهجَتي ولها
كَم حفظت العهد لي وَلَها / قبل سن الحلم بالحلم
أَنا في تأَليف قافيَتي / غير محتاز الى فئة
سقمي في الحب عافيتي / وَوجودي في الهَوى عدمي
وَصفكم صاف عَن الشبه / يا عَزيز الشكل وَالشبه
وَعَذاب تَرتَضون به / في فمي أَحلى من النعم
قسما بالنجم حين هَوى / ما المعافى وَالسقيم سوا
فاِخلع الكونين عنك سوى / حب مَولى العرب وَالعجم
سيد السادات من مضر / غوث أَهل البدر وَالحضر
صاحب الآيات وَالسور / مشبع الاحكام وَالحكم
قمر طابَت سريرته / وَسَجاياه وَسيرته
صفوة الباري وَخيرته / عدل أَهل الحل وَالحرم
ما رأت عيني وَلَيسَ تَرى / مثل طه في الوَرى بشرا
خَير من فوق الثَرى أَثَرا / طاهر الاخلاق وَالشيم
جاوز السبع الطباق إِلى / قابَ قَوسين استمر علا
وَأَحالته الحظوظ عَلى / سر علم اللوح وَالقَلَم
نالَ عَبد اللَه موهبة / امظيم الفضل موجبة
يا أَعز الناس مرتبة / عد بفضل الجود وَالكَرَم
عد بفضل الجود منك عَلى / صاحب النيابَتين فَلا
يَعتَري عَبد الرَحيم بِلا / وارع حق الصحب وَالرحم
قل لهم أَنتم من السعدا / واشمل الادنين وَالبعدا
وَإِذا كنت الشَفيع غدا / لِلوَرى فالقاسميّ سمى
أَنتَ عَبد اللَه ذو الشرف / وَهو عَبد اللَه ذو السرف
صده عَن مذهب السلف / كثرة العصيان وَاللمم
صار بالاوزار مرتهنا / ظالما للنفس ممتهنا
لذنوب كالجبال جنى / هتك أَعراض وَسفك دم
ضاقَ عنه وجه مذهبه / عزعنه نيل مذهبه
قم غداة الحشر بي وَبه / يوم جمع الخصم وَالحكم
لَم يخب من كنت مؤئله / يا من الرحمن فضله
ما عَلى الجاني وأَنتَ له / عصمة من أوثق العصم
بك مزن الجود ماطرة / وَبحار الخير زاخرة
فَجَميع الرسل قاصرة / عَن مَساعي ظاهر القدم
وَصَلاة اللَه كل ضحى / وَسَلام اللَه ما برحا
جاوزا ختما وَمفتحا / خير كمتم خير في القدم
المصفى منصب الشرق / ذو الوفا أَعلى الوَرى شرفا
أَحمَد المختار وَالخلقا / شهداء اللَه في الأمم
قسمت قلبك في الهَوى فتقسما
قسمت قلبك في الهَوى فتقسما / وَقتلت نفسك وَهيَ اقدار السما
تَرمي بعينك في عيون مطافل / لحظاتها بالسحر تقتل من رمى
وَتحن ان ذكروا معاهد رامة / يا بعد رامة من مرامك مرتمي
للظاعنين عَليّ عهد أَنَّني / أجرى المَدامع حين اذكرهم دما
وانوح في آثارهم متعللا / من بعد بعدهم بعل وربما
وأَنا الفداء لذي جَمال باهر / انجدت يوم البين عنه واِتهما
لكنني اِستَمتَعت منه بنظرة / كالحلم أَو كالبرق حين تبسما
فَرأيت بدرا تحت ليل حالك / وَعجبت من حسن أَنار واظلما
تَرعى النَواظر في محاجر خده / روضا اقام الحسن فيه وخيما
وَيردن من ثغر الحَبيب ملعسا / وَمعسلا وَموشرا وَموشما
ظمئت مرا شفنا اليه وريها / في ذلك للعس المعسل وَاللمى
لَم يدرعني ذو المَحاسن أَنَّني / اودعته روحي ورحت متيما
خالسته يوم العذيب حشاشَتي / وَجلوته بدرا تقلد أَنجما
طرح السَلاة بطرفه فاذا نبى / ما ضره لوحين سلم سلما
يا صاحِبي وَللزَمان تقلب / بالناس لَو أَنصفتما لعذرتما
لا تكثرا عذلي فلذ سجية / شجن حشا الاحشاء جمرا مضرما
وَمَتى أَعوج إِلىعواجة نازِلا / بالربع من ذاك الجناب مسلما
واهل بالاحرام زائر سادة / من زار تربتهم اهل واحرما
هي روضة مزجت بطينة طيبة / وَسمت فَنافَسَت الحطيم وَزَمزَما
وَعراصها خيم الغنى ومن المنى / وَخضم برّ في البَريَّة قد طما
ذا ابن الحسين وَذا أَخوه فَتى ابي / بكرهما سر الوجود هما هما
قمران بالذكر الجَميل تجملا / وَتجللا وَتسربلا وَتعمما
غوثان ان عدت العَوادي أوقسا / قلب الزَمان فَما أَبر وَأَرحَما
ان تقصد البجلي عشت مبجلا / اولذت بالحكمى قال تحكما
فلذا وَذا خلق أَرق من الصبا / وأَلذ من ماء العذيب عَلى الظما
أَمحمد ومحمد لِلَّه من / جَبَلَين يَحمي كل من بكما اِحتَمى
لكما يحمل عرش ربك همة / وَيد من الايدي الَّتي بنت السما
وَالبكما جرت الاشارة ليلة ال / معراج اذ حيا الرَسول وَسلما
كان الوَرى عدما وآدم لم يكن / فَدَعا النَبي بروحه روحيكما
وأقيم كرسي النبوّة غاية / لَولا سميكما سما لسبقتما
فجذبتما بسلاسل الانوار في / سبق العناية فاِفعَلا ما شئتما
وَشربتما كأس الوصال روية / في حضرة قدسية جمعتكما
وَليستما من عبقري كَرامة / حلل الرضا لا العَبقَري المعلما
فغدت رياض الارض رضوانية / بكما تشعشع نورها فَتبسما
وَثنت خزامى القرب عطف سرورها / طربا وَعاد حمامها مترنما
ان الولاية خلعة مرقومة / بكما وَعز من سموكما سما
وَالهدى تاج للزمان مرصع / بجواهر العلم الَّذي علمتما
تَجري بامركما الامور الى مدى / عزلا وَتولية كَما احببتما
وَيحيط سركما الوجود فكل ما / في الكون لا يَخفيه شيء عنكما
اني أَعد كما لدفع مكاره / الدنيا والاخرى حيث كنت وَكنتما
هَل عطفه بجلية حكمية / نبوية صمدية لي منكما
ابنى بها مجدى وأمنع جانبي / وأرد أنف من اِبتغاني مرغما
عار عَلى أَهل الحفائظ ان رأوا / روغ الثَعالِب يفترسن الضيغما
سَلاسيوفكما وَذبا عَن حمى / عَبد الرَحيم ومن يَليه تكرما
قَولا لمن يَبغي اذاه معاندا / شلت بداه وَعم عينيه العمى
وَخذا عَلى أَيدي عداى وادركا / حبل الجَلالة قبل أَن يتصرما
أَينَ الحَميَّة بالحماية لي فقد / اعذرت يا أَهل الحماية وَالحمى
لازلتما غيما يمد ظلاله / سترا عَلى مثلي وَيمطر أَنعما
ثم الصَلاة عَلى النَبي وآله / صلى وَسلم ربنا وَترحما
ماناح في عذب العذيب مغرد / اولاح برق الابرقين معتما
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما / وأودعوني في تَوديعهم أَلَما
وَزوّدوا القلب هما لا اِنقطاع له / وَبدلوا جثَتي بالصحة السقما
هلا وَقَد عسفت هوج المطي بهم / سمعتهم يَذكرون العهد وَالذمما
باتوا وَفي القلب منهم نية عرضت / باتَت تقسمه للبين فاِنقسما
ما ضر سكان نجد قبل ما رَحَلوا / أَن لا يَكون زَما الوصل مغتنما
كنا وَكانوا وكان الشمل مجتمعا / وَالوصل متصلا وَالصرم منصرما
فصرت من بين اَهل البان ذا شجن / لا يرتضى الدمع الا أَن يكون دما
قالوا ندمت عَلى ما كانَ من زمن / فقلت مالي أَن لا أَظهر الندما
جاد الغمام عَلى سفح الشام إِلى / شعب الخزام فروى الضال وَالسلما
وَلا عدا الأثلات الخضر عارضه / حَتّى يحيى رسوم الحي وَالخيما
يا حادي العيس لا تَرتَع بذي سلم / وَلا بنجد وزم الانينق الرسما
واقصد ربا الخيفة الغراء مقتبسا / من نور أَبلج يَلقى الوفد مبتسما
ذاكَ المعلم عبد اللَه اجود من / اعطى واشرف من فوق الثرى سيما
الفاضل الكامِل المَحمود سيرته / سامي الفخار الاغر العالم العلما
الصائم القائم التالي اذا هجعت / عنه العيون وجن اللَيل وادهما
تقر عينك منه عند رؤيته / كانه البدر في جو السَماء سما
اتى به اللَه نورا لاخفاء به / وَكان سرا من الاسرار منكتما
باللَه باللَه ان شاهدت طلعته / لا تلثم الكف حَتّى تلثم القدما
واجعل زيارته لِلَّه خالصة / وكن به بعد حبل اللَه معتصما
اللَه أَكبَر هَذا خير من فخرت / به المَذاهب هَذا سيد العلما
هَذا الَّذي تظهر الاشيا فراسته / كانه يَخفي الغيب قد علما
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم / وَلا سَلام عَلى سَلمى بذي سلم
باتَت تقسم قَلبي نية وقفت / قَلبي عَلى الجيرة الغادين عَن اضم
فبت أندب وصلا غير متصل / بالمنجدين لصرم غير منصرم
رضيت حكم الهَوى العذرى لي وَلهم / فَما اِرتَضوا سفح دَمعي دون سفك دَمي
أَدرج القَلب من شهر إِلى سنة / عنهم وأرضيه دون الوصل بالحلم
يا نازِلا بر بانجد أعد خبرا / عَن معهد بعقيق الرمل منهدم
وَدمنة قسمت بالبين أَربعها / بين الزَمان وبين الريح والديم
لَم يَبقَ منها سوى الاطلال خامدة / أو الجآذر والآرام في الاطم
وَما رعيت هَواها اذ مررت بها / الا بدمع عَلى الخدين منسجم
أَطارح الدار تَسليمي وَلَو عقلت / لا خبرتني عَن عاد وعن أرم
يا لائمي دع فؤادي للهموم فَلضو / لاقيت بعض الَّذي لاقيت لم تلم
وَخل قَلبي لنار الوجد محرقة / وَالجفن للدمع والاعضاء للسقم
كَم حول الدهر حالاتي وَها أَناذا / أَلقاه حين لقاني غير مهتضم
وَكَم تغيرت الايام وَالتبست / فَما تغيرت اخلاقي وَلا شيَمي
لا أَشرب المر موثوقاً به طمعا / وَلا أَقول عَلى ما فاتَ واندمي
وَلا يخوفني دهر يحول وَلا / هول يهول وَلا تهديد مصطلم
وَفي قعار جناب ما نزلت به / الا أَممنت أَمان الصيد في الحرم
أَلوذ بالمشهد المَحروس منتصرا / كأَنَّني منه في ركن وَملتزم
حيث الجَلالَة مضروب سرادقها / وَالنور مبتسم بجلود حي الظلم
اللَه أَكبر ذا الطود المنيف ذرأ / ذا العالم العلم ابن العالم العلم
هَذا النهارى الَّذي في ضمن تربته / حج وَمُعتَمِر للأَنيق الرسم
ذا البدر ذا القطر ذا البحر المحيط غني / زاكي المناصب سامي القدر والهمم
هَذا محمد السامي فَتى عمر / لب اللباب ابن أم الجود وَالكرم
ذا الكامل الفاضل الفياض ناثله / غوث العَشائر غيث الخير وَالنعم
ذا الابلج المتقى من أمة وسط / مخاطبين بكنتم خير في القدم
أَغر كالشمس لا يَخفى عَلى أَحد / الاعلى أَحد عما يَراه عمى
لَو صور الخلق من قول ومن كلم / لكان معنى لمعنى القول وَالكلم
وان يكن بشرا من قوم اِشتَبَهوا / خلقا فَما صفر كالاشهر الحرم
لَم تلهه بهجة الدنيا وَزخرفها / وَلا التفاخر بالاتباع وَالخدم
له الكَرامات والاحوال ظاهرة / في الشرق وَالغرب بين العرب وَالعجم
فالكائنات لديه غير غائبة / والارض بين يديه خطوة القدم
وَالحجب وَالعرش وَالكرسي بارزة / في عينه في رموز اللوح وَالقَلَم
يَدعو الفَتى باسمه حقا وَينسبه / صدقا عَلى بعده وَالبعد كالامم
مكاشف بخفيات الامور فَما / غيب بخاف ولا سر بمكتتم
تبدي فراسته أَنوار حكمته / وَما أَمين عَلى غيب بمتهم
مَولاي مَولاي كَم أَدعوك مفتقرا / وَكَم اشافهك الشكوى فَما لفم
فاسمع ولب ندائي بالاجابة يا / منزه السمع عَن وقر وَعَن صمم
ان الفَقير الحرازي صاحبي عثرت / به كَبائره فضلا عَن اللمم
وَقَد وصلت إِلى هذا الجناب وَلي / فيك الظنون ومن وافى حماك حمى
مستنجدا بك من هول المعاد فخذ / بذمة منك لي يا وافي الذمم
ان لم تقم بي نهوضا كلما اِعترضت / لي الحَوادث لم أَنهض وَلَم أقم
وَكَيفَ حيلة من عسى وَيصبح في / بحر محيط من الاوزار ملتطم
فانظر إِلى بعين اللطف منك لكي / يَلقاني الخطب نحوي ملقى السلم
واكف السناجي عليا طول غربته / وَصنعه من جور دهر خائن خصم
وَكن لقائلها عَبد الرَحيم اذا / ضاق الخناق له من أَمنع العصم
فَلَم يَزَل بك في أمن وَفي دعة / وَفي جناب عَزيز القدر محترم
فأَنتَ يا موسم الزوّار ملجؤنا / عما نحاذر في الدارين من نقم
قل أَنتما من اصيحاني وَحاشيَتي / وَمن خصائص اتباعي وَمن حشمي
وَعم بالخير أَهلينا وَجيرتنا / ومن يَلينا من الاصحاب وَالرحم
مني السَلام عَلى أَنوار قبرك ما / تحاوبت ساجعات الايك بالنغم
وَجاد مشهدك المَيمون منسجم / بخص مستودع الاحكام وَالحكم
هَل عرس الظاعن المشيم
هَل عرس الظاعن المشيم / بالابرق الفرد يا نَسيم
أَم راح في الركب يوم راحوا / لهم لرسم الحمى رَسيم
فَلَيتَني كنت في المَطايا / أَو خلف آثارهم أهيم
فَكَ دَعا البين من قلوب / في ركبهم ما لها جسوم
يا نازلين اللوى اليماني / هَل عَن أَحبابنا علوم
ما حال ربع الفَريق بعدي / وَكَيفَ الاطلال وَالرسوم
لَيتَ الصبا الحاجري حيا / أَرضا فؤادي بها مقيم
وَلَيتَ عيني تَرى بنجدي / روضا تَناغَت به الغيوم
وَحيت ماء العذيب عذب / عليه ورق الحمى تَحوم
أذا دعت بالسجوع قَلبي / أَجابها وَمَعي السجوم
أَحباب قَلبي مضى زَماني / وَنغصت عيشي الهموم
وَفرق الموت أَهل عصري / فَلا صَديق وَلا حَميم
وَخلف الدهر خلف سوء / كأَنَّني بينهم يتيم
والآن حان الرَحيل مني / وَهذه الدار لا تَدوم
وَما تزودت غير ذنب / عذابه دائم أَليم
يصرح الوعظ بي وَقَلبي / كأنَّه صخرة صميم
أبارز اللَه بالخَطايا / واللَه سبحانه حليم
فَكَ خلعت العذار جهلا / وَلمت في الغي من يلوم
وَكَم تعاميت عَن رشادي / وَمتهج الحق مُستَقيم
لا اِنتَهى عَن قبيح فعلي / وَلا أَصلي وَلا أَصوام
عصيت طفلا وَصرت أَعصى / وَالشيب في مفرقي يحوم
شيب وَعيب وَحمل ذنب / وَالذَنب بعد المشيب شوم
يا جامع المال من حَرام / سيقتَضي مالك الغَريم
وَتَقتَضي وزره وَتلقى / في النار يغلي بك الحَميم
وَكَيف يهنيك صفو عيش / ختامه علقم عَقيم
يا وسع اللطف جد بفضل / وَرحمة منك يا كَريم
ان قال عَبد الرَحيم ذَنبي / فقل أَنا المشفق الرَحيم
وان شكا من خصوم سوء / فحل ما تعقد الخصوم
وَسامح الكل في ذنوب / أَنتَ يا سيدي عَليم
وَصل يا ذا العلا وَسلم / عَلى الَّذي فضله عَميم
محمد سيد البَرايا / وآله السادة النجوم
كَم ذا أَراها نحو طيبة تَرتَمي
كَم ذا أَراها نحو طيبة تَرتَمي / عنقا بنيات الجديل وَشدقم
طرقت سحيرا وَهي تبتدر الفلا / وَلَه حَنين الراعد المتزرجم
من كان في أَرض الحجاز مناديا / فَلَقَد دَعاها يا مطية قدمي
نادى بها صَوتا فأرق جفنها / فَبَكَت وَلبت بالضمير المبهم
بكرت من النيابَتين فَلَم تَزَل / تَطوي المهامه معلما في معلم
واِستَقبلت أَرض الحطيم وَزَمزَم / فصبت إِلى أَرض الحطيم وَزَمزَم
حادى المَطي قف المطي لعلها / تحظى بحظ من غَرام المغرم
وأمل الى حرم الامين صدورها / فاذا بدا الحرم الامين فميم
واشغل ببيت اللَه طرفك خشية / وَطف القدوم به طواف المحرم
وَهناك فاِستغفر لذنبك ربما / تحظى بغفران الذنوب وَتكرم
فاذا انتهيت الى الحجاز فحى من / فيه وصل عَلى النبي وَسلم
الابطحي المتقي من غالب / تاج النبوَّة عصمة المستعصم
سمت السَموات العلى أَنواره / فتبسمت من نوره المتبسم
وأَضاء في الآفاق صبح جبينه / نورا وَلَيسَ الصَبح بالمتكتم
وَسرائر التقوى سرت بمحمد / حَتّى اِستنار دجى الهريغ المظلم
فخرت باحمد آل كعب ياله / أَسما سمت فيه الصفات عَن السمى
اذ كان آل كنانة بن خزيمة / تاهَت بفرع من خزيمة ينتَمي
عقدت لؤي لو الفخار بفخره / وأناف عبد مناف فوق الانجم
وَسما بفهر كل فخر شامخ / وَرقت خَزيمة فيه ذروة أَخزم
وَبهاشم هشمت ثرائد جودهم / كرما وَلَولا هاشم لم تهشم
وَلغالب غلب الرقاب خواضع / هُوَ باسم قال النضر أَوّل من سمى
هو أَهل دين اللَه لما اِختاره / داع إِلى الدين الحَنيف القيم
هو في يمين اللَه سيف مصلت / يفرى به الرحمن هام المجرم
ليث الفراسة يوم يشتجر القنا / متفيئا ظل القنا المتحطم
ماضي العَزيمة حين يقتحم الوغى / غلب الكَتائب ياله من معلم
خلقت من الشيم الشَريفة نفسه / هُوَ للخَليقة عروة لم تفصم
السيد العدل التقي المنتقى / والاكرم ابن الاكرم ابن الاكرم
أعظم به يوم القيامة انه / أَهل الشَفاعة عند أَعظم أَعظم
أعنى المظلل بالغمامة وَالَّذي / فاضَت أَنامله بغيث مسجم
وَبفضله درت حليمة حين مس / الضرع منها بالبنان وَبالفم
وَالنوق حين تكلمت بفخاره / وَلغير ذاك البدر لم تتكلم
وَكلام عضو الخيبرية عندما / مدت بعضو للرسول مسمم
وَالخمسة الاقراص وَالشاة الَّتي / كانَت لحزب اللَه أحسن مطعم
وَسمعت أَنَّ الشاة أرسل كفه / بحياتها بعد انتهاش الاعظم
وَدعا باذن اللَه ابني جابر / بعد الفنا فَهناك وجد المعدم
وَالتفت الاشجار عنه لحاجة / فأَنتَ كعقد عند ذاك منظم
وَرجال مكة أَخجلوا اذ أَحضروا / لهبوط بدر في السَماء متمم
أَفتنكر التَزميل من جبريل / لما تمثل بالهزبر الضيغم
وَدعاه فاقرأ بسم ربك معلنا / وافخر بتنزيل الكتاب المحكم
ناداه بسم اللَه يا علم الهدى / أَعلمت من ناداك أَو لَم تَعلَم
يا من اذا نادَيته لملمة / لبي نداي برحمة وَتكرم
مَولاي لا وَاللَه مالي ملجأ / الا حماك فجد وأَول وأنعم
واعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / يا مَلجأ المستعطف المترحم
ان كنت جارا الجنب في تيابَتي / برع فمن حصني سواك وَملزمي
قصدي وَمَقصودي لقاك وَلَم يزل / مالي ومأمولي اليك وَمغنمي
أَنا في جوارك من مكايدة الورى / انا في ذمامك من زفير جهنم
أَنا في حماك من المكاره انه / من جاء مضطر احماك فقد حمى
وَعليك صلى اللَه يا علم الهدى / ما انهل فياض الحيا المتسجم