المجموع : 8
وَما أُبالي إِذا لاقَت جُموعُهُمُ
وَما أُبالي إِذا لاقَت جُموعُهُمُ / بِالغَذقَذونَةِ مِن حُمّى وَمِن مومِ
إِذا اِتَّكَأتُ عَلى الأَنماطِ مُرتَفِعاً / بَدير مُرّانَ عِندي أُمُّ كُلثومِ
أَراكَ طَروباً ذا شَجاً وَتَرَنُّمٍ
أَراكَ طَروباً ذا شَجاً وَتَرَنُّمٍ / تَطوفُ بِأَذيالِ السِجافِ المُخَيِّمِ
أَصابَكَ عِشقٌ أَم بُليتَ بِنَظرَةٍ / فَما هَذهِ إِلّا سَجِيَّةُ مُغرَمِ
وَشَمسَةُ كَرمٍ بُرجُها قَعرُ دَنِّها
وَشَمسَةُ كَرمٍ بُرجُها قَعرُ دَنِّها / وَمَطلَعُها الساقي وَمَغرِبُها فَمي
نُشيرُ إِلَيها بِالأَكُفِّ كَأَنَّما / نُشيرُ إِلى البَيتِ العَتيقِ المُحَرَّمِ
إِذا بُزِلَت مِن دَنِّها في إِناءِها / حَكَت نَثَراً مِنَ الحَطيمِ وَزَمزَمِ
فَإِن حُرِّمَت يَوماً عَلى دينِ أَحمَدٍ / فَخُذها عَلى دينِ المَسيحِ بنِ مَريَمِ
وَلَمّا تَلاقَينا وَجَدتُ بَنانَها
وَلَمّا تَلاقَينا وَجَدتُ بَنانَها / مُخَضَّبَةً تَحكي عُصارَةَ عَندَمِ
فَقُلتُ خَضَبتِ الكَفَّ بَعدي أَهَكَذا / يَكونُ جَزاءُ المُستَهامِ المُتَيَّمِ
فَقالَت وَأَلقَت في الحَشا لا عِجَ الجَوى / مَقالَةَ مَن بِالحُبِّ لَم يَتَبَرَّمِ
بَكَيتُ دَماً يَومَ النَوى فَمَنَعتُهُ / بِكَفِّيَ فَاِحمَرَّت بَنانِيَ مِن دَمِ
وَلَو قَبلَ مَبكاها بَكَيتُ صَبابَةً / بِسُعدى شَفَيتُ النَفسَ قَبلَ التَنَدُّمِ
وَلَكِن بَكَت قَبلي فَهَيَّجَ لِيَ البُكى / بُكاها فَقُلت الفَضل لِلمُتَقَدِّمِ
بِجَمعِ جَفنَيكِ مَنُّ البُرءِ وَالسَقَمِ
بِجَمعِ جَفنَيكِ مَنُّ البُرءِ وَالسَقَمِ / لا تَسفِكي مِن جُفوني بِالفِراقِ دَمي
إِشارَةٌ مِنكِ تُعييني وَأَفصَحُ ما / رُدَّ السَلامُ غَداةَ البَينِ بِالعَنَمِ
تَعليقُ قَلبي بِذاتِ القُربِ يُؤلِمُهُ / فَليَشكُرِ القُرطُ تَعليقاً بِلا أَلَمِ
تَضَرَّمَت جَمرَةٌ في ماءِ وَجنَتِها / وَالجَمرُ في الماءِ خافٍ غَيرُ مُضطَّرِمِ
وَما نَسيتُ وَلا أَنسى تَحَشُّمَها / وَميسَمُ الحُرِّ عَقلٌ غَيرُ ذي غَلَمِ
حَتّى إِذا طاحَ عَنها المِرطُ مِن دَهَشٍ / وَاِنحَلَّ في النَظمِ عَقدُ السِلكِ في الظُلَمِ
وَظِلتُ أَلثَمُ عَينَيها وَمِن عَجَبٍ / أَنّي أَقَلُّ أَسِيّاً فَاِسفِكِنَّ دَمي
وَلي وَلَهُ إِذا الكاساتُ دارَت
وَلي وَلَهُ إِذا الكاساتُ دارَت / خَفا سِحرٍ يَحُلُّ عُرى الهُمومِ
مُحادِثَةٌ أَلَذُّ مِنَ الحُمَيّا / وَبَثُّ جَوىً أرق مِنَ النَسيمِ
وَلَقَد طَعَنتُ اللَيلَ في أَعجازِهِ
وَلَقَد طَعَنتُ اللَيلَ في أَعجازِهِ / بِالكاسِ بَينَ غَطارِفٍ كَالأَنجُمِ
يَتَمايَلونَ عَلى النَعيمِ كَأَنَّهُم / قُضُبٌ مِنَ الهِندِيِّ لَم تَتَثَلَّمِ
وَلَقَد شَرِبناها بِخاتَمِ رَبِّها / بِكراً وَلَيسَ مِثلَ الأَيَّمِ
وَلَها سُكونٌ في الإِناءِ وَدونَهُ / شَغَبٌ يَطَوِّحُ بِالكَمِيِّ المُعلَمِ
وَسَيّارَةٍ ضَلَّت عَنِ القَصدِ بَعدَما
وَسَيّارَةٍ ضَلَّت عَنِ القَصدِ بَعدَما / تُرادِفُهُم جُنحٌ مِنَ اللَيلِ مُظلِمُ
فَأَصغوا إِلى صَوتٍ وَنَحنَ عِصابَةٌ / وَفينا فَتىً مِن سُكرِهِ يَتَرَنَّمُ
أَضاءَت لَهُم مِنّا عَلى النَأيِ قَهوَةٌ / كَأَنَّ سَناها ضَوءُ نارٍ تَضَرَّمُ
إِذا ما حَسوناها أَضاءوا بِظُلمَةٍ / وَإِن قُرِعَت بِالمَزجِ ساروا وَعَمَّموا
أَقولُ لِرَكبٍ ضَمَّتِ الكَأسُ شَملَهُم / وَداعي صَباباتِ الهَوى يَتَرَنَّمُ
خُذوا بِنَصيبٍ مِن نَعيمٍ وَلَذَّةٍ / فَكُلٌّ وَإِن طالَ المَدى يَتَصَرَّمُ
وَلا تُرجِ أَيّامَ السُرورِ إِلى غَدٍ / فَرُبَّ غَدٍ يَأتي بِما لَيسَ تَعلَمُ
لَقَد كادَتِ الدُنيا تَقولُ لِاِبنِها / خُذوا لَذَّتي لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ
أَلا إِن أَهنى العيشِ ما سَمَحَت بِهِ / صُروفُ اللَيالي وَالحَوادِثُ نُوَّمُ