القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ اللبّانَة الكل
المجموع : 6
رماني الدهر من كل النواحي
رماني الدهر من كل النواحي / فأنبت في مقاتلي النبالا
وصيرني غريباً في مكان / بنه الغرباء تكتسب العيالا
وثأري ممكن عند الليالي / ولكن قد تعذر أن ينالا
فما أعطت نجادي شِسعَ نعل / ولا أدت بسابحتي عقالا
ولو كاشفتُ فيه لكنت صبحا / ولكني انخدعت فكنت الا
ضمير علاك يفهم عن رجائي / فلست مؤكداً في ذاك حالا
فأنت الستر بعد اللَه فوقي / فزدني من خزائنك انسلالا
أدر نظر السيادة في حديثي / فكم جرح بك اندمل اندمالا
وكم وردتك آمالي خفافاً / فجاءت تحمل المنن الثقالا
أكلّ العالمين لك اتباع / فان الرزق حيث تميل مالا
لِلّه طرف جال يا ابن محمد
لِلّه طرف جال يا ابن محمد / فجنت به حوباؤه التأميلا
لما رأى أنّ الظلام أديمه / أهدى لأربعه الهدى تحجيلا
وكأنما في الردف منه مباسم / تبغي هناك لرجله تقبيلا
سلام على المجد يندى بليلا
سلام على المجد يندى بليلا / كنشر الربى بكرة وأصيلا
سلام وكنت أقول الوداع / ولكن أدرج قلبي قليلا
أخاف عليه انصداع الصفاة / والا يكون زجاجاً عليلا
جرحت لديك وكنت البرى / كما يجرح اللحظ خدا أسيلا
ولو لم أكن ماضي الشفرتين / لما فلَني الدهر عضباً صقيلا
تسر ضأ التي الشامتين / وهل خلق الضل الا ضليلا
أتت ذلة منك محبوبة / فلم ارض بالعز منها بديلا
تكلفت فيها سواد الخطوب / فاشبه عندي طرفا كحيلا
ولولا مقامي بين العداة / لما كنت أؤثر عنك الرحيلا
ومن بلَهُ الغيثُ في بطن واد / وبات فلا يأمنَنَّ السيولا
عسى رأفة في سراح كريمٍ / أبل ببرد نداه الغليلا
لعلي أُراح من الطالبين / فأسكن للأمن ظلا ظليلا
لقد أوقدوا لي نيرانهم / فصيرّني اللَه فيها الخليلا
يميناً بكم وهو أزكى يمين / لألتمس العذر منكم جميلا
سعوا لي عندك في عثرة / ولا علم لي فكنت المقيلا
أفرّ بنفسي وان أصبحت / ميورقه مصراً وجدواك نيلا
غنته في شجر الأراك بلابل
غنته في شجر الأراك بلابل / فتحركت في الصدر منه بلابل
وتذكر العهد القديم فشاقه / وتذكرُ الأحباب شغل شاغل
أيام للنعمى عليه رفارف / ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل
والعيش يقطر نفرة فكأنه / خد به ماء الشبيبة جائل
والسجف مرفوع عن القمر الذي / قمر الدجنة من سناه آفل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى / عن مائل قلبي اليه مائل
ومخيم بين الجوانح راحل / تحكى سلالتهنّ لمة راحل
وسنان ورد جماله في خده / غضّ ونرجس مقلتيه ذابل
كرمت عليه لواحظي بدموعها / ذلا له وهو العزيز الباخل
وكأنما هي في السماحة طيء / وكأنما هو في السماحة وابل
يا صاحب الحدق التي قد ضمنت / من سحرها ما لم تضمّن بابل
عذلوا عليك وخنت عهد مبشر / ان كنت أعلم ما يقول العاذل
ملك تهلّل واستهل فخلته / صبحاً منيراً فيه غيث وابل
وكأنما نور الربيع ونوره / في الحسن أخلاق له وشمائل
وكأنّ نشر زمانه مع بشره / بكر لأيام الصبا وأصائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً / بالجود حتى ليس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن / ليصول منها في البسيطة صائل
وكأن سطوته معاينة الردى / وغرار صارمه القضاء النازل
حَبَكَ السحاب دروعه لكن له / فوق السحاب من الصباح غلائل
ساعٍ بنور الهدى في صون الذي / هو للمكارم من يديه باذل
فمواطن الاقدام منه مشاعر / ومحاسن الأفعال منه مشاغل
لو رام رُومةَ جاءه أربابها / والبيض أغلال لهم وسلاسل
ولو الجبال يهزها ليهدها / عادت أعاليها وهن أسافل
يُعطي ويمطي العالمين ففضة / أوعسجد أو سابح أو صاهل
أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله / نسج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفت عليه من النفوس بواطن / وظواهر وأواخر وأوائل
وتجاذبته مشارق ومغارب / فتلطفته وسائل ورسائل
ولقلّ ذاك فانه القرم الذي / شمل البرية منه فضل شامل
لكم اذا اختصم الملوك لمفخر / حسبٌ يناظر عنكم ويناضل
فسخت مكارمكم مكارم غيركم / والحق يفسخ ما يخطّ الباطل
أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي / وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل
زرت المصلى يومه في جحفل / أعلامه للعالمين موائل
غُدرُ الحديد عليهم وكأنما / بأكفهم للمرهفات جداول
وأتاك جيشهم على الجيش الذي / يختال بالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب / حسنت فقلنا انهنّ عقائل
مرحت فقلت قطا البطاح وربما / رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل / يكفي المحب من الوفاء قليل
وينوب عن شخص الحبيب خياله / ان لم يكنه فانه تمثيل
برق السماء على الغمام علامة / وسنا الصباح على النهار دليل
والروض ان بعدت عليك قطوفه / وفدتك عنه الريح وهو بليل
حسب النسيم من اللطافة انه / صحت به الاجسام وهو عليل
وبمهجتي نجم له في مهجتي / مسرى ولي في نوره تعويل
حولت عهد مناخه بمناخه / فقضى بتحويلٍ لي التحويل
في ليل لمته سريت وفي يدي / سيف كطرة عارضية صقيل
شفق وشارقه علينا ورقه / فكأنما هو بكرة وأصيل
وتنوفة واصلتها بتنوفةٍ / لا يستبين بها اليك سبيل
تقف الرياح بها مقيدة الخطى / ويظل طرف النجم وهو كليل
لا يلتقي طرف إلى طرف بها / فالباع فيها واحد والميل
وركبت ما ترك الوجيه ولا حق / لا ما تخلف شدقم وجديل
ورميت عن قوس ينير لي الدجى / مما يخولني القنا وينيل
وكأنه قدح على أفق الضحى / وعلى جبين مبشر اكليل
ملك كما اتَّقَر الصباح وراءه / طلّ كما برد المساء طليل
جاورت منه البحر الا انه / عذب كما رشف اللمى تقبيل
وصبوت حيث تغازلتِ معي العُلى / فنما اليّ من السماك رسيل
كنف برود الغيث خصب جنابه / ويبيت فيه الدهر وهو نزيل
قوم لهم فلك البروج محلة / والبدر جار والشموس قبيل
واذ رنا للريح طرف شاخص / واحمر خدّ للحسام أسيل
وشدا صهيل مطرب فأجابه / من نحو ألسنة الغمود صليل
وقف الوغى منه على ذي هيبةٍ / يقف العزيز لديه وهو ذليل
واتتك من بغداد بكرمالها / عندي وان كثر الرجال كفيل
عذبت بماء الرافدين وربما / قد بلّ عطفيها بمصر النيلُ
جُمعت وشعري في بساطك مثل ما / جمعت بثينة في الهوى وجميل
ان لم يفتها أو تفته به فلا / تفضيل بينهما ولا تفضيل
انا ذاك لو أني أكون لكندة / ما فاتني فيها الفتى الضليل
لا عيب لي الا النحول رضيتة / ان المهند قاطع ونحيل
تكر وشتى الخيل والرجل دونها
تكر وشتى الخيل والرجل دونها / فصيرتها شتى المسالك والسبل
تخالهم رجل الجراد فعندما / دلفت لهم طاروا بأجحنة النمل
وحسبك عند الله حسبتك التي / دعت شدة التقوى الى الكرم الفعل
جلوت سني الاصباح في غسق الدجى / وأنشأت غُرَّ المزن في كلب المحل
فما كنت الا رحمة انزلت على / ثرى الارض فامتدت الى الوعر والسهل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025