المجموع : 31
بَكَيتُ لِقُربِ الأَجَل
بَكَيتُ لِقُربِ الأَجَل / وَبُعدِ فَواتِ الأَمَل
وَوافِدِ شَيب طَرا / بِعَقبِ شَبابٍ رَحَل
شَبابٌ كَأَن لَم يَكُن / وَشَيبٌ كَأَن لَم يَزَل
طَواكَ بَشيرُ البَقاء / وَحَلَّ بَشيرُ الأَجَل
طَوى صاحِبٌ صاحِبا / كَذاكَ اِختِلافُ الدُوَل
قَطَعَ الدَهرُ بِأَسبابِ العِلَل
قَطَعَ الدَهرُ بِأَسبابِ العِلَل / وَأَعارَ السَهوَ أَيّامَ الأَجَل
أَلِفَ اللَذَّةَ حَتّى اِعتادَها / وَاِشتَهى الراحَةَ وَاِستَوطا الكَسَل
فَهوَ الدَهر يُقَضّي أَمَلاً / وَلَعَلَّ المَوتَ في طَيِّ الأَمَل
يُحسِنُ القَولَ إِذا قالَ وَلا / يَتَحَرّى حَسَناً فيما فَعَل
صَيَّر القَولَ بِجَهلِ عَمَلا / ثُمَّ أَجراهُ عَلى مجرى العَمَل
لَيتَهُ كانَ كَما قالَ وَلا / يَقطَعُ الأَيّامَ إِلّا بِالجَدَل
أَيُّها الشَيخُ المُعَل
أَيُّها الشَيخُ المُعَل / لِلُ نَفسَهُ وَالشَيبُ شامِل
وَاللَيلُ يَطوي لا يُفَت / تَر وَالنَهارُ بِكَ المَنازِل
اِعلَم بِأَنَّكَ نائِمٌ / فَوقَ الفِراشِ وَأَنتَ راحِل
يَتَعاقَبانِ بِكَ الرَدى / لا يَغفَلانِ وَأَنتَ غافِل
أَيُّها المَغرورُ مَهلاً
أَيُّها المَغرورُ مَهلاً / فَلَقَد أوتيتَ جَهلا
كَم إِلى كَم تُحسِنُ القَو / لَ وَلا تُحسِنُ فِعلا
ظاهِرٌ يَجمُلُ وَالبا / طِنُ لا يَخفى عَلى رَبِّكَ كَلّا
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ / عَلى نِعَم ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا
مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً / كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا
إِنّي رَأَيتُ الصَبرَ خَيرَ مُعَوّل
إِنّي رَأَيتُ الصَبرَ خَيرَ مُعَوّل / في النائِباتِ لِمَن أَرادَ مُعَوِّلا
وَرَأَيتُ أَسبابَ القُنوعِ مَنوطَةً / بِعُرا الغِنى فَجَعَلتها لي مَعقِلا
فَإِذا نَبا بي مَنزِلٌ لا يُرتَضى / جاوَزتُهُ وَاِختَرتُ عَنهُ مَنزِلا
وَإِذا غَلا شَيءٌ عَلَيَّ تَرَكتُهُ / فَيَكونُ أَرخَصَ ما يَكونُ إِذا غَلا
أَمِن بَعدِ سِتّينَ تَبكي الطُلولا
أَمِن بَعدِ سِتّينَ تَبكي الطُلولا / وَتَندُبُ رَسماً وانِياً مُحيلا
وَقَد نَجَّمَ الشَيبُ في عارِضَيكَ / وَجَرَّ عَلى مَفرِقِكَ الذُيولا
قُلتُ اِرفَعي السِجفَ نَستَمتِع بِمَجلِسِنا
قُلتُ اِرفَعي السِجفَ نَستَمتِع بِمَجلِسِنا / فَالشَمسُ ما غَيَّبتُ مِن وَجهِكَ الكِلَلُ
سَيِّدٌ طالَ وَما في
سَيِّدٌ طالَ وَما في / وَعدِهِ الصادِقِ طولُ
وَلَهُ في الجودِ وَالمَج / دِ فُروعٌ وَأُصولُ
سَئِمَتهُ البيضُ وَالسُم / رُ وَمَلَّتهُ الخُيولُ
فَهوَ لِلأَهوالِ في الحَر / بِ إِذا اِشتَدَّ حَمولُ
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها / بِأَقرَبَ مِمَّن حَنَّكَتهُ القَوابِلُ
وَلَكِنَّ آمالاً يُؤَمِّلُها الفَتى / وَفيهِنَّ لِلراجينَ حَقٌّ وَباطِلُ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ / وَالفِعلُ ما وَكَّدَهُ العَقلُ
لا يَثبُتُ الفَرعُ إِذا لَم يَكُن / يُقِلُّهُ مِن تَحتِهِ الأَصلُ
قَد يَنفَعُ العَذلُ الفَتى تارَة / وَرُبَّما أَغرى الفَتى العَذلُ
كُلُّ اِمرِئٍ في وَجهِهِ شاهِد / مِنهُ بِما يُضمِرُهُ عَدلُ
كَم مُظهِرٍ ديناً وَمِن دينِهِ / الغِشُّ لِأَهلِ الدينِ وَالخَتلُ
لا خَيرَ في المالِ إِذا لَم يَكُن / فيهِ لِمَن لاذَ بِهِ فَضلُ
لَيسَ لِرَبِّ البَيتِ مِن بَيتِهِ / عَيشٌ إِذا لَم يَصلُحِ الأَهلُ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ / إِذا اِستُعرِضَت بِالعَقلِ ضَلَّ لَها العَقلُ
أَرى كُلَّ ذي مالٍ يَسودُ بِمالِهِ / وَإِن كانَ لا أَصلٌ هُناكَ وَلا فَضلُ
وَآخرَ مَنسوباً إِلى الرَأيِ خامِلاً / وَأَنوَكَ مَخبولاً لَهُ الجاهُ وَالنُبلُ
فَلا ذا بِفَضلِ الرَأيِ أَدرَكَ بُلغَةً / وَلَم أَرَ هَذا ضَرَّهُ النَوكُ وَالجَهلُ
وَما الفَضلُ في هَذا الزَمان لِأَهلِهِ / وَلَكِنَّ ذا المالِ الكَثيرِ لَهُ الفَضلُ
فَشَرف ذَوي الأَموالِ حَيثُ لَقيتَهُم / فَقَولُهُمُ قَولٌ وَفِعلُهُمُ فِعلُ
ما الدُرُّ مَنظوماً بِأَحسَنَ مِن
ما الدُرُّ مَنظوماً بِأَحسَنَ مِن / شَيبٍ يُجَلِّلُ هامَةَ الكَهلِ
وَكَأَنَّهُ فيهِ النُجومُ إِذا / جَدَّ المَسيرُ بِها عَلى مَهلِ
لا تَبكِيَنَّ عَلى الشَبابِ إِذا / يَبكي الجَهولُ عَلَيهِ لِلجَهلِ
وَاشكُر لِشَيبِكَ حُسنَ صُحبَتِهِ / فَلَقَد كَساكَ جَلالَه الفَضل
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى / وَلَم أَرَ مِثلَ المالِ أَرفَعَ لِلنَذلِ
وَلَم أَرَ عِزّاً لِاِمرِئٍ كَعَشيرَةٍ / وَلَم أَرَ ذُلّاً مِثلَ نَأيٍ عَنِ الأَهلِ
وَلَم أَرَ مِن عُدمٍ أَضَرَّ عَلى الفَتى / إِذا عاشَ بَينَ الناسِ من عدم العَقلِ
لا تَحمَدَنَّ أَخا حِرصٍ عَلى سَعَةٍ
لا تَحمَدَنَّ أَخا حِرصٍ عَلى سَعَةٍ / وَاِنظُر إِلَيهِ بِعَينِ الماقِتِ القالي
إِنَّ الحريصَ لَمَشغولٌ بِشِقوَتِهِ / عَنِ السُرورِ بِما يَحوي مِنَ المالِ
إِنَّ السُؤالَ فَعَدِّ عَنهُ قَليلُهُ
إِنَّ السُؤالَ فَعَدِّ عَنهُ قَليلُهُ / ثَمَنٌ لِكُلِّ عَطِيَّةٍ أَو مالِ
وَالحالُ تَقعُدُ بِالكَريمِ فَما تَرى / فيهِ لِعِزَّتِهِ تَغَيُّرَ حالِ
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها / مَخايِلُ تَستَفِزُّ ذَوي العُقولِ
أَقَلُّ قَليلِها يَكفيكَ مِنها / وَلَكِن لَستَ تَقنَعُ بِالقَليلِ
تُشيدُ وَتَبتَني في كُلِّ يَومٍ / وَأَنتَ عَلى التَجَهُّزِ لِلرَحيلِ
وَمَن هَذا عَلى الأَيّامِ تَبقى / مَضارِبُهُ بِمَدرَجَةِ السُيولِ
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد / لِعِلمِكَ مَخلوقاً مِنَ الناسِ يَقبَلُه
وَإِن زانَكَ العِلمُ الَّذي قَد حَمَلتَهُ / وَجَدتَ لَهُ مَن يَجتَنيهِ وَيَحمِلُه
يُمَثِّلُ ذو اللُبِّ في نَفسِهِ
يُمَثِّلُ ذو اللُبِّ في نَفسِهِ / مَصائِبَهُ قَبلَ أَن تَنزِلا
فَإِن نَزَلَت بَغتَةً لَم تُرِعهُ / لِما كانَ في نَفسِهِ مَثَلا
رَأى الهَمَّ يُفضي إِلى آخر / فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوَّلا
وَذو الجَهلِ يَأمَنُ أَيّامَهُ / وَيَنسى مَصارِعَ مَن قَد خَلا
فَإِن بَدَهَتهُ صُروفُ الزَمانِ / بِبَعضِ مَصائِبِهِ أَعوَلا
وَلَو قَدَّمَ الحَزمَ في أَمرِهِ / لَعَلَّمَهُ الصَبرَ عِندَ البَلا
أَبقَيتَ مالَكَ ميراثاً لِوارِثِه
أَبقَيتَ مالَكَ ميراثاً لِوارِثِه / يا لَيتَ شِعرِيَ ما أَبقى لَكَ المالُ
القَومُ بَعدَكَ في حالٍ تَسُرُّهُمُ / فَكَيفَ بَعدَهُمُ دارَت بِكَ الحالُ
مَلّوا البُكاءَ فَما يُبكيكَ مِن أَحَدٍ / وَاِستَحكَمَ القيلُ في الميراثِ وَالقالُ
مالَت بِهِم عَنكَ دُنيا أَقبَلَت لَهُم / وَأَدبَرَت عَنكَ وَالأَيّامُ أَحوالُ