المجموع : 91
وَأَغيَدَ مِثلُ الصبحِ بَلبَلَ لَيلَه
وَأَغيَدَ مِثلُ الصبحِ بَلبَلَ لَيلَه / فَأَفنَيتُ لَيلاً لَيسَ يَفنى بَلابِلا
إِذا قالَ سَمعي لَم يُجِب دَعوَةَ الهَوى / لَهُ بِنَعَم قالَ الفُؤادُ بَلى بَلى
دَعِ اللَومَ يا عاذِلي
دَعِ اللَومَ يا عاذِلي / فَما أَنتَ بِالعادِلِ
وَلا تُكثِرَنَّ المَلام / وَأَقصِر فَهَذا الكَلام
عَلى الصَبِّ مِثلُ الكِلام / وَلَو قُمتَ في كُلِّ عام
تَلومُ إِلى القابِلِ / فَما أَنا بِالقابِلِ
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ / مُرُّ التَعَنُّتِ وَالمَطالِ
في وَجهِهِ وَلِحاظِهِ / ما في الغَزالَةِ وَالغَزالِ
وَلِجَرحِهِ جُرحٌ سِوى / جَرحِ الجَوارِحِ بِالنِبالِ
قَمَرٌ هَداني نورُهُ / لَكِن إِلى طُرقِ الضَلالِ
ما كانَ أَكمَلَ حُسنَهُ / لَو كانَ أَكمَلَ في الفِعالِ
لَقَنِعتُ مِن عِدَةٍ وَوَص / لٍ بِالخَيالِ وَبِالمُحالِ
عِدني وَخَلِّ الوَعدَ يَغ / لَقُ مِنكَ في رَهنِ المِطالِ
خَوَّفتَني مِمّا يُقا / لُ فَإِن رَضيتَ فَما أُبالي
زادَ اِعتِدالُكَ أَو أَما / لَكَ عَن سَبيلِ الإِعتِدالِ
أَهلاً بِطَيفٍ رَسمُهُ / قَطعُ الحَبائِلِ وَالحِبالِ
أَنتَ الهِلالُ وَلَم يَكُن / طَيفُ البُدورِ سِوى الهِلالِ
وَلَقَد خَفيتُ كَما خَفي / تَ وَكُلُّنا طَيفُ الخَيالِ
وَقَد اِستَرَحنا فيكَ مِن / قيلٍ مِنَ الواشي وَقالِ
لِلَهِ ما أَسراكَ مِن / طَيفٍ عَلى رَغمِ اللَيالي
حَيثُ الظَلامُ عَجاجَةٌ / وَالنَجمُ فيها كَالنِبالِ
ما حَلَّ إِلّا عابِراً / بِأَسِنَّةِ القَومِ الحِلالِ
أَنّى اِهتَدَيتَ وَدونَنا / خُرسُ القَواضِبِ في جِدالِ
وَكَأَنَّما ضيقُ الغَرا / مِ مُفَرِّجٌ ضيقَ المَجالِ
وَإِذا جَرى ماءُ الهَوى / جَرَّا عَلى ماءِ النِضالِ
يا راكِباً ظَهرَ الهَوى / مِن تَحتِ أَسرارِ اللَيالي
فَالراكِبُ الأَشواقِ لَي / سَ يُصيبُهُ مَسُّ الكَلالِ
ظَمآنُ أَعطَشَهُ الصَبا / حُ وَإِن جَرى جَرى الزُلالُ
بَدراً أُوَسِّدُهُ يَمي / نِيَ ثُمَّ أَلحِفُهُ شِمالي
وَلَو كانَ هَذا الهَجرُ مِنكَ مَلالَةً
وَلَو كانَ هَذا الهَجرُ مِنكَ مَلالَةً / صَبَرتُ وَلَكِنّي أَراهُ تَدَلُّلا
مَعاذَ العُلا أَن أَستَفيدَ مَذَلَّةً / بِحُبِّكَ لَكِن قَد صَبَرتُ تَذَلُّلا
وَإِنّي لَأَدنى ما أَكونُ أَمانِياً
وَإِنّي لَأَدنى ما أَكونُ أَمانِياً / إِذا كُنتَ أَنأى ما تَكونُ مَنازِلا
أَيا غائِباً لَم أَحتَسِب بُعدَ دارِهِ / فَأَلبَسَ قَلباً لِلمَصائِبِ حامِلا
وَلَكِن أَتاني البَينُ مِن غَيرِ مَوعِدِ / فَقُل في سِهامٍ قَد أَصَبنَ مَقاتِلا
قُلتُ إِذ قَلَّبَ المُدَلَّلُ وَجهاً
قُلتُ إِذ قَلَّبَ المُدَلَّلُ وَجهاً / طالباً مِن سَمائِهِ شَوّالا
وَعُيونُ الرائينَ قَد أَبصَروهُ / فَتَناسَوا بِهِ الهِلالَ وَهالا
خُذ مِراةً وَاِنظُر مُحَيّاكَ مِنها / يُبدِ مِنها السَحابُ مِنكَ هِلالا
عَلى إِثرِ ما حَلَّ الدَخولَ وَحَومَلا
عَلى إِثرِ ما حَلَّ الدَخولَ وَحَومَلا / تَسَلّى بِدارٍ بَعدَ دارٍ فَما سَلا
نَعَم إِنَّ داراً فَوقَ دارٍ فَهَذه / لَها الحُبُّ وَالأُخرى يَحِقُّ لَها العُلا
فَأَحلاهُما ما كانَ لِلعَيشِ في الصِبا / مَعَ الوَصلِ في جاهِ الشَبيبَةِ مَنزِلا
بِعَينِكَ لا تَغضُض عَنِ القَلبِ سَهمَها / فَقَد جِئتُ أُهديهِ إِلى السَهمِ مَقتَلا
أَيُنكَرُ أَن تَجري دِماءُ جَريحِهِ / فَكَم سَلَّ جَفناً لا فَكَم سَلَّ مُنصُلا
وَوابِلِ دَمعٍ جَفَّ خَفَّفَ ثِقلَهُ / أَتَمقُتُ في أَن خَفَّفَ الثِقلَ مُثقَلا
هُوَ الشَمسُ وَجهاً قَد بَلَغتُ هَجيرَها / مِراراً وَوَجهُ الرَأيِ أَن أَتَحَوَّلا
هُوَ الدَمعُ إِلّا أَنَّهُ اِبنُ جَلا الَّذي / يُجَمجِمُ عَنهُ مَن بِسِرِّكَ ما جَلا
كِتابٌ إِلَيهِ مِن فؤادٍ مَعَنوَنٌ / وَما كانَ في العُنوانِ لا عَن وَلا إِلى
وَيُكذِبُ ما يَحكي عَنِ القَلبِ دَمعُهُ / وَلَولا الهَوى لَم يَحكِ دَمعٌ فَأَبطَلا
نَعَم هُوَ مَعصومٌ وَيَنطِقُ عَن هَوىً / وَلَيسَ نَبِيّاً قامَ بَل جاءَ مُرسَلا
وَمِن رَأيِ قَلبي أَن يُقَبِّلَ تُرْبَهُ / فَيُرسِلَ ثَغرَ الدَمعِ عَنهُ مُقَبِّلا
تَحِيَّتُهُ إِن لَم تُرَدَّ بِمِثلِها / فَإِحدى تَحايا الأُنسِ أَن يَتَهَلَّلا
بَداني بِعَتبٍ مُضجِرٍ لِأَقَلِّهِ
بَداني بِعَتبٍ مُضجِرٍ لِأَقَلِّهِ / فَلَم أَعتَرِف بِالحُبِّ قَطعاً لِعَذلِهِ
وَقُلتُ لَهُ أَمرُ النَصيحَةِ واجِبٌ / فَما لَكَ قَد صادَفتَ غَيرَ مَحَلِّهِ
إِذا ما دَواءٌ مَرَّ في غَيرِ عِلَّةٍ / بِجِسمٍ فَما أَمرَرتَ غَيرَ مُعِلِّهِ
فَلا تَصقُلِ السَيفَ الصَقيلَ فَإِنَّما / تُحَيِّفُ حَدَّيهِ بِتَكثيرِ صَقلِهِ
كَما يَتَزَيّا بِالهَوى غَيرُ أَهلِهِ / كَذا ما تَزَيّا بِالهَوى غَيرُ أَهلِهِ
وَلَو أَنَّني أَهوى مَحاسِنَ رَوضَةٍ / لَما كانَ لي جَفنٌ بَخيلٌ بِطَلِّهِ
وَلَو كانَ لي والٍ كَما قَد زَعَمتُمُ / فَإِنَّ كِتابَ الشَيبِ جاءَ بِعَزلِهِ
وَرُبَّ صَديقٍ قَد سَقَيتُ مَوَدَّتي / فَكانَ وَريدي قَد خَنَقتُ بِحَبلِهِ
أُسائِلُ الرَكبَ عِندي مِثلُ عِلمِهِمُ
أُسائِلُ الرَكبَ عِندي مِثلُ عِلمِهِمُ / أَرجو تَعِلَّةَ إِلباسٍ وَإِشكالِ
وَمِنكَ إِلى نَفسي فَلُمها وَأَغضِبِ
وَمِنكَ إِلى نَفسي فَلُمها وَأَغضِبِ / فَما لِيَ ما بَينَ الصَديقَينِ مَدخَلُ
تَحَكَّم بِها ما شِئتَ تَنفي وَتَصطَفي / وَتُقصي وَتُدني ثُمَّ تُحيي وَتَقتُلُ
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ / وَالقَطعُ عِندَ تَقاطُعِ الأَقوالِ
فَإِذا جَرى دَمعي فَذَلِكَ مِن دَمي / ماءٌ جَرى مِنّي لَكُم وَجَرى لي
وَبي العُيونُ وَإِنَّها لَصَوارِمُ / وِبِيَ القُدودُ وَإِنَّها لَعَوالِ
فَمَتى أَقولُ بِسَلمِ مِن أَهوى وَما اِس / تحسَنتُ مِنهُ آلَةً لِقِتالي
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا / يا لَيتَ ما نَصَروا وَلا خَذَلوا
لا لُمتُهُم في لَومِهِم فَهُمُ / أَحبابُنا وَعداةُ ما جَهِلوا
دَخَلوا إِلى سَمعي وَأخبرُكُمُ / أَنَّ الفُؤادَ إِلَيهِ ما دَخَلوا
وَقَد اِدَّعَيتُ قَبولَ قَولِهِمُ / وَقَد اِستَرابوا بي وَما قَبِلوا
لا تَسمَعوا عَذلاً فَما قَبِلوا / مِنّا فَقَد عَذَلوا وَما عَدَلوا
وَلَقَد تَعاطَوا بِالمَلامَةِ كَي / يَصِلوا مَكانَكُمُ فَما وَصَلوا
ذاكَ المَكانُ حِمىً لَكُم وَبِكُم / لا الخَمرُ تَبلِغُهُ وَلا الأَمَلُ
فَلَو اِبنُ نوحٍ كانَ مَوضِعَكُم / لَحَماهُ ما لَم يَحمِهِ الجَبَلُ
الريحَ أُرسِلُ في البِعادِ فَإِن / تَدنوا فَمِن أَنفاسِنا الرُسُلُ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ / فَإِذا العِذارُ أَتى أَتاكَ بِشَغلِهِ
حَلَقاتُ شَعرٍ تَستَديرُ كَأَنَّها / حَلَقُ البَريدِ بِها قَعاقِعُ عَزلِهِ
يا مَن يُوَفّي المُحسِنينَ أُجورَهُم / وَيَزيدُهم مِن فَضلِهِ في فَضلِهِ
إِن يمكُرِ الأَعداءُ مَكراً سَيِّئاً / فَالوَعدُ حَقٌّ أَن يَحيقَ بِأَهلِهِ
وَسائِلٍ عَنّي مِن عِلَّةٍ
وَسائِلٍ عَنّي مِن عِلَّةٍ / عِلَّةُ مَن أَهواهُ مِن أَصلِها
فَقُلتُ إِن أَصبَحَ في نِعمَةٍ / فَإِنَّني أَصبَحتُ في مِثلِها
كُفيتَ في البَدرِ اِنتِكاسَ الهِلالْ
كُفيتَ في البَدرِ اِنتِكاسَ الهِلالْ / وَدامَ شَمسي مِنهُ وَرْفُ الظِلالْ
ما جَنَتِ الحَمى عَلى وَردِهِ / وَإِنَّما الوَردُ سَريعُ المَلال
لي خَلَفٌ لِلخَدِّ مِن وَردِهِ / وَردٌ بِهِ يُسقى بِماءٍ زُلال
أَنا شِمالٌ أَنتَ يُمنى لَها / لا أَعدَمَ اللَهُ يَميني الشِمال
قَد اِدَّعى لِلسُقمِ مِن بَعدِ ما / قَد صَحَّ عَن عِلمي وَماذا حَلال
بِالأَمسِ قَد كُنتَ مَريضَ الضَنى / وَاليَومَ أَصبَحتَ مَريضَ الدَلال
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ / نَطَقَت لِتُخرِسَ ناطِقَ العُقَلا
مِن حَيَّةٍ في الجَمرِ ما اِحتَرَقَت / وَالجَمرُ فَوقَ الخَدِّ ما اِشتَعَلا
لَو أَنَّها تِلكَ الَّتي اِنقَلَبَت / يَومَ العَصا لَم يَعصِ مَن جَهِلا
لا كَمِثلِ القَضيبِ وَالحِق
لا كَمِثلِ القَضيبِ وَالحِق / فِ وَرَيمِ النَقا وَوَجهِ الهِلالِ
تِلكَ أَسماءُكُم وَسَمَّيتُموها / لِوُجوهٍ أُخرى ذَواتِ جَمالِ
وَعَلى قاتِلي لِباسٌ مِنَ الحُس / نِ تَعالى عَنِ الطِرازِ العالي
عَلِمتُ مِنَ الحُسنِ ما يَجهَلُ
عَلِمتُ مِنَ الحُسنِ ما يَجهَلُ / فَلا كانَ مِن جاهِلٍ يَعذِلُ
وَقَد سَلَبَ اللَهُ عَنهُ القَبولَ / وَيَعلَمُ أَنّي لا أَقبَلُ
وَلَو كانَ لي عَزمَةٌ في السُلُوِّ / لَما كُنتُ مِن أَجلِهِ أَفعَلُ
أَجِئتَ عَلى القَلبِ مُستَأذِناً / فَقَد حَلَفَ القَلبُ لا تَدخُلُ
ثَقيلٌ عَلى القَلبِ مِنكَ السُكوتُ / وَأَنتَ إِذا قُلتَ لي أَثقَلُ
فَقُل لي وَما لَكَ مَعنىً يَصِحُّ / عَلى أَيِّ شَيءٍ تُرى تُحمَلُ
كَفاكَ الهَوى أَجَلي أَن تَراهُ / فَحَسبُكَ أَنّيَ مُستَعجِلُ
وَما الحُبُّ إِلّا الحُسامُ الصَديء / إِذا العَذلُ مَرَّ بِهِ يُصقَلُ
مِنَ الحَيِّ أَوجُهُهُم في الدُجى / تُنيرُ فَما لَيلُهُم أَليَلُ
تُرى نارُهُم لِحَريقِ القُلوبِ / فَقَد أَوقَدوها وَلَم يَصطَلوا
وَبَينَ بُيوتِهِمُ أَنصُلٌ / خِضابُ الظَلامِ بِها يَنصُلُ
أَتِلكَ الَّتي قَتَلتَ بِالعُيونِ / هُنالِكَ أُصرَعُ أَو أُقتَلُ
قالوا الأَحِبَّةُ ما صَدّوا وَلا وَصَلوا
قالوا الأَحِبَّةُ ما صَدّوا وَلا وَصَلوا / إِذاً فَقُل لِيَ ما أَحيَوا وَما قَتَلوا
وَالقَتلُ لي راحَةٌ لَكِنَّهُم أَبَداً / لا يَسمَحونَ بِشَيءٍ فيهِ لي أَمَلُ
مِثلُ العَواذِلِ لَمّا ضَلَّ سَعيُهُمُ / لا أَمسَكوا عَذلَهُم عَنّي وَلا عَذَلوا
ما لي بِهِم وَبِهِجرانِ الحَبيبِ وَإِس / رافِ الرَقيبِ وَتَشنيعِ العِدا قِبَلُ
وَلَيسَ في خاطِري أَيضاً وَلا زَمَني / وَلا لِمَعشارِ ما أَلقاهُ مُحتَمَلُ
إِن زَلَّ عَزمِيَ فَهوَ البَحرُ زَلزَلَةً / وَقَد يَخِفُّ إِذا ما زُلزِلُ الجَبَلُ
أَخرَجتُموني مِنَ الدُنيا وَما خَرَجَت / نَفسي وَفارَقَها مَن لا لَهُ أَمَلُ
فَالنَفسُ مِن هَمِّها في جِسمِها اِعتُقِلَت / بَل صاحِبُ النَفسِ تَحتَ الهَمِّ مُعتَقَلُ
الذنبُ لِلحُسنِ لا لِلحُبِّ إِن عَدَلوا / في الحُكمِ لَكِنَّهُم في الحُكمِ ما عَدَلوا
مَنِ الَّذي مِنهُما مِن قَبلِ صاحِبِهِ / أَم لَم يَكُن بَينَ وَجدانَيهِما مَهَلُ
مالي سَبيلٌ إِلى الدُنيا وَكَيفَ بِها / يا لَيتَني مِثلُ مَن ضاقَت بِهِ السُبُلُ
لِمَن إِذا ما قُلتُ قَولاً أَقول
لِمَن إِذا ما قُلتُ قَولاً أَقول / الخَطُّ في الماءِ كَعَهدِ المَلول
ما عَهدُهُ إِلّا خَضابٌ عَلى / شَيبٍ يُحَلّيكَ وَلَكِن يَحول
وَما إِلى وَصلِكَ في حالَتي / سُهدي وَنَومي أَبَداً مِن وُصول
يا وَعدَهُ مِثلُكَ لي طَيفُهُ / كِلاكُما لَيسَ لَهُ مِن مُثول
في خاطِري وَالسَمعِ مِن ذا وَذا / قَولٌ وَأَحلامُ أَمانٍ تَجول
مَن لي بِهِ قَبلَ اِنقِضاءِ الصِبا / فَخَلفَهُ لِلبَينِ حادٍ عَجول
فَرُبَّما أُصبِحُ بَعدَ الصِبا / كَالطَلَلِ العافي الجَديدِ المَحول
هَل أَنتَ في حينَئِذٍ واقِفٌ / أَيُّ حَبيبٍ واقِفٌ في طُلول
وَلَم تَطُل ما بَينَنا حالَةٌ / سِوى عِتابٍ لَم تَدَعهُ يَطول
قَطَعتَ بِالإِعراضِ إِقبالَهُ / فَأَعرَضَ القَولُ فَماذا أَقول
بَلاغَةُ الأَقوالِ ضَيَّعتَها / بَينَ قَبولٍ وَاِفتِقادِ القَبول
وَالقَولُ إِذ تُعدَمُ آثارُهُ / مِثلُ سِهامٍ عادِماتِ النَصول