المجموع : 20
لاهُمَّ رَبَّ الناسِ إِن كَذَبَت
لاهُمَّ رَبَّ الناسِ إِن كَذَبَت / لَيلى فَعُرَّ بِثَديِها ثُكلُ
إِنّي صَرَمتُهُمُ وَما صَرَموا / لا بَل لِكُلِّ إِخائِهِم دَخلُ
لَيسَ الإِخاءُ إِذا اِتَّبَعتَ بِأَن / يُقصى الخَليلُ وَيُحرَمَ السُؤلُ
فَاِقطَع بِلادَهُمُ بِناجِيَةٍ / كَالسَيفِ زايَلَ غِمدَهُ النَصلُ
تَعدو إِذا تَلَعَ النَهارُ كَما / قَطَعَ الجَفاجِفَ خاضِبٌ هِقلُ
حَمِشُ المَشاشِ عِفارُهُ لُمَعٌ / قَرِدٌ كَأَنَّ جِرانَهُ حَبلُ
وَكَأَنَّما بِمَخَطِّ مَنسِمِهِ / مِن خَلفِهِ مِن خُفِّهِ نَعلُ
تَهدي الرِكابَ إِذا الرِكابُ عَلَت / مَوراً كَأَنَّ جَديدَهُ سَحلُ
فَاِنظُر خَليلَيَّ هَل تَرى ظُعُناً / كَالدَومِ أَم أَشباهُها الأَثلُ
يَنظُرنَ مِن خَلَلِ الخُدورِ كَما / نَظَرَت دَوامِجُ أَيكَةٍ كُحلُ
فيهِنَّ جازِيَةٌ إِذا بَغَمَت / تَخشى السِباعَ غَذا لَها طِفلُ
نَحنُ الَّذينَ لِحِلمِنا فَضلٌ / قِدماً وَعِندَ خَطيبِنا فَصلُ
وَإِذا نُطاوِعُ أَمرَ سادَتِنا / لَم يُردِنا عَجزٌ وَلا بُخلُ
وَلَنا مِنَ الأَرضينَ رابِيَةٌ / تَعلو الإِكامَ وَقودُها جَزلُ
وَلَنا إِذا اِرتَحَلَت عَشيرَتُنا / رَحلٌ وَنَحنُ لِرَحلِنا أَهلُ
نَعلو بِهِ صَدرَ البَعيرِ وَلَم / يُوجَد لَنا في قَومِنا كِفلُ
وَلَنا رَوايا يَحمِلونَ لَنا / أَثقالَنا إِذ يُكرَهُ الحَملُ
وَلَنا فَوارِسُ يَركَبونَ لَنا / في الرَوعِ لا مَيلٌ وَلا عَزلُ
مُتَقارِبٌ أَطنابُ دورِهِمُ / زُهرٌ إِذا ما صَرَّحَت كُحلُ
المُطعِمونَ إِذا النُجومُ خَوَت / وَأَحاطَ بِالمُتَوَحِّدِ المَحلُ
نَدَعُ الدَنِيَّةَ أَن تَحُلَّ بِنا / وَنَشُدُّ حينَ تَعاوَرَ النَبلُ
أَمثالُهُم مِن خَيرِ قَومِهِمُ / حَسَباً وَكُلُّ أَرومِهِم مِثلُ
لَسنا نَموتُ عَلى مَضاجِعِنا / يا لَيلُ بَل أَدواؤُنا القَتلُ
أَتصرِمُ لَهواً أَم تُجِدُّ لَها وَصلا
أَتصرِمُ لَهواً أَم تُجِدُّ لَها وَصلا / وَما صَرَمَت لَهوٌ لِذي خُلَّةٍ حَبلا
وَما الوَصلُ مِن لَهوٍ بِباقٍ جَديدُهُ / وَلا صائِرٍ إِلّا المَواعيدَ وَالمَطلا
أَباحَت فَلاةً مِن حِمى القَلبِ لَم تَكُن / أُبيحَت عَلى عَهدِ الشَبابِ وَلا كَهلا
فَإِن تَكُ لَهوٌ أَقصَدَتكَ فَإِنَّها / تَريشُ وَتَبري لي إِذا جِئتُها نَبلا
عَلى أَنَّني لَم أَبلُ قَولاً عَلِمتُهُ / لِغانِيَةٍ إِلّا وَجَدتُ لَهُ دَخلا
وَرَدَّ جَواري الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا / لِبَينِهِمُ مِنّا مُخَيَّسَةً بُزلا
فَتَبَّعتُ عَينَيَّ الحُمولَ صَبابَةً / وَشَوقاً وَقَد جاوَزنَ مِن عالِجٍ رَملا
رَفَعنَ غَداةَ البَينِ خَزّاً وَيُمنَةً / وَأَكسِيَةَ الديباجِ مُبطَنَةً خَملا
عَلى كُلِّ فَتلاءِ الدِراعينِ جَسرَةٍ / تُمِرُّ عَلى الحاذَينِ ذا خُصَلٍ جَثلا
وَأَعيَسَ نَضّاخِ المَقَذِّ مُفَرَّحٍ / يَخُبُّ عَلى الحِزّانِ يَضطَلِعُ الحَملا
تَناضَلُ أَيديها بِمُستَدرِجِ الحَصى / وَإِن عيجَ مِن أَعناقِها وَبَلَت وَبلا
ظَعائِنُ مِن لَيثِ بنِ بَكرٍ كَأَنَّها / دُمى العَينِ لَم يُخزينَ عَمّاً وَلا بَعلا
هِجانٌ إِذا اِستَيقَظنَ مِن نَومَةِ الضُحى / قَعَدنَ فَباشَرنَ المَساويكَ وَالكُحلا
رَعابيبُ يَركُضنَ المُروطَ كَأَنَّما / يَطَأنَ إِذا أَعنَقنَ في جَدَدٍ وَحلا
أَلا أَيُّها المَرءُ الَّذي لَيسَ مُنصِتاً / وَلا قائِلاً إِن قالَ حَقّاً وَلا عَدلا
إِذا قُلتَ فَاِعلَم ما تَقولُ وَلا تَكُن / كَحاطِبِ لَيلٍ يَجمَعُ الدِقَّ وَالجَزلا
فَلَو طُفتَ بَينَ الشَرقِ وَالغَربِ لَم تَجِد / لِقومٍ عَلى قَومي وَلَو كَرُموا فَضلا
أَعَزَّ وَأَمضى في الصَباحِ فَوارِساً / إِذا الخَيلُ جالَت في أَعِنَّتِها قُبلا
إِذا الشَولُ راحَت وَهيَ حُدبٌ حَدابِرٌ / وَهَبَّت شَمالاً حَرجَفاً تُحفِرُ الفَحلا
رَأَيتَ ذَوي الحاجاتِ يَتَّبِعونَنا / نُهينُ لَهُم في الحُجرَةِ المالَ وَالرَسلا
نُقيمُ بِدارِ الحَزمِ لَيسَ مُزيلُنا / مُقاساتُنا فيها الشَصائِصَ وَالأَزلا
لَنا السورَةُ العُليا وَأَوَّلُ شَدَّةٍ / إِذا نَحنُ لا قَينا الفَوارِسَ وَالرَجلا
نَفَينا سُلَيماً عَن تِهامَةَ بِالقَنا / وَبِالجُردِ يَمعَلنَ السَخاخَ بِنا مَعلا
مُضَبَّرَةً قُبَّ البُطونِ تَرى لَها / مُتوناً طِوالاً أُدمِجَت وَشَوىً عَبلا
إِذا اِمتُحِنَت بِالقَدِّ جاشَت وَأَزبَدَت / وَإِن راجَعَت تَقريبَها نَقَلَت نَقلا
بِكُلِّ فَتىً رَخوِ النِجادِ سَمَيدَعٍ / وَأَشيَبَ لَم يُخلَق جَباناً وَلا وَغلا
بِأَيديهِمُ سُمرٌ شِدادٌ مُتونُها / مِنَ الخَطِّ أَو هِندِيَّةٌ أُحدِثَت صَقلا
إِذا ما فَرَغنا مِن قِراعِ كَتيبَةٍ / صَرَفنا إِلى أُخرى يَكونُ لَهُم شُغلا
وَإِن يَأتِنا ذو حاجَةٍ يُلفِ وَسطَنا / مَجالِسَ يَنفي فَصلُ أَحلامِها الجَهلا
تَقولُ فَنَرضى قَولَها وَنُعينُها / بِقولٍ إِذا ما أَخطَأَ القائِلُ الفَصلا
مَصاليتُ أَيسارٌ إِذا هَبَّتِ الصَبا / نَعِفُّ وَنُغني عَن عَشيرَتِنا الثِقلا
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني / فَلَمّا غَلَت في اللَومِ قُلتُ لَها مَهلا
ذَريني فَإِنّي لا أَرى المَوتَ تارِكاً / بَخيلاً وَلا ذا جَودَةٍ مَيِّتاً هَزلا
مَتى ما أَصِب دُنيا فَلَستُ بِكائِنٍ / عَلَيها وَلَو أَكثَرتِ عاذِلَتي قُفلا
وَماءٍ بِموماةٍ قَليلٍ أَنيسُهُ / كَأَنَّ بِهِ مِن لَونِ عَرمَضِهِ غِسلا
حَبَستُ بِهِ خوصاً أَضَرَّ بِنَيِّها / سُرى اللَيلِ وَاِستِقبالُها البَلَدَ المَحلا
قِفا تَعرِفا بَينَ الرَحى فَقُراقِرٍ
قِفا تَعرِفا بَينَ الرَحى فَقُراقِرٍ / مَنازِلَ قَد أَقوَينَ مِن أُمِّ نَوفَلِ
تَهادَت بِها هوجُ الرِياحِ كَأَنَّما / أَجَلنَ الَّذي اِستودِعنَ مَنها بِمُنخُلِ
مَنازِلُ يُبكينَ الفَتى فَكَأَنَّما / تَسُحُّ بِغَربَي ناضِحٍ فَوقَ جَدوَلِ
يَسُحّانِ ماءَ البِئرِ عَن ظَهرِ شارِفٍ / بِأَمراسِ كَتّانٍ وَقِدٍّ مُوَصَّلِ
كَما سالَ صَفوانٌ بِماءِ سَحابَةٍ / عَلَت رَصَفاً وَاِستَكرَهَت كُلَّ مَحفِلِ
تَراءَت لَها جِنِّيَّةٌ في مَساجِدٍ / وَثَوبَي حَريرٍ فَوقَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
وَأَهلَلتُ لَمّا أَن عَرَفتُ بِأَنَّهُ / عَلى الشَحطِ طَيفٌ مِن حَبيبٍ مُؤَمَّلِ
وَحَلَّت بِأَرضِ المُنحَنى ثُمَّ أَصعَدَت / بِعُقدَةَ أَو حَلَّت بِأَرضِ المُكَلَّلِ
يَحُلُّ بِعِرقٍ أَو يَحُلُّ بِعَرعَرٍ / فَفاءَت مَزارَ الزائِرِ المُتَدَلِّلِ
وَخَرقٍ كَأَهدامِ العَباءِ قَطَعتُهُ / بَعيدَ النِياطِ بَينَ قُفٍّ وَأَرمُلِ
بِناجِيَةٍ وَجناءَ تَستَلِبُ القَطا / أَفاحيصُهُ زَجري إِذا التَفَتَت حَلي
وَنَحنُ قُعودٌ في الجَلاميدِ بَعدَما / مَضى نِصفُ لَيلٍ بَعدَ لَيلٍ مُلَيَّلِ
لَقَطنَ مِن الصَحراءِ وَالقاعِ قُرزُحاً / لَهُ قُبَصٌ كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
إِذا صَدَرَت عَن مَنهَلٍ بَعدَ مَنهَلٍ / إِلى مَنهَلٍ تَردي بِأَسمَرَ مُعمَلِ
لَها مُقلَتا وَحشِيَّةٍ أُمِّ جُؤذَرٍ / وَأَتلَعُ نَهّاضٌ مُقَلَّدُ جُلجُلِ
إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبيطِ وَتامِكٍ / عَلى صُلبِها كَأَنَّهُ نَصبُ مِجدَلِ
وَإِنّي لَأَشوي لِلصِحابِ مَطِيَّتي / إِذا نَزَلوا وَحشاً إِلى غَيرِ مَنزِلِ
فَباتوا شِباعاً يَدهِنونَ قِسِيَّهُم / لَهُم مِجلَدٌ مِنها وَعَلَّقتُ أَحبُلي
وَأَضحَت عَلى أَعجازِ عوجٍ كَأَنَّها / قِسِيُّ سَراءٍ قُرِّمَت لَم تُعَطَّلِ
وَعَرجَلَةٍ مِثلِ السُيوفِ رَدَدتُها / غَداةَ الصَباحِ بِالكَمِيِّ المُجَدَّلِ
وَأَيسارِ صِدقٍ قَد أَفَدتُ جَزورَهُم / بِذي أَوَدٍ خَبشِ المَذاقَةِ مُسبِلِ
حِسانُ الوُجوهِ ما تُذَمُّ لِحامُهُم / إِذا الناسُ حَلّوا جِزعَ حَمضٍ مُجَذَّلِ
وَأَلوَت بِريعانِ الكَنيفِ وَزَعزَعَت / رُؤوسَ العِضاهِ مِن نَوافِحَ شَمأَلِ
تَرى أَثَرَ العافينَ حَولَ جِفانِهِم / كَما اِختَلَفَت وِرداً مَناسِمُ هُمَّلِ
عَلى حَوضِها بِالجَوِّ جَوِّ قُراقِرٍ / إِذا رَوِيَت مِن مَنهَلٍ لَم تَحَوَّلِ
أَلا تِلكَ أَخلاقُ الفَتى قَد أَتَيتُها / فَلا تَسأَلوني وَاِسأَلوا كُلَّ مُبتَلي
غَداةَ بَني عَبسٍ بِنا إِذ تَنازَلوا / بِكُلِّ رَقيقِ الحَدِّ لَم يَتَفَلَّلِ
مِنَ الحَيِّ إِذ هَرَّت مَعَدٌّ كَتيبَةً / مُظاهِرَةً نَسجَ الحَديدِ المُسَربَلِ
إِذا نَزَلَت في دارِ حَيٍّ بَرَتهُمُ / وَأَحمَت عَلَيهِم كُلَّ مَبدىً وَمَنهَلِ
أَقَمنا لَهُم فيها سَنابِكَ خَيلِنا / بِضَربٍ يَفُضُّ الدارِعينَ مُنَكَّلِ
إِلى اللَيلِ حَتّى ما تَرى غَيرَ مُسلَمٍ / قَتيلٍ وَمَجموعِ اليَدَينِ مُسَلسَلِ
وَنَحنُ قَتَلنا الأَجدَلَينِ وَمالِكاً / أَبا مُنذِرٍ وَالجَمعُ لَم يَتَزَيَّلِ
وَقُرصاً أَزالَتهُ الرِماحُ كَأَنَّما / تَرامَت بِهِ مِن حالِقٍ فَوقَ مَهيَلِ
وَحُجراً قَتَلنا عُنوَةً فَكَأَنَّما / هَوى مِن حَفافي صَعبَةِ المُتَنَزَّلِ
فَما أَفلَحَت في الغَزوِ كِندَةُ بَعدَها / وَلا أَدرَكوا مِثقالَ حَبَّةِ خَردَلِ
سِوى كَلِماتٍ مِن أَغانِيِّ شاعِرٍ / وَقَتلى تَمَنّى قَتلَها لَم تُقَتَّلِ
وَنَحنُ قَتَلنا بِالفُراتِ وَجِزعِهِ / عَدِيّاً فَلَم يُكسَر بِهِ عودُ حَرمَلِ
فَلَم أَرَ حَيّاً مِثلَهُم حينَ أَقبَلوا / وَلَم أَرَ حَيّاً مِثلَنا أَهلَ مَنزِلِ
فَقُلنا أَقيموا إِنَّهُ يَومَ مَأقِطٍ / قِسِيٌّ تَبُذُّ المُقرِفينَ مُعَضَّلِ
بِأَيديهِمُ هِندِيَّةٌ تَختَلي الطُلى / كَما فَضَّ جاني حَنظَلٍ نَضرَ حَنظَلِ
بِكُلِّ فَتىً يَعصى بِكُلِّ مُهَنَّدٍ / نَدٍ غَيرِ مِبطانِ العَشِيّاتِ عَثجَلِ
كَعِجلِ الهِجانِ الأَدمِ لَيسَ بِرُمَّحٍ / وَلا شِنَجٍ كَزِّ الأَنامِلِ زُمَّلِ
وَمِن لا تَكُن عادِيَّةٌ يُهتَدى بِها / لِوالِدِهِ يُفخَر عَلَيهِ وَيُفسَلِ
عَزَزنا فَما لِلمَجدِ مِن مُتَحَوَّلٍ / سِوى أَهلِهِ مِن آخَرينَ وَأُوَّلِ
وَقَد عَلِمَت عُليا مَعَدٍّ بِأَنَّنا / عَلى الهَولِ أَهلُ الراكِبِ المُتَغَلغِلِ
وَأَسيافُنا آثارُهُنَّ كَأَنَّها
وَأَسيافُنا آثارُهُنَّ كَأَنَّها / مَشافِرُ قَرحى في مَبارِكِها هُدلُ
وَأَفراسُنا مِثلُ السَعالى أَصابَها
وَأَفراسُنا مِثلُ السَعالى أَصابَها / قِطارٌ وَبَلَّتها بِنافِجَةٍ شَملُ
جَلَبنا الخَيلَ مِن أَكنافِ نيقٍ
جَلَبنا الخَيلَ مِن أَكنافِ نيقٍ / إِلى كِسرى فَوافَقَها رِعالا
تَرَكنَ لَهُم عَلى الأَقسامِ شَجواً / وَبِالحَقوَينِ أَيّاماً طِوالا
وَداعِيَةٍ بِفارِسَ قَد تَرَكنا / تُبَكّي كُلَّما رَأَتِ الهِلالا
قَتَلنا رُستَماً وَبَنيهِ قَسراً / تُثيرُ الخَيلُ فَوقَهُمُ الهِيالا
تَرَكنا مِنهُمُ حَيثُ اِلتَقَينا / فِئاماً ما يُريدونَ اِرتِحالا
وَفَرَّ البيرُزانُ وَلَم يُحامِ / وَكانَ عَلى كَتيبَتِهِ وَبالا
وَنَجّى الهُرمُزانَ حِذارُ نَفسٍ / وَرَكضُ الخَيلِ موصِلَةً عِجالا
تَذَكَّرتُ إِخوانَ الصَفاءِ تَيَمَّموا
تَذَكَّرتُ إِخوانَ الصَفاءِ تَيَمَّموا / فَوارِسَ سَعدٍ وَاِستَبَدَّ بِهِم جَهلا
وَدارَت رَحى المَلحاءِ فيها عَلَيهِمُ / فَعادوا خَيالا لَم يُطيقوا لَها ثِقلا
عَشِيَّةَ أَرماثٍ وَنَحنُ نَذودُهُم / ذِيادَ الهَوافي عَن مَشارِبِها عَكلا
وَبيضٍ تَطَلّى بِالعَبيرِ كَأَنَّما
وَبيضٍ تَطَلّى بِالعَبيرِ كَأَنَّما / يَطَأنَ وَإِن أَعنَقنَ في جُدَدٍ وَحلا
لَهَونا بِها يَوماً وَيَوماً بِشارِبٍ / إِذا قُلتَ مَغلوباً وَجَدتَ لَهُ عَقلا
أَلِكِني إِلى قَومي السَلامَ رِسالَةً
أَلِكِني إِلى قَومي السَلامَ رِسالَةً / بِآيَةِ ما كانوا ضِعافاً وَلا عُزلا
وَلا سَيِّئي زِيٍّ إِذا ما تَلَبَّسوا / إِلى حاجَةٍ يَوماً مُخَيَّسَةً بُزلا
وَقَومٌ عَلَيهِم عِقبَةُ السَروِ مُقتَفى
وَقَومٌ عَلَيهِم عِقبَةُ السَروِ مُقتَفى / بِنَدمانِهِم لا يَخصِفونَ لَهُم نَعلا
يا أَبا الصَلتِ لَو يُخَبَّرُ مَيتاً
يا أَبا الصَلتِ لَو يُخَبَّرُ مَيتاً / لَفظُ حَيٍّ بِوُدِّهِ أَن يَقولا
لَأَنالَ اليَقينَ إِنّي سَأَرعى / لَكَ حَتّى المَماتِ وُدّاً دَخيلا
فَلَمّا رَأَونا بادِياً رُكَباتُنا
فَلَمّا رَأَونا بادِياً رُكَباتُنا / عَلى مَوطِنٍ لا نَخلِطُ الجِدَّ بِالهَزلِ
تَوَلَّوا وَأَعطَونا الَّذي يَتَّقي بِهِ ال / ذَليلُ وَمِنّا الخِرقُ ذو المَنطِقِ الفَصلِ
بِطَعنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ إِذا اِتَّقَت
بِطَعنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ إِذا اِتَّقَت / وَضربٍ كَأَفواهِ المُفَرَّجَةِ الهُدلِ
وَمِن ظُعُنٍ كَالدَومِ أَشرَفَ فَوقَها
وَمِن ظُعُنٍ كَالدَومِ أَشرَفَ فَوقَها / ظِباءُ السُلَيِّ واكِناتٍ عَلى الخَملِ
وَأَنتَ تَحُلُّ الرَوضَ رَوضَ قُراقِرٍ
وَأَنتَ تَحُلُّ الرَوضَ رَوضَ قُراقِرٍ / كَعَيناءَ مِرباعٍ عَلى جُؤذَرٍ طِفلِ
يُفَلِّقنَ رَأسَ الكَوكَبِ الفَخمِ بَعدَما
يُفَلِّقنَ رَأسَ الكَوكَبِ الفَخمِ بَعدَما / تَدورُ رَحى المَلحاءِ في الأَمرِ ذي البَزلِ
وَأَغلَقُ مِن دونِ اِمرِئٍ إِن أَجَرتُهُ
وَأَغلَقُ مِن دونِ اِمرِئٍ إِن أَجَرتُهُ / فَلا تُبتَغى عَوراتُهُ غَلَقَ القُفلِ
مُدمَجٌ سابِغُ الضُلوعِ طَويلُ ال
مُدمَجٌ سابِغُ الضُلوعِ طَويلُ ال / شَخصِ عَبلُ الشَوى مُمَرُّ الأَعالي
تَذَكَّرتُ لَيلى لاتَ حينَ اِدِّكارِها
تَذَكَّرتُ لَيلى لاتَ حينَ اِدِّكارِها / وَقَد خُنِيَ الأَصلابُ ضُلُّ بِتَضلال
وَما بَيضَةٌ باتَ الظَليمُ يَحُفُّها / إِلى جُؤجُؤٍ جافٍ بِمَيثاءَ مِحلال
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ بَطنِ قُراقُرٍ / تَخوضُ بِهِ بَطنَ القَطاةِ وَقَد سال
لَطيفَةُ طَيِّ الكَشحِ مُضمَرَةُ الحَشا / هَضيمُ العِناقِ هَونَةٌ غَيرُ مِتفال
تَميلُ عَلى ظَهرِ الكَثيبِ كَأَنَّها / نَقاً كُلَّما حَرَّكتَ جانِبَهُ مال
وَكَأسٍ كَمُستَدمى الغَزالِ قَرَعتُها / لِأَبيَضَ عَصّاءِ العَواذِلِ مِفضال
يُدِرُّ العُروقَ بِالسِنانِ وَظَنُّهُ / يُضيءُ العَمى في كُلِّ لَيلَةِ بَلبال
كَأَنَّ رِداءَيهِ إِذا قامَ عُلِّقا / بِجِذعٍ قَويمٍ لاضَئيلٍ وَلا بال
وَيُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّما / جَلا لَونَ خَدَّيهِ بِمُذهَبَةٍ طال
كَآدَمَ لَم يُؤثِر بِعِرنينِهِ الشَبا / وَلا الحَبلُ تَخشاهُ القُرومُ إِذا صال
إِنَّ بَني سَلمى شُيوخٌ جِلَّه
إِنَّ بَني سَلمى شُيوخٌ جِلَّه /
شُمُّ الأُنوفِ لَم يَذوقوا الذِلَّه /
بيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّه /
مُستَحقِبينَ حَلَقَ الأَشِلَّه /